[i][
تبدأ القصه في العراق الجريح أو مدينه الدمار أو السلام سابقاً
وفي بيت صغير على شاشة الكمبيوتر تبدأ القصه .
(احمد) شاب في الرابعة والعشرون من عمره حسن المظهر حسن الخلق متواضع طيب القلب حاصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية ومن عائله متوسطه الإمكانيات ومع الأسف شهادة مع وقف التنفيذ بسبب عدم حصوله على وضيفه ما .
كان حلم احمد الوحيد هو أن يحب ويلتقي بفتاة أحلامه ويدق قلبه ويحس بمشاعر الحب تجاه فتاة ما لكن القدر لم يشاء ذلك , إلى يوم ما وهو يتصف احد المنتديات فإذا به يقرأ شعر وكلام جميل ولفتاة متميزة بالأسلوب والثقافة وكان احمد من رواد الشعر ومبدعيه فأعجب بهذه الفتاة وطريقه كلامها ومواضيعها إلي تدل على رقيها ,فأخذ احمد يكتب الشعر وهي تكتب وترد وهو يرد دوامه من الكلام الجميل والإحساس العالي فأصبحا كأنما يراسلان بعضهما البعض إلى أن آتى يوم ولم يستطيع احمد كتم مشاعره وإعجابه الشديد بتلك الفتاة وتأججت مشاعره فأرسل رسالة لها بالبريد إلى (نور)
(نور) فتاة عراقيه تبلغ من العمر 19 سنه جميله اخاذه المظهر وطيبة القلب ونقيه النفس من عائله غنية جداً تسكن مصر المحروسة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في بغداد
(نور) معجبة بأحمد أيضا لكنها ملتزمة بالعادات والتقاليد ولا تستطيع ان تعبر عن مشاعرها وأحاسيسها تجاه احمد سوى من خلال الشعر .
استمرت الأمور هكذا لمده سنه فلم يحتمل احمد كل هذه المشاعر وطلب من نور أن يسافر لمصر ويتلقي بها هناك .
كان ذلك تحدي كبير لنور حارت ماذا تفعل هل تقبل تقبل ان ترى احمد أم لا وتعلم انها تموت شوقاً لرأيت فتى الأحلام وفي خبايا قلبها تعلم أنها تحبه لكن مترددة ! , فكرت وسيطر القلب عليها فقبل طلب احمد ووافقت عليه لكن لمرة واحده فقط .
(احمد) كان ذلك تحدي كبير له فقد كانت أموره المادية تعيسة وحاله كحال الكثير من الشباب , وكيف يسافر وهو غير قادر هل يتخلى عن حلمه بلقاء نور !
اخذ احمد يعمل ليل نهار مناضل من اجل حبه ومن اجل نور وحلمه الأسمى بقائها يعمل ليل نهار مع قسم من المال لقد كان ينوي بواسطته ان يكمل دراسته والحصول على شهادة اعلى من خلال السفر لدول مجاوره والحصول على الماجستير , لكن لم يستطيع مجرد التفكير ان يتخلى عن حلمه بلقاء نور قلبه وحبه الوحيد فشد عزيمته ونورى السفر إلى مصر أم الدنيا .
(اللقاء الأول)
(نور) حائرة متردد انه يوم اللقاء المنتظر انه يوم لقاء احمد فكيف سيكون , ما هو شكل احمد وكيف أسلوبه حائرة هل هو حقا حبها المنتظر وعلى ضفاف نهر النيل جلست نور تنتظر وتترقب وصوله .
(احمد) لا يعرف الطريف لقد تأخر على نور لساعة كاملة في زحمة السير والطرقات , دخل احمد الكازينو وحار يا ترى أين نور ! لمح ضياء وهي فتاة جالسه وحدها حامله ورده حمراء كما أخبرته وارتبك واخذ يتقدم إليها بخطوات قصيرة ومرتبكة فأنه اللقاء الأول.
(نور) من هذا الشاب الذي يتقدم نحوي انه مرتبك آه .. لقد عرفته انه حلم حياتي وحبي انه احمد نور قلبي , فكان اللقاء بينهما ومن أول نضره كان الحب الصادق لم يقولا الكثير من الكلمات لكن حوار القلوب كان اعظم واتفقا دون تردد ان يتزوجا.
(احمد) انه اليوم المنتظر للقاء اخو نور الكبير وعائلتها الوحيدة وهل سيقبل طلب احمد بخطبة نور أم لا ( ما أصعب هذا اليوم وهذه اللحظه أنها لحظه حياته أو مماته ) فكان اللقاء الأول بسيف اخو نور الكبير .
(احمد) جلس يترقب كيف يبدأ سيف الكلام هل سيقبل طلبه لخطبه نور ؟
(سيف ) قال أريد آن أسألك كم سؤال إذا أجبت لك نور فرح احمد قال بداية حسنه لم يطلب شيء فقد اكتفى بالسؤال فقال له اسأل ما شئت , قال أريد آن اعرف
هل عندك بيت ما أو مسكن ؟
وهل عندك عمل ما أو وضيفه ؟
ومن أنت لتتقدم وتخطب نور لقد رفضت من كانوا أعلى منك مكانه وأغنى منك مالاً ؟
(آه يا احمد فما إحساسك ومشاعرك في تلك ألحظه قلوبنا معا ك ) فاضت عيون احمد وخرج مسرعا يحمل جرحا عميقا اخترق قلبه ومزق أضلعه .
(نور) أنها وتئن مرضت ودخلت المتشفى لشهر كامل وشفيت لكن لم يلتئم جرح قلبها من فراق من أحبت .
وما شفي جرح احمد ولا جرح نور قلوب ممزقه لكن الحب موجود والإخلاص موجود واستمر احمد من إمام شاشته الصغيرة يكتب أروع الكلمات وأجمل معاني الحب والوفاء لحبيبته الوحيدة واستمرت نور بمشاهدة وقرأت هذه الكلمات والإشعار دون الرد عليها وكانت هي العلاج الوحيد لجرح قلبها .
ومرت ثلاث سنين على هذا الحال وما أجمل وأروع هذا الحب الذي استمر رغم الصعاب .
وذات يوم قررت نور الرجوع إلى بغداد فرجعت وأول قرار لها كان بلقاء احمد للمرة الثانية فأرسلت له رسالة بطلب اللقاء .
(احمد) مدرس جامعي وحاصل على شهادة الماجستير ويحضر للدكتوراه في اللغة العربية .
لم يرفض وكيف يرفض لقاء حبه الوحيد .
(اللقاء الأخير)
لقد اقترب موعد اللقاء الثاني وكان في مطعم الساعة في بغداد واقتربت معه ساعة الصفر , جلس احمد يترقب وصول نور بشوق كبير وحب اكبر ( يا احمد اكتب والدموع تفيض من العيون ما هذا الحب والإخلاص فأنت مثلا للمحب المخلص ) وفي لحظه دخول نور للمطعم حانت ساعة الصفر , سيارة ملغمه بظلم الإنسان وقسوة البشر يقودها سائق ليس من البشر لا يشعر بشيء مجرد من الأحاسيس والدين أنها سيارة مفخخة و اقتربت في لحظه دخول نور للمطعم فانفجرت على المطعم أو قريبه جدا منه .
في لحظه الانفجار لم يرى احمد سوى وميض وصوت مدوي ولم يفيق إلا والأشلاء تمليء المكان والحطام والدمار وجسد احمد مليء بالجراح البليغة وجروح كثيرة وجسداً ضعيف وينزف الكثير من الدماء نهض وتحمل الألم وتحدى الجراح واخذ يبحث بوسط الجثث والأشلاء المتناثر عن نور وهو يئن ويبكي لا لجراحه وما أصابه من الم أنها حبيبته نور أين هي يا ترى , فأخذ يبحث عنها في إرجاء المكان كان الدخان كثيفا والدمار هائلا نساء وأطفال وجثث بالعشرات فشاهد نور ملقاة على الأرض حامله وردتها الحمراء نفسها كاد أن يغما عليه فتحمل هول ذلك الموقف وستتجمع قوته وعزيمته فحمل نور بيده رغم انه لم يكن يقدر على حمل نفسه وأخذها خارج المكان وهي مغطاة بالدماء وتلفظ كلماتها الأخيره .
(نور) اعذرني يا حبيبي فيبدو إننا لم يكتب لنا لقاء اعذرني فأني تمنيتك زوجي و ألان ألاقي حبي الأكبر وأودعك لألقى ربي فنطقت الشهادة وفارقت الحياة ( ما هذا الظلم انه ظلم الإنسان لأخيه الإنسان والقتل والتدمير الذي طال كل مكان في مدينه السلام )
(احمد) حائر ماذا يفعل ماذا يقول انه الصمت والذهول الم وجرح كبير فمن احبها فارقت الحياة فأغمى عليه ونقل إلى المستشفى وقد نزف الكثير من الدماء وكانت جروحه بالغه وجرح قلبه بفراق من أحب هو الأعمق .
فتمنا في لحظاته الأخيرة أن يلاقى نور فمات شهيداً مرفوع الرأس ملاقي من أحب في جنات النعيم حيث لا قتل ولا تشريد سوى الله وحب الله ولقاء الأحباب ففارق الحياة وكانت أعظم وأروع صور الحب والوفاء في بلد أفاض بالدماء وأصبح احمد ونور مثالا للبطولة والوفاء , نسال الله آن يغفر لشهداء العراق وآلامه ويرحمهم .
(ختام)
قصه حقيقية ( أنها حقيقية لكونها تحمل معاناة شعب وكل يوم يمر بالعراق يموت العشرات من احمد والعشرات من نور وهذا واقع هذه القصة الحزينة وواقع حال شعب بأكمله )
وقفت حزن
مات احمد في لقاء وما مات النقاء
باقي في قلبي يا محب وأنت الضياء
أنت مثال الحب العظيم ورمز الوفاء
ضاقت بك الأرض فرحمك رب السماء
مات وبموتك تستمر مسيره الشهداء
وقفت فخر
ماتت نور وكانت رمز الشرف دون انتهاء
فأنها رمز للحب والصدق في النساء
صافيه القلب طاهر أنقا من النقاء
رحلت إلى رباً كريم رب السماء
مثواها في الجنان مع الشهداء
(إهداء لمن قرأها وأحس بها واهديها للشعب العراقي الذي عانى الكثير دون أي ذنب
/i]