التصنيفات
مصلى المنتدى - تفسير وحفظ القران - ادعية و اذكار

من أدعية الصالحين في القرآن الكريم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فإن في أدعية الصالحين مما قص الله علينا في القرآن الكريم لعبرة عظيمة للمؤني، وهذا الفقه العظيم من أولئك النفر الكرام من الأنبياء والصالحين فيه قدوة لعباد الله في أدعيتهم، وإن المؤمن ليرى في أدعية هؤلاء الأنبياء والصالحين المعاني العظيمة، والعبودية الكاملة لله عز وجل.
إن أدعيتهم رفعت في السراء والضراء في الشدة والرخاء للحي القيوم ديان السماوات والأرضين.
القرآن يقص جانباً من دعاء موسى عليه السلام
فهذا موسى عليه السلام لما ابتلي بفرعون، واشتد أذى فرعون على قوم موسى عليه السلام، وطالت تلك المناظرات والمواجهات بين هذا النبي الكريم وعدو الله فرعون، رفع موسى يديه يدعو ربه {إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} (سورة يونس:89).
وهكذا كان القرار الأخير بعد استنفاذ كافة الوسائل في الدعوة، لما صارت البيوت المزخرفة، والأموال العظيمة، والمراكب الفاخرة، صارت فتنة لهؤلاء القوم، يستعينون بما آتاهم الله على معصيته وعلى فتنة عباده، وعلى الإفساد في الأرض، دعا موسى أن يتلفها الله عز وجل إما بهلاك الذين يستعملونها، أو بجعل هذه الأموال على وجه لا ينتفع به، فقال ذلك الدعاء.
لقد كان موسى عليه السلام حريصاً ألا يزداد أولئك القوم في الطغيان لأمرين؛..
أولهما: أن زيادتهم في الطغيان زيادة لعذابهم.
وثانيهما: أن في زيادة طغيانهم فتنة للمؤني، والمحافظة على المؤمنين وقاية هؤلاء المؤمنين من فتنة الكافرين والطاغين أمر مهم للغاية يحرص عليه موسى عليه السلام، وكانت أذية بني إسرائيل بعد ذلك لموسى عليه السلام، وتمردهم عليه، موجبة لشكوى موسى الكليم إلى ربه {قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} (سورة المائدة:24)، بهذه الوقاحة يواجهون نبيهم، كأن القوم سيخرجون لهم من البلد ليدخلوها هم برداً وسلاماً، ما كان ذلك ليحصل، ولما حصلت هذه المعصية والتمرد من بني إسرائيل على نبيهم ماذا قال؟ {قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي} (سورة المائدة:25)، وصل موسى عليه السلام إلى مرحلة صار ليس له كلمة إلا على أخيه، تمرد عليه القوم، وهذا من طبع اليهود. ولذلك دعا عليهم بقوله: {قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} (سورة المائدة:25). وهكذا قص الله سبحانه وتعالى علينا من خبره مع أخيه مع بني إسرائيل لما عبدوا العجل في غيابه، وتمردوا على هارون الذي قال معتذراً لموسى: {إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (سورة الأعراف:150-151).
ينظر نبي الله حوله، يتلفت، فلا يجد إلا الواحد والعدد القليل من الناس الذين ثبتوا، والبقية زلوا سقطوا في الفتنة {أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ} (سورة التوبة:49)، فماذا يقول، وبماذا يدعو لمن ثبت معه؟ قال: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ} (سورة الأعراف:151) أدخلنا فيها، فتكون الرحمة محيطة بهما من كل جانب، فهي حصن حصين، وخير وسرور، وحماية من الشرور.
إلهي أشكو البث والحزن كله

إليك فكن لي راحماً لشكيتي

يشتكي موسى إلى ربه، ويدعوه بأن يفرق بينه وبينه القوم الفاسقين، يجعل له هناك فرقاناً، ويجعل له العلو والظفر والظهور عليهم، وهو محتاج إلى رحمة ربه، ومغفرته، يدعو بها ولأخيه، فلا ينسى أخاه.
وهكذا حصل لموسى أيضاً مع بني إسرائيل لما أخذتهم الرجفة، لقد تواقح القوم وتمردوا لدرجة أنهم قالوا: {لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} (سورة البقرة:55) أخذتهم الصاعقة، ماتوا، أخذ الله أرواحهم، وكان من قبل قد حصل لهم أمور وأخذتهم رجفة، ومن بعد نتق الجبل فوقهم، فلما أخذتهم الرجفة {قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ} (سورة الأعراف:155) يتوسل إلى ربه بقدرة ربه على الإهلاك وعلى الإماتة، ثم قال: {إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ * وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ} (سورة الأعراف:155- 156).
فتأمل في عظمة هذا الدعاء في توجه موسى إلى ربه، يتوسل إليه، يعلن الخضوع والاعتراف بقدرته، وهذا مهم في الدعاء، ويعتذر وكأنه هو المذنب، مع أن أولئك القوم الذين تمردوا عليه هم الذين أجرموا، وفعلوا فعلتهم الشنعاء بعبادة العجل، وموسى يطلب المغفرة لنفسه، أولئك يذنبون وهو يطلب المغفرة، سبحان الله تسليم مطلق لقدرة الله، يقدمه موسى بين دعائه لربه، هي القدرة على الإهلاك {قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ} ، { أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا}، ثم يدعو ربه أن يكتب له في هذه الدنيا حسنة {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً} (سورة الأعراف:156) حسنة الدنيا عظيمة، تشمل العلم النافع، والعمل الصالح، والذكر الجميل، والرزق الواسع، والصحة والذرية الطيبة، هكذا حسنة الدنيا شاملة.
{وَفِي الآخِرَةِ} (سورة الأعراف:156) ظل في العرش، وقاية من النار، وسلامة في العبور عليها، ودخول الجنة، حسنات، إنها حسنة عظيمة، حسنة الآخرة المتضمنة لكل هذه المزايا.
{وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ} (سورة الأعراف:156) ونحن عندنا هذا الدعاء، علمنا الله إياه {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً } (سورة البقرة:201) ومنا من يغفله، والله المستعان.
إن تقديم الاعتذار والاعتراف، وبيان ضعف المخلوق أمام خالقه، وقدرة الخالق على المخلوقين؛ تقديم ذلك بين الدعاء سر عظيم من أسباب الإجابة. {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} (سورة القصص:16) {رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (سورة القصص:21)، {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} (سورة القصص:24)، إظهار الحاجة.
دعاء داود والترتيب العظيم في إيراده
تأمل في حال داود عليه السلام ومن معه من المؤمنين، لما برزوا لجالوت وجنوده أمام ذلك الحشد من الأعداء، العدد والعُد الجبابرة، {قَالُواْ} أي: عباد الله المؤمنين، {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (سورة البقرة:250)، أمام هذا الجحفل من الأعداء، أمام هذا الجحفل من الطغاة يدعو المؤمنون ربهم، ويلجؤون إليه في الشدائد، والله إذا دعاه المضطر لا يخيبه، {أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا}، إفراغ الشيء على الشيء يدل على تعميمه به، ولذلك فإنهم لم يقولوا: ارزقنا صبراً ونحو ذلك، وإنما قالوا: {أَفْرِغْ عَلَيْنَا}؛ لأنهم يحتاجون الصبر الآن، يحتاجون صبراً عظيماً، {أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا}، الإفراغ: صب الشيء الكثير، الإفراغ من أعلى إلى أسفل، إنزال، تعميم، شمول، كثرة. {أَفْرِغْ عَلَيْنَا} فقه في الدعاء، {أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}، حسن الدعاء والترتيب الجيد فيه، سألوا أولاً الصبر الذي يعم القلب والبدن {أَفْرِغْ عَلَيْنَا}، ثم ثبات القدم المترتب على الصبر {وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا}، فسألوا التثبيت الظاهر والباطن، ثم النصر المترتب عليهما، والنصر لا ينال إلا مع الصبر، والصبر مجلبة للمعونة، فتأمل الترتيب في هذا الدعاء {ربنا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا} ينزل في القلب، {وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا} نتيجة الصبر في القلب، {وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} ثبات القلب وثبات البدن هو المهيئ للنصر، ولذلك سألوا ربهم هذا السؤال، وجعلوا فيه هذا الترتيب.
قوة الرجاء بالله والافتقار إليه ملموس في أدعية الأنبياء
لم يغر ملك سليمانَ سليمانُ عليه السلام، وإنما قال: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا} (سورة ص:35)، {رَبِّ اغْفِرْ لِي} تأمل كيف حاجتهم إلى المغفرة وهم الأنبياء، يسألون ربهم المغفرة، وكأنهم أجرموا وأذنبوا الذنوب العظيمة، يسألون مغفرة ورحمة، إنها حاجة المؤمن إلى مغفرة ربه عز وجل، إنه إظهار الافتقار للواحد القهار.
{وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ} (سورة الأنبياء:87-88) قال الحسن والشعبي وسعيد بن جبير: {إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا} يعني: من أجل ربه عز وجل، "غضبت لك" يعني: من أجلك، والمؤمن يغضب لله إذا عصي، وكان الأولى أن يصبر فذهب مغاضباً من أجل ربه، وقد أعلن سخطه على قومه مما فعلوا وأصروا وتمردوا وعصوا، فقدر الله أن يلتقمه الحوت {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ} إنها لحظات الاضطراب، إنها أوقات الشدة، {نَادَى فِي الظُّلُمَاتِ} ظلمة بطن الحوت، ظلمة قاع البحر واليم، ظلمة الماء.. ظلمات، أمواج يغشى بعضها بعضاً، وكذلك ظلمة الشدة، وظلمة الوحدة، اجتمعت الظلمات الحسية والظلمات المعنوية، ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة الحوت، وظلمة الشدة، وظلمة الوحدة، ولكن لم يأس يونس أبداً من ربه عز وجل {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} شكا إلى ربه حاله، وتضرع إليه، وتوسل إليه بوحدانيته {لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ}، ثم نزه ربه عما لا يليق به {سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} اعترف لله عز وجل بالظلم لنفسه، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((دعوة ذي النون إذا دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له))1 في شيء من الحاجات عموماً، ولذلك كانت النتيجة بعد دعائه هذا كما حكاه الله في القرآن بقوله: {وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ}، وإذا كنت في شدة فالله ينقذك منها، وإذا كنت في ظلمة وكربة فالله ينجيك منها.. فهو ملجأ الخائفين، ومجير المستغيثين، ومجيب دعوة المضطرين.. لا إله إلا هو.
وهكذا أنعم الله على يونس؛ لأنه كان المسبحين، فإن سجله الماضي في الطاعات جعل له شفاعة عند ربه، فنجاه الله وأنبت عليه شجرة من يقطين، ورده إلى قومه ليؤمنوا، {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} (سورة الصافات: 147- 148).
ولذي النون وقد ناداه من
ظلمات البحر إذ فيه استقر

حين نجاه من الغم فهل

بعد ذا شك لعبد ذي نظر

{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ} (سورة الأنبياء:88)، العمل الصالح يساند الدعاء، الدعاء المبني على عمل صالح مسبق إنه أمر عظيم.
ماذا قال زكريا عليه السلام في أدعية الأنبياء أيضاً؟
{وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} (سورة الأنبياء:89)، {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} (سورة مريم:3-6)، لما تقارب أجله ولم يرزقه الله بولد، هو مسن لا يولد لمثله، وامرأته عاقر لا تنجب، اجتمعت الأسباب الأرضية على عدم الإنجاب، ولكن نبي الله لا يأس من رحمة الله، وهذا ذكر رحمة ربه له إذ وفقه للدعاء {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا} (سورة مريم:3) أمر يدل على الإخلاص، والإقبال على الله، توسل إلى الله بضعفه، وهذا سر مهم نجده متكرراً في أدعية الأنبياء، يذكرون ضعفهم.. يذكرون افتقارهم.. يذكرون حاجتهم إلى ربهم، {إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} (سورة مريم:4)، ومع كل هذا {وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} (سورة مريم:4)، إنه يعتقد بأن الدعاء سعادة، ولا يمكن أن يشقى العبد مع الدعاء، ولذلك دعا، ودعا وسأل ولم يأس، مع أن كل الأسباب الأرضية والنتائج والمقدمات وكل البيانات تدل على أنه لا فائدة، ولن يولد له ولد، ولكن {وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} لا يشقى الإنسان من دعاء ربه، لا يعدم خيراً؛ لأن المسؤول كريم {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا} (سورة مريم:5)، دعا في جوف الليل {هَبْ لِي} أعطني، الهبة: إحسان بلا مقابل، انتفاع الموهوب بإحسان الواهب، فهو محتاج إلى الهبة الربانية والتي تتمثل في الذرية الطيبة كما في الدعاء الآخر: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء} (سورة آل عمران:38)، إنك تجيب سائليك، إنك تسمع أصواتهم مهما كانت ضعفاً وخفاءً، وأنت تعطي ولا تحرم؛ لأنك كريم منان، ولذلك لما سأل، وهب الله له يحيى كما قال سبحانه: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ} (سورة الأنبياء:90)، فهو أعطاه أكثر مما سأل، أصلح الله زوجته بعدما كانت عاقراً لا يصلح رحمها للولادة، فأصلح الله رحمها للحمل لأجل نبيه ودعائه، فبشرته الملائكة بذلك.
وكل ماسبق يبين أهمية وعظم شأن الدعاء، وللحديث بقية في مقال قادم إن شاء الله تعالى،وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.




مشكوره يا عسل

وبارك الله فيك




شكرلك



جازاكي الله خيرآ



بارك الله فيكي



التصنيفات
منتدى اسلامي

۩ مختصر من كتاب رياض الصالحين ۩

خليجية
مختصر من كتاب رياض الصالحين للإمام المحدث الفقيه أبي زكريا النووي
باب فضل الزهد في الدنيا والحث على التقلل منها وفضل الفقر

قَالَ الله تَعَالَى : ]إِنَّمَا مَثَلُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ والأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيهَا أتَاهَا أمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [[ يونس : 24 ] .

وقال تَعَالَى : ]وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً المَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الحَياةِ الْدُّنْيَا وَالبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً[[ الكهف : 45-46 ] .

وقال تَعَالَى : ]اعْلَمُوا أَنَّمَا الحَياةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ في الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أعْجَبَ الْكُفّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذابٌ شَديدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ الله ورِضْوَانٌ وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الغُرُورِ [[ الحديد : 20 ] .

وقال تَعَالَى : ]وَمَا هذِهِ الحَياةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [[ العنكبوت : 64 ] .

وقال تَعَالَى :]زُيِّنَ لِلْنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالبَنِينَ وَالقَنَاطِيرِ المُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَالْخَيْلِ المُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الحَياةِ الْدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ المآبِ [[ آل عمران : 14 ] .

وقال تَعَالَى : ]يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الحَياةُ الْدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الغَرُورُ [[ فاطر : 5 ] .

وقال تَعَالَى : ]ألْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ المَقَابِرَ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ [[ التكاثر : 1-5 ] .
قال رسول الله r: ( أبْشِرُوا وَأَمِّلْوا مَا يَسُرُّكُمْ ، فَوالله مَا الفَقْرَ أخْشَى عَلَيْكُمْ ، وَلكِنِّي أخْشَى أنْ تُبْسَط الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا ، فَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أهْلَكَتْهُمْ) متفقٌ عَلَيْهِ .

قال رسول الله r : ( إنَّ ممَّا أخَافُ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِي مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا ) متفقٌ عَلَيْهِ .

قَالَ رسول الله r: ( إنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإنَّ الله تَعَالَى مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا ، فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ ) رواه مسلم .

قَالَ رسول الله r : ( اللَّهُمَّ لاَ عَيْشَ إِلاَّ عَيْشَ الآخِرَةِ ) متفقٌ عَلَيْهِ .

قَالَ رسول الله r: ( يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلاَثَةٌ : أهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ : فَيَرْجِعُ اثْنَانِ ، وَيَبْقَى وَاحِدٌ : يَرْجِعُ أهْلُهُ وَمَالُهُ وَيبْقَى عَمَلُهُ ) متفقٌ عَلَيْهِ .

قَالَ رسول الله r : ( يُؤْتَى بِأنْعَمِ أهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أهْلِ النَّارِ يَوْمَ القِيَامَةِ ، فَيُصْبَغُ في النَّارِ صَبْغَةً ، ثُمَّ يُقَالُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، هَلْ رَأيْتَ خَيْراً قَطُّ ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ ؟ فَيَقُولُ : لاَ وَاللهِ يَا رَبِّ ، وَيُؤْتَى بِأشَدِّ النَّاسِ بُؤسَاً في الدُّنْيَا مِنْ أهْلِ الجَنَّةِ ، فَيُصْبَغُ صَبْغَةً في الجَنَّةِ ، فَيُقَالُ لَهُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، هَلْ رَأيْتَ بُؤساً قَطُّ ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ ؟ فيَقُولُ : لاَ وَاللهِ ، مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ ، وَلاَ رَأيْتُ شِدَّةً قَطُّ)) رواه مسلم .

قَالَ رسول الله r: ( مَا الدُّنْيَا في الآخِرَةِ إِلاَّ مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ أُصْبُعَهُفي اليَمِّ،، فَلْيَنْظُرْ بِمَ يَرْجِعُ ! ) رواه مسلم .

قَالَ رسول الله r : ( لَوْ كَانَت الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ الله جَنَاحَ بَعُوضَةٍ ، مَا سَقَى كَافِراً مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ ) رواه الترمذي ، وقال : حديث حسن صحيح .

قَالَ رسول الله r ( أَلاَ إنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا ، إِلاَّ ذِكْرَ اللهِ تَعَالَى،، وَمَا وَالاهُ ، وَعالِماً وَمُتَعَلِّماً ) رواه الترمذي ، وقال : حديث حسنٌ .

وعن جابر t : أنَّ رسول الله r مَرَّ بالسُّوقِ وَالنَّاسُ كَنَفَتَيْهِ ، فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ ، فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ ، ثُمَّ قَالَ : ( أَيُّكُم يُحِبُّ أنْ يَكُونَ هَذَا لَهُ بِدرْهَم؟؟)) فقالوا : مَا نُحِبُّ أنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ وَمَا نَصْنَعُ بِهِ ؟ ثُمَّ قَالَ:: ( أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ ؟ ) قَالُوا : وَاللهِ لَوْ كَانَ حَيّاً كَانَ عَيْباً ، إنَّهُ أسَكُّ فَكَيْفَ وَهُوَ ميِّتٌ ! فقال : ( فوَاللهِ للدُّنْيَا أهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ ) رواه مسلم .
( كَنَفَتَيْهِ ) أيْ : عن جانبيه . وَ( الأَسَكُّ ) : الصغير الأذُن .

قَالَ رسول الله r : ( لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَباً ، لَسَرَّنِي أنْ لاَ تَمُرَّ عَلَيَّ ثَلاَثُ لَيالٍ وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْءٌ إِلاَّ شَيْءٌ أرْصُدُهُ لِدَيْنٍ) متفقٌ عَلَيْهِ .

قال رسول الله r : ( مَا يَسُرُّنِي أنَّ عِنْدِي مِثْلَ أُحُدٍ هَذَا ذَهَباً تَمْضي عَلَيَّ ثَلاَثَةُ أيّامٍ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ ، إِلاَّ شَيْءٌ أرْصُدُهُ لِدَيْنٍ ، إِلاَّ أنْ أقُولَ بِهِ في عِبَادِ الله هكذا وَهَكَذَا وَهكَذَا ) عن يَمِينِهِ وعن شِمَالِهِ وَمِنْ خَلْفِهِ،، ثُمَّ سَارَ ، فقال : ( إنَّ الأَكْثَرينَ هُمُ الأَقَلُّونَ يَوْمَ القِيَامَةِ إِلاَّ مَنْ قَالَ بالمَالِ هكَذَا وَهكَذَا وَهكَذَا ) عن يمينِهِ وعن شِمَالِهِ وِمنْ خَلْفِهِ ( وَقَلِيلٌ مَاهُمُ ) متفقٌ عَلَيْهِ .

قَالَ رسول الله r : ( انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أسْفَلَ مِنْكُمْ وَلاَ تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ ؛ فَهُوَ أجْدَرُ أنْ لاَ تَزْدَرُوا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ ) متفقٌ عَلَيْهِ .

قَالَ رسول الله r: ( تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ ، وَالدِّرْهَمِ ، وَالقَطِيفَةِ ، وَالخَمِيصَةِ،، إنْ أُعْطِيَ رَضِيَ ، وَإنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ ) رواه البخاري .

وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، قَالَ : أخذ رسول الله r بِمَنْكِبَيَّ،، فقال : ( كُنْ في الدُّنْيَا كَأنَّكَ غَرِيبٌ ، أَو عَابِرُ سَبيلٍ ) .
وَكَانَ ابن عُمَرَ رضي الله عنهما ، يقول : إِذَا أمْسَيتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ المَسَاءَ ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ . رواه البخاري .
قالوا في شَرْحِ هَذَا الحديث معناه : لاَ تَرْكَنْ إِلَى الدُّنْيَا ، وَلاَ تَتَّخِذْهَا وَطَناً،، وَلاَ تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِطُولِ البَقَاءِ فِيهَا ، وَلاَ بِالاعْتِنَاءِ بِهَا ، وَلاَ تَتَعَلَّقْ مِنْهَا إِلاَّ بِمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ الْغَريبُ في غَيْرِ وَطَنِهِ ، وَلاَ تَشْتَغِلْ فِيهَا إلا بِمَا يَشْتَغِلُ بِهِ الغَرِيبُ الَّذِي يُريدُ الذَّهَابَ إِلَى أهْلِهِ .

قال رسول الله r : ( ازْهَدْ في الدُّنْيَا يُحِبّك اللهُ ، وَازْهَدْ فِيمَا عِنْدَ النَّاسِ يُحِبّك النَّاسُ ) حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة .

قَالَ رسول الله r : ( لاَ تَتَّخِذُوا الضَّيْعَةَ فَتَرْغَبُوا في الدُّنْيَا ) رواه الترمذي ، وقال:: حديثٌ حسنٌ .

وعن عبد الله بن مسعود t ، قَالَ : نَامَ رسول الله r عَلَى حَصيرٍ،، فَقَامَ وَقَدْ أثَّرَ في جَنْبِهِ ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، لَوْ اتَّخَذْنَا لَكَ وِطَاءً ؟ فَقَالَ : ( مَا لِي وَلِلدُّنْيَا ! مَا أَنَا في الدُّنْيَا إِلاَّ كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا) رواه الترمذي ، وقال : حديث حسن صحيح.

وعن عمرو بن الحارث رضي الله عنه ، قَالَ : مَا تَرَكَ رسولُ الله r عِنْدَ مَوْتِهِ دِيناراً ، وَلاَ دِرْهَماً ، وَلاَ عَبْداً ، وَلاَ أَمَةً ، وَلاَ شَيْئاً إِلاَّ بَغْلَتَهُ الْبَيضَاءَ الَّتي كَانَ يَرْكَبُهَا ، وَسِلاَحَهُ ، وَأرْضاً جَعَلَهَا لاِبْنِ السَّبِيلِ صَدَقَةً . رواه البخاري .

قَالَ رسول الله : r ( إنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً ، وفِتْنَةُ أُمَّتِي : المَالُ ) رواه الترمذي ، وقال : حديثٌ حسنٌ صحيحٌ .
قَالَ رسول الله r : ( يَقُولُ ابْنُ آدَمَ : مَالِي ، مالي ، وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلاَّ مَا أكَلْتَ فَأفْنَيْتَ ، أَو لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ ؟! ) رواه مسلم .

قَالَ رسول الله r : ( لَيْسَ لاِبْنِ آدَمَ حَقٌّ في سِوَى هذِهِ الخِصَالِ : بَيْتٌ يَسْكُنُهُ،، وَثَوْبٌ يُوارِي عَوْرَتَهُ ، وَجِلْفُ الخُبز وَالماء ) رواه الترمذي ، وقال : حديث صحيح .( الجِلْفُ ) : الخُبْز لَيْسَ مَعَهُ إدَامٌ ، وقيل : هُوَ غَليظُ الخُبُزِ . والله أعلم .

قَالَ رسول الله r : ( مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلا في غَنَمٍ بِأفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ المَرْءِ عَلَى المَالِ وَالشَّرَفِلِدِينهِ ) رواه الترمذي ، وقال : حديث حسن صحيح .

قَالَ رسول الله r : ( يدْخُلُ الفُقَرَاءُ الْجَنَّةَ قَبْلَ الأَغْنِيَاءِ بِخَمْسِمئَةِ عَامٍ ) رواه الترمذي ، وقال : حديث صحيح.

قَالَ رسول الله r : ( اطَّلَعْتُ في الجَنَّةِ فَرَأيْتُ أكْثَرَ أهْلِهَا الفُقَرَاءَ ، وَاطَّلَعْتُ في النَّارِ فَرَأيْتُ أكْثَرَ أهْلِهَا النِّسَاءَ ) متفقٌ عَلَيْهِ .

قَالَ رسول الله r : ( قُمْتُ عَلَى بَابِ الجَنَّةِ ، فَكَانَ عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَاالمَسَاكِينُ،، وَأصْحَابُ الجَدِّ مَحبُوسُونَ ، غَيْرَ أنَّ أصْحَابِ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِم إِلَى النَّارِ ) متفقٌ عَلَيْهِ .( الجَدُّ ) : الحَظُّ والغِنَى .


باب فضل الجوع وخشونة العيش والاقتصار على القليل من المأكول والمشروب والملبوس وغيرها من حظوظ النفس وترك الشهوات

قال تَعَالَى : ]فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ في زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُريدُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا

لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ وَيْلَكُمْ

ثَواب اللهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً[[ القصص: 79-80 ] .

وقال تَعَالَى : ]ثُمَّ لًتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ[[ التكاثر : 8 ] .

وقال تَعَالَى : ]مَنْ كَانَ يُريدُ العَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُريدُ ثُمَّ

جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً[[ الإسراء : 18 ] .

وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : مَا شَبعَ آلُ مُحَمّد r مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ يَوْمَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ حَتَّى قُبِضَ . متفقٌ عَلَيْهِ .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قَالَ : كَانَ رسول الله rيَبيتُ اللَّيَالِيَ الْمُتَتَابِعَةَ طَاوِياً ، وَأهْلُهُ لاَ يَجِدُونَ عَشَاءً ، وَكَانَ أكْثَرُ خُبْزِهِمْ خُبزَ الشَّعيرِ . رواه الترمذي ، وقال : حديث حسن صحيح .

وعن عروة ، عن عائشة رضي الله عنها ، أنّها كَانَتْ تقول : وَاللهِ ، يَا ابْنَ أُخْتِي ، إنْ كُنَّا نَنْظُرُ إِلَى الهِلاَلِ ، ثُمَّ الهِلالِ : ثَلاَثَةُ أهلَّةٍ في شَهْرَيْنِ ، وَمَا أُوقِدَ في أبْيَاتِ رسول الله r نَارٌ . قُلْتُ : يَا خَالَةُ ، فَمَا كَانَ يُعِيشُكُمْ ؟ قالت :الأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالمَاءُ، إِلاَّ أنَّهُ قَدْ كَانَ لرسول الله r جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، وكَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ وَكَانُوا يُرْسِلُونَ إِلَى رسول الله r مِنْ ألْبَانِهَا فَيَسْقِينَا . متفقٌ عَلَيْهِ . ( المنحة والمنيحة ) : أن يعطيه ناقة أو شاة ، ينتفع بلبنها ويعيدها .

قَالَ رسول الله r : ( اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمّدٍ قُوتاً ) متفقٌ عَلَيْهِ .( قُوتاً ) أيْ : مَا يَسُدُّ الرَّمَقَ .

وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : كَانَ فِرَاشُ رسول الله rمِنْ أُدْمٍ حَشْوُهُ لِيفٌ . رواه البخاري . ( الأدم ) : الجلد المدبوغ .

وعن أَبي موسى الأشعري t ، قَالَ : أخْرَجَتْ لَنَا عَائِشَةُ رضي الله عنهاكِسَاءً وَإزاراً غَلِيظاً، قالَتْ : قُبِضَ رسول الله r في هَذَيْنِ . متفقٌ عَلَيْهِ .

وعن أنسٍ t ، قَالَ : رَهَنَ النَّبيُّ r دِرْعَهُ بِشَعِيرٍ ، وَمَشَيْتُ إِلَى النَّبيِّ r بخُبْزِ شَعِيرٍ وَإهَالَة سَنِخَةٍ ، وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : ( مَا أصْبَحَ لآلِ مُحَمّدٍ صَاعٌ وَلاَ أمْسَى ) وَإنَّهُمْ لَتِسْعَةُ أبيَات . رواه البخاري .( الإهالَةُ ) : الشَّحْمُ الذَّائِبُ . وَ( السَّنِخَةُ ) : المُتَغَيِّرَةُ . وَ( الصاع ) : مكيال يسع أربعة أمداد .

وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : تُوُفِّي رسول الله r وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِي في ثَلاثِينَ صَاعاً مِنْ شَعِير . متفق عَلَيْهِ .

قال رسول الله r : ( قَدْ أفْلَحَ مَنْ أسْلَمَ ، وَكَانَ رِزْقُهُ كَفَافاً ، وَقَنَّعَهُ اللهُ بِمَا آتَاهُ ) رواه مسلم .

قال رسول الله r : ( مَنْ أصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً في سربِهِ ، مُعَافَىً في جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا ) رواه الترمذي ، وقال : حديث حسن .( سِربه ) : أي نَفْسه ، وَقِيلَ : قَومه .

قال رسول الله r : ( يَا ابْنَ آدَمَ ، إنَّكَ أن تَبْذُلَ الفَضلَ خَيْرٌ لَكَ ، وَأن تُمْسِكَه شَرٌّ لَكَ ، وَلاَ تُلاَمُ عَلَى كَفَافٍ ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ ، وَاليَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى ) رواه مسلم .

قال رسول الله r :: ( ألاَ تَسْمَعُونَ ؟ ألاَ تَسْمَعُونَ ؟إنَّ البَذَاذَةَ مِنَ الإِيمَانِ،، إنَّ البَذَاذَةَ مِنَ الإِيمَانِ ) رواهُ أَبو داود .( البَذَاذَةُ ) هِيَ رَثَاثَةُ الهَيْئَةِ وَتَرْكُ فَاخِرِ اللِّبَاسِ .

قال رسول الله r : ( مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاء شَرّاً مِنْ بَطْنٍ ، بِحَسْبِ ابنِ آدَمَ أُكُلاَتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ ، فإنْ كانَ لا مَحالةَ فثُلُثٌ لِطَعَامِهِ ، وَثُلُثٌ لِشَرابِهِ ، وَثُلُثٌ لِنَفَسه ) رواه الترمذي ، وقال : حديث حسن .( أكُلاَتٌ ) أيْ : لُقَمٌ .

وعن عِمْرَان بنِ الحُصَيْنِ رضي الله عنهما ، عن النبي r ، أنّه قَالَ : ( خَيْرُكُمْ قَرْنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ) قَالَ عِمْرَانُ : فَمَا أدْري قَالَ النبي r مَرَّتَيْنِ أَو ثَلاَثاً ( ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَهُمْ قَوْمٌ يَشْهَدُونَ وَلاَ يُسْتَشْهَدُونَ ، وَيَخُونُونَ وَلاَ يُؤْتَمَنُونَ ، وَيَنْذِرُونَ وَلاَ يُوفُونَ ، وَيَظْهَرُ فِيهمُ السَّمَنُ ) متفقٌ عَلَيْهِ .




التصنيفات
مصلى المنتدى - تفسير وحفظ القران - ادعية و اذكار

ادعية اولياء الله الصالحين

دعاء عائشة رضي الله عنها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: عليك بالجوامع الكوامل قولي:
(اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله. وما علمت منه وما لم أعلم وأسألك الجنة وما يقرب إليها من قول وعمل. وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، وأسألك من الخير ما سألك عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم، وأستعيذك مما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم. وأسألك ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته رشداً برحمتك يا أرحم الراحمين).

من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي الحسن
كان عطاء -الحسن بن علي رضي الله عنهما – كل سنة مائة ألف، فحبسها عنه معاوية في بعض السنين فحصلت له ضائقة شديدة، قال: فدعوت بدواة لأكتب إلي معاوية لأذكره نفسي، ثم أمسكت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: كيف أنت يا حسن فقلت بخير يا أبت. وشكوت إليه تأخر المال عني فقال: أدعوت بداوة لتكتب إلي مخلوق مثلك تذكره؟ فقلت: نعم يا رسول الله فكيف أصنع؟
فقال: قل: (اللهم اقذف في قلبي رجاءك واقطع رجائي عمن سواك حتى لا أرجو أحداً غيرك. اللهم وما ضعفت عنه قوتي، وقصر عنه علمي ولم تنته إليه رغبتي ولم تبلغه مسألتي. ولم يجر على لساني، مما أعطيت أحداً من الأولين والآخرين من اليقين، فخصني به يا أرحم الراحمين).
قال: فوالله ما ألحت به أسبوعاً حتى بعث إلي معاوية بألف وخمسمائة. فقلت الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره ولا يخيب من دعاه، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال يا حسن كيف أنت؟ فقلت بخير يا رسول الله وحدثته بحديثي. فقال: يا بني هكذا من رجا الخالق ولم يرج المخلوق.

دعاء أبي ذر الغفاري
خاتمة الفرج
هذا الدعاء هو خاتمة الفرج الذي رواه جعفر الصادق رضي الله عنه وعن سلفه الكرام.
قال في نوادر الأصول بسنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه أتى جبريل عليه السلام، فبينما هو عنده إذ أقبل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه، فنظر إليه جبريل عليه السلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أمين الله أتعرفون اسم أبي ذر؟ فقال: نعم، والذي بعثك بالحق إن أبا ذر أعرف في السماء منه في الأرض، وإن ذلك بدعاء يدعو به، في كل يوم مرتين وتعجبت الملائكة منه، فادع به واسأله عن دعائه! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر دعاء تدعو به كل يوم مرتين!؟ قال: نعم فداك أبي وأمي ما سمعته من بشر وإنما هي عشرة أحرف ألهمني ربي إياها إلهاماً وأنا أدعو به كل يوم مرتين: استقبل القبلة، فأسبح لله مليا وأحمده ملياً وأكبره ملياً ثم أدعو بتلك العشر كلمات:
"اللهم إني أسألك إيماناً دائما، وأسألك قلباً خاشعاً، وأسألك علماً نافعاً، وأسألك يقيناً صادقاً، وأسألك دينا قيما، وأسألك العافية من كل بلية، وأسألك تمام العافية، وأسألك دوام العافية، وأسألك الشكر على العافية وأسألك الغنى عن الناس"
قال جبريل عليه السلام: يا محمد والذي بعثك بالحق لا تدعو أحد من أمتك بهذا الدعاء إلا غفرت ذنوبه، وإن كانت أكثر من زبد البحر أو عدد تراب الأرض، ولا يلقى الله أحد من أمتك وفي قلبه هذا الدعاء إلا اشتاقت إليه الجنة، واستغفر له المكان، وفتحت له أبواب الجنة فنادته الملائكة: يا ولي الله ادخل من أي باب شئت!!

دعاء أنس بن مالك
(من دعا بهذا الدعاء في الصباح لم يقدر أحد على إيذائه)
روي عمر بن أبان أنه قال: أرسلني الحجاج في طلب أنس بن مالك رضي الله عنه، ومعي فرسان ورجال، فأتيته وتقدمت إليه، فإذا هو قاعد على بابه، قد مد رجليه.
فقلت له: أجب الأمير.
فقال: من الأمير!؟
فقلت له: الحجاج بن يوسف!!
فقال: أذله الله تعالى!! هذا صاحبك قد طغى وبغى. وخالف الكتاب والسنة فالله تعالى ينتقم منه.
فقلت له: أقصر الخطبة وأجب.
فقام معنا. فلما دخل قال الحجاج: أنت أنس بن مالك!؟
قال: نعم!!
قال: أنت الذي تسبنا وتدعو علينا!؟
قال: نعم، وذلك واجب علي وعلى كل مسلم، لأنك عدو الله وعدو الإسلام، تعز أعداء الله، وتذل أولياءه.
فقال له الحجاج: أتدري لم دعوتك؟
قال: لا.
قال: أريد قتلك شر قتله!؟
فقال أنس بن مالك: لو عرفت صحة ذلك لعبدتك من دون الله تعالى، وشكت في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه علمني دعاء وقال (كل من دعا به في كل صباح لم يقدر أحد على أذيته. ولم يكن لأحد عليه سبيل) وقد دعوت به صباحي هذا.
قال الحجاج: أريد أن تعلمني هذا الدعاء.
قال: معاذ الله أن أعلمه أحدا مادمت حيا.
فقال: خلوا سبيله.
فلما خرج: قال له الحاجب: أصلح الله الأمير، وتكون في طلبه منذ كذا وكذا، حتى إذا أصبته أخليت سبيله!؟
قال: والله لقد رأيت على كتفيه أسدين، كلما كلمته يهمان إلي فكيف لو فعلت به شيئاً.
ثم أن أنس بن مالك رضي الله عنه، لما حضرته الوفاة علمه ابنه، وهو هذا:
(بسم الله الرحمن الرحيم. بسم الله خير الأسماء. بسم الله رب الأرض والسماء. بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء أذى. بسم الله افتتحت وبالله ختمت وبه أمنت. بسم الله أصبحت، وعلى الله توكلت. بسم الله على قلبي ونفسي. بسم الله على عقلي وذهني. بسم الله على أهلي ومالي. بسم الله على ما أعطاني ربي. بسم الله الشافي. بسم الله المعافي. بسم الله الوافي. بسم الله الذي لا يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم. هو الله الله .. الله الله ..الله ربي لا أشرك به شيئاً الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. وأعز وأجل مما أخاف وأحذر. أسألك اللهم بخيرك من خيرك الذي لا يعطيه غيرك. عز جارك، وجل ثناؤك، ولا إله غيرك. اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي. ومن شر كل سلطان ومن شر كل شيطان مريد، ومن شر كل جبار عنيد، ومن شر كل قضاء سوء، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم. وأنت على كل شيء حفيظ (إن ولي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين). اللهم إني أستجيرك، واحتجب بك من كل شيء خلقته واحترس بك من جميع خلقك، وكل ما ذرأت وبرأت. وأحترس بك منهم، وأفوض أمري إليك. وأقدم بين يدي في يومي هذا، وليلتي هذه، وساعتي هذه وشهري هذا. بسم الله الرحمن الرحيم. (قل هو الله أحد الله الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد). عن أمامي: بسم الله الرحمن الرحيم. (قل هو الله أحد الله الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) ومن فوقي: بسم الله الرحمن الرحيم. (قل هو الله أحد الله الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد). وعن يميني: بسم الله الرحمن الرحيم. (قل هو الله أحد الله الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد). عن شمالي: بسم الله الرحمن الرحيم. (قل هو الله أحد الله الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد). بسم الله الرحمن الرحيم (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم، له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم).
بسم الله الرحمن الرحيم. (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم). ونحن على ما قال ربنا من الشاهدين (فإن تولوا. فقل: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) "سبع مرات".

دعاء آدم عليه السلام
قالت عائشة رضي الله عنها: لما أراد الله عز وجل أن يتوب على آدم عليه السلام، طاف بالبيت سبعاً وهو يومئذ ليس بمنى ربوه حمراء، ثم قام فصلى ركعتين ثم قال: (اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي فأقبل معذرتي. وتعلم حاجتي فأعطى سؤالي. وتعلم ما في نفسي فاغفر لي ذنوبي، اللهم إني أسألك إيمانا يباشر قلبي. ويقيناً صادقاً حتى أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبته علي؛ والرضا بما قسمته لي يا ذا الجلال والإكرام).
فأوحى الله عز وجل إليه (قد غفرت لك ولا يأتيني أحد من ذريتك فيدعوني بمثل الذي دعوتني به. إلا غفرت له وكشفت غمومه وهمومه، ونزعت الفقر من بين عينيه، واتجرت له من رواء كل تاجر، وجاءته الدنيا وهي راغمة وإن كان لا يريدها).

المواظبة على الأدعية الواردة عن الأنبياء
قال جعفر الصادق:
(1) عجبت لما بلى بالضر كيف يذهل عنه أن يقول: (مسني الضر وأنت أرحم الراحمين) والله تعالى يقول: (فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر).
(2) وعجبت لمن بلى بالغم كيف يذهل عنه أن يقول: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين). والله تعالى يقول: (فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك. نجي المؤمنين).
(3) وعجبت لمن خاف شيئاً كيف يذهل عنه أن يقول: (حسبنا الله ونعم الوكيل). والله تعالى يقول: (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسهم سوء).
(4) وعجبت لمن كوبد في أمر كيف يذهل عنه أن يقول: (وأفوض أمري إلي الله، إن الله بصير بالعباد). والله تعالى يقول: (فوقاه الله سيئات ما مكروا)
(5) وعجبت لمن أنعم الله عليه بنعمة خاف زوالها. كيف يذهل عنه أن يقول: (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله)

دعاء الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام
كان يقول إذا أصبح: (اللهم إن هذا خلق جديد فافتحه علي بطاعتك واختمه لي بمغفرتك ورضوانك وارزقني فيه حسنة تقبلها مني وزكها وضعفها لي، وما عملت فيه من سيئة فاغفرها لي إنك غفور رحيم ودود كريم).
قال: ومن دعا بهذا الدعاء إذا أصبح فقد أدى شكر يومه.

دعاء عيسى عليه الصلاة والسلام
اللهم إني أصبحت لا أستطيع دفع ما أكره، ولا أملك نفع ما أرجو وأصبح الأمر بيد غيري. وأصبحت مرتهنا بعملي فلا فقير أفقر مني، اللهم لا تشمت بي عدوي ولا تسوء بي صديقي ولا تجعل مصيبتي في ديني، ولا تجعل الدنيا اكبر همي، ولا تسلط علي من لا يرحمني .. يا حي يا قيوم.

من دعاء سيدنا موسى عليه السلام
لا إله إلا الله الحليم، لا إله إلا الله العلي العظيم. سبحان الله رب السماوات السبع، ورب الأرضين السبع ورب العرش العظيم. والحمد لله رب العالمين. اللهم إني أدرأ بك في نحره وأعوذ بك من شره وأستعينك عليه .. فأكفنيه بما شئت.

دعاء سيدنا يعقوب عليه السلام
لما رد الله جل جلاله سيدنا يوسف على أبيه سيدنا يعقوب قال (أي سيدنا يعقوب عليه السلام):
(بسم الله الرحمن الرحيم .. يا من خلق الخلق بغير مثال ويا من بسط الأرض بغير أعوان .. ويا من دبر الأمور بغير وزير .. ويا من يرزق الخلق بغير مشير.)
(ثم تدعو بما شئت فيستجب لك الله)

من دعاء سيدنا أيوب عليه السلام
(اللهم إني أعوذ بك اليوم .. فأعذني..
وأستجيرك اليوم من جهد البلاء فأجرني..
وأستغيث بك اليوم .. فأغثني..
وأستصرخك اليوم على عدوك وعدوي .. فأصرخني..
وأستنصرك اليوم .. فانصرني ..
واستعين بك اليوم على أمري .. فأعني..
وأتوكل عليك .. فاكفني..
وأعتصم بك .. فاعصمني..
وآمن بك .. فآمني..
وأسألك .. فأعطني ..
وأسترزقك .. فارزقني ..
وأستغفرك .. فأغفر لي..
وأدعوك .. فاذكرني..
وأسترحمك .. فارحمني).

طليق الرحمن
روي عن الحسن البصري رضي الله عنه قال: كنت بواسط (بلد بالعراق) فرأيت رجلاً كأنه نبش من قبر فقلت: ما دهاك يا هذا؟
فقال: (اكتم علي أمري. حبسني الحجاج منذ ثلاث سنين فكنت في أضيق حال، وأسوأ عيش، وأقبح مكان، وأنا مع ذلك كله صابر لا أتكلم. فلما كان بالأمس، أخرجت جماعة كانوا معي فضربت رقابهم، وتحدث بعض أعوان السجن أن غدا تضرب عنقي فأخذني حزن شديد وبكاء مفرط وأجرى الله تعالى على لساني فقلت: (إلهي اشتد الضر وفقد الصبر، وأنت المستعان)! ثم ذهب من الليل أكثره فأخذتني غشية، وأنا بين اليقظان والنائم إذ أتاني آت، فقال لي: قم فصل ركعتين، وقل:
(يا من لا يشغله شيء عن شيء..
يا من أحاط علمه بما ذرأ وبرأ..
أنت عالم بخفيات الأمور..
ومحصي وساوس الصدور..
وأنت بالمنزل الأعلى..
وعلمك محيط بالمنزل الأدنى..
تعاليت علوا كبيراً..
يا مغيث أغثني..
وفك أسري..
وأكشف ضري..
فقد نفذ صبري).
فقمت وتوضأت في الحال، وصليت ركعتين وتلوت ما سمعت منه ولم تختلف علي منه كلمة واحدة، فما تم القول حتى سقط القيد من رجلي، ونظرت إلي أبواب السجن فرأيتها قد فتحت، فقمت فخرجت ولم يعارضني أحد، فأنا والله طليق الرحمن، وأعقبني الله بصبري فرجا، وجعل لي من ذلك الضيق مخرجاً.
ثم ودعني وانصرف يقصد الحجاز.

دعاء ذي النون المصري
قال عمرو السراج لذي النون المصري رضي الله عنه: كيف كان خلاصك "من المتوكل" وقد أمر بقتلك؟
فقال له: لما أوصلني الغلام إلي الستر رفعه، ثم قال لي أدخل، فنظرت فإذا المتوكل مكشوف الرأس، وعبد له قائم على رأسه متكئ على السيف، وعرفت في وجوه القوم الشر، فتح لي باب فقلت:
(يا من ليس في السماوات دورات، ولا في البحار قطرات، ولا في ديلج الرياح دلجات، ولا في الأرضين خبيئات، ولا في قلوب الخلائق خطرات، ولا في أعصابهم حركات، ولا في عيونهم لحظات إلا وهي لك شاهدات، وعليك دالات، وبربوبيتك معترفات وفي قدرتك متحيرات. فبالقدرة التي تحير بها من في الأرضين، ومن في السماوات .. إلا صليت على محمد وعلى آل محمد، وآخذت قلب من أرادني بسوء عني).
فقام إلي "المتوكل" حتى اعتقني ثم قال لي: (أتعبناك يا ذا النون، فإن شئت أن تقيم عندنا فأقم، وإن شئت أن تنصرف فانصرف) فاخترت الانصراف.

دعاء الخضر عليه السلام
يقال أن الخضر والياس عليهما السلام إذا التقيا في كل موسم لم يفترقا إلا بهذه الكلمات: (بسم الله ما شاء الله ولا قوة إلا بالله..
ما شاء الله كل نعمة من الله..
ما شاء الله الخير كله بيد الله..
ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله).
فمن قالها ثلاث مرات إذا أصبح أمن الحرق والسرق والغرق إن شاء الله تعالى.

دعاء الشاذلي لضيق الحال
من كلام الإمام أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه، الذي كان يعلمه لأصحابه لضيق الحال:
(يا واسع يا عليم .. يا ذا الفضل العظيم..
إن تمسني بضر فلا كاشف له إلا أنت وإن تردني بخير فلا راد لفضلك..
تصيب به من تشاء من عبادك، وأنت الغفور الرحيم).

دعاء معروف الكرخي
كان دعاء معروف الكرخي رضي الله عنه، الذي لا يفتر لسانه عن ذكره، والذي أجمع الصالحون على أنه من الكلمات التي لا ترد، ومن الابتهالات التي تفتح لها السبع الطباق:
(حسبي الله لدنياي..
حسبي الله لديني..
حسبي الله الكريم لما أهمني..
حسبي الله الحكيم القوي لمن بغى علي..
حسبي الله الشديد لمن كادني بسوء..
حسبي الله الرحيم عند الموت..
حسبي الله الرؤوف عند المسألة في القبر..
حسبي الله الكريم عند الحساب..
حسبي الله اللطيف عند الميزان..
حسبي الله القدير عند الصراط..
حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم).

دعاء أبي الدرداء رضي الله عنه
قيل لأبي الدرداء رضي الله عنه قد احترقت دارك! وكانت النار قد وقعت في محتله فقال: ما كان الله ليفعل ذلك. ثم أتاه آت فقال: يا أبا الدرداء أن النار حين دنت من دارك أطفئت!! قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من يقول هؤلاء الكلمات في ليل أو نهار لم يضره شيء وقد قلتهن وهي:
(اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً وأحصى كل شيء عددا، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم).




بارك الله فيك

موضوع شامل




خليجية



جزاك الله كل الخير على هذا الموضوع الرائع



جزاك الله خير