التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

الملل الزوجي الخراب الصامت

الملل آفة من آفات النفس البشرية ومرحلة من الخمول تنتابها بين الحين والآخر، وهي وإن كانت فطرة طبيعية لكنها ليست محمودة على كل حال، لأن الملل يدفعنا لترك قضيتنا ويجهض رسالتنا بعد بدايات متوهجة وعزيمة متقدة، لكن يبقى الرفق بالنفس هو خير دواء مع الوضع في الاعتبار أن أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل.

«الملل الزوجي» .. شعور يعتبره الزوجان نذير خطر، ولكن هذا الإنذار قد يكون مفيداً إذا أدرك الزوجان أنه طور عابر يعني الحاجة الماسة إلى التغيير والتجديد في نمط حياتهما، وقد لا يكون الإنذار بهذه البساطة إذا أخذ منحى آخر، ووصل أحد الزوجين إلى حلٍ منفرد فأحدث التغيير بمفرده بعيداً عن الأسرة والمنزل كالسهر الطويل خارج البيت والتنزه والرحلات. الانغماس في هوايات ومواهب جديدة، كالألعاب الإلكترونية والإنترنت. الانخراط في عمل طويل ومجهد. اختلاق المشاكل والمنغصات داخل البيت التي قد تصل إلى الانفصال. بعض الأزواج يلجأ إلى الزواج ثانية وأحياناً ثالثة والبعض يبحث عن علاقات غير شرعية أو سلوك خاطئ.
والملل شيء يأتي غالبًا من داخل الإنسان لانتصار الظروف السيئة وكثرة المشاغل والأعباء والضغوط، ولكي ينجو الزواج من مصيدة الملل، يجب الاهتمام بتجديد طقوس الحياة الزوجية ورعاية تغيير أنماطها من وقت لآخر، فالزواج مثل الكائن الحي يظل متمتعًا بالحيوية ما دام هناك الجديد، ولن يتم قهر الملل إذا لم يكن لدى الإنسان غاية في هذه الحياة.

– تبادل الهدايا حتى وإن كانت رمزية، فوردة توضع على مخدة الفراش قبل النوم لها سحرها العجيب، وبطاقة صغيرة ملونة كتب عليها كلمة جميلة لها أثرها الفعال، والرجل حين يدفع ثمن الهدية، فإنه يسترد هذا الثمن إشراقًا في وجه زوجته، وابتسامة حلوة على شفتيها، وكلمة ثناء على حسن اختيارها، ورقة وبهجة تشيع في أرجاء البيت.

– تخصيص وقت للجلوس معًا والإنصات بتلهف واهتمام للمتكلم، وقد تعجَّب بعض الشرّاح لحديث أم زرع من إنصات الحبيب المصطفى –صلى الله عليه وسلم- في حديث عائشة –رضي الله عنها- الطويل وهي تروي القصة .. من المهم تخصيص هذه الجلسات الحميمية يتصارح فيها كلا الزوجين، ويتحدثان لبعضهما عما يشعر كل طرف منهما تجاه الآخر، وذلك حتى يتخلصا من كمِّ المشاحنات الداخلية والرواسب النفسية.

– النظرات التي تنم عن الحب والإعجاب، فالمشاعر بين الزوجين لا يتم تبادلها عن طريق أداء الواجبات الرسمية، أو حتى عن طريق تبادل كلمات المودة فقط، بل كثير منها يتم عبر إشارات غير لفظية من خلال تعبيرة الوجه، ونبرة الصوت، ونظرات العيون .. فكل هذه من وسائل الإشباع العاطفي والنفسي.

– التحية الحارة والوداع عند الدخول والخروج، وعند السفر والقدوم، وعبر الهاتف.

– الثناء على الزوجة، وإشعارها بالغيرة المعتدلة عليها، وعدم مقارنتها بغيرها.

– الاشتراك معًا في عمل بعض الأشياء الخفيفة كالتخطيط للمستقبل، أو ترتيب المكتبة، أو المساعدة في طبخة سريعة، أو الترتيب لشيء يخص الأولاد، أو كتابة طلبات المنزل الأسبوعية، وغيرها من الأعمال الخفيفة التي تكون سببًا للملاطفة والمضاحكة وبناء المودة.

– التوازن في الإقبال والتمنع، وهذه وسيلة مهمة، فلا يُقبل على الآخر بدرجة مفرطة، ولا يتمنع وينصرف عن صاحبه كليًا، وقد نُهِيَ عن الميل الشديد في المودة، وكثرة الإفراط في المحبة، ويحتاج التمنع إلى فطنة وذكاء فلا إفراط ولا تفريط، وفي الإفراط في الأمرين إعدام للشوق والمحبة، وقد ينشأ عن هذا الكثير من المشاكل في الحياة الزوجية – التفاعل من الطرفين في وقت الأزمات بالذات، كأن تمرض الزوجة أو تحمل، فتحتاج إلى عناية حسية ومعنوية، أو يتضايق الزوج لسبب ما، فيحتاج إلى عطف معنوي، وإلى من يقف بجانبه، فالتألم لآلم الآخر له أكبر الأثر في بناء المودة بين الزوجين، وجعلهما أكثر قربًا ومحبة أحدهما للآخر.

– التجديد المستمر؛ فلا بد أن تجيد الزوجة فنّ التغيير، التغيير في الملبس والتغيير في المكياج، والتغيير في تسريحة الشعر، والتغيير في العطور… نعم عند الزوجة ملابس مناسبة، وعطور جيدة وشعر جميل، ولكن هذا لا يُغني؛ إذ إن التغيير مطلوب في حدّ ذاته، فهو من البهارات اللازمة لتغيير نمط العلاقة الزوجية.

– لا تلغي وجود زوجتك، فالشورى مهمة في الحياة الزوجية، ولابد أن يشعر كل واحد بأنه مشارك فعال في الأسرة وأنه غير مهمل.

– الاختلاف الدائم في الرأي يؤدي غالباً إلى اختلاف القلوب، فوافقي زوجك أحياناً حتى وإن كنت غير مقتنعة. واعلمي أن الطاعة في غير معصية الله، وأنها من المعروف.

– الإجازات من أعظم الوسائل لقتل الملل في الحياة الزوجية، فلابد من جعل يوما واحدا في الأسبوع للخروج للترفيه عن النفس الابتعاد عن الروتين المنزلي، وجعل يوم في الشهر لخروج الزوج والزوجة فقط دون الأبناء، وحبذا لو كان الذهاب إلى مكان شاعري أو مكان له ذكريات جميلة في حياة الزوجين، ولو خُتمت النزهة بهدية رقيقة من أحد الزوجين لكان أفضل وأروع.

– يجب على الزوجة أن تراعي ظروف زوجها، فالحياة صارت من الصعوبة لتوفير حياة كريمة، كما يجب عليها أن تشاركه روحيًّا ومعنويًّا لتشعره أنَّها شريكته في الكِفاح، ولتصرف عن نفسه الشعور بأنه وحيد في حياته، أو أنها بعيدة عنه وتريد نفسها فقط، أو أن اهتمامها به قلَّ نظرًا لظروفه الحياتية التي أجِبَر عليها.

وأخيرا فلقد ثبت علميا أن المرأة لديها القدرة على التجديد والابتكار أكثر من الرجل. إذ أن طبيعة المرأة تجعل لديها القدرة على التخيل والابتكار، والتجديد دائماً يحتاج إلى تخيل وابتكار، ومن المشاكل التي تواجه المرأة المجددة في الحياة الزوجية أن الزوج لا يشجعها أحيانا، وإذا كان الزوج لا يشجع زوجته على التجديد فأنها لن تستمر.

يقول علماء السلوك: «إننا إذا لم نمتدح صاحب السلوك الحسن، فإنه سيترك سلوكه، ولكن ذم السلوك السيِّئ لا يؤدي دوماً إلى ترك السلوك السيِّئ» لذا فهم يؤكدون على أهمية امتداح السلوك الإيجابي.
وفي أحيان أخرى ترى الزوجة التجديد من زاوية معينة ولكن الزوج يراه من زاوية أخرى، ولكن الأصل في الموضوع هو السعادة، فليحاول كل طرف أن يري الطرف الآخر من زاويته، فهي غاية الهدف، لأنهم سيرون زاويتين جديدتين، وهي مشاعر في قمة الروعة والجمال.

والمشكلة الأخرى هي مشكلة هؤلاء الأشخاص الذين ينتظرون من الآخرين أن يدخلوا السرور على قلوبهم ولا يبادرون هم بهذا العمل.




التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

حركات رومنسية, لللزوجة الذكيه لتجديد الحياة الزوجي

هل تشعرين ببرود زوجك نحوك؟؟
هل سألتي نفسك يوما ماهو السبب؟؟
هل جربتي طرقا تجددين بها حياتك ؟؟
هل تريدين من يساندك ؟

اذن رافقيني لأوصلك لبعض الأشياء الخفيه التي لم تخطر على بالك
وتجدد حياتك مع زوجك

تعلمين ونعلم جميعا بأن الكثير من الأزواج قبل ارتباطهم , رسم كل منهما شريك حياته
بريشة فنان , ولونها بلون الغروب , وغطاها بالغيوم متشبعة بقطرات الندى,
ولا يرتاح الفؤاد الا عندما يجد كل منهما مبتغاه , وتتم الخطوبه ,
حينها تغزوا الكلمات والاحلام الورديه حياتهم قبل الزواج , فيعبثوا حينها بالكون ,
ويبحروا بزورقهما في الفضاء , تحمله أجنحة الريح , شباكهم تصطاد الكلمات التي لم تخطر ببال ألف شاعر أعياه الحب , مرساهم القمر , وحبات الرمل النجوم ,
يقف الجمر بساحتهم ضيفاً , فيستقبلونه بلهيب الشوق ,
لقد فضلوا العيش بين النجوم , الى أن يتم لقائهم , وينال كل منهم مبتغاه تحت شرع الله وسنة نبيه , فيهبطوا حينها الى أرض الواقع , تلمس أقدامهم حبات الرمل الحارقه ,
ويسقط القمر من الخريطه , منخرطين بمشاكل الحياة والعمل ومتطلبات المنزل ,
فيتحول حديث الحب الى اللحم والدجاج والليمون الأسود , فيكره الزوج بيته
ويندفع الى اصدقائه0
حينها يبدأ دور الزوجة الذكيه00
في استعادة الحب وأحيائه من جديد بطرق تبهر الزوج وتسحره
طرق كثيره تستطيعين اختراعها, وسأقدم لك الأن بعضا منها00

(1) احضري قصاصات من الورق , واكتبي في كل ورقه كلماتك الرومانسيه فمثلا
# زوجي المحب أين كلماتك الشفافه
# أحبك من كل أعماق قلبي
# كم أنا بحاجة الى دفء حبك
# أنت أجمل شيء تلقيته في حياتي
# همسه أسطرها بأحرفي الاهثه لأقول لك أحبك
وغيرها من تلك العبارات 00

أطوي بعدها تلك القصاصات كلا على حدى , وضعيها في سلة مزينه بالورود
واجعليها قريبة من متناول يده , وأخبريه [ان هذه الوريقات بمثابة مضاد حيوي يعالجك
كلما شعرت بفتور الحب بيننا
طريقه مرحه خصوصا اذا انت قدمتي له العلاج تذكره بحبكما السابق0

(2) أتصلي عليه يوما قبل حضوره للمنزل واستدعيه الى غاباتك الاستوائيه
قد يتعجب من كلمة غابات لكن حينما يحضر سينبهر من تلك الغابه التي اعددتيها اياه
بعد أن يجدك قد حضرتي له طعامه ومايحب من أكلات ويسعد بمظهرك الأنيق
وحينما يدخل الى الحمام ليستحم سيتفاجأ بتلك الغابه000
بالطبع تكونين قد فرشتي أرضية الحمام بالفوط الخضراء و شبهتي المكان
بخضرة الغابه , وتكونين قد أطفأتي أنوار الحمام وأشعلتي بدلا منها الشموع
وأحضرتي مبخره وجعلتى الدخان الخفيف يتصاعد منها
وفتحتي ماء الدش لينسكب و يملىء حوض الاستحمام
وقد ركزتي كشاف بلمبة زرقاء على الماء ليعكس زرقته وكأنه بحيره صغيره
وتجعلي تطفو عليه زجاجه فارغه تطلبين من زوجك بفتحها
وعندما يفتحها سيجد في داخلها ورقه كتبتي داخلها
….. كل التعابير تبحر في شواطينا …….
أو أي جمله أخرى تختارينها

هذه الاشياء ستكسر الروتين الممل وتدخل على علاقتكما نوعا من التجديد

(3) عند خروجه من الحمام فاجأيه بوجود بجامته داخل صندوق فوق سريره
سيفتح الصندوق وسيرى فوق بجامته كرت كتب عليه كلماتك الرومانسيه وفوقه حبة شوكولاته

(4) جددي غرفته ببعض الحركات البسيطه
انثري مره فوق سريره ورق ورد أحمر , انيري الانوار الملونه المتحركه , ثم بدلي تلك الانوار بنور الشموع الهاديء , أكتبي مره بأصبع الروج على مرآة مغسلته كلمة أحبك , فاجئيه بهدايا سواء كانت هناك مناسبه ام لم تكن , غيري بطريقة لبسك وتسريحة شعرك في كل مره00

خطوات بسيطه كهذه تجددين بها علاقتك مع زوجك وهذا كله سيرافقه بالطبع هدوء طبعك ومشاركتك له بمشاكله مبعدة عنه كل مايعكر مزاجه

ارجوا ان اكون قد وصلت بك الى بعض النقاط التى خفيت عنك
والتي ستحي بها علاقتك مع شريك حياتك

:0149:




خليجيةخليجيةخليجية


رووووووووعه

يسلمووو الايادي على الطرح الرائع

اعذب التحايا وارقها ….

ودمت بخير ….

خليجيةخليجيةخليجية




خليجية



تتسلم ايدك وعقلك اللي يجدد ! عفوا اللي يفكرهذا التجديد ولا بلاش:sdgsdgh::009:



التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

انتقي الكلمات والاسلوب .دروس الحوار الزوجي

عندما تنظرين الى زوج صامت وامراة حانقة عابسة فاعلمي ان هناك ما يفصل بينهما الا وهي الكلمات المناسبة للولوج الى القلب المغلق الحزين الوحيد

مفتاح التفاهم والأنسجام ,الفرق في الحوار بين المرأة والرجل ……..

الحوار بين الزوجين هو مفتاح التفاهم والانسجام، الحوار هو القناة التي توصلنا إلى الآخر. فعندما نتحاور إنما نعبّر عن أنفسنا بكل خبراتنا الحياتية وبيئتنا الأسرية والتربوية، نعبّر عن جوهر شخصيتنا عن أفكارنا عن طموحاتنا… فالحوار ليس أداة تعبير "لغوي" فقط بل الحوار هو أداة التعبير الذاتي.

فكيف لزوجين يرمون إلى التفاهم والانسجام وتحقيق المودة والألفة من دون أن يُحسنا استخدام الحوار ؟

1-ما هي أسس تعلّم "الحوار" وكيف يمكن ممارسته في الحياة الزوجية والأسرية بحيث يتحقق الانسجام والتفاهم الزوجي والاستقرار الأسري؟

2-ما هي المفاهيم الخاطئة لدى الزوجين المسببة لانقطاع الحوار بينهما أو لسوء ممارسته؟

3-كيف ينظر كل من الزوجين إلى الحوار وما مقدار حاجته وأهميته بالنسبة له؟

4- وهل يختلف معنى الحوار والحاجة إليه عند كل منهما وماهي الفروقات النفسية والفكرية في طريقة استخدام الحوار بينهما ؟

5-كيف يمكن علاج مشكلة الرجل الصامت والمرأة الثرثارة ؟

6- ما هي الأساليب الناجحة في بناء الحوار الإيجابي والفعّال بين الزوجين؟
******************
ما هي أسس تعلّم "الحوار" وكيف يمكن ممارسته في الحياة الزوجية والأسرية بحيث يتحقق الانسجام والتفاهم الزوجي والاستقرار الأسري؟

أن تعلّم "الحوار" وممارسته في الحياة الزوجية والأسرية من أهم العوامل التي تحقق الانسجام والتفاهم الزوجي والاستقرار الأسري.
فالحوار فن ومهارة, وهو يتطلب الإفادة من التجارب الشخصية, وحب التفاعل مع الآخرين, وتقبل العادات والتقاليد, والإصغاء واحترام الآراء. وإدارة الحوار فن لا يقوم على الموهبة وحدها, بل يتطلب عملاً متوصلاً على الذات وممارسة يومية مع الآخرين.وخاصة في الحياة الأسرية .

2-ما هي المفاهيم الخاطئة لدى الزوجين المسببة لانقطاع الحوار بينهما أو لسوء ممارسته؟

أولاً: المفاهيم الخاطئة المعوّقة لعملية الحوار بين الزوجين:

يوجد العديد من المفاهيم الخاطئة التي يعتقد بها الأزواج تعيق عملية الحوار والتواصل بين الزوجين بشكل غير مباشر. ونذكر أبرزها:

أ- مفاهيم سلبية خاصة لدى الزوج:

-يفترض الزوج أن الزوجة تتصرف كما يتصرف هو من حيث أسلوب التفكير والمحادثة.
-الاستهانة بشكوى الزوجة واعتبارها من أساليب الزوجة النكدية.
-التعامل معها بلغة العقل وإغفال الجانب العاطفي وذلك مقياسًا لطبيعة الرجل وأسلوب حياته.
-الاستخفاف باقتراحات الزوجة لحل المشاكل المطروحة نظرا لعدم الثقة بقدرتها على إيجاد الحلول المناسبة.
-أن الزوج قد وفّى بكل مطالب الزوجة وأدى واجباته المالية من حيث السعي والعمل والإنفاق وهكذا يكون قد أدى دوره.
-أن الزوجة بطبعها كثيرة الثرثرة فمن الأفضل عدم اعطائها الفرصة للتحدث والعمل على إيقافها عند اللزوم.
-على الزوجة فقط أن تبادر لتحادث زوجها وتؤمن له الراحة النفسية.
-لا يوجد وقت كافي للتحادث مع الزوجة نظرا لضغط الأعمال وضيق الأوقات وهي ستتفهّم ذلك.

**************************

الفروقات النفسية والفكرية في طريقة استخدام الحوار عند الزوج والزوجة:

أ- عند الزوج:

•إن الرجل لا يتكلم إلا لهدف معيّن، فهو لا يقصد الحوار بذاته أي لأنه يريد أن يتكلم فقط، إنما يقصد الحوار لتحقيق غاية معيّنة مثال إثبات الذات، جلب المصالح، المناقشة والمنافسة، كسب العلاقات العامة..
لذلك نرى الرجل يتكلم خارج المنزل أكثر من داخله، ويستعمل كل أسلحته خارجاً للفوز ولتحقيق أهدافه، ولهذا فهو يستهلك الكثير من الكلام ما يجعله يظهر بمظهر المتكلم والثرثار خارجاً، وعند عودته إلى المنزل نراه قليل الكلام لأنه بذل مجهوداً كبيراً في الخارج ولم تبقى لديه الطاقة التي تعينه.

• كذلك فإن المنزل بالنسبة لمعظم الرجال هو المكان الذي لا يتوجب عليه الكلام فيه، فهو قادم للراحة. فالراحة للرجل هي الابتعاد عن المنافسات والمناقشات الطويلة، الراحة بالنسبة للرجل هي عدم الكلام.

• كما أن الرجل لا يستخدم الحوار إلا إذا أراد أن يستفسر عن أمور معيّنة أو يتحقق من واقعة، ونادراً ما يتحدث الرجل عن مشاكله إلا إن كان يبحث عن حلّ عند خبير، لأن بنظره "طلب المساعدة عندما يكون باستطاعتك تنفيذ العمل هو علامة ضعف أو عجز" .

• يجد الرجال صعوبة قصوى في التعبير عن مشاعرهم وقد يشعرون بأن كيانهم مهدد إن أفصحوا عن ذلك، وهذا ما يدفعهم للتعبير عن مشاعرهم بطرق أخرى مختلفة عن الحوار.

ب- عند الزوجة:

• تشعر النساء بقيمتهن الذاتية من خلال المشاعر ونوعية العلاقات التي تقيمها مع الآخرين. ويختبرن الاكتفاء الذاتي من خلال المشاركة والتواصل.. فإن الحوار والتواصل بالنسبة للمرأة هي حاجة ضرورية وملّحة، هي حاجة نفسية فإن لم تشبعها يحدث لديها اضطراب. وقد تلجأ المرأة إلى تصريف هذه الحاجة من خلال إقامة العلاقات الاجتماعية والمشاركة في جلسات حوارية مختلفة خارج المنزل، وبالرغم من أنه يلبي حاجة في نفسها إلا أن الزوجة لا يمكن أن تشعر بقيمتها الذاتية إلا من خلال إشباع حاجة الحوار لديها مع زوجها. فإن كان الزوج من النوع الذي لا يحاور زوجته أو لا يصغي لحديثها، فإن الزوجة تفسّر ذلك بأنه لا يحبها ولا يقدّرها، وهذا بالتالي يؤثر على نفسية الزوجة فتقوم بردات فعل تجاه الزوج مسيئة للعلاقة الزوجية.

• كما أن الزوجة داخل المنزل تكثر الكلام وتتكلم في أمور شتى لأن المنزل هو المكان الأمثل الذي تشعر فيه بحرية الكلام وعدم خوفها من ملاحظات الآخرين، فتتكلم بأمور كثيرة مهمة وغير مهمة. الحياة بالنسبة للمرأة عبارة عن اتصال ودي ومحاولة خلق جو ملؤه المحبة والوئام، والكلام هو أفضل وسيلة، فتظهر أنها ثرثارة تختلق الكلام حتى ولو لم يكن هناك شيء مهم.

*****************************

ج- لغة المرأة مختلفة عن لغة الرجل:

• لا يختلف الرجل عن المرأة بيولوجيا ونفسيا فقط، أيضا في طريقة استخدام اللغة. فعندما يتكلم الرجل يختار كلماته بدقة وواقعية، فهو كل كلمة ينطقها يقصدها ويعنيها بذاتها. لذلك نرى كلامه مرتباً متسلسلاً منطقياً، ويبتعد عن استخدام لغة العاطفة في حديثه. بينما المرأة عندما تتحدث تستخدم لغة العاطفة في كلامها. فغالبا ما نراها تستخدم هذه العبارة: " أنا أحسّ، أشعر.." وعندما تتكلم المرأة فهي تطلق أحكاما عامةّ شمولية ولا تقصدها لذاتها إنما لتبالغ في التعبير عن شعورها أو ما يزعجها. مثال تقول للزوج "أنت بحياتك ما أخرجتني.. ألف مرّة قلت لك لا تفعل ذلك.. إنك لا تشعر بي أبدا…." هذه العبارات يفهمها الرجل كما هي على الإطلاق وذلك لأنه يفهم كلامها من منظاره هو، أي يفهم هذه العبارات كلمة كلمة، وهذا ما يثير غضب الزوج. وقد نرى في هذه الحالة ردة فعل عنيفة له قائلا على سبيل المثال:" كيف لا! ألم نخرج في الأسبوع الماضي يوم كذا الساعة كذا… كلا لم تخبريني سوى ثلاث مرات…. لقد فعلت كذا لأعبر لك عن شعوري معك، ألا تذكرين موقف كذا في يوم وتاريخ قد فعلت لك وقمت وشاركتك مشاعرك…" وهذه الأمثلة الصغيرة كثيرا ما تتكرر في الحوار بين الزوجين، وهو حوار سلبي في حال استمر على هذا الحال. فإن الرجل هنا يحكم على حديث المرأة مقارنة باستخدامه الخاص للغة، كما أن المرأة لا تستوعب ردة فعل زوجها وتظن أنه يحاسبها على ما فعله لأجلها وهو يسرد لها هذه التفاصيل..

•اختلافات أخرى في اللغة : تلجأ المرأة لتعبّر عن معاناتها أو ما يؤلمها ويشغل بالها من خلال الحوار. فالمرأة تفكّر بصوت عال، وهي توجّه الحديث إلى زوجها لأنها تحتاج في هذه اللحظات إلى دعمه العاطفي والمعنوي، على سبيل المثال عندما تقول الزوجة:" آه إن رأسي يؤلمني.. كم تعبت اليوم في العمل لقد واجهت مشاكل كثيرة… لا أدري ماذا أفعل غدا مع هذا الموقف… إن والدتي مريضة ولدي إلتزامات كثيرة غدا كيف أوفق بين ذلك كلّه.." تستخدم الزوجة هذه العبارات لتعبّر عن ما يجول في خاطرها من أفكار، وعن ما يختلج في صدرها من مشاعر، لكن ما يزيد من ألم الزوجة هو عدم تفّهم الزوج حاجتها للدعم النفسي والعاطفي وخاصة عندما يرد عليها بهذه العبارات:

" يمكنك أخذ مسكّن لوجع الرأس.. أتركي العمل أو خففي من وقت العمل… يمكنك فعل كذا وكذا في هذا الموقف… يمكنك الاعتذار عن بعض الالتزامات وإخبار والدتك بذلك.." الرجل هنا يعتبر أن المرأة عندما تشتكي بهذه الطريقة لأنها عاجزة عن إيجاد الحلول وأنها تطرح عليه ذلك للمساعدة، وإن الرجل بطبيعته العملية يصغي لما تقول ويعتبر أنه المسؤول عن إيجاد الحلّ لمساعدة زوجته في ذلك. لكن المرأة يغضبها ردّ الرجل وتتهمه في هذه الأوقات بأنه لا يتفهمها ولا يشعر معها، فبدل أن يخفّف عنها معاناتها يزيدها ألما فهي في هذه اللحظات تحتاج لأن يقول لها مثلا:" سلامتك حبيبتي.. يضمها ، يقبلها.. ماذا حدث معك في العمل لماذا أنت تعبانة؟… آه يا زوجتي كم أنت حنونة وحسّاسة أنا فخور بك لأنك تحترمين والدتك وأنك إنسانة فاعلة في المجتمع.. تعالى نتحدث كيف يمكن أن نخرج مما تعانين.." بهذه العبارات يمتلك الرجل المرأة ويشعرها بأنها محظوظة بهذا الزوج الذي يتفهمها ويقدّرها.. لهذا على الرجل أن يفهم هذا الاختلاف في التعبير، فالمرأة هنا لا تشتكي لعجز عن الحل إنما لتعبّر عن مشاعرها أو لأنها تفكّر بصوت عال..

• ومن الاختلافات أيضاً، عندما تطلب المرأة شيئا أو تقترحه على زوجها قد يعتبر الرجل أنها تأمره، فالمرأة تقترح ليناقشها الزوج ولا يعني أنها تبت بهذا الموضوع. على عكس الرجل فعندما يطلب أو يقترح فغالبا ما يكون قد أخذ القرار بذلك..

• كذلك في حالة الحوار بين الزوجين تنتقل المرأة من موضوع إلى آخر مختلف، من دون أن تنهي الموضوع الذي بدأت به وقد تستدرك ذلك في آخر حديثها فتعود للموضوع الأول وتنهيه، وهكذا دواليك… وهذا يتعب الرجل فهو يحلل أثناء حديث الزوجة، يقول ما علاقة الموضوع الأول بالثالث أو هذه الحادثة مثلا، فيتضح له أنه لا علاقة! قد يتفاجأ من ذلك فهو بطبيعته تركيزي أي يناقش موضوعا موضوعا ولا يترك ملفات مفتوحة.. فكأن الرجل يستخدم طريقة عامودية والمرأة تستخدم طريقة أفقية في الحديث..
هذه الاختلافات إن لم يعيها الزوجان قد تفجّر بركانا من الخلافات الزوجية، وتبدأ النيران بالاشتعال بمجرد أن يستخدمان الحوار النفسي السلبي، فما هو هذا الحوار؟يتبع ……….

د- الحوار النفسي السلبي عند الزوجين:

الحوار النفسي السلبي هو الحوار الداخلي الذاتي، أي طريقة الحوار مع النفس فالحوار عند الانسان ينقسم إلى حوار داخلي أي أفكارك التي تدور في بالك وما تحدثه لنفسك، وحوار خارجي هو التعبير اللغوي.

في موقف معيّن بين الزوجين على سبيل المثال، عندما يطلب الزوج من زوجته أن تسهر معه وقتا طويلا وترفض ذلك الزوجة لأنها تشعر بالتعب نتيجة أعمالها الشاقة في ذلك اليوم وتستأذن لتنام. هذا الموقف تختلف فيه ردات فعل الأزواج، وذلك وفقاً للحوار النفسي الذي يفعله الرجل. قد يحدّث الرجل نفسه في هذا الموقف " إنها لا تحترمني لا تقدّر رغباتي لقد احتجت بالتعب لتتهرب مني- إنها تتعمد إغضابي- لا تحبني- إنها أنانية…" هنا استخدم الرجل الحوار النفسي السلبي (وكذلك الحال لو عكسنا المثال على المرأة) ودخل الرجل في دائرة الحوار النفسي وهي:
فكرة سلبية- تضخيم هذه الفكرة وإيجاد تفسيرات ذاتية لها- توتر داخلي- تصاعد التوتر- غضب- مشكلة مع الطرف الآخر.

لذلك نلاحظ في كثير من الأحيان أن الزوجين قد يطلبان الطلاق لأسباب ظاهريه بسيطة ، إنما يكون الدافع من وراء ذلك هذا الحوار النفسي السلبي الذي لم يتعالج ولم يتم التحدث عنه وتفريغه. فهذا الرجل أو المرأة الذي دخل في هذه الدائرة يفتعل أي مشكلة مع زوجته ويضخمها عقابا لها، وفقا لما يعتقده من أفكار سلبية نحوها لا تمت بأي صلة للواقع إنما هي أفكار سلبية وهمية. وإن الانسان (زوج أم زوجة) تكثر عنده هذه الحالات من الحوار في حال كان يعيش ظروف عدم الأمان وعدم الشعور بالأهمية والتقدير الذاتي. وأفضل نصيحة للذي يعاني من هذه الأفكار أن لا يأخذ الأمور مأخذاً شخصياً بل يفسّر الحدث بواقعيته. وأن يحارب هذه الأفكار السلبية بطرح أفكار نفسية إيجابية، فبدل أن يتهم الزوجة بأفكار سلبية معينة يمكن أن يستبدلها بأفكار إيجابية، يعني أن يخلق لها مبررات إيجابية ويضخم هذه الأفكار في نفسه بحيث أن يقتنع بها ويعامل زوجته على هذا الأساس الإيجابي، فلا بد من إلتماس الأعذار الإيجابية للطرف الآخر




يسلمو كلام رائع ومفيد الله ينور قلبك



يا سلام على هذا الكلام
ياريت لو يقرأوا الازواج
يسلمووووو كتييييييير



يسلمو علي الموضوع الاكثر من رائع



الله يسلمكن يالغاليات



التصنيفات
المواضيع المتشابهة لاقسام الصحة والحياة

أشياء تثير الزوجي الواعي بزوجته

السلام عليكم

أسئلة من هذا النوع تدور في عقل المرأة التي تريد أن ترضي وتثير زوجها .. ليبقى لها زوجاً راغباً عاشقاً كما تشتهي

كل أنثى . ومن هنا أحب أن أقول لا يكفي أن نلم بفنون الأغراء الجنسية فقط والملابس والعطور

فهناك أيضاَ أمور مهمه تثير أعجا ب الرجل في الأنثى وتكمل شعور الحب في نفسه غير أنها تتزين وتطبخ وتربي وتعلم وتتحلى بأخلاق كريمة .. ومن تجارب عايشتها و حكايات استثارة ملاحظاتي ..

وجدت أن

: 1 كم يثير الرجل أن يجد زوجته تقرأ في السرير كتاباً

.. 2 كم يثير الرجل أن يجد في رأس زوجته هموماً أكبر من تسريحة شعرها ومشاكل البيت والأولاد … (رغم أهميتهما )

3كم يثير الرجل أن تكون زوجته ملمة بعلوم مثل علم الطب الطبيعي والأعشاب، والمساج ، الاسعاف ، وقليل من السياسة ، والوعي الأقتصادي .

4كم يثير الرجل أن تكون زوجته حريصة على ممارسة التمارين الرياضيه وحريصة على أن يمارسها هو معها .

5كم يثير الرجل أن يشعر أنه يتكلم مع أنسانه لها شخصيتها المستقلة الواعية لفن النقاش والحديث وتقبل الرأي الأخر ..وفنون الأصغاء والأتكيت على المائدة وعند زيارة الناس وما يناسب من شراء الهدايا في المناسبات الاجتماعية .

6كم يثير الرجل أن يجد زوجته لا تقبل بالتكلم عن أسرار الأخرين وحريصة في انتقادها ومصداقيتها في نقل الأحداث وهدوء أعصابها عند الأزمات ولباقة ردها عند المواجهات .. وأن يشعر أنها حتى لو أخطأت لن تكذب لخوفها منه .

7كم يثير الرجل أن يرى زوجته حريصة على عبادتها حتى لو كان هو مقصراً .. وحريصة على عفة عينيها حتى عن الأفلام الجنسية التي قد يحب أن يشاركها مشاهدتها .

8وكم يثير الرجل أن يجد زوجته تهتم بتثقيف نفسها وحرصها على تعلم الجديد وصنع شيء لذاتها دون أهمالها لبيتها وله .. كتعلم تلاوة القرآن الكريم وحفظه ، كتعلم استخدام الحاسوب وتوظيف برامجه في ما يهم دراسة الأولاد .. وما قد يكون مفاجأة رومانسية لزوجها في مناسبات خاصة تبتدعها هي .

9 كم يثير الرجل أن تعرف زوجته كيف تختار الألوان وتنسق بينها وأن تجيد استخدام ادوات الرسم والكاركتير والزخرفة وابتكار ما يثير الشهية من تزيين المائدة وغرف البيت من صناعات يدوية هي أبتكرتها استغلت بها خامات متوفرة في البيت لا تكلف الكثير .

10كم يثير الرجل أن يجد العون عند زوجته إن احتاج إلى طباعة أو نسخ أو كتابة أو صياغة لورقة ما أو تدقيق حساباته ، وتذكيره بمواعيده أو حسن تصرف تشير به هي عليه وبحس انتقاء الألفاظ مع مرؤوسيه أو رؤسائه ( دون التدخل في خصوصياته أو فرض النصيحة)
منقوول.:0136::0136::0136:




خليجية



والله كلام من ذهب
المرأة نصف المجتمع وما اروع ان تكون مثقفة وراقية بالتعامل مع زوجها ومع الناس فهي تؤثر ايجابيا على ابناؤها وتزرع فيهم كل الخصال الحسنة
مشكورة زهرة عزيزتي وموضوعك رائع ويستحق القرأة والتقيم



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إحساسي ليك ..& خليجية
خليجية

ياهلا وغلا.




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fida خليجية
والله كلام من ذهب
المرأة نصف المجتمع وما اروع ان تكون مثقفة وراقية بالتعامل مع زوجها ومع الناس فهي تؤثر ايجابيا على ابناؤها وتزرع فيهم كل الخصال الحسنة
مشكورة زهرة عزيزتي وموضوعك رائع ويستحق القرأة والتقيم

ياهلا يااخت فدا . المراة هي الام.وهيمن يزرع ويسقي ويربي وعلى قولة الشاعر
الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق
ومنورة بردودك المميزة ونقاشك االمفيد والرائع.




التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

التفاهم الزوجي

بسم الله الرحمن الحيم
اخواتي هذ ه من المشاركات الاولى لي بهذا المنتدى اللطيف وعسى ان نكون اصدقاء متعاونين في هذا المجال
اما بعد . الزواج من النعم الكثيرة التي من الله سبحانه وتعالى بها على البشرية جمعاء ( وجعاناكم شعوبا وقبائل لتعالرفو ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) ولكن على المرء ان يدرك بانه يجب ان يتنازل كل من الزوجين عن 50% من شخصياتهم ليتفاهموا او يلتقوا بما تبقى من هذ ه النسبة ولكي يتجنبوا الكثير من المشاكل التي من الممكن ان تحدث وان يكون هدفهم الاسمى هو ادامة الجنس البشري تطبيقا لقول الرسول الكريم باني اباهي بكم الامم وتاسيس عائلة ترتكز على حب الله والقران الكريم والسنة النبوية ولدينا المزيد من هذا مستقبلا ولكن بانتظار ارائكم ايها الاخوان0



عيوني حبيباتي اشو ولا وحدة ما انطتني رايها وينها ردودكم الجميلة الي تنور الصفحة



مشكوووووورة ياقلبي ……….

لاخلا ولاعدم…….




يسلمووووووووووو ع النصائح



مشكووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووره..



التصنيفات
منوعات

الذوبان الزوجي صورة طبق الأصل!

الحياة الزوجية حلمُ كل فتاة وفتى، وحين يتم الزواج تتمازج الأرواح في جاذبية عجيبة، فمن خلال العشرة الطيبة والتعامل المستمر بين الزوجين، ونتيجة للحب؛ تذوب المشاعرُ، وتبعًا لهذا تنصهر كينونة الرجل والمرأة ويصبحان شخصية واحدة، فكلاهما يتطبع بالطبع نفسه، وينتهج الأسلوب نفسه.

والكثير نسمعهم يقولون: فلانة تغيرت بعد زواجها، أو فلان تغير بعد زواجه، فهل هذا التغير والانصهار يعد إيجابا أو سلباً، وكيف يحافظ كل شخص على كينونته وأسلوبه برغم حبه لمحبوبة، وهل الحب يعني الذوبان والانصهار! وهناك أزواج وزوجات كل منهم يتشبث برأيه ويحافظ على كينونته لئلا ينصهر وليحقق ذاته، ومن هنا يحصل الخصام، ولا بد من التنازل لتسير الحياة.

"الألوكة" استطلعت آراء المتخصصين في هذه القضية الأساسية في الحياة الزوجية:
أسس الحياة الزوجية:
استهل أ. إسماعيل رفندي (المستشار النفسي) ذلك بقوله: "أعتقد أن الحياة الزوجية يجب أن تبنى على أسس ثلاثة، وأن تراعى هذه الأسس قبل وبعد هذا المنعطف الخطير والمهم؛ الخطير لأن أي خلل فيه يؤدى إلى معاناة وتوريث المشاكل، ومن ثم إلى تعاسة في الحياة الزوجية، ومهم لأنَّ بناء الحياة الاجتماعية يبدأ منه، وتشارك في تكامل شخصيه الإنسان رجلا كان أو امرأة.

الأساس الأول: التفاهم: أي معرفة كل منهم عقلية الآخر، والاتفاق على أكبر قدر من النقاط المشتركة، وتحديد الأولويات، والاعتراف بالرأي الآخر في جميع مسائل الحياة.

الأساس الثاني: التعارف: وليس معنى التعارف معرفة المظاهر وأسماء وألقاب الآخر، ولكن المراد منه معرفة الذات، ومعرفة ما في أغوار أنفسهم وطبائعهم، وبأي شيء يتأثر ومدى استجابته للسلبيات والإيجابيات، ولا بد من أخذ الاحتياط؛ لأن أي انحراف نفسي يؤدى إلى ما هو أسوأ، يجب أن يدرك ويعالج بسرعة.

ثم يُضيف أ. إسماعيل رفندي قائلاً:
"الأساس الثالث: التكافؤ: والتكافؤ ليس معناه أن يكونا متساويين في التحصيل الدراسي والمستوى المعيشي والنسب، ولكن الأولى أن تكون سماتُ وأنماط الشخصية متقاربةً، تقارب الميل والطموح والتصورات وأهداف الحياة، وكيفية التعامل مع تلك المجالات, إذًا التفاهمُ يقرب الزوجين إلى الاتفاقات الحساسة, والتعارف يطمئنهم في كيفيه التعامل, والتكافؤ يخلق التقدير والاحترام، سواء كانت المسألة متعلقة بذواتهم أو مجالات حياتهم, هذا من الناحية الاجتماعية والنفسية، ولكن أرى أن نلتزم بكل دقة واهتمام أمام التأكيدات القرآنية والنبوية مثل الأخلاق والاستقامة والدين؛ لأن ضعفه يؤدى إلى الخيانة الزوجية وهضم الحقوق، وبحكم ممارستي للعلاج النفسي يوميا، ألتقي أناسًا أصبحت حياتهم الزوجية في خطر بسبب إهمالهم للأحكام الشرعية فيما بينهم.

معنى الذوبان الزوجي:
ومن ناحية أخرى يُوضح أ. عادل بن سعد الخوفي (المستشار الأسري) معنى كلمة الذوبان الزوجي بقوله: "(الذوبان الزوجي) مصطلح يطلق حين تفقد شخصية أحد الزوجين استقلاليتها، لتتلاشى أو تذوب أمام شخصية الطرف الآخر.

ويحصل عادة بسبب:
1- أن تكون شخصية أحد الزوجين متسلِّطة متفرِّدة، وشخصية الآخر ضعيفة مهزوزة.

2- نظرة بعض المجتمعات للمرأة، وأنَّها تابعة للرجل، منفِّذة لأوامره وتوجيهاته فقط.

3- تربية القهر والحرمان التي عاشتها الزوجة قبل زواجها، أو خشيتها فِقدان أطفالها.

4- المحبة المتمكِّنة التي يحملها أحدُ الزوجين للآخر، فيُذيبُ شخصيته كسباً لمرضاة شريك حياته.

5- الفهم الخاطئ لمفهوم قوامة الرجل، فيتحول إلى شخصية مستبدَّة، تُطالِبُ بالطاعة المطلقة.

6- رغبة أحد الزوجين تجاوزَ الخلافات المتكررة، خشيةَ الانفصال، أو تأزُّم الحياة الزوجية.

ثم يؤكد أ. عادل الخوفي سلبية هذا الذوبان بقوله: "ومظاهر هذا الذوبان سلبية جدا في حياة الزوج أو الزوجة، فعنده تُسلب الآراء والقناعات والأفكار والأهداف، ويطفو الكبت والإحباط، فالرأي ما يراه الطرف القوي، والحكم حكمه، والأمر أمره، ويبقى الضعيف ريشة في مهب الريح، فمهما كان من حكم على مجريات الأحداث، أو رأي هنا أو هناك، فإنه يبقى حبيس الفكر، مُنِعت عنه مقومات الحياة، والنهاية موت بطيء في الشخصية، واعتماد مطلق على الآخر، وتبلُّد وعدم مبالاة.

إن العلاقة بين الزوجين يجب أن تكون علاقة مسئولية من طرفين لا من طرف واحد، علاقة شريكين مسئولين عن تحقيق أهداف الزواج التي شرعها الله تعالى، ومنها تحقيق أجواء المودة والرحمة التي هي سر نجاح البيت المسلم، من خلال الكلمة الطيبة، والنصيحة الدافئة، والقدوة الحسنة، والأدوار المتكاملة.

ومن هنا نحتاج أن نحفظ لكل زوج شخصيَّته التي ارتضيناها حين ارتضيناه زوجاً، نحتاج إلى علاقة مبنيَّة على التكامل لا التصادم، فمعيار التكامل يعني أن يستفيد كل طرف من المهارات والصفات الإيجابية لدى الطرف الآخر، ويرى أن نجاح شريك حياته نجاح له، ومن هنا يسعى إلى تحفيزه، ومساعدته، وتهيئة الأجواء الإيجابية لتنمية هذه المهارات، وتوظيف هذه الصفات في بناء شخصياتهما، وتربية أولادهما".

الأسرة الناجحة:
ثم يُضيف أ. الخوفي قائلاً: "إننا لا نُلزم، كما لا نعارض التكافؤ، ولا حتى التطابق التام، إلا أن المتأمل في حياة الأسر الناجحة منذ صدر التاريخ، يجد أن احتفاظ كل طرف بشخصيته، ما دامت إيجابية، مطلب لنجاح الأسرة، واستقرار أحوالها، وتربية أبنائها التربية الصالحة.

ويمكن تحقيق ذلك من خلال التالي:
1- أن يَتَعَرَّف كل زوج خصائصَ شريك حياته، ويعمل على استثمارها لتوثيق علاقتهما، وتربية أولادهما.

2- العمل على التحاق الزوجين بدورات أسرية ومهارية متخصِّصة؛ لإكسابهما ثقافة وقدرات عملية.

3- تعزيز كل زوج لأفكار ومرئيات شريك حياته، مع فتح قنوات حوار إيجابي بينهما.

4- الاحترام والتقدير الخالص المتبادل بين الزوجين، وخصوصاً أمام الأسرة أو الأولاد.

5- استحضار سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في أسلوب تعامله مع أزواجه رضي الله عنهن.

6- تهذيب نزعة التسلط والاستقواء لدى الزوجين ليحل مكانها خصال المودة والتعاون.

7- البعد عن المعاصي، وتطوير الذات، وتنمية القدرات، والثقة بالنفس: أسباب لقوة الشخصية.

يقول علماء النبات: (في الغالب إذا زرعنا نباتين بالقرب من بعضهما، فإن جذورهما تتداخل، وتُحَسِّن من حالة التربة، فينمو النباتان بصورة أفضل)، فالناتج -من اتفاق الزوجين، وتعاونهما، واستثمار مهارات كل منهما- أفضلُ بكثير من ناتج فرد لوحده، فالعلاقة الإيجابية المبنية على الاحترام بينهما، عنصر من عناصر النجاح، ويكون ذلك بأن يُثَمِّنُ كل واحد منهما الفروق الفردية للطرف الآخر، ويحترمها، ويتَّخذها نقطة قوة، تُعين في سداد نقاط الضعف لديه.

لا أن تكون علاقتهما ببعض جافَّة متوتِّرة، تعتمد على الأوامر والنواهي وحسب، فإن هذا الفهم مخالف للشارع الحكيم، ويساعد على هدم الحياة الزوجية لا بنائها، وفي تعاستها وشقائها، لا سعادتها وهنائها.

الذوبان القسري:
ويسترسل أ. عادل الخوفي موضحاً بقوله: "هذا (الذوبان الزوجي)، بصورته الغالبة في المجتمع، سلبي، يساعد على تجنيب شريك الحياة، وتحطيم شخصيته، وخلخلة ثقته بنفسه، وعدم الاستفادة من القدرات التي حباه الله إياها، ومن ثم حرمان الأسرة من شخصية كان الأولى بها أن تكون فاعلة مؤثرة، وفيه حرمان المجتمع من إيجابية إحدى لَبِناته، فكيف لأم أن تربي أبناءها وهي مسلوبة الرأي، مقهورة الحس، ليس لها في مملكتها حول ولا قوة!! وكيف لأب أن يقود أسرة، وقد قُيِّدَتْ يداه، فلا سمع له ولا طاعة!

ثم إنَّ في هذا (الذوبان القسري) حرمانًا من التميز والإبداع في العلاقات الزوجية، وفيه مخالفة لمنهج المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقد كان يتعامل مع زوجاته رضوان الله عليهن معاملةً فيها غاية الاحترام لرغباتهن، وإحساسهن، وشخصياتهن المستقلة، وتقدير رؤاهن وعقولهن، فقد كان يستشيرهن في أشد الأمور حساسية، ويقبل منهن، ومن ذلك استشارته صلى الله عليه وسلم لأم سلمة رضي الله عنها، في صلح الحديبية عندما أمر أصحابه بنحر الهدي وحلق الرأس فلم يستجيبوا، فدخل مهموماً حزيناً على أم سلمة في خيمتها، فقالت له: اخرج يا رسول الله، فاحلق وانحر، فحلق ونحر؛ فإذا بأصحابه كلهم يقومون قومة رجل واحد فيحلقون وينحرون، وكذا استشارته لخديجة رضوان الله عليها حين نزل عليه الوحي، واستجابتها معه صلى الله عليه وسلم.

(أم سعد، وأم مهند) فتاتان في العقد الثالث من العمر، عايشْتُ أحداث حياتهما عن قرب، تزوجتا منذ ثلاث سنوات، وكلتاهما ذاقت طعم (الذوبان الزوجي).

إلا أن الأولى (أم سعد) كانت أكثر بؤساً وشقاءً، فلم يدم زواجها أكثر من ثلاثين شهراً، إذ إنَّها طلبت إنهاء هذه العلاقة، بعد أن تَجرَّعت كأس الهموم والأحزان؛ تقول عن نفسها:
تزوَّجتُ رغبةً في إعفاف نفسي، ولكي أجد في زوجي شريكاً لحياتي، ومعيناً على استكمال نجاحاتي التي بدأتها في مقاعد دراستي، ولبناء أسرة مطمئنة ناجحة طالما حلمتُ بتحقيقها؛ ومع الأسف، لم أجد في زوجي ما كنتُ أحلم به، ولم تَشفع لي كفوف الراحة والخدمة التي أحطت زوجي بها، ولا توسلاتي وجلساتي التي حاولتُ من خلالها أن أوصل صوتي إليه، فلم يكن يرى الزوجة شريكة لحياته، فهو الآمر الناهي، وعليها السمع والطاعة، وليس لي حين النقاش والحوار إلا الألفاظ المقيتة، والكلمات العنيفة.

وكانت خياراتي: إما أن تتلاشى أهدافي وأحلامي، وأذوب في حياتي الزوجية لأتحوَّل إلى ظل سلبي لزوجي، لا حول لي ولا قوة، فأموت غماً وحزنا، أو (الطلاق)، فاخترت الثاني، بعد استخارة واستشارة.

وأما الثانية (أم مهند) فقد ذاقت أيضاً (الذوبان الزوجي)، ولكن بمذاق آخر، فهي تسأل الله أن يديم عليها هذا الذوبان على خير، تقول:
تزوَّجتُ من أبي مهند بعد أن سألتُ عنه، أعجبتني فيه صفات لم أجدها في نفسي، لم أكن خالية من المهارات والصفات الحسنة، لكنه أَسَرَنِي بدماثة أخلاقه، ومراقبته لربه، وحرصه المستمر على تثقيف نفسه، وتطوير قدراته، وبفضل الله، تعاهدنا منذ أول أيام زواجنا على أن نكون شيئاً واحداً، أهدافنا، وإحساساتنا، ومشاعرنا، ننصهرُ لنكوِّن شيئاً واحداً شعاره التكامل، والحب، والتعاون، أستفيد من تجاربه وخبراته، ويستفيد من مهاراتي وقدراتي، ولله الحمد والمنة، فقد كان لنا ما نرجوه، ونرجو أن يُتِمَّ الله علينا فضله وستره وتوفيقه.

إننا أمام (ذوبان قسري)، شَقِي أصحابه، إذ إنه اعتمد التضاد والتصادم و(الأنا) البغيضة معياراً في التعامل، و(ذوبان اختياري)، سَعِدَ أصحابه، لوجود مساحة رَيَّانة من الود والتفاهم وتلاقي المشاعر، والفرق بينهما كبير.

سلبيات الذوبان الزوجي:
وتوضح أ. سحر علي المصري (مديرة جمعية مودة للإرشاد الأسري في طرابلس) معنى الذوبان الزوجي بقولها: "(الذوبان الزوجي) تعبير دقيق عن حالة قد يعيشها عدد من الأزواج أو الزوجات، ولها آثار سلبية على الحياة الزوجية واستقرارها، والذوبان الزوجي هو ذوبان أحد الزوجين في الآخر وبذلك يتم إلغاؤه وتجنيبه وعدم السماح له بالمشاركة الفعلية في اتّخاذ القرارات أو حتى إبداء الرأي، فيتحوَّل بذلك إلى (أداة) تتحرك وَفقَ رغبة الشريك دون أدنى تعبير أو إثبات للوجود، والذوبان يكون للرجل كما يكون للمرأة.

ثم تُضيف أ. سحر المصري قائلة: "وعلى الرغم من فداحة هذا الأمر في كلتا الحالتين إلا أن ذوبان الرجل في المرأة مرفوض أكثر ولا يمكن تقبّله، ويجعل الرجل محط استهزاء وسخرية، فلا يستسيغ المرء رؤية رجل ضعيف خاضع للزوجة أو لغيرها، فصورة الرجل التي تشكّلت في أذهان الناس أنه قوي قادر على حماية العائلة واتخاذ القرارات، فتشويه صورة الرجل بالذوبان تقلل هذه المعاني للرجولة.

وقد فرَّق المهتمون بأمور الأسرة بين الذوبان "الكلّي" والذوبان "الجزئي"؛ فذمّوا الذوبان الكلي، إلا أنهم وجدوا أنه في بعض الأحيان لا بد أن يمارس أحد الطرفين الذوبان "الجزئي" للحفاظ على الأسرة، وعادة ما تلجأ الزوجة إلى هذا الأسلوب لتجنّب الاصطدام مع الزوج خاصة إن كان غير متفهِّم ولا يراعي الحوار والتقدير والشورى الواجب احترامهم كأسس للعلاقة الزوجية.

وقد نجد بعض النساء اللواتي تربّين على أن الرجل هو السيد الآمر يتقبّلن فكرة الذوبان الكلي ويجدنه طبيعياً ودليلَ عافيةٍ للأسرة، وتبقى المشكلة مع النساء اللواتي استقللن وتعبن على تثقيف أنفسهنّ، فهؤلاء لا يمكنهنّ تصور وجودهنّ زوجات يتحركنَ كدمى في يد الرجل، وفئة أُخرى يدفعها الحب والعشرة الطيبة بينها وبين الزوج إلى قبول الذوبان الجزئي نتيجة مكنون العواطف تجاه الشريك.

أسباب الذوبان الزوجي:
ثم تُوضح أ. سحر المصري الأسباب المؤدية إلى الذوبان الزوجي بقولها:
• المواريث الخاطئة المكتسبة في مفاهيم الطاعة والقوامة والرجولة.
• القصور في فهم عوامل استقرار الأسرة.
• تقليد الآباء والأمهات في مسار الحياة الزوجية.

وأسباب خاصة بالشخص المذاب:
• الشخصية الضعيفة غير القادرة على اتخاذ القرارات.
• ضعف الثقة بالنفس والشعور بالدونية.
• الحب الكبير المؤدي للخضوع التام.

وأسباب خاصة بالشخص المذيب:
• محاولة إخفاء النقص في الشخصية بالسيطرة.
• الشعور باللذة والارتياح نتيجة إحكام الأمور في قبضة اليد.
• الغيرة من إمكانيات الطرف الآخر والخوف من التسلط.
• الخوف من بروز وتفوق الطرف الآخر.

مظاهر الذوبان الزوجي:
ثم تُضيف أ. سحر المصري قائلةً: "أما عن مظاهر الذوبان الزوجي فمنها:
• إلغاء الطرف الآخر.
• تجاهل آرائه ووجوده وعدم اعتباره.
• عدم استشارته في أي أمر حتى لو كان يخصّه.
• عدم إشراكه في أمور البيت والأولاد.
• عدم تشجيعه على تطوير نفسه ولا دعمه معنوياً.

وأما نتائج الذوبان الزوجي:
• كبت مزمن.
• طلاق صامت، فعلي أو عاطفي.
• إحباط ويأس.
• تبلّد وسلبية.
• فقدان الأمان.

وتُشدد أ. سحر المصري على خطورة الذوبان الزوجي بقولها: "الذوبان الزوجي بلا شك أمر خطير في الزواج؛ إذ إن الزواج في الأصل شركة حياة بين الزوج والزوجة، وليس شركة بيت فقط، فالزوج والزوجة يكملان بعضهما ويتعاونان على خدمة هذه العائلة، ولكلٍّ مسؤولياته التي يرعاها وحاجاته التي يجب توفيرها وإلا اهتزّت أعمدة الاستقرار في العائلة وانتهت إما إلى طلاق فعلي وإما إلى طلاق صامت.

فهذه "المؤسّسة" التي يديرها الزوجان لا يمكن أن تزدهر وتستمر "رابحةً" إلا إن توفّرت مقوّماتُ النجاح لها، وأساسُها شعورُ الزوجين أنها شركة فعلية بينهما ليشعرا بوجودهما وأهميتهما فيها، وقد قال الحبيب عليه الصلاة والسلام: ((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ؛ الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)).

مقومات نجاح الشراكة:
ثم تبين أ. سحر المصري مقومات نجاح الشراكة بقولها: "وتلخّص مقومات نجاح الشراكة في الآتي:
• صياغة دستور مشترك يحدِّد وظائف وأعمال كلٍّ منهما بشكل واضح.
• التعاون في حل المشكلات الأُسرية.
• التشاور في كل أمور العائلة وأدق التفاصيل فيها.
• أخذ الرأي حتى في الأمور اليومية.
• الاتفاق على كيفية تربية الأولاد والولادة وغيرها من الأمور.
• التقريب في وجهات النظر في حال الخلاف.
• وضع دستور في بداية الحياة الزوجية عن كيفية التعامل بينهما.
• المشاركة في وضع الأهداف الاستراتيجية للعائلة.
• الحرص على احترام أفكار الطرف الآخر والاهتمام بوجهة نظره.

وفي استيضاح وُزِّع على عيّنةٍ عشوائية تشمل مائتي زوج ومائتي زوجة تبيَّن أن هناك أولويات مشتركة بينهما في الحياة الزوجية ولعلّ أهمها كان: الاحترام المتبادل الشامل، وعدم الاحترام لا يتمثَّل فقط في الضرب والشتم والسباب، بل إن مجرد التجاهل وعدم أخذ الرأي والمشاركة في القرار وتسفيه الأعمال والأقوال هو أشد مظاهر فقدان الاحترام الذي يؤذي معنوياً إلى درجة كبيرة ويحدِث تباعداً بين الزوجين فتنتفي رُوح المودّة والرحمة والسكينة التي هي ركائز الزواج الأساسية كما جاء في القرآن الكريم؛ قال الله جل وعلا: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].

يقول الدكتور مأمون مبيض: "إن المشاركة في السلطة ليس خسارة لأحد الطرفين، وإنما دعم وقوة للمجموع. وقد أصبح الأصل في العلاقة الزوجية التكافؤ والصداقة والاحترام، وعلى كل طرف، ليس فقط تجنب ما يزعج الآخر، وإنما أن يسعى أيضاً للقيام بما ينفع الشريك الآخر، إنهما معاً على أرض واحدة، كشريكين مسئولين متعاونين في اتجاه واحد".

ويضيف: "وعلينا أن نضع نصب أعيننا أن الزوج ليس ندًا أو عدواً أو منافساً يجب أن نواجهه ونتحداه، وأن الحياة الزوجية ليست معركة علينا أن نخوض غمارها وننتصر فيها. ولا بد لنا أن نقف عند نقطة هامة وجوهرية، ونعي أنه ليس المهم من بيده سلطة اتخاذ القرار بقدر ما هو مهم أن يكون القرار المتخذ والمعمول به قراراً سليماً وفي صالح الحياة الزوجية".

الطاعة والقوامة:
ثم تضيف أ. سحر المصري فتقول: "جعل الله جل وعلا للأسرة رئيساً واحداً وأعطاه القوامة؛ فقال عز وجل: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء: 34].. ولكن هذه القوامة ليست تسلطاً ولا دكتاتورية ولا تحقيرًا وإنما تهذيب ورعاية..

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسيره: "أي: قوَّامون عليهن بإلزامهنّ حقوق الله تعالى، من المحافظة على فرائضه، وكفهنّ عن المفاسد، والرجال عليهم أن يلزموهن بذلك، وقوَّامون عليهنّ أيضاً، بالإنفاق عليهنّ، والكسوة، والمسكن".

ويفيض سيد قطب رحمه الله تعالى في هذه النقطة فيقول: "ينبغي أن نقول: إنَّ هذه القوامة ليس من شأنها إلغاء شخصية المرأة في البيت ولا في المجتمع الإنساني، ولا إلغاء وضعها المدني. وإنَّما هي وظيفة داخل كيان الأسرة لإدارة هذه المؤسسة الخطيرة، وصيانتها وحمايتها، ووجود القَيِّم في مؤسسةٍ ما لا يلغي وجودَ ولا شخصيةَ ولا حقوقَ الشركاء فيها، والعاملين في وظائفها، فقد حدَّد الإسلام في مواضع أخرى صفة قوامة الرجل وما يصاحبها من عطف ورعاية وصيانة وحماية، وتكاليف في نفسه وماله، وآداب في سلوكه مع زوجه وعياله".

وفي المقابل فإنّ طاعة المرأة لزوجها واجب عليها، وقد قال الحبيب عليه الصلاة والسلام: "إذا صلّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وأحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت"، فإنما هو جنّتها ونارها، ولكن هذه الطاعة التي يجب أن تكون في معروف ليست تقليدًا أعمى وعدم لشخصية المرأة، وإنّما فرضها الله تعالى على المرأة لضمان استقرار الأسرة ولمصلحة جميع أفرادها، فحين تطيع المرأة زوجها ويستشعر زوجها منها هذه الطاعة النابعة من قلبٍ راضٍ ومُحِب، فهذا سيورِث الأسرة من السعادة والاستقرار ما يقرِّب بين أفرادها.

نقطة على حرف:
ثم تختتم حديثها أ. سحر المصري قائلةً: "مهما عظُمَ إدراك ووعي وانشغال الرجل فلن يصل إلى ما وصل إليه الحبيب صلى الله عليه وسلّم، فلا يحتجنَّ أحدٌ من الرجال أنه من العظمة بمكان يؤهّله لإلغاء زوجته، بل إني أراها منقصة فيه أن لا يعرف كيف يحتوي زوجته ويحترم آراءها وأطروحاتها حتى لو لم تكن بالمستوى المطلوب.

فهذا الحبيب عليه الصلاة والسلام وقد كان مشغولاً بإدارة أمّة بأسرها ونشر تعاليم الدين في مجتمع جاهلي إلا أنه لم يتوانَ عن أخذ مشورة نسائه ومشاركتهنّ الآراء والمسؤولية، ليس فقط في أمور البيت، بل فيما يخصّ أمور الأمّة جمعاء! فكان يفضي إلى أهله بما يستره عن غيرهن وفي أمور العامّة وخاصة أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها إذ كانت موطن سرّه.

وأضرب في هذا السياق أمثلة لو تأملها الأزواج لعرفوا عظمة هذا الإسلام الذي رفع من قيمة المرأة وجعلها شريكة للرجل وليست تبعاً له وترجم هذه المعانيَ الراقيةَ على أفضل وجهٍ سيدُنا محمد صلى الله عليه وسلم لنقتدي به.

فهذه أمّنا خديجة يلتجئ إليها الحبيب ويشركها فيما أهمّه حين نزل عليه الوحي فخشي على نفسه، فآزرته وزمّلته، وهذه أمّ سلمة يدخل عليها الحبيب عليه الصلاة والسلام ويطلب مساعدتها يوم الحديبية فتشير عليه بحكمتها أن يخرج لينحر ويحلق فيتبعه أصحابه وهكذا كان وفرَّجت أزمة الحبيب عليه الصلاة والسلام الذي أعطى صورة مشرقة عن احترام وتقدير رأي الزوجة، وقد استشار زوجاته أيضاً في أمر تسريحهنّ أو بقائهنّ معه.

همسة إلى الرجل:
وتهمس أ. سحر المصري همسة لكل رجل فتقول: "إنّ الدين القويم هو أحقّ بالاتّباع من العادات، فادرس معاني القوامة والسلطة ورئاسة الأسرة من منطلقٍ شرعيّ وليس من مفاهيم ورثتها عن أهلك، فالمرأة –خاصة إن كانت متعلمة ومثقفة– تستحق المشاركة في القرار، ولكَ في الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة وهو يقول: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"، وقال أيضاً: "استوصوا بالنساء خيراً".. فاتّبِع!

وأُخرى إلى المرأة:
ثم تُردف أ. سحر المصري بهمسة إلى المرأة فتقول: "قد تشعرين أن زوجك لا يتمتّع بمقوِّمات تؤهِّله ليكون قوّاماً عليكِ، فإيّاكِ أن تُشعريه بذلك، واستخدمي ذكاءكِ لتديري دفّة القيادة من دون إهانة ولا سيطرة ولا سخرية؛ حاوريه واطرحي ما ترغبين بطريقة ذكية دون الإكثار من النصح، وادفعيه إلى أن يأخذ برأيك دون إصرار منك، تقربي منه وتتبّعي حسناته وأبدي له الإعجاب والاحترام، اتّقي الله جلّ وعلا فيه، وادعيه سبحانه أن يعينكِ على إمساك زمام الأمور بحكمة ووعي، أمّا إن كان أهلاً للقوامة ولكنّ "الكبرياء!" تمنعك من الخضوع له فراجعي نفسك قبل أن تغرق السفينة وهيهات أن ينفع الندم!

ثم تضيف أ. سحر قائلةً: "إنّ هذه الرابطة الزوجية قد عبَّر عنها القرآن الكريم بلفظ "الميثاق الغليظ" لأهميتها في استقرار النفوس والقلوب، وأرسى الإسلام لها قواعد وضمانات، وتوسّعَ في تبيان الأسس التي على الزوجين أن يلتزما بها للوصول إلى لبنة متينة في مجتمعٍ إسلامي مستقر ينشده الجميع ويتوق إليه، وما علينا إلا الاتباع لنصل إلى الاستقرار والسعادة".




خليجية



موضوع حلو كثير



مشكووووووووووووووووووووووره جزاكي الله خيرا



تسلم أيدك على الموضوع المفيد
لكِ ألف تحية مني والـــ سلام !



التصنيفات
المواضيع المتشابهة لاقسام الصحة والحياة

طرق للقضاء علي الملل الزوجي

طرق للقضاء علي الملل الزوجي

تقدم باحثة العلاقات الإنسانية شيماء فؤاد للمرأة مجموعة من النصائح والإرشادات للتخلص من الملل الذى قد يصيب الحياة الزوجية، وتبدأ هذه النصائح بمحاولة إشاعة جو المرح والمزاح فى أرجاء المنزل، والتخطيط للسفر فى رحلة قصيرة للاستجمام، مع محاولة المشاركة فى عمل اجتماعى أو نشاط ثقافى سويا لإنعاش الجو بعمل غير معتاد، ولابد أن تحاول المرأة تغيير أثاث المنزل أو نظامه أو أصناف الطعام التى تكررها عدة مرات فى الأسبوع.

ويجب على المرأة وعلى الرجل إدراك أهمية الهدايا والمفاجآت فى تغيير الملل وكسر حاجز الروتين، كما أن الإجازة الزوجية ضرورية للطرفين، فمن الممكن ذهاب الزوج فى رحلة قصيرة مع أصدقائه، أما المرأة فمن الممكن تذهب لزيارة والدتها ووالدها أو الذهاب لزيارة أحد الأقارب.
طرق للقضاء علي الملل الزوجي

وتوضح باحثة العلاقات الإنسانية أن من ضمن الأفعال التى تساعد على كسر حالة الملل أيضا تبادل الزيارات الأسرية بين الأصدقاء، مع مراعاة التوازن فى كل شىء، فلا يفضل إقبال شديد ولا تمنع شديد، فالإفراط فى الأمرين يجلب الملل.

ويفضل إذا حاول أحد الزوجين التغيير من الشكل أو الطريقة فى الملابس كل فترة من الزمن، كل هذه إرشادات تساعد على الخروج من مخيم الملل، ولكن شرط توافر رغبة كل من الطرفين فى ذلك.

طرق للقضاء علي الملل الزوجي




طرق رووووعة
تسلمي