اليوم جبتلكم موضوع انا عارفه انه بأه حديث المدينه اليوم الكل بيتكلم فيه بس يارب يكون فى تفاعل ومشاركة ويعجبكم …..
"سموا بقى كده وخليكم معايا، إنتم عارفين طبعاً إن موضوع الجواز والعرسان والتأخر في الجواز موضوع[].. حساس حبتين، وما بتلاقوش حد يتكلّم فيه بصراحة، خصوصاً البنات، ما هي البنت الي تتكلّم في المواضيع دي بصراحة هيتقال عليها يا إما إنها بنت قليلة الأدب وما اتربتش، يا إما إنها واحدة مسروعة على الجواز، يا إما إنها واحدة بايرة ومش لاقية حد يتجوّزها.. صح؟".
ده كلام هند صبري –أو غادة عبد العال مؤلفة كتاب "عايزة أتجوز"- في مسلسلها الي بيحمل نفس الاسم.. عايزة أتجوز، والي منكم -لا قدّر الله- مش بيتابع التليفزيون، فأحب أدي له فكرة بسيطة عن المسلسل.
مسلسل "عايزة أتجوز" بدأ أساساً بمجموعة مقالات على مدونة الكاتبة غادة عبد العال، مقالات اجتماعية ساخرة، بتضحك وتضحّكنا فيها على المجتمع الي بيرفض إن البنت تتكلم عن الجواز أو في الجواز، لكن بيوافق إنه يحاسبها على قعدتها في البيت من غير جواز، غادة بتناول أيضاً في مقالاتها الصراع الي بتدخله البنت كل يوم؛ بحثا عن عريس مع إن النتيجة دائما.. مافيش.
الكلام ده تحوّل من مجرد مقالات على مدونة "غادة"، إلى كتاب في أيدي القراء، ثم مسلسل بنفس الاسم (عايزة أتجوز) والي بتقوم بطولته الرقيقة هند صبري، الي نجحت في إنها تنقل سيناريو غادة عبد العال بنفس خفة الدم، وهنا لازم نعمل ستوب ونسأل سؤال صغير..
هل العنوسة سهلة وعادي.. بالظبط زي أكل الزبادي؟
عزيزتي مروة أو هناء أو منة أو رنا أو نجلاء أو أيا كان اسمك أنتِ يا من تسل عمرك حدوده الثلاثينية، وتجاوز الخط الأحمر -لأسف المجتمع هو الي لوّن الخط ده مش إحنا- لقد منحك المجتمع لقب "عانس"، وأصبحتِ نموذجاً للبنت الي بتكلم عنها هند صبري، واحدة من 15 مليون بنت غادة عبد العال نفسها قالت إنها بتمثّلهم وبتكلم عن معاناتهم، بتفرجي على المسلسل؟ جميل، يا ترى بتقدري تتعاملي مع الواقع بنفس السخرية دي؟ يا ترى بتقدري تحوّلي واقع -البنات بيقولوا عليه مأساوي- لواقع ساخر زي ما غادة عبد العال ومن بعدها هند صبري قدروا يعملوا؟ ولا الوضع مختلف والي إيده في المية مش زي الي إيده في العنوسة؟
اكتئاب عام.. الون الأسود هو الون الرسمي لهن.. كل شيء في الحياة بات مثل الأكل الدِّلِع مالوش طعم.. ده كان رأي أغلب البنات الي سألناهم والي قالوا كمان إن حياتهم بتتحوّل لجحيم في كل لحظة بيتسألوا فيها السؤال التقليدي: متجوزة يا حبيبتي؟ لا يا طنط.. يبقى أكيد مخطوبة؟ ادعي لي، يا ضنايا يا بنتي… إلى آخره.. نظرة الأم الحزينة لها.. إحساس الكسرة لدى الأب.. كل دي فُرَش بتساعد في تلوين حياة البنت بلون العنوسة الرسمي (الأسود).
ونسيبكم مع رأي "أ.ف." –شابة في منتصف عقدها العشريني- في نظرية "العنوسة سهلة وعادي.. زي بالظبط أكل الزبادي": "صدقني فيه ناس كتير بيتعاملوا وكأن القصة –أي الجواز- مش فارقة معاهم.. بس هي فارقة معاهم جدا، وبيموتوا من جوه كل يوم بسبب الموضوع ده، لا.. أنا آسفة.. كان بودّي أقول لك إن الموضوع عادي.. بس هو مش عادي خالص".
الأسود هو الون الرسمي للبنت "العانس"بتسألني عن نفسيتي.. اتدمّرت مع ثقتي في شخصيتي!
"البنت بتقعد تسأل نفسها: اشمعنى صحابي اتجوزوا؟ هما أحسن مني في إيه؟ طب أنا أوحش منهم في إيه؟؟"، وده كان كلام "ر.ن." شابة مقبلة على الحياة، ولكن صدمها مجتمعها المحيط، صدمها أصدقاء وأقارب فرقوا عنها في العمر بسنين، وما زالوا بعد "مش متجوزين" وعن حالتهم النفسية حكت "ر.ن."؛ فالرغبة الحادة للبنات -خاصة في أواخر العشرينات وبداية الثلاثينات- في الزواج ليست رغبة في الزواج في حد ذاته، لكن رغبة في تحقيق الذات، وإعطائها ثقة بنفسها بأنها "كاملة ومش ناقصها حاجة"، ولكن إن لم يحدث ذلك؟؟!!
هنا تكون المشكلة، وهنا يكون الأثر النفسي بالغ الشدة؛ لأن البنت لا تعتبر تأخر زواجها حتى هذه الحظة نتاج ظروف اجتماعية صعبة يعاني منها الشباب مثلا، أو نتاج عدم توافر العريس المناسب لها حتى الآن، لكنها تقوم بعمل ربط مباشر بين عدم زواجها من ناحية وجود عيب أو نقصان بذاتها من ناحية ثانية، هذا النقصان يطاردها أينما ذهبت، وبالتالي تنعدم ثقتها في نفسها، وأحيانا تنزوي على روحها، وتأخذ كلام أي شخص على محمل السخرية منها ومن وضعها الاجتماعي الذي لم تكن مسئولة عنه بالمرة، ويظل هذا السؤال المؤلم يطاردها: أنا ناقصني إيه؟؟؟
طيب نرجع نقول تاني.. عزيزتي مروة أو هناء أو منة أو رنا أو نجلاء أو أيا كان اسمك أنتِ يا من تسل عمرك حدوده الثلاثينية وتجاوز الخط الأحمر، ممكن نفتح مع بعض دفتر الصراحة ونسجّل فيه أسامينا ونقول الحقيقة.. إحنا.. -لاحظ الخط أسفل "إحنا"- يعني أنا مش باتكلم على أهلنا ولا أهل العرسان الي جم ومشيوا، ولا باتكلم كمان على المجتمع، إحنا كبنات، مش أحيانا بنكون مسئولين عن الوضع الي إحنا وصلنا له دلوقتي، سامع المودموازيل الي هناك بتقول لي إزاي؟.. أقول لك.. كده مثلا..
مش مهم يكون حبّيب أو حساس.. المهم يكون مستوى وابن ناس
"أنا ما اتجوزش واحد مستواه الاجتماعي أقل مني أبداً ولو بفرق صغير حتى، أنا ممكن أتنازل عن عيوب في شخصيته، ممكن أتنازل عن المستوى المادي لكن عن أصله مش ممكن".. ده كان رأي "د. ك." الي رفضت بأي شكل إنها تقدّم تنازلا ولو 1 في المليون فيما يتعلق بأصل العريس وفصله.. وإحنا كمان لازم نسأل: إذا كان العريس إنسانا محترما ومتعلما وراقيا -هو في حد ذاته- لكن أسرته بسيطة، وإن كانت عملت إنجاز بإنها علّمته وقدّمته للمجتع بهذا الشكل، فهل نحاسبه على أهله الي ما اختارهمش؟
مش يمكن الرفض المتكرر من قبل البنات للعرسان في بداية العشرينات هو الي بيوصلنا للوضع ده في بداية الثلاثينات، يعني في البداية: "أنا لازم أكمّل تعليمي عشان ما يعطّلنيش" ويمكن التعليم يمدّ بماجستير، وبعدين: "أحقق نفسي في الشغل الأول"، وبعدين "أنا ما اتجوزش جواز صالونات"، وبعدين: "مش لاقية الراجل الي يليق بمستواي الي وصلت له"، ويسرقنا قطار العمر وإحنا مش حاسّين.
رفضنا المتكرر للعرسان هو الي بيوصلنا للوضع دهمعقولة ممكن البنت تتخلى عن عريس هي مقتنعة بيه لمجرد إنه مش قادر يسدّ في كل المجاملات الاجتماعية -الي هي كتير جدا بالمناسبة- وما جابش فانوس رمضان أو عروسة المولد أو هدية عيد الأم أو كحك عيد الفطر أو لحمة العيد الكبير أو ما عيّدش على خطيبته بمبلغ محترم فبقى مش محترم!!.
مش معقول كمان إننا نرفض زوج مناسب وعلى خُلق ودين لمجرد إن "سنه أكبر مننا ب8 سنين أو 9 سنين"، وممكن ما يكونش فيه تفاهم.. لاحظي كلمة "ممكن"، أي أننا أخذنا قرارا على أساس احتمال هو نفسه يحتمل الصواب أو الخطأ، أو مثلا عشان مرتبه أقل من 2000 جنيه رغم أننا فيما بعد بنرضى بأقل من ال2000 جنيه هذه.
ربما يكون فيما سبق مغالطة من وجهة نظركن، عشان كده عايزين نسمعكم عشان تردّوا.. قصدي عشان تدافعوا، هل العنوسة حبل إحنا الي صنعناه وإحنا الي لفّيناه حول رقابنا بصرف النظر عن الأهل والظروف والرجالة "الخائنين والي مالهمش أمان"؟، أنا باتكلم هنا عن حواء ولا أحد غير حواء، أنتي وبس.
احكي لنا عن تجربتك في لحظة صدق، عن عريس طفّشتيه لسبب كان ممكن يعدي "بس لو رجع بيكي الزمن".. عن إحساسك دلوقتي بعد ال30.. عن تعامل المجتمع ونظرته ليكي.. وكمان نظرة القريبين منك والي حواليكي..
س سؤال: هل حواء هي من تسبّبت في عنوستها؟
ج جواب: ……………………..
وبالنسبة لآدم..
ممكن تتقدم لبنت عدّت ال30؟
ج جواب: ……………..
ما تسيبوش مكان النقط فاضي.
منقول