التصنيفات
منتدى اسلامي

الاعتكاف فى رمضان

خليجية

الاعتكاف بمعنى الخلوة إلى الله في المساجد ، هي فترة تجرد لله ،

تنسلخ فيه النفس من كل شيء ، و يخلص فيه القلب من كل شاغل ،

و هو سنة رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم ) في العشر الأواخر من رمضان ،

فعن أمنا عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت : كان النبي ( صلى الله عليه و سلم )

" إذا دخل العشر شد مئزره ، و أحيا ليله ، و أيقظ أهله" .

[ صحيح ، الألباني – صحيح الجامع : 4713 ] .

و من أقوال العلماء في معنى شد المئزر ، أنه كناية عن الجد و التشمير في العمل .

إن ظل هذه الليلات العشر يشعرنا و كأنها ذوات أرواح ،

تعاطفنا و نعاطفها ، ففي جوها تلتقي

و تتجاوب الأرواح العابدة الخاشعة مع أرواح هذه الليالي المختارة ،

فترفرف إلى عليين ، فيا لأنس هذا المشهد .. و يا لنداوة هذا الجو ..

و يا للنجوى المؤنسة للروح .

هذا المعنى الرائق للاعتكاف ، و هذا الجو الندي في هذه الليالي العشر ،

و هذا الجد و التشمير في العبادة ،

أصبح عند كثير من نساء اليوم جد و تشمير و لكن في المطبخ في التحضير لحلويات العيد ،

و في الأسواق لشراء ملابس العيد !! ..

و لو كن حريصات على اغتنام هذه النفحات الربانية ،

لما أضعنها في مثل هذه الأمور ،

فهناك متسع من الوقت لها في غير هذه الأيام المباركة ،

فرمضان لا يأتي إلا مرة في كل عام ، و العشر الأواخر تجرد لله عما سواه ،

و لكن يبدو أن الماديات طغت في زماننا هذا و ما عاد للروحانيات مكان !! ،

فصلاتنا لا تعدو عن كونها ركعات جوفاء ،

و صيامنا امتناع فقط عن الطعام و الشراب ، و لكن أين راحة القلب ، و سمو الروح ؟! .

أنا أشعر بأن في الاعتكاف أسراراً و عجائباً ، لا يدركها إلا من تدبرها و تفكر فيها ،

و لا يستشعر حلاوتها إلا من ذاقها ، و لمس أثرها في نفسه ،

فللاعتكاف تأثير واضح في القلب و في الفكر ، و في صفاء الذهن ،

و في إدراك الأمور و فهم الحياة ، و في تصحيح السلوك ،

و هذا يحتاج إلى جلسة متأنية و فاحصة مع النفس ، و اعتزال الخلق ،

و فراغ القلب و الفكر من كل الملهيات و الشواغل الدنيوية ،

حتى يتسنى للروح أن ترتقي و تحلق في آفاق الكمال و النور ، فتتصل بخالقها ..

و لكن ربما يعجز القلم و اللسان عن وصف مثل هذه الإحساسات ،

فمن المعاني زهور ربيع ، يُشَمُّ و لا يُفرك .

فيا أخواتي المسلمات المعتكفات في المطابخ و في الأسواق ،

مضمار السباق قد انعقد ،

و الجنة فُتحت لمن جد ، و الجائزة أُعدت لمن جد ،

فشمِّرن عن ساعد الجد ، و قلن .. لن يسبقنا إلى الله أحد .

اللهم أكرمنا بليلة القدر ، و أسعدنا بالأجر ، و شرف أمتنا بالنصر …

اللهم آمين ، و الحمد لله رب العالمين .


لاتنسوا تقيمونى بطريقة الميزان
دمتم بود
تحياتى

.




بارك الله فيك

اللهم بلغنا ليلة القدر

واعنا على القيام وقراءة القران والدعاء




خليجية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.