لم يشرع الطلاق الا لأنه حل لمشكلات مستعصية جدا ، ومخرج لعدة تعقيدات فشلت كل محاولات الطرفين في حلها .
وهنا نتكلم عن الطلاق المدروس وليس الطلاق التعسفي او المتسرع .
الطلاق المدروس الذي يدرسه كل من الزوج والزوجة ويتفقان على عدة امور تعود بالفائدة على الطرفين فيخرجان من تلك الأزمة بأقل الخسائر.
وطبعا لا بد هنا من ان يحكّم كل منهما عقله وان يتحلّى بالثقافة وبعد النظر ، حتى يكون الطلاق طلاقا متحضّرا إن صحّ التعبير .
كيف يكون ذلك؟
طبعا في هذه الحالة تكون قد استنفذت كل المحاولات للإصلاح وأغلقت كل الابواب امام نجاح هذا الزواج ، فيقرران معا الانفصال ، ويسعيا لأن كون طلاقا ناجحا.
والامر ليس صعبا بل مريحا لنفسية الرجل والمرأة.
اولا لا بد من أن يتفقا على ما يهم مصلحة الابناء فيتعهدان بعدم المساس بشخص الطرف الآخر امام الابناء او أي أحد ، ومراعاة عدم تشويه الصورة الجميلة ( القدوة ) التي يحملها الطفل تجاه والديه،وذلك كله من أجل الصحة النفسية للأبناء ولأجل ان يتمتعوا بشخصيات خالية من العقد النفسية والتي ستؤثر على حياة الأبناء في المستقبل عندما يصبحوا ازواجا او زوجات .
لا بد من عدم قطع الصلة تماما بين الزوجين وفي حدود الشرع والعرف ، كأن يتحاوران ولو هاتفيا او عبر الرسائل حول مشكلة احد الابناء وكيفية حلها.
الحرص على عدم اتخاذ الابناء كوسيلة لنقل الاخبار او وسيلة للتفريغ الانفعالي ، وخصوصا في حالة ان ارتبط احد الزوجين بشريك جديد.
لا بد ان يشعر الطفل بالأمان وانه ليس السبب في انفصال والديه وانه لن ينقصه الحب والحنان ، وانه سيتمتع بكل ما يحتاج اليه حتى وإن كان والديه لا يعيشان مع بعضهما،ولا بد من اتخاذ الخطوات الملموسة لإقناع الطفل بذلك.
عدم الخوض في اسرار الحياة الزوجية مع الاقارب او الاصدقاء او اي كان ، حفاظا على خصوصية كل من الزوجين ، ولا بد ان تصل الرسالة الى كل من الزوجين عبر سلوكيهما بأن الاحترام ما زال قائما ، فقد يختلفان وقد تستحيل الحياة المشتركة بينهما الا ان ذلك لا يعني الاساءة وفقدان الاحترام .
كلما تمسك الزوجان بتطبيق هذه الافكار كلما انعكس ذلك ايجابيا على الابناء
ووقتها يستحق ان يسمى بالطلاق الناجح وربما النموذجي.
مع تمنياتي للجميع بحياة سعيدة مستقرة .