التصنيفات
منوعات

ما هى العقيدة وما هى السلفية؟تعريف مبسط


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله

أما بعد؛ فإخوتي في الله، والذي فلق الحبة و برأ النسمة إني أحبكم في الله، وأسأل الله جل جلاله أن يجمعنا بهذا الحب في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، اللهم اجعل عملنا كله صالحاً، واجعله لوجهك خالصاً، ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئاً..

أحبتي في الله

قال الله تعالى لأصحاب نبينا رضي الله عنهم: {فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ} [البقرة:137].

فلم يرْضَ اللهُ عز وجل إيماناً إلا على نحو يوافق إيمان هؤلاء الصفوة..

نعم، إمَّا إيمانُ الصحابةِ الذين رضىَ اللهُ عنهم وتابَ عليهِم، وإمَّا التفرُّقُ والاختلافُ والتَّشَرْذمُ [فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ] .

ففي العقيدةِ: فلابدَّ من الطلبِ على منهجِ السَّلفِ الصَّالحِ- رضوان الله عليهم – وهُم الصَّحابةُ ومن تبعهُم بإحسانِ إلى يومِ الدينِ، وقد زكَّى اللهُ فهمَهم، وأمرنَا أن نلقاهُ سبحانه بإيمانٍ كإيمانِهِم.

فلا بدَّ من دراسةِ عقيدةِ السلفِ الصحيحةِ، وفهم نصوصِ الكتابِ والسنةِ في أنواعِ التوحيدِ بفَهمِهِم، والاستقاء من علومِهِم، والنهل من منابعِهِم، وإلا فالضلالَ الضلالَ.

قال صلى الله عليه وسلم: "إنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْْكُمْ بَعْدِي فسَيَرَى اخْتلاَفًا كَثِيرًا. فَعَلَيْكُم بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاَءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيّينَ مِنْ بَعْدِي، عَضُّوا عََلَيْها بالنَّواجِذِ، وإيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالةٌ" [جزء من حديث أخرجه أبوداود (4607) ك: السنة، باب: في لزوم السنة، وصححه الألباني في"صحيح أبي داود" (3851)].

والعودة للفهم الأصيل "فَهْمِ السَّلَفِ الصَّالِحِ" أصبح اليومَ ضرورةً مُلِحَّةً؛ وذلك لجمع شتات الأمة، فتتوحد كلمتهم بتوحد الأصول، فيقل التنازع والتشاحن الذي ابتليَ به المسلمون في هذه الأيام، وكل هذا لأنَّا لم نَعِ الوصية النبوية.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلََى ثِلاثٍ وَسَبْعِنَ مِلَّةً كُلُّهم في النَّار إلا مِلَّةً وَاحِدةً. قاُلوا: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: مَا أنا عَلَيْه وأَصْحابِي" [أخرجه الترمذي (2641) ك: الإيمان، باب: ما جاء في افتراق هذه الأمة، وقال حسن غريب، وحسنه الألباني(5343) في صحيح الجامع]. وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ}.

فقد دلـنا صلى الله عليه وسلم على الفرقة الناجية، فاحرص على النجاة – أخي في الله -، وانضمَّ إلى هذه الفرقة، واحرص في بداية التعلم أن يكون التلقي على منهج السَّلفِ الصَّالحِ، فإن لذلك أَثَراً في استِقامتِك على الطريقة، فمن صحت بدايته صحت نهايته، فأصلح نيتك عسى الله أن يصلح بك، فشتات الأمة اليوم يُفجِعُ كل قلب، فإن كان طلب العلم ضرورة، فطلبه على منهج السلَفِ ضرورتُه أشدُّ، وتأتي تلك الضرورة في الوقت الحاضر بالذات؛ لأنَّه لابدَّ للأمةِ من معالم صحيحةٍ في طريق عودتها إلى الله-عزَّ وجل-، تبيِّنُ لها المنهجَ الصحيح في فََهمِ العقيدةِ، التي هي القاعدةُ الأساسيةُ لبناءِ المجتمع الإسلامي الصحيحِ.

وما لَمْ يكن المنهج الذي يُتَّبعُ صحيحًا، فإن اليقظة الإسلامية ستنحرفُ عن مجراها السليم، ونحن نعتقد اعتقاداً جازماً أن منهج أهل السنَّةِ والجماعةِ في فَهمِ العقيدةِ الإسلامية هو المنهجُ الصحيحُ الذي يجبُ تقديمُه للأمةِ الإسلاَميةِ اليومَ، لكي تُصبح بحقٍّ أمةً مسلمةً تستحقُّ نصرَ اللهِ ورِضوانَه. وفي هذا المنهج صيانة للعقل البشري من التمزق والانحراف، وللمجتمع من الفرقةِ والضَّلال، ولم يحدث الانحراف في الأمة إلا عندما انحرفت عن هذا المنهج، وأعرضت عن وحي الله-عز وجل-إلى مناهج بشرية؛ بعضها من مُخلَّفاتِ الفلسفة اليونانية الوثنية، وبعضها من نتاج العقول المنحرفة الجاهلة بدين الله، فتفرقت الأمة إلى طوائف ومذاهب، لكل منها منهجُه،وطريقُه، وإمامُه، وأتباعُه.

وقد قيَّضَ اللهُ – عزَّ وجل – في كل فترة من فترات الضعفِ والانحرافِ علماءَ مصلِحينَ يحفظُون عقيدَة الأمة ويحرسونها، ويَرُدُّون على من خالفها أو عارضها، من صدرِ الإسلام إلى اليوم وإلى أن تقومَ الساعةُ بمشيئةِ اللهِ تعالَى.

ما هي العقيدةُ؟

العقيدةُ لغةً: من العَقْدِ والتوثيقِ والإحكامِ والَّربطِ بقوَّةِ.

واصْطلاحًا: الإيمانُ الجازم الذي لا يتطرق إليه شك لدى مُعْتَقِدِه.

قيل:معنى العقيدة: "هي مجموعة من قضايا الحق البديهية المسلَّمةِ بالعقل والسمع والفطرة، ويعقِدُ علَيْها الإنسان قلبه، ويثني عليها صدره، جازماً بصحتها قاطعاً بُوجوبِها وثُبوتِها، لا يَرَى خلافَها أنه يصحُّ أو يكونُ أبدًا ".

فالعقيدة الاسلامية تعني: الايمان الجازم بالله تعالى، وما يجب له من التوحيد والطاعة، وبملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر، وسائر ما ثبت من أمور الغيب، والأخبار، والقطعيات، علمية كانت أو عملية.

وإذا كنت حبيبي في الله مطالبا بعقيدةِ سلفيةٍ، فهل يا تُرى تعرفُ مَنِ السَّلفُ؟

من هم السلف، وما هي السلفية؟

السلف: هم صدر هذه الأمة من الصحابة، والتابعين، وأئمة الهدى في القرون الثلاثة المفضلة، ويطلق على كل من اقتدى بهؤلاء وسار على نهجهم في سائر العصور: "سلفــي" نسبةً إليهم.

وقد كان يطلق عليهم في البداية "أهلُ السنَّةِ" لما كانوا هم المتبِعين لسُنَّةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، المُقتَفِين للأثرِ، فسُمُّوا: "أهل الأثرِ"، و"أهل الحديث".

ثم لما انتشرت البدع صار يطلق عليهم "أهل السنة والجماعة".

و"أهل السنة والجماعة": هُم من كان على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وسُمُّوا "الجماعةَ" لأنهم الذين اجتمعوا على الحق ولم يتفرقوا في الدين، واجتمعوا على أئمة الحق؛ ولم يخرجوا عليهم، واتبعوا ما أجمعَ عليه سلف الأمة.

ولما صار من المبتدعة من ينسب نفسه إلى هذا اللقب الشريف، كان لزاماً أن يمتازُوا عن غيرهم، ومن هنا نشأ مصطلحُ "السلفيَّـةِ" نسبة إلى سلف هذه الأمة من أهل الصَّدْرِ الأول ومن اتَّبعَهم بإحسانٍ.

من أبرز قَضَايا العَقِيدةِ الّسَّلَفيَّةِ

من أهم قضايا العقيدة السلفية "مسألةُ الصِّفاتِ" فإن أكثر الخلاف فيها، وخلاصة القول فيها: أن أحاديث وآيات الصفات نُمِرُّها كما جاءتْ دونَ تَعطِيلٍ، أو تأويلٍ، أو تشبيهٍ، أو تمثيلٍ.

فنُثبتُ أن لله يداً، ولكن ليست كأيدينا، يداً تليقُ بجلاله وكماله،{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}[الشورى: 11]

ونثبت أن الله ينزلُ، ولكن لا كنُزُولنا، وإنما نزولاً يليقُ بجلالهِ وكمالهِ { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}[الشورى:11]. وهكــذا..

قواعد وأصول أهل السنة والجماعة في منهج التلقي والاستدلال

يقوم المنهج السلفي على قواعد وأصول تضبط منهج التلقي والاستدلال، فمن ذلك:

أولاً: مصدر العقيدة هو: كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة، وإجماع السلف الصالح.

ثانياً: كل ما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجب قبوله، وإن كان خبر آحاد.

ثالثاً: المرجع في فهم الكتاب والسنة هو النصوص المبينة لها، وفهم السلف الصالح، ومن سار على منهجهم من الأئمة، ثم ما صح من لغة العرب، لكن لا يعارض ما ثبت من ذلك بمجرد احتمالات لغوية.

رابعاً: أصول الدين كلها، قد بينها النبي صلى الله عليه وسلم، وليس لأحد أن يحدث شيئاً زاعماً أنه من الدين بعده.

خامساً: التسليم لله ولرسوله ظاهراً وباطناً، فلا يُعارَض شيء من الكتاب أو السنة الصحيحة بقياس، ولا ذوق، ولا كشف، ولا قول شيخ، ولا إمام، ونحو ذلك.

سادساً: العقل الصريح موافق للنقل الصحيح، ولا يتعارض قطعياً معهما، وعند توهم التعارض يُقدَّم النقل.

سابعاً: يجب الالتزام بالألفاظ الشرعية في العقيدة، وتجنب الألفاظ البدعية، والألفاظ المجملة المحتمِلة للخطإ والصواب يستفسر عن معناها، فما كان حقاً أُثبت بلفظه الشرعي، وما كان باطلاً رُدَّ.

ثامناً: العصمة ثابتة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، والأمة في مجموعها معصومة من الاجتماع على ضلالة، وأما آحادها فلا عصمة لأحد منهم، وما اختلف فيه الأئمة وغيرهم فمرجعه إلى الكتاب والسنة، مع الاعتذار للمخطئ من مجتهدي الأمة.

تاسعاً: في الأئمة محدّثون مُلهمون، والرؤيا الصالحة حق، وهي جزء من النبوة، والفراسة الصادقة حق، وهذه كرامات ومبشرات، بشرط موافقتها للشرع، وليست مصدراً للعقيدة ولا للتشريع.

عاشراً: المراء في الدين مذموم، والمجادلة بالحسنى مشروعة، وما صح النهي عن الخوض فيه وَجَبَ امتثال ذلك، ويجب الإمساك بالحسنى عن الخوض فيما لا علم للمسلم به، وتفويض علم ذلك إلى عالمه سبحانه.

حادي عشر: يجب الالتزام بمنهج الوحي في الرد، كما يجب في الاعتقاد والتقدير، فلا تُرَدُّ بدعة ببدعة، ولا يقابل التفريط بالغلو، ولا العكس.

ثاني عشر: كل محدثة في الدين بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

اللهم اهدنا الصراط المستقيم

صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين

آمين، وصلى الله على سيد المرسلين، والحمد لله رب العالمين

للشيخ محمد حسين يعقوب

خليجية




خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

معانى العقيدة من خلال فريضة الحج

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: ففي الحج معان عظيمة، وحكم بالغة، ومنافع كثيرة، كما قال -سبحانه-: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}[الحج: 28]، وفي هذه الصفحات نورد جملة من معاني العقيدة ومسائل أصول الدين من خلال هذه الفريضة:

أولًا: التسليم والانقياد لشرع الله -تعالى-: كم نحتاج أخي القارئ إلى ترويض عقولنا ونفوسنا كي تنقاد لشرع الله -تعالى- بكل تسليم وخضوع، كما قال -سبحانه-: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[النساء: 65].

فالحج خير مثال لتحقيق هذا التسليم، فإنّ تنقل الحجاج بين المشاعر، وطوافهم حول البيت العتيق، وتقبيلهم للحجر الأسود، ورمي الجمار…
وغيره كثير: كل ذلك أمثلة حية لتحقيق هذا الانقياد لشرع الله -تعالى-، وقبول حكم الله -عز وجل- بكل انشراح صدر، وطمأنينة قلب.

لقد دعا إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل -عليهما الصلاة والسلام- فقالا: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 128].

لقد دعوا لنفسيهما، وذريتهما بالإسلام، الذي حقيقته خضوع القلب وانقياده لربه المتضمن لانقياد الجوارح.

ورضي الله عن الفاروق عمر إذ يقول عن الحجر الأسود: "إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقبلك ما قبلتك" [1].
يقول الحافظ ابن حجر: "وفي قول عمر هذا التسليم للشارع في أمور الدين، وحسن الاتباع فيما لم يكشف عن معانيها، وهو قاعدة عظيمة في اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يفعله ولو لم يعلم الحكمة فيه" [2].

ويقول قوام السنة إسماعيل الأصفهاني -رحمه الله-: "ومن مذهب أهل السنة: أن كل ما سمعه المرء من الآثار [3] مما لم يبلغه عقله، فعليه التسليم والتصديق والتفويض والرضا، لا يتصرف في شيء منها برأيه وهواه" [4].

ويقول ابن القيم -رحمه الله-: "إن مبنى العبودية والإيمان بالله وكتبه ورسله على التسليم، وعدم الأسئلة عن تفاصيل الحكمة في الأوامروالنواهي والشرائع، ولهذا لم يحك الله -سبحانه- عن أمة نبي صدقت نبيها وآمنت بما جاء، أنها سألته عن تفاصيل الحكمة فيما، ونهاها عنه، وبلغها عن ربها، بل انقادتْ، وسلمتْ، وأذعنت، وما عرفت من الحكمة عرفته، وما خفي عنها لم تتوقف في انقيادها وإيمانها واستسلامها بسبب عدم معرفته، وقد كانت هذه الأمة التي هي أكمل الأمم عقولًا ومعارف وعلومًا لا تسأل نبيها لِمَ أمر الله بذلك؟ ولِمَ نهى عن ذلك؟ ولِمَ فعل ذلك؟ لعلمهم أن ذلك مضاد للإيمان والاستسلام" [5].

ثانيًا: إقامة التوحيد: إن هذه الشعيرة العظيمة قائمة على تجريد التوحيد لله وحده لا شريك له؛ قال -سبحانه-: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}[الحج: 26].
وحذر -سبحانه- من الشرك ونجاسته، فقال -عز وجل-: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ}[الحج: 30، 31].

بل من أجل تحقيق التوحيد لله وحده، والكفر بالطاغوت، شُرع للحاج أن يستهل حجه بالتلبية قائلًا: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".
ومن أجل تحقيق التوحيد شُرع للحاج أن يقرأ في ركعتي الطواف بعد الفاتحة بسورتي الإخلاص {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، كما كان يفعل الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

كما شَرعَ الله -تعالى- التهليل عند صعود الصفا والمروة، فيستحب للحاج والمعتمر أن يستقبل القبلة عند صعوده الصفا والمروة ويحمد الله ويكبره ويقول: "لا إله إلا الله ، والله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحي ويميت، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده".
ومن أجل تحقيق التوحيد أيضًا كان خير دعاء يوم عرفة أن يقال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحي ويميت، وهو على كل شيء قدير".

وفي مناسك الحج وشعائره تربيةٌ للأمة على إفراد الله -سبحانه- بالدعاء والسؤال والطلب، والرغبةإليه، والاعتماد عليه، والاستغناء عن الناس، والتعفف عن سؤالهم، والافتقار إليهم؛ فالدعاء مشروع في الطواف والسعي، وأثناء الوقوف بعرفة، وعند المشعر الحرام، وفي مزدلفة، كما يشرع الدعاء وإطالته بعد الفراغ من رمي الجمرة الصغرى والوسطى في أيام التشريق.

ثالثًا: تعظيم شعائر الله -تعالى- وحرماته: قال الله -تعالى- بعد أن ذكر أحكامًا عن الحج: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ}[الحج: 30].
والحرمات المقصودة هاهنا أعمال الحج المشار إليها في قوله -تعالى-: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ} [الحج: 29] [6].
وقال -سبحانه-: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}[الحج: 32]، فتعظيم مناسك الحج عمومًا من تقوى القلوب [7].

وتعظيم شعائر الله -تعالى- يكون بإجلالها بالقلب ومحبتها، وتكميل العبودية فيها؛ يقول ابن القيم -رحمه الله-: "وروح العبادة هو الإجلال والمحبة، فإذا تخلى أحدهما عن الآخر فسدت" [8].

ورد في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إن هذه الأمة لا تزال بخير ما عظموا هذه الحرمة -يعني الكعبة- حق تعظيمها، فإذا ضيعوا ذلك هلكوا»[9].

رابعًا: محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم-: إن محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أجل أعمال القلوب، وأفضل شعب الإيمان، ومحبة الرسول ستوجب متابعته والتزام هديه، وإن التأسي برسول الله -صلى الله عليه وسلم- أثناء القيام بمناسك الحج سبب في نيل محبته، حيث قال -صلى الله عليه وسلم-:«خذوا عني مناسككم»[صححه الألباني]، وفي اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- تحقيق لمحبة الله -تعالى-؛ كما قال -سبحانه-: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}[آل عمران: 31].

خامسًا: تحقيق الولاء بين المؤمنين والبراءة من المشركين: كم هو محزن حقًا تفرق المسلمين شيعًا وأحزابًا.. وتمزقهم إلى دول متعددة ومتناحرة.. وقد غلبتْ عليهم النعرات الجاهلية المختلفة، وإن فريضة الحج أعظم علاج لهذا التفرق والتشرذم، فالحج يجمع الشمل، وينمي الولاء والحب والنصرة بين المؤمنين، وإذا كان المسلمون يجمعهم مصدر واحد في التلقي الكتاب والسنة وقبلتهم واحدة، فهم في الحج يزدادون صلة واقترابًا، حيث يجمعهم لباس واحد، ومكان واحد، وزمان واحد، ويؤدون جميعًا مناسك واحدة.

كما أن في الحج أنواعًا من صور الولاء للمؤمنين: حيث الحج مدرسة لتعليم السخاء والإنفاق، وبذل المعروف أيًا كان، سواء أكان تعليم جاهل، أو هداية تائه، أو إطعام جائع، أو إرواء غليل، أو مساعدة ملهوف.

وفي المقابل: ففي الحج ترسيخ لعقيدة البراء من المشركين ومخالفتهم؛ يقول ابن القيم: "استقرت الشريعة على قصد مخالفة المشركين لا سيما في المناسك" [10].
لقد لبى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتوحيد، خلافًا للمشركين في تلبيتهم الشركية، وأفاض من عرفات مخالفًا لقريش حيث كانوا يفيضون من طرف الحرم، كما أفاض من عرفات بعد غروب الشمس مخالفًا أهل الشرك الذين يدفعون قبل غروبها.
ولما كان أهل الشرك يدفعون من المشعر الحرام (مزدلفة) بعد طلوع الشمس، فخالفهم الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فدفع قبل أن تطلع الشمس.
وأبطل النبي -صلى الله عليه وسلم- عوائد الجاهلية ورسومها كما في خطبته في حجة الوداع، حيث قال: «كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع»[11]؛ يقول ابن تيمية: "وهذا يدخل فيه ما كانوا عليه من العادات والعبادات، مثل: دعواهم يا لفلان، ويا لفلان، ومثل أعيادهم، وغير ذلك من أمورهم" [12].

سادسًا: تذكر اليوم الآخر واستحضاره: فإن الحاج إذا فارق وطنه وتحمل عناء السفر: فعليه أن يتذكر خروجه من الدنيا بالموت إلى ميقات القيامة وأهوالها.
وإذا لبس المحرم ملابس الإحرام: فعليه أن يتذكر لبس كفنه، وأنه سيلقى ربه على زي مخالف لزي أهل الدنيا.
وإذا وقف بعرفة: فليتذكر ما يشاهده من ازدحام الخلق وارتفاع أصواتهم واختلاف لغاتهم، موقف القيامة واجتماع الأمم في ذلك الموطن [13]؛ قال ابن القيم: فلله ذاك الموقف الأعظم الذي … كموقف يوم العرض، بل ذاك أعظم نسأل الله -تعالى- أن يتقبل منا ومن المسلمين صالح الأعمال، وبالله التوفيق




شكرلكم



جزاك الله خيــــراً خليجية ..||



مشكورة على الطرح



جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم



التصنيفات
منتدى اسلامي

حصن العقيدة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل(و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون)
و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين يدلهم على التوحيد الخالص و الدين الخالد , و على من سار على نهجه و اقتفى أثره إلى يوم الدين..
و بعد
من أوجب واجبات المربي المسلم: تثبيت العقيدة الصحيحة في نفوس النشء و حماية جناب التوحيد إذ هذا هو الهدف الأسمى من الرسالات و اتفق عليه كل الأنبياء و الرسل صلوات ربي و سلامه عليهم.
فينفق المربون أوقاتهم و جهودهم لرعاية أمانة الأجيال المسلمة و ربطها بخالقها برباط العبادة الخالصة و التوحيد الذي لا تشوبه شائبة.

و تتزايد الحاجة إلى تثبيت العقيدة في زماننا الذي انفتحت فيه وسائل الإعلام و فاحت رائحة الأفكار المضللة و الإنحرافات العقدية الخطيرة.
مما يستدعي بذل المربين مزيداً من الوسع و الجهد في بناء حصن حصين و ضرب سياج متين حول عقائد النشء لصد الهجمات التي تستهدف الأجيال في أغلى ما لديها (دينها).

و هذا يتطلب تحديداً لدور المربين في بناء هذا السياج و الممكن تلخيصه في النقاط التالية:

• تقديم الدروس العلمية الشرعية في العقيدة بما يناسب المرحلة العمرية من خلال الجلسات الأسرية و الحلقات المنزلية أو في المدارس أو المساجد أو حتى القنوات الإسلامية المتخصصة.
و يتم في هذه الدروس إرساء القواعد التي ستحفر في ذهن المتربي و قلبه و روحه و تكون معياراً له لتقييم أي تيار جديد و أي فكرة محدثة فيما بعد.
و حرصاً من المربي على ترسيخ هذه القواعد بعمق ينبغي أن لا تتضمن الدروس العلمية توضيحاً للفكر الضال و ذكر تفاصيله و الخوض في مبادئه كي لا تختلط الأمور على المتربي و قد تصادف في قلبه موطئاً فيتشربها و يفسد معتقده و العياذ بالله.
فلنقدّم العلم الأصيل الرصين الصحيح و حسب ليفهم المتلقي أن ما عداه خطأ و باطل.

• الإستعانة بالقصص القرآنية و قصص الصحابة رضوان الله عليهم و سلفنا الصالح و ذلك لتعزيز الثبات على العقيدة و الدفاع عنها و عن مسلمات الشريعة و ثوابت الدين.

• ربط النشء بالقرآن الكريم : تلاوة , حفظاً , تدبراً ,علماً ,عملاً فهو من أسباب زيادة الإيمان , و من أسباب الثبات في الفتن و المحن , و من الأسباب الجالبة لمحبة الله تعالى.
فعلى المربين عقد الحلقات, و تشجيع المتربين على المشاركة فيها و تعزيزهم و تكريم من يتألق منهم في الحفظ و التفسير مع تذكيرهم الدائم بالإخلاص.

• تشجيع المتربي لإكتشاف الأخطاء العقدية اللفظية و الفكرية حوله من خلال قراءته الصحف او مشاهداته لبرامج الأطفال أو سماعه للألفاظ الشائعة عند العامة و وزنها بميزان العقيدة النقية.

• تدريب المتربي على اداء النوافل بعد الفرائض مما يكون تقرباً إلى ربه و نوراً لقلبه و هداية له للحق و الخير

• الدعاء: فقد يركن المربون إلى جهدهم و يعجبوا بعطائهم و يغفلوا عن صدق التوكل على الله و الإلتجاء إليه بالدعاء فيكون الخذلان نصيبهم و الخسران مآلهم و العياذ بالله.
فعلى المربي أن يعلّق قلبه بالله سائلاً إياه التوفيق و العون و السداد و هداية الأجيال و ثباتها على الحق.
و عليه ان يوجّه المتربي للدعاء لنفسه بالثبات و العلم النافع و العمل الصالح معلماً إياه ما صح من دعاء المصطفى صلى الله عليه و سلم.

بمثل هذه اللبنات تبنى حصون العقيدة و تعلو جدرانها و تقوى أركانها بإذن الله.
فلنشمّر عن سواعد مخلصة لله في إرادة الخير و نفع أبناء المسلمين, و لنضع اللبنات واحدة فوق الأخرى..
حتى يكتمل البناء..
لعل الذمة أن تبرأ أمام الله في زمن الفتن و عواصف الضلالات أننا بنينا و حصنّنا و بذلنا و التوفيق منه جل في علاه.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بقلم: منال عبد العزيز السالم




جزاكى الله كل خير

خليجية

خليجية




شكرلك



التصنيفات
منتدى اسلامي

كلمات وألفاظ تخالف العقيدة

كلمات وألفاظ تخالف العقيدة
كلمات وألفاظ نقع فيها بدون علم مثل:

1- رزق الهبل على المجانين!! :
فالرزق هو لله وحده وليس أحد يملك لنفسة ولا لغيره رزقاً ولا نفعاً وموتاً ولا نشوراً، قال الله فى كتابه العزيز:{ إنَّ اْللهَ هُوَ الرَّزَّاقٌ ذُو القُوَّةِ المَتيِنُ }(الذاريات:5( ، فالرزق بيد الله سبحانه وتعالى يقسمه لحكمة لا يعلمها إلا هو.

2- لا بيرحم ولا بيخلى رحمة ربنا تنزل !! :
كلمة لا ينبغي لنا أن نقولها على الإطلاق… فالله تعالى لا يؤده شئ ولا ينازعه فى سلطانه منازع
قال الله جل و علا: { مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ }(فاطر-2)
فمن هذا المخلوق الذى يستطيع ان يمنع رحمة الله ، فهذا القول لا يجوز

3- ثور الله فى برسيمه!! :
كلمة عجيبة، هل هناك ثور لله !! وثيران أخرى للناس !!، و حيث ثور الله يرمز له الغباء والبلاهة من دون الثيران الأخرى ؟!! كلام غريب.. غير انه سوء أدب مع الله تعالى.. قال تعالى: { مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً } (نوح-13).
4- انا عبد المأمور !! :
هذه كلمة خاطئة لأننا كلنا عبيد لله الواحد الاحد القهار، هي توحي أن قائلها ليس عليه أي ذنب إذا أمره رئيسه بفعل ما يغضب الله ، و الحقيقة غير ذلك ، فكل إنسان مسئول عن أفعاله مسئولية كاملة ، فعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: ‘ على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ‘ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

5- يا مستعجل عطلك الله !! :
وطبعا الغلط واضحا فالله جل شأنه لا يعطل أحدا. ولكن العجلة ( الإستعجال) هي خطأ لحديث أنس بن مالك رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ( التأني من الله والعجلة من الشيطان.. ) الحديث رواه أبو يعلى و رجاله رجال الصحيح/أنظر صحيح الترغيب و الترهيب للألباني المجلد الثاني (برقم-1572).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ
ما بلغت فيكتب الله له بها سخطه إلى يوم القيامة). رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه وروى الترمذي والحاكم المرفوع منه وصححاه/ وأنظر صحيح الترغيب و الترهيب للألباني المجلد الثاني (برقم-2247).

6البقيه فى حيــــــــــــا تك
ما هذه البقيه ؟ لا حول ولا قوه الا بالله هل يموت إنسان قبل انقضاااااء عمره بحيث تكون البقيه يرثها أحد أوليائه
، سبحان الله هذا بهتان عظيم . لن يموت إنسان قبل أن يستكمل آخر لحظه فى عمره
قال تعالى )(فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعه ولا يستقدمون ))

7- )لاحول الله ) :
وهنا يريد الاختصار .. ولكن المعنى نفي أن يكون لله حول أو قوة.. فالأفضل أن يقول (لا حول ولا قوة الا بالله)

8- الباقي على الله
هذه الكلمة دائما ما تتردد على لسان الأطباء ومن أنجز عملا.. وهي مذمومة شرعا …..
والواجب علينا التأدب مع الله.. والأحرى أن يقال : أديت ماعلي والتوفيق من الله
9- شاء القدر
:لأن القدر أمر معنوي والله هو الذي يشاء) سبحانه) ..

10- فلان شكله غلط

وهو من أعظم الأغلاط الجارية على ألسنة الناس ……لأن فيه تسخط من خلق الله وسخرية به .. قال تعالى ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )

11- ))الله يلعن السنه , اليوم , الســاعه اللي شفتك فيها ))
اللعن (( الطرد من رحمة الله )) وهذي من مشيئته
وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :: قال الله تعالى (( يؤذيني ابن آدم , يسب الدهر , وأنا الدهر , أقلب الليل والنهار )) وفي رواية أُخرى.. لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر ..

12- زرع شيطانى أو طالع شيطانى
هذا قول خاطئ ، فإن الشيطان ، عليه لعنة الله ، لا زرع له ولا خلق له ، قال تعالى ( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع فى الارض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه )
والصواب نقول زرع رباني أو نبت رباني ….

13- امســـك الخـــشب ))
))خمســـه في عينك )) (( خمسه وخميســـــه ))
امسك الخشب ومثل هذه الاقوال لن تدفع حسدا ولن تغير من قدر الله شيئا ، بل هو من الشــــرك . ولا بأس من التحرز من العين والخوف مما قد تسببه من الاذى فإن العين
حق ولها تأثير ولكن لا تأثير لها الا بأذن الله
والتحرز من العين يكون بالرقيه
وكانت رقيه النبى صلى الله عليه وسلم (( اللهم رب الناس ، مذهب الباس ، اشف انت الشافى لا شافى الا انت شفاء لا يغادر سقما ))
والذي يجب عنــــد الخوف من العين قوله تعالى (( مـــا شــــاء الله لا قوه الا بالله ))
فـــــإن كان يعتقد أن الخشب بذاته أو الخمسه
وخميسه تدفع الضر من دون الله أو مع الله فهو شــــرك أكبــــر وإن كان يعتقد أنها سبب والله هو النافع الضار فهذا كذب على الشرع والقدر وهو ذريع للشرك فهو شرك اصغر
وغير ذلك الكثير الكثير، فالحذر الحذر أيها المسلمون يرحمكم الله.
)))))من فضللك انشرها بكل قدرتك وأرسلها لكل من تعرف فهى دعوه فى سبيل الله ((((

__._,_._




وييين الردود



وييين الردود



جزاك الله خير أختي

بارك لله فيك

البعض تخرج منه كلمات لا يدرك معناها إلا من رحم ربك

نسأل الله الهداية لنا و للجميع

مشكوره

و إن شاءالله الجميع ينتبه

السنة المهجورة : نفض الفراش قبل النوم




مشكوره



التصنيفات
منوعات

العقيدة الصحيحه ارجو التثبيت

بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب التوحيد
قال شيخ الإسلام: محمد بن عبد الوهاب، قدس الله روحه: –
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي يستدل على وجوب وجوده ببدائع له من الأفعال، المنزه في ذاته، وصفاته، عن النظائر والأمثال، أنشأ الموجودات، فلا يعزب عن علمه مثقال، أحمده سبحانه و أشكره، إذ هدانا لدين الإسلام، وأزاح عنا شبه الزيغ والضلال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة موحد له في الغدو، والآصال 0
وأشهد: أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، نبي جاءنا بدين قويم، فارتوينا مما جاءنا به، من عذب زلال؛ اللهم صلِ على محمد، وعلى آل محمد، وأصحابه الذين هم خير صحب، وآل، وسلم تسليما 0
أما بعد: فقد طلب مني بعض الأصدقاء، الذين لا تنبغي مخالفتهم، أن أجمع مؤلفاً، يشتمل على مسائل أربع،
(ص6) وقواعد أربع، يتميز بهن المسلم، من المشرك 0
الأولى: أن الذي خلقنا، وصورنا، لم يتركنا هملاً، بل أرسل إلينا رسولاً، معه كتاب من ربنا، فمن أطاع فهو في الجنة، ومن عصى، فهو فيِ النار؛ والدليل قوله تعالى: (إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً) [المزمل: 15] وقال تعالى: (ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم، ومن يعصِ الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين) [النساء: 13، 14] 0
الثانية: أنه سبحانه ما خلق الخلق إلا ليعبدوه وحده، مخلصين له الدين، والدليل على ذلك، قوله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) [الذاريات: 56] وقال: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة)[البينة:5]
الثالثة: أنه إذا دخل الشرك في عبادتك، بطلت، ولم تقبل؛ وأن كل ذنب يرجى له العفو إلا الشرك، والدليل قوله تعالى: (ولقد أوحى إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) [الزمر: 65] وقال تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيداً) [النساء: 116] وقال تعالى: (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار) [المائدة: 72]
(ص7) ومن نوع هذا الشرك: أن يعتقد الإنسان في غير الله، من نجم، أو إنسان، أو نبي، أو صالح، أو كاهن، أو ساحر، أو نبات، أو حيوان، أو غير ذلك: أنه يقدر بذاته على جلب منفعة من دعاه، أو استغاث به، أو دفع مضرة، فقد قال الله تعالى: (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده) [فاطر: 2] وقال تعالى: (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله) [يونس: 107] 0
فإذا تبين في القلب: أنه عزَّ وجلَّ بهذه الصفة، وجب أن لا يستغاث إلا به، ولا يستعان إلا به، ولا يدعى إلا هو؛ ولذلك قال تعالى: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون) [التوبة: 51] 0
وقال تعالى: موبخاً لأهل الكتاب، الذين يستغيثون بعيسى، وعزير، عليهما السلام لما أنزل الله عليهم القحط، والجوع: (قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا، أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا) [الإسراء: 56 – 57] 0
: (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى?وقال تعالى لنبيه إليَّ إنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعباده ربه أحداً) [الكهف: 110] وقال تعالى: (قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو
(ص8) كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون) [الأعراف: 188] 0
ومن نوع هذا الشرك: التوكل، والصلاة، والنذر، والذبح لغير الله؛ فقد قال الله تعالى: (فاعبده وتوكل عليه) الآية [هود: 123] وقال تعالى: (وتوكل على الحي الذي لا يموت) [الفرقان: 58] وقال تعالى: (وعلى الله فليتوكل المؤمنون) [التوبة: 51] وقال تعالى: (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به) إلى قوله: (وما ذبح علي النصب) [المائدة: 3] وقال تعالى: (فصلِ لربك وانحر) [الكوثر: 2] وقال تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) [الأنعام: 162] 0
ومن نوع هذا الشرك: تحليل ما حرم الله، وتحريم ما أحل الله، واعتقاد ذلك، فقد قال تعالى: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله هو سبحانه عما يشركون) [التوبة: 31] وقال: عدي بن حاتم، يا رسول الله، ما عبدوهم، : " أما أحلوا لهم الحرام فأطاعوهم ؟ وحرموا عليهم الحلال فأطاعوهم?فقال رسول الله ؟ قال: بلى؛ قال: فتلك عبادتهم " 0
وأحبارهم، ورهبانهم: علماؤهم، وعبادهم؛ وذلك: أنهم اتخذوهم أرباباً، وهم لا يعتقدون ربوبيتهم، بل يقولون : ربنا وربهم الله، ولكنهم أطاعوهم في تحليل ما حرم الله، وتحريم ما أحل الله، وجعل الله ذلك عبادة، فمن أطاع إنساناً عالماً، أو عابداً، أو غيره، في تحريم ما أحل الله، أو تحليل ما حرم
(ص9) الله، واعتقد ذلك بقلبه، فقد اتخذه رباً، كالذين: اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله 0
ومن ذلك: أن أناساً من المشركين، قالوا: يا محمد، الميتة من قتلها ؟ قال: الله؛ قالوا كيف تجعل قتلك أنت وأصحابك حلالاً ؟ وقتل الله حراماً ؟ فنزل قوله تعالى: (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون)، [الأنعام: 121] 0
ومن نوع هذا الشرك: الاعتكاف على قبور المشهورين بالنبوة، أو الصحبة، أو الولاية، وشد الرحال إلى زيارتها، لأن الناس يعرفون الرجل الصالح، وبركته، ودعاءه، فيعكفون على قبره، ويقصدون ذلك؛ فتارة: يسألونه؛ وتارة: يسألون الله عنده؛ وتارة: يصلون ويدعون الله عند قبره 0
هذا الباب؛?ولما كان هذا بدء الشرك، سد النبي ففي الصحيحين، أنه قال في مرض موته: " لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " يحذر ما صنعوا، قالت عائشة: ولولا ذلك لأبرز قبره، ولكن كره أن يتخذ مسجداً 0
وقال: " لا تتخذوا قبري عيداً، وصلوا عليَّ حيث كنتم، فإن صلاتكم : " ولعن الله زائرات?تبلغني " وقال
(ص10) القبور، والمتخذين عليها المساجد، أنه قال: " اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد " 0?والسرج " وفي الموطأ عنه
وفي أن لا أدع قبراً مشرفاً إلا سويته، ولا?صحيح مسلم، عن علي، قال: بعثني رسول الله أدع تمثالاً إلا طمسته؛ فأمر بمسح التماثيل من الصور، الممثلة على صورة الميت، والتمثال الشاخص، المشرف فوق قبره، فإن الشرك يحصل بهذا، أو بهذا 0
وبلغ عمر رضي أصحابه تحتها، فأمر?الله عنه: أن قوماً يذهبون إلى الشجرة، التي بايع النبي بقطعها 0
وأرسل إليه أبو موسى: أنه ظهر بتستر: قبر دانيال وعنده مصحف، فيه أخبار ما سيكون، وفيه أخبار المسلمين، وأنهم إذا جدبوا، كشفوا عن القبر، فمطروا، فأرسل إليه عمر، يأمره: أن يحفر في النهار ثلاثة عشر قبراً، ويدفنه بالليل بواحد منها، لئلا يعرفه الناس، فيفتنون به 0
واتخاذ القبور مساجد: مما حرم الله ورسوله، وإن لم يبن عليها مسجد، ولما كان اتخاذ القبور مساجد، وبناء المساجد عليها محرماً، لم يكن من ذلك شيء، على عهد الصحابة، والتابعين 0
وكان الخليل عليه السلام: في المغارة التي دفن فيها، وهي مسدودة، لا أحد يدخلها، ولا تشد الصحابة الرحال إليه، ولا إلى غيره من الم?قابر، ففي الصحيحين عنه
(ص11) قال: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا " فكان من يأتي منهم إلى المسجد الأقصى، يصلون فيه، ثم يرجعون، لا يأتون مغارة الخليل، ولا غيرها، وكانت مسدودة حتى استولى النصارى على الشام، في أواخر المائة الرابعة، وجعلوا ذلك مكان كنيسة، ولما فتح المسلمون البلاد: اتخذه بعض الناس مسجداً، وأهل العلم ينكرون ذلك 0
وهذه البقاع، وأمثالها: لم يكن السابقون الأولون يقصدونها، ولا يزورونها، فإنها محل الشرك؛ ولهذا توجد فيها الشياطين كثيراً، وقد رآهم غير واحد، على صورة الإنسان، يتلون لهم رجال الغيب، فيظنون أنهم رجال من الإنس، غائبون عن الأبصار، وإنما هم جن، والجن يسمون رجالاً، قال تعالى: (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً) [الجن: 6] 0
وما حدث في الإسلام، من هذه الخرافات، من كمال التوحيد، وإخلاص الدين لله وحده،?وأمثالها: ينافي ما بعث الله به محمداً وسد أبواب الشرك، التى يفتحها الشيطان 0
ولهذا: يوجد من كان أبعد عن التوحيد، أولى?والإخلاص، ومعرفة الإسلام، أكثر تعظيماً لموضع الشرك؛ فالعارفون سنة محمد بالتوحيد، والإخلاص، وأهل الجهل بذلك: أقرب إلى الشرك، والبدع؛ ولهذا يوجد في الرافضة أكثر مما يوجد في غيرهم؛ لأنهم أجهل من غيرهم، وأكثر شركاً،
(ص12) وبدعاً؛ ولهذا: يعظمون المشاهد، ويخربون المساجد، فالمساجد لا يصلون فيها جمعة، ولا جماعة؛ وأما المشاهد: فيعظمونها، حتى يرون زيارتها أولى من الحج 0
وكلما كان كان أكمل توحيداً لله وإخلاصاً لدينه؛ وإذا أبعد عن?الرجل: أتبع لدين محمد متابعته، نقص عن دينه بحسب ذلك؛ فإذا كثر بعده عنه: ظهر فيه من الشرك، والبدع ما لا ، والله إنما أمر بالعبادة في المساجد، وذلك?يظهر فيمن هو أقرب منه، لاتباع الرسول عمارتها، فقال تعالى: (إنما يعمر مساجد الله) [التوبة: 18] ولم يقل مشاهد الله، : " من?وأما نفس بناء المساجد، فيجوز أن يبنيه البر، والفاجر، وذلك بناء، كما قال بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة " 0
ثم كثير من المشاهد، أو أكثرها: كذب؛ كالذي بالقاهرة، على رأس الحسين رضي الله عنه، فإن الرأس: لم يحمل إلى هناك، وكذلك مشهد: علي، إنما حدث في دولة: بني بويه؛ قال الحافظ، وغيره: هو قبر المغيرة بن شعبة؛ وعلي: إنما دفن بقصر الإمارة بالكوفة؛ ودفن معاوية، بقصر الإمارة بدمشق؛ ودفن عمرو بن العاص، بقصر الإمارة بمصر، خوفاً عليهم إذا دفنوا في المقابر، أن تنبشهم الخوارج 0
المسألة الرابعة: أنه إذا كان عملك صواباً، ولم يكن خالصاً، لم يقبل؛ وإذا كان خالصاً، ولم يكن صواباً، لم
(ص13) يقبل؛ فلا بدَّ: أن يكون ، ولذلك قال سبحانه، في علماء أهل الكتاب، وعبادهم،?خالصاً، على شريعة محمد وقرائهم: (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً) [الكهف: 103 – 104] وقال تعالى: (وجوه يومئذٍ خاشعة، عاملة ناصبة، تصلى ناراً حامية) [الغاشية: 2 – 4] وهذه الآيات: ليست في أهل الكتاب فهو: من?خاصة، بل كل من اجتهد في علم، أو عمل، أو قراءة، وليس موفقاً لشريعة محمد الأخسرين أعمالاً، الذين ذكرهم الله تعالى، في محكم كتابه العزيز، وإن كان له ذكاء، وفطنة، وفيه زهد، وأخلاق، فهذا العذر: لا يوجب السعادة، والنجاة من العذاب، إلا باتباع الكتاب والسنة؛ وإنما قوة الذكاء، بمنزلة قوة البدن، وقوة الإرادة، فالذي يؤتى فضائل علمية، وإرادة قوية، وليس موافقاً للشريعة، بمنزلة من يؤتى: قوة في جسمه، وبدنه 0
وروي في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال سمعت يقول: " يخرج فيكم قوم، تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم،?رسول الله وعلمكم مع علمهم، يقرؤون القرآن، لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين، كما يمرق السهم من الرمية، ينظر في النصل فلا يرى شيئاً، وينظر في القدح فلا يرى شيئاً، وينظر في الريش فلا يرى شيئاً، ويتمارى في الفوق " 0
(ص14) وروى في صحيح يقول: " يأتي في آخر الزمان، ناس، حدثاء الأسنان،?البخاري، قال سمعت رسول الله سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، يمرقون من الإسلام، كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم، فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً : " يكون في آخر الزمان، رجال كذابون،?لمن قتلهم يوم القيامة " وقال رسول الله يأتون من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم، ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم، لا يضلونكم، ولا يفتنونكم " رواه أبو هريرة 0
: " ما من نبي بعثه الله في أمة?وقال رسول الله قبلي إلا له من أمته حواريون، وأصحاب يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل " رواه ابن مسعود رضي الله عنه 0
: " لا تزال طائفة من?وقال رسول الله أمتي، قائمة على الحق، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم، حتى يأتي الله بأمره وهم : " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى "?على ذلك " رواه معاوية رضي الله عنه، وقال قيل: يا رسول الله، ومن يأبى ؟ قال: " من أطاعنى دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى " رواه أبو هريرة رضي الله عنه،
قال: " لا يؤمن?(ص15) وعن ابن عمر، عن النبي أحدكم، حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به " 0
وقد تبين: أن الواجب، طلب علم ما من الكتاب، والحكمة، ومعرفة ما أراد بذلك، كما كان عليه?أنزل الله على رسوله الصحابة، والتابعون، ومن سلك سبيلهم، فكل ما يحتاج إليه الناس، فقد بينه الله، ورسوله، بياناً شافياً كافياً، فكيف أصول التوحيد، والإيمان، ثم إذا عرف ما بينه الرسول، نظر في أقوال الناس، وما أرادوا بها، فعرضت على الكتاب، والسنة والعقل الصريح، الذي هو موافق للرسول، فإنه الميزان، مع الكتاب، فهذا سبيل الهدى 0
وأما سبيل الضلال، والبدع، والجهل، فعكسه: أن تبدع بدعة بأراء رجال، وتأويلاتهم، ثم تجعل ما جاء به الرسول، تبعاً لها، و تحرف ألفاظه، وتأويله، على وفق ما أصلوه، وهؤلاء تجدهم في نفس الأمر: لا يعتمدون على ما جاء به الرسول، ولا يتلقون منه الهدى، ولكن ما وافقهم منه قبلوه، وجعلوه حجة لا عمدة، وما خالفهم منه، تأولوه؛ كالذين يحرفون الكلم عن مواضعه؛ أو فوضوه، كالذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني 0
وكثير منهم: إنما ينظر في تفسير القرآن، والحديث، فيما يقوله، موافقة على المذهب؛ وكثير منهم: لم يكن عمدتهم في نفس الأمر، اتباع نص أصلاً، كالذين ذكرهم الله من اليهود: الذين يفترون على الله الكذب، وهم يعلمون؛
(ص16) ثم جاء من بعدهم: من ظن صدق ما افترى أولئك، وهم في شك منهم، كما قال تعالى: (وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب) [الشورى: 14] 0
" لتتبعن سنن من كان قبلكم، حذو?ففي الصحيحين عنه القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه " قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال: " فمن " ؟ فهذا دليل على أن ما ذم الله به أهل الكتاب، يكون في هذه الأمة، من يشبههم فيه، هذا حق شوهد، قال الله تعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد) [فصلت: 53] فمن تدبر ما أخبر الله به رسوله، رأى: أنه قد وقع من ذلك أمور كثيرة 0
ومن زاد في الدين وليس عليه الصحابة، والتابعون، فكأنما نقص؛ عن أنس رضي الله?بشيء، ما فعله الرسول قال: " لا تشددوا على أنفسكم، فيشدد الله عليكم، فإن قوماً?عنه: أن رسول الله شددوا على أنفسهم، فشدد الله عليهم، فتلك بقاياهم في الصوامع والديار، رهبانية قال: " ما بال?ابتدعوها، ما كتبناها عليهم " وعن عائشة رضي الله عنها، عن النبي قوم يتنزهون عن شيء أصنعه ؟‍! فوالله إني لأعلمهم، وأشدهم لله خشية " 0
وعن أنس ? يسألون عن عبادة النبي ?بن مالك، قال: جاء ثلاثة رهط، إلى بيوت أزواج رسول الله فلما أخبروا،
، وقد غفر له ما?(ص17) كأنهم تقالوها، قالوا: وأين نحن من النبي تقدم من ذنبه وما تأخر ؟ فقال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل، ولا أرقد؛ وقال أحدهم: ?أنا أصوم الدهر، ولا أفطر؛ وقال الآخر: أنا أعتزل النساء، ولا أتزوج؛ فجاء النبي فقال؛ " أنتم الذين قلتم: كذا، وكذا ؟ أما والله، إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له، ولكني: أصوم، وأفطر؛ وأصلي، وأرقد؛ وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي، فليس مني " ?: " أنتم أعلم بأمر دنياكم فخذوا به " 0وعن عائشة: أن النبي ?رواه البخاري؛ وقال تلا: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما : " إذا رأيتم الذين?الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه) [آل عمران: 7] قال يتبعون المتشابه، ويتركون المحكم، فأولئك الذين سمى الله: أهل الزيغ، فاحذروهم " فسمع صوت رجلين اختلفا في?وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: هاجرت إلى رسول الله آية، فخرج في وجهه الغضب، فقال: " إنما هلك من كان قبلكم، بكثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء، فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء، فاجتنبوه " 0
: " من أحيا سنة من سنتي، قد أميتت بعدي، فإن له من الأجر،?وقال مثل أجور من عمل بها، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن ابتدع بدعة، ضلالة، لا
(ص18) يرضاها الله، ورسوله، كان عليه من الإثم، مثل آثام من عمل بها، لا ينقص ذلك من أوزارهم شيء " رواه بلال بن الحارث المازني، رضي الله عنه؛ وروى في صحيح : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس?البخاري، ومسلم، عن عائشة قالت: قال رسول الله قال لعائشة: "?منه فهو رد " وروى عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أن رسول الله إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً، أصحاب البدع والأهواء من هذه الأمة " 0
وعن الصبح، فوعظنا موعظة، وجلت منها?العرباض بن سارية، قال: صلى بنا رسول الله القلوب، وذرفت منها العيون، وقال قائل: يا رسول الله، كأنها موعظة مودع، فأوصنا؛ قال " أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة لأميركم، وإن حبشياً، فإنه من يعش منكم، فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة " 0
وروي في سنن أبي داود، والترمذي؛ وقال: حديث حسن صحيح؛ وروي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، : " تفرقت بنو إسرائيل على اثنتين وسبعين ملة، وستفترق هذه?قال: قال رسول الله الأمة على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار، إلا واحدة " قالوا من هي يا رسول الله ؟ قال: " من عمل بما أنا عليه اليوم، وأصحابي " قال عبد الله
(ص19) ابن مسعود: إن ، وشر الأمور محدثاتها؛ رواه جابر?أحسن الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد 0?مرفوعاً إلى رسول الله
وعن أبي المختار الطائي، عن ابن أخي الحارث الأعور، عن الحارث الأعور، قال: مررت بالمسجد، فإذا الناس يخوضون في الأحاديث، فدخلت على علي رضي الله عنه، فقلت: يا أمير المؤمنين، ألا ترى أن الناس قد خاضوا في الأحاديث يقول: ألا إنها ستكون?؟ قال: أو قد فعلوها ؟ قلت: نعم؛ قال: فإني سمعت رسول الله فتنة، قلت فما المخرج يا رسول الله ؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله 0
وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسن، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: (إنا سمعنا قرآناً عجباً، يهدي إلى الرشد) [الجن: 1 – 2] من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم 0
قوله: لا تزيغ به الأهواء؛ يعنى: لا يصير بسببه مبتدعاً ضالاً؛ وقوله: لا تلتبس به الألسن؛ أي: لا يختلط به
(ص20) غيره، بحيث يشبه، ويلتبس الحق بالباطل؛ قال تعالى: (وإنا له لحافظون)، [الحجر: 9] 0
: " إن الدين بدأ غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ،?وقال فطوبى للغرباء، الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدى من سنتي " رواه طلحة عن أبيه عن : " من تمسك بسنتي عند فساد أمتي، فله أجر مائة شهيد" رواه أبو هريرة؛?جده؛ وقال : ": إنكم في زمن من ترك منكم عشر ما أمر الله به هلك، ثم?وعن أبي هريرة عن النبي يأتي زمان من عمل بعشر ما أمر الله به نجا " حديث غريب 0
وعن عبد الله بن مسعود، خطاً، ثم قال: " هذا سبيل الله " ثم خط خطوطاً عن يمينه،?قال: خط لنا رسول الله وعن شماله وقال: " هذه سبل، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه، وقرأ: (وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون)
[الأنعام: 153] 0
: " نزل القرآن?وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله على خمسة وجوه: حلال، وحرام؛ ومحكم، ومتشابه؛ وأمثال؛ فأحلوا الحلال؛ وحرموا الحرام؛ واعملوا بالمحكم؛ وآمنوا بالمتشابه؛ واعتبروا بالأمثال " وعن ابن عباس رضي : " الأمر ثلاثة: أمر بين غيه، فاجتنبه؛ وأمر بين?الله عنهما، قال: قال رسول الله رشده، فاتبعه؛ وأمر اختلف فيه، فكله إلى الله تعالى " 0
(ص21) وفي الصحيحين عن " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن، مثل الأترجة، طعمها طيب،?أبي موسى: عن النبي وريحها طيب؛ ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن، مثل التمرة، طعمها طيب، ولا ريح لها؛ ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن، مثل الريحانة، ريحها طيب، وطعمها مر؛ ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن، مثل الحنظلة، طعمها مر، ولا ريح لها " فبين: أن في الذين يقرؤون القرآن، مؤمنين، ومنافقين 0
وإذا كانت سعادة الأولين والآخرين، هي: باتباع المرسلين؛ فمن المعلوم: أن أحق الناس بذلك أعلمهم بآثار المرسلين، واتبعهم لذلك؛ فالعالمون بأقوالهم، وأفعالهم، المتبعون لها، هم أهل السعادة في كل زمان ومكان؛ وهم: الطائفة الناجية، من أهل كل ملة؛ وهم: أهل السنة والحديث، من هذه الأمة 0
?والرسل: عليهم البلاغ المبين؛ وقد بلغوا البلاغ المبين؛ وخاتم الرسل: محمد أنزل الله عليه كتابه، مصدقاً لما بين يديه من الكتاب، ومهيمناً عليه؛ فهو: المهيمن على جميع الكتب؛ وقد بين أبين بلاغ وأتمه وأكمله، وكان أنصح الخلق لعباد الله، وكان بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً، بلغ: الرسالة، وأدى الأمانة، وجاهد في الله حق جهاده، وعبد الله حتى أتاه اليقين، فأسعد الخلق، وأعظمهم نعيماً، وأعلاهم درجة: أعظمهم اتباعاً له؛ وموافقة علماً
(ص22) وعملاً؛ والله سبحانه وتعالى أعلم 0



جزاك الله خيرا وأن يجعلنا الله من المتقين آميييييييين



جزاكى الله خيرا حبيبتى

على المجهود




خليجية



تم تثبيت الموضوع حبيبتى

للافادة




التصنيفات
منوعات

العقيدة الواسطية

السّلام عليكم و رحمة الله ..
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الحمد لله نحمدُه و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيّئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك
و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله .

فهذه أصول أهل السنّة و الجماعة الّتي غفل ( أو تغافل ) عنها الكثيرون نضعها بين أيديكم
لنكون على بصيرة من ديننا و هذه الأصول قام شيخ الإسلام العلامة ابن تيمية رحمه الله تعالى
بسردها في رسالته المشهورة و المعروفة بالعقيدة الواسطيّة ،
و قد عقد له الأشاعرةُ المحاكمةَ الكبرى بسبب تأليفها !، وأَوَّلُ ما وُجِّه إليه من الاتهامات هو: أنه قال
في أولها: «فهذا اعتقادُ الفِرقة الناجية»، ووجدوا ما قرره -رحمه الله- مخالِفًا لما تقرر لديهم من
أنّ الفِرقةَ الناجية هي الأشاعرة والماتُورِيديَّة.
وكان من جوابه -رحمه الله- لهم: أنه أحضر أكثر من خمسين كتابًا من كُتُب المذاهب الأربعة،
وأهلِ الحديث، والصوفية، والمُتَكَلِّمين، كلُّها توافق ما في «الواسطية»، وبعضُها ينقل إجماع السلف
على مضمون تلك العقيدة، وقد تحدّى الشيخُ مُحَاكِمِيه قائلاً: «قد أمهلتُ كلَّ مَن خالفني في شيءٍ منها
لثلاثِ سنين؛ فإذا جاء بحرفٍ واحدٍ عن أحدٍ من القرون الثلاثة يخالف ما ذكرتُ، فأنا راجعٌ عنه».
قال -رحمه الله-: «ولم يستطع المتنازعون مع طول تفتيشهم كُتُبَ البلد وخزائنه أنْ يُخرِجوا ما يناقض
ذلك عن أحدٍ من أئمة الإسلام وسلفِه».

و مع نصّ الرسالة المباركة بإذن الله تعالى :

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
[مقدمة المصنف] :
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ؛ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا.
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ إِقْرَارًا بِهِ وَتَوْحِيدًا.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا مَزِيدًا.
الْمَسْأَلَةُ الْوَاسِطِيَّةُ فِي الْعَقِيدَةِ
اعْتِقَادُ الْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ الْمَنْصُورَةِ إلَى قِيَامِ السَّاعَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
[أصول الإيمان وأركانه الست] :
1- الْإِيمَانُ بِاَللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْإِيمَانِ بِالْقَدَرِ؛ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ.
* * * *
[الباب الأول:
الإيمان بالله تعالى

ويشتمل على خمسة فصول:
الفصل الأول: القواعد الأساسية في الإيمان بصفات الله.
الفصل الثاني: الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه.
الفصل الثالث: الإيمان بما وصف به الرسول صلى الله عليه وسلم ربه.
الفصل الرابع: وسطية أهل السنة والجماعة بين فرق الأمة.
الفصل الخامس: يدخل في الإيمان بالله: أنه سبحانه فوق سماواته، عال على عرشه.
الفصل السادس: يدخل في الإيمان بالله: أنه قريب من خلقه.]
* * * *
[الفصل الأول:
القواعد الأساسية في الإيمان بأسماء الله وصفاته]
2- وَمِنَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ:
– الْإِيمَانُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ.
– وَبِمَا وَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[الابتعاد عن التحريف والتعطيل والتكييف والتمثيل] :
مِنْ غَيْرِ: تَحْرِيفٍ وَلَا تَعْطِيلٍ، وَمِنْ غَيْرِ: تَكْيِيفٍ وَلَا تَمْثِيلٍ.
3- بَلْ يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] .
4- فَلَا يَنْفُونَ عَنْهُ: مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ.
5- وَلَا يُحَرِّفُونَ: الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ.
[الإلحاد في أسماء الله وآياته] :
6- وَلَا يُلْحِدُونَ فِي: أَسْمَاءِ اللَّهِ، وَآيَاتِهِ.
7- وَلَا يُمَثِّلُونَ: صِفَاتِهِ بِصِفَاتِ خَلْقِهِ.
[لا يقاس الله بخلقه] :
8- لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ؛ لَا سَمِيَّ لَهُ، وَلَا كُفُوَ لَهُ، وَلَا نِدَّ لَهُ، وَلَا يُقَاسُ بِخَلْقِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
9- فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ؛ أَعْلَمُ بِنَفْسِهِ وَبِغَيْرِهِ، وَأَصْدَقُ قِيلًا، وَأَحْسَنُ حَدِيثًا مِنْ خَلْقِهِ.
10- ثُمَّ رُسُلُهُ صَادِقُونَ مُصَدَّقُونَ؛ بِخِلَافِ الَّذِينَ يَقُولُونَ عَلَيْهِ مَا لَا يَعْلَمُونَ.
11- وَلِهَذَا قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {سُبْحَانَ رَبِّك رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصْفُونَ • وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ •
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الصافات: 180 – 182] .
12- فَسَبَّحَ نَفْسَهُ عَمَّا وَصَفَهُ بِهِ الْمُخَالِفُونَ لِلرُّسُلِ، وَسَلَّمَ عَلَى الْمُرْسَلِينَ لِسَلَامَةِ مَا قَالُوهُ
مِنَ النَّقْصِ وَالْعَيْبِ.
13- وَهُوَ سُبْحَانَهُ قَدْ جَمَعَ فِيمَا وَصَفَ وَسَمَّى بِهِ نَفْسَهُ بَيْنَ: النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ.
14- فَلَا عُدُولَ لِأَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ عَمَّا جَاءَتْ بِهِ الْمُرْسَلُونَ.
15- فَإِنَّهُ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، صِرَاطُ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ، وَالصِّدِّيقِينَ،
وَالشُّهَدَاءِ، وَالصَّالِحِينَ.
* * * *
[الفصل الثاني:
الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه]
• وَقَدْ دَخَلَ فِي هَذِهِ الْجُمْلَةِ:
[سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن] :
16- مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي «سُورَةِ الْإِخْلَاصِ» الَّتِي تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ.
17- حَيْثُ يَقُولُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ • اللَّهُ الصَّمَدُ • لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ • وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}
[الإخلاص: 1 – 4] .
* * * *
[آية الكرسي أعظم آية في كتاب الله] :
18- وَمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي أَعْظَمِ آيَةٍ فِي كِتَابِهِ.
19- حَيْثُ يَقُولُ: {اللَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ
وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ
مِّنْ عِلْمِهِ إلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ} – أَيْ: لَا يُكْرِثُهُ وَلَا يُثْقِلُهُ –
{حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255] .
20- وَلِهَذَا كَانَ مَنْ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ فِي لَيْلَةٍ؛ لَمْ يَزَلْ عَلَيْهِ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبُهُ شَيْطَانٌ حَتَّى يُصْبِحَ.
* * * *
[صفة الحياة] :
21- وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} [الفرقان: 58] .
* * * *
[صفة العلم] :
22- وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد: 3] .
23- وَقَوْلُهُ سُبْحَانَه: {الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [التحريم: 3] .
24-: {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا} [سبأ: 2] .
25-: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إلَّا يَعْلَمُهَا
وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [الأنعام: 59] .
26-: {وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ} [فاطر: 11] .
27- وَقَوْلُهُ: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}
[الطلاق: 12] .
* * * *
[صفة القوة] :
28- وَقَوْلُهُ: {إنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: 58] .
* * * *
[صفة السمع وصفة البصر] :
29- وَقَوْلُهُ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] .
30-: {إنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 58] .
* * * *
[صفة الإرادة] :
31- وَقَوْلُهُ: {وَلَوْلَا إذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ} [الكهف: 39] .
32- وَقَوْلُهُ: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا
فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} [البقرة: 253] .
33- وَقَوْلُهُ: {أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ
مَا يُرِيدُ} [المائدة: 1] .
34- وَقَوْلُهُ: {فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا
حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} [الأنعام: 125] .
* * * *
[صفة المحبة] :
35- وَقَوْلُهُ: {وَأَحْسِنُوا إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195] .
36-: {وَأَقْسِطُوا إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الحجرات: 9] .
37-: {فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 7] .
38-: {إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222] .
39-: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54] .
40-: {إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4] .
41-: {قُلْ إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران: 31] .
* * * *
[صفة الرضى] :
42- وَقَوْلُهُ: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [البينة: 8] .
* * * *
[صفة الرحمة] :
43- وَقَوْلُهُ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [النمل: 30] .
44-: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا} [غافر: 7] .
45-: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب: 43] .
46-: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام: 54] .
47-: {وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [يونس: 107] .
48-: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 64] .
* * * *
[صفات: الغضب والسخط والكراهية والبغض] :
49- وَقَوْلُهُ: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ}
[النساء: 93] .
50- وَقَوْلُهُ: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ} [محمد: 28] .
51- وَقَوْلُهُ: {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [الزخرف: 55] .
52- وَقَوْلُهُ: {وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ} [التوبة: 46] .
53- وَقَوْلُهُ: {كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 3] .
* * * *
[صفتي: المجيء والإتيان] :
54- وَقَوْلُهُ: {هَلْ يَنظُرُونَ إلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ}
[البقرة: 210] .
55-: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ
آيَاتِ رَبِّكَ} [الأنعام: 158] .
56-: {كَلَّا إذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا • وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر: 21 – 22] .
57-: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا} [الفرقان: 25] .
* * * *
[صفة الوجه لله سبحانه] :
58- وَقَوْلُهُ: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 27] .
59-: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88] .
* * * *
[إثبات اليدين لله تعالى] :
60- وَقَوْلُهُ: {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75] .
61-: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ
يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} [المائدة: 64] .
* * * *
[إثبات العينين لله تعالى] :
62- وَقَوْلُهُ: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} [الطور: 48] .
63-: {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ • تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ} [القمر: 13 – 14] .
64-: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: 39] .
* * * *
[صفتي السمع والبصر لله تعالى] :
65- وَقَوْلُهُ: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا
إنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [المجادلة: 1] .
66-: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا} [آل عمران: 181] .
67-: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} [الزخرف: 80] .
68-: {إنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46] .
69-: {أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} [العلق: 14] .
70-: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ • وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} [الشعراء: 218 – 219] .
71-: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 105] .
* * * *
[صفات المكر والكيد والمِحال لله تعالى على ما يليق بجلاله] :
72- وَقَوْلُهُ: {شَدِيدُ الْمِحَالِ} [الرعد: 13] .
73- وَقَوْلُهُ: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ} [آل عمران: 54] .
74- وَقَوْلُهُ: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [النمل: 50] .
75- وَقَوْلُهُ: {إنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا • وَأَكِيدُ كَيْدًا} [الطارق: 15 – 16] .
* * * *
[صفات العفو والمغفرة والرحمة والعزة والقدرة] :
76- وَقَوْلُهُ: {إِن تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا}
[النساء: 149] .
77-: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور: 22] .
78- وَقَوْلُهُ: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: 8] .
79- وَقَوْلُهُ عَنْ إبْلِيسَ: {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [ص: 82] .
* * * *
[إثبات الاسم لله] :
80- وَقَوْلُهُ: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 78] .
81- وَقَوْلُهُ: {فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65] .
* * * *
[آيات الصفات المنفية في تنزيه الله ونفي المثل عنه] :
82- {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 4] .
83-: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 22] .
84-: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} [البقرة: 165] .
85-: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ
وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} [الإسراء: 111] .
86-: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التغابن: 1] .
87-: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا • الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان: 1 – 2] .
88-: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ
سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ • عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [المؤمنون: 91 – 92] .
89-: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 74] .
90-: {قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ
مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33] .
* * * *
[استواء الله على عرشه] :
91- وَقَوْلُهُ: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] .
92-: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فِي سِتَّةِ مَوَاضِعَ: [الأعراف: 54] [يونس: 3] [الرعد: 2] [الفرقان: 59] [السجدة: 4] [الحديد: 4] .
* * * *
[إثبات علو الله على مخلوقاته] :
93-: {يَا عِيسَى إنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إلَيَّ} [آل عمران: 55] .
94-: {بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إلَيْهِ} [النساء: 158] .
95-: {إلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10] .
96-: {يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ • أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إلَى إِلَهِ مُوسَى
وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا} [غافر: 36 – 37] .
97-: {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ • أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ
أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} [الملك: 16 – 17] .
* * * *
[إثبات معية الله لخلقه] :
98- وَقَوْلُهُ: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ
فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ
بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد: 4] .
99-: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ
وَلَا أَكْثَرَ إلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
[المجادلة: 7] .
100-: {لَا تَحْزَنْ إنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40] .
101-: {إنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46] .
102-: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} [النحل: 128] .
103-: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46] .
104-: {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 249] .
* * * *
[إثبات الكلام لله تعالى] :
105- وَقَوْلُهُ: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} [النساء: 87] .
106-: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} [النساء: 122] .
107-: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ} [المائدة: 116] .
108-: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} [الأنعام: 115] .
109-: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164] .
110-: {مِنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ} [البقرة: 253] .
111-: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} [الأعراف: 143] .
* * * *
112-: {وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} [مريم: 52] .
113-: {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الشعراء: 10] .
114-: {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ} [الأعراف: 22] .
115-: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} [القصص: 62] .
116-: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ} [القصص: 65] .
* * * *
117-: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة: 6] .
118-: {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}
[البقرة: 75] .
119-: {يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا} [الفتح: 15] .
120-: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} [الكهف: 27] .
121-: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} [النمل: 76] .
* * * *
[إثبات أن القرآن مُنَزَّل من الله تعالى] :
122-: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} [الأنعام: 155] .
123-: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر: 21] .
124-: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ •
قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ •
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ}
[النحل: 101 – 103] .
* * * *
[إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة] :
125- وَقَوْلُهُ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ • إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22 – 23] .
126-: {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ} [المطففين: 24] .
127-: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] .
128-: {لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: 35] .
129- وَهَذَا الْبَابُ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى كَثِيرٌ.
130- وَمَنْ تَدَبَّرَ الْقُرْآنَ طَالِبًا لِلْهُدَى مِنْهُ؛ تَبَيَّنَ لَهُ طَرِيقُ الْحَقِّ.
* * * *

الفصل الثالث : …

[الفصل الثالث:
الإيمان بما وصف به الرسول صلى الله عليه وسلم ربه]
• ثُمَّ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
131- تُفَسِّرُ الْقُرْآنَ، وَتُبَيِّنُهُ، وَتَدُلُّ عَلَيْهِ، وَتُعَبِّرُ عَنْهُ.
132- وَمَا وَصَفَ الرَّسُولُ بِهِ رَبَّهُ، مِنَ الْأَحَادِيثِ الصِّحَاحِ الَّتِي تَلَقَّاهَا أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ بِالْقَبُولِ؛
وَجَبَ الْإِيمَانُ بِهَا كَذَلِكَ.
* * * *
[أحاديث الصفات] :
[1- في إثبات نزول الله إلى السماء الدنيا] :
133- مِثْلُ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَنْزِلُ رَبُّنَا إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ
الْآخِرِ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ» .
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
* * * *
[2- في إثبات الفرح لله عز وجل] :
134- وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ، مِنْ أَحَدِكُمْ بِرَاحِلَتِهِ … »
الْحَدِيثَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
[3- في إثبات الضحك] :
135- وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَضْحَكُ اللَّهُ إلَى رَجُلَيْنِ؛ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ؛ كِلَاهُمَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ» .
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
* * * *
[4- في إثبات العجب وصفات أخرى] :
136- وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ وَقُرْبِ غِيَرِهِ؛ يَنْظُرُ إلَيْكُمْ أَزِلِينَ
قَنِطِينَ، فَيَظَلُّ يَضْحَكُ؛ يَعْلَمُ أَنَّ فَرَجَكُمْ قَرِيبٌ» . حَدِيثٌ حَسَنٌ.
* * * *
[5- في إثبات الرجل أو القدم] :
137- وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ يُلْقَى فِيهَا، وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؛ حَتَّى يَضَعَ رَبُّ
الْعِزَّةِ فِيهَا – وَفِي رِوَايَةٍ: عَلَيْهَا – قَدَمَهُ فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إلَى بَعْضٍ؛ وَتَقُولُ: قَط قَط» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
* * * *
[6- في إثبات الكلام والصوت] :
138- وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: يَا آدَمَ! فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ. فَيُنَادِي بِصَوْتِ:
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُخْرِجَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إِلَى النَّارِ..» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
* * * *
139- وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حَاجِبٌ
وَلَا تُرْجُمَانٌ» .
* * * *
[7- في إثبات العلو لله وصفات أخرى] :
140- وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رُقْيَةِ الْمَرِيضِ: «رَبُّنَا اللَّهُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ! تَقَدَّسَ اسْمُكَ،
أَمْرُك فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ؛ كَمَا رَحْمَتُكَ فِي السَّمَاءِ؛ اجْعَلْ رَحْمَتَكَ فِي الْأَرْضِ، اغْفِرْ لَنَا حُوْبَنَا
وَخَطَايَانَا، أَنْتَ رَبُّ الطَّيِّبِينَ، أَنْزِلْ رَحْمَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَشِفَاءً مِنْ شِفَائِكَ عَلَى هَذَا الْوَجَعِ» .
رَوَاهُ «أَبُو دَاوُد» .
* * * *
[8- في إثبات العلو أيضًا] :
141- وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا تَأْمَنُونِي وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ» . رَوَاهُ «الْبُخَارِيُّ»
وَغَيْرُهُ.
* * * *
[9- في إثبات العلو أيضًا] :
142- وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالْعَرْشُ فَوْقَ ذَلِكَ، وَاللَّهُ فَوْقَ الْعَرْشِ وَهُوَ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ»
. رَوَاهُ «أَبُو دَاوُد» «وَالتِّرْمِذِيُّ» وَغَيْرُهُمَا.
[10- في إثبات العلو أيضًا] :
143- وَقَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِلْجَارِيَةِ: «أَيْنَ اللَّهُ؟» .
قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ.
قَالَ: «مَنْ أَنَا؟» .
قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ.
قَالَ: «أَعْتِقْهَا؛ فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ» . رَوَاهُ «مُسْلِمٌ» .
* * * *
[11- في إثبات المعية] :
144- وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الْإِيمَانِ: أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ مَعَكَ حَيْثُمَا كُنْتَ» .
حَدِيثٌ حَسَنٌ.
* * * *
[12- في إثبات كون الله قِبَلَ وجه المصلي] :
145- وَقَوْلُهُ: «إذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ؛ فَلَا يَبْصُقَنَّ قِبَلَ وَجْهِهِ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِِ،
وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
[13- في إثبات العلو وصفات أخرى] :
146- وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ! رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ! رَبَّنَا
وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ! فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى! مُنَزِّلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ! أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ
أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا. اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ؛ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ؛ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ؛
فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ؛ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ، وَأَغْنِنِي مِنْ الْفَقْرِ» .
رَوَاهُ «مُسْلِمٌ» .
* * * *
[14- في إثبات قرب الله تعالى] :
147- وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَفَعَ أَصْحَابُهُ أَصْوَاتَهُمْ بِالذِّكْرِ: «أَيُّهَا النَّاسُ! ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ؛
فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا؛ إِنَّمَا تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا؛ إنَّ الَّذِي تَدْعُونَهُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ
رَاحِلَتِهِ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
* * * *
[15- إثبات رؤية المؤمنين لربهم] :
148- وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ؛ كَمَا تَرَوْنَ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَا تُضَامُّونَ
فِي رُؤْيَتِهِ؛ فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَصَلَاةٍ قَبْلَ غُرُوبِهَا؛ فَافْعَلُوا» .
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
* * * *
149- إلَى أَمْثَالِ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ الَّتِي يُخْبِرُ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ عَنْ رَبِّهِ؛ بِمَا يُخْبِرُ بِهِ.
150- فَإِنَّ الْفِرْقَةَ النَّاجِيَةَ أَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ يُؤْمِنُونَ بِذَلِكَ.
كَمَا يُؤْمِنُونَ بِمَا أَخْبَرَ اللَّهُ بِهِ فِي كِتَابِهِ، مِنْ غَيْرِ: تَحْرِيفٍ وَلَا تَعْطِيلٍ، وَمِنْ غَيْرِ: تَكْيِيفٍ وَلَا تَمْثِيلٍ.
* * * *
[الفصل الرابع:
وسطية أهل السنة والجماعة بين فرق الأمة]
151- بَلْ هُمُ الْوَسَطُ فِي فِرَقِ الْأُمَّةِ؛ كَمَا أَنَّ الْأُمَّةَ هِيَ الْوَسَطُ فِي الْأُمَمِ.
[الأصل الأول: باب الأسماء والصفات] :
152- فَهُمْ وَسَطٌ فِي: بَابِ صِفَاتِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
بَيْنَ أَهْلِ التَّعْطِيلِ «الْجَهْمِيَّةِ» ، وَبَيْنَ أَهْلِ التَّمْثِيلِ «الْمُشَبِّهَةِ» .
[الأصل الثاني: أفعال الله] :
153- وَهُمْ وَسَطٌ فِي: بَابِ أَفْعَالِ اللَّهِ تَعَالَى.
بَيْنَ «الْقَدَرِيَّةِ» ، «وَالْجَبْرِيَّةِ» .
[الأصل الثالث: الوعيد] :
154- وَفِي: بَابِ وَعِيدِ اللَّهِ.
بَيْنَ «الْمُرْجِئَةِ» ، وَبَيْنَ «الْوَعِيدِيَّةِ» مِنَ «الْقَدَرِيَّةِ» وَغَيْرِهِمْ.
[الأصل الرابع: أسماء الإيمان والدين] :
155- وَفِي: بَابِ الْإِيمَانِ وَالدِّينِ.
بَيْنَ «الْحَرُورِيَّةِ» «وَالْمُعْتَزِلَةِ» ، وَبَيْنَ «الْمُرْجِئَةِ» «وَالْجَهْمِيَّةِ» .
[الأصل الخامس: في الصحابة رضي الله عنهم] :
156- وَفِي: أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
بَيْنَ «الرَّوَافِضِ» ، وَبَيْنَ «الْخَوَارِجِ» .
* * * *

[الفصل الخامس:
يدخل في الإيمان بالله: أنه سبحانه فوق سماواتِه، علي على عرشه]
• وَقَدْ دَخَلَ فِيمَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ الْإِيمَانِ بِاَللَّهِ:
157- الْإِيمَانُ بِمَا أَخْبَرَ اللَّهُ بِهِ فِي كِتَابِهِ، وَتَوَاتَرَ عَنْ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَأَجْمَعَ عَلَيْهِ سَلَفُ الْأُمَّةِ:
– مِنْ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ فَوْقَ سَمَاوَاتِهِ عَلَى عَرْشِهِ، عَلِيٌّ عَلَى خَلْقِهِ.
– وَهُوَ سُبْحَانَهُ مَعَهُمْ أَيْنَمَا كَانُوا؛ يَعْلَمُ مَا هُمْ عَامِلُونَ.
158- كَمَا جَمَعَ بَيْنَ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى
عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ
أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد: 4] .
159- وَلَيْسَ مَعْنَى قَوْلِهِ: {وَهُوَ مَعَكُمْ} أَنَّهُ مُخْتَلِطٌ بِالْخَلْقِ.
– فَإِنَّ هَذَا لَا تُوجِبُهُ اللُّغَةُ.
– وَهُوَ خِلَافُ مَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ سَلَفُ الْأُمَّةِ.
– وَخِلَافُ مَا فَطَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْخَلْقَ.
160- بَلْ «الْقَمَرُ» آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، مِنْ أَصْغَرِ مَخْلُوقَاتِهِ، هُوَ مَوْضُوعٌ فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ مَعَ الْمُسَافِرِ،
وَغَيْرِ الْمُسَافِرِ أَيْنَمَا كَانَ.
* * * *
161- وَهُوَ سُبْحَانَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ، رَقِيبٌ عَلَى خَلْقِهِ، مُهَيْمِنٌ عَلَيْهِمْ مُطَّلِعٌ إلَيْهِمْ؛ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ
مِنْ مَعَانِي رُبُوبِيَّتِهِ.
162- وَكُلُّ هَذَا الْكَلَامِ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ؛ مِنْ: أَنَّهُ فَوْقَ الْعَرْشِ، وَأَنَّهُ مَعَنَا؛ حَقٌّ عَلَى حَقِيقَتِهِ،
لَا يَحْتَاجُ إلَى تَحْرِيفٍ، وَلَكِنْ يُصَانُ عَنِ الظُّنُونِ الْكَاذِبَةِ.
[الفصل السادس:
يدخل في الإيمان بالله: أنَّه قريب من خلقه]
• وَقَدْ دَخَلَ فِي ذَلِكَ:
163- الْإِيمَانُ بِأَنَّهُ قَرِيبٌ مِنْ خَلْقِهِ.
164- كَمَا قالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذَا دَعَانِ
فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186] .
165- وَقالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَهُ، أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ رَاحِلَتِهِ» .
166- وَمَا ذُكِرَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، مِنْ قُرْبِهِ وَمَعِيَّتِه، لَا يُنَافِي مَا نَذْكُرُ مِنْ عُلُوِّهِ وَفَوْقِيَّتِهِ؛
فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فِي جَمِيعِ نُعُوتِهِ، وَهُوَ عَلِيٌّ فِي دُنُوِّهِ، قَرِيبٌ فِي عُلُوِّهِ.
* * * *
[الباب الثاني:
من الإيمان بالله وكتبه ورسله

ويشتمل على فصلين:
الفصل الأول: الإيمان بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق.
الفصل الثاني: الإيمان بأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة.]
[الفصل الأول:
الإيمان بأن القرآن كلام الله منزَّل غير مخلوق]
• وَمِنَ الْإِيمَانِ بِهِ وَبِكُتُبِهِ:
167- الْإِيمَانُ بِأَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ، مُنَزَّلٌ، غَيْرُ مَخْلُوقٍ.
168- مِنْهُ بَدَأَ، وَإِلَيْهِ يَعُودُ.
169- وَأَنَّ اللَّهَ تَكَلَّمَ بِهِ حَقِيقَةً.
170- وَأَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هُوَ كَلَامُ اللَّهِ حَقِيقَةً،
لَا كَلَامُ غَيْرِهِ.
171- وَلَا يَجُوزُ إطْلَاقُ الْقَوْلِ: بِأَنَّهُ حِكَايَةٌ عَنْ كَلَامِ اللَّهِ أَوْ عِبَارَةٌ عَنْهُ.
172- بَلْ إذَا قَرَأَهُ النَّاسُ أَوْ كَتَبُوهُ فِي الْمَصَاحِفِ؛ لَمْ يَخْرُجْ بِذَلِكَ عَنْ أَنْ يَكُونَ كَلَامَ اللَّهِ حَقِيقَةً؛
فَإِنَّ الْكَلَامَ إنَّمَا يُضَافُ حَقِيقَةً إلَى مَنْ قَالَهُ مُبْتَدِئًا، لَا إِلَى مَنْ قَالَهُ مُبَلِّغًا مُؤَدِّيًا.
173- وَهُوَ كَلَامُ اللَّهِ؛ حُرُوفَهُ وَمَعَانِيهِ؛ لَيْسَ كَلَامُ اللَّهِ الْحُرُوفَ دُونَ الْمَعَانِي، وَلَا الْمَعَانِيَ دُونَ الْحُرُوفِ.

* * * *
[الفصل الثاني:
الإيمان بأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة]
• وَقَدْ دَخَلَ أَيْضًا فِيمَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ الْإِيمَانِ بِهِ وَبِكُتُبِهِ وَبِرُسُلِهِ:
174- الْإِيمَانُ بِأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَرَوْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَيَانًا بِأَبْصَارِهِمْ.
كَمَا يَرَوْنَ الشَّمْسَ صَحْوًا لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ.
وَكَمَا يَرَوْنَ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، لَا يُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ.
175- يَرَوْنَهُ سُبْحَانَهُ وَهُمْ فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ.
176- ثُمَّ يَرَوْنَهُ بَعْدَ دُخُولِ الْجَنَّةِ كَمَا يَشَاءُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
* * * *
[الباب الثالث:
الإيمان باليوم الآخر

ويشتمل على فصلين:
الفصل الأول: الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت.
الفصل الثاني: القيامة الكبرى وأهوالها.]
الإيمان بِكُلِّ ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مِمَّا يكون بَعْد المَوت]
• وَمِنَ الْإِيمَانِ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ:
177- الْإِيمَانُ بِكُلِّ مَا أَخْبَرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَكُونُ بَعْدَ الْمَوْتِ:
178- فَيُؤْمِنُونَ:
[1- فتنة القبر] :
– «بفِتْنَةِ الْقَبْرِ» .
[2- عذاب القبر ونعيمه] :
– «وَبِعَذَابِ الْقَبْرِ وَبِنَعِيمِهِ» .
179- فَأَمَّا «الْفِتْنَةُ» : فَإِنَّ النَّاسَ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ.
فَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: مَنْ رَبُّك؟
وَمَا دِينُك؟
وَمَنْ نَبِيُّك؟
فَـ {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [إبراهيم: 27] .
– فَيَقُولُ «الْمُؤْمِنُ» : اللَّهُ رَبِّي، وَالْإِسْلَامُ دِينِي، وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيِّي.
– وَأَمَّا «الْمُرْتَابُ» فَيَقُولُ: آه آه! لَا أَدْرِي؛ سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ.
فَيُضْرَبُ بِمَرْزَبَّةِ مِنْ حَدِيدٍ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الْإِنْسَانُ،
وَلَوْ سَمِعَهَا الْإِنْسَانُ؛ لَصُعِقَ.
* * * *
[الفصل الثاني:
القيامة الكبرى وأهوالها]
180- ثُمَّ بَعْدَ هَذِهِ الْفِتْنَةِ: إِمَّا نَعِيمٌ، وَإِمَّا عَذَابٌ، إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ الْكُبْرَى.
[1- إعادة الأرواح إلى الأجساد] :
181- فَتُعَادُ «الْأَرْوَاحُ إِلَى الْأَجْسَادِ» .
182- فَتَقُومُ الْقِيَامَةُ الَّتِي أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا فِي كِتَابِهِ، عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَأَجْمَعَ عَلَيْهَا الْمُسْلِمُونَ.
[2- قيام الناس من قبورهم] :
183- «فَيَقُومُ النَّاسُ مِنْ قُبُورِهِمْ» لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا.
* * * *
[3- دنو الشمس] :
184- وَتَدْنُو مِنْهُمُ الشَّمْسُ.
* * * *
[4- العرق] :
185- وَيُلْجِمُهُمُ الْعَرَقُ.
* * * *
[5- نصب الموازين] :
186- وَتُنْصَبُ الْمَوَازِينُ، فَيُوزَنُ فِيهَا أَعْمَالُ الْعِبَادِ.
{فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ • وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ
فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} [المؤمنون: 102 – 103] .
[6- نشر الدواوين] :
187- وَتُنْشَرُ الدَّوَاوِينُ، وَهِيَ صَحَائِفُ الْأَعْمَالِ.
– فَآخِذٌ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ.
– وَآخِذٌ كِتَابَهُ بِشَمَالِهِ.
– أَوْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ.
188- كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا
يَلْقَاهُ مَنشُورًا • اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء: 13 – 14] .
* * * *
[7- الحساب] :
189- وَيُحَاسِبُ اللَّهُ الْخَلْقَ.
190- وَيَخْلُو بِعَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ، فَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ كَمَا وُصِفَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.
191- وَأَمَّا الْكُفَّارُ؛ فَلَا يُحَاسَبُونَ مُحَاسَبَةَ مَنْ تُوزَنُ حَسَنَاتُهُ وَسَيِّئَاتُهُ فَإِنَّهُمْ لَا حَسَنَات لَهُمْ،
وَلَكِنْ تُعَدُّ أَعْمَالُهُمْ، وَتُحْصَى فَيُوقَفُونَ عَلَيْهَا، وَيُقَرَّرُونَ بِهَا، وَيُجْزَوْنَ بِهَا.
* * * *
[8- الحوض المورود] :
192- وَفِي عَرَصَةِ الْقِيَامَةِ: «الْحَوْضُ الْمَوْرُودُ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» .
193- مَاؤُهُ: أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ.
194- آنِيَتُهُ: عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ.
195- طُولُهُ: شَهْرٌ، وَعَرْضُهُ: شَهْرٌ.
196- مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً؛ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا.
* * * *
[9- الصراط] :
197- «وَالصِّرَاطُ» مَنْصُوبٌ عَلَى مَتْنِ جَهَنَّمَ.
198- وَهُوَ الْجِسْرُ الَّذِي بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ.
199- يَمُرُّ النَّاسُ عَلَيْهِ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ:
– فَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ.
– وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالْبَرْقِ.
– وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالرِّيحِ.
– وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالْفَرَسِ الْجَوَادِ.
– وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَرِكَابِ الْإِبِلِ.
– وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْدُو عَدْوًا.
– وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي مَشْيًا.
– وَمِنْهُمْ مَنْ يَزْحَفُ زَحْفًا.
– وَمِنْهُمْ مَنْ يُخْطَفُ فَيُلْقَى فِي جَهَنَّمَ؛ فَإِنَّ الْجِسْرَ عَلَيْهِ كَلَالِيبُ تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ.
200- فَمَنْ مَرَّ عَلَى الصِّرَاطِ؛ دَخَلَ الْجَنَّةَ.
201- فَإِذَا عَبَرُوا عَلَيْهِ؛ وُقِفُوا عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ؛ فَيُقْتَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ،
فَإِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا؛ أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ.
* * * *
[10- دخول الجنة] :
202- وَأَوَّلُ مَنْ يَسْتَفْتِحُ بَابَ الْجَنَّةِ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
203- وَأَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنَ الْأُمَمِ: أُمَّتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
* * * *
[11- الشفاعة] :
204- وَلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقِيَامَةِ ثَلَاثُ شَفَاعَاتٍ:
205- أَمَّا الشَّفَاعَةُ الْأُولَى: فَيُشَفَّعُ فِي أَهْلِ الْمَوْقِفِ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَهُمْ بَعْدَ أَنْ يَتَرَاجَعَ الْأَنْبِيَاءُ –
آدَمُ وَنُوحٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ – الشَّفَاعَةَ حَتَّى تَنْتَهِيَ إلَيْهِ.
206- وَأَمَّا الشَّفَاعَةُ الثَّانِيَةُ: فَيَشْفَعُ فِي أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ.
وَهَاتَانِ الشَّفَاعَتَانِ خَاصَّتَانِ لَهُ.
207- وَأَمَّا الشَّفَاعَةُ الثَّالِثَةُ: فَيَشْفَعُ فِيمَنْ اسْتَحَقَّ النَّارَ.
وَهَذِهِ الشَّفَاعَةُ لَهُ وَلِسَائِرِ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَغَيْرِهِمْ.
– يَشْفَعُ فِيمَنْ اسْتَحَقَّ النَّارَ أَنْ لَا يَدْخُلَهَا.
– وَيَشْفَعَ فِيمَنْ دَخَلَهَا أَنْ يَخْرُجَ مِنْهَا.
208- وَيُخْرِجُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ النَّارِ أَقْوَامًا بِغَيْرِ شَفَاعَةٍ، بَلْ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ.
* * * *
[12- يُنْشِئ الله للجنة أقوامًا فيدخلهم إيَّاها] :
209- وَيَبْقَى فِي الْجَنَّةِ فَضْلٌ عَمَّنْ دَخَلَهَا مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا.
210- فَيُنْشِئُ اللَّهُ لَهَا أَقْوَامًا، فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ.
* * * *
211- وَأَصْنَافُ مَا تَتَضَمَّنُهُ الدَّارُ الْآخِرَةُ مِنَ: الْحِسَابِ، وَالْعِقَابِ وَالثَّوَابِ، وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ.
212- وَتَفَاصِيلُ ذَلِكَ مَذْكُورَةٌ فِي:
– الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ مِنَ السَّمَاءِ.
– وَالْأَثَارَةِ مِنَ الْعِلْمِ؛ الْمَأْثُورَةِ عَنِ الْأَنْبِيَاءِ.
213- وَفِي الْعِلْمِ الْمَوْرُوثِ عَنِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ؛ مَا يَشْفِي وَيَكْفِي،
فَمَنِ ابْتَغَاهُ وَجَدَهُ.
* * * *
[الباب الرابع:
الإيمان بالقدر خيره وشره

ويشتمل على فصلين:
الفصل الأول: الدرجة الأولى من درجات الإيمان بالقدر.
الفصل الثاني: الدرجة الثانية من درجات الإيمان بالقدر.]
[الفصل الأول:
الدرجة الأولى من درجات الإيمان بالقدر]
• وَتُؤْمِنُ الْفِرْقَةُ النَّاجِيَةُ أَهْلُ السُّنَّة وَالْجَمَاعَةِ «بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» .
214- وَالْإِيمَانُ بِالْقَدَرِ عَلَى دَرَجَتَيْنِ، كُلُّ دَرَجَةٍ تَتَضَمَّنُ شَيْئَيْنِ.
215- فَالدَّرَجَةُ الْأُولَى: الْإِيمَانُ:
(1) بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَلِمَ مَا الْخَلْقُ عَامِلُونَ بِعِلْمِهِ الْقَدِيمِ الَّذِي هُوَ مَوْصُوفٌ بِهِ أَزَلًا وَأَبَدًا.
وَعَلِمَ: جَمِيعَ أَحْوَالِهِمْ، مِنَ الطَّاعَاتِ وَالْمَعَاصِي وَالْأَرْزَاقِ وَالْآجَالِ.
(2) ثُمَّ كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ.
216- فَأَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ؛ قَالَ لَهُ: اكْتُبْ! قَالَ: مَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
217- فَمَا أَصَابَ الْإِنْسَانَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ، جَفَّتْ الْأَقْلَامُ وَطُوِيَتْ الصُّحُفُ.
218- كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ
إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحج: 70] .
219- وَقَالَ: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا
إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحديد: 22] .
220- وَهَذَا التَّقْدِيرُ التَّابِعُ لِعِلْمِهِ سُبْحَانَهُ يَكُونُ فِي مَوَاضِعَ جُمْلَةً وَتَفْصِيلًا.
221- فَقَدْ كَتَبَ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ مَا شَاءَ.
222- فَإِذَا خَلَقَ جَسَدَ الْجَنِينِ قَبْلَ نَفْخِ الرُّوحِ فِيهِ؛ بَعَثَ إلَيْهِ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، فَيُقَالُ: اكْتُبْ
رِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَعَمَلَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، وَنَحْوَ ذَلِكَ.
223- فَهَذَا الْقَدَرُ قَدْ كَانَ يُنْكِرُهُ غُلَاةُ «الْقَدَرِيَّةِ» قَدِيمًا، وَمُنْكِرُوهُ الْيَوْمَ قَلِيلٌ.
* * * *
[الفصل الثاني:
الدرجة الثانية من درجات الإيمان بالقدر]
224- وَأَمَّا الدَّرَجَةُ الثَّانِيَةُ: فَهُيَ:
– مَشِيئَةُ اللَّهِ تَعَالَى النَّافِذَةُ، وَقُدْرَتُهُ الشَّامِلَةُ.
225- وَهُوَ الْإِيمَانُ بِأَنَّ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ.
226- وَأَنَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، مِنْ حَرَكَةٍ وَلَا سُكُونٍ إِلَّا بِمَشِيئَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ،
لَا يَكُونُ فِي مُلْكِهِ إِلَّا مَا يُرِيدُ.
227- وَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ مِنَ الْمَوْجُودَاتِ وَالْمَعْدُومَاتِ.
228- فَمَا مِنْ مَخْلُوقٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ إِلَّا اللَّهُ خَالِقُهُ سُبْحَانَهُ لَا خَالِقَ غَيْرُهُ،
وَلَا رَبَّ سِوَاهُ.
[لا تعارض بين القدر والشرع ولا بين تقدير الله للمعاصي وبغضه لها] :
229- وَقَدْ أَمَرَ الْعِبَادَ بِطَاعَتِهِ وَطَاعَةِ رُسُلِهِ، وَنَهَاهُمْ عَنْ مَعْصِيَتِهِ.
230- وَهُوَ سُبْحَانَهُ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ وَالْمُحْسِنِينَ وَالْمُقْسِطِينَ.
231- وَيَرْضَى عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ، وَلَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ، وَلَا يَرْضَى
عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ، وَلَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ.
232- وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ، وَلَا يُحِبُّ الْفَسَادَ.
[إثبات القدر لا ينافي إسناد أفعال العباد إليهم حقيقة وأنهم يفعلونها باختيارهم] :
233- وَالْعِبَادُ فَاعِلُونَ حَقِيقَةً، وَاللَّهُ خَالِقُ أَفْعَالِهِمْ.
234- وَالْعَبْدُ هُوَ: الْمُؤْمِنُ وَالْكَافِرُ، وَالْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، وَالْمُصَلِّي وَالصَّائِمُ.
235- وَلِلْعِبَادِ قُدْرَةٌ عَلَى أَعْمَالِهِمْ، وَإِرَادَةٌ، وَاَللَّهُ خَالِقُهُمْ وَخَالِقُ قُدْرَتِهِمْ وَإِرَادَتِهِمْ.
236- كَمَا قَالَ تَعَالَى: {لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ • وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}
[التكوير: 28 – 29] .
237- وَهَذِهِ الدَّرَجَةُ مِنَ الْقَدَرِ، يُكَذِّبُ بِهَا عَامَّةُ «الْقَدَرِيَّةِ» ، الَّذِينَ سَمَّاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«مَجُوسَ هَذِهِ الْأُمَّةِ» .
238- وَيَغْلُو فِيهَا قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْإِثْبَاتِ، حَتَّى يَسْلُبُوا الْعَبْدَ قُدْرَتَهُ وَاخْتِيَارَهُ، وَيُخْرِجُونَ عَنْ أَفْعَالِ اللَّهِ
وَأَحْكَامِهِ؛ حِكَمَهَا وَمَصَالِحَهَا.
* * * *

[الباب الخامس:
من أصول الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة

ويشتمل على ثلاثة فصول:
الفصل الأول: الإيمان والدين قول وعمل.
الفصل الثاني: خلاصة مذهب أهل السنة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الفصل الثالث: التصديق بكرامات الأولياء.]
[الفصل الأول:
الدين والإيمان قول وعمل]
• وَمِنْ أُصُولِ الْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ:
239- أَنَّ الدِّينَ وَالْإِيمَانَ: قَوْلٌ، وَعَمَلٌ.
– قَوْلُ: الْقَلْبِ، وَاللِّسَانِ.
– وَعَمَلُ: الْقَلْبِ، وَاللِّسَانِ، وَالْجَوَارِحِ.
240- وَأَنَّ الْإِيمَانَ: يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ، وَيَنْقُصُ بِالْمَعْصِيَةِ.
[أهل السنة لا يكفرون أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر] :
241- وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ، لَا يُكَفِّرُونَ أَهْلَ الْقِبْلَةِ بِمُطْلَقِ الْمَعَاصِي وَالْكَبَائِرِ، كَمَا تَفْعَلُهُ «الْخَوَارِجُ» ،
بَلْ الْأُخُوَّةُ الْإِيمَانِيَّةُ ثَابِتَةٌ مَعَ الْمَعَاصِي.
242- كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي آيَةِ الْقِصَاصِ: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ} [البقرة: 178] .
243- وَقَالَ سُبْحَانَه: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا
عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ
وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ • إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 9 – 10] .
244- وَلَا يَسْلُبُونَ الْفَاسِقَ الْمِلِّيَّ اسْمَ الْإِيمَانِ بِالْكُلِّيَّةِ، وَلَا يُخَلِّدُونَهُ فِي النَّارِ، كَمَا تَقُولُهُ «الْمُعْتَزِلَةُ» ،
بَلِ الْفَاسِقُ يَدْخُلُ فِي اسْمِ الْإِيمَانِ.
245- فِي مِثْلِ قَوْله تَعَالَى: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} [النساء: 92] .
246- وَقَدْ لَا يَدْخُلُ فِي اسْمِ الْإِيمَانِ الْمُطْلَقِ.
247- كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} .
248- وَقَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ
وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ
فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ» .
249- وَيَقُولُونَ: هُوَ مُؤْمِنٌ نَاقِصُ الْإِيمَانِ، أَوْ مُؤْمِنٌ بِإِيمَانِهِ، فَاسِقٌ بِكَبِيرَتِهِ؛ فَلَا يُعْطَى الِاسْمُ الْمُطْلَقُ،
وَلَا يُسْلَبُ مُطْلَقُ الِاسْمِ.
* * * *
[الفصل الثاني:
خلاصة مذهب أهل السنة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم]
• وَمِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ:
250- سَلَامَةُ قُلُوبِهِمْ وَأَلْسِنَتِهِمْ لِأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
251- كَمَا وَصَفَهُمُ اللَّهُ بِهِ فِي قَوْلِهِ: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ
سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10] .
252- وَطَاعَةً لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ: «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي؛ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ
أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا؛ مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ» .
[فضائل الصحابة ومراتبهم وتفاضلهم وموقف أهل السنة والجماعة من ذلك] :
253- وَيَقْبَلُونَ مَا جَاءَ بِهِ الْكِتَابُ أَوِ السُّنَّةُ أَوِ الْإِجْمَاعُ، مِنْ فَضَائِلِهِمْ وَمَرَاتِبِهِمْ.
254- فَيُفَضِّلُونَ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ – وَهُوَ صُلْحُ الْحُدَيْبِيَةِ – وَقَاتَلَ عَلَى مَنْ أَنْفَقَ
مِنْ بَعْدِهِ وَقَاتَلَ.
255- وَيُقَدِّمُونَ الْمُهَاجِرِينَ عَلَى الْأَنْصَارِ.
256- وَيُؤْمِنُونَ: بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِأَهْلِ بَدْرٍ – وَكَانُوا ثَلَاثَمِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ -:
«اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْت لَكُمْ» .
257- وَبِأَنَّهُ: «لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ» ؛ كَمَا أَخْبَرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
بَلْ قَدْ رَضِيَ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ، وَكَانُوا أَكْثَرَ مِنْ أَلْفٍ وَأَرْبَعِمِائَةٍ.
258- وَيَشْهَدُونَ بِالْجَنَّةِ لِمَنْ شَهِدَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ «كَالْعَشَرَةِ» .
– «وَكَثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شِمَاسٍ» ، وَغَيْرِهِمْ مِنَ الصَّحَابَةِ.
259- وَيُقِرُّونَ بِمَا تَوَاتَرَ بِهِ النَّقْلُ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَغَيْرِهِ؛
مِنْ أَنَّ: خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا: أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، وَيُثَلِّثُونَ بِعُثْمَانِ،
وَيُرَبِّعُونَ بِعَلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ؛ كَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ الْآثَارُ.
[حكم تقديم علي رضي الله عنه على غيره من الخلفاء الأربعة في الخلافة] :
260- وَكَمَا أَجْمَعَتِ الصَّحَابَةُ عَلَى تَقْدِيمِ عُثْمَانَ فِي الْبَيْعَةِ، مَعَ أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ السُّنَّةِ كَانُوا قَدْ اخْتَلَفُوا
فِي عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ بَعْدَ اتِّفَاقِهِمْ عَلَى تَقْدِيمِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ؛ أَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟
– فَقَدَّمَ قَوْمٌ عُثْمَانَ، وَسَكَتُوا، أَوْ رَبَّعُوا بِعَلِيِّ.
– وَقَدَّمَ قَوْمٌ عَلِيًّا.
– وَقَوْمٌ تَوَقَّفُوا.
لَكِنِ اسْتَقَرَّ أَمْرُ أَهْلِ السُّنَّةِ عَلَى: تَقْدِيمِ عُثْمَانَ، ثُمَّ عَلِيٍّ.
261- وَإِنْ كَانَتْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ – مَسْأَلَةُ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ – لَيْسَتْ مِنَ الْأُصُولِ الَّتِي يُضَلَّلُ الْمُخَالِفُ
فِيهَا عِنْدَ جُمْهُورِ أَهْلِ السُّنَّة.
262- لَكِنَّ الْمَسْأَلَةَ الَّتِي يُضَلَّلُ الْمُخَالِفُ فِيهَا: مَسْأَلَةُ الْخِلَافَةِ.
263- وَذَلِكَ بِأَنَّهُمْ يُؤْمِنُونَ: بِأَنَّ الْخَلِيفَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ،
ثُمَّ عُثْمَانُ، ثُمَّ عَلِيٌّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.
264- وَمَنْ طَعَنَ فِي خِلَافَةِ أَحَدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةِ؛ فَهُوَ أَضَلُّ مِنْ حِمَارِ أَهْلِهِ.
[مكانة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أهل السنة] :
265- وَيُحِبُّونَ أَهْلَ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَتَوَلَّوْنَهُمْ.
266- وَيَحْفَظُونَ فِيهِمْ وَصِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ حَيْثُ قَالَ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ:
«أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي» .
267- وَقَالَ أَيْضًا لِلْعَبَّاسِ عَمِّهِ؛ وَقَدْ شَكَا إِلَيْهِ أَنَّ بَعْضَ قُرَيْشٍ يَجْفُو بَنِي هَاشِمٍ؛ فَقَالَ:
«وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحِبُّوكُمْ لِلَّهِ وَلِقَرَابَتِي» .
268- وَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ كَنَانَةَ، وَاصْطَفَى
مِنْ كَنَانَةَ قُرَيْشًا، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ» .
[مكانة أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أهل السنة] :
269- وَيَتَوَلَّوْنَ أَزْوَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ.
270- وَيُقِرُّونَ: بِأَنَّهُنَّ أَزْوَاجُهُ فِي الْآخِرَةِ.
271- خُصُوصًا «خَدِيجَةَ» أُمَّ أَكْثَرِ أَوْلَادِهِ، وَأَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِهِ وَعَاضَدَهُ عَلَى أَمْرِهِ،
وَكَانَ لَهَا مِنْهُ الْمَنْزِلَةُ الْعَلِيَّةُ.
272- «وَالصِّدِّيقَةَ بِنْتَ الصِّدِّيقِ» الَّتِي قَالَ فِيهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ» .
[تبرؤ أهل السنة والجماعة مما يقوله المبتدعة في حق الصحابة وأهل البيت، والذب عنهم] :
273- وَيَتَبَرَّؤُونَ مِنْ:
– طَرِيقَةِ «الرَّوَافِضِ» الَّذِينَ يُبْغِضُونَ الصَّحَابَةَ وَيَسُبُّونَهُمْ.
– وَطَرِيقَةِ «النَّوَاصِبِ» ، الَّذِينَ يُؤْذُونَ «أَهْلَ الْبَيْتِ» ، بِقَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ.
[منهج أهل السنة فيما شجر بين الصحابة] :
274- وَيُمْسِكُونَ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ.
275- وَيَقُولُونَ: إِنَّ هَذِهِ الْآثَارَ الْمَرْوِيَّةَ فِي مَسَاوِيهِمْ:
مِنْهَا: مَا هُوَ كَذِبٌ.
وَمِنْهَا: مَا قَدْ زِيدَ فِيهِ وَنُقِصَ، وَغُيِّرَ عَنْ وَجْهِهِ.
وَالصَّحِيحُ مِنْهُ: هُمْ فِيهِ مَعْذُورُونَ:
– إِمَّا مُجْتَهِدُونَ مُصِيبُونَ.
– وَإِمَّا مُجْتَهِدُونَ مُخْطِئُونَ.
276- وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ لَا يَعْتَقِدُونَ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ مَعْصُومٌ عَنْ كَبَائِرِ الْإِثْمِ
وَصَغَائِرِهِ.
– بَلْ يَجُوزُ عَلَيْهِمُ الذُّنُوبُ فِي الْجُمْلَةِ.
[من مناقب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم] :
277- وَلَهُمْ مِنَ السَّوَابِقِ وَالْفَضَائِلِ مَا يُوجِبُ مَغْفِرَةَ مَا يَصْدُرُ مِنْهُمْ إِنْ صَدَرَ.
278- حَتَّى إِنَّهُ يُغْفَرُ لَهُمْ مِنَ السَّيِّئَاتِ مَا لَا يُغْفَرُ لِمَنْ بَعْدَهُمْ، لِأَنَّ لَهُمْ مِنَ الْحَسَنَاتِ الَّتِي تَمْحُو
السَّيِّئَاتِ مَا لَيْسَ لِمَنْ بَعْدَهُمْ.
279- وَقَدْ ثَبَتَ بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُمْ خَيْرُ الْقُرُونِ» .
280- وَأَنَّ «الْمُدَّ مِنْ أَحَدِهِمْ إِذَا تَصَدَّقَ بِهِ؛ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ جَبَلِ أُحُدٍ ذَهَبًا مِمَّنْ بَعْدَهُمْ» .
281- ثُمَّ إِذَا كَانَ قَدْ صَدَرَ عَنْ أَحَدِهِمْ ذَنْبٌ؛ فَيَكُونُ قَدْ تَابَ مِنْهُ أَوْ أَتَى بِحَسَنَاتِ تَمْحُوهُ، أَوْ غُفِرَ لَهُ
بِفَضْلِ سَابِقَتِهِ، أَوْ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ هُمْ أَحَقُّ النَّاسِ بِشَفَاعَتِهِ. أَوْ ابْتُلِيَ
بِبَلَاءٍ فِي الدُّنْيَا كُفِّرَ بِهِ عَنْهُ.
282- فَإِذَا كَانَ هَذَا فِي الذُّنُوبِ الْمُحَقَّقَةِ؛ فَكَيْفَ بِالْأُمُورِ الَّتِي كَانُوا فِيهَا مُجْتَهِدِينَ: إِنْ أَصَابُوا؛
فَلَهُمْ أَجْرَانِ، وَإِنْ أَخْطَأُوا؛ فَلَهُمْ أَجْرٌ وَاحِدٌ، وَالْخَطَأُ مَغْفُورٌ.
283- ثُمَّ الْقَدْرُ الَّذِي يُنْكَرُ مِنْ فِعْلِ بَعْضِهِمْ قَلِيلٌ نَزْرٌ مَغْمُورٌ فِي جَنْبِ فَضَائِلِ الْقَوْمِ وَمَحَاسِنِهِمْ،
مِنْ: الْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِهِ، وَالْهِجْرَةِ، وَالنُّصْرَةِ، وَالْعِلْمِ النَّافِعِ، وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ.
284- وَمَنْ نَظَرَ فِي سِيرَةِ الْقَوْمِ بِعِلْمٍ وَبَصِيرَةٍ، وَمَا مَنَّ اللَّهُ بِهِ عَلَيْهِمْ مِنَ الْفَضَائِلِ؛
عَلِمَ يَقِينًا أَنَّهُمْ خَيْرُ الْخَلْقِ بَعْدَ الْأَنْبِيَاءِ.
285- لَا كَانَ وَلَا يَكُونُ مِثْلُهُمْ.
286- وَأَنَّهُمْ هُمْ صَفْوَةُ الصَّفْوَةِ مِنْ قُرُونِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، الَّتِي هِيَ خَيْرُ الْأُمَمِ وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ.
* * * *
[الفصل الثالث:
التصديقُ بكراماتِ الأولياءِ]
• وَمِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ:
287- التَّصْدِيقُ بِكَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ.
288- وَمَا يُجْرِي اللَّهُ عَلَى أَيْدِيهِمْ؛ مِنْ خَوَارِقِ الْعَادَاتِ، فِي:
– أَنْوَاعِ الْعُلُومِ.
– وَالْمُكَاشَفَاتِ.
– وَأَنْوَاعِ الْقُدْرَةِ.
– وَالتَّأْثِيرَاتِ.
– وَكَالْمَأْثُورِ عَنْ سَالِفِ الْأُمَمِ، فِي «سُورَةِ الْكَهْفِ» وَغَيْرِهَا.
– وَعَنْ صَدْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَسَائِرِ قُرُونِ الْأُمَّةِ.
289- وَهِيَ مَوْجُودَةٌ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
* * * *
[الباب السادس:
من طريقة أهل السنة والجماعة وخصالهم الحميدة

ويشتمل على فصلين:
الفصل الأول: اتباع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع سبيل السابقين.
الفصل الثاني: من خصالهم الحميدة.]
[الفصل الأول:
اتباع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع سبيل السابقين]
• ثُمَّ مِنْ طَرِيقَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ:
290- اتِّبَاعُ: آثَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاطِنًا وَظَاهِرًا.
291- وَاتِّبَاعُ: سَبِيلِ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ، مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ.
292- وَاتِّبَاعُ: وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَيْثُ قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي
وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ
وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ» .
293- وَيَعْلَمُونَ: أَنَّ أَصْدَقَ الْكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
294- فَيُؤْثِرُونَ: كَلَامَ اللَّهِ عَلَى غَيْرِهِ مِنْ كَلَامِ أَصْنَافِ النَّاسِ.
[لماذا سمي أهل الكتاب والسنة بهذا الاسم؟] :
295- وَيُقَدِّمُونَ: هَدْيَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَدْيِ كُلِّ أَحَدٍ.
وَبِهَذَا سُمُّوا: «أَهْلَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ» .
[لماذا سموا بأهل الجماعة؟] :
296- وَسُمُّوا «أَهْلَ الْجَمَاعَةِ» ؛ لِأَنَّ الْجَمَاعَةَ هِيَ الاجْتِمَاعُ. وَضِدُّهَا الْفُرْقَةُ، وَإِنْ كَانَ لَفْظُ
«الْجَمَاعَةِ» قَدْ صَارَ اسْمًا لِنَفْسِ الْقَوْمِ الْمُجْتَمِعِينَ.
[الإجماع هو الأصل الثالث] :
297- وَالْإِجْمَاعُ: هُوَ الْأَصْلُ الثَّالِثُ؛ الَّذِي يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فِي الْعِلْمِ وَالدِّينِ.
298- وَهُمْ يَزِنُونَ بِهَذِهِ الْأُصُولِ الثَّلَاثَةِ جَمِيعَ مَا عَلَيْهِ النَّاسُ مِنْ أَقْوَالٍ وَأَعْمَالٍ بَاطِنَةٍ أَوْ ظَاهِرَةٍ،
مِمَّا لَهُ تَعَلُّقٌ بِالدِّينِ.
[الإجماع الذي يَنْضَبِط] :
299- وَالْإِجْمَاعُ الَّذِي يَنْضَبِطُ: هُوَ مَا كَانَ عَلَيْهِ «السَّلَفُ الصَّالِحُ» ؛ إِذْ بَعْدَهُمْ كَثُرَ الِاخْتِلَافُ،
وَانْتَشَرَتِ الْأُمَّةُ.
* * * *
[الفصل الثاني:
من خصال أهل السنة الحميدة]
[فصل في بيان مكملات العقيدة من مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال التي يتحلى
بها أهل السنة والجماعة] :
• ثُمَّ هُمْ مَعَ هَذِهِ الْأُصُولِ:
300- يَأْمُرُونَ: بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ، عَلَى مَا تُوجِبُهُ الشَّرِيعَةُ.
301- وَيَرَوْنَ إِقَامَةَ: الْحَجِّ، وَالْجِهَادِ، وَالْجُمَعِ، وَالْأَعْيَادِ؛ مَعَ الْأُمَرَاءِ؛ أَبْرَارًا كَانُوا، أَوْ فُجَّارًا.
302- وَيُحَافِظُونَ عَلَى: الْجَمَاعَاتِ.
303- وَيَدِينُونَ: بِالنَّصِيحَةِ لِلْأُمَّةِ.
304- وَيَعْتَقِدُونَ:
– مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا»
وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
– وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ؛ كَمَثَلِ الْجَسَدِ،
إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ؛ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالْحُمَّى وَالسَّهَرِ» .
305- وَيَأْمُرُونَ:
– بِالصَّبْرِ عَلَى الْبَلَاءِ.
– وَالشُّكْرِ عِنْدَ الرَّخَاءِ.
– وَالرِّضَا بِمُرِّ الْقَضَاءِ.
306- وَيَدْعُونَ إلَى:
– مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ.
– وَمَحَاسِنِ الْأَعْمَالِ.
307- وَيَعْتَقِدُونَ: مَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا» .
308- وَيَنْدُبُونَ إِلَى:
– أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَك.
– وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَك.
– وَتَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَك.
309- وَيَأْمُرُونَ:
– بِبِرِّ الْوَالِدَيْنِ.
– وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ.
– وَحُسْنِ الْجِوَارِ.
– وَالْإِحْسَانِ إِلَى: الْيَتَامَى، وَالْمَسَاكِينِ، وَابْنِ السَّبِيلِ.
– وَالرِّفْقِ بِالْمَمْلُوكِ.
310- وَيَنْهَوْنَ عَنْ:
– الْفَخْرِ، وَالْخُيَلَاءِ.
– وَالْبَغْيِ، وَالِاسْتِطَالَةِ عَلَى الْخَلْقِ بِحَقِّ أَوْ بِغَيْرِ حَقٍّ.
311- وَيَأْمُرُونَ: بِمَعَالِي الْأَخْلَاقِ.
312- وَيَنْهَوْنَ عَنْ: سِفْسَافِهَا.
313- وَكُلُّ مَا يَقُولُونَهُ أَوْ يَفْعَلُونَهُ مِنْ هَذَا أَوْ غَيْرِهِ؛ فَإِنَّمَا هُمْ فِيهِ مُتَّبِعُونَ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.
314- وَطَرِيقَتُهُمْ: هِيَ دِينُ الْإِسْلَامِ؛ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[من مزايا أهل السنة] :
315- لَكِنْ لَمَّا أَخْبَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّ أُمَّتَهُ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً؛ كُلُّهَا
فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً؛ وَهِيَ الْجَمَاعَةُ» .
316- وَفِي حَدِيثٍ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: «هُمْ مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» ؛
صَارَ الْمُتَمَسِّكُونَ بِالْإِسْلَامِ الْمَحْضِ الْخَالِصِ عَنْ الشَّوْبِ هُمْ «أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ» .
317- وَفِيهِمُ: الصِّدِّيقُونَ، وَالشُّهَدَاءُ، وَالصَّالِحُونَ.
318- وَمِنْهُمْ: أَعْلَامُ الْهُدَى، وَمَصَابِيحُ الدُّجَى.
أُولُوا الْمَنَاقِبِ الْمَأْثُورَةِ، وَالْفَضَائِلِ الْمَذْكُورَةِ.
319- وَفِيهِمُ: الْأَبْدَالُ.
320- وَمِنْهُمُ: الْأَئِمَّةُ؛ الَّذِينَ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى هِدَايَتِهِمْ وَدِرَايَتِهِمْ.
321- وَهُمُ الطَّائِفَةُ الْمَنْصُورَةُ، الَّذِينَ قَالَ فِيهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي
عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ؛ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ وَلَا مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» .
* * * *
[خاتمة]
فَنَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْهُمْ.
وَأَنْ لَا يَزِيغَ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا، وَيَهَبَ لَنَا مِنْ لَدُنْهُ رَحْمَةً؛ إِنَّهُ هُوَ الْوَهَّابُ.
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَوَاتُهُ وَسَلَامُهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَعَلَى سَائِرِ الْمُرْسَلِينَ وَالنَّبِيِّينَ،
وَآلِ كُلٍّ وَسَائِرِ الصَّالِحِينَ.
* * * *




خليجية



بـــووركــتــي غالــيتــي



التصنيفات
منتدى اسلامي

انشودةتمس العقيدة فالنحذر منها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
حياكم الله جميعًا

أغلبنا سمع نشيد (( سكنتم فؤادي ورب العباد ))
والكثير من طالبات المركز جعلنها النغمة الافتراضية في جوالاتهن
[ طبعًا قبل الـ كفاح ]

هذا النشيد منتشر ومنشده معروف أيضًا
إلا أن كلمات هذه الأنشودة تمس العقيدة

فقد سئل فضيلة الشيخ / عبدالرحمن السحيم
عن حكم انشودة سكنتم فؤادي ورب العباد
وكلمااتها
سلام سلام كمسك الختام
عليكم احبابنا ياكرام
ومن ذكرهم أنسنا في الظلام
ونورلنا بين هذا الانام
سكنتم فؤادي ورب العباد
وأنتم منائي وأقصى المراد
فهل تسعدوني بصفو الوداد
وهل تمنحوني شريف المقام
فلا تسقموني بطول الجفا
ومنوا بوصل ولو في المنام
أموت واحيا على حبكم
وذلي لديكم وعزي بكم
وراحات روحي رجا قربكم
وعزمي وقصدي اليكم دوام
فلا عشت ان كان قلبي سكن
الى البعد عن اهله والوطن
ومن حبهم في الحشا قد قطن
وخامر مني جميع العطام
اذا مر بالقلب ذكر الحبيب
ووادي العقيق وذاك الكثيب
يميل كميل القضيب الرطيب
ويهتز من شوقه والفرام
فأجاب ::

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته …
في هذه النشيدة معاني لا تجوز أن تُقال إلاّ في حق الله تعالى …
من مثل قول
( وذلي لديكم وعزّي بكم )
( وأنتم منائي وأقصى المراد ) !!
فإذا كانت هذه المعنى تمنح للبشر
فماذا بقي لله جل وتعالى إذا كان أحد البشر هو المنى وأقصى المراد ؟!

اللهم أصلح أحوالنا واحفظ علينا ديننا ..

الشيخ / عبد الرحمن السحيم

انتهى ..

فلنحذر منها ..
ولنبتعد عن سماعها .,’
فـعقيدتنا أغلى مانملك

منقول للأهمية

شوشوزين(سابفا)




جزاكى الله خيرا حبيبتى طيور الجنة

على المعلومة




خليجية



تسلمين ياعسل ومشكورة على التنبية والمعلومة



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

سؤال وجواب في العقيدة التوحيد الخالص عقيدة التوحيد

عقيدة أهل السنة والجماعة . سؤال وجواب في العقيدة . التوحيد الخالص . عقيدة التوحيد

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

س و ج فى العقيدة تدرس للطفل الروضة

اسال الله العظيم ان تنفعكم

1- من ربك ؟
• ربى الله الذى خلقنى وربانى .
2- من نبيك ؟
• نبى محمد صلى الله وعليه وسلم .
3- ما دينك ؟
• دينى الإسلام .
4- أين الله ؟
• الله فى السماء مستوى على عرشه .
5- لماذا خلقنا الله ؟
• خلقنا الله لنعبده .
6- ما هى العبادة ؟
• العبادة هى كل ما يحبه الله ويرضاه .
7- لماذا نحب ربنا ؟
• نحب ربنا لأنه صاحب الفضل أولا وأخرا .
8- ما هو التوحيد ؟
• التوحيد ان تجعل الله واحدا فى كل شىء .
9- ما هى كلمة التوحيد ؟
• كلمة التوحيد لا إله إلا الله .
10- ما معنى لا إله إلا الله ؟
• لا إله إلا الله أى لا معبود بحق إلا الله .
11- ما هى أقسام التوحيد ؟
• أقسام التوحيد ثلاثة :-
1) توحيد الربوبية .
2) توحيد الإ لوهيه.
3) توحيد الأسماء والصفات .
12- ما هو توحيد الربوبية ؟
• توحيد الربوبية هواعتقاد أن الله لا شريك له فى الخلق والرزق والتدبير .
13- ما هو توحيد الإلهية ؟
• توحيد الإلوهيه هواعتقاد أن الله لا شريك له فى العبادة .
14- ما هو توحيد الأسماء والصفات ؟
• توحيد الأسماء والصفات هو اعتقاد أن الله ليس كمثله شىء فى أسمائه وصفاته
15- هل نحب التوحيد ؟
• نعم نحب التوحيد ونكره الشرك .
16- ما هو الشرك ؟
• الشرك أن تعبد مع الله احدا .
17- ما جزاء من عبد الله وحده ؟
• من عبد الله وحده أدخله الله الجنة .
18- ما جزاء من أشرك بالله ؟
• من أشرك بالله عذبه الله فى النار .
19- ما هى مراتب الدين ؟
• مراتب الدين ثلاثة :-
1) الإسلام .
2) الإيمان .
3) الإحسان .
20- ما هى أركان الإسلام ؟
• أركان الإسلام خمسة :-
1) شهادة ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .
2) إقام الصلاة.
3) إيتاء الزكاة .
4) صوم رمضان .
5) حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا .
21- ما هو الإيمان ؟
• الإيمان قول واعتقاد وعمل ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .
22- ما هى أركان الإيمان ؟
• أركان الإيمان ستة :- الإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسوله ، واليوم الاخر ، والقدر خيره وشره .
23- ما هو الإحسان ؟
• الإحسان أن تعبد الله كانك تراه .
24- من هم الملائكة ؟
• الملائكة عباد مكرمون خلقهم الله من نور ليسوا إنائا ولا ذكورا .
25- من هو جبريل ؟
• جبريل سيد الملائكة وكله الله بالوحى إلى رسله .
26- من هو ميكائيل ؟
• ميكائيل ملك وكله الله بالمطر .
27- من هو إسرافيل ؟
• إسرافيل ملك وكله الله بالنفخ فى الصور .

28- من هو ملك الموت ؟
• ملك الموت ملك وكله الله بقبض الأرواح وليس اسمه عزرائيل .
29- هل هناك ملائكة اخرى ؟
• نعم هناك ملائكة اخرى لا يعلم عددهم إلا الله .
30- ما هى الكتب التى أنزلها الله ؟
• الكتب التى انزلها الله هى :- التوراة والإنجيل والزبور والقرءان وكتب أخرى لا يعلمها إلا الله .
31- ما هو القرءان ؟
• القرءان كلام الله ليس مخلوقا .
32- لماذا أنزل الله القرءان ؟
• انزل الله القرءان لنعمل بما فيه .
33- على من أنزل القرءان ؟
• أنزل القرءان على محمد صلى الله وعليه وسلم .
34- ما اسم النبى صلى الله وعليه وسلم ؟
• اسم النبى صلى الله وعليه وسلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ، وهاشم من قريش وقريش من العرب والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام .
35- لمن أرسل الله محمد صلى الله وعليه وسلم ؟
• ارسل الله محمد صلى الله وعليه وسلم لكل العالمين .
36- هل بعد محمد صلى الله وعليه وسلم نبى ؟
• لا ليس بعد محمد صلى الله وعليه وسلم نبى فهو خاتم الرسل .
37- ما جزاء من كذب النبى صلى الله وعليه وسلم ؟
• من كذب النبى صلى الله وعليه وسلم كفر .
38- ما جزاء من لم يؤمن بالنبى صلى الله وعليه وسلم ؟
• من لم يؤمن بالنبى صلى الله وعليه وسلم كفر .
39- لماذا نحب محمد صلى الله وعليه وسلم ؟
• نحب محمد صلى الله وعليه وسلم لأنه دلنا على الخير وحذرنا من الشر .
40- ما الدليل على حب النبى صلى الله وعليه وسلم ؟
• الدليل على حب النبى صلى الله وعليه وسلم أن نتبعه فى كل شىء .
41- هل مات النبى صلى الله وعليه وسلم ؟
• نعم مات النبى صلى الله وعليه وسلم وبقيت سنته .
42- هل يموت العباد ؟
• نعم يموت العباد والله حى لا يموت .

43- ماذا بعد الموت ؟
• بعد الموت حساب فى القبر .
44- من يحاسب العبد فى القبر ؟
• يحاسب العبد فى القبر ملكان منكر ونكير .
45- هل عذاب القبر حق ؟
• نعم عذاب القبر حق لمن عصى الله تبارك وتعالى .
46- ماذا بعد القبر ؟
• بعد القبر نبعث للحساب بين يدى الله .
47- متى نبعث للحساب ؟
• نبعث للحساب يوم القيامة .
48- متى يوم القيامة ؟
• يوم القيامة غيب لا يعلمه إلا الله .
49- كيف الحساب يوم القيامة ؟
• الحساب يوم القيامة بعرض الأعمال والميزان والمشى على الصراط .
50- ما هو الميزان ؟
• الميزان له كفتان توزن عليهما الأعمال .
51- كيف توزن الاعمال على الميزان ؟
• توزن الاعمال على الميزان بوضع الحسنات فى كفة والسيئات فى كفه .
52- ما جزاء من ثقلت حسناته ؟
• من ثقلت حسناته فهو فى الجنة .
53- ما جزاء من ثقلت سيئاته ؟
• من ثقلت سيئاته فهو فى النار .
54- ما هو الصراط ؟
• الصراط جسر على ظهر جهنم .
55- ما صفة الصراط ؟
• الصراط أدق من الشعر وأحد من السيف .
56- ماذا بعد المشى على الصراط ؟
• بعد المشى على الصراط الطائعون فى الجنة والعاصون فى النار .
57- ما هى الجنة ؟
• الجنة دار النعيم أعدها الله للطائعين .
58- ما هى النار ؟
• النار دار العذاب اعدها الله للعاصين .

59- ما أفضل نعيم اهل الجنة ؟
• أفضل نعيم اهل الجنة رؤية الله عز وجل .
60- هل نرى ربنا يوم القيامة ؟
• نعم يرى المؤمنون ربهم يوم القيامة .
61- هل شفاعة النبى صلى الله وعليه وسلم حق ؟
• نعم شفاعة النبى صلى الله وعليه وسلم حق .
62- هل نحب الصحابة ؟
• نعم نحب الصحابة جميعا ونبغض من يبغضهم .
63- لمن الخلافة بعد رسول الله صلى الله وعليه وسلم ؟
• الخلافة بعد رسول الله صلى الله وعليه وسلم لأبى بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم على بن أبى طالب رضى الله عنهم .
64- من نتبع ؟
• نتبع الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح .
65- هل يجوز الخروج على ولى الأمر ؟
• لا يجوز الخروج على ولى الأمر وإن كان ظالما .




يعطيكي العافيه



جزاك الله كل خير



وياكم اخواتي

اسعدني مروركم العطر




خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

كلمات والفاظ تخالف العقيدة

السلام عليكم
كلمات وألفاظ نقع فيها بدون علم مثل:

1- رزق الهبل على المجانين!! :

فالرزق هو لله وحدة وليس أحد يملك لنفسه ولا لغيره رزقاً ولا نفعاً وموتاً ولا نشوراً، قال الله في كتابه العزيز:{ إنَّ اْللهَ هُوَ الرَّزَّاقٌ ذُو القُوَّةِ المَتيِنُ }(الداريات:5( ، فالرزق بيد الله سبحانه وتعالى يقسمه لحكمة لا يعلمها إلا هو.

2- لا بيرحم ولا بيخلى رحمة ربنا تنزل !! :

كلمة لا ينبغي لنا أن نقولها على الإطلاق… فالله تعالى لا يؤده شئ ولا ينازعه في سلطانه منازع

قال الله جل و علا: { مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ

الْحَكِيمُ }(فاطر-2)

فمن هذا المخلوق الذي يستطيع إن يمنع رحمة الله ، فهذا القول لا يجوز

3- ثور الله في برسيمه!! :

كلمة عجيبة، هل هناك ثور لله !! وثيران أخرى للناس !!، و حيث ثور الله يرمز له الغباء والبلاهة من دون الثيران الأخرى ؟!! كلام غريب.. غير انه سوء أدب مع الله تعالى.. قال تعالى: { مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً } (نوح-13).

4- إنا عبد المأمور !! :

هذه كلمة خاطئة لأننا كلنا عبيد لله الواحد الأحد القهار، هي توحي أن قائلها ليس عليه أي ذنب إذا أمره رئيسه بفعل ما يغضب الله ، و الحقيقة غير ذلك ، فكل إنسان مسئول عن أفعاله مسئولية كاملة ، فعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: " على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة " مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

5- يا مستعجل عطلك الله !! :

وطبعا الغلط واضحا فالله جل شأنه لا يعطل أحدا. ولكن العجلة ( الاستعجال) هي خطأ لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ( التأني من الله والعجلة من الشيطان.. ) الحديث رواه أبو يعلى و رجاله رجال الصحيح/أنظر صحيح الترغيب و الترهيب للألباني المجلد الثاني (برقم-1572).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ

ما بلغت فيكتب الله له بها سخطه إلى يوم القيامة). رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه وروى الترمذي والحاكم المرفوع منه وصححاه/ وأنظر صحيح الترغيب و الترهيب للألباني المجلد الثاني (برقم-2247).

6البقيه في حيــــــــــــا تك

ما هذه البقية ؟ لا حول ولا قوه إلا بالله هل يموت إنسان قبل انقضاااااء عمره بحيث تكون البقية يرثها أحد أوليائه

، سبحان الله هذا بهتان عظيم . لن يموت إنسان قبل أن يستكمل آخر لحظه في عمره

قال تعالى )(فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ))

7- )لاحول الله ) :

وهنا يريد الاختصار .. ولكن المعنى نفي أن يكون لله حول أو قوة.. فالأفضل أن يقول (لا حول ولا قوة إلا بالله)

8- الباقي على الله

هذه الكلمة دائما ما تتردد على لسان الأطباء ومن أنجز عملا.. وهي مذمومة شرعا ….

والواجب علينا التأدب مع الله.. والأحرى أن يقال : أديت ماعلي والتوفيق من الله

9- شاء القدر

:لأن القدر أمر معنوي والله هو الذي يشاء) سبحانه) ..

10- فلان شكله غلط

وهو من أعظم الأغلاط الجارية على ألسنة الناس …..لأن فيه تسخط من خلق الله وسخرية به .. قال تعالى ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )

11- ))الله يلعن السنه , اليوم , الساعة اللي شفتك فيها ))

اللعن (( الطرد من رحمة الله )) وهذي من مشيئته

وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :: قال الله تعالى (( يؤذيني ابن آدم , يسب الدهر , وأنا الدهر , أقلب الليل والنهار )) وفي رواية أُخرى.. لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر ..

12- زرع شيطاني أو طالع شيطاني

هذا قول خاطئ ، فإن الشيطان ، عليه لعنة الله ، لا زرع له ولا خلق له ، قال تعالى ( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه )

والصواب نقول زرع رباني أو نبت رباني ….

13- امســـك الخـــشب ))

))خمســـه في عينك )) (( خمسه وخميســـــه ))

امسك الخشب ومثل هذه الأقوال لن تدفع حسدا ولن تغير من قدر الله شيئا ، بل هو من الشــــرك . ولا بأس من التحرز من العين والخوف مما قد تسببه من الأذى فإن العين

حق ولها تأثير ولكن لا تأثير لها إلا بأذن الله

والتحرز من العين يكون بالرقية

وكانت رقيه النبي صلى الله عليه وسلم (( اللهم رب الناس ، مذهب البأس ، اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت شفاء لا يغادر سقما ))

والذي يجب عنــــد الخوف من العين قوله تعالى (( مـــا شــــاء الله لا قوه إلا بالله ))

فـــــإن كان يعتقد أن الخشب بذاته أو الخمسة

وخميسه تدفع الضر من دون الله أو مع الله فهو شــــرك أكبــــر وإن كان يعتقد أنها سبب والله هو النافع الضار فهذا كذب على الشرع والقدر وهو ذريع للشرك فهو شرك اصغر

وغير ذلك الكثير الكثير، فالحذر الحذر أيها المسلمون يرحمكم الله.

منقول




وعليــكم السلام ورحمة الله وبركاتــــه ..

للاسف هذه العبارات منتشرة والكل يتداولها

شكرا علي التنبيه

بارك الله فيـــكِ أختي ..

وجزاكِ جنة الفردوس ..

::




بــاركــ اللهــ فيكي ياا الغالية



التصنيفات
منوعات

العقيدة الواسطية من ام شعيب السلفية

السّلام عليكم و رحمة الله ..
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الحمد لله نحمدُه و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيّئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك
و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله .

فهذه أصول أهل السنّة و الجماعة الّتي غفل ( أو تغافل ) عنها الكثيرون نضعها بين أيديكم
لنكون على بصيرة من ديننا و هذه الأصول قام شيخ الإسلام العلامة ابن تيمية رحمه الله تعالى
بسردها في رسالته المشهورة و المعروفة بالعقيدة الواسطيّة ،
و قد عقد له الأشاعرةُ المحاكمةَ الكبرى بسبب تأليفها !، وأَوَّلُ ما وُجِّه إليه من الاتهامات هو: أنه قال
في أولها: «فهذا اعتقادُ الفِرقة الناجية»، ووجدوا ما قرره -رحمه الله- مخالِفًا لما تقرر لديهم من
أنّ الفِرقةَ الناجية هي الأشاعرة والماتُورِيديَّة.
وكان من جوابه -رحمه الله- لهم: أنه أحضر أكثر من خمسين كتابًا من كُتُب المذاهب الأربعة،
وأهلِ الحديث، والصوفية، والمُتَكَلِّمين، كلُّها توافق ما في «الواسطية»، وبعضُها ينقل إجماع السلف
على مضمون تلك العقيدة، وقد تحدّى الشيخُ مُحَاكِمِيه قائلاً: «قد أمهلتُ كلَّ مَن خالفني في شيءٍ منها
لثلاثِ سنين؛ فإذا جاء بحرفٍ واحدٍ عن أحدٍ من القرون الثلاثة يخالف ما ذكرتُ، فأنا راجعٌ عنه».
قال -رحمه الله-: «ولم يستطع المتنازعون مع طول تفتيشهم كُتُبَ البلد وخزائنه أنْ يُخرِجوا ما يناقض
ذلك عن أحدٍ من أئمة الإسلام وسلفِه».

و مع نصّ الرسالة المباركة بإذن الله تعالى :

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
[مقدمة المصنف] :
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ؛ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا.
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ إِقْرَارًا بِهِ وَتَوْحِيدًا.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا مَزِيدًا.
الْمَسْأَلَةُ الْوَاسِطِيَّةُ فِي الْعَقِيدَةِ
اعْتِقَادُ الْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ الْمَنْصُورَةِ إلَى قِيَامِ السَّاعَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
[أصول الإيمان وأركانه الست] :
1- الْإِيمَانُ بِاَللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْإِيمَانِ بِالْقَدَرِ؛ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ.
* * * *
[الباب الأول:
الإيمان بالله تعالى

ويشتمل على خمسة فصول:
الفصل الأول: القواعد الأساسية في الإيمان بصفات الله.
الفصل الثاني: الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه.
الفصل الثالث: الإيمان بما وصف به الرسول صلى الله عليه وسلم ربه.
الفصل الرابع: وسطية أهل السنة والجماعة بين فرق الأمة.
الفصل الخامس: يدخل في الإيمان بالله: أنه سبحانه فوق سماواته، عال على عرشه.
الفصل السادس: يدخل في الإيمان بالله: أنه قريب من خلقه.]
* * * *
[الفصل الأول:
القواعد الأساسية في الإيمان بأسماء الله وصفاته]
2- وَمِنَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ:
– الْإِيمَانُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ.
– وَبِمَا وَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[الابتعاد عن التحريف والتعطيل والتكييف والتمثيل] :
مِنْ غَيْرِ: تَحْرِيفٍ وَلَا تَعْطِيلٍ، وَمِنْ غَيْرِ: تَكْيِيفٍ وَلَا تَمْثِيلٍ.
3- بَلْ يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] .
4- فَلَا يَنْفُونَ عَنْهُ: مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ.
5- وَلَا يُحَرِّفُونَ: الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ.
[الإلحاد في أسماء الله وآياته] :
6- وَلَا يُلْحِدُونَ فِي: أَسْمَاءِ اللَّهِ، وَآيَاتِهِ.
7- وَلَا يُمَثِّلُونَ: صِفَاتِهِ بِصِفَاتِ خَلْقِهِ.
[لا يقاس الله بخلقه] :
8- لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ؛ لَا سَمِيَّ لَهُ، وَلَا كُفُوَ لَهُ، وَلَا نِدَّ لَهُ، وَلَا يُقَاسُ بِخَلْقِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
9- فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ؛ أَعْلَمُ بِنَفْسِهِ وَبِغَيْرِهِ، وَأَصْدَقُ قِيلًا، وَأَحْسَنُ حَدِيثًا مِنْ خَلْقِهِ.
10- ثُمَّ رُسُلُهُ صَادِقُونَ مُصَدَّقُونَ؛ بِخِلَافِ الَّذِينَ يَقُولُونَ عَلَيْهِ مَا لَا يَعْلَمُونَ.
11- وَلِهَذَا قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {سُبْحَانَ رَبِّك رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصْفُونَ • وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ •
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الصافات: 180 – 182] .
12- فَسَبَّحَ نَفْسَهُ عَمَّا وَصَفَهُ بِهِ الْمُخَالِفُونَ لِلرُّسُلِ، وَسَلَّمَ عَلَى الْمُرْسَلِينَ لِسَلَامَةِ مَا قَالُوهُ
مِنَ النَّقْصِ وَالْعَيْبِ.
13- وَهُوَ سُبْحَانَهُ قَدْ جَمَعَ فِيمَا وَصَفَ وَسَمَّى بِهِ نَفْسَهُ بَيْنَ: النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ.
14- فَلَا عُدُولَ لِأَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ عَمَّا جَاءَتْ بِهِ الْمُرْسَلُونَ.
15- فَإِنَّهُ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، صِرَاطُ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ، وَالصِّدِّيقِينَ،
وَالشُّهَدَاءِ، وَالصَّالِحِينَ.
* * * *
[الفصل الثاني:
الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه]
• وَقَدْ دَخَلَ فِي هَذِهِ الْجُمْلَةِ:
[سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن] :
16- مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي «سُورَةِ الْإِخْلَاصِ» الَّتِي تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ.
17- حَيْثُ يَقُولُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ • اللَّهُ الصَّمَدُ • لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ • وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}
[الإخلاص: 1 – 4] .
* * * *
[آية الكرسي أعظم آية في كتاب الله] :
18- وَمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي أَعْظَمِ آيَةٍ فِي كِتَابِهِ.
19- حَيْثُ يَقُولُ: {اللَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ
وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ
مِّنْ عِلْمِهِ إلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ} – أَيْ: لَا يُكْرِثُهُ وَلَا يُثْقِلُهُ –
{حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255] .
20- وَلِهَذَا كَانَ مَنْ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ فِي لَيْلَةٍ؛ لَمْ يَزَلْ عَلَيْهِ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبُهُ شَيْطَانٌ حَتَّى يُصْبِحَ.
* * * *
[صفة الحياة] :
21- وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} [الفرقان: 58] .
* * * *
[صفة العلم] :
22- وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد: 3] .
23- وَقَوْلُهُ سُبْحَانَه: {الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [التحريم: 3] .
24-: {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا} [سبأ: 2] .
25-: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إلَّا يَعْلَمُهَا
وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [الأنعام: 59] .
26-: {وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ} [فاطر: 11] .
27- وَقَوْلُهُ: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}
[الطلاق: 12] .
* * * *
[صفة القوة] :
28- وَقَوْلُهُ: {إنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: 58] .
* * * *
[صفة السمع وصفة البصر] :
29- وَقَوْلُهُ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] .
30-: {إنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 58] .
* * * *
[صفة الإرادة] :
31- وَقَوْلُهُ: {وَلَوْلَا إذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ} [الكهف: 39] .
32- وَقَوْلُهُ: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا
فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} [البقرة: 253] .
33- وَقَوْلُهُ: {أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ
مَا يُرِيدُ} [المائدة: 1] .
34- وَقَوْلُهُ: {فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا
حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} [الأنعام: 125] .
* * * *
[صفة المحبة] :
35- وَقَوْلُهُ: {وَأَحْسِنُوا إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195] .
36-: {وَأَقْسِطُوا إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الحجرات: 9] .
37-: {فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 7] .
38-: {إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222] .
39-: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54] .
40-: {إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4] .
41-: {قُلْ إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران: 31] .
* * * *
[صفة الرضى] :
42- وَقَوْلُهُ: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [البينة: 8] .
* * * *
[صفة الرحمة] :
43- وَقَوْلُهُ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [النمل: 30] .
44-: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا} [غافر: 7] .
45-: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب: 43] .
46-: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام: 54] .
47-: {وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [يونس: 107] .
48-: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 64] .
* * * *
[صفات: الغضب والسخط والكراهية والبغض] :
49- وَقَوْلُهُ: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ}
[النساء: 93] .
50- وَقَوْلُهُ: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ} [محمد: 28] .
51- وَقَوْلُهُ: {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [الزخرف: 55] .
52- وَقَوْلُهُ: {وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ} [التوبة: 46] .
53- وَقَوْلُهُ: {كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 3] .
* * * *
[صفتي: المجيء والإتيان] :
54- وَقَوْلُهُ: {هَلْ يَنظُرُونَ إلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ}
[البقرة: 210] .
55-: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ
آيَاتِ رَبِّكَ} [الأنعام: 158] .
56-: {كَلَّا إذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا • وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر: 21 – 22] .
57-: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا} [الفرقان: 25] .
* * * *
[صفة الوجه لله سبحانه] :
58- وَقَوْلُهُ: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 27] .
59-: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88] .
* * * *
[إثبات اليدين لله تعالى] :
60- وَقَوْلُهُ: {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75] .
61-: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ
يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} [المائدة: 64] .
* * * *
[إثبات العينين لله تعالى] :
62- وَقَوْلُهُ: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} [الطور: 48] .
63-: {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ • تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ} [القمر: 13 – 14] .
64-: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: 39] .
* * * *
[صفتي السمع والبصر لله تعالى] :
65- وَقَوْلُهُ: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا
إنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [المجادلة: 1] .
66-: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا} [آل عمران: 181] .
67-: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} [الزخرف: 80] .
68-: {إنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46] .
69-: {أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} [العلق: 14] .
70-: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ • وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} [الشعراء: 218 – 219] .
71-: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 105] .
* * * *
[صفات المكر والكيد والمِحال لله تعالى على ما يليق بجلاله] :
72- وَقَوْلُهُ: {شَدِيدُ الْمِحَالِ} [الرعد: 13] .
73- وَقَوْلُهُ: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ} [آل عمران: 54] .
74- وَقَوْلُهُ: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [النمل: 50] .
75- وَقَوْلُهُ: {إنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا • وَأَكِيدُ كَيْدًا} [الطارق: 15 – 16] .
* * * *
[صفات العفو والمغفرة والرحمة والعزة والقدرة] :
76- وَقَوْلُهُ: {إِن تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا}
[النساء: 149] .
77-: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور: 22] .
78- وَقَوْلُهُ: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: 8] .
79- وَقَوْلُهُ عَنْ إبْلِيسَ: {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [ص: 82] .
* * * *
[إثبات الاسم لله] :
80- وَقَوْلُهُ: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 78] .
81- وَقَوْلُهُ: {فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65] .
* * * *
[آيات الصفات المنفية في تنزيه الله ونفي المثل عنه] :
82- {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 4] .
83-: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 22] .
84-: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} [البقرة: 165] .
85-: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ
وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} [الإسراء: 111] .
86-: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التغابن: 1] .
87-: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا • الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان: 1 – 2] .
88-: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ
سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ • عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [المؤمنون: 91 – 92] .
89-: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 74] .
90-: {قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ
مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33] .
* * * *
[استواء الله على عرشه] :
91- وَقَوْلُهُ: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] .
92-: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فِي سِتَّةِ مَوَاضِعَ: [الأعراف: 54] [يونس: 3] [الرعد: 2] [الفرقان: 59] [السجدة: 4] [الحديد: 4] .
* * * *
[إثبات علو الله على مخلوقاته] :
93-: {يَا عِيسَى إنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إلَيَّ} [آل عمران: 55] .
94-: {بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إلَيْهِ} [النساء: 158] .
95-: {إلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10] .
96-: {يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ • أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إلَى إِلَهِ مُوسَى
وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا} [غافر: 36 – 37] .
97-: {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ • أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ
أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} [الملك: 16 – 17] .
* * * *
[إثبات معية الله لخلقه] :
98- وَقَوْلُهُ: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ
فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ
بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد: 4] .
99-: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ
وَلَا أَكْثَرَ إلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
[المجادلة: 7] .
100-: {لَا تَحْزَنْ إنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40] .
101-: {إنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46] .
102-: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} [النحل: 128] .
103-: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46] .
104-: {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 249] .
* * * *
[إثبات الكلام لله تعالى] :
105- وَقَوْلُهُ: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} [النساء: 87] .
106-: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} [النساء: 122] .
107-: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ} [المائدة: 116] .
108-: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} [الأنعام: 115] .
109-: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164] .
110-: {مِنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ} [البقرة: 253] .
111-: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} [الأعراف: 143] .
* * * *
112-: {وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} [مريم: 52] .
113-: {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الشعراء: 10] .
114-: {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ} [الأعراف: 22] .
115-: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} [القصص: 62] .
116-: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ} [القصص: 65] .
* * * *
117-: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة: 6] .
118-: {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}
[البقرة: 75] .
119-: {يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا} [الفتح: 15] .
120-: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} [الكهف: 27] .
121-: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} [النمل: 76] .
* * * *
[إثبات أن القرآن مُنَزَّل من الله تعالى] :
122-: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} [الأنعام: 155] .
123-: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر: 21] .
124-: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ •
قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ •
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ}
[النحل: 101 – 103] .
* * * *
[إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة] :
125- وَقَوْلُهُ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ • إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22 – 23] .
126-: {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ} [المطففين: 24] .
127-: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] .
128-: {لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: 35] .
129- وَهَذَا الْبَابُ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى كَثِيرٌ.
130- وَمَنْ تَدَبَّرَ الْقُرْآنَ طَالِبًا لِلْهُدَى مِنْهُ؛ تَبَيَّنَ لَهُ طَرِيقُ الْحَقِّ.
* * * *

الفصل الثالث : …

[الفصل الثالث:
الإيمان بما وصف به الرسول صلى الله عليه وسلم ربه]
• ثُمَّ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
131- تُفَسِّرُ الْقُرْآنَ، وَتُبَيِّنُهُ، وَتَدُلُّ عَلَيْهِ، وَتُعَبِّرُ عَنْهُ.
132- وَمَا وَصَفَ الرَّسُولُ بِهِ رَبَّهُ، مِنَ الْأَحَادِيثِ الصِّحَاحِ الَّتِي تَلَقَّاهَا أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ بِالْقَبُولِ؛
وَجَبَ الْإِيمَانُ بِهَا كَذَلِكَ.
* * * *
[أحاديث الصفات] :
[1- في إثبات نزول الله إلى السماء الدنيا] :
133- مِثْلُ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَنْزِلُ رَبُّنَا إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ
الْآخِرِ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ» .
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
* * * *
[2- في إثبات الفرح لله عز وجل] :
134- وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ، مِنْ أَحَدِكُمْ بِرَاحِلَتِهِ … »
الْحَدِيثَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
[3- في إثبات الضحك] :
135- وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَضْحَكُ اللَّهُ إلَى رَجُلَيْنِ؛ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ؛ كِلَاهُمَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ» .
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
* * * *
[4- في إثبات العجب وصفات أخرى] :
136- وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ وَقُرْبِ غِيَرِهِ؛ يَنْظُرُ إلَيْكُمْ أَزِلِينَ
قَنِطِينَ، فَيَظَلُّ يَضْحَكُ؛ يَعْلَمُ أَنَّ فَرَجَكُمْ قَرِيبٌ» . حَدِيثٌ حَسَنٌ.
* * * *
[5- في إثبات الرجل أو القدم] :
137- وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ يُلْقَى فِيهَا، وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؛ حَتَّى يَضَعَ رَبُّ
الْعِزَّةِ فِيهَا – وَفِي رِوَايَةٍ: عَلَيْهَا – قَدَمَهُ فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إلَى بَعْضٍ؛ وَتَقُولُ: قَط قَط» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
* * * *
[6- في إثبات الكلام والصوت] :
138- وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: يَا آدَمَ! فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ. فَيُنَادِي بِصَوْتِ:
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُخْرِجَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إِلَى النَّارِ..» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
* * * *
139- وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حَاجِبٌ
وَلَا تُرْجُمَانٌ» .
* * * *
[7- في إثبات العلو لله وصفات أخرى] :
140- وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رُقْيَةِ الْمَرِيضِ: «رَبُّنَا اللَّهُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ! تَقَدَّسَ اسْمُكَ،
أَمْرُك فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ؛ كَمَا رَحْمَتُكَ فِي السَّمَاءِ؛ اجْعَلْ رَحْمَتَكَ فِي الْأَرْضِ، اغْفِرْ لَنَا حُوْبَنَا
وَخَطَايَانَا، أَنْتَ رَبُّ الطَّيِّبِينَ، أَنْزِلْ رَحْمَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَشِفَاءً مِنْ شِفَائِكَ عَلَى هَذَا الْوَجَعِ» .
رَوَاهُ «أَبُو دَاوُد» .
* * * *
[8- في إثبات العلو أيضًا] :
141- وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا تَأْمَنُونِي وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ» . رَوَاهُ «الْبُخَارِيُّ»
وَغَيْرُهُ.
* * * *
[9- في إثبات العلو أيضًا] :
142- وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالْعَرْشُ فَوْقَ ذَلِكَ، وَاللَّهُ فَوْقَ الْعَرْشِ وَهُوَ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ»
. رَوَاهُ «أَبُو دَاوُد» «وَالتِّرْمِذِيُّ» وَغَيْرُهُمَا.
[10- في إثبات العلو أيضًا] :
143- وَقَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِلْجَارِيَةِ: «أَيْنَ اللَّهُ؟» .
قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ.
قَالَ: «مَنْ أَنَا؟» .
قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ.
قَالَ: «أَعْتِقْهَا؛ فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ» . رَوَاهُ «مُسْلِمٌ» .
* * * *
[11- في إثبات المعية] :
144- وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الْإِيمَانِ: أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ مَعَكَ حَيْثُمَا كُنْتَ» .
حَدِيثٌ حَسَنٌ.
* * * *
[12- في إثبات كون الله قِبَلَ وجه المصلي] :
145- وَقَوْلُهُ: «إذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ؛ فَلَا يَبْصُقَنَّ قِبَلَ وَجْهِهِ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِِ،
وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
[13- في إثبات العلو وصفات أخرى] :
146- وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ! رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ! رَبَّنَا
وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ! فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى! مُنَزِّلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ! أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ
أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا. اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ؛ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ؛ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ؛
فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ؛ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ، وَأَغْنِنِي مِنْ الْفَقْرِ» .
رَوَاهُ «مُسْلِمٌ» .
* * * *
[14- في إثبات قرب الله تعالى] :
147- وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَفَعَ أَصْحَابُهُ أَصْوَاتَهُمْ بِالذِّكْرِ: «أَيُّهَا النَّاسُ! ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ؛
فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا؛ إِنَّمَا تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا؛ إنَّ الَّذِي تَدْعُونَهُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ
رَاحِلَتِهِ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
* * * *
[15- إثبات رؤية المؤمنين لربهم] :
148- وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ؛ كَمَا تَرَوْنَ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَا تُضَامُّونَ
فِي رُؤْيَتِهِ؛ فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَصَلَاةٍ قَبْلَ غُرُوبِهَا؛ فَافْعَلُوا» .
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
* * * *
149- إلَى أَمْثَالِ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ الَّتِي يُخْبِرُ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ عَنْ رَبِّهِ؛ بِمَا يُخْبِرُ بِهِ.
150- فَإِنَّ الْفِرْقَةَ النَّاجِيَةَ أَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ يُؤْمِنُونَ بِذَلِكَ.
كَمَا يُؤْمِنُونَ بِمَا أَخْبَرَ اللَّهُ بِهِ فِي كِتَابِهِ، مِنْ غَيْرِ: تَحْرِيفٍ وَلَا تَعْطِيلٍ، وَمِنْ غَيْرِ: تَكْيِيفٍ وَلَا تَمْثِيلٍ.
* * * *
[الفصل الرابع:
وسطية أهل السنة والجماعة بين فرق الأمة]
151- بَلْ هُمُ الْوَسَطُ فِي فِرَقِ الْأُمَّةِ؛ كَمَا أَنَّ الْأُمَّةَ هِيَ الْوَسَطُ فِي الْأُمَمِ.
[الأصل الأول: باب الأسماء والصفات] :
152- فَهُمْ وَسَطٌ فِي: بَابِ صِفَاتِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
بَيْنَ أَهْلِ التَّعْطِيلِ «الْجَهْمِيَّةِ» ، وَبَيْنَ أَهْلِ التَّمْثِيلِ «الْمُشَبِّهَةِ» .
[الأصل الثاني: أفعال الله] :
153- وَهُمْ وَسَطٌ فِي: بَابِ أَفْعَالِ اللَّهِ تَعَالَى.
بَيْنَ «الْقَدَرِيَّةِ» ، «وَالْجَبْرِيَّةِ» .
[الأصل الثالث: الوعيد] :
154- وَفِي: بَابِ وَعِيدِ اللَّهِ.
بَيْنَ «الْمُرْجِئَةِ» ، وَبَيْنَ «الْوَعِيدِيَّةِ» مِنَ «الْقَدَرِيَّةِ» وَغَيْرِهِمْ.
[الأصل الرابع: أسماء الإيمان والدين] :
155- وَفِي: بَابِ الْإِيمَانِ وَالدِّينِ.
بَيْنَ «الْحَرُورِيَّةِ» «وَالْمُعْتَزِلَةِ» ، وَبَيْنَ «الْمُرْجِئَةِ» «وَالْجَهْمِيَّةِ» .
[الأصل الخامس: في الصحابة رضي الله عنهم] :
156- وَفِي: أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
بَيْنَ «الرَّوَافِضِ» ، وَبَيْنَ «الْخَوَارِجِ» .
* * * *

[الفصل الخامس:
يدخل في الإيمان بالله: أنه سبحانه فوق سماواتِه، علي على عرشه]
• وَقَدْ دَخَلَ فِيمَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ الْإِيمَانِ بِاَللَّهِ:
157- الْإِيمَانُ بِمَا أَخْبَرَ اللَّهُ بِهِ فِي كِتَابِهِ، وَتَوَاتَرَ عَنْ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَأَجْمَعَ عَلَيْهِ سَلَفُ الْأُمَّةِ:
– مِنْ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ فَوْقَ سَمَاوَاتِهِ عَلَى عَرْشِهِ، عَلِيٌّ عَلَى خَلْقِهِ.
– وَهُوَ سُبْحَانَهُ مَعَهُمْ أَيْنَمَا كَانُوا؛ يَعْلَمُ مَا هُمْ عَامِلُونَ.
158- كَمَا جَمَعَ بَيْنَ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى
عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ
أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد: 4] .
159- وَلَيْسَ مَعْنَى قَوْلِهِ: {وَهُوَ مَعَكُمْ} أَنَّهُ مُخْتَلِطٌ بِالْخَلْقِ.
– فَإِنَّ هَذَا لَا تُوجِبُهُ اللُّغَةُ.
– وَهُوَ خِلَافُ مَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ سَلَفُ الْأُمَّةِ.
– وَخِلَافُ مَا فَطَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْخَلْقَ.
160- بَلْ «الْقَمَرُ» آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، مِنْ أَصْغَرِ مَخْلُوقَاتِهِ، هُوَ مَوْضُوعٌ فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ مَعَ الْمُسَافِرِ،
وَغَيْرِ الْمُسَافِرِ أَيْنَمَا كَانَ.
* * * *
161- وَهُوَ سُبْحَانَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ، رَقِيبٌ عَلَى خَلْقِهِ، مُهَيْمِنٌ عَلَيْهِمْ مُطَّلِعٌ إلَيْهِمْ؛ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ
مِنْ مَعَانِي رُبُوبِيَّتِهِ.
162- وَكُلُّ هَذَا الْكَلَامِ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ؛ مِنْ: أَنَّهُ فَوْقَ الْعَرْشِ، وَأَنَّهُ مَعَنَا؛ حَقٌّ عَلَى حَقِيقَتِهِ،
لَا يَحْتَاجُ إلَى تَحْرِيفٍ، وَلَكِنْ يُصَانُ عَنِ الظُّنُونِ الْكَاذِبَةِ.
[الفصل السادس:
يدخل في الإيمان بالله: أنَّه قريب من خلقه]
• وَقَدْ دَخَلَ فِي ذَلِكَ:
163- الْإِيمَانُ بِأَنَّهُ قَرِيبٌ مِنْ خَلْقِهِ.
164- كَمَا قالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذَا دَعَانِ
فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186] .
165- وَقالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَهُ، أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ رَاحِلَتِهِ» .
166- وَمَا ذُكِرَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، مِنْ قُرْبِهِ وَمَعِيَّتِه، لَا يُنَافِي مَا نَذْكُرُ مِنْ عُلُوِّهِ وَفَوْقِيَّتِهِ؛
فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فِي جَمِيعِ نُعُوتِهِ، وَهُوَ عَلِيٌّ فِي دُنُوِّهِ، قَرِيبٌ فِي عُلُوِّهِ.
* * * *
[الباب الثاني:
من الإيمان بالله وكتبه ورسله

ويشتمل على فصلين:
الفصل الأول: الإيمان بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق.
الفصل الثاني: الإيمان بأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة.]
[الفصل الأول:
الإيمان بأن القرآن كلام الله منزَّل غير مخلوق]
• وَمِنَ الْإِيمَانِ بِهِ وَبِكُتُبِهِ:
167- الْإِيمَانُ بِأَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ، مُنَزَّلٌ، غَيْرُ مَخْلُوقٍ.
168- مِنْهُ بَدَأَ، وَإِلَيْهِ يَعُودُ.
169- وَأَنَّ اللَّهَ تَكَلَّمَ بِهِ حَقِيقَةً.
170- وَأَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هُوَ كَلَامُ اللَّهِ حَقِيقَةً،
لَا كَلَامُ غَيْرِهِ.
171- وَلَا يَجُوزُ إطْلَاقُ الْقَوْلِ: بِأَنَّهُ حِكَايَةٌ عَنْ كَلَامِ اللَّهِ أَوْ عِبَارَةٌ عَنْهُ.
172- بَلْ إذَا قَرَأَهُ النَّاسُ أَوْ كَتَبُوهُ فِي الْمَصَاحِفِ؛ لَمْ يَخْرُجْ بِذَلِكَ عَنْ أَنْ يَكُونَ كَلَامَ اللَّهِ حَقِيقَةً؛
فَإِنَّ الْكَلَامَ إنَّمَا يُضَافُ حَقِيقَةً إلَى مَنْ قَالَهُ مُبْتَدِئًا، لَا إِلَى مَنْ قَالَهُ مُبَلِّغًا مُؤَدِّيًا.
173- وَهُوَ كَلَامُ اللَّهِ؛ حُرُوفَهُ وَمَعَانِيهِ؛ لَيْسَ كَلَامُ اللَّهِ الْحُرُوفَ دُونَ الْمَعَانِي، وَلَا الْمَعَانِيَ دُونَ الْحُرُوفِ.

* * * *
[الفصل الثاني:
الإيمان بأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة]
• وَقَدْ دَخَلَ أَيْضًا فِيمَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ الْإِيمَانِ بِهِ وَبِكُتُبِهِ وَبِرُسُلِهِ:
174- الْإِيمَانُ بِأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَرَوْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَيَانًا بِأَبْصَارِهِمْ.
كَمَا يَرَوْنَ الشَّمْسَ صَحْوًا لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ.
وَكَمَا يَرَوْنَ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، لَا يُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ.
175- يَرَوْنَهُ سُبْحَانَهُ وَهُمْ فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ.
176- ثُمَّ يَرَوْنَهُ بَعْدَ دُخُولِ الْجَنَّةِ كَمَا يَشَاءُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
* * * *
[الباب الثالث:
الإيمان باليوم الآخر

ويشتمل على فصلين:
الفصل الأول: الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت.
الفصل الثاني: القيامة الكبرى وأهوالها.]
الإيمان بِكُلِّ ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مِمَّا يكون بَعْد المَوت]
• وَمِنَ الْإِيمَانِ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ:
177- الْإِيمَانُ بِكُلِّ مَا أَخْبَرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَكُونُ بَعْدَ الْمَوْتِ:
178- فَيُؤْمِنُونَ:
[1- فتنة القبر] :
– «بفِتْنَةِ الْقَبْرِ» .
[2- عذاب القبر ونعيمه] :
– «وَبِعَذَابِ الْقَبْرِ وَبِنَعِيمِهِ» .
179- فَأَمَّا «الْفِتْنَةُ» : فَإِنَّ النَّاسَ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ.
فَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: مَنْ رَبُّك؟
وَمَا دِينُك؟
وَمَنْ نَبِيُّك؟
فَـ {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [إبراهيم: 27] .
– فَيَقُولُ «الْمُؤْمِنُ» : اللَّهُ رَبِّي، وَالْإِسْلَامُ دِينِي، وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيِّي.
– وَأَمَّا «الْمُرْتَابُ» فَيَقُولُ: آه آه! لَا أَدْرِي؛ سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ.
فَيُضْرَبُ بِمَرْزَبَّةِ مِنْ حَدِيدٍ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الْإِنْسَانُ،
وَلَوْ سَمِعَهَا الْإِنْسَانُ؛ لَصُعِقَ.
* * * *
[الفصل الثاني:
القيامة الكبرى وأهوالها]
180- ثُمَّ بَعْدَ هَذِهِ الْفِتْنَةِ: إِمَّا نَعِيمٌ، وَإِمَّا عَذَابٌ، إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ الْكُبْرَى.
[1- إعادة الأرواح إلى الأجساد] :
181- فَتُعَادُ «الْأَرْوَاحُ إِلَى الْأَجْسَادِ» .
182- فَتَقُومُ الْقِيَامَةُ الَّتِي أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا فِي كِتَابِهِ، عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَأَجْمَعَ عَلَيْهَا الْمُسْلِمُونَ.
[2- قيام الناس من قبورهم] :
183- «فَيَقُومُ النَّاسُ مِنْ قُبُورِهِمْ» لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا.
* * * *
[3- دنو الشمس] :
184- وَتَدْنُو مِنْهُمُ الشَّمْسُ.
* * * *
[4- العرق] :
185- وَيُلْجِمُهُمُ الْعَرَقُ.
* * * *
[5- نصب الموازين] :
186- وَتُنْصَبُ الْمَوَازِينُ، فَيُوزَنُ فِيهَا أَعْمَالُ الْعِبَادِ.
{فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ • وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ
فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} [المؤمنون: 102 – 103] .
[6- نشر الدواوين] :
187- وَتُنْشَرُ الدَّوَاوِينُ، وَهِيَ صَحَائِفُ الْأَعْمَالِ.
– فَآخِذٌ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ.
– وَآخِذٌ كِتَابَهُ بِشَمَالِهِ.
– أَوْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ.
188- كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا
يَلْقَاهُ مَنشُورًا • اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء: 13 – 14] .
* * * *
[7- الحساب] :
189- وَيُحَاسِبُ اللَّهُ الْخَلْقَ.
190- وَيَخْلُو بِعَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ، فَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ كَمَا وُصِفَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.
191- وَأَمَّا الْكُفَّارُ؛ فَلَا يُحَاسَبُونَ مُحَاسَبَةَ مَنْ تُوزَنُ حَسَنَاتُهُ وَسَيِّئَاتُهُ فَإِنَّهُمْ لَا حَسَنَات لَهُمْ،
وَلَكِنْ تُعَدُّ أَعْمَالُهُمْ، وَتُحْصَى فَيُوقَفُونَ عَلَيْهَا، وَيُقَرَّرُونَ بِهَا، وَيُجْزَوْنَ بِهَا.
* * * *
[8- الحوض المورود] :
192- وَفِي عَرَصَةِ الْقِيَامَةِ: «الْحَوْضُ الْمَوْرُودُ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» .
193- مَاؤُهُ: أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ.
194- آنِيَتُهُ: عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ.
195- طُولُهُ: شَهْرٌ، وَعَرْضُهُ: شَهْرٌ.
196- مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً؛ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا.
* * * *
[9- الصراط] :
197- «وَالصِّرَاطُ» مَنْصُوبٌ عَلَى مَتْنِ جَهَنَّمَ.
198- وَهُوَ الْجِسْرُ الَّذِي بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ.
199- يَمُرُّ النَّاسُ عَلَيْهِ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ:
– فَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ.
– وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالْبَرْقِ.
– وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالرِّيحِ.
– وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالْفَرَسِ الْجَوَادِ.
– وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَرِكَابِ الْإِبِلِ.
– وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْدُو عَدْوًا.
– وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي مَشْيًا.
– وَمِنْهُمْ مَنْ يَزْحَفُ زَحْفًا.
– وَمِنْهُمْ مَنْ يُخْطَفُ فَيُلْقَى فِي جَهَنَّمَ؛ فَإِنَّ الْجِسْرَ عَلَيْهِ كَلَالِيبُ تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ.
200- فَمَنْ مَرَّ عَلَى الصِّرَاطِ؛ دَخَلَ الْجَنَّةَ.
201- فَإِذَا عَبَرُوا عَلَيْهِ؛ وُقِفُوا عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ؛ فَيُقْتَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ،
فَإِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا؛ أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ.
* * * *
[10- دخول الجنة] :
202- وَأَوَّلُ مَنْ يَسْتَفْتِحُ بَابَ الْجَنَّةِ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
203- وَأَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنَ الْأُمَمِ: أُمَّتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
* * * *
[11- الشفاعة] :
204- وَلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقِيَامَةِ ثَلَاثُ شَفَاعَاتٍ:
205- أَمَّا الشَّفَاعَةُ الْأُولَى: فَيُشَفَّعُ فِي أَهْلِ الْمَوْقِفِ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَهُمْ بَعْدَ أَنْ يَتَرَاجَعَ الْأَنْبِيَاءُ –
آدَمُ وَنُوحٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ – الشَّفَاعَةَ حَتَّى تَنْتَهِيَ إلَيْهِ.
206- وَأَمَّا الشَّفَاعَةُ الثَّانِيَةُ: فَيَشْفَعُ فِي أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ.
وَهَاتَانِ الشَّفَاعَتَانِ خَاصَّتَانِ لَهُ.
207- وَأَمَّا الشَّفَاعَةُ الثَّالِثَةُ: فَيَشْفَعُ فِيمَنْ اسْتَحَقَّ النَّارَ.
وَهَذِهِ الشَّفَاعَةُ لَهُ وَلِسَائِرِ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَغَيْرِهِمْ.
– يَشْفَعُ فِيمَنْ اسْتَحَقَّ النَّارَ أَنْ لَا يَدْخُلَهَا.
– وَيَشْفَعَ فِيمَنْ دَخَلَهَا أَنْ يَخْرُجَ مِنْهَا.
208- وَيُخْرِجُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ النَّارِ أَقْوَامًا بِغَيْرِ شَفَاعَةٍ، بَلْ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ.
* * * *
[12- يُنْشِئ الله للجنة أقوامًا فيدخلهم إيَّاها] :
209- وَيَبْقَى فِي الْجَنَّةِ فَضْلٌ عَمَّنْ دَخَلَهَا مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا.
210- فَيُنْشِئُ اللَّهُ لَهَا أَقْوَامًا، فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ.
* * * *
211- وَأَصْنَافُ مَا تَتَضَمَّنُهُ الدَّارُ الْآخِرَةُ مِنَ: الْحِسَابِ، وَالْعِقَابِ وَالثَّوَابِ، وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ.
212- وَتَفَاصِيلُ ذَلِكَ مَذْكُورَةٌ فِي:
– الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ مِنَ السَّمَاءِ.
– وَالْأَثَارَةِ مِنَ الْعِلْمِ؛ الْمَأْثُورَةِ عَنِ الْأَنْبِيَاءِ.
213- وَفِي الْعِلْمِ الْمَوْرُوثِ عَنِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ؛ مَا يَشْفِي وَيَكْفِي،
فَمَنِ ابْتَغَاهُ وَجَدَهُ.
* * * *
[الباب الرابع:
الإيمان بالقدر خيره وشره

ويشتمل على فصلين:
الفصل الأول: الدرجة الأولى من درجات الإيمان بالقدر.
الفصل الثاني: الدرجة الثانية من درجات الإيمان بالقدر.]
[الفصل الأول:
الدرجة الأولى من درجات الإيمان بالقدر]
• وَتُؤْمِنُ الْفِرْقَةُ النَّاجِيَةُ أَهْلُ السُّنَّة وَالْجَمَاعَةِ «بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» .
214- وَالْإِيمَانُ بِالْقَدَرِ عَلَى دَرَجَتَيْنِ، كُلُّ دَرَجَةٍ تَتَضَمَّنُ شَيْئَيْنِ.
215- فَالدَّرَجَةُ الْأُولَى: الْإِيمَانُ:
(1) بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَلِمَ مَا الْخَلْقُ عَامِلُونَ بِعِلْمِهِ الْقَدِيمِ الَّذِي هُوَ مَوْصُوفٌ بِهِ أَزَلًا وَأَبَدًا.
وَعَلِمَ: جَمِيعَ أَحْوَالِهِمْ، مِنَ الطَّاعَاتِ وَالْمَعَاصِي وَالْأَرْزَاقِ وَالْآجَالِ.
(2) ثُمَّ كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ.
216- فَأَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ؛ قَالَ لَهُ: اكْتُبْ! قَالَ: مَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
217- فَمَا أَصَابَ الْإِنْسَانَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ، جَفَّتْ الْأَقْلَامُ وَطُوِيَتْ الصُّحُفُ.
218- كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ
إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحج: 70] .
219- وَقَالَ: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا
إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحديد: 22] .
220- وَهَذَا التَّقْدِيرُ التَّابِعُ لِعِلْمِهِ سُبْحَانَهُ يَكُونُ فِي مَوَاضِعَ جُمْلَةً وَتَفْصِيلًا.
221- فَقَدْ كَتَبَ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ مَا شَاءَ.
222- فَإِذَا خَلَقَ جَسَدَ الْجَنِينِ قَبْلَ نَفْخِ الرُّوحِ فِيهِ؛ بَعَثَ إلَيْهِ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، فَيُقَالُ: اكْتُبْ
رِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَعَمَلَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، وَنَحْوَ ذَلِكَ.
223- فَهَذَا الْقَدَرُ قَدْ كَانَ يُنْكِرُهُ غُلَاةُ «الْقَدَرِيَّةِ» قَدِيمًا، وَمُنْكِرُوهُ الْيَوْمَ قَلِيلٌ.
* * * *
[الفصل الثاني:
الدرجة الثانية من درجات الإيمان بالقدر]
224- وَأَمَّا الدَّرَجَةُ الثَّانِيَةُ: فَهُيَ:
– مَشِيئَةُ اللَّهِ تَعَالَى النَّافِذَةُ، وَقُدْرَتُهُ الشَّامِلَةُ.
225- وَهُوَ الْإِيمَانُ بِأَنَّ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ.
226- وَأَنَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، مِنْ حَرَكَةٍ وَلَا سُكُونٍ إِلَّا بِمَشِيئَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ،
لَا يَكُونُ فِي مُلْكِهِ إِلَّا مَا يُرِيدُ.
227- وَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ مِنَ الْمَوْجُودَاتِ وَالْمَعْدُومَاتِ.
228- فَمَا مِنْ مَخْلُوقٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ إِلَّا اللَّهُ خَالِقُهُ سُبْحَانَهُ لَا خَالِقَ غَيْرُهُ،
وَلَا رَبَّ سِوَاهُ.
[لا تعارض بين القدر والشرع ولا بين تقدير الله للمعاصي وبغضه لها] :
229- وَقَدْ أَمَرَ الْعِبَادَ بِطَاعَتِهِ وَطَاعَةِ رُسُلِهِ، وَنَهَاهُمْ عَنْ مَعْصِيَتِهِ.
230- وَهُوَ سُبْحَانَهُ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ وَالْمُحْسِنِينَ وَالْمُقْسِطِينَ.
231- وَيَرْضَى عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ، وَلَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ، وَلَا يَرْضَى
عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ، وَلَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ.
232- وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ، وَلَا يُحِبُّ الْفَسَادَ.
[إثبات القدر لا ينافي إسناد أفعال العباد إليهم حقيقة وأنهم يفعلونها باختيارهم] :
233- وَالْعِبَادُ فَاعِلُونَ حَقِيقَةً، وَاللَّهُ خَالِقُ أَفْعَالِهِمْ.
234- وَالْعَبْدُ هُوَ: الْمُؤْمِنُ وَالْكَافِرُ، وَالْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، وَالْمُصَلِّي وَالصَّائِمُ.
235- وَلِلْعِبَادِ قُدْرَةٌ عَلَى أَعْمَالِهِمْ، وَإِرَادَةٌ، وَاَللَّهُ خَالِقُهُمْ وَخَالِقُ قُدْرَتِهِمْ وَإِرَادَتِهِمْ.
236- كَمَا قَالَ تَعَالَى: {لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ • وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}
[التكوير: 28 – 29] .
237- وَهَذِهِ الدَّرَجَةُ مِنَ الْقَدَرِ، يُكَذِّبُ بِهَا عَامَّةُ «الْقَدَرِيَّةِ» ، الَّذِينَ سَمَّاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«مَجُوسَ هَذِهِ الْأُمَّةِ» .
238- وَيَغْلُو فِيهَا قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْإِثْبَاتِ، حَتَّى يَسْلُبُوا الْعَبْدَ قُدْرَتَهُ وَاخْتِيَارَهُ، وَيُخْرِجُونَ عَنْ أَفْعَالِ اللَّهِ
وَأَحْكَامِهِ؛ حِكَمَهَا وَمَصَالِحَهَا.
* * * *

[الباب الخامس:
من أصول الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة

ويشتمل على ثلاثة فصول:
الفصل الأول: الإيمان والدين قول وعمل.
الفصل الثاني: خلاصة مذهب أهل السنة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الفصل الثالث: التصديق بكرامات الأولياء.]
[الفصل الأول:
الدين والإيمان قول وعمل]
• وَمِنْ أُصُولِ الْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ:
239- أَنَّ الدِّينَ وَالْإِيمَانَ: قَوْلٌ، وَعَمَلٌ.
– قَوْلُ: الْقَلْبِ، وَاللِّسَانِ.
– وَعَمَلُ: الْقَلْبِ، وَاللِّسَانِ، وَالْجَوَارِحِ.
240- وَأَنَّ الْإِيمَانَ: يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ، وَيَنْقُصُ بِالْمَعْصِيَةِ.
[أهل السنة لا يكفرون أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر] :
241- وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ، لَا يُكَفِّرُونَ أَهْلَ الْقِبْلَةِ بِمُطْلَقِ الْمَعَاصِي وَالْكَبَائِرِ، كَمَا تَفْعَلُهُ «الْخَوَارِجُ» ،
بَلْ الْأُخُوَّةُ الْإِيمَانِيَّةُ ثَابِتَةٌ مَعَ الْمَعَاصِي.
242- كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي آيَةِ الْقِصَاصِ: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ} [البقرة: 178] .
243- وَقَالَ سُبْحَانَه: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا
عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ
وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ • إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 9 – 10] .
244- وَلَا يَسْلُبُونَ الْفَاسِقَ الْمِلِّيَّ اسْمَ الْإِيمَانِ بِالْكُلِّيَّةِ، وَلَا يُخَلِّدُونَهُ فِي النَّارِ، كَمَا تَقُولُهُ «الْمُعْتَزِلَةُ» ،
بَلِ الْفَاسِقُ يَدْخُلُ فِي اسْمِ الْإِيمَانِ.
245- فِي مِثْلِ قَوْله تَعَالَى: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} [النساء: 92] .
246- وَقَدْ لَا يَدْخُلُ فِي اسْمِ الْإِيمَانِ الْمُطْلَقِ.
247- كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} .
248- وَقَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ
وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ
فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ» .
249- وَيَقُولُونَ: هُوَ مُؤْمِنٌ نَاقِصُ الْإِيمَانِ، أَوْ مُؤْمِنٌ بِإِيمَانِهِ، فَاسِقٌ بِكَبِيرَتِهِ؛ فَلَا يُعْطَى الِاسْمُ الْمُطْلَقُ،
وَلَا يُسْلَبُ مُطْلَقُ الِاسْمِ.
* * * *
[الفصل الثاني:
خلاصة مذهب أهل السنة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم]
• وَمِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ:
250- سَلَامَةُ قُلُوبِهِمْ وَأَلْسِنَتِهِمْ لِأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
251- كَمَا وَصَفَهُمُ اللَّهُ بِهِ فِي قَوْلِهِ: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ
سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10] .
252- وَطَاعَةً لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ: «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي؛ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ
أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا؛ مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ» .
[فضائل الصحابة ومراتبهم وتفاضلهم وموقف أهل السنة والجماعة من ذلك] :
253- وَيَقْبَلُونَ مَا جَاءَ بِهِ الْكِتَابُ أَوِ السُّنَّةُ أَوِ الْإِجْمَاعُ، مِنْ فَضَائِلِهِمْ وَمَرَاتِبِهِمْ.
254- فَيُفَضِّلُونَ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ – وَهُوَ صُلْحُ الْحُدَيْبِيَةِ – وَقَاتَلَ عَلَى مَنْ أَنْفَقَ
مِنْ بَعْدِهِ وَقَاتَلَ.
255- وَيُقَدِّمُونَ الْمُهَاجِرِينَ عَلَى الْأَنْصَارِ.
256- وَيُؤْمِنُونَ: بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِأَهْلِ بَدْرٍ – وَكَانُوا ثَلَاثَمِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ -:
«اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْت لَكُمْ» .
257- وَبِأَنَّهُ: «لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ» ؛ كَمَا أَخْبَرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
بَلْ قَدْ رَضِيَ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ، وَكَانُوا أَكْثَرَ مِنْ أَلْفٍ وَأَرْبَعِمِائَةٍ.
258- وَيَشْهَدُونَ بِالْجَنَّةِ لِمَنْ شَهِدَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ «كَالْعَشَرَةِ» .
– «وَكَثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شِمَاسٍ» ، وَغَيْرِهِمْ مِنَ الصَّحَابَةِ.
259- وَيُقِرُّونَ بِمَا تَوَاتَرَ بِهِ النَّقْلُ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَغَيْرِهِ؛
مِنْ أَنَّ: خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا: أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، وَيُثَلِّثُونَ بِعُثْمَانِ،
وَيُرَبِّعُونَ بِعَلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ؛ كَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ الْآثَارُ.
[حكم تقديم علي رضي الله عنه على غيره من الخلفاء الأربعة في الخلافة] :
260- وَكَمَا أَجْمَعَتِ الصَّحَابَةُ عَلَى تَقْدِيمِ عُثْمَانَ فِي الْبَيْعَةِ، مَعَ أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ السُّنَّةِ كَانُوا قَدْ اخْتَلَفُوا
فِي عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ بَعْدَ اتِّفَاقِهِمْ عَلَى تَقْدِيمِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ؛ أَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟
– فَقَدَّمَ قَوْمٌ عُثْمَانَ، وَسَكَتُوا، أَوْ رَبَّعُوا بِعَلِيِّ.
– وَقَدَّمَ قَوْمٌ عَلِيًّا.
– وَقَوْمٌ تَوَقَّفُوا.
لَكِنِ اسْتَقَرَّ أَمْرُ أَهْلِ السُّنَّةِ عَلَى: تَقْدِيمِ عُثْمَانَ، ثُمَّ عَلِيٍّ.
261- وَإِنْ كَانَتْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ – مَسْأَلَةُ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ – لَيْسَتْ مِنَ الْأُصُولِ الَّتِي يُضَلَّلُ الْمُخَالِفُ
فِيهَا عِنْدَ جُمْهُورِ أَهْلِ السُّنَّة.
262- لَكِنَّ الْمَسْأَلَةَ الَّتِي يُضَلَّلُ الْمُخَالِفُ فِيهَا: مَسْأَلَةُ الْخِلَافَةِ.
263- وَذَلِكَ بِأَنَّهُمْ يُؤْمِنُونَ: بِأَنَّ الْخَلِيفَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ،
ثُمَّ عُثْمَانُ، ثُمَّ عَلِيٌّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.
264- وَمَنْ طَعَنَ فِي خِلَافَةِ أَحَدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةِ؛ فَهُوَ أَضَلُّ مِنْ حِمَارِ أَهْلِهِ.
[مكانة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أهل السنة] :
265- وَيُحِبُّونَ أَهْلَ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَتَوَلَّوْنَهُمْ.
266- وَيَحْفَظُونَ فِيهِمْ وَصِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ حَيْثُ قَالَ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ:
«أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي» .
267- وَقَالَ أَيْضًا لِلْعَبَّاسِ عَمِّهِ؛ وَقَدْ شَكَا إِلَيْهِ أَنَّ بَعْضَ قُرَيْشٍ يَجْفُو بَنِي هَاشِمٍ؛ فَقَالَ:
«وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحِبُّوكُمْ لِلَّهِ وَلِقَرَابَتِي» .
268- وَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ كَنَانَةَ، وَاصْطَفَى
مِنْ كَنَانَةَ قُرَيْشًا، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ» .
[مكانة أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أهل السنة] :
269- وَيَتَوَلَّوْنَ أَزْوَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ.
270- وَيُقِرُّونَ: بِأَنَّهُنَّ أَزْوَاجُهُ فِي الْآخِرَةِ.
271- خُصُوصًا «خَدِيجَةَ» أُمَّ أَكْثَرِ أَوْلَادِهِ، وَأَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِهِ وَعَاضَدَهُ عَلَى أَمْرِهِ،
وَكَانَ لَهَا مِنْهُ الْمَنْزِلَةُ الْعَلِيَّةُ.
272- «وَالصِّدِّيقَةَ بِنْتَ الصِّدِّيقِ» الَّتِي قَالَ فِيهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ» .
[تبرؤ أهل السنة والجماعة مما يقوله المبتدعة في حق الصحابة وأهل البيت، والذب عنهم] :
273- وَيَتَبَرَّؤُونَ مِنْ:
– طَرِيقَةِ «الرَّوَافِضِ» الَّذِينَ يُبْغِضُونَ الصَّحَابَةَ وَيَسُبُّونَهُمْ.
– وَطَرِيقَةِ «النَّوَاصِبِ» ، الَّذِينَ يُؤْذُونَ «أَهْلَ الْبَيْتِ» ، بِقَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ.
[منهج أهل السنة فيما شجر بين الصحابة] :
274- وَيُمْسِكُونَ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ.
275- وَيَقُولُونَ: إِنَّ هَذِهِ الْآثَارَ الْمَرْوِيَّةَ فِي مَسَاوِيهِمْ:
مِنْهَا: مَا هُوَ كَذِبٌ.
وَمِنْهَا: مَا قَدْ زِيدَ فِيهِ وَنُقِصَ، وَغُيِّرَ عَنْ وَجْهِهِ.
وَالصَّحِيحُ مِنْهُ: هُمْ فِيهِ مَعْذُورُونَ:
– إِمَّا مُجْتَهِدُونَ مُصِيبُونَ.
– وَإِمَّا مُجْتَهِدُونَ مُخْطِئُونَ.
276- وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ لَا يَعْتَقِدُونَ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ مَعْصُومٌ عَنْ كَبَائِرِ الْإِثْمِ
وَصَغَائِرِهِ.
– بَلْ يَجُوزُ عَلَيْهِمُ الذُّنُوبُ فِي الْجُمْلَةِ.
[من مناقب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم] :
277- وَلَهُمْ مِنَ السَّوَابِقِ وَالْفَضَائِلِ مَا يُوجِبُ مَغْفِرَةَ مَا يَصْدُرُ مِنْهُمْ إِنْ صَدَرَ.
278- حَتَّى إِنَّهُ يُغْفَرُ لَهُمْ مِنَ السَّيِّئَاتِ مَا لَا يُغْفَرُ لِمَنْ بَعْدَهُمْ، لِأَنَّ لَهُمْ مِنَ الْحَسَنَاتِ الَّتِي تَمْحُو
السَّيِّئَاتِ مَا لَيْسَ لِمَنْ بَعْدَهُمْ.
279- وَقَدْ ثَبَتَ بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُمْ خَيْرُ الْقُرُونِ» .
280- وَأَنَّ «الْمُدَّ مِنْ أَحَدِهِمْ إِذَا تَصَدَّقَ بِهِ؛ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ جَبَلِ أُحُدٍ ذَهَبًا مِمَّنْ بَعْدَهُمْ» .
281- ثُمَّ إِذَا كَانَ قَدْ صَدَرَ عَنْ أَحَدِهِمْ ذَنْبٌ؛ فَيَكُونُ قَدْ تَابَ مِنْهُ أَوْ أَتَى بِحَسَنَاتِ تَمْحُوهُ، أَوْ غُفِرَ لَهُ
بِفَضْلِ سَابِقَتِهِ، أَوْ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ هُمْ أَحَقُّ النَّاسِ بِشَفَاعَتِهِ. أَوْ ابْتُلِيَ
بِبَلَاءٍ فِي الدُّنْيَا كُفِّرَ بِهِ عَنْهُ.
282- فَإِذَا كَانَ هَذَا فِي الذُّنُوبِ الْمُحَقَّقَةِ؛ فَكَيْفَ بِالْأُمُورِ الَّتِي كَانُوا فِيهَا مُجْتَهِدِينَ: إِنْ أَصَابُوا؛
فَلَهُمْ أَجْرَانِ، وَإِنْ أَخْطَأُوا؛ فَلَهُمْ أَجْرٌ وَاحِدٌ، وَالْخَطَأُ مَغْفُورٌ.
283- ثُمَّ الْقَدْرُ الَّذِي يُنْكَرُ مِنْ فِعْلِ بَعْضِهِمْ قَلِيلٌ نَزْرٌ مَغْمُورٌ فِي جَنْبِ فَضَائِلِ الْقَوْمِ وَمَحَاسِنِهِمْ،
مِنْ: الْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِهِ، وَالْهِجْرَةِ، وَالنُّصْرَةِ، وَالْعِلْمِ النَّافِعِ، وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ.
284- وَمَنْ نَظَرَ فِي سِيرَةِ الْقَوْمِ بِعِلْمٍ وَبَصِيرَةٍ، وَمَا مَنَّ اللَّهُ بِهِ عَلَيْهِمْ مِنَ الْفَضَائِلِ؛
عَلِمَ يَقِينًا أَنَّهُمْ خَيْرُ الْخَلْقِ بَعْدَ الْأَنْبِيَاءِ.
285- لَا كَانَ وَلَا يَكُونُ مِثْلُهُمْ.
286- وَأَنَّهُمْ هُمْ صَفْوَةُ الصَّفْوَةِ مِنْ قُرُونِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، الَّتِي هِيَ خَيْرُ الْأُمَمِ وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ.
* * * *
[الفصل الثالث:
التصديقُ بكراماتِ الأولياءِ]
• وَمِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ:
287- التَّصْدِيقُ بِكَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ.
288- وَمَا يُجْرِي اللَّهُ عَلَى أَيْدِيهِمْ؛ مِنْ خَوَارِقِ الْعَادَاتِ، فِي:
– أَنْوَاعِ الْعُلُومِ.
– وَالْمُكَاشَفَاتِ.
– وَأَنْوَاعِ الْقُدْرَةِ.
– وَالتَّأْثِيرَاتِ.
– وَكَالْمَأْثُورِ عَنْ سَالِفِ الْأُمَمِ، فِي «سُورَةِ الْكَهْفِ» وَغَيْرِهَا.
– وَعَنْ صَدْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَسَائِرِ قُرُونِ الْأُمَّةِ.
289- وَهِيَ مَوْجُودَةٌ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
* * * *
[الباب السادس:
من طريقة أهل السنة والجماعة وخصالهم الحميدة

ويشتمل على فصلين:
الفصل الأول: اتباع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع سبيل السابقين.
الفصل الثاني: من خصالهم الحميدة.]
[الفصل الأول:
اتباع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع سبيل السابقين]
• ثُمَّ مِنْ طَرِيقَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ:
290- اتِّبَاعُ: آثَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاطِنًا وَظَاهِرًا.
291- وَاتِّبَاعُ: سَبِيلِ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ، مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ.
292- وَاتِّبَاعُ: وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَيْثُ قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي
وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ
وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ» .
293- وَيَعْلَمُونَ: أَنَّ أَصْدَقَ الْكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
294- فَيُؤْثِرُونَ: كَلَامَ اللَّهِ عَلَى غَيْرِهِ مِنْ كَلَامِ أَصْنَافِ النَّاسِ.
[لماذا سمي أهل الكتاب والسنة بهذا الاسم؟] :
295- وَيُقَدِّمُونَ: هَدْيَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَدْيِ كُلِّ أَحَدٍ.
وَبِهَذَا سُمُّوا: «أَهْلَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ» .
[لماذا سموا بأهل الجماعة؟] :
296- وَسُمُّوا «أَهْلَ الْجَمَاعَةِ» ؛ لِأَنَّ الْجَمَاعَةَ هِيَ الاجْتِمَاعُ. وَضِدُّهَا الْفُرْقَةُ، وَإِنْ كَانَ لَفْظُ
«الْجَمَاعَةِ» قَدْ صَارَ اسْمًا لِنَفْسِ الْقَوْمِ الْمُجْتَمِعِينَ.
[الإجماع هو الأصل الثالث] :
297- وَالْإِجْمَاعُ: هُوَ الْأَصْلُ الثَّالِثُ؛ الَّذِي يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فِي الْعِلْمِ وَالدِّينِ.
298- وَهُمْ يَزِنُونَ بِهَذِهِ الْأُصُولِ الثَّلَاثَةِ جَمِيعَ مَا عَلَيْهِ النَّاسُ مِنْ أَقْوَالٍ وَأَعْمَالٍ بَاطِنَةٍ أَوْ ظَاهِرَةٍ،
مِمَّا لَهُ تَعَلُّقٌ بِالدِّينِ.
[الإجماع الذي يَنْضَبِط] :
299- وَالْإِجْمَاعُ الَّذِي يَنْضَبِطُ: هُوَ مَا كَانَ عَلَيْهِ «السَّلَفُ الصَّالِحُ» ؛ إِذْ بَعْدَهُمْ كَثُرَ الِاخْتِلَافُ،
وَانْتَشَرَتِ الْأُمَّةُ.
* * * *
[الفصل الثاني:
من خصال أهل السنة الحميدة]
[فصل في بيان مكملات العقيدة من مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال التي يتحلى
بها أهل السنة والجماعة] :
• ثُمَّ هُمْ مَعَ هَذِهِ الْأُصُولِ:
300- يَأْمُرُونَ: بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ، عَلَى مَا تُوجِبُهُ الشَّرِيعَةُ.
301- وَيَرَوْنَ إِقَامَةَ: الْحَجِّ، وَالْجِهَادِ، وَالْجُمَعِ، وَالْأَعْيَادِ؛ مَعَ الْأُمَرَاءِ؛ أَبْرَارًا كَانُوا، أَوْ فُجَّارًا.
302- وَيُحَافِظُونَ عَلَى: الْجَمَاعَاتِ.
303- وَيَدِينُونَ: بِالنَّصِيحَةِ لِلْأُمَّةِ.
304- وَيَعْتَقِدُونَ:
– مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا»
وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
– وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ؛ كَمَثَلِ الْجَسَدِ،
إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ؛ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالْحُمَّى وَالسَّهَرِ» .
305- وَيَأْمُرُونَ:
– بِالصَّبْرِ عَلَى الْبَلَاءِ.
– وَالشُّكْرِ عِنْدَ الرَّخَاءِ.
– وَالرِّضَا بِمُرِّ الْقَضَاءِ.
306- وَيَدْعُونَ إلَى:
– مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ.
– وَمَحَاسِنِ الْأَعْمَالِ.
307- وَيَعْتَقِدُونَ: مَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا» .
308- وَيَنْدُبُونَ إِلَى:
– أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَك.
– وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَك.
– وَتَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَك.
309- وَيَأْمُرُونَ:
– بِبِرِّ الْوَالِدَيْنِ.
– وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ.
– وَحُسْنِ الْجِوَارِ.
– وَالْإِحْسَانِ إِلَى: الْيَتَامَى، وَالْمَسَاكِينِ، وَابْنِ السَّبِيلِ.
– وَالرِّفْقِ بِالْمَمْلُوكِ.
310- وَيَنْهَوْنَ عَنْ:
– الْفَخْرِ، وَالْخُيَلَاءِ.
– وَالْبَغْيِ، وَالِاسْتِطَالَةِ عَلَى الْخَلْقِ بِحَقِّ أَوْ بِغَيْرِ حَقٍّ.
311- وَيَأْمُرُونَ: بِمَعَالِي الْأَخْلَاقِ.
312- وَيَنْهَوْنَ عَنْ: سِفْسَافِهَا.
313- وَكُلُّ مَا يَقُولُونَهُ أَوْ يَفْعَلُونَهُ مِنْ هَذَا أَوْ غَيْرِهِ؛ فَإِنَّمَا هُمْ فِيهِ مُتَّبِعُونَ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.
314- وَطَرِيقَتُهُمْ: هِيَ دِينُ الْإِسْلَامِ؛ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[من مزايا أهل السنة] :
315- لَكِنْ لَمَّا أَخْبَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّ أُمَّتَهُ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً؛ كُلُّهَا
فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً؛ وَهِيَ الْجَمَاعَةُ» .
316- وَفِي حَدِيثٍ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: «هُمْ مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» ؛
صَارَ الْمُتَمَسِّكُونَ بِالْإِسْلَامِ الْمَحْضِ الْخَالِصِ عَنْ الشَّوْبِ هُمْ «أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ» .
317- وَفِيهِمُ: الصِّدِّيقُونَ، وَالشُّهَدَاءُ، وَالصَّالِحُونَ.
318- وَمِنْهُمْ: أَعْلَامُ الْهُدَى، وَمَصَابِيحُ الدُّجَى.
أُولُوا الْمَنَاقِبِ الْمَأْثُورَةِ، وَالْفَضَائِلِ الْمَذْكُورَةِ.
319- وَفِيهِمُ: الْأَبْدَالُ.
320- وَمِنْهُمُ: الْأَئِمَّةُ؛ الَّذِينَ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى هِدَايَتِهِمْ وَدِرَايَتِهِمْ.
321- وَهُمُ الطَّائِفَةُ الْمَنْصُورَةُ، الَّذِينَ قَالَ فِيهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي
عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ؛ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ وَلَا مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» .
* * * *
[خاتمة]
فَنَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْهُمْ.
وَأَنْ لَا يَزِيغَ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا، وَيَهَبَ لَنَا مِنْ لَدُنْهُ رَحْمَةً؛ إِنَّهُ هُوَ الْوَهَّابُ.
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَوَاتُهُ وَسَلَامُهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَعَلَى سَائِرِ الْمُرْسَلِينَ وَالنَّبِيِّينَ،
وَآلِ كُلٍّ وَسَائِرِ الصَّالِحِينَ.
* * * *




خليجية