مقتطفات من القرآن والسنة ؟!
——————————————————————————–
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزتي إن الخصومة إذا نمت وغارت جذورها وتفرعت أشواكها شلت زهرات الإيمان الغض ولم يكن في أداء العبادات المفروضة خير لأنها لا ترفع لله ولا يغفر الله للمسلم مالم يغفر لأخيه وفي مسلم (6711) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" تفتح أبواب الجنة يوم الأثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لايشرك بالله شيئا الا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا أنظروا هذين حتى يصطلحا""
عزيزتي بحق 00 ماأروع (الأخوة) في زمن قست فيه القلوب وطغى فيه سلطان المصالح00
إن شجرة الأخوة الأصيلة أصلها ثابت في أرض القلب وفرعها باسق في سماء الواقع تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها جعلنا الله وإياك من أهلها0
عزيزتي ماأجمل أن يكون داخل المؤمن نقيا بريئا من الشكوك أبيض يكن لإخوانه المودة التي لا يخدشها ظن السوء المفضي للإثم والبراءة التي لاتلوثها الريبة والطمأنينة التي لا يعكرها القلق والتوقع فلا يحقق بناء على هاجس أو ظن لم تعتم عليه قرينة الا وسوسة الشيطان لأن الناس عنده أبرياء حتى يتبين بوضوح أنهم ارتكبوا مايؤاخذون عليه وتأملي:( ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا)0
عزيزتي المجتمع الفاضل الذي يقيمه الإسلام يهدي القرآن مجتمع له أدب رفيع لكل فرد فيه كرامته التي لا تمس ولمز أي فرد بما يؤذي مشاعره ويمس كرامته لمز للنفس وفسق بعد إيمان وظلم يستلزم المسارعة بالتوبة والتحلل ممن نالته الأذية وتأملي ( ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون)
ولتراجعي قواعد الأدب النفسي للمجتمع المسلم في ضوء سورة الحجرات0
عزيزتي الكلام الصادر عن الإنسان يشير إلى حقيقة عقله وطبيعة خلقه وطرائق الحديث في جماعة ما تحكم على مستواها العام فمتى رأيت فحش قول من أفراد العائلة وقت رخائهم حين لا يربؤون بأنفسهم عن مناداة بعضهم بالألقاب البذيئة أو بأسماء الحيوانات أكرمكم الله أو بالممازحة باللعان وهذه كثيرة الله المستعان والشتم فتسائلي: هذا والحال رخاء فكيف بحال الشدة والغضب ألا يعلم أولئك أن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام لم يكن فاحشا ولا متفحشا وكان يقول: ( إن خياركم أحاسنكم أخلاقا) البخاري (5688)0
عزيزتي قام الدكتور ( بيليتر ) بدراسة عن تعزيز المناعة الذاتية والصحة النفسية للإنسان وشملت تلك الدراسة أفرادا كانوا يهتمون بتقديم الخدمات للآخرين فأظهرت الدراسة:
* أن الإيثار منفعة بدنية وعقلية ويرتبط إلى حد ما بطول العمر00
* بينما ديننا العظيم الكامل الشامل الصالح لكل زمان ومكان يوجهنا إلى ذلك فيقول النبي العظيم صلى الله عليه وسلم ( ولا يزيد في العمر إلا البر)
رواه أحمد0
عزيزتي ماأجمل الخلق (إنه الدين كله ومن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين ) ابن القيم في المدارج (2/307)
وفي الحديث :"( إن المسلم المسدد ليدرك درجة العوام القوام بآيات الله عز وجل لكرم ضريبته : أي طبيعته وسجيته – وحسن خلقه) صححه الألباني في الصحيحة (522)
عزيزتي المؤمن يصبر محتسبا لما يجده من إخوانه من جفاء وغلظة ويتحمل كل مايلقاه منهم من إساءة وأذى قولي أو فعلي حفاظا على الأخوة وحرصا على بقائها واستمرارها فلو ذهب ينتقم من كل من أساء إليه ويدفع سيئته بمثلها ربما لاينتهي الدور خصوصا إذا كان المنتقم أضعف من المنتقم منه ولا أحدبعينه على قضاء وطره منه فيصبح الناس في دوامة العنف والبطش وهذا أشد خطورة من مصلحة الانتقام) د/ سلمان العودة0
عزيزتي ارتفاع الأسعار ومعدلات الطلاق وزيادة المشكلات العائلية والأزمة المالية جميع ذلك يجعلنا نتدبر :(إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) فإنه ماأذنب عبد ذنب إلا زالت عنه نعمة من الله بحسب ذلك الذنب فإن تاب عن الذنب رجعت إليه النعمة أو مثلها وإن أصر لم ترجع إليه ولا تزال الذنوب تزيل عنه النعم حتى تسلبها كلها فمتى رأيت تكديرا في حال فاذكر نعمة ماشكرت أو زلة ماقد فعلت0
عزيزتي حذر مدير جهاز المخابرات المركزية الأمريكي ( دنيس بلير) من أن الاضطرابات الاقتصادية العالمية وزعزعة الاستقرار التي تتمخض عنها هي التهديد الأكثر إلحاحا الذي يحدق بالبلاد أكثر من الإرهاب00
لقد صدق فيهم قول الله تعالى ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون) الأنفال:(36)0
عزيزتي قد يسدي إليك شخص ما نصحا فتواجه النصح بالرفض أو قد تكون أنت الناصح المردود وتتساءلي عن السبب0
فيأتيك قوله تعالى ( وما نراك اتبعك إلا الذين هم أرذالنا بادي الرأي )0
فأكبر مانع للعبد من معرفة الحق ومن اتباعه الكبر – أعاذك الله منه – وعليه فإن الحق يعرف بأنه حق بنفسه لا بمن اتبعه0
عزيزتي من لوازم الإصلاح ومتطلبات التغيير الأمثل: اقتراب المصلح من واقع الناس ومعايشة أوضاعهم وإدراك احتياجاتهم ومكامن الخلل لديهم ليسهل عليه صياغة منهج عملي رصين يقدم فيه المشكلة مقترنة بالحل الواقعي والظاهرة بالعلاج العملي القريب من متناول الناس والمتناسب مع قدراتهم ولهذا كان من سنن دعوة المرسلين مخالطة الناس والدخول معهم في معاملاتهم وسبر أغوارهم والتحدث معهم بما يفهمون وإرشادهم إلى أقرب الطرق لإصلاحهم00 ( وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا)0
عزيزتي الرحمة كمال في الطبيعة يجعل المرء يرق لآلام الخلق ويسعى لإزالتها وليست مجرد عاطفة عارضة أو شفقة وقتية إنما هي خلق متأصل في المسلم أخرج أحمد في المسند بسند صحيح أن رجلا قال: (يارسول الله إني لأذبح الشاة فأرحمها 0 قال: والشاة إن رحمتها رحمك الله"هذا شأن من يرحم البهائم التي لا تعي 0فكيف بمن يرحم البشر على اختلاف حاجاتهم النفسية والجسمية والاجتماعية والمادية؟ فتذكري رحمك الله0
عزيزتي صلة الأرحام من أعظم القرب إلى الله بل هي من فرائض الإسلام الواجبة ومن أسباب دخول الجنة فعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رجلا قال:( يارسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال القوم : ماله؟ ماله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أرب ماله) فقال صلى الله عليه وسلم ( تعبد الله لاتشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم) رواه البخاري0
ما أجمل أن تعزز لدى أبنائنا هذه القيم !!
عزيزتي يقول الله تعالى ( وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم) التوبة :102
قال الشيخ السعدي : إن توبة الله على عبده نوعان :
1- التوفيق للتوبة
2- قبولها
وأن قوله ( اعترفوا بذنوبهم) يدل على أن المخلط المعترف النادم الذي لم يتب توبة نصوحا تحت الخوف والرجاء وهو إلى السلامة أقرب00
وأما المخلط الذي لم يعترف ولم يندم على مامضى منه بل لايزال مصرا على الذنوب فإنه يخاف عليه أشد الخوف 0
عزيزتي وفي الختام التلطف في توجيه الآخرين والسماحة معهم والتماس العذر لهم ( سهم تقدير) يستقر في سويداء قلوبهم0
صحيح أن الحزم مطلوب لكن ليس صحيحا مناسبته كل حين وبكل لفظ فالألفة من أخلاق الكبار وقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام ( المؤمن كالجمل الأنف يألف ويؤلف ) 00
أما العناد المتبادل بين الطرفين فإنه بحد ذاته عقبة تكمن وراءها معضلة0
ودمتم بخير