التصنيفات
التربية والتعليم

موجز بسيط لتعريف البحث العلمي

موجز بسيط لتعريف البحث العلمي

تعريف البحث العلمي :
البحث لغة : الطلب و التفتيش و التتبّع و التحرّي , قال الله تعالى : " فبعث الله غراباً يبحث في الأرض " سورة المائدة : 131

أما في الاصطلاح :هو دراسة مبنيّة على تقصٍ و تتبّع لموضوع مُعيّن وفق منهج خاص لتحقيق هدف مُعيّن : من إضافة جديد , أو جمع متفرّق , أو ترتيب مُختلط , أو غير ذلك من أهداف البحث العلمي .

أركان البحث العلمي :

للبحث العلمي ثلاثة أركان لا يقوم إلا عليها , و كل واحد منها يُمثّل أمراً مُهمّاً في ظهوره بالمظهر الذي ينبغي أن يكون عليه , و هي :
الموضوع , و المنهج , و الشكل ..

أما الموضوع : فهو المقصود بالبحث و محور الدراسة .
وأما المنهج : فيتمثّل في ترتيب المعلومات ترتيباً مُحكماً, و في التزام الموضوعيّة التامّة , و في استعمال المعلومات استعمالاً صحيحاً في أسلوب علمي سليم , و في طريقة العرض و تأييد القضايا المعروضة بالأدلّة المُقنعة و توضيحها بالأمثلة دون إجحاف لبعضها أو تحيّز للبعض الآخر .
و أما الشكل : فهو الطريقة التنظيميّة للبحث , التي تواضع العُرف العلمي العام على السير عليها ابتداء بتنظيم المعلومات على صفحة العنوان و غير ذلك , من طريقة استعمال الهامش و توثيق المعلومات و كتابة التعليقات و تدوين فهرس المصادر و غيره من الفهارس الأخرى , و غير ذلك من علامات الترقيم , و العناوين الجانبيّة .

أنواع البحث العلمي :

يتنوّع البحث العلمي أنواعاً مُختلفة باعتبارات مختلفة , و من ذلك ما يأتي :
الاعتبار الأول : نطاق البحث من حيث العموم و الخصوص :
النوع الأول : أن يكون البحث عاماً , بمعنى أن يكون المقصود من الدراسة الوصول إلى معرفة عامّة , ليست قاصرة على مكان أو زمان أو مجتمع بعينه .
النوع الثاني : أن يكون موضوع البحث خاصّاً , بمعنى أن يكون المقصود من الدراسة الوصول إلى معرفة خاصّة بمكان أو زمان أو مجتمع بعينه . و تكون نتائج البحث قاصرة على ما أُجريت الدراسة فيه , و لا تعمّ غيرها .

الاعتبار الثاني : غرض البحث :
النوع الأول : البحث العلمي النظري : و هو البحث الذي يُقصد به الوصول إلى الحقيقة العامة و معرفتها , دون أن يكون هناك هدف من وراء ذلك للتطبيق العملي لها , و يتناول الموضوعات في العلوم الإنسانيّة : كالعلوم الدينية , و اللغويّة, والاجتماعية , و الفلسفيّة , و غيرها مما يحقق البحث فيه فوائد نظريّة واضحة .
النوع الثاني : البحث العلمي التطبيقي : و هو البحث الذي يُقصد به الوصول إلى الحقيقة و المعرفة لها , مع الوصول إلى التطبيق العملي لها في المجتمع الذي اُجري فيه البحث , و هذا النوع من البحث يُركّز على المشكلات و حلّها كما يُركّز على الابتكار .

و مع ذلك فلا يُمكن الفصل بين البحث النظري و التطبيقي فالبحث العلمي النظري في كثير من موضوعاته يعتمد في تقرير حقائقه على التجارب الميدانية , و لا خير في بحث لا يكون المقصود منه التطبيق العملي .
و لهذا فإن البحوث الشرعيّة و اللغويّة و نحوها يُقصد من ورائها التطبيق العملي للنتائج التي انتهت إليها .
و كذلك البحث العلمي التطبيقي , فإنه لا يُحقق فوائده المطلوبة ما لم يستند إلى البحث العلمي النظري .
الاعتبار الثالث : الباعث إلى إعداد البحث :

يتنوّع البحث بهذا الاعتبار إلى أنواع :

– النوع الأول : أن يكون الباعث إلى إعداده الرغبة الشخصيّة عند الباحث ليُحقق هدفاً من الأهداف التي يتصدّى الباحث لأجل تحقيق شيء منها , كإضافة جديد , أو توضيح غامض , أو ترتيب مُختلط .. إلخ .
– النوع الثاني : أن يكون الباعث إلى إعداده طلب مؤسّسة علميّة له كجامعة أو مركز علمي أو مجلّة مُتخصّصة , أو طلب بعض الجهات له لإلقائه في ندوة علميّة أو مؤتمر علمي .
– النوع الثالث : أن يكون الباعث إلى إعداده تدريب من يقوم بهذا البحث على إعداد البحوث تمهيداً لتكلفة ببحوث أوسع و أعمق ,
و هذا البحث هو ما يُكلّف به الطالب في أثناء دراسته في الجامعة , و يُسمّى بالبحث الصفّي , و يُقصد منه تدريب الطالب على كيفية إعداد البحوث تمهيداً لإعداد بحوث الماجستير و الدكتوراه .
– النوع الرابع : أن يكون الباعث إلى إعداده الحصول على درجة علميّة , هي درجة الماجستير .
– النوع الخامس : أن يكون الباعث إلى إعداده الحصول على درجة علميّة , أعلى من الماجستير , و هي الدكتوراه .
– النوع السادس : أن يكون الباعث إلى إعداده الترقّي به من مرتبة علميّة إلى مرتبة علميّة أعلى منها , كالبحوث التي يُعدّها أعضاء هيئة التدريس بالجامعات لهذا الغرض




تسلمين حبيبتي ع الموضوع الرائع



مشكوره قلبي



خليجية



مشكوره



التصنيفات
منتدى اسلامي

الاعجاز العلمي في خلق الدبابة

الاعجاز العلمي في خلق الذبابة

الإعجاز الالهي في خلق الذبابة

منذ سنوات قليلة قال أحد الملحدين: كيف تصدقون أيها المسلمون أن الذباب الذي يحمل الأمراض فيه شفاء؟ وكيف تغمسون الذباب إذا وقع في سائل ما ثم تشربون من هذا السائل؟ إن هذا التصرف غير منطقي ولا يمكن لإنسان عاقل أن يقوم به!

وعندما بدأت التجارب منذ بداية القرن العشرين في مجال المضادات الحيوية باستخدام الحشرات، والذي من أغربها ما قامت به الدكتورة "جوان كلارك" في أستراليا، وذلك عندما خرجت بتجربة وجدت فيها أن الذباب يحوي على سطح جسمه الخارجي مضادات حيوية تعالج العديد من الأمراض، أي أن الذباب فيه شفاء!!!

الامر الذي ادى إلى استغراب كل من رأى هذا البحث، ولكن التجارب استمرت، حيث قام العلماء بالعديد من الأبحاث في هذا المجال وجدوا أن الذباب الذي يحمل الكثير من الأمراض يحمل أيضاً الكثير من المضادات الحيوية التي تشفي من هذه الأمراض، ولذلك فإن الذبابة لا تُصاب بالأمراض التي تحملها!!

وهذا أمر منطقي لأن الذبابة تحمل الكثير من البكتريا الضارة على جسدها الخارجي ولذلك ولكي تستمر في حياتها ينبغي أن تحمل أيضاً مواد مضادة للبكتريا، وهذه المواد زودها الله بها ليقيها من الفيروسات والأمراض.

المفاجأة أن العلماء وجدوا أن أفضل طريقة لتحرير هذه المواد الحيوية المضادة أن نغمس الذبابة في سائل!! لأن المواد المضادة تتركز على السطح الخارجي لجسد الذبابة وجناحها.

إن هذه المعلومات لم تظهر إلا منذ سنوات قليلة، وعندما يتحدث عنها علماء الغرب أنفسهم فإنهم يتحدثون بصيغة الاستغراب، لأنها معلومات جديدة بالنسبة لهم وغريبة أيضاً، في إحدى الدراسات جاء في بداية المقالة ما يلي:

"The surface of flies is the last place you would expect to find antibiotics".

ومعنى هذا أن سطح الذباب هو آخر ما يتصوره الإنسان أن يجد عليه مضادات حيوية.

واليوم يحاول أطباء من روسيا تطوير علاج جديد بالذباب، حيث لاحظوا أن الذباب يحوي مواد كثيرة يمكنها المساعدة على الشفاء أكثر من الأدوية التقليدية، ويقولون إن هذا العلاج الجديد سيشكل ثورة في عالم الطب [6].

يقول العلماء إن الذباب يحمل أنواعاً كثيرة من البكتريا والفيروسات والجراثيم الممرضة، ولكنه بنفس الوقت يحمل على سطح جسده مواد مضادة لهذه الجراثيم، وإن أفضل طريقة لاستخلاص المواد الحيوية المضادة من الذبابة تكون بغمسها في السائل، وهذه اكتشافات حديثة حيرت الباحثين ولم تكن متوقعة أبداً أن يجدوا الداء والدواء في نفس المخلوق وهو الذباب!! والسؤال: أليس هذا ما حدثنا عنه النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم؟

إذن نحن أمام حقيقتين علميتين:

1- السطح الخارجي للذبا يحوي مضادات حيوية تقتل الجراثيم والفيروسات.

2- أفضل طريقة لتحرير هذه المضادات الحيوية هي بغمس الذبابة في السائل.

أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قد تحدث عن هاتين الحقيقتين في حديث واحد وهو قوله: (إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء) [رواه البخاري].
فهذه دعوة نبوية شريفة لنا لكي لا نهدر الطعام الذي وقع فيه الذباب، يكفي أن نغمسه ليقوم هذا الذباب بتحرير المواد المضادة للجراثيم. ولكن كثيراً من الملحدين الذين عجبوا من هذا الحديث بل وسخروا من نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام، نجد علماءهم اليوم يكررون كلام النبي وهم لا يشعرون!!!

يؤكد علماء الحشرات في آخر أبحاثهم أن هناك تشابه كبير بين قلب الذبابة وقلب الإنسان! وهناك نفس الأعراض المتعلقة بأمراض القلب الناتجة عن الشيخوخة، ولذلك يسعون جاهدين للاستفادة من الذباب في صنع علاج لأمراض القلب، أي أن الذباب فيه شفاء للقلب أيضاً [2]!!

فهذا هو البروفسور Juan Alvarez Bravo من جامعة طوكيو، يقول: إن آخر شيء يتقبله الإنسان أن يرى الذباب في المشفى! ولكننا قريباً سوف نشهد علاجاً فعالاً لكثير من الأمراض مستخرج من الذباب [3]!

أيضاً هنالك بعض الباحثين في الولايات المتحدة الأمريكية يحاولون إيجاد طرق شفائية جديدة باستخدام الذباب ويؤكدون أن العلاج بالذباب هو أمر مقبول علمياً في المستقبل القريب.

فمنذ أشهر قليلة حصل باحثون من جامعة Auburn على براءة اختراع لاكتشافهم بروتين في لعاب الذبابة، هذا البروتين يمكنه أن يسرع التئام الجروح والتشققات الجلدية المزمنة [4]!

ومنذ أيام فقط أعلن الباحثون في جامعة ستانفورد[5]أنها المرة الأولى التي يكتشفون فيها مادة في الذباب يمكنها تقوية النظام المناعي للإنسا!

وتقول الباحثة كلارك بالحرف الواحد:

" but we are looking where we believe no-one has looked before,”

أي أننا نبحث عن المضادات الحيوية في مكان لم يكن أحد يتوقعه من قبل [1]! ولكن هذه الباحثة وغيرها نسيت أن نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم قد حدثنا عن وجود شفاء في جناح الذبابة قبل ألف وأربع مئة سنة!

وإن المرء ليعجب من دقة التعبير النبوي الشريف، حيث حدد لنا وجود الشفاء في جناح الذبابة، وحدد لنا أسلوب استخلاص هذا الشفاء أي كيفية الحصول على المضادات الحيوية من خلال غمس الذبابة في السائل. وهذه المعلومة لم تُكتشف إلا منذ سنوات قليلة فقط. وهذا الحديث يشهد على صدق نبينا عليه الصلاة والسلام، وفيه رد على كل من يدّعي أن أحاديث المصطفى مليئة بالأساطير بل كل كلمة نطق بها هي الحق من عند الله تعالى.




جزاك الله الجنان



اللهم امين و اياك
جزاك الله خيرا



التصنيفات
منتدى اسلامي

الاعجاز العلمي في طريقة نوم الرسول صلى الله عليه وسلم

خليجية
كثيرة هي التفاصيل الصغيره التي كان يقوم بها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وكان الناس يقتدون به ويفعلونها من دون العلم بالغرض العلمي والصحي وما إلى ذلك.

ومن تلك طريقة نومه صلى الله عليه وسلم التي تتمثل بالإضطجاع على الشق الأيمن ووضع كف اليد اليمنى تحت الرأس.

تم الكشف عن دراسه أمريكية قام بها فريق بحث أمريكي برئاسة الدكتور المصري جمال الدين إبراهيم (لايف ساينس لاب) في أمريكا , تظهر الدراسه مدى الإعجاز العلمي في طريقة النوم على الشق الأيمن ووضع راحه اليد اليمنى على الخد حيث أنها تساعد على تهدئه الجسم وتساعد على النوم السريع , وتمكـّن الأشخاص الذين يعانون من التوتر والقلق أن يستغنوا عن العقاقير المنومه.

وقد أوضح أستاذ علم السموم الدكتور جمال الدين إبراهيم إن هذه الدراسه المنشوره أتت ضمن الإتجاه الجديد الذي تسعى المعاهد والمراكز الخاصه بالبحوث أن تسلكه لتحقيق إعتماد الإنسان على الطبيعه لتجنب السموم والمواد الكميائيه الضاره التي تنتج عن إستخدام العقاقير الكميائية.

والتفسير العلمي الذي قدمه رئيس فريق البحث الدكتور جمال الدين لحاله جسم الإنسان أثناء النوم على الشق الأيمن كما أثبته فريق البحث أن قلب الإنسان يعمل بجهد أقل إذا كان في أعلى جسم الإنسان ، وهو أيضا الوضع الذي يحدث عند النوم على الجانب الأيمن ، حيث يضخ القلب الدم للجزء السفلي من الجسم بسهولة وهذا يساعد على تهدئة جسم الإنسان ومن شأنه أن يسرّع النوم.

وتابع الدكتور جمال الدين قائلا أن الإنسان حينما يكون في حاله توتر فإن الشحنات الكهربائية تتراكم في المخ وأنه عند وضع اليد اليمنى تحت الرأس على الخد الأيمن فإن هذا من شأنه تفريغ جميع الشحنات الزائده والضاره المتراكمه في المخ.

وشرح الدكتور قائلا بأن جانبي جسم الإنسان الأيمن والأيسر مختلفين كهرومغناطيسيا , وبسبب وجود القلب في الجهة اليسرى فإن الشق الأيمن من الجسم أقل شحنات كهربائية كما أن الجزء الأيمن من المخ يتحكم بالشق الأيسر من الجسم وبوضع اليد اليمنى قليله الشحنه على النصف الأيمن من المخ الأكثر شحنه فإن الشحنات الزائده تتفرغ عبر راحه اليد اليمنى وبالتالي يسترخي الجسم مما يساعد على النوم بسرعه.


مــــــــــــــنـــــــقــــــ ـــــول..
مع تحياتي أختكم في الله:
نوسة..:11_1_209[1]:




لا اله الا الله



لاحرمنا الله روعة هذه المقالات بوركتي



اللهّم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين



انتقاء رائع لمنتقيه اروووع

فكل الشكر لك حبيبتي

تقبلي مروري




التصنيفات
منوعات

الذكاءات المتعددة: من التأسيس العلمي إلى التطبيق البيداغوجي }

تقديم:

ثلاث سنوات تفصل بين وفاة جان بياجيه (1980) وظهور كتاب عالم النفس الأمريكي هاوارد غاردنر (1983) حول نظرية الذكاءات المتعددة[1]. إلا أن العلاقة بين الرجلين لا تتأسس فقط على أرضية التنظير للذكاء، بل تحققت قبل ذلك كحضور مباشر بينهما؛ كان ذلك في شهر أكتوبر 1975 بفرنسا خلال مناظرة علمية جمعت عالم اللسانيات نوام شومسكي وعالم النفس جان بياجيه وحضرها هاوارد غاردنر. في تقريره حول هذه المناظرة[2] ينتقد غاردنر تصور بياجيه للذكاء، بل وللعقل الإنساني عامة. ينصب هذا النقد على الجوانب الآتية:
ـ غلو في النزعة العقلانية الموحدة للعقل الإنساني.
ـ استبعاد عوامل الوسط والفوارق أو الاختلافات الفردية
ـ اعتبار التفكير الرياضي مثال ونموذج الفكر الإنساني.
ـ اعتبر الذكاء واحدا عاما يوجد بنفس الشكل لدى الجميع.

هذه الانتقادات التي طرحها غاردنر في حياة بياجيه سيطرحها أيضا بعد وفاته. فبياجيه – بحسب غاردنر- لم يركز في دراسته للنمو سوى على جانب واحد هو النمو العقلي معتبرا أن كل "الأطفال علميين" بالضرورة، وهذا معناه أن بياجيه، داخل هذا النموذج النمائي، لم يعط ما يكفي من الأهمية والاهتمام للسياقات الثقافية الأخرى غير الغربية ولم ينتبه إلى المجتمعات غير الكتابية، بل من المحتمل أن يكون هذا النموذج النمائي غير منطبق إلا على أقلية في المجتمع الغربي نفسه. أضف إلى ذلك أن بياجيه أهمل دراسة كفاءات ذهنية أخرى (غير الكفاءات العلمية: الرياضية – المنطقية) كتلك المتعلقة بالفن والمحاماة والرياضة والزعامة السياسية[3].
إن تأكيد هذه الانتقادات مرة أخرى معناه أن غاردنر يسعى إلى تفادي اختزالية نظرية بياجيه حول النمو المعرفي، بالرغم من عمقها وأهميتها، وبالتالي تجاوز تصوره حول الذكاء: "بالنسبة إلي – يقول غاردنر- توجد أدلة مقنعة على أن الإنسان يملك عدة كفاءات ذهنية مستقلة نسبيا، سوف أسميها فيما بعد، بكيفية مختصرة: الذكاءات الإنسانية"[4]. وفي سنة 1983 تحدث غاردنر عن سبعة ذكاءات: الذكاء اللغوي، الذكاء المنطقي الرياضي، الذكاء الجسمي الحركي، الذكاء الموسيقي، الذكاء الفضائي البصري، الذكاء التفاعلي، الذكاء الذاتي، ثم أضاف بعد ذلك ذكاءين: الذكاء الطبيعي والذكاء الوجودي. وأفق البحث ما زال مفتوحا أمام ذكاءات مرشحة أخرى.. على أساس أن كل ذكاء لا يعتبر كذلك إلا إذا توفرت فيه مجموعة من المؤشرات والمعايير البيولوجية والسيكولوجية والمنطقية، تشكل في مجموعها الأسس النظرية لنظرية الذكاءات المتعددة[5].
بعد تأسيسه العلمي للنظرية اشتغل جاردنر على مجالات إمكانية تطبيقها. ففي سنة 1984 أسس – مع فريقه العلمي- "مشروع الطيف" الذي يهدف إلى بناء مقاربة جديدة حول التقييم ووضع برنامج تعليمي يلائم السنوات المبكرة وفترة ما قبل المدرسة. ويقوم هذا المشروع على مبدأ أساسي مفاده أن كل طفل يظهر ويوظف مجموعة من الذكاءات، إن لم يكن من الممكن تحديد مدى قوتها فمن الممكن دعمها وتطويرها من خلال الأنشطة والمجالات التي يتفوق فيها الطفل وبواسطة برنامج تربوي مناسب ومتميز[6].
إذا كان "مشروع الطيف" يقدم برامج ما قبل مدرسية، فإن مشروع (Key School) يتعلق بالتعليم الأولي. وهناك مشروع PIFS (Practical Intelligence For School) الذي يقدم برامج للسلك الأول من التعليم الثانوي، ومشروع (Arts Propel) كبرنامج موجه لتلاميذ المستوى الثانوي.
علاوة على هذه المشاريع التي يشرف عليها غارندنر مع فريقه في مشروع الصفر Projet Zero التابع لجامعة هارفارد، هناك تجارب أخرى سابقة زمنيا على نظرية غاردنر ترسخ قوة هذه النظرية. من هذه التجارب طريقة معلم الموسيقى الياباني سوزوكي Shinichi Suzuki والتي ابتكرها قبل الحرب العالمية الثانية، وهي طريقة تقوم على تربية المهارات وتنمية الاستعدادات من خلال برامج وتقنيات حول التربية الموسيقية مبنية بشكل دقيق، ويشرع في تطبيقها منذ الولادة، وهدفها هو إعداد الأطفال ليصبحوا مؤدين موسيقيين في قمة العطاء.
هناك أيضا تجارب فردية استلهمت نظرية الذكاءات المتعددة في حقل الممارسة البيداغوجية (في وضع البرامج واستراتيجيات التعليم وفضاء التعلم وتسيير القسم والتقويم والدعم..)[7]. كما قامت عدة مؤسسات باستثمارات بحثية علمية حول النظرية، وساهمت عدة جمعيات في التعريف بها وإقرارها في برامجها وأنشطتها، وتم تقديمها عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.. وظهرت عشرات المقالات في مجلات وجرائد وصفحات الإنترنت..
وفي المغرب، كان الفضل للدكتور أحمد أوزي في التعريف بهذه النظرية وتقديمها أمام طلبته بكلية علوم التربية- الرباط، ووضع استراتيجية لتجريبها وتطبيقها من خلال نماذج وتجارب ميدانية[8].
ولعل هذا الحوار الذي نقدمه للقارئ من شأنه أن يفتح منفذا في مسار البحث السيكولوجي والتربوي في المغرب، خاصة وأنه يقدم إشارات قوية حول الجوانب البيداغوجية لنظرية الذكاءات المتعددة وآفاق البحث فيها مستقبلا.
نص الحوار:
سؤال: أنتم مشهورون في الولايات المتحدة من خلال تأسيسكم لنظرية الذكاءات المتعددة. ما هي الوقائع التي قادتكم إلى هذه النظرية؟
غاردنر: إن العناصر الأكثر أهمية هي نتائج البحوث التي توصلت إليها مع الأطفال العاديين والموهوبين، وكذلك مع معالجين راشدين تعرضوا لتلف دماغي[9]. ونتيجة لذلك أدركت أن القوة أو الضعف في مجال عقلي معين لا يسمح بالتنبؤ بأن الشيء نفسه يحدث في مجال عقلي آخر. وخلصت حينئذ إلى أن التصور المعياري للذكاء (والذي وفقه لا يوجد سوى ذكاء واحد، هو الذكاء العام) خاطئ. وبذلك وضعت ثمانية معايير لتحديد مفهوم الذكاء، وقمت بفحص عدة ذكاءات "مرشحة" بهدف التأكد أي منها يمكن أن تنطبق عليه تلك الخاصية/المعيار. وفي سنة 1985 أبرزت سبعة ذكاءات، واليوم ارتفع عددها إلى ثمانية أو تسعة.
سؤال: لقد أسستم مشروع الطيف Projet Spectre[10] الخاص بالكشف عن المهارات التي يتميز بها طفل ما في هذا الذكاء أو ذاك. حول ماذا يتعلق هذا المشروع؟
غاردنر: إنه برنامج تربوي يقدم للأطفال الصغار (بين 3 و6 سنوات) بيئة غنية وخصبة من شأنها أن تثير عددا كبيرا من الذكاءات، بحيث يمكن لهؤلاء الأطفال استكشاف هذا الوسط الذي يعتبر بمثابة متحف لهم أكثر مما هو حجرة فصل عادي، ومن خلال ملاحظة الطريقة التي يستثمرون بها مختلف المواد والعناصر المحيطة بهم، يمكن استنباط جانبيتهم في الذكاء[11]. هناك طبعا "مهام الطيف" الأكثر شكلية والمخصصة لتحديد أصناف الذكاءات القوية والذكاءات الضعيفة لطفل ما، سواء في ارتباطها مع الذكاءات الأخرى لدى نفس الطفل، أو بمقارنتها مع ذكاءات الأطفال الآخرين. لقد تم تحويل نتائج هذا التقييم إلى "جانبية الطيف" والذي يتضمن اقتراحات عملية حول الأنشطة التي يجب مباشرتها مع الطفل حسب جاذبيته الخاصة من حيث مكامن القوة والضعف.
سؤال: أليس هناك خطر الإخلال بالتوازن حين يتعلق الأمر بتفضيل أو تشجيع مجال للذكاء يوجد مسبقا وبقوة لدى طفل ما؟
غاردنر: ليس هناك أبدا ارتباط مباشر بين نظرية علمية وبرنامج تعليمي، فكل نظرية علمية حول الذهن الإنساني تقترح العديد من التطبيقات التربوية الممكنة، والتجربة وحدها يمكن أن تدل على نوع التطبيقات التي يكون لها معنى أو تلك التي لا معنى لها. وحتى أجيب بشكل دقيق عن السؤال، لا أعتقد أنه ينبغي تركيز الاهتمام على مجال خاص من القوة لدى الطفل. في الواقع، إن مسعاي ليس على الإطلاق تحويل الأطفال إلى عباقرة في المجال الذي يتفوقون فيه، بل ينبغي فقط اكتشاف ما هي مجالات القوة والضعف لديهم. وبعد ذلك تبقى لكل واحد، انطلاقا من تقييمه الخاص، الحرية في أن يقرر ما إذا كان يفضل الاهتمام أكثر بجوانب القوة أو بجوانب الضعف للطفل، أو يفضل تجاهل النتائج. وبالمقابل ليس هناك أي مبرر للاعتقاد بأن الشخص الذي يبدو ضعيف الذكاء في لحظة ما لا يمكن أن يصبح متفوقا، بل إن ملاحظة قصور في ذكاء ما من شأنه أن يدفع هذا الشخص كي يتصرف بحماس من أجل تطوير ذلك الذكاء، فهناك العديد من الأشخاص عوضوا نواقصهم الظاهرية بالعمل الجاد، بل وأحرزوا أحيانا تفوقا في تلك المجالات. وأكثر من ذلك، يمكنني أن أقدم مثالا شخصيا: فأنا دالتوني [مصاب بعمى لوني يحول دون التمييز بين الأحمر والأخضر] ولدي رؤية مجسادية Stréoscopique ناقصة، وأحتاج إلى عدسات قوية مقومة، ومع ذلك اخترت أن أكرس أطروحتي للدكتوراه حول الفنون البصرية وقضيت وقتا طويلا في الكتابة عن العالم البصري.
هكذا يبدو أن نظرية الذكاءات المتعددة ليست هي القائمة على الحتمية، بل، بالأحرى، أن الأفراد، الذين يلاحظون قصورا عاديا لديهم، عوض أن يقوموا بتعويض ذلك القصور، يعتبرون ذلك علامة تدفعهم إلى التنازل عن مكامن تفوقهم وإهمالها.
سؤال: أين يتحدد موقعكم داخل النقاش حول مسألة الفطري والمكتسب؟
غاردنر: على غرار معظم الباحثين في البيولوجيا أرفض التعارض بين هذين المصطلحين، وأعتبر أن كل سلوك إنساني محكوم بالعنصر الوراثي، ولكن، من جانب آخر، لا شيء يمكن أن يتحقق بدون وسط مناسب يمارس تأثيره ليس فقط منذ الولادة بل مع بداية العمل. لنأخذ الموسيقى كمثال: فأنا مقتنع بأن مورثات موزار كانت أكثر ميلا إلى الموسيقى عما هو الأمر عند معظم الأشخاص الآخرين، ولكن يمكن لبيداغوجية ماهرة أن تمكن أي كان من العزف على آلة موسيقية في مستوى عال من الإنجاز. لما بلغنا، نحن الأمريكيين، لأول مرة وجود أطفال يابانيين يعزفون بشكل رائع على الكمان، اعتقدنا أن ذلك يرجع إلى موهبة خارقة لديهم. لكن بعد ذلك اكتشفنا طريقة معلم الموسيقى الياباني شينيشي سوزوكي Shinichi Suzuki المعروفة بـ"تربية القدرات"، فأدركنا حينئذ بأن الأمر لا يتعلق بعبقرية الأطفال، بل يعود إلى الطريقة البيداغوجية، ذلك أن نجاح سوزوكي يرجع إلى كونه قام بتحديد العوامل التي تمكن من تطوير وتنمية الكفاءات الموسيقية لدى الأطفال الصغار، ومن هذه العوامل مثلا: خفة تحريك الأصابع في العزف على الكمان – أصناف المواضيع التي يمكن للأطفال التعرف عليها وإنشادها بسهولة- الميل إلى تقمص شخصيات رفاق أكبر سنا. وهكذا تيقنت بأنه يمكن التعامل مع كل الذكاءات الأخرى بنفس الطريقة التي نجح بها سوزوكي في تعامله مع مجال الموسيقى.
سؤال: ما هي بالضبط القيمة العملية لنظرية الذكاءات المتعددة في الحقل البيداغوجي.
غاردنر: ليست نظرية الذكاءات المتعددة غاية في ذاتها، بل هي أداة للمدرسين المتبصرين الذين يسعون إلى تطوير قدرات معينة لدى تلامذتهم. مثلا: إذا كنا نبتغي أن يكون الأطفال متخلقين فيما بينهم، سنحتاج إلى تنمية ذكائهم الشخصي[12]. بالإضافة إلى ذلك، طبعا، تمكن هذه النظرية من تحسين تقديم المواد الدراسية، مثلا: إذا كان على كل تلميذ أن يتلقى مادة التاريخ أو الجغرافية، فليس هناك أي مبرر كي يتعلم كل واحد هذه المواد بنفس الطريقة أو يخضع لنفس التقييم.
لقد مكن مشروع الطيف من تعيين جوانب التفوق المتميزة لدى العديد من الأطفال، وكان من الممكن أن تبقى مجهولة بدون ذلك؛ فأثناء القيام بإحدى التحريات مع فريقي في البحث صادفنا طفلا في السادسة من عمره، ينحدر من أسرة مفككة ويواجه خطرا كبيرا ناتجا عن الفشل الدراسي، وبحكم أن نتائجه لم تتغير خلال حصص التحضيري فقد قررت مدرسته إجباره على التكرار بعد شهرين من حضوره داخل فصلها. ومع ذلك فقد كان الطفل ناجحا بشكل يفوق الآخرين في فك وإعادة تركيب مواد مستعملة. بعد تصويره وهو يقوم بأنشطة عرضت سلسلة اللقطات المصورة على معلمته، وكم كان ذهول هذه الأخيرة كبيرا جراء ما رأت إلى درجة أنها لم تذق راحة النوم لمدة ثلاث ليال. منذ تلك اللحظة غيرت بشكل جذري نظرتها حول الطفل، وبدأت النتائج المدرسية لهذا الأخير تتحسن بشكل ملموس.
سؤال: ما هي ردود الأفعال التي خلفتها نظرية الذكاءات المتعددة؟
غاردنر: معظم علماء النفس، خاصة المحسوبين على القياس النفسي، عارضوا هذه النظرية. ويمكن فهم موقفهم بسهولة ما دامت نظرية الذكاءات المتعددة تهدد موارد عيشهم بل ومبرر وجودهم. لكن مقابل ذلك هناك علماء متخصصون. كالبيولوجيون مثلا، وجدوا في النظرية ما يكفي من الأهمية. علاوة على ذلك، كانت لنظرية الذكاءات المتعددة أصداء قوية داخل الوسط التعليمي الأمريكي، فأثناء العقد الأخير لم يحتل سوى عدد محدود من الأفكار التربوية نفس قيمة هذه النظرية بالولايات المتحدة. ولكن ذلك لا يعني تأييدا لها بالضرورة، فهناك الكثير من التطبيقات تبقى سطحية، كما أن جزءا من هذا التأييد كان في الواقع مجرد تقليعة.
إن نظريتي (حول الذكاءات المتعددة) تؤثر بشكل كبير في الممارسة التربوية لأنها تتفق مع الملاحظة الجماعية للمدرسين والآباء والتي تكشف عن وجود اختلافات بين الأطفال على الصعيد المعرفي. فكلنا يتوفر على عناصر تفوق وجوانب قصور متفاوتة في مختلف المجالات العقلية، لكن معظم الجهود في مجال التربية لا تعترف بوجود تلك الفروقات، وتشجع نمط التفكير القائم على اللغة والمنطق، وتلك بالضبط هي حالة التفكير الديكارتي/المنهجي العقلاني في فرنسا. وعلى النقيض من ذلك تنطلق مقاربتي من الجانبيات العقلية المختلفة، لذلك أقترح أن تأخذ التربية بعين الاعتبار هذه الفروقات لإنجاز تعليم بأعلى مستوى من الفعالية. فإذا أردنا توجيه التعليم إلى كل الأطفال، وليس فقط حصره على أولئك الذين يتوفرون على استعدادات منطقية ولغوية، ينبغي الأخذ بعين الاعتبار الاكتشافات التي توصلت إليها نظرية الذكاءات المتعددة.
وأخيرا، لم يكن للباحثين في حقل التربية موقف نقدي خاص تجاه النظرية، بل إن بعضهم سعى فعلا إلى تطويرها. كان ذلك هو هدف مجموعة من طلبتي المرموقين، أمثال: Tom Hatch – Mara Krechevsky – Mindy Kornhaber – Bruce Torff وغيرهم..
سؤال: تؤاخذون أحيانا أنكم لم تهتموا بما فيه الكفاية بصلاحية هذه النظرية، وبشكل خاص لم تحددوا مجموعة الاختبارات التي تمكن من تقييم هذا الذكاء أو ذاك.
غاردنر: إن مشروع الطيف هو مجهود لتقييم مختلف أصناف الذكاءات لدى الأطفال الصغار، ويمكن تكييفه ليتلاءم مع السنوات المبكرة. مبدئيا ليس لدي أي اعتراض لتقييم الذكاءات ما دام هذا التقييم يتم بطريقة عادلة ومنصفة، وليس بواسطة اختبار معياري من صنف اختبارات "الورقة والقلم". فإذا أردت مثلا تقييم الذكاء الفضائي لشخص ما فلا تقدم له اختبارا، بل علمه خط سير جديد ثم لاحظ بأية سرعة سيصل إلى التحكم في اتجاه السير وكيف سيقوم بتذكره.
هناك باحثون آخرون قاموا بتطوير اختبارات الذكاء، ولست من أنصار هذه الاختبارات، لكني أحكم عليها حسب حالة كل اختبار. وأعتقد أننا أمضينا وقتا طويلا في تقييم وتصنيف الأطفال، ولم نمنحهم سوى وقتا ضئيلا لمساعدتهم. لذلك، فالمبرر الوحيد، بالنسبة إلي، لتقييم الذكاءات هو مساعدة المتعلمين للتعلم بشكل جيد، وذلك بتوظيف الذكاءات الأكثر تفوقا وتقوية الذكاءات التي هي في حاجة إلى ذلك، في الوقت نفسه.
سؤال: كيف تنظرون إلى مستقبل البحث في الذكاءات المتعددة؟ ما هي المسالك التي يجب استكشافها والطرق المسدودة التي يجب تجنبها؟
غاردنر: أتمنى تطوير النظرية في اتجاهات مختلفة. لكن ما يهمني بشكل أساسي أن نفهم كيف يمكن لطفل استعمال ذكائه أو ذكاءاته بهدف التحكم الجيد في المواد الدراسية وأن يجد له مكانة داخل المجتمع وتطويرها.. علاوة على ذلك أتوخى مستقبلا اكتشاف ذكاءات أخرى وفهم الكيفية التي تشتغل بها. وأريد بطبيعة الحال أن أعرف بشكل جيد كيف يتم التعبير عن نفس الذكاء داخل مختلف الأوساط الثقافية. وأود كذلك معرفة كيف تتمكن الذكاءات المتعددة من الاشتغال بيسر وسهولة، وكيف يمكن تنميتها منفصلة عن بعضها وفي ارتباط بعضها البعض، وكذا استكشاف العلاقات الموجودة بين الذكاءات والابتكار والقيادة.
أما بالنسبة إلى الطرق المسدودة التي ينبغي تجنبها، أرى واحدة هي أهمها: لا ينبغي السعي من أجل المقارنة بين المجموعات بمصطلحات الذكاء (كالمقارنة بين الرجال والنساء أو بين المجموعات العرقية إلخ..) نظرا إلى المخاطر المترتبة على وقائع محرفة. وكمثال على ذلك، أنه في استراليا تم وضع لائحة لكل مجموعة عرقية، من خلال جزء من الأدوات المدرسية المعتمدة من طرف إحدى الولايات. وداخل كل لائحة تم تحديد الذكاءات التي تتفوق وتضعف فيها كل مجموعة بدون أي سند علمي. اعتبرت ذلك انزلاقا، وأعلنت موقفي في برنامج بالتلفزة الاسترالية. وفي اليوم التالي، مباشرة بعد تصريحي، قام الوزير الأول بإلغاء هذا "الخلط" التربوي الذي يتأسس على الوهم العلمي.

المصدر: حوار مع هاوارد غاردنر Howard Gardner
ترجمة وتقديم: عبد الواحد أولاد الفقيهي
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــ

[1] – ظهر الكتاب في نسخته الأمريكية الأصلية سنة 1983 بعنوان: Frames of mind : the theorie of multiple intelligence. وترجم إلى الفرنسية سنة 1997 تحت عنوان: Les formes de l’intelligence.
[2] – انظر نص التقرير في: هاوارد غاردنر، "طبيعة الفكر واللغة، مواجهة بين شومسكي وبياجيه"، ترجمة أحمد أوزي، مجلة علوم التربية، عدد 14، فبراير 1998، ص103-109.
[3] – Howard Gardner, Les formes de l’intelligence, Odile Jacob, Paris, 1997, p31.
[4] – المرجع نفسه، ص18.
[5] – لمزيد من التفصيل، انظر المرجع السابق، ص70- 74.
[6] – لمزيد من الاطلاع انظر:
H. Gardner, D, H. Feldman, M. Krechevsky (General Editors), Project Spectrum : Early Learning Activities, Teachers college, New York, 1998, p2-3.
[7] – من الكتب التطبيقية التي قدمت تجارب تعليمية بتطبيق نظرية الذكاءات المتعددة، نذكر على سبيل المثال لا الحصر:
Thomas Armstrong, les intelligences multiples dans votre classe, traduit de l’américain par : Jean Blaquière, Chenelière, Montréal, 1999.
Bruce Campbell, les intelligences multiples : Guide pratique, traduit par : Danièle Bellchumeur, Chenelière, Montréal, 1999.
[8] – أحمد أوزي، التعليم والتعلم بمقاربة الذكاءات المتعددة، منشورات مجلة علوم التربية، مطبعة النجاح الجديدة، 1999، الدار البيضاء.
[9] – نشير إلى أن هاوارد غاردنر، المزداد سنة 1943 أستاذ علوم التربية وعلم النفس بجامعة هارفارد وأستاذ علم الأعصاب في كلية الطب ببوسطن حيث اشتغل على أشخاص تعرضوا لحوادث وأمراض أصابت مناطق معينة من دماغهم.
[10] – داخل نص التقديم ومتن الحوار ترجمنا (Projet Spectre) بـ(مشروع الطيف). ونميل إلى اختيار هذه العبارة لأن كلمة "طيف" تدل على الصورة التي تحدث عند مرور الضوء الأبيض عبر موشور، ثم تفككه إلى سبعة ألوان مضيئة: (الأحمر – الأخضر – الأزرق – الأصفر – البرتقالي – البنفسجي – النيلي). وهذه الألوان السبعة تماثل كميا الذكاءات السبعة التي أبرزها غاردنر سنة 1983، وعلى ضوئها أسس مشروع الطيف سنة 1984، كما يوجد تماثل كيفي يتمثل في الاستقلال النسبي بين مجموع الذكاءات/الألوان.
[11] – على غرار بعض الباحثين في الحقل التربوي اخترنا لفظ (جانبية) كترجمة للفظ الفرنسي (Profil) انظر مثلا: المكي المروني، البيداغوجية المعاصرة وقضايا التعليم النظامي، منشورات كلية الآداب، الرباط، شركة الهلال العربية للطباعة والنشر، الرباط، 1993، ص151-152.
[12] – داخل الذكاء الشخصي يميز غاردنر بين: الذكاء التفاعلي (القدرة على فهم الآخر)، والذكاء الذاتي (القدرة على فهم الذات). انظر: الفصل التاسع من: Les formes de l’intelligence




م/ن



خليجية



خليجية




التصنيفات
منتدى اسلامي

الاعجاز العلمي في قوله تعالى: .

الإعجاز العلمى في قوله تعالى: فَاسْلُكِي سُبُلَ ربّكِ ذُلُلاً

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: (وَأوحَى رَبُّكَ إلى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ {68} ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {69}) [سورة: النحل ] .

تفسير ابن كثير

المراد بالوحي هنا: الإلهام والهداية، والإرشاد للنحل أن تتخذ من الجبال بيوتاً تأوي إليها، ومن الشجر ومما يعرشون, ثم هي محكمة في غاية الإتقان في تسديسها ورصها بحيث لا يكون في بيتها خللفتبني الشمع من أجنحتها وتقيء العسل من فيها, وتبيض الفراخ من دبرها, ثم تصبح إلى مراعيها.

وقال قتادة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم: (فاسلكي سبل ربك ذلاً) أي مطيعة, فجعلاه حالاً من السالكة, قال ابن زيد: وهو كقول الله تعإلى: (وذلناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون) قال: ألا ترى أنهم ينقلون النحل بيوته من بلد إلى بلد وهو يصحبهم.

تفسير الطبرى

القول ف*ي تأوي*ل قوله تعإلى: (وَأوحَىَ رَبّكَ إلى النّحْلِ أَنِ اتّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشّجَرِ وَمِمّا يَعْرِشُونَ ).

يقول تعإلى ذكره: وألهم ربك يا م*حمد الن*حل إيحاء إل*يها أنِ أتّ*خِذِي مِنَ ال*جبِ*الِ بُ*يُوتا وَمِنَ الشّجَرِ وم*مّا يَعْرِشُونَ يعن*ي: م*ما يبنون من السقوف، فرفعوها ب*البناء.

: ف*اسلكي سبل ربك ذُلُلاً يقول: مُذَلّلَةً لك، والذّلُل: جمع : ذلول ,ف*اسْلُكِي سُبُلَ رَبّكِ ذُلُلاً قال: لا يتوعّر عل*يها مكان سلكته. حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن : ف*اسْلُكِي سُبُلَ رَبّكِ ذُلُلاً قال: الذلول: الذي يُقاد ويُذهب به حيث أراد صاحبه، قال: فهم يخرجون ب*الن*حل ينت*جعون بها ويذهبون وهي تتبعهم. وقرأ: أول*مْ يَرَوْا أنّا خَ*لَقْنا لَهُمْ مِ*مّا عَمِلَتْ أيْدِينا أنْعاما فَهُمْ لَهَا مالِكُونَ وَذلّلْناها لَهُمْ…. الاَية.قتادة، قوله: ف*اسْلُكِي سُبُلَ رَبّكِ ذُلُلاً: أي مطيعة .

المقدمة

تنتمي عائلة النحل إلى رتبة غشائية الأجنحة وهي رتبة من رتب عالم الحشرات المثير. يحتوى هذا العالم على أكثر من مليون نوع من الحشرات المختلفة، والتي تتواجد في كل البيئات سواء بيئة مائية أو صحرأوية أو زراعية أو غيرها. توجد الحشرات على سطح الأرض منذ أكثر من 150 مليون سنة, بينما وجد الإنسان على سطح الأرض من حوإلى مليون سنة على أكثر تقدير حسب تحديد علم الأحفوريات لأقدم جمجمة على الأرض تم العثور عليها.

أما رتبة غشائية الأجنحة التى ينتمي إليها النحل فهي تشمل كل أنواع النحل والنمل والدابير.تميز هذه الرتبة بأن الأنواع التى تشملها هي حشرات إجتماعية ,أى تعيش في مجتمعات ويوجد على الأرض حوإلى 20000 نوع من النحل.ويعيش النحل في بيوت، في الجبال أو في الشجر أو في الخلايا التى يصنعها له الإنسان. ولقد ذكر القرآن الكريم ذلك في سورة النحل. تتميز أفراد النحل إلى ثلاثة أنواع هي: الملكة, الشغالات والذكور. يمكن أن يصل عدد أفراد الخلية من 40,000 إلى 60,000 فرد وتحكمهم ملكة واحدة, تستطيع السيطرة على الخلية والتحكم في أفرادها ليقوموا بعملهم على أكمل وجه بدون أى تمرد.

الطرق والوسائل المستخدمة

تم استخدام المجهر الإلكتروني الماسح لتصوير ملكة النحل والشغالات وذلك لمعرفة سلوكها والتعرف على بعض السبل التى سهلها الله لهذا الكائن المدهش. ولقد تم تصوير قرون الإستشعار والأرجل للوقف على كيفية إبداع هذا الكائن لعمله.

تم أيضاً استخدام المزارع النسيجية لبعض أنواع مرض السرطان لمعرفة هل يمكن أن تصنع النحلة أدوية ضد هذا المرض العين من إفرازتها داخل المعدة غير العسل، تم أيضاً تجريب مستخلص جسم النحلة ضد بعض أنواع الميكروبات.

تم أيضاً استخدام المجهر الضوئى لتصوير أجزاء مختلفة من جسم النحلة.

وسوف أحاول إن شاء الله إبراز وجه الإعجاز العلمي من خلال السبل والطرق التى سهلها الله للنحل في رحلتها من الخلية إلى الحقول لجمع الرحيق وحبوب القاح, وأيضاً في عودتها بعد جمع الرحيق إلى الخلية, ثم تتبع النحل داخل الخلية لتصنيع العسل وسوف أركز في ذلك على الأجزاء الآتية من جسم النحلة:

1-رأس النحلة: وسوف يتم التركيز على قرون الإستشعار والعين وأجزاء الفم.

2- صدر النحلة: التركيز على الأرجل والأجنحة. عنق النحلة: العضو الهندسي في الرقبة.

3- بطن النحلة: معدة النحلة, المركبات الكيميائية التى تنتجها النحلة مثل العسل ,العكبر, السم, الشمع و أخيراً مضادات السرطان.

خليجية

الملكة –الذكر- الشغالة

خليجية

الإعجاز في تركيب ملكة النحل

تعيش ملكة النحل من سنة إلى سنتين, وتضع كل يوم حوالي 2000 بيضة, وتستطيع تخزين الحيوانات المنوية التي حصلت عليها أثناء عملية التزاوج لعدة سنوات بدون أن تموت أو تضعف.

يبلغ حجم المخ واحد مليمتر مكعب واحد وتبلغ سعة ذاكرة النحلة خمس ذاكرة مخ الانسان فقط بالرغم أن حجم مخ الإنسان يزيد عن مخ النحلة بمقدار مليون و250 ألف مرة حيث يبلغ وزنه 1250 جرام . ويمكن أن تضع الملكة أكثر من 250,000 بيضة أثناء حياتها. ولعلنا نلاحظ كبر حجم بطن الملكة حتى تستطيع استيعاب هذا العدد الهائل من البويضات.

الإعجاز في التركيب الجيني للنحلة

في أحدث دراسة لمعهد أبحاث الجينات التابع للمعهد الصحة القومي وهو أكبر معهد للأبحاث في الولايات المتحدة الأمريكية, بينت هذه الدراسة أن جينات النحلة هي أكثر الجينات تشابها بجينات الإنسان. ولقد تم اختيار النحلة لهذه الدراسة لسلوكها العجيب الإجتماعي والبيئي والعصبي دوناً عن كل الكائنات الأخرى حيث تتفوق في ذلك على ذبابة الدروسوفيلا.

*&*تحياتي لكم*&* …………*&*…………*&* في أمان الله يالغاليات*&*




جزاك الله خيرا



جازاكي و كل المؤمنين باذن الله
منورة يا قمر



خليجية



بارك الله فيكي

الله يكتر من امثالك يارب




التصنيفات
منتدى اسلامي

الإعجاز العلمي في تحريم صلاة المرأة الحائض

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أثبتت الدراسات الطبية الحديثة أن حركات البدن والرياضة مثل الصلاة تفيد كثيراً النساء الحوامل، لأن المرأة المصلية عندما تؤدي السجود والركوع يزيد جريان الدم إلى الرحم.

بالإضافة إلى أن خلية الرحم والمبيض شبيهة بخلية الكبد التي تجذب كثيراً من الدماء.

ولا شك أن رحم الحامل يحتاج إلى الدماء الوفيرة لكي تغذي الجنين ولتصفية الملوثات من دمه، وعندما تؤدي الحامل الصلاة، فإنها تساعدها في إيصال الدم بوفرة إلى الجنين.

أما الحائض فإذا أدت الصلاة فإنها تسبب اندفاع الدم بكثرة إلى رحمها، مما يؤدي إلى فقدانه ونزوله في دم الحيض ولذلك حرمها الله ليحفظها من اشتداد النزف.

ويقدر حجم الدم والسوائل المفقودة من جسم المرأة أيام الحيض بـ 34 ملي لتر من الدم ومثله من السوائل، ولو أدت الحائض الصلاة فإنها تتسبب في هلاك الجهاز المناعي بجسمها؛ لأن كريات الدم البيضاء التي تقوم بدور مهم في المناعة، تضيع عبر دماء الطمث المفقودة من الجسم.

ونزيف الدم بصفة عامة يزيد من احتمالات العدوى بالأمراض، أما الحائضات فقد حفظهن الله سبحانه من العدوى بتركيز كريات الدم البيضاء في الرحم خلال الدورة الشهرية لكي تقوم بالمدافعة والحماية ضد الأمراض.

أما إن صلت المرأة أثناء الحيض فإنها تفقد الدماء بقدر هائل وتفقد معها كثيراً من كريات الدم البيضاء، مما يعرض سائر أعضاء جسمها مثل الكبد والطحال والغدة الليمفاوية والمخ للمرض.

وتظهر هنا حكمة منع الصلاة أيام الحيض للنساء حتى يطهرن، كما وصفه القرآن على انه أذى بقوله: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ" البقرة222.

بالإضافة إلى أن تحريك الجسم لا سيما في السجود والركوع، يزيد سيلان الدماء إلى الرحم ويسهل فقدانه هباءً، بالإضافة إلى ما يسببه من نقص الأملاح المعدنية من الجسم.

وينصح الأطباء في فترة الطمث بالاستراحة وتناول الوجبات الغذائية، لكي لا يضيع من الجسم الدم وسائر الأملاح الثمينة، وهنا تتضح أيضاً حكمة منع الصوم أيضاً للنساء في الحيض.

كما يؤكد الطب ضرر ممارسة الرياضة والأعمال الشاقة بالنسبة للحائض.

ومن الأعراض المَرَضية التي تصيب النساء قبل الطمث، الإعياء والألم في الثدي ووجع الظهر والأرجل والإمساك أو الإسهال والصداع والرغبة في التبوُّل وغيرها، كما تكون المرأة عصبية في هذه المدة، وتشتد هذه الأعراض بين المرضى الذين يعانون من الربو والحساسية.

وللصلاة فوائد لا تحصى، إذا أداها من يعاني من الاضطرابات النفسية مثل النساء اللاتي اقترب موعد دورتهن الشهرية، كما أن الوضوء بالماء البارد يبرد الجسم والنفس والجهاز العصبي.

وتبين الدراسة أن وضع القدمين في الماء البارد يبرد الجسم كله، وتظهر هذه البحوث حكمة قول النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة والوضوء عند الغضب واليأس، وإن اجتمع الوضوء والصلاة والصوم في آن واحد لا غرو أنها تمنح شفاءً كاملاً للسيدات اللاتي يعانين من أعراض المرض، قبل الدورة الشهرية.

ولا يوجد في الطب الحديث علاج مفيد لجميع الأعراض المرضية التي تعاني منها السيدات قبل الطمث واضطراباته.

لا إله إلا الله




جزاكي الله خيرا اختي



خليجية



آية بسملة .. آمين يارب منوره آية بسلمة مشكوره ع الردود الحلوه تُسعديني بها

السلفية .. آمين يارب شكراً أختي و الله يسلمج

سبحان الله العظيم




سبحان الله معلومات قيمة ورائعة ..

وفعلاً عندما نقوم بمجهود جسدي أثناء الحيض , يحدث لنا غزارة في الدم .

مشكورة يـ أختي ربي ينورك

اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض




التصنيفات
التربية والتعليم

بين الثقافة والتأصيل العلمي

خليجية
خليجية
♥♥
بسم الله الرحمن الرحيم

بين الثقافة والتأصيل العلمي
في زحمة الصحوة العلمية في واقعنا قد نغفل عن " التأصيل العلمي" وننطلق نحو " الثقافة العلمية ".. وعندما تتأمل بعين الإنصاف ترى جموعاً من الشباب قد ساروا نحو الدورات العلمية للالتحاق بها ، مع أن بعضهم قد لا تناسبه ؛ لمخالفتها لحقيقة " التأصيل العلمي" له ، فقد تناسب غيره أما هو فلا .
~——–~
وترى آخرين يزورون المكتبات لشراء الكتب ، واقتناء المجلدات ، وياليت هذا الحرص مبني على قانون " التأصيل " بل في الغالب على مجرد القراءة و " الثقافة العلمية " .
وأيضاً في " زيارة المواقع العلمية على الإنترنت " تتعجب من كثرة الوقت الذي يقضى على النت على حساب " التأصيل العلمي" مع أن الزائر لها لن يُعدم الفائدة ، ولكنها " ثقافة علمية " .
وانظر لواقع " الشريط الإسلامي" تجد " الكثرة العجيبة " والإقبال على سماعها ، ولكن بدون النظر إلى مطابقتها " للتأصيل العلمي" في غالب الأوقات ، وإنما مجرد استماع ؛ أي : " ثقافة " .
وفي الحقيقة : الأمثلة كثيرة التي تؤكد بكل جلاء غياب " التأصيل العلمي" عند كثيرين من محبي العلم ، ولذلك لا ترى بعد مدة " طالب علم " متين العلم ، واسع الاطلاع ، قوي التأصيل ، وإنما تجد " مستقيم " عنده معلومات متفرقة ؛ أعني " ثقافة علمية " ..
~——–~
فيا من سلك مسلك التعليم والتدريس : احرص على تأصيل العلم في نفوس طلابك ، وليتعودوا منك ذلك .. ويا من سلك طريق العلم : الزم الجادة ، وسر على نهج السلف ، واحذر " ثقافة " لا تخرجك " عالماً " .

منقول




خليجية



خليجية

منؤوؤورة حوبي




التصنيفات
منوعات

الاساس العلمي لنظام الريجيم لرشاقتك

عليك أن لا تجوع نفسك لكي تحصل على جسم نحيل

ماذا لو قلت لك بأن الوجبات قليلة السعرات الحرارية سوف تجعلك بدينا على المدى الطويل وهناك طريقة بسيطة ومحيرة تجعلك تأكل كثيرا وتحرق دهون أكثر.

أعرف أن الأمر يبدو غريبا من وجهة النظر المعتادة، ولكن قد تم تغذيتك فكريا على مدى سنين طويلة بأنه يتعين عليك تجويع نفسك للحصول على جسم نحيل، وأنت الآن على وشك أن ترى الأسس العلمية لهذا الأمر، ولدينا النتائج الواقعية من أجل إثباتها من خلال ما يلي.

لقد تعلمنا أنه للتخلص من الدهون، فإن قوانين توازن الطاقة والديناميكا الحرارية تعلن أنه يجب عليك أن تستهلك سعرات حرارية أقل أكثر من التي تحرقها. للأسف، لا توجد طريقة لذلك. لا يوجد شيء يعني "السعرات تعتبر غير هامة"، هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق، وإذا سألت أي عالم فسيقول لك نفس الشيء.

يجب أن يكون لديك "نقص في السعرات" لحرق الدهون من جسمك. وعلى الرغم من ذلك، فإن العيب الجسيم في برامج التغذية المعتادة أن نقص السعرات الحرارية عدائي جداً أو قاسي جداً.

هل أخبرك أحد من قبل أنه لكي تحصل على جسم نحيل، يجب عليك أن تأكل 1200 سعرة حرارية في اليوم أو 1000 سعرة حرارية في اليوم أو حتى أقل؟ هل ضقت من قبل بعدم وجود نتائج؟ أخبرت نفسك أنه من الصعب أن تأكل أي شيء، بسبب أنك كنت مكتئب لتقليل الكميات التي تتناولها بسرعة بقدر الإمكان؟

بكل تأكيد سوف تؤتي ثمارها في البداية بسبب أن هناك عجز كبير في السعرات الحرارية في البداية ولكن هذا لن يستمر طويلاً، ودائما ما يقال لك بأنه لتخفيض الوزن عليك بممارسة الرياضة:

وعندما تحد من السعرات الحرارية فإن الجسم سوفي يتكيف.

حسنا تعتبر الوجبات نوع من ذلك، أليس كذلك؟

إنك تغذي نفسك بوجبة ذات سعرات حرارية منخفضة فهي تخفض بعض الوزن في البداية ثم يحسب جسمك ما تستمر فيه. فإن جسمك لا يعي أنك تريد أن تبدوا في مظهر جيد في بدلة رسمية؛ بل إنه يعتقد أنك تخضع لهجوم! يعتقد جسمك أنك تموت جوعا!

وعندما تضفي شيئا زائدا على جسمك (مثل زيادة الأكل) ينخفض معدل الأيض من أجل حمايتك. وتسمى آلية الدفاع هذه "الاستجابة إلى الجوع".

وعندما يدخل جسمك في حالة الجوع إليك بعض النتائج التي تترتب عن ذلك:

يطلق جسمك القليل من الإنزيمات التي تحرق الدهون وتحرر الدهون مثل محللات الدهون الحساسة للهرمونات ومحللات البروتين الدهني
"lipase and lipoprotein lipase"
تطلق خلاياك الدهنية القليل من هرمون اللبتين Leptin والذي يكون بمثابة الإشارة التي تخبر الدماغ بأنك في حالة شبع ولم تعد تشعر بالجوع (فهو هرمون مضاد للجوع).
تتحطم هرمونات حرق الدهون بما في ذلك مستوى T3، حيث أن T3 هي الشكل النشط من هرمون الغدة الدرقية وهو "الهرمون الهام المنظم لعملية الأيض" والذي من المؤكد أنك قد سمعت عنه من قبل.
تفقد عضلاتك. العضلة عبارة عن نسيج أيضي نشط، مما يعني أن العضلة تستهلك الكثير من الطاقة للحفاظ على نفسها. وعندما تجوع فإنك تكون في "أزمة طاقة"، لذا فإن العضلة هي آخر شيء تحتاج إليه. فتصبح العضلة أكثر انبساطا ويعمل جسمك على تآكل نسيج الجسم اللين.
خروج هرمونات الشهية عن السيطرة. عندما تشعر بالجوع فإن جزء من الدماغ يسمى المهاد التحتاني (الهيبوثالامس) فإنه يعمل على فك وتغيير مفتاح الشهية، وأحيانا إلى درجة أن تصبح شديد الجوع ولا تستطيع محاربة هذه الرغبات الملحة بقوة إرادة.
مما سبق نستنج: يستحيل هرمونيًا وأيضيًا وفسيولوجيًا تحقيق فقدان مستمر للدهون عن طريق تجويع نفسك.

وهذه هي الحقيقة العلمية الهامة التي يقوم عليها نظامنا

أي برنامج منخفض السعرات الحرارية قد يعمل خلال وقت قصير، ولكن "شهر العسل" لن يستمر طويلا.

فالقليل من السعرات الحرارية قد تجعلك أكثر بدانة. وفي النهاية فإنهم يؤدون إلى استعادة الأكل والوزن بشكل صاخب وتنتهي بعضلات أقل وعملية أيض أقل بشكل أكبر مما بدأت به.

لحقيقة هي :"لا يجب عليك أن تجوع نفسك للحصول على جسم لين، في الحقيقة يمكنك أن تأكل المزيد وتحرق الكثير من الدهون"

وهنا بعض الإرشادات لتحقيق ذلك:

1. تجنب الوجبات منخفضة السعرات الحرارية.

قبل أن تبدأ الرجيم أنظر إلى السعرات الموصى بها. فإنك سوف تكتشف أنه في معظم الحالات مطلوب منك أن تقسم سعراتك إلى مستويات التجويع (1200 أو أقل بالنسبة للسيدات و 1800 أو أقل بالنسبة للرجال ويحتاج الناس التي تبذل مجهود إلى المزيد. وهذا غير موجود في نظامنا الغذائي الحياتي

2. تأكد أن امتصاص السعرات الحرارية معدلة.

استنادا إلى مستوى النشاط الخاص بك والعمر وجنس، تحتاج السعرات الحرارية الخاصة بك لتكون أقل أو أكثر من الشخص المتوسط. وإذا أوصى برنامج رجيم بنفس الكمية لكل شخص، فإن ذلك مثير للقلق. قد يكون مناسباً لشخص ما ولكن يعتبر تجويع بالنسبة لك.

3. تخفيض سعراتك الحرارية للأقل من الحفاظ على المعيشة.

قم بخفض سعراتك الحرارية على نحو واقي- فقط حوالي 20 % أقل من مستوى الصيانة اليومية. انخفاض السعرات الحرارية الخفيف لا يسبب الاستجابة للجوع كثيرا.

فعلى سبيل المثال: إذا كنت سيدة وتحتفظين بوزنك عند 2150 سعرة حرارية كل يوم، فإن 20 % عجز هو 1720 سعرة حرارية كل يوم (صحيح). وفي الرجيم التقليدي فإنك تخفضين حتى 1000 أو 1200 سعر حراري كل يوم أو أقل دون التأكيد على التدريب (غير صحيح). في حين أن القاعدة الذهبية لنظامنا هي عدم الجوع

4. زيادة العجز في سعراتك الحرارية عن طريق زيادة النشاط

إذا أردت تخفيض سعراتك الحرارية أقل من المحافظة، فكيف تستطيع خفض دهون الجسم دون عملية استمرار العملية للأبد؟ ببساطة فإنك تحرق المزيد من السعرات الحرارية و تعمل على زيادة العجز عن طريق ممارسة نشاط. (ليس بسيط بالنسبة للمخ)

أولا: إذا لم تمارس نشاط الآن، يجب عليك أن تحاول كل ثلاثة أيام من الأسبوع ممارسة تدريب القوة بالأوزان.

ثانيا: يجب عليك ممارسة التدريبات البدنية المجهدة ثلاث مرات أسبوعيا لتقوية الأوعية الدموية من متوسطة إلى قوية. وهذا يصلح لتقوية العضلات والأوعية وليس لإنقاص الوزن.

ثالثا: إذا أردت أن تسرع من فقدان المزيد من الدهون، أو إذا أردت أن تكسر مستوى التقدم، فإنك تزيد من نشاطك حتى عن طريق إضافة جلسات قلبية إضافية أو زيادة كثافة أو مدة تدريباتك الحالية.

وهذا يساعدك في الحصول على مزيد من النشاط الجسمي بشكل عام والمشاركة في الهوايات الجسمية، والرياضة أو الأنشطة المسلية التي تمتعك.

الحقيقة:
يكمن السر الأساسي لفقد الدهون بشكل دائم في أن تحرق الدهون ولا تحرم نفسك من الدهون. هناك بعض الأنشطة التي يسميها أطباء علم الوظائف اليوم (تدفق الطاقة) وهذه طريقة جذابة لقول (كل كثيرا واحرق كثيرا) (وبدلا من أن تأكل القليل ورياضة أقل) وهذا أساس فلسفة حرق الدهون.




التصنيفات
منتدى اسلامي

مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي

مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي

خبَّاب بن مروان الحمد

الحمد لله ربِّ العالمين حمدًا يليق به، وأصلي وأسلم على رسوله محمد صلاةً وسلامًا دائمين أبدين ما تعاقبَ الليلُ والنهار، وأترضَّى عن الصحابةِ الأخيار، الذين دعوا إلى الله – تعالى – فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا، وأزكى تحيةٍ وسلامٍ ورضًا من القلب المحب لآل بيتِ رسول الله – رضي الله عنهم أجمعين – وجمعنا وإياهم في جنَّاتِ النعيم.

أمَّا بعد:

فليس هنالك شيءٌ أحلى، ولا وقتٌ أثمن، من قضاءِ الأوقات في مجالسةِ الكتاب، ودوام الاطِّلاع في كتب علماء الإسلام، وإنعاش النفسِ بعلمهم، وقضاء الساعات الطوال بقراءة معارفهم.
إنَّ الطالبَ النهم للعلمِ يعرفُ كيف يتعامل مع كتبِه ومدوناته، ويدركُ كيفية وضع الخط العلميَّة التي يستفيدُ منها أمدَ الدهر في وقتِ حياته.
إنَّ تعاملَ طالبِ العلم مع كتب العلم يحتاجُ لصبرٍ ومُصابرة، وعزيمةٍ ومثابرة، وهو بحاجةٍ كذلك لأهلِ العلم الذين يفتحون له ما استغلقَ فهمه من الكتب، وإلى مدةٍ وطولِ زمان في النهلِ من هذه العلوم.

أَخِي لَنْ تَنَالَ الْعِلْمَ إِلاَّ بِسِتَّةٍ — سَأُنْبِيكَ عَنْ تَفْصِيلِهَا بِبَيَانِ
ذَكَاءٍ وَحِرْصٍ وَاجْتِهَادٍ وَبُلْغَةٍ — وَصُحْبَةِ أُسْتَاذٍ وَطُولِ زَمَانِ

وإنَّ ممَّا ينسب للإما محمد بن إدريس الشافعي قوله: "العلم بطيء اللزام، بعيدُ المرام، لا يُدرك بالسهام، ولا يُرى في المنام، ولا يورث عن الآباءِ والأعمام، إنما هو شجرةٌ لا تصلحُ إلا بالغرس، ولا تغرس إلا في النَّفس، ولا تسقى إلا بالدَّرس، ولا يحصل إلا لمن أنفقَ العينين، وجثا على الركبتين؛ ولا يحصل إلا بالاستناد إلى الحجرِ وافتراشِ المدر، وقلة النوم، وصلة الليلِ باليوم، انظر إلى من شغلَ نهارَه بالجمْع، وليلَه بالجماع، أيخرجُ من ذلك فقيهًا، كلا والله حتَّى يعتضدَ الدفاتر، ويستحصلَ المحابر، ويقطعَ القفار، ولا يفصل في الطلبِ بين الليل والنهار".

مَا الْفَخْرُ إِلاَّ لِأَهْلِ الْعِلْمِ إِنَّهُمُ — عَلَى الْهُدَى لِمَنِ اسْتَهْدَى أَدِلاَّءُ
وَقَدْرُ كُلِّ امْرِئٍ مَا كَانَ يُحْسِنُهُ — وَالْجَاهِلُونَ لِأَهْلِ الْعِلْمِ أَعْدَاءُ
فَفُزْ بِعِلْمٍ تَعِشْ حَيًّا بِهِ أَبَدًا — النَّاسُ مَوْتَى وَأَهْلُ الْعِلْمِ أَحْيَاءُ

يكفي لطالب العلم شرفًا ما جاء عن قيسِ بن كثير قال: "قدم رجلٌ من المدينة على أبي الدَّرداء وهو بدمشق، فقال: ما أقدمك يا أخي؟ فقال: حديثٌ بلغني أنَّك تحدِّثه عن رسولِ – الله صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: أما جئتَ لحاجة؟ قال: لا، قال: أما قدمتَ لتجارة؟ قال: لا، قال: ما جئتَ إلا في طلبِ هذا الحديث؟ قال: فإنِّي سمعتُ رسولَ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: ((من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا سلك الله به طريقًا إلى الجنَّة، وإنَّ الملائكةَ لتضع أجنحتَها رضا لطالبِ العلم، وإنَّ العالم ليستغفرُ له من في السَّمواتِ ومن في الأرض، حتَّى الحيتان في الماءِ، وفضلُ العالم على العابد كفضلِ القمر على سائرِ الكواكب، وإنَّ العلماء ورثة الأنبياءِ، وإنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، إنَّما ورَّثوا العلمَ، فمن أخذَ به أخذ بحظٍّ وافر))"؛ أخرجه الترمذي بسند صحيح.

بيد أنَّ نيل لذَّة العلمِ لن تكون إلاَّ باختلاف الطرق والأساليب لتلقي العلوم بنهَمٍ ولذة، لكي تقبل قلوبُ الراغبين على هذا العلمِ الشريف، وترتقي به ليصلوا إلى المنارِ المنيف، وينهلوا من علومِه اليسير والثقيل والخفيف والظريف.

ولعلَّ من الأساليبِ التي يمكن أن تكون شكلاً من الأشكال العلمية، ومشروعًا من مشاريعِها الرائدة، التي يمكن أن تفيدَ طالبَ العلم فائدةً كبيرة؛ حيث مرَّ بها عددٌ من طلابِ العلم والعلماء، وقد أفدت من بعضِها، ورغبت أن أضعَها بين يدي إخواني من طلبةِ العلم لعلَّها تفيدهم، ولعلَّ من لديه مزيد فائدة يراسلني في ذلك ويقترح شيئًا مفيدًا من هذا القبيل، وعلى الله التكلان، ومنه الحول والطول، وهو الهادي جلَّ في علاه.

قبل كل شيء: العلم هو الخشية:
في كتاب الله – تعالى – آيةٌ فيها عظة لمن اتعظَ وعبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، تدلُّ على ضرورةِ مقارنة العلمِ بالخشية، فلا علم بالله إذا لم تكن معه خشية، فالله – تعالى – يقول: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر : 28]، وحينما امتدح الله – تعالى – أهلَ العلم قال في حقِّهم: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ [الزمر : 9]، لكن السباق في هذه الآيةِ ضروري فكما يقول علماءُ التفسير: لن يُفهم السياقُ للآية كاملة حتَّى يُرى سباقها ولحاقها فيعلم حينئذٍ معنى سياقها، فالآيةُ الكريمة تبتدئ بقولِه تعالى: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ [الزمر : 9]، فقرن الله – تعالى – العلمَ بخشيته – تعالى – وبعبادتِه – سبحانه – قائمًا بالليل قانتًا خاشعًا يرجو ما عند الله من رحمةٍ، ويحذر ما عنده من عذاب.

ولطالما سمعنا أقوالَ الصحابة الكرام – رضي الله عنهم – حينما قالوا: "كفى بخشيةِ الله علمًا، وكفى بالاغترارِ به جهلاً"؛ كما يقولُه أبو الدرداء – رضي الله عنه – ويقول ابنُ مسعود – رضي الله عنه -: "العلم هو الخشية"، فهكذا عرف أهلُ العلم معنى العلم الحقيقي.

قراءة في كتاب مختصر نافع خلال جلسة حتى النهاية:
يقول الشيخ محمد البشير الإبراهيمي في آثاره (1/72): "إنَّ شبابنا المتعلِّم كسولٌ عن المطالعة، والمطالعةُ نصفُ العلم أو ثلثاه، فأوصيكم يا شبابَ الخير بإدمانِ المطالعة والإكباب عليها، ولتكن مطالعتكم بالنظامِ حرصًا على الوقتِ أن يضيع في غير طائل، وإذا كنتم تريدون الكمالَ فهذه إحدى سبلِ الكمال".

هنالك فكرةٌ جميلة، وطريقة علمية عمليَّة، يمكن بالفعلِ السير على منوالِها، والاستهداء بطريقتها، وهي أن يجتمعَ أربعةٌ من طلبةِ العلم نهاية أو وسط كلِّ أسبوع بحسبِ انتهاء مشاغلِهم، ويقعدوا خلال جلسةٍ واحدة لا تتعدَّى الخمسَ ساعات، ويقوموا أسبوعيًّا بقراءةِ كتابٍ كامل من كتب العلم؛ فمرَّة في التفسيرِ، وثانية في الحديث، وأخرى في العقيدة، ورابعة في الأدب، وخامسة في المصطلح.

ويمكن لعددٍ من الإخوة أن يتفقوا على قراءة كتاب الأسبوع في ليلةٍ مسائية جميلة وتحت ضوء القمر، أو على ضوء النَّارِ المشتعلة من الحطب، أو في مكتبة علمية.

ويقومُ طلبةُ العلم بوضع خطَّة مبرمجة، ويمكنهم أن يقرؤوا خلالَ هذه القعدة الطويلة كتابًا كاملاً، ولا يستغربنَّ أحدٌ ذلك، فهنالك عدَّة كتب يمكن مطالعتها ومراجعتها بهذه الطريقة.

ويمكن بعد الانتهاءِ من قراءة هذا الكتاب خروج الإخوة طلبة العلم منه بفوائد عدَّة ومنها: التعرف على الكاتب وعصره وأسلوبه في الكتابة – أهمية الكتاب ومكانته في العلم – منهج الكتاب – القيام بمناقشةِ الفوائد التي استفادوها أثناء مطالعتِهم مع ذكر النقاط والعناصر الأساسية التي يحتويها الكتاب – تركيز خلاصات الكتاب.

قراءة ومذاكرة لكتاب كامل من كتب المطولات:
إنَّ من الخطِ الجميلة لطالب العلم بعد أن يجاوزَ المرحلة الأولى في طلبه للعلم، أن يتفقَ مع عدد من طلبةِ العلم الأكابر أو المتقدِّمين لجرد المطوَّلات، واختيار يوم واحد يناسبُهم جميعًا وقراءة كتاب معًا، مع البحثِ معًا في ما يشكل عليهم أثناء وجودِهم في مكتبة أحدهم أو اصطحاب الأجهزة التقنيَّة الحديثة المحمولة (اللابتوب، آيبود، آيباد) لبحثِ ما يشكلُ عليهم.

ولقد كانت هذه سنَّة وطريقة لسلفِنا وعلماء المسلمين، فلقد ذكرَ في ترجمة "الفيروز آبادي" صاحبِ القاموس أنَّه قرأ صحيحَ مسلمٍ في ثلاثةِ أيام بدمشق وأنشد:

قَرَأْتُ بِحَمْدِ اللهِ جَامِعَ مُسْلِمٍ — بِجَوْفِ دِمَشْقَ الشَّامِ جَوْفٍ لإِسْلاَمِ
عَلَى نَاصِرِ الدِّينِ الْإِمَامِ ابْنِ حَنْبَلٍ — بِحَضْرَةِ حُفَّاظٍ مَشَاهِيرَ أَعْلاَمِ
وَتَمَّ بِتَوْفِيقِ الْإِلَهِ وَفَضْلِهِ — قَرَاءَةُ ضَبْطٍ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامِ

وقرأ الحافظُ العراقي صحيحَ مسلم على محمد بن إسماعيل الخبَّاز بدمشق في ستةِ مجالس متوالية.

وقرأ في آخرِ مجلسٍ منها أكثرَ من ثلث الكتاب، وذلك بحضورِ الحافظ زين الدين بن رجب وهو يعارض بنسختِه.

كَرِّرْ عَلَيَّ حَدِيثَهُمْ يَا حَادِي — فَحَدِيثُهُمْ يَجْلُو الْفُؤَادَ الصَّادِي

ولعلَّه من ضمنِ المقترحات المفيدة في هذا المجال كذلك قيام كل واحدٍ من طلاب العلمِ الذين اجتمعوا على مطالعته، باختصارِ كتابٍ من كتب المطولات؛ بحيث يقومُ كلُّ طالب بعرض ملخصه ويتم مناقشة بقيةِ الطلاب لهذا الملخصِ بالتناوب، على ألا تتعدَّى هذه القعدةُ الساعتين، فيستفيد طلابُ العلم من تعلم طرق تلخيصِ وتركيز كتب المطولات، ويتعلمون أيضًا كيفيةَ مناقشة هذا التلخيص واستخلاص النتائجِ، ثم يصلوا في النهايةِ إلى صيغة نهائية مجمعة من تلك الملخصات لهذا الكتاب المطوَّل.

قراءة كتاب في البيت والالتقاء مع بعض الرفاق أسبوعيًّا لمناقشة ما فيه:

مَا تَطَعَّمْتُ لَذَّةَ الْعَيْشِ حَتَّى — صِرْتُ لِلْبَيْتِ وَالْكِتَابِ جَلِيسَا
لَيْسَ شَيءٌ عِنْدِي أَعَزَّ مِنَ الْعِلْ — مِ فَمَا أَبَتَغِي سِوَاهُ أَنِيسَا

يقول الأديب عبَّاس العقَّاد: "أحبُّ الكتابَ لا لأنَّني زاهدٌ في الحياةِ، ولكن لأنَّ حياة واحدة لا تكفيني".
ويقول الدكتور المفكِّر الإسلامي عبدالكريم بكَّار: "ما الفرق بين المتعلِّم والأمي إذا كانا كلاهما لا يقرآن كتابًا؟!".

إنَّ مَن لديه نهمٌ ومحبة شديدة للقراءةِ فعليه أن يتعاملَ مع الكتاب بعدَّة طرق تحبِّبه إليه، وهنالك طريقة مجرَّبة؛ وهي تحديدُ كتاب من الكتبِ المنهجية والمهمة في جميعِ علوم الشريعة، والاتفاق على أن يُقرأَ في الأسبوعِ منها ما مقداره مائة وخمسون صفحة، فيقرأ الشَّخصُ وحده عشرين صفحةً في البيت قراءةَ تدقيقٍ وتأمل وتدبر، ويبحث ما أشكلَ عليه، ثم يجتمعُ هو وأقرانُه وخلاَّنه من طلبةِ العلم، وأحبِّذُ أن يكونوا خمسةَ أشخاصٍ على درجةٍ من المستوى العلمي، فيتداولون النقاشَ فيما قرؤوه، فهذا يبينُ لهم فائدة مهمة فقهية استوقفته، وهذا يطرحُ إشكالاً فيتباحثون في حلِّه، وذلك ينبه على وهمٍ وقع للمؤلِّف، وآخر ينبه على نكتةٍ بديعة في الكتاب، وهكذا، ثمَّ بعد ذلك يختمون جلستَهم مثلاً بالقراءةِ لمدة ساعتين في كتابٍ من الكتب العلمية اللطيفة؛ مثل جامع العلوم والحكم، أو الآداب الشرعية لابن مفلح، أو غيرهما.

الاهتمام بشبكة المعلومات (الإنترنت) وسماع دروس أهل العلم:
للنفسِ إقبالٌ وإدبار، وحالةُ نشاطٍ وهمَّة، وكسل وارتخاء، وطالبُ العلمِ متجدد دومًا مع العلم، ولا يجعلُ نفسَه مسرحًا لفوضى الأفكار، ولا لمستنقعاتِ الوساوس، بل يحرصُ على التجدد والتجديد، وهذا دأب العلماء – رحمهم الله تعالى – فلا كسل ولا فتور.

اطْلُبِ الْعِلْمَ وَلاَ تَكْسَلْ فَمَا — أَبْعَدَ الْخَيْرَ عَلى أَهْلِ الْكَسَلْ
لاَ تَقُلْ قَدْ ذَهَبَتْ أَرْبَابُهُ — كُلُّ مَنْ سَارَ عَلَى الدَّرْبِ وَصَلْ
فِي ازْدِيادِ الْعِلْمِ إِرْغَامُ الْعِدَا — وَصَلاَحُ الْقَوْلِ إِصْلاَحُ الْعَمَلْ

في الشبكة العنكبوتية خير كبير، وشر مستطير، والعاقل هو الذي يحسنُ التعامل معها، ويهيئ نفسَه للاستفادةِ منها قدر الإمكان، وأقترحُ أن يخصِّصَ المرءُ لنفسِه يوميًّا ساعةً كاملة، يستمع فيها لشروحِ العلماء المتناثرة في عددٍ من المواقع، ولعلَّ من أشهرها موقع: طريق الإسلام، والبث الإسلامي، والشبكة الإسلامية.

وهنالك الكثيرُ من طلاب العلم لا يستطيعون السفرَ والرحلة في طلبِ العلم عند من اشتُهر بالعلم والفضل، ويتمنَّى أن يجلسَ بين أيديهم ويطلب علومَهم، لكنَّه لا يقدرُ على ذلك، فما لا يترك كله لا يترك جله.

وفي السيارة طلب للعلم كذلك:

سَأَضْرِبُ فِي طُولِ الْبِلاَدِ وَعَرْضِهَا — لِأَطْلُبَ عِلْمًا أَوْ أَمُوتَ غَرِيبَا
فَإِنْ تَلِفَتْ نَفْسِي فَلِلَّهِ دَرُّهَا — وَإِنْ سَلِمَتْ كَانَ الرُّجُوعُ قَرِيبَا

أعرفُ بعضَ الإخوة من طلبة العلم ممن يعملون في مكانٍ واحد وبيوتهم متقاربة إلى حدٍّ ما، يجتمعون معًا أو يمر أحدُهم على الآخرِ ويقرؤون كتابًا في الذهابِ والإياب، مع مناقشة فيما بينهما، فلا يشعرون بمللِ الطريق خصوصًا إن كان طويلاً.

فبعضهم أنهى قراءةَ كتاب "تيسر العلام شرح عمدة الأحكام" كاملاً أثناء ذهابِه هو وأخ له في العمل.
وآخر سمع أغلب أشرطةِ المشايخ الفضلاء؛ كالشيخ ابن عثيمين، ومحمد الدو الشنقيطي، وسليمان العلوان، وأشرطة الشيخ محمد المنجد، أثناء قيادته للسيارة.
ولربما يستمعون الأشرطةَ مرتين أو ثلاثًا؛ لتثبتَ المعلومةُ في أذهانهم؛ لأنَّ المرء أثناء قيادتِه للسيارة قد يسرحُ أحيانًا أو يغفل بسببِ اهتمامه بقيادة السيارة، والآن هنالك (سيديهات) يستطيعُ أن يجمعَ طالبُ العلم فيها كلَّ أشرطةِ أحدِ العلماء ويستمع إليها لمدةِ شهر أو شهرين بحسب خطَّة يضعها لنفسِه، وتناسب تنقلاتِه في الطرق والشوارع.
فخذ لنفسِك خطَّة علميَّة تستمع فيها لمحاضراتِ أحد العلماء أو الدعاة النافعين بكاملها، وكذلك سلسلة من الدروس العلميَّة، خصوصًا إن كنتَ في طريق طويل وتحتاجُ إلى شيء تستغل وقتك فيه.

ساعات الانتِظار مجال للقراءة:
كثير منَّا مَنْ يتعرَّضُ لساعات الانتظار في المرافقِ العامة أو المستشفيات – عافانا الله وجميع مرضى المسلمين – فأجمل بطالب العلم أن يستغل هذه الأوقاتِ بالاستغفار والأذكار، ويعقب ذلك بمطالعةِ كتاب الجيب، وهو كتيب صغير يضعُه في جيبِه قدر خمسين صفحة أو تزيد قليلاً أو تنقص قليلاً، ويستطيع المرء قراءةَ هذا الكتيبِ في هذا الوقتِ الذي ينتظرُ فيه موعدًا أو شخصًا، ولا يضيع وقته هباءً منثورًا.

القيام بتدريس ما أتقنت حفظه ودراسته:
من المهم أن يكوِّن طالبُ العلم الذي تجاوزَ مرحلةَ الطلب الأولى ثلَّةً من الشبابِ المحب للعلم والحريص على طلبِه، ويكون قد وضع لهم برنامجًا وخطَّة علمية يسيرون عليها بعد أن يكون قد استشارَ مشايخَه بذلك في وقتٍ سابق، ويشرح لهم ما يشهدُ له مشايخُه بإتقانِه من علومِ الشريعة، وهو بهذه الطريقةِ يستفيدُ ويفيد، فيذاكر ويدرِّس ويراجع ما قام بمطالعتِه سابقًا وحفظَهُ ودرسه على أيدي مشايخِه، ويحضِّر للدَّرسِ أكثر فأكثر، ويقوم بشرحِه لطلاب العلم، فمثلاً لو أنَّ شخصًا حفظَ وأتقن وفهم "نخبة الفكر"؛ لابن حجر، وبدأ يقرأ في كتبِ العِل والجرح والتعديل، ولديه عددٌ من طلابِ العلم المبتدئين في طلبِ العلم وهو قائم على توجيهِهم، فحري به أن يشرحَ لهم نخبة الفكر ويراجعَ المعلوماتِ التي أخذها على مشايخه، ثمَّ يقوم بتحضيرِ شرحٍ جيد من خمسةِ كتب، وعددٍ من الأشرطة في شرح هذه النخبة، وينفع الله به ويزكي علمه، ومع هذا يدرك أنَّه لا زال في مرحلة متوسطة من طلب العلم؛ فليحذر من الإفتاءِ بغير علم، أو الاكتفاء بالشرحِ للطلاب والاستغناء عن طلبِ العلم على أيدي المشايخ الأثبات.

الرحلة في طلبِ العلم؛ ديدن المتفوقين علميًّا:
خرَّج الإمام أحمد أبو داود والترمذي وابن ماجه: "أنَّ رجلاً قَدِمَ من المدينةِ على أبي الدرداء – رضي الله عنه – وهو بدمشق، فقال: ما أقدمك يا أخي؟
قال: حديث بلغني أنَّك تحدِّث به عن رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم.
قال: أما جئتَ لحاجة؟
قال: لا.
قال: أما قدمتَ لتجارة ؟
قال: لا.
قال: ما جئتَ إلاَّ في طلبِ هذا الحديث؟
قال: نعم.

ورد في "الأدبِ المفرد" بسندٍ صحيح أنَّ جابر بن عبدالله – رضي الله عنه – قال: "بلغني حديثٌ عن رجلٍ من أصحاب النبي – صلَّى الله عليه وآله وسلَّم – فابتعتُ بعيرًا، فشدتُ إليه رحلي شهرًا، حتى قدمتُ الشام، فإذا عبدالله بن أنيس، فبعثتُ إليه أنَّ جابرًا بالبابِ، فرجع الرسولُ فقال: جابر بن عبدالله! فقلت: نعم، فخرج فاعتنقني، قلت: حديث بلغني لم أسمعْه خشيتُ أن أموتَ أو تموت…" فذكر الحديث.

ولقد ألَّف الإمامُ الجهبذ الخطيب البغدادي كتابًا أسماه "الرحلة في طلب الحديث" وجمع فيه طرفًا واسعًا من أقوالِ العلماء في الحثِّ على الرحلةِ في طلب العلم، والاجتهاد في تحصيلِه، وقصصًا جميلة في هذا الصد.

لقد قال الإمام تقي الدين السُّبكي: "مَن عرف ما يطلُب، هانَ عليه ما يبْذُل"، وقيل كذلك: "الشيخُ يختصر العمر" لذا فإنَّ طالبَ العلم حينما يرحلُ في طلبِ العلم ولو دفع شيئًا من المال، فإنَّه ولا شكَّ سيستفيدُ من ذلك فوائدَ كثيرة.

فمنَ الأمورِ التي تفتقُ ذهنَه، وتشرحُ صدرَه للعلمِ أكثر، وتوسع مداركَه العلمية، وترزقه بُعد النظر، وسعة الفكر، وتنمية الملكة الفقهية وغيرها – ملاقاةُ العلماءِ والأشياخ ومحاورتهم ومجالستهم، والأخذ عنهم، وطلب الإجازةِ منهم، وفي العالم العربي والإسلامي كثيرٌ من أهلِ العلم الذين يستحقُّون شد الرِّحالِ للتشرف بالقراءة عليهم وسؤالهم، ومطالعة طرق ترجيحِهم، وأدوات الاجتهاد التي يبنون عليها رأيهم، والتماس الأدبِ منهم، ومطالعة سمتِهم وخلقِهم، فكلُّ هذه الأمورِ تغرسُ في النفس حقائقَ جديدة، وخبايا كثيرة ستؤثِّرُ عليها حتمًا في المستقبل.

في كل شهر بحث مسألة:

لن يبدعَ طالبُ العلم بمجرد أن يكون في مكتبتِه يقرأ ويطالع ويدرس ويحفظ وحسب، بل لا بدَّ أن يصول ويجولَ في بطونِ الكتب، ويبحث في المدونات الفقهيَّة وأصول السنَّة الحديثيَّة وكتب العقيدة؛ لكي يخرج في كلِّ شهر بحثٍ علمي، وإن كان يناسب أن ينشرَه ليفيد به عموم المسلمين فحبَّذا شرط استشارة مشايخِه قبل نشره، وعرضه عليهم لإبداء الملاحظاتِ والإفادة منها قبل النشر، وسيخرج من بحثِه بفوائد عدَّة منها تحسين مستوى الكتابة، والتعرف على كتبٍ جديدة خلال بحثه، والتعرف على مناهجِ العلماء في طريقةِ تأليفهم، وشراء كتب جديدة يقع عليها من خلالِ البحث، مع التحلي بروح الصَّبرِ وسياسة النفس الطويل في بحثِ مسألة ما، والتأني بإصدار الحكم إلاَّ بعد ممارسةٍ واطلاع أكثر، والتأني في عرض المعلومة، والاستفادة مما تعلمه الباحثُ مسبقًا وتطبيقه عمليًّا وتفعيله في بحثه، مع التدربِ على الأمانة العلمية بتوثيقِ المعلومات إلى غير ذلك من الفوائدِ العلمية المستفادة من خلالِ إجراء البحوث والدراسات العلمية.

في كل يوم قراءة كتاب:

من تمرَّس قراءة الكتب، وذاق حلاوتَها فإنَّه قادرٌ بإذن الله – تعالى – على أن ينظِّم لنفسِه وقتًا بأن يطالعَ بنفسِه ولوحده كتابًا في كلِّ يوم، خصوصًا من الكتبِ التي لا تتجاوزُ (100) صفحة، سواء أكانت كتبًا علمية أو دعوية أو فكرية أو سياسيَّة المفيدة لطالب العلم الشرعي، والذي ينبغي أن يكونَ مثقفًا وملِّمًا بعددٍ من العلومِ الأخرى التي تفيدُه في شؤونه الحياتية، وتصوره للأحداث التي تقع في عصره.

جلسات المذاكرة مع طلاَّب العلم:

يقول الإمام النوي – رحمه الله -: "مُذاكَرَةُ حاذِقٍ في الفنِّ ساعةً أفضلُ من المطالعةِ ساعاتٍ، بل أيامًا"، وصدق – رحمه الله!

فمن كان قادرًا على جلبِ صفوة من طلبةِ العلم الذين يعرفهم ويثق بعلومِهم وصلاحهم، فما أجملها من لحظاتٍ يجلس فيها الشخصُ بعد صلاة الفجر في وقتِ الصيف، أو بعد صلاة العشاء في وقت الشتاء، مع مسامرةٍ ومنادمة لطيفة للأصحابِ من طلبة العلم، ويتذاكر وإياهم عددًا من المسائلِ العلمية المشكلة التي تحتاجُ لمناقشةٍ علمية ومطارحة بحثيَّة كلامية بين الأطراف المجتمعة، ويذكر كلٌّ منهم رأيَه ودليلَه مبرهنًا عليه، ويتناقشون في الرأي الأصوب والأمثل مع روحِ النزاهة العلمية والموضوعية، والأدب في النقاشِ، فإنَّ هذا أدب لطالبِ العلم لا يفارقُه إن كان صادقًا في طلبه.

وأخيرًا:

فطالبُ العلم حينما ينوِّع الأساليبَ والطرق العلمية في طرق طلبِه للعلم سيشعرُ بالمتعةِ واللذة التي لن تفارقَه، ولهذا نجدُ سلفنا من علماءِ الإسلام كانوا يقسِّمون وقتَهم بين هذا وذاك، فهذا الإمام الحنبلي ابن عقيل يقول : "إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملت فكري في حال راحتي، وأنا مستطرح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره، وإني لأجد من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنتُ أجده وأنا ابن عشرين سنة ".

رحم الله علماء المسلمين، وأسبغ عليهم وافر رحماته، والحمد لله رب العالمين.




اطْلُبِ الْعِلْمَ وَلاَ تَكْسَلْ فَمَا — أَبْعَدَ الْخَيْرَ عَلى أَهْلِ الْكَسَلْ
لاَ تَقُلْ قَدْ ذَهَبَتْ أَرْبَابُهُ — كُلُّ مَنْ سَارَ عَلَى الدَّرْبِ وَصَلْ
فِي ازْدِيادِ الْعِلْمِ إِرْغَامُ الْعِدَا — وَصَلاَحُ الْقَوْلِ إِصْلاَحُ الْعَمَلْ
بارك الله فيك



شكرلكم



موضوع رائع و مميز جزاك الله الف خير



التصنيفات
منتدى اسلامي

الاعجاز العلمي في السنة النبوية لا يشربن أحدكم قائما

الاعجاز العلمي في السنة النبوية (لا يشربن أحدكم قائما)ً

بسم الله الرحمن الرحيم

(لا يشربن أحدكم قائما)ً

عن أنس وقتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم " أنه نهى أن يشرب الرجل قائماً " ،

قال قتادة : فقلنا فالأكل ؟ فقال : ذاك أشر و أخبث " رواه مسلم و الترمذي

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا يشربن أحدكم قائماً فمن نسي فليستقي " رواه مسلم .

الإعجاز الطبي …

يقول الدكتور عبد الرزاق الكيلاني أن الشرب و تناول الطعام جالساً أصح و أسلم و أهنأ و أمرأ حيث يجري ما يتناول الآكل والشارب على جدران المعدة بتؤدة و لطف . أما الشرب واقفاً فيؤدي إلى تساقط السائل بعنف إلى قاع المعدة و
يصدمها صدماً ،

و إن تكرار هذه العملية يؤدي مع طول الزمن إلى استرخاء المعدة و هبوطها و ما يلي ذلك من عسر هضم . و إنما شرب النبي واقفاً لسبب اضطراري منعه من الجلوس مثل الزحام المعهود في المشاعر المقدسة ، و ليس على سبيل العادة و الدوام .

كما أن الأكل ماشياً ليس من الصحة في شيء و ما عرف عند العرب و المسلمين .