السودان
دولة عضو في جامعة الدول العربية وفي منظمة المؤتمر الإسلامي وفي الاتحاد الافريقي وهي أكبر الدول من حيث المساحة في أفريقيا والوطن العربي، وتحتل المرتبة العاشرة بين بلدان العالم الأكبر مساحة. تقدر مساحته بأكثر من اثنين مليون ونصف المليون كيلو متر مربع، السمة الرئيسية فيه هي نهر النيل وروافده ،يحده من الشرق أثيوبيا وأريتريا ومن الشمال الشرقي البحر الأحمر ومن الشمال مصر ومن الشمال الغربي ليبيا ومن الغرب تشاد ومن الجنوب الغربي جمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونجو الديمقراطية ومن الجنوب الشرقي أوغندا وكينيا، يقسم نهر النيل الدولة إلى شطرين شرقي وغربي. الخرطوم أو "العاصمة المثلثة" كما تعرف هي عاصمة السودان سميت مثلثة لأنها تتكون من ثلاث مدن كبيرة وهي (الخرطوم – أم درمان -الخرطوم بحري).
يعتبر السودان مهد لأقدم الحضارات العريقة، استوطن منذ 3000 سنة قبل الميلاد لشعب السودان تاريخ طويل يمتد منذ العصور القديمة والتي تداخلت مع تاريخ مصر الفرعونية والذي كان موحد سياسيا على مدى فترات طويلة. شهد السودان حرب أهلية مستمرة لقرابة 17 عام منذ إعلان الاستقلال وتلتها صراعات قبلية ودينية واقتصادية بين قبائل شمال السودان (ذات الجذور العربية والنوبية) والقبائل الأخرى في جنوبه. الأمر الذي أدى إلى اشتعال حرب أهلية ثانية في عام 1983، واستمرت الصعوبات السياسية والعسكرية، قاد العميد عمر البشير انقلاب عسكري في عام 1989 أطاحت بحكومة الأحزاب برئاسة الصادق المهدي، وأعلن نفسه رئيسا لجمهورية السودان.
تم التوقيع على الدستور الانتقالي الجديد في عام 2022 إثر توقيع اتفاقية السلام الشامل بين حكومة عمر البشير ورئيس حركة تحرير السودان د.جون قرنق وتم وضع حد للحرب الأهلية ومنح إقليم جنوب السودان حكم ذاتي ويعقبها استفتاء حول الوحدة أو الاستقلال في العام 2022.يعتبر اقتصاد السودان من بين أسرع الاقتصادات نموا في العالم خصوصا بعد اكتشاف الموارد الطبيعة والنفط والبترول وتعتبر جمهورية الصين الشعبية واليابان أكبر شركاء تجارين.
المساحة
2,503,890 كم2 (10)
967,495 ميل مربع
عدد السكان طبقاً لإحصائيات 2022
32 مليون نسمه
مسلمو جنوب السودان جزء من مقال للأستاذ أحمد سبيع
– نسبتهم 18% طبقًا لإحصاء الثلاثينيات والآن وصلوا ل35% – لجئوا إلى الأسماء المسيحية والقبلية هربًا من بطش أمراء الحرب – غياب تعاليم الإسلام دفعهم إلى الانسجام في الحياة القبلية – بحر الغزال معقل المسلمين الأكبر ولهم نسبة مؤثرة في "الدينكا" – معاهدة السلام أجبرت الحركة على منحهم مميزات كانت محرمة – الملك فاروق اختار "ملكال" لتشيد أول مسجد لهم في الجنوب – نسبة المنضمِّين إلى الإسلام في تزايد بفضل الخلوات والأوغندين
ولايات جنوب السودان
يتكون جنوب السودان من 10 ولايات، موزعة في 3 أقاليم كبرى، الأول: هو إقليم بحر الغزال المتاخم لإقليم دار فور وعاصمته واو، ويحده إفريقيا الوسطى. والثاني: إقليم الاستوائية المتاخم للكونغ الديمقراطية وأوغندا وكينيا وعاصمته جوبا. وأخيرًا: أعالي النيل وعاصمته ملكال، وهو الإقليم الأكثر ارتباطًا بالشمال؛ نتيجة التصاقه به ويحده دولة إثيوبيا، وبذلك ترتسم حدود الجنوب مع دول إثيوبيا وكينيا وأوغندا والكونغو "زائير سابقًا" وإفريقيا الوسطى.
وجنوب السودان بأقاليمه الثلاثة ليس وحدة متصلة؛ حيث تصعب الحركة بين الأقاليم الثلاثة التي تمثل نصف مساحة السودان تقريبًا، في الغرب، حيث إقليم بحر الغزال، يصعب بل يستحيل التواصل مع إقليم أعالي النيل في شرق السودان، وحتى التواصل بين بحر الغزال مع الجنوب؛ حيث إقليم الاستوائية يتمُّ من خلال الطائرة التي تستغرق مدة الطيران فيها من جوبا إلى واو حوالي 150 دقيقة، وهناك صعوبة بالغة في التواصل بينهما من خلال الطرق البرية، أما أعالي النيل فمن يريد أن يصل إليها من الإقليمين الآخرين عليه أن يذهب إلى الخرطوم ويستقل الطائرة إلى ملكال.
وتعدُّ قبيلة الدينكا كبرى القبائل في الجنوب وأكثرها تأثيرًا في صناعة القرار؛ نتيجة اهتمام القبيلة منذ زمن بعيد بتعليم أبنائها في المدارس الإثيوبية التابعة للإرساليت التنصيرية في الجنوب، ثم الجامعات الخارجية، وخاصةً الولايات المتحدة وكينيا وأوغندا، وتركَّز الدينكا في إقليم أعالي النيل، ويليها في نفس الإقليم قبيلة النوير، ومعها في نفس المرتبة قبيلة الشلك، والتي منها لام أكول المنشق عن الحركة الشعبية، ثم قبيلة الفراتيت التي تتركَّز في بحر الغزال، ثم القبائل الاستوائية التي تتركَّز في إقليم الاستوائية، ويلي ذلك العشرات بل المئات من القبائل، سواء المنشقة عن هذه القبائل الكبرى أو القبائل الأخرى ذات التأثير المحدود، ومنها الزاندي وجور والبنقو والبور والهبتانية والحمر والرونق.
التعداد ونسبة المسلمين الجنوبين
حتى كتابة هذه السطور ليس هناك إحصاء رسمي، سواء في الحكومة المركزية أو حتى في حكومة الجنوب بعدد الجنوبين، سواء الذين يسكنون في الأقاليم الثلاثة أو من الموجودين في شمال السودان أو خارج البلاد، إلا أن التقديرات شبه المؤكدة تقول إن عدد سكان أهل الجنوب مجتمعين لا يتجاوز 10 ملاين نسمة، منهم أكثر من مليون ونصف المليون جنوبي في الشمال، بينما تؤكد حكومة الجنوب أن تعداد أهل الإقليم مجتمعين يتجاوز 12 مليون نسمة، منهم ما يربو على ربع المليون في الشمال، وبنفس الغموض في تعداد سكان الجنوب، هناك غموض آخر في التوزيع النسبي للديانت المختلفة، وخاصةً الإسلام والمسيحية واللادينين أو الوثنين، كما يطلق عليهم؛ حيث بلغت نسبة المسلمين في آخر إحصاء رسمي، تم إجراؤه منتصف الثلاثينيات على يد مجلس الكنائس العالمي برعاية الاحتلال البريطاني 18%، أما المسيحيون فبلغت نسبتهم 17%، واحتل اللادينيون 65%، وهو نفسه التقرير الذي اعتمدت عليه الهيئات الدولية في تقريرها الرسمي عن توزيع السكان في الجنوب، حسب العقيدة.
لكن هذه الخريطة شهدت تغيُّرًا خطيرًا، فطبقًا لآخر تقرير للمجلس الأعلى لتجمع المسلمين في جنوب السودان؛ فإن نسبة المسلمين قفزت إلى 35%، ويساويها نسبة اللادينين 35%، ويليهم المسيحيون بنسبة 30%، وهي الإحصائيات التي أقلقت الكنائس الغربية؛ مما جعلها توعز إلى الحركة الشعبية بأن يتمسكوا بعدم تسجيل خانة الديانة في استمارات الاستفتاء القادم على مصير الجنوب؛ حتى لا تظهر النسب الحقيقية للمسلين face=∓quot"rdinlAb.BRsz5وعد إقليم بحر الغزال بولاياته المتعددة أكثر الأقاليم الثلاثة التي تضم مسلمين، وتلي ولايات بحر الغزال ولاية الاستوائية الوسطى، وتحديدًا مدينة جوبا التي يقطن معظمها مسلمون، ثم يأتي إقليم أعالي النيل، وخاصة في منطقة أبي التي يسكنها أكثر من مليون مسلم منهم 600 ألف من قبيلة المسيرية، وهي القبيلة العربية الوحيدة الموجودة في الجنوب، والتي تمَّ ضمها مؤخرًا طبقًا لقرار التحكيم الدولي في أحقية أهل المسيرية المشاركة في استفتاء تحديد المصير ضمن منطقة أبي ذات الأغلبية من قبيلة الدينكا؛ باعتبارهم من أهل الإقليم وتوطَّنوا به منذ عشرات السنوات، وهو ما أخلَّ بالتوازن الديني في الاستفتاء المرتقب؛ خاصةً أن الأعداد المنضمَّة من قبيلة المسيرية شبه معروفة بخلاف بقية المدن والمناطق، إلا أن الخلاف تمَّ تسويقه على أنه خلاف على حقول البترول، وليس خلافًا على نسبة التمثيل الديني.
ويتوزع المسلمون على معظم القبائل الموجودة في الشمال، وخاصةً الدينكا التي يوجد فيها نسبة لا يُستهان بها من المسلمين، ومنهم السلطان عبد الباقي زعيم سلاطين المسلمين في جنوب السودان ورئيس مجلس شوري تجمع مسلمي جنوب السودان، وهو مجلس وليد لم يتجاوز عمره 6 أشهر، ويقوم على الانتخاب في الولايات العشر، والتي تنتخب فيما بينهما منصب الأمين العام، وهو أيضًا رئيس مجلس الشورى، بينما تعيِّن حكومة الجنوب رئيس المجلس، وقد اختارت له الطاهر بيور صديق سيلفا كير، والذي عيَّنه أيضًا مستشارًا له لشئون المسلمين.
65مسجدا في جنوب السودان
في الولايات العشر أكثر من 65 مسجدًا جامعًا، أشهرها وأقدمها مسجد الملك فاروق في ملكال أعالي النيل، وهو المسجد الذي بناه الملك فاروق في منتصف الثلاثينيات من القرن العشرين، ثم مسجد الصباح بمدينة جوبا، والذي أنشأه الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت في أواخر ثمانينيات القرن الماضي أيضًا، وتوزَّع المساجد في الجنوب كالآتي:
– 18 مسجدًا في إقليم الاستوائية.
– حوالي 24 مسجدًا في بحر الغزال، ومثلها تقريبًا في إقليم أعالي النيل.
خريطة التقسيم
الخريطة تبين السودان الجديد حسب المخط الأمريكي لتقسيمه
تقسم السودان الى ثلاثة دول
دارفورالكبرى
وشرق السودان
وجنوب السودان.
وتقسيم السودان فرضته مصلحة اسرائيل وامنه حتى لا يستغل موارده ليصبح دولة قوية رائدة فى البعدين العربى والافريقى وهومؤهل لهده القيادة ..قوة عسكرية لا يستهان بها قوة اقتصادية هائلة ارض واسعة فكرسياسى خلاق وبدائل متجددة.
وحركات التمرد الحالية كلها تدعم مخط اسرائيل الرامى الى تفتيت السودان وحدته.
استراتيجية أمريكا تجاه السودان؛ خطة دولة إستعمارية لتمزيق البلاد
وعن الدور العربي والإفريقي في القضيه
السودان بين الدور الأفريقي والدعم العربي.!
ايمن مستور: السوداني
ما زالت الجهود الشعبية والرسمية تجري بالسودان لدعم الوحدة الوطنية والتحذير من مخاطر الانفصال على السودان والقارة الافريقية أجمع، الى جانب ضرورة الوقوف في وجه الاستهداف الغربي للبلاد، وبات الدور الافريقي والعربي مهما في هذه المرحلة تجاه السودان، وفي هذا الصد اعلنت بعض الدول الافريقية دعمها لوحدة السودان من خلال زيارة بعض الوفود الافريقية الاخيرة للسودان والمباحثات المشتركة مع قيادات الدولة حول عدد من القضايا المشتركة، الا أن الدور العربي حول دعم قضايا السودان والوقوف معه في مواجهة التحديات العالمية والاستهداف الغربي ما يزال ضعيفا بل يثير الشكوك وعلامات الاستفهام حول حقيقة هذا الدعم فيما اختلف المراقبون والمحللون السياسيون حول على من يجب أن يعتمد السودان في تصديه للهيمنة الخارجية والاستهداف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة اضافة الى ازمة المحكمة الجنائية الدولية.
ويقول البعض إن على السودان التعويل في هذه المرحلة على الدور الافريقي لجهة أن توجهات العديد من الرؤساء الافارقة والاتحاد الافريقي تصب في اتجاه يعزز من الموقف السوداني في التصدي للتحديا الدولية والاقليمية، ويرى محللون آخرون أنه يجب عدم تجاهل دور بعض الدول العربية ذات القضايا المشتركة مع السودان واتخاذ منهجية متوازنة تجاه الدور العربي والافريقي معا.
*دفع الثمن
في اتجاه اكثر تمحيصا يرى مراقبون أن بعض الدول العربية وموقفها الحالي عن ما يجري في السودان يؤكد أن السودان موعود بتحديات كبيرة سيقف وحده في مواجهتها بالرغم من أن عددا من هذه البلدان اعلنت الوقوف الكامل مع القضايا السودانية وعلى رأسها وحدة اراضيه، لكن موقف دول عربية اخرى ما زال غامضا ويؤكد ذلك حديث امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي قال إن "السودان يدفع ثمن الإنفصال وللأسف فإن هناك دولاً عربية شاركت الجنوبين في مساعيهم للانفصال"، وذلك خلال زيارته لليمن امس الاول التي اكد فيها دعم مساعي الرئيس اليمني لإيجاد مخرج لليمن لأن الوحدة اليمنية قامت على أساس اختيار الشعب اليمني"، والمعروف أن اليمن يواجه شبح الانقسام كما هو الحال مع السودان. واوردت صحيفة العرب اونلاين في كلمتها امس أنه قبيل اجراء الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب نشطت الآلة الصهيونية لفرض الأمر الواقع والوصول بالاستفتاء إلى إقرار التقسيم والانفصال التام ل"دولة الجنوب" لتحقيق خطوة إضافية في جهودها لتفتيت الدول العربية وإحداث كانتونات قزمية تتولى محاربة الوحدة وتخريب أي محاولة للتكامل ولو في مداها الاقتصادي، واشارت الصحيفة الى أنه الآن لم يعُد التنازل مجديا ولا الحوار الوطني المتسرّع كافيا في السودان لوقف ما وصفته بالمؤامرة التي بلغت مراحل متقدمة، واعتبرت أن حكم المحكمة الجنائية بحق رئيس الجمهورية المشير عمر البشير يخفي وراءه مسائل أهم، الى جانب فرض تشريع التدخل الخارجي لفرض التفتيت والتقسيم تحت مبر تمكين مختلف الأعراق والثقافات من تكوين دول تخدم مصالحهم، وهو مبر كاذب لأن الهدف هو تفتيت الأقطار العربية وفرض التجزئة على الأمة وإلهاؤها عن قضاياها المصيرية بدءا من التحرير مرورا بالتكامل الاقتصادي والسياسي وصولا إلى الوحدة الشاملة، وتضيف الصحيفة في افتتاحيتها أنه من الملاحظ أن المنظومة العربية كل "بما في ذلك الجامعة العربية" صارت تتجنب الخوض في أي قضية تكون الولايات المتحدة أو إسرائيل طرفا فاعلا فيها. ويبدو أن على السودان أن يعي جيدا لمثل هذه التحليلات التي ربما لاتخلو من صواب.
من ناحية الدور المصري كدولة اقرب الى السودان من غيرها ظلت مصر تؤكد أنها تدعم وحدة السودان ارضا وشعبا وتعمل على مساعدة السودان في تحقيق وحدته وتفادي الانقسام، وآخر ما قامت به الادارة المصرية اعلانها عن منحة ستقدمها لحكومة جنوب السودان بقيمة 300 مليون دولار لتمويل مشاريع مياه وكهرباء في اطار ما وصفته بسعيها إلى بناء الثقة مع دول حوض النيل، وقال وزير الري والموارد المائية المصري محمد نصر الدين علم لوكالة رويترز: أنه استمراراً للتحرك المصري الناجح تجاه دول حوض النيل وبخاصة السودان الشقيق، رصدت الحكومة أكثر من 300 مليون دولار كمنحة لا ترد لحكومة جنوب السودان.
والجدير بالذكر أن مصر تخوض حربا خفية مع دول حوض النيل للحفاظ على حصتها من المياه التي ترى دول الحوض أنها تؤثر على حصها وتمنح مصر الكمية الاكبر، وايضا اعلنت مصر امس الاول عن إنشاء وحدة خاصة لتقديم الخدمات والدعم الفني لجنوب السودان تبع الصندوق المصري للتعاون الفني مع جنوب أفريقيا، فيما رفض مصدر مصري رسمي وصفه بأنه اعتراف مسبق بانفصال الجنوب، -حسبما نقلت صحيفة الشروق الجديد- واضاف ذلك المصدر المصري بقوله لن نتخلى عن الشمال، هذا أمر غير وارد.. نعم هناك حساسيةٌ ما الآن ولكن ذلك لا يعنى أننا بصد التخلي عن الشمال خاصة ونحن نرى الجنوب متجها لانفصال أصبح فى حكم المقر هكذا قال المصدر فى معرض شرحه للقرا المصري، وقد فسرت تقارير اعلامية هذا التحرك بأن مصر تكون بهذا قد ارسلت أقوى مؤشرات الاعتراف بانفصال جنوب السودان.
*موازنة موضوعية
يقول الخبير السياسي ومدير مركز الدراسات السودانية د. حيدر إبراهيم في حديث ل(السوداني) إن السودان منذ استقلاله اضاع فرصة أن يكون قطرا عربيا افريقيا وكان من المرشح أن يكون جسرا بين العرب وافريقيا الا أن النخبة التي كانت مهيمنة على مقاليد الحكم في البلاد آنذاك مالت الى العرب بصورة غير منهجية ولا علمية ولم تراع فيها مصلحة السودان لان السودان مع العرب يكون في المرتبة ما بعد العشرين ومع افريقيا يكون في المركز الثاني او الثالث، كما قر أن يكون مع الدول العربية عوضا عن أن يكون في مقدمة الدول الافريقية، ويضيف أن فهم النخبة الحاكمة بداية نهوض السودان كان خاطئا للعروبة ونظر اليها من الناحية العرقية وليس الثقافية وقال إن المسألة ليست بجديدة، ولكن ينبغي على السودان أن يقوم بموازنة موضوعية ومنهجية حول العلاقة مع العرب والافارقة في هذا الوقت.
كما يرى استاذ العلوم السياسية عبد الرحمن ابو خريس في حديثه ل(السوداني) أن السودان يعول في هذه المرحلة على الدور الافريقي وأن الاتحاد الافريقي له دور جيد في المستوى القطري كما أنه يسعى لتسجيل مواقف ايجابية تجاه كل القضايا الافريقية وانجاز المشاريع، حتى أن بعض الزعماء العرب لديهم مواقف مغايرة للمواقف الدولية ويعلمون أن الغرب وامريكا على وجه الخصوص تستهدف الموارد الاقتصادية في الدول الافريقية لان ما بها من موارد اكثر من ما هو في الدول العربية، كما أن معظم مواقف الرؤساء الافارقة تصب في اتجاه يمكن أن يعول فيه السودان على الدور الافريقي خلال المرحلة المقبلة، ويضيف ابو خريس أن على السودان أن ينتهج سياسة خارجية تعزز المصداقية في التعامل مع القضايا الدولية، كما أن امر الوحدة والانفصال هو امر دستوري ولكن لابد أن يبصر السودان العالم بمخاطر الانفصال والتشجيع على الوحدة، مؤكدا أن الدول التي تدعم انفصال الجنوب لم تدرس موقفها بعناية. ويقول إن مصر اصبحت لا تفكر الا في نفسها كما أنه لم يعد لها دور محوري على الصعيدين العربي والافريقي، وعليها الآن أن تتوسط بايجابية في حل قضية دارفور ولكن ما زلنا نطمع في دور مصري ايجابي حتى اذا حدث اي فشل في الدوحة يمكن أن تنقل المفاوضات الى مصر إكمالا للدور القطري.
وبعد تباين وجهات النظر ربما يكون على السودان بالفعل النظر بعين اكثر فحصا لأدوار كل من يقفون حوله ثم التعويل على الأصدق قولا والافضل فعلا،
السودان
دولة عضو في جامعة الدول العربية وفي منظمة المؤتمر الإسلامي وفي الاتحاد الافريقي وهي أكبر الدول من حيث المساحة في أفريقيا والوطن العربي، وتحتل المرتبة العاشرة بين بلدان العالم الأكبر مساحة. تقدر مساحته بأكثر من اثنين مليون ونصف المليون كيلو متر مربع، السمة الرئيسية فيه هي نهر النيل وروافده ،يحده من الشرق أثيوبيا وأريتريا ومن الشمال الشرقي البحر الأحمر ومن الشمال مصر ومن الشمال الغربي ليبيا ومن الغرب تشاد ومن الجنوب الغربي جمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونجو الديمقراطية ومن الجنوب الشرقي أوغندا وكينيا، يقسم نهر النيل الدولة إلى شطرين شرقي وغربي. الخرطوم أو "العاصمة المثلثة" كما تعرف هي عاصمة السودان سميت مثلثة لأنها تتكون من ثلاث مدن كبيرة وهي (الخرطوم – أم درمان -الخرطوم بحري).
يعتبر السودان مهد لأقدم الحضارات العريقة، استوطن منذ 3000 سنة قبل الميلاد لشعب السودان تاريخ طويل يمتد منذ العصور القديمة والتي تداخلت مع تاريخ مصر الفرعونية والذي كان موحد سياسيا على مدى فترات طويلة. شهد السودان حرب أهلية مستمرة لقرابة 17 عام منذ إعلان الاستقلال وتلتها صراعات قبلية ودينية واقتصادية بين قبائل شمال السودان (ذات الجذور العربية والنوبية) والقبائل الأخرى في جنوبه. الأمر الذي أدى إلى اشتعال حرب أهلية ثانية في عام 1983، واستمرت الصعوبات السياسية والعسكرية، قاد العميد عمر البشير انقلاب عسكري في عام 1989 أطاحت بحكومة الأحزاب برئاسة الصادق المهدي، وأعلن نفسه رئيسا لجمهورية السودان.تم التوقيع على الدستور الانتقالي الجديد في عام 2022 إثر توقيع اتفاقية السلام الشامل بين حكومة عمر البشير ورئيس حركة تحرير السودان د.جون قرنق وتم وضع حد للحرب الأهلية ومنح إقليم جنوب السودان حكم ذاتي ويعقبها استفتاء حول الوحدة أو الاستقلال في العام 2022.يعتبر اقتصاد السودان من بين أسرع الاقتصادات نموا في العالم خصوصا بعد اكتشاف الموارد الطبيعة والنفط والبترول وتعتبر جمهورية الصين الشعبية واليابان أكبر شركاء تجارين.
المساحة
2,503,890 كم2 (10)
967,495 ميل مربع
عدد السكان طبقاً لإحصائيات 2022
32 مليون نسمه
مسلمو جنوب السودان جزء من مقال للأستاذ أحمد سبيع
– نسبتهم 18% طبقًا لإحصاء الثلاثينيات والآن وصلوا ل35% – لجئوا إلى الأسماء المسيحية والقبلية هربًا من بطش أمراء الحرب – غياب تعاليم الإسلام دفعهم إلى الانسجام في الحياة القبلية – بحر الغزال معقل المسلمين الأكبر ولهم نسبة مؤثرة في "الدينكا" – معاهدة السلام أجبرت الحركة على منحهم مميزات كانت محرمة – الملك فاروق اختار "ملكال" لتشيد أول مسجد لهم في الجنوب – نسبة المنضمِّين إلى الإسلام في تزايد بفضل الخلوات والأوغندين
ولايات جنوب السودان
يتكون جنوب السودان من 10 ولايات، موزعة في 3 أقاليم كبرى، الأول: هو إقليم بحر الغزال المتاخم لإقليم دار فور وعاصمته واو، ويحده إفريقيا الوسطى. والثاني: إقليم الاستوائية المتاخم للكونغ الديمقراطية وأوغندا وكينيا وعاصمته جوبا. وأخيرًا: أعالي النيل وعاصمته ملكال، وهو الإقليم الأكثر ارتباطًا بالشمال؛ نتيجة التصاقه به ويحده دولة إثيوبيا، وبذلك ترتسم حدود الجنوب مع دول إثيوبيا وكينيا وأوغندا والكونغو "زائير سابقًا" وإفريقيا الوسطى.
وجنوب السودان بأقاليمه الثلاثة ليس وحدة متصلة؛ حيث تصعب الحركة بين الأقاليم الثلاثة التي تمثل نصف مساحة السودان تقريبًا، في الغرب، حيث إقليم بحر الغزال، يصعب بل يستحيل التواصل مع إقليم أعالي النيل في شرق السودان، وحتى التواصل بين بحر الغزال مع الجنوب؛ حيث إقليم الاستوائية يتمُّ من خلال الطائرة التي تستغرق مدة الطيران فيها من جوبا إلى واو حوالي 150 دقيقة، وهناك صعوبة بالغة في التواصل بينهما من خلال الطرق البرية، أما أعالي النيل فمن يريد أن يصل إليها من الإقليمين الآخرين عليه أن يذهب إلى الخرطوم ويستقل الطائرة إلى ملكال.
وتعدُّ قبيلة الدينكا كبرى القبائل في الجنوب وأكثرها تأثيرًا في صناعة القرار؛ نتيجة اهتمام القبيلة منذ زمن بعيد بتعليم أبنائها في المدارس الإثيوبية التابعة للإرساليت التنصيرية في الجنوب، ثم الجامعات الخارجية، وخاصةً الولايات المتحدة وكينيا وأوغندا، وتركَّز الدينكا في إقليم أعالي النيل، ويليها في نفس الإقليم قبيلة النوير، ومعها في نفس المرتبة قبيلة الشلك، والتي منها لام أكول المنشق عن الحركة الشعبية، ثم قبيلة الفراتيت التي تتركَّز في بحر الغزال، ثم القبائل الاستوائية التي تتركَّز في إقليم الاستوائية، ويلي ذلك العشرات بل المئات من القبائل، سواء المنشقة عن هذه القبائل الكبرى أو القبائل الأخرى ذات التأثير المحدود، ومنها الزاندي وجور والبنقو والبور والهبتانية والحمر والرونق.
التعداد ونسبة المسلمين الجنوبين
حتى كتابة هذه السطور ليس هناك إحصاء رسمي، سواء في الحكومة المركزية أو حتى في حكومة الجنوب بعدد الجنوبين، سواء الذين يسكنون في الأقاليم الثلاثة أو من الموجودين في شمال السودان أو خارج البلاد، إلا أن التقديرات شبه المؤكدة تقول إن عدد سكان أهل الجنوب مجتمعين لا يتجاوز 10 ملاين نسمة، منهم أكثر من مليون ونصف المليون جنوبي في الشمال، بينما تؤكد حكومة الجنوب أن تعداد أهل الإقليم مجتمعين يتجاوز 12 مليون نسمة، منهم ما يربو على ربع المليون في الشمال، وبنفس الغموض في تعداد سكان الجنوب، هناك غموض آخر في التوزيع النسبي للديانت المختلفة، وخاصةً الإسلام والمسيحية واللادينين أو الوثنين، كما يطلق عليهم؛ حيث بلغت نسبة المسلمين في آخر إحصاء رسمي، تم إجراؤه منتصف الثلاثينيات على يد مجلس الكنائس العالمي برعاية الاحتلال البريطاني 18%، أما المسيحيون فبلغت نسبتهم 17%، واحتل اللادينيون 65%، وهو نفسه التقرير الذي اعتمدت عليه الهيئات الدولية في تقريرها الرسمي عن توزيع السكان في الجنوب، حسب العقيدة.
لكن هذه الخريطة شهدت تغيُّرًا خطيرًا، فطبقًا لآخر تقرير للمجلس الأعلى لتجمع المسلمين في جنوب السودان؛ فإن نسبة المسلمين قفزت إلى 35%، ويساويها نسبة اللادينين 35%، ويليهم المسيحيون بنسبة 30%، وهي الإحصائيات التي أقلقت الكنائس الغربية؛ مما جعلها توعز إلى الحركة الشعبية بأن يتمسكوا بعدم تسجيل خانة الديانة في استمارات الاستفتاء القادم على مصير الجنوب؛ حتى لا تظهر النسب الحقيقية للمسلين face=∓quot"rdinlAb.BRsz5وعد إقليم بحر الغزال بولاياته المتعددة أكثر الأقاليم الثلاثة التي تضم مسلمين، وتلي ولايات بحر الغزال ولاية الاستوائية الوسطى، وتحديدًا مدينة جوبا التي يقطن معظمها مسلمون، ثم يأتي إقليم أعالي النيل، وخاصة في منطقة أبي التي يسكنها أكثر من مليون مسلم منهم 600 ألف من قبيلة المسيرية، وهي القبيلة العربية الوحيدة الموجودة في الجنوب، والتي تمَّ ضمها مؤخرًا طبقًا لقرار التحكيم الدولي في أحقية أهل المسيرية المشاركة في استفتاء تحديد المصير ضمن منطقة أبي ذات الأغلبية من قبيلة الدينكا؛ باعتبارهم من أهل الإقليم وتوطَّنوا به منذ عشرات السنوات، وهو ما أخلَّ بالتوازن الديني في الاستفتاء المرتقب؛ خاصةً أن الأعداد المنضمَّة من قبيلة المسيرية شبه معروفة بخلاف بقية المدن والمناطق، إلا أن الخلاف تمَّ تسويقه على أنه خلاف على حقول البترول، وليس خلافًا على نسبة التمثيل الديني.
ويتوزع المسلمون على معظم القبائل الموجودة في الشمال، وخاصةً الدينكا التي يوجد فيها نسبة لا يُستهان بها من المسلمين، ومنهم السلطان عبد الباقي زعيم سلاطين المسلمين في جنوب السودان ورئيس مجلس شوري تجمع مسلمي جنوب السودان، وهو مجلس وليد لم يتجاوز عمره 6 أشهر، ويقوم على الانتخاب في الولايات العشر، والتي تنتخب فيما بينهما منصب الأمين العام، وهو أيضًا رئيس مجلس الشورى، بينما تعيِّن حكومة الجنوب رئيس المجلس، وقد اختارت له الطاهر بيور صديق سيلفا كير، والذي عيَّنه أيضًا مستشارًا له لشئون المسلمين.
65مسجدا في جنوب السودان
في الولايات العشر أكثر من 65 مسجدًا جامعًا، أشهرها وأقدمها مسجد الملك فاروق في ملكال أعالي النيل، وهو المسجد الذي بناه الملك فاروق في منتصف الثلاثينيات من القرن العشرين، ثم مسجد الصباح بمدينة جوبا، والذي أنشأه الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت في أواخر ثمانينيات القرن الماضي أيضًا، وتوزَّع المساجد في الجنوب كالآتي:
– 18 مسجدًا في إقليم الاستوائية.
– حوالي 24 مسجدًا في بحر الغزال، ومثلها تقريبًا في إقليم أعالي النيل.
خريطة التقسيم
الخريطة تبين السودان الجديد حسب المخط الأمريكي لتقسيمه
تقسم السودان الى ثلاثة دول
دارفورالكبرى
وشرق السودان
وجنوب السودان.
وتقسيم السودان فرضته مصلحة اسرائيل وامنه حتى لا يستغل موارده ليصبح دولة قوية رائدة فى البعدين العربى والافريقى وهومؤهل لهده القيادة ..قوة عسكرية لا يستهان بها قوة اقتصادية هائلة ارض واسعة فكرسياسى خلاق وبدائل متجددة.
وحركات التمرد الحالية كلها تدعم مخط اسرائيل الرامى الى تفتيت السودان وحدته.
استراتيجية أمريكا تجاه السودان؛ خطة دولة إستعمارية لتمزيق البلاد
وعن الدور العربي والإفريقي في القضيه
السودان بين الدور الأفريقي والدعم العربي.!
ايمن مستور: السوداني
ما زالت الجهود الشعبية والرسمية تجري بالسودان لدعم الوحدة الوطنية والتحذير من مخاطر الانفصال على السودان والقارة الافريقية أجمع، الى جانب ضرورة الوقوف في وجه الاستهداف الغربي للبلاد، وبات الدور الافريقي والعربي مهما في هذه المرحلة تجاه السودان، وفي هذا الصد اعلنت بعض الدول الافريقية دعمها لوحدة السودان من خلال زيارة بعض الوفود الافريقية الاخيرة للسودان والمباحثات المشتركة مع قيادات الدولة حول عدد من القضايا المشتركة، الا أن الدور العربي حول دعم قضايا السودان والوقوف معه في مواجهة التحديات العالمية والاستهداف الغربي ما يزال ضعيفا بل يثير الشكوك وعلامات الاستفهام حول حقيقة هذا الدعم فيما اختلف المراقبون والمحللون السياسيون حول على من يجب أن يعتمد السودان في تصديه للهيمنة الخارجية والاستهداف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة اضافة الى ازمة المحكمة الجنائية الدولية.
ويقول البعض إن على السودان التعويل في هذه المرحلة على الدور الافريقي لجهة أن توجهات العديد من الرؤساء الافارقة والاتحاد الافريقي تصب في اتجاه يعزز من الموقف السوداني في التصدي للتحديا الدولية والاقليمية، ويرى محللون آخرون أنه يجب عدم تجاهل دور بعض الدول العربية ذات القضايا المشتركة مع السودان واتخاذ منهجية متوازنة تجاه الدور العربي والافريقي معا.
*دفع الثمن
في اتجاه اكثر تمحيصا يرى مراقبون أن بعض الدول العربية وموقفها الحالي عن ما يجري في السودان يؤكد أن السودان موعود بتحديات كبيرة سيقف وحده في مواجهتها بالرغم من أن عددا من هذه البلدان اعلنت الوقوف الكامل مع القضايا السودانية وعلى رأسها وحدة اراضيه، لكن موقف دول عربية اخرى ما زال غامضا ويؤكد ذلك حديث امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي قال إن "السودان يدفع ثمن الإنفصال وللأسف فإن هناك دولاً عربية شاركت الجنوبين في مساعيهم للانفصال"، وذلك خلال زيارته لليمن امس الاول التي اكد فيها دعم مساعي الرئيس اليمني لإيجاد مخرج لليمن لأن الوحدة اليمنية قامت على أساس اختيار الشعب اليمني"، والمعروف أن اليمن يواجه شبح الانقسام كما هو الحال مع السودان. واوردت صحيفة العرب اونلاين في كلمتها امس أنه قبيل اجراء الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب نشطت الآلة الصهيونية لفرض الأمر الواقع والوصول بالاستفتاء إلى إقرار التقسيم والانفصال التام ل"دولة الجنوب" لتحقيق خطوة إضافية في جهودها لتفتيت الدول العربية وإحداث كانتونات قزمية تتولى محاربة الوحدة وتخريب أي محاولة للتكامل ولو في مداها الاقتصادي، واشارت الصحيفة الى أنه الآن لم يعُد التنازل مجديا ولا الحوار الوطني المتسرّع كافيا في السودان لوقف ما وصفته بالمؤامرة التي بلغت مراحل متقدمة، واعتبرت أن حكم المحكمة الجنائية بحق رئيس الجمهورية المشير عمر البشير يخفي وراءه مسائل أهم، الى جانب فرض تشريع التدخل الخارجي لفرض التفتيت والتقسيم تحت مبر تمكين مختلف الأعراق والثقافات من تكوين دول تخدم مصالحهم، وهو مبر كاذب لأن الهدف هو تفتيت الأقطار العربية وفرض التجزئة على الأمة وإلهاؤها عن قضاياها المصيرية بدءا من التحرير مرورا بالتكامل الاقتصادي والسياسي وصولا إلى الوحدة الشاملة، وتضيف الصحيفة في افتتاحيتها أنه من الملاحظ أن المنظومة العربية كل "بما في ذلك الجامعة العربية" صارت تتجنب الخوض في أي قضية تكون الولايات المتحدة أو إسرائيل طرفا فاعلا فيها. ويبدو أن على السودان أن يعي جيدا لمثل هذه التحليلات التي ربما لاتخلو من صواب.
من ناحية الدور المصري كدولة اقرب الى السودان من غيرها ظلت مصر تؤكد أنها تدعم وحدة السودان ارضا وشعبا وتعمل على مساعدة السودان في تحقيق وحدته وتفادي الانقسام، وآخر ما قامت به الادارة المصرية اعلانها عن منحة ستقدمها لحكومة جنوب السودان بقيمة 300 مليون دولار لتمويل مشاريع مياه وكهرباء في اطار ما وصفته بسعيها إلى بناء الثقة مع دول حوض النيل، وقال وزير الري والموارد المائية المصري محمد نصر الدين علم لوكالة رويترز: أنه استمراراً للتحرك المصري الناجح تجاه دول حوض النيل وبخاصة السودان الشقيق، رصدت الحكومة أكثر من 300 مليون دولار كمنحة لا ترد لحكومة جنوب السودان.
والجدير بالذكر أن مصر تخوض حربا خفية مع دول حوض النيل للحفاظ على حصتها من المياه التي ترى دول الحوض أنها تؤثر على حصها وتمنح مصر الكمية الاكبر، وايضا اعلنت مصر امس الاول عن إنشاء وحدة خاصة لتقديم الخدمات والدعم الفني لجنوب السودان تبع الصندوق المصري للتعاون الفني مع جنوب أفريقيا، فيما رفض مصدر مصري رسمي وصفه بأنه اعتراف مسبق بانفصال الجنوب، -حسبما نقلت صحيفة الشروق الجديد- واضاف ذلك المصدر المصري بقوله لن نتخلى عن الشمال، هذا أمر غير وارد.. نعم هناك حساسيةٌ ما الآن ولكن ذلك لا يعنى أننا بصد التخلي عن الشمال خاصة ونحن نرى الجنوب متجها لانفصال أصبح فى حكم المقر هكذا قال المصدر فى معرض شرحه للقرا المصري، وقد فسرت تقارير اعلامية هذا التحرك بأن مصر تكون بهذا قد ارسلت أقوى مؤشرات الاعتراف بانفصال جنوب السودان.
*موازنة موضوعية
يقول الخبير السياسي ومدير مركز الدراسات السودانية د. حيدر إبراهيم في حديث ل(السوداني) إن السودان منذ استقلاله اضاع فرصة أن يكون قطرا عربيا افريقيا وكان من المرشح أن يكون جسرا بين العرب وافريقيا الا أن النخبة التي كانت مهيمنة على مقاليد الحكم في البلاد آنذاك مالت الى العرب بصورة غير منهجية ولا علمية ولم تراع فيها مصلحة السودان لان السودان مع العرب يكون في المرتبة ما بعد العشرين ومع افريقيا يكون في المركز الثاني او الثالث، كما قر أن يكون مع الدول العربية عوضا عن أن يكون في مقدمة الدول الافريقية، ويضيف أن فهم النخبة الحاكمة بداية نهوض السودان كان خاطئا للعروبة ونظر اليها من الناحية العرقية وليس الثقافية وقال إن المسألة ليست بجديدة، ولكن ينبغي على السودان أن يقوم بموازنة موضوعية ومنهجية حول العلاقة مع العرب والافارقة في هذا الوقت.
كما يرى استاذ العلوم السياسية عبد الرحمن ابو خريس في حديثه ل(السوداني) أن السودان يعول في هذه المرحلة على الدور الافريقي وأن الاتحاد الافريقي له دور جيد في المستوى القطري كما أنه يسعى لتسجيل مواقف ايجابية تجاه كل القضايا الافريقية وانجاز المشاريع، حتى أن بعض الزعماء العرب لديهم مواقف مغايرة للمواقف الدولية ويعلمون أن الغرب وامريكا على وجه الخصوص تستهدف الموارد الاقتصادية في الدول الافريقية لان ما بها من موارد اكثر من ما هو في الدول العربية، كما أن معظم مواقف الرؤساء الافارقة تصب في اتجاه يمكن أن يعول فيه السودان على الدور الافريقي خلال المرحلة المقبلة، ويضيف ابو خريس أن على السودان أن ينتهج سياسة خارجية تعزز المصداقية في التعامل مع القضايا الدولية، كما أن امر الوحدة والانفصال هو امر دستوري ولكن لابد أن يبصر السودان العالم بمخاطر الانفصال والتشجيع على الوحدة، مؤكدا أن الدول التي تدعم انفصال الجنوب لم تدرس موقفها بعناية. ويقول إن مصر اصبحت لا تفكر الا في نفسها كما أنه لم يعد لها دور محوري على الصعيدين العربي والافريقي، وعليها الآن أن تتوسط بايجابية في حل قضية دارفور ولكن ما زلنا نطمع في دور مصري ايجابي حتى اذا حدث اي فشل في الدوحة يمكن أن تنقل المفاوضات الى مصر إكمالا للدور القطري.
وبعد تباين وجهات النظر ربما يكون على السودان بالفعل النظر بعين اكثر فحصا لأدوار كل من يقفون حوله ثم التعويل على الأصدق قولا والافضل فعلا،
السودان
دولة عضو في جامعة الدول العربية وفي منظمة المؤتمر الإسلامي وفي الاتحاد الافريقي وهي أكبر الدول من حيث المساحة في أفريقيا والوطن العربي، وتحتل المرتبة العاشرة بين بلدان العالم الأكبر مساحة. تقدر مساحته بأكثر من اثنين مليون ونصف المليون كيلو متر مربع، السمة الرئيسية فيه هي نهر النيل وروافده ،يحده من الشرق أثيوبيا وأريتريا ومن الشمال الشرقي البحر الأحمر ومن الشمال مصر ومن الشمال الغربي ليبيا ومن الغرب تشاد ومن الجنوب الغربي جمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونجو الديمقراطية ومن الجنوب الشرقي أوغندا وكينيا، يقسم نهر النيل الدولة إلى شطرين شرقي وغربي. الخرطوم أو "العاصمة المثلثة" كما تعرف هي عاصمة السودان سميت مثلثة لأنها تتكون من ثلاث مدن كبيرة وهي (الخرطوم – أم درمان -الخرطوم بحري).
يعتبر السودان مهد لأقدم الحضارات العريقة، استوطن منذ 3000 سنة قبل الميلاد لشعب السودان تاريخ طويل يمتد منذ العصور القديمة والتي تداخلت مع تاريخ مصر الفرعونية والذي كان موحد سياسيا على مدى فترات طويلة. شهد السودان حرب أهلية مستمرة لقرابة 17 عام منذ إعلان الاستقلال وتلتها صراعات قبلية ودينية واقتصادية بين قبائل شمال السودان (ذات الجذور العربية والنوبية) والقبائل الأخرى في جنوبه. الأمر الذي أدى إلى اشتعال حرب أهلية ثانية في عام 1983، واستمرت الصعوبات السياسية والعسكرية، قاد العميد عمر البشير انقلاب عسكري في عام 1989 أطاحت بحكومة الأحزاب برئاسة الصادق المهدي، وأعلن نفسه رئيسا لجمهورية السودان.تم التوقيع على الدستور الانتقالي الجديد في عام 2022 إثر توقيع اتفاقية السلام الشامل بين حكومة عمر البشير ورئيس حركة تحرير السودان د.جون قرنق وتم وضع حد للحرب الأهلية ومنح إقليم جنوب السودان حكم ذاتي ويعقبها استفتاء حول الوحدة أو الاستقلال في العام 2022.يعتبر اقتصاد السودان من بين أسرع الاقتصادات نموا في العالم خصوصا بعد اكتشاف الموارد الطبيعة والنفط والبترول وتعتبر جمهورية الصين الشعبية واليابان أكبر شركاء تجارين.
المساحة
2,503,890 كم2 (10)
967,495 ميل مربع
عدد السكان طبقاً لإحصائيات 2022
32 مليون نسمه
مسلمو جنوب السودان جزء من مقال للأستاذ أحمد سبيع
– نسبتهم 18% طبقًا لإحصاء الثلاثينيات والآن وصلوا ل35% – لجئوا إلى الأسماء المسيحية والقبلية هربًا من بطش أمراء الحرب – غياب تعاليم الإسلام دفعهم إلى الانسجام في الحياة القبلية – بحر الغزال معقل المسلمين الأكبر ولهم نسبة مؤثرة في "الدينكا" – معاهدة السلام أجبرت الحركة على منحهم مميزات كانت محرمة – الملك فاروق اختار "ملكال" لتشيد أول مسجد لهم في الجنوب – نسبة المنضمِّين إلى الإسلام في تزايد بفضل الخلوات والأوغندين
ولايات جنوب السودان
يتكون جنوب السودان من 10 ولايات، موزعة في 3 أقاليم كبرى، الأول: هو إقليم بحر الغزال المتاخم لإقليم دار فور وعاصمته واو، ويحده إفريقيا الوسطى. والثاني: إقليم الاستوائية المتاخم للكونغ الديمقراطية وأوغندا وكينيا وعاصمته جوبا. وأخيرًا: أعالي النيل وعاصمته ملكال، وهو الإقليم الأكثر ارتباطًا بالشمال؛ نتيجة التصاقه به ويحده دولة إثيوبيا، وبذلك ترتسم حدود الجنوب مع دول إثيوبيا وكينيا وأوغندا والكونغو "زائير سابقًا" وإفريقيا الوسطى.
وجنوب السودان بأقاليمه الثلاثة ليس وحدة متصلة؛ حيث تصعب الحركة بين الأقاليم الثلاثة التي تمثل نصف مساحة السودان تقريبًا، في الغرب، حيث إقليم بحر الغزال، يصعب بل يستحيل التواصل مع إقليم أعالي النيل في شرق السودان، وحتى التواصل بين بحر الغزال مع الجنوب؛ حيث إقليم الاستوائية يتمُّ من خلال الطائرة التي تستغرق مدة الطيران فيها من جوبا إلى واو حوالي 150 دقيقة، وهناك صعوبة بالغة في التواصل بينهما من خلال الطرق البرية، أما أعالي النيل فمن يريد أن يصل إليها من الإقليمين الآخرين عليه أن يذهب إلى الخرطوم ويستقل الطائرة إلى ملكال.
وتعدُّ قبيلة الدينكا كبرى القبائل في الجنوب وأكثرها تأثيرًا في صناعة القرار؛ نتيجة اهتمام القبيلة منذ زمن بعيد بتعليم أبنائها في المدارس الإثيوبية التابعة للإرساليت التنصيرية في الجنوب، ثم الجامعات الخارجية، وخاصةً الولايات المتحدة وكينيا وأوغندا، وتركَّز الدينكا في إقليم أعالي النيل، ويليها في نفس الإقليم قبيلة النوير، ومعها في نفس المرتبة قبيلة الشلك، والتي منها لام أكول المنشق عن الحركة الشعبية، ثم قبيلة الفراتيت التي تتركَّز في بحر الغزال، ثم القبائل الاستوائية التي تتركَّز في إقليم الاستوائية، ويلي ذلك العشرات بل المئات من القبائل، سواء المنشقة عن هذه القبائل الكبرى أو القبائل الأخرى ذات التأثير المحدود، ومنها الزاندي وجور والبنقو والبور والهبتانية والحمر والرونق.
التعداد ونسبة المسلمين الجنوبين
حتى كتابة هذه السطور ليس هناك إحصاء رسمي، سواء في الحكومة المركزية أو حتى في حكومة الجنوب بعدد الجنوبين، سواء الذين يسكنون في الأقاليم الثلاثة أو من الموجودين في شمال السودان أو خارج البلاد، إلا أن التقديرات شبه المؤكدة تقول إن عدد سكان أهل الجنوب مجتمعين لا يتجاوز 10 ملاين نسمة، منهم أكثر من مليون ونصف المليون جنوبي في الشمال، بينما تؤكد حكومة الجنوب أن تعداد أهل الإقليم مجتمعين يتجاوز 12 مليون نسمة، منهم ما يربو على ربع المليون في الشمال، وبنفس الغموض في تعداد سكان الجنوب، هناك غموض آخر في التوزيع النسبي للديانت المختلفة، وخاصةً الإسلام والمسيحية واللادينين أو الوثنين، كما يطلق عليهم؛ حيث بلغت نسبة المسلمين في آخر إحصاء رسمي، تم إجراؤه منتصف الثلاثينيات على يد مجلس الكنائس العالمي برعاية الاحتلال البريطاني 18%، أما المسيحيون فبلغت نسبتهم 17%، واحتل اللادينيون 65%، وهو نفسه التقرير الذي اعتمدت عليه الهيئات الدولية في تقريرها الرسمي عن توزيع السكان في الجنوب، حسب العقيدة.
لكن هذه الخريطة شهدت تغيُّرًا خطيرًا، فطبقًا لآخر تقرير للمجلس الأعلى لتجمع المسلمين في جنوب السودان؛ فإن نسبة المسلمين قفزت إلى 35%، ويساويها نسبة اللادينين 35%، ويليهم المسيحيون بنسبة 30%، وهي الإحصائيات التي أقلقت الكنائس الغربية؛ مما جعلها توعز إلى الحركة الشعبية بأن يتمسكوا بعدم تسجيل خانة الديانة في استمارات الاستفتاء القادم على مصير الجنوب؛ حتى لا تظهر النسب الحقيقية للمسلين face=∓quot"rdinlAb.BRsz5وعد إقليم بحر الغزال بولاياته المتعددة أكثر الأقاليم الثلاثة التي تضم مسلمين، وتلي ولايات بحر الغزال ولاية الاستوائية الوسطى، وتحديدًا مدينة جوبا التي يقطن معظمها مسلمون، ثم يأتي إقليم أعالي النيل، وخاصة في منطقة أبي التي يسكنها أكثر من مليون مسلم منهم 600 ألف من قبيلة المسيرية، وهي القبيلة العربية الوحيدة الموجودة في الجنوب، والتي تمَّ ضمها مؤخرًا طبقًا لقرار التحكيم الدولي في أحقية أهل المسيرية المشاركة في استفتاء تحديد المصير ضمن منطقة أبي ذات الأغلبية من قبيلة الدينكا؛ باعتبارهم من أهل الإقليم وتوطَّنوا به منذ عشرات السنوات، وهو ما أخلَّ بالتوازن الديني في الاستفتاء المرتقب؛ خاصةً أن الأعداد المنضمَّة من قبيلة المسيرية شبه معروفة بخلاف بقية المدن والمناطق، إلا أن الخلاف تمَّ تسويقه على أنه خلاف على حقول البترول، وليس خلافًا على نسبة التمثيل الديني.
ويتوزع المسلمون على معظم القبائل الموجودة في الشمال، وخاصةً الدينكا التي يوجد فيها نسبة لا يُستهان بها من المسلمين، ومنهم السلطان عبد الباقي زعيم سلاطين المسلمين في جنوب السودان ورئيس مجلس شوري تجمع مسلمي جنوب السودان، وهو مجلس وليد لم يتجاوز عمره 6 أشهر، ويقوم على الانتخاب في الولايات العشر، والتي تنتخب فيما بينهما منصب الأمين العام، وهو أيضًا رئيس مجلس الشورى، بينما تعيِّن حكومة الجنوب رئيس المجلس، وقد اختارت له الطاهر بيور صديق سيلفا كير، والذي عيَّنه أيضًا مستشارًا له لشئون المسلمين.
65مسجدا في جنوب السودان
في الولايات العشر أكثر من 65 مسجدًا جامعًا، أشهرها وأقدمها مسجد الملك فاروق في ملكال أعالي النيل، وهو المسجد الذي بناه الملك فاروق في منتصف الثلاثينيات من القرن العشرين، ثم مسجد الصباح بمدينة جوبا، والذي أنشأه الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت في أواخر ثمانينيات القرن الماضي أيضًا، وتوزَّع المساجد في الجنوب كالآتي:
– 18 مسجدًا في إقليم الاستوائية.
– حوالي 24 مسجدًا في بحر الغزال، ومثلها تقريبًا في إقليم أعالي النيل.
خريطة التقسيم
الخريطة تبين السودان الجديد حسب المخط الأمريكي لتقسيمه
تقسم السودان الى ثلاثة دول
دارفورالكبرى
وشرق السودان
وجنوب السودان.
وتقسيم السودان فرضته مصلحة اسرائيل وامنه حتى لا يستغل موارده ليصبح دولة قوية رائدة فى البعدين العربى والافريقى وهومؤهل لهده القيادة ..قوة عسكرية لا يستهان بها قوة اقتصادية هائلة ارض واسعة فكرسياسى خلاق وبدائل متجددة.
وحركات التمرد الحالية كلها تدعم مخط اسرائيل الرامى الى تفتيت السودان وحدته.
استراتيجية أمريكا تجاه السودان؛ خطة دولة إستعمارية لتمزيق البلاد
وعن الدور العربي والإفريقي في القضيه
السودان بين الدور الأفريقي والدعم العربي.!
ايمن مستور: السوداني
ما زالت الجهود الشعبية والرسمية تجري بالسودان لدعم الوحدة الوطنية والتحذير من مخاطر الانفصال على السودان والقارة الافريقية أجمع، الى جانب ضرورة الوقوف في وجه الاستهداف الغربي للبلاد، وبات الدور الافريقي والعربي مهما في هذه المرحلة تجاه السودان، وفي هذا الصد اعلنت بعض الدول الافريقية دعمها لوحدة السودان من خلال زيارة بعض الوفود الافريقية الاخيرة للسودان والمباحثات المشتركة مع قيادات الدولة حول عدد من القضايا المشتركة، الا أن الدور العربي حول دعم قضايا السودان والوقوف معه في مواجهة التحديات العالمية والاستهداف الغربي ما يزال ضعيفا بل يثير الشكوك وعلامات الاستفهام حول حقيقة هذا الدعم فيما اختلف المراقبون والمحللون السياسيون حول على من يجب أن يعتمد السودان في تصديه للهيمنة الخارجية والاستهداف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة اضافة الى ازمة المحكمة الجنائية الدولية.
ويقول البعض إن على السودان التعويل في هذه المرحلة على الدور الافريقي لجهة أن توجهات العديد من الرؤساء الافارقة والاتحاد الافريقي تصب في اتجاه يعزز من الموقف السوداني في التصدي للتحديا الدولية والاقليمية، ويرى محللون آخرون أنه يجب عدم تجاهل دور بعض الدول العربية ذات القضايا المشتركة مع السودان واتخاذ منهجية متوازنة تجاه الدور العربي والافريقي معا.
*دفع الثمن
في اتجاه اكثر تمحيصا يرى مراقبون أن بعض الدول العربية وموقفها الحالي عن ما يجري في السودان يؤكد أن السودان موعود بتحديات كبيرة سيقف وحده في مواجهتها بالرغم من أن عددا من هذه البلدان اعلنت الوقوف الكامل مع القضايا السودانية وعلى رأسها وحدة اراضيه، لكن موقف دول عربية اخرى ما زال غامضا ويؤكد ذلك حديث امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي قال إن "السودان يدفع ثمن الإنفصال وللأسف فإن هناك دولاً عربية شاركت الجنوبين في مساعيهم للانفصال"، وذلك خلال زيارته لليمن امس الاول التي اكد فيها دعم مساعي الرئيس اليمني لإيجاد مخرج لليمن لأن الوحدة اليمنية قامت على أساس اختيار الشعب اليمني"، والمعروف أن اليمن يواجه شبح الانقسام كما هو الحال مع السودان. واوردت صحيفة العرب اونلاين في كلمتها امس أنه قبيل اجراء الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب نشطت الآلة الصهيونية لفرض الأمر الواقع والوصول بالاستفتاء إلى إقرار التقسيم والانفصال التام ل"دولة الجنوب" لتحقيق خطوة إضافية في جهودها لتفتيت الدول العربية وإحداث كانتونات قزمية تتولى محاربة الوحدة وتخريب أي محاولة للتكامل ولو في مداها الاقتصادي، واشارت الصحيفة الى أنه الآن لم يعُد التنازل مجديا ولا الحوار الوطني المتسرّع كافيا في السودان لوقف ما وصفته بالمؤامرة التي بلغت مراحل متقدمة، واعتبرت أن حكم المحكمة الجنائية بحق رئيس الجمهورية المشير عمر البشير يخفي وراءه مسائل أهم، الى جانب فرض تشريع التدخل الخارجي لفرض التفتيت والتقسيم تحت مبر تمكين مختلف الأعراق والثقافات من تكوين دول تخدم مصالحهم، وهو مبر كاذب لأن الهدف هو تفتيت الأقطار العربية وفرض التجزئة على الأمة وإلهاؤها عن قضاياها المصيرية بدءا من التحرير مرورا بالتكامل الاقتصادي والسياسي وصولا إلى الوحدة الشاملة، وتضيف الصحيفة في افتتاحيتها أنه من الملاحظ أن المنظومة العربية كل "بما في ذلك الجامعة العربية" صارت تتجنب الخوض في أي قضية تكون الولايات المتحدة أو إسرائيل طرفا فاعلا فيها. ويبدو أن على السودان أن يعي جيدا لمثل هذه التحليلات التي ربما لاتخلو من صواب.
من ناحية الدور المصري كدولة اقرب الى السودان من غيرها ظلت مصر تؤكد أنها تدعم وحدة السودان ارضا وشعبا وتعمل على مساعدة السودان في تحقيق وحدته وتفادي الانقسام، وآخر ما قامت به الادارة المصرية اعلانها عن منحة ستقدمها لحكومة جنوب السودان بقيمة 300 مليون دولار لتمويل مشاريع مياه وكهرباء في اطار ما وصفته بسعيها إلى بناء الثقة مع دول حوض النيل، وقال وزير الري والموارد المائية المصري محمد نصر الدين علم لوكالة رويترز: أنه استمراراً للتحرك المصري الناجح تجاه دول حوض النيل وبخاصة السودان الشقيق، رصدت الحكومة أكثر من 300 مليون دولار كمنحة لا ترد لحكومة جنوب السودان.
والجدير بالذكر أن مصر تخوض حربا خفية مع دول حوض النيل للحفاظ على حصتها من المياه التي ترى دول الحوض أنها تؤثر على حصها وتمنح مصر الكمية الاكبر، وايضا اعلنت مصر امس الاول عن إنشاء وحدة خاصة لتقديم الخدمات والدعم الفني لجنوب السودان تبع الصندوق المصري للتعاون الفني مع جنوب أفريقيا، فيما رفض مصدر مصري رسمي وصفه بأنه اعتراف مسبق بانفصال الجنوب، -حسبما نقلت صحيفة الشروق الجديد- واضاف ذلك المصدر المصري بقوله لن نتخلى عن الشمال، هذا أمر غير وارد.. نعم هناك حساسيةٌ ما الآن ولكن ذلك لا يعنى أننا بصد التخلي عن الشمال خاصة ونحن نرى الجنوب متجها لانفصال أصبح فى حكم المقر هكذا قال المصدر فى معرض شرحه للقرا المصري، وقد فسرت تقارير اعلامية هذا التحرك بأن مصر تكون بهذا قد ارسلت أقوى مؤشرات الاعتراف بانفصال جنوب السودان.
*موازنة موضوعية
يقول الخبير السياسي ومدير مركز الدراسات السودانية د. حيدر إبراهيم في حديث ل(السوداني) إن السودان منذ استقلاله اضاع فرصة أن يكون قطرا عربيا افريقيا وكان من المرشح أن يكون جسرا بين العرب وافريقيا الا أن النخبة التي كانت مهيمنة على مقاليد الحكم في البلاد آنذاك مالت الى العرب بصورة غير منهجية ولا علمية ولم تراع فيها مصلحة السودان لان السودان مع العرب يكون في المرتبة ما بعد العشرين ومع افريقيا يكون في المركز الثاني او الثالث، كما قر أن يكون مع الدول العربية عوضا عن أن يكون في مقدمة الدول الافريقية، ويضيف أن فهم النخبة الحاكمة بداية نهوض السودان كان خاطئا للعروبة ونظر اليها من الناحية العرقية وليس الثقافية وقال إن المسألة ليست بجديدة، ولكن ينبغي على السودان أن يقوم بموازنة موضوعية ومنهجية حول العلاقة مع العرب والافارقة في هذا الوقت.
كما يرى استاذ العلوم السياسية عبد الرحمن ابو خريس في حديثه ل(السوداني) أن السودان يعول في هذه المرحلة على الدور الافريقي وأن الاتحاد الافريقي له دور جيد في المستوى القطري كما أنه يسعى لتسجيل مواقف ايجابية تجاه كل القضايا الافريقية وانجاز المشاريع، حتى أن بعض الزعماء العرب لديهم مواقف مغايرة للمواقف الدولية ويعلمون أن الغرب وامريكا على وجه الخصوص تستهدف الموارد الاقتصادية في الدول الافريقية لان ما بها من موارد اكثر من ما هو في الدول العربية، كما أن معظم مواقف الرؤساء الافارقة تصب في اتجاه يمكن أن يعول فيه السودان على الدور الافريقي خلال المرحلة المقبلة، ويضيف ابو خريس أن على السودان أن ينتهج سياسة خارجية تعزز المصداقية في التعامل مع القضايا الدولية، كما أن امر الوحدة والانفصال هو امر دستوري ولكن لابد أن يبصر السودان العالم بمخاطر الانفصال والتشجيع على الوحدة، مؤكدا أن الدول التي تدعم انفصال الجنوب لم تدرس موقفها بعناية. ويقول إن مصر اصبحت لا تفكر الا في نفسها كما أنه لم يعد لها دور محوري على الصعيدين العربي والافريقي، وعليها الآن أن تتوسط بايجابية في حل قضية دارفور ولكن ما زلنا نطمع في دور مصري ايجابي حتى اذا حدث اي فشل في الدوحة يمكن أن تنقل المفاوضات الى مصر إكمالا للدور القطري.
وبعد تباين وجهات النظر ربما يكون على السودان بالفعل النظر بعين اكثر فحصا لأدوار كل من يقفون حوله ثم التعويل على الأصدق قولا والافضل فعلا،
السودان
دولة عضو في جامعة الدول العربية وفي منظمة المؤتمر الإسلامي وفي الاتحاد الافريقي وهي أكبر الدول من حيث المساحة في أفريقيا والوطن العربي، وتحتل المرتبة العاشرة بين بلدان العالم الأكبر مساحة. تقدر مساحته بأكثر من اثنين مليون ونصف المليون كيلو متر مربع، السمة الرئيسية فيه هي نهر النيل وروافده ،يحده من الشرق أثيوبيا وأريتريا ومن الشمال الشرقي البحر الأحمر ومن الشمال مصر ومن الشمال الغربي ليبيا ومن الغرب تشاد ومن الجنوب الغربي جمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونجو الديمقراطية ومن الجنوب الشرقي أوغندا وكينيا، يقسم نهر النيل الدولة إلى شطرين شرقي وغربي. الخرطوم أو "العاصمة المثلثة" كما تعرف هي عاصمة السودان سميت مثلثة لأنها تتكون من ثلاث مدن كبيرة وهي (الخرطوم – أم درمان -الخرطوم بحري).
يعتبر السودان مهد لأقدم الحضارات العريقة، استوطن منذ 3000 سنة قبل الميلاد لشعب السودان تاريخ طويل يمتد منذ العصور القديمة والتي تداخلت مع تاريخ مصر الفرعونية والذي كان موحد سياسيا على مدى فترات طويلة. شهد السودان حرب أهلية مستمرة لقرابة 17 عام منذ إعلان الاستقلال وتلتها صراعات قبلية ودينية واقتصادية بين قبائل شمال السودان (ذات الجذور العربية والنوبية) والقبائل الأخرى في جنوبه. الأمر الذي أدى إلى اشتعال حرب أهلية ثانية في عام 1983، واستمرت الصعوبات السياسية والعسكرية، قاد العميد عمر البشير انقلاب عسكري في عام 1989 أطاحت بحكومة الأحزاب برئاسة الصادق المهدي، وأعلن نفسه رئيسا لجمهورية السودان.تم التوقيع على الدستور الانتقالي الجديد في عام 2022 إثر توقيع اتفاقية السلام الشامل بين حكومة عمر البشير ورئيس حركة تحرير السودان د.جون قرنق وتم وضع حد للحرب الأهلية ومنح إقليم جنوب السودان حكم ذاتي ويعقبها استفتاء حول الوحدة أو الاستقلال في العام 2022.يعتبر اقتصاد السودان من بين أسرع الاقتصادات نموا في العالم خصوصا بعد اكتشاف الموارد الطبيعة والنفط والبترول وتعتبر جمهورية الصين الشعبية واليابان أكبر شركاء تجارين.
المساحة
2,503,890 كم2 (10)
967,495 ميل مربع
عدد السكان طبقاً لإحصائيات 2022
32 مليون نسمه
مسلمو جنوب السودان جزء من مقال للأستاذ أحمد سبيع
– نسبتهم 18% طبقًا لإحصاء الثلاثينيات والآن وصلوا ل35% – لجئوا إلى الأسماء المسيحية والقبلية هربًا من بطش أمراء الحرب – غياب تعاليم الإسلام دفعهم إلى الانسجام في الحياة القبلية – بحر الغزال معقل المسلمين الأكبر ولهم نسبة مؤثرة في "الدينكا" – معاهدة السلام أجبرت الحركة على منحهم مميزات كانت محرمة – الملك فاروق اختار "ملكال" لتشيد أول مسجد لهم في الجنوب – نسبة المنضمِّين إلى الإسلام في تزايد بفضل الخلوات والأوغندين
ولايات جنوب السودان
يتكون جنوب السودان من 10 ولايات، موزعة في 3 أقاليم كبرى، الأول: هو إقليم بحر الغزال المتاخم لإقليم دار فور وعاصمته واو، ويحده إفريقيا الوسطى. والثاني: إقليم الاستوائية المتاخم للكونغ الديمقراطية وأوغندا وكينيا وعاصمته جوبا. وأخيرًا: أعالي النيل وعاصمته ملكال، وهو الإقليم الأكثر ارتباطًا بالشمال؛ نتيجة التصاقه به ويحده دولة إثيوبيا، وبذلك ترتسم حدود الجنوب مع دول إثيوبيا وكينيا وأوغندا والكونغو "زائير سابقًا" وإفريقيا الوسطى.
وجنوب السودان بأقاليمه الثلاثة ليس وحدة متصلة؛ حيث تصعب الحركة بين الأقاليم الثلاثة التي تمثل نصف مساحة السودان تقريبًا، في الغرب، حيث إقليم بحر الغزال، يصعب بل يستحيل التواصل مع إقليم أعالي النيل في شرق السودان، وحتى التواصل بين بحر الغزال مع الجنوب؛ حيث إقليم الاستوائية يتمُّ من خلال الطائرة التي تستغرق مدة الطيران فيها من جوبا إلى واو حوالي 150 دقيقة، وهناك صعوبة بالغة في التواصل بينهما من خلال الطرق البرية، أما أعالي النيل فمن يريد أن يصل إليها من الإقليمين الآخرين عليه أن يذهب إلى الخرطوم ويستقل الطائرة إلى ملكال.
وتعدُّ قبيلة الدينكا كبرى القبائل في الجنوب وأكثرها تأثيرًا في صناعة القرار؛ نتيجة اهتمام القبيلة منذ زمن بعيد بتعليم أبنائها في المدارس الإثيوبية التابعة للإرساليت التنصيرية في الجنوب، ثم الجامعات الخارجية، وخاصةً الولايات المتحدة وكينيا وأوغندا، وتركَّز الدينكا في إقليم أعالي النيل، ويليها في نفس الإقليم قبيلة النوير، ومعها في نفس المرتبة قبيلة الشلك، والتي منها لام أكول المنشق عن الحركة الشعبية، ثم قبيلة الفراتيت التي تتركَّز في بحر الغزال، ثم القبائل الاستوائية التي تتركَّز في إقليم الاستوائية، ويلي ذلك العشرات بل المئات من القبائل، سواء المنشقة عن هذه القبائل الكبرى أو القبائل الأخرى ذات التأثير المحدود، ومنها الزاندي وجور والبنقو والبور والهبتانية والحمر والرونق.
التعداد ونسبة المسلمين الجنوبين
حتى كتابة هذه السطور ليس هناك إحصاء رسمي، سواء في الحكومة المركزية أو حتى في حكومة الجنوب بعدد الجنوبين، سواء الذين يسكنون في الأقاليم الثلاثة أو من الموجودين في شمال السودان أو خارج البلاد، إلا أن التقديرات شبه المؤكدة تقول إن عدد سكان أهل الجنوب مجتمعين لا يتجاوز 10 ملاين نسمة، منهم أكثر من مليون ونصف المليون جنوبي في الشمال، بينما تؤكد حكومة الجنوب أن تعداد أهل الإقليم مجتمعين يتجاوز 12 مليون نسمة، منهم ما يربو على ربع المليون في الشمال، وبنفس الغموض في تعداد سكان الجنوب، هناك غموض آخر في التوزيع النسبي للديانت المختلفة، وخاصةً الإسلام والمسيحية واللادينين أو الوثنين، كما يطلق عليهم؛ حيث بلغت نسبة المسلمين في آخر إحصاء رسمي، تم إجراؤه منتصف الثلاثينيات على يد مجلس الكنائس العالمي برعاية الاحتلال البريطاني 18%، أما المسيحيون فبلغت نسبتهم 17%، واحتل اللادينيون 65%، وهو نفسه التقرير الذي اعتمدت عليه الهيئات الدولية في تقريرها الرسمي عن توزيع السكان في الجنوب، حسب العقيدة.
لكن هذه الخريطة شهدت تغيُّرًا خطيرًا، فطبقًا لآخر تقرير للمجلس الأعلى لتجمع المسلمين في جنوب السودان؛ فإن نسبة المسلمين قفزت إلى 35%، ويساويها نسبة اللادينين 35%، ويليهم المسيحيون بنسبة 30%، وهي الإحصائيات التي أقلقت الكنائس الغربية؛ مما جعلها توعز إلى الحركة الشعبية بأن يتمسكوا بعدم تسجيل خانة الديانة في استمارات الاستفتاء القادم على مصير الجنوب؛ حتى لا تظهر النسب الحقيقية للمسلين face=∓quot"rdinlAb.BRsz5وعد إقليم بحر الغزال بولاياته المتعددة أكثر الأقاليم الثلاثة التي تضم مسلمين، وتلي ولايات بحر الغزال ولاية الاستوائية الوسطى، وتحديدًا مدينة جوبا التي يقطن معظمها مسلمون، ثم يأتي إقليم أعالي النيل، وخاصة في منطقة أبي التي يسكنها أكثر من مليون مسلم منهم 600 ألف من قبيلة المسيرية، وهي القبيلة العربية الوحيدة الموجودة في الجنوب، والتي تمَّ ضمها مؤخرًا طبقًا لقرار التحكيم الدولي في أحقية أهل المسيرية المشاركة في استفتاء تحديد المصير ضمن منطقة أبي ذات الأغلبية من قبيلة الدينكا؛ باعتبارهم من أهل الإقليم وتوطَّنوا به منذ عشرات السنوات، وهو ما أخلَّ بالتوازن الديني في الاستفتاء المرتقب؛ خاصةً أن الأعداد المنضمَّة من قبيلة المسيرية شبه معروفة بخلاف بقية المدن والمناطق، إلا أن الخلاف تمَّ تسويقه على أنه خلاف على حقول البترول، وليس خلافًا على نسبة التمثيل الديني.
ويتوزع المسلمون على معظم القبائل الموجودة في الشمال، وخاصةً الدينكا التي يوجد فيها نسبة لا يُستهان بها من المسلمين، ومنهم السلطان عبد الباقي زعيم سلاطين المسلمين في جنوب السودان ورئيس مجلس شوري تجمع مسلمي جنوب السودان، وهو مجلس وليد لم يتجاوز عمره 6 أشهر، ويقوم على الانتخاب في الولايات العشر، والتي تنتخب فيما بينهما منصب الأمين العام، وهو أيضًا رئيس مجلس الشورى، بينما تعيِّن حكومة الجنوب رئيس المجلس، وقد اختارت له الطاهر بيور صديق سيلفا كير، والذي عيَّنه أيضًا مستشارًا له لشئون المسلمين.
65مسجدا في جنوب السودان
في الولايات العشر أكثر من 65 مسجدًا جامعًا، أشهرها وأقدمها مسجد الملك فاروق في ملكال أعالي النيل، وهو المسجد الذي بناه الملك فاروق في منتصف الثلاثينيات من القرن العشرين، ثم مسجد الصباح بمدينة جوبا، والذي أنشأه الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت في أواخر ثمانينيات القرن الماضي أيضًا، وتوزَّع المساجد في الجنوب كالآتي:
– 18 مسجدًا في إقليم الاستوائية.
– حوالي 24 مسجدًا في بحر الغزال، ومثلها تقريبًا في إقليم أعالي النيل.
خريطة التقسيم
الخريطة تبين السودان الجديد حسب المخط الأمريكي لتقسيمه
تقسم السودان الى ثلاثة دول
دارفورالكبرى
وشرق السودان
وجنوب السودان.
وتقسيم السودان فرضته مصلحة اسرائيل وامنه حتى لا يستغل موارده ليصبح دولة قوية رائدة فى البعدين العربى والافريقى وهومؤهل لهده القيادة ..قوة عسكرية لا يستهان بها قوة اقتصادية هائلة ارض واسعة فكرسياسى خلاق وبدائل متجددة.
وحركات التمرد الحالية كلها تدعم مخط اسرائيل الرامى الى تفتيت السودان وحدته.
استراتيجية أمريكا تجاه السودان؛ خطة دولة إستعمارية لتمزيق البلاد
وعن الدور العربي والإفريقي في القضيه
السودان بين الدور الأفريقي والدعم العربي.!
ايمن مستور: السوداني
ما زالت الجهود الشعبية والرسمية تجري بالسودان لدعم الوحدة الوطنية والتحذير من مخاطر الانفصال على السودان والقارة الافريقية أجمع، الى جانب ضرورة الوقوف في وجه الاستهداف الغربي للبلاد، وبات الدور الافريقي والعربي مهما في هذه المرحلة تجاه السودان، وفي هذا الصد اعلنت بعض الدول الافريقية دعمها لوحدة السودان من خلال زيارة بعض الوفود الافريقية الاخيرة للسودان والمباحثات المشتركة مع قيادات الدولة حول عدد من القضايا المشتركة، الا أن الدور العربي حول دعم قضايا السودان والوقوف معه في مواجهة التحديات العالمية والاستهداف الغربي ما يزال ضعيفا بل يثير الشكوك وعلامات الاستفهام حول حقيقة هذا الدعم فيما اختلف المراقبون والمحللون السياسيون حول على من يجب أن يعتمد السودان في تصديه للهيمنة الخارجية والاستهداف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة اضافة الى ازمة المحكمة الجنائية الدولية.
ويقول البعض إن على السودان التعويل في هذه المرحلة على الدور الافريقي لجهة أن توجهات العديد من الرؤساء الافارقة والاتحاد الافريقي تصب في اتجاه يعزز من الموقف السوداني في التصدي للتحديا الدولية والاقليمية، ويرى محللون آخرون أنه يجب عدم تجاهل دور بعض الدول العربية ذات القضايا المشتركة مع السودان واتخاذ منهجية متوازنة تجاه الدور العربي والافريقي معا.
*دفع الثمن
في اتجاه اكثر تمحيصا يرى مراقبون أن بعض الدول العربية وموقفها الحالي عن ما يجري في السودان يؤكد أن السودان موعود بتحديات كبيرة سيقف وحده في مواجهتها بالرغم من أن عددا من هذه البلدان اعلنت الوقوف الكامل مع القضايا السودانية وعلى رأسها وحدة اراضيه، لكن موقف دول عربية اخرى ما زال غامضا ويؤكد ذلك حديث امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي قال إن "السودان يدفع ثمن الإنفصال وللأسف فإن هناك دولاً عربية شاركت الجنوبين في مساعيهم للانفصال"، وذلك خلال زيارته لليمن امس الاول التي اكد فيها دعم مساعي الرئيس اليمني لإيجاد مخرج لليمن لأن الوحدة اليمنية قامت على أساس اختيار الشعب اليمني"، والمعروف أن اليمن يواجه شبح الانقسام كما هو الحال مع السودان. واوردت صحيفة العرب اونلاين في كلمتها امس أنه قبيل اجراء الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب نشطت الآلة الصهيونية لفرض الأمر الواقع والوصول بالاستفتاء إلى إقرار التقسيم والانفصال التام ل"دولة الجنوب" لتحقيق خطوة إضافية في جهودها لتفتيت الدول العربية وإحداث كانتونات قزمية تتولى محاربة الوحدة وتخريب أي محاولة للتكامل ولو في مداها الاقتصادي، واشارت الصحيفة الى أنه الآن لم يعُد التنازل مجديا ولا الحوار الوطني المتسرّع كافيا في السودان لوقف ما وصفته بالمؤامرة التي بلغت مراحل متقدمة، واعتبرت أن حكم المحكمة الجنائية بحق رئيس الجمهورية المشير عمر البشير يخفي وراءه مسائل أهم، الى جانب فرض تشريع التدخل الخارجي لفرض التفتيت والتقسيم تحت مبر تمكين مختلف الأعراق والثقافات من تكوين دول تخدم مصالحهم، وهو مبر كاذب لأن الهدف هو تفتيت الأقطار العربية وفرض التجزئة على الأمة وإلهاؤها عن قضاياها المصيرية بدءا من التحرير مرورا بالتكامل الاقتصادي والسياسي وصولا إلى الوحدة الشاملة، وتضيف الصحيفة في افتتاحيتها أنه من الملاحظ أن المنظومة العربية كل "بما في ذلك الجامعة العربية" صارت تتجنب الخوض في أي قضية تكون الولايات المتحدة أو إسرائيل طرفا فاعلا فيها. ويبدو أن على السودان أن يعي جيدا لمثل هذه التحليلات التي ربما لاتخلو من صواب.
من ناحية الدور المصري كدولة اقرب الى السودان من غيرها ظلت مصر تؤكد أنها تدعم وحدة السودان ارضا وشعبا وتعمل على مساعدة السودان في تحقيق وحدته وتفادي الانقسام، وآخر ما قامت به الادارة المصرية اعلانها عن منحة ستقدمها لحكومة جنوب السودان بقيمة 300 مليون دولار لتمويل مشاريع مياه وكهرباء في اطار ما وصفته بسعيها إلى بناء الثقة مع دول حوض النيل، وقال وزير الري والموارد المائية المصري محمد نصر الدين علم لوكالة رويترز: أنه استمراراً للتحرك المصري الناجح تجاه دول حوض النيل وبخاصة السودان الشقيق، رصدت الحكومة أكثر من 300 مليون دولار كمنحة لا ترد لحكومة جنوب السودان.
والجدير بالذكر أن مصر تخوض حربا خفية مع دول حوض النيل للحفاظ على حصتها من المياه التي ترى دول الحوض أنها تؤثر على حصها وتمنح مصر الكمية الاكبر، وايضا اعلنت مصر امس الاول عن إنشاء وحدة خاصة لتقديم الخدمات والدعم الفني لجنوب السودان تبع الصندوق المصري للتعاون الفني مع جنوب أفريقيا، فيما رفض مصدر مصري رسمي وصفه بأنه اعتراف مسبق بانفصال الجنوب، -حسبما نقلت صحيفة الشروق الجديد- واضاف ذلك المصدر المصري بقوله لن نتخلى عن الشمال، هذا أمر غير وارد.. نعم هناك حساسيةٌ ما الآن ولكن ذلك لا يعنى أننا بصد التخلي عن الشمال خاصة ونحن نرى الجنوب متجها لانفصال أصبح فى حكم المقر هكذا قال المصدر فى معرض شرحه للقرا المصري، وقد فسرت تقارير اعلامية هذا التحرك بأن مصر تكون بهذا قد ارسلت أقوى مؤشرات الاعتراف بانفصال جنوب السودان.
*موازنة موضوعية
يقول الخبير السياسي ومدير مركز الدراسات السودانية د. حيدر إبراهيم في حديث ل(السوداني) إن السودان منذ استقلاله اضاع فرصة أن يكون قطرا عربيا افريقيا وكان من المرشح أن يكون جسرا بين العرب وافريقيا الا أن النخبة التي كانت مهيمنة على مقاليد الحكم في البلاد آنذاك مالت الى العرب بصورة غير منهجية ولا علمية ولم تراع فيها مصلحة السودان لان السودان مع العرب يكون في المرتبة ما بعد العشرين ومع افريقيا يكون في المركز الثاني او الثالث، كما قر أن يكون مع الدول العربية عوضا عن أن يكون في مقدمة الدول الافريقية، ويضيف أن فهم النخبة الحاكمة بداية نهوض السودان كان خاطئا للعروبة ونظر اليها من الناحية العرقية وليس الثقافية وقال إن المسألة ليست بجديدة، ولكن ينبغي على السودان أن يقوم بموازنة موضوعية ومنهجية حول العلاقة مع العرب والافارقة في هذا الوقت.
كما يرى استاذ العلوم السياسية عبد الرحمن ابو خريس في حديثه ل(السوداني) أن السودان يعول في هذه المرحلة على الدور الافريقي وأن الاتحاد الافريقي له دور جيد في المستوى القطري كما أنه يسعى لتسجيل مواقف ايجابية تجاه كل القضايا الافريقية وانجاز المشاريع، حتى أن بعض الزعماء العرب لديهم مواقف مغايرة للمواقف الدولية ويعلمون أن الغرب وامريكا على وجه الخصوص تستهدف الموارد الاقتصادية في الدول الافريقية لان ما بها من موارد اكثر من ما هو في الدول العربية، كما أن معظم مواقف الرؤساء الافارقة تصب في اتجاه يمكن أن يعول فيه السودان على الدور الافريقي خلال المرحلة المقبلة، ويضيف ابو خريس أن على السودان أن ينتهج سياسة خارجية تعزز المصداقية في التعامل مع القضايا الدولية، كما أن امر الوحدة والانفصال هو امر دستوري ولكن لابد أن يبصر السودان العالم بمخاطر الانفصال والتشجيع على الوحدة، مؤكدا أن الدول التي تدعم انفصال الجنوب لم تدرس موقفها بعناية. ويقول إن مصر اصبحت لا تفكر الا في نفسها كما أنه لم يعد لها دور محوري على الصعيدين العربي والافريقي، وعليها الآن أن تتوسط بايجابية في حل قضية دارفور ولكن ما زلنا نطمع في دور مصري ايجابي حتى اذا حدث اي فشل في الدوحة يمكن أن تنقل المفاوضات الى مصر إكمالا للدور القطري.
وبعد تباين وجهات النظر ربما يكون على السودان بالفعل النظر بعين اكثر فحصا لأدوار كل من يقفون حوله ثم التعويل على الأصدق قولا والافضل فعلا،