الاستعداد للرضاعة الطبيعية
حتى تكون الرضاعة الطبيعية ناجحة يجب أن يكون نظامك الغذائي صحيحاً، لذا فإن الغذاء المتوازن بشكل جيد يعد ضرورياً خلال فترة الحمل، كما يكون مهماً على وجه الخصوص في أثناء فترة الرضاعة. وربما يتعين عليك زيادة ما تستهلكينه يومياً من الطعام بمقدار 500 إلى 600 سعر حراري، كما أن السوائل مثل الحليب والماء والعصائر تكون مهمة لإنتاج كميات كافية من الحليب.
وما لم يقم الطبيب بوصف أي عقاقير لك فإنه يجب عليك تجنبها خلال فترة الحمل أو في أثناء الرضاعة، لأنها يمكن أن تنتقل إلى الطفل عن طريق الحليب. كما يجب عليك تجنب الكحول والتدخين خلال هذه الفترة.
وإذا كنت تعتزمين الاعتماد على الرضاعة الطبيعية لتغذية طفلك، يمكن لأخصائي الرعاية الصحية أن يصف لك كيفية البدء بإعداد نفسك خلال الشهر السابع أو الشهر الثامن من الحمل، وذلك عن طريق القيام بتمرينات معينة يومياً ويمكن أن تشتمل هذه الممارسات على تدليك الحلمتين بلطف باستخدام منشفة لينة من القماش، وفي تلك الأثناء يتم تمديد الحلمة من جانب إلى آخر، مع تحريك الحلمة دائرياً بين الإبهام والأصابع الأخرى، بالإضافة إلى تدليك الثدين، وسيساعدك هذا الإعداد في جعل الرضاعة الطبيعية أكثر يسراً وراحة.
العناية بالثدين
تساعدك الإرشادات التالية في العناية بالثدين والحلمتين:
للوقاية من الجفاف الزائد الذي يصيب الحلمتين يجب عليك الابتعاد عن تنظيفهما بالصابون عند الاستحمام، وبدلاً من ذلك يمكنك السماح للماء النظيف الخالي من أي إضافات المرور فوقهما بحرية.
;العناية بالحلمتين عن طريق تجفيفهما بعناية بعد الرضاعة، وإبقاءهما جافتين عن طريق وضع قطعة نظيفة من القماش أو ضمادة توضع داخل حمالة الصدر، ويجب عليك استبدال قطعة القماش عندما تصاب بالبل بسبب الحليب المتسرب. وربما تختارين أيضاً ترك الثدين معرضين للهواء لدقائق معدودة حتى يجفان بشكل كامل.
;إن ظهور التورم على الحلمتين في بادئ الأمر يعدّ أمراً طبيعياً، أما إذا استمرت الحالة وأصبحتا متشققتين فإنه يجب الاتصال بأخصائي الرعاية الصحية على الفور.
;قد يصاب الثديان بالاحتقان بسبب كثرة الحليب، وقد تقومين من حين إلى آخر باستخلاص الحليب منهما يدوياً، ويساعد ذلك في تخفيف الحالة مع ضمان تدفق الحليب. ويمكن لأخصائي الرعاية الصحية أن يصف لك هذه الطريقة للتخلص من المشكلة.
كيفية القيام بالرضاعة الطبيعية
وضع برنامج للرضاعة الطبيعية
حاولي ترتيب أوقات الرضاعة في وقت وتحت ظروف تتيح لك الاسترخاء خلالها، وكذلك الحال بالنسبة إلى الطفل، مع ضرورة تمتعك بأقصى درجات الراحة.
وبالنسبة إلى الأسابيع القليلة الأولى، يتوقع أن يكون طفلك بحاجة إلى الرضاعة كل ساعتين ونصف الساعة إلى ثلاث ساعات على مدار اليوم.
ومع نهاية الأسبوع السادس تبدأ غالبية الأطفال بالاستقرار، وتصبح الرضاعة لديهم كل أربع ساعات تقريباً.
ويمكن أن يصبح الجدول جيداً عندما يقترب الطفل من الأسبوع العاشر إلى الأسبوع الثاني عشر من العمر. وفي هذا العمر تنام غالبية الأطفال خلال ساعات الليل، وبذلك تصبح الحاجة إلى الرضاعة في أثناء الليل غير ضرورية.
الحصول على الراحة
هناك الكثير من الأوضاع التي يمكنك اختيارها لك ولطفلك في أثناء الرضاعة، إذ يفضل بعض النساء الرضاعة وهن مستلقيات على أحد الجانبين فيما يكون الطفل مستريحاً على الذراع، بينما تستخدم أخريات كرسياً سهلاً مع وضع وسادة خلف الظهر وتكون الرجلان مرفوعتين على مسند للقدمين.
وتعد كل أم حالة مختلفة عن الأخرى، والمهم بالنسبة للأم هو القيام بطريقة مريحة لها ولطفلها ما أمكن ذلك، من أجل تعزيز الرضاعة والقناعة التي تحققها الرضاعة الطبيعية.
وقد تقومين بارتداء إحدى حمالات الصدر المناسبة للرضاعة، أو تلك الأنواع من الملابس التي تكون مريحة للرضاعة الطبيعية.
طرق الرضاعة
يعرف الأطفال عن طريق الفطرة كيفية امتصاص الحليب من الثدي، غير أنهم قد يواجهون صعوبة في البداية في العثور على الحلمة، وقد يكون من أسهل الطرق التي يمكن اتباعها للمساعدة في ذلك بحمل الطفل على نحو يكون فيه خده مستنداً على الصدر، ومن ثم توجيه الحلمة نحو فم الطفل، بعد التأكد من أن شفتيه منفصلتان عن بعضهما بعضاً لمسافة كافية حتى يتمكن من الامتصاص، وذلك عندما تكون كامل الهالة السوداء المحيطة بالحلمة داخل فمه، وليس فقط الحلمة، وعن طريق الضغط على الهالة، يمكنك استثارة إفراز الحليب وخروجه من الثدي.
ولوقف عملية الامتصاص من الثدي، يمكنك إدخال إصبعك من زاوية فم الطفل، أو ربما دفع ذقن الطفل إلى الأسفل بلطف باستخدام الإبهام والسبابة. وفي العادة فإن طفلك سيقر التوقيت المناسب للتوقف عن الرضاعة عندما يشعر بالشبع، وبالتالي سوف يبتعد عن الحلمة.
وعادة يحصل طفلك على غالبية حاجته من الحليب خلال الدقائق الأولى القليلة من الرضاعة، إلا أنه يواصل العملية للحصول على وقت إضافي، لذا نصحك بدء الرضاعة من أحد الثدين، وبعد أن ينتهي من المرحلة الأساسية النشطة من الرضاعة، يمكنك التحول إلى الثدي الآخر للرضاعة منه في الدقائق الأخيرة، وفي جلسة الرضاعة التالية يجب عليك البدء من الثدي الذي انتهيت منه في المرة السابقة، واسمحي للطفل بالرضاعة منه بنشاط، ومن ثم يمكنه الانتقال إلى الثدي الآخر والانتهاء به.
وبهذه الطريقة يحصل طفلك على كميات متعادلة تقريباً من الحليب من كل ثدي على مدار اليوم، كما تتجنبي أي شعور بامتلاء أي من الثدين.
حليب اللباء
خلال الأيام الأولى من الرضاعة، يخرج من الثدي سائل مائل إلى الصفرة، يطلق عليه حليب اللباء الذي يعد مصدراً مهماً للأجسام المضادة التي تساعد في حماية طفلك من الأمراض المختلفة إلى أن يبدأ بإنتاج الأجسام المضادة بالاعتماد على نفسه. وبعد فترة يتحول اللباء إلى سائل أكثر بياضاً خلال الأيام القليلة الأولى من الرضاعة.
تجشئة الطفل
إذا كان الطفل بحاجة إلى التجشئة، فإن أكثر الطرق شيوعاً هي حمل الطفل فوق كتفك والربت بلطف تام فوق ظهره، أما الطريقة الأخرى فتم باستلقاء الطفل على ركبتك، حيث تكون معدته إلى الأسفل، ومن ثم القيام بتدليك المنطقة والربت عليها، ويمكنك أيضاً حمل الطفل وهو يجلس في حضنك، حيث يكون ظهره مقابل صدرك.
ومن المتوقع خروج بعض الحليب مع الهواء الذي تم ابتلاعه، لذا ضعي منشفة أو قطعة من القماش على كتفك أو في حضنك لامتصاص الحليب الذي يخرج من فم الطفل.
ويمكن للطفل أن يتجشأ مرة أو مرتين في كل مرة.
الاسترخاء عامل أساسي
وأخيراً فإن عملية الرضاعة تكون حافزاً للصدر لإنتاج المزيد من الحليب، لذلك نصحك بالاسترخاء والتمتع بجلسات الرضاعة، مع العلم بأن التوتر والقلق يؤديان إلى الحيلولة دون التدفق الطبيعي للحليب، ويكبحان رد الفعل الطبيعي لخروجه من الثدي.