أما الأولى : فهي أن القنوات الإسلامية ظهرت وبثت العقائد السليمة والتصورات الناصعة ونصحت الجماهير وحذرتهم من العقائد والتصورات المنحرفة المحيطة بهم والمخالطة لواقعهم , فكان الناتج الطبيعي أن تمتزج هذه القنوات بعاطفة الملايين وأن تلامس قلوبهم من خلال صدق الطرح .
الركيزة الثانية : {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران : 139]
وهي مبنية على وضوح الأولى وضوح الشمس , فهذه القنوات بلا شك هي الأعلى وشانئها ومغلقها هو الأسفل ويؤيد ذلك هذا التواطؤ العلني بين من وراء الإغلاق وبين القوى المتعددة التي يداهنها سواء الليبرالية أو التنصيرية أو الشيعية أو حتى الخط الخامس من التغريبيين أتباع الغرب وجواسيسه المندسين في صفوف الأمة والمتوغلين في سويداء قلبها سواء في المجال السياسي أو الإعلامي أو الثقافي أو الاجتماعي , فوقاحة المحاربين لقنوات الطهر والفضيلة لا تحتاج لبرهان ولا دليل إلا مجرد سلوكياتهم وتصريحاتهم التي لا ينفكون عنها , كنغمات الدفاع عن حقوق المرأة في التعري والزنا واتخاذ علاقات خارج الأسرة والدفاع عن حقوق الشواذ حتى وصل منهم لسدة الحكم والوزارات من وصل , والدفاع عن حرية الرأي والتي دائما تتمثل في الحرب على الإسلام والتشكيك فيه ومحاربة الطهر والعفاف وعلى رأس قضاياهم الدفاع عن الدولة المدنية ومحاربة تطبيق الشريعة الإسلامية .
إذن فالفضائيات الإسلامية بالنسبة للجماهير المسلمة ساطعة سطوع الشمس , وبالطبع ندافع عن القنوات صاحبة المنهج الإسلامي الناصع مثل الناس والرحمة والحكمة والخليجية , وأمثالهن ومحاربيها أيضاً بالنسبة للجماهير منهجهم واضح وضوح الشمس .
لذا فالخطاب يجب ألا يكون خطاب الواهن المتعب في مقابلة من كسر عظامه , أبداً والله , عن نفسي لا أشك في عودة تلك القنوات وستعود أقوى مما كانت إن شاء الله , سواء من خلال أقمار إسلامية خاصة أو حتى أقمار موجودة بالفعل خارج سيطرة من أغلقوها .
ولكن يكفينا أنهم فضحوا أنفسهم، الكيانات العلمانية التي أسفرت وجهها الشاحب في تلك الفتنة , وعاونها عليه بعض ضعاف النفوس هو في حد ذاته بيان واضح لنجاح الدعوة الإسلامية ونجاح تلك القنوات .
فكم حاول أصحاب الوجه العلماني إخفاء بغضهم وحقدهم على الإسلام وكم حاولوا التمويه على الجماهير ومحاربة الإسلام بلهجة المشفق على الجماهير من التشدد والتطرف .
الآن لم يعد أمامهم سوى استخدام القوة القهرية في مقابل الدعوة الإسلامية , ولا مانع أن يقوموا بتسديد بعض الطعنات في طريقهم للإغلاق واستخدام القوة المفرطة , بتشويه صورة الدعاة والقائمين على هذه القنوات , وادعاء أنهم دعاة فتنة وأنهم أصحاب مصالح وأنهم و أنهم ….. .
المضحك أن من الاتهامات أن الدعاة يتقاضون أموالاً مقابل هذه البرامج الدعوية , ونسوا أن جلستهم نفسها يتقاضون عنها أضعاف ما يتلقاه الدعاة إزاء عملهم بهذه القنوات , وهل هناك مقابل مادي أفضل من المقابل الحلال في نشر الخير ونصح الناس , وهل المؤسسات الرسمية في كل دول العالم يعمل فيها العلماء والدعاة والمفتين بلا مقابل , وهل المطلوب أن يظهر هؤلاء الدعاة بثياب مرقعة مهترئة وبمظهر رث حتى يتأكد صدقهم , والله لا نملك إلا أن نقول لهم موتوا بغيظكم .
أما كونكم تدعون أن تلك القنوات وأهلها دعاة فتنة فالرد عليكم واضح جلي
{ إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [النور : 11]
وفي الأخير أقول :
الوضع العالمي اليوم لم يعد يتيح لأمثال هؤلاء قمع الأصوات وتكميم الأفواه , بل هم سيتحملون بلا ريب كونهم سبب في خسارة دولتهم لاستثمارات إعلامية هائلة كانت تصب في تلك القنوات , وستظهر هذه القنوات بدعم من العالم الإسلامي كله سواء رضي هؤلاء أم أبوا من خلال أقمار أخرى سواء أقمار إسلامية خاصة أو أقمار لدول أخرى موجودة بالفعل .
ونصيحتي لتلك القنوات أن تتحد لإنشاء قمر إسلامي خاص .
والله من وراء القصد..