التصنيفات
قصص و روايات

الرجل والجسد مشوقة

الرجل والجسد

كثيرا ما دارت اسئله فى رأسى حيرتنى وسلبت النوم من عينى فى كثير من الليالى , حول علاقه الرجل بالمرأه في مجتمعاتنا التي انعتها دائما بالمتخلفه,اتسأل عن ذلك الانجذاب الذي يجمع بين الرجل والمرأه من أول وهله,ومن ثم يتلاشى بمرور السنين او تنطفي نار الحب وتخمد,لماذا يحل الملل مكان الحب في كثير من العلاقات وتصبح فاتره بعد ان كان يملأها الصخب …كما كان يدهشنى امر الرجال الذين يتزوجون الفتاه من اجل الجمال او المال والحسب ومكان الاسره الاجتماعيه واخلاق الاسره بدلآ من معرفه اخلاق الفتاه عن كثب ومعرفه طباعها وسلوكها حتي لا ينتهى بهم الامر تحت سقف واحد و شخصيتين مضادتين لا تجمعهم سوي ورقه زواج . ورايت كثير من ضاحايا هذه الزيجات يدفعون ثمن هذه الزيجه
وكنت استغرب منهم , الم يسمع احدهم باحدي الأسر المحافظه التي خرجت من عقر دارها بنت لعوب تمارس الرزيله من وراء اهلها , او تلك الاسره المنحله التي تخرج من جوفها بنت شريفه , فمن الظلم أن نحكم علي الناس من ظواهرهم. واكثر ما كان يثير دهشتي وجنوني ويجعلني اغوص في بئر من الحيره ,حكم الرجل علي المرأه من خلال عزريتها . فتعتبرالعزريه في مجتمعاتنا المتخلفه هي اهم صفه يجب توافرها في المرأه التي يراد الزواج منها . فمن غيرها هي لا تسوي شيئا, فكنت استاء عندما كانت تقول لى امي ايام دراستي الجامعيه وهي تقدم لى النصائح مع حلول موعد سفري الي الجامعه
– البت ماليها الا شرفها وعفتها , حافظي علي نفسك يا بتى من اولاد الحرام…وكنت مقتنعه دائما ان للشرف اهميه فى كثير من المجتمعات العربيه والاسلاميه وهذا لا جدل فيه وقد تناول ديننا الحنيف هذه القضيه وانزل فيها الأحكام وتم حسمها منذ الأذل, ولكنني اجد من الظلم ان نحكم علي انسانه من خلال شرفها وننبذها من مجتمعنا بكل بساطه ومن دون معرفه سبب اقترافها لهذه الخطيئه , ولا اطلب ان نغفر لها فعلتها فيجب معاقبتها ولكن ليس بقسوه , وفرق فى معاقبه المرأه المتزوجه عن المرأه غير المتزوجه ولم يفرق حكمه تعالي بين رجل ومرأه فلماذا اذن نعاقب المرأه وحدها. واقصد بهذا ان كثير من الفتيات يرحن ضحايا من اجل حب وهمي عشمن به , وتكون النتيجه خسار فادحه للبنت مما يجعلها في بعض الاحيان يائسه وضائعه وتعتقد بعد ان اغلقت جميع الابواب فى وجهها أن الانتحار هو السبيل الوحيد للخلاص فتقدم عليه مستسلمه, او ان تفقد الفتاه شرفها نتيجه لتعرضها للاغتصاب فماذا سيكون مصيرها ؟أعجبت دوما بحياه الغربيين, حيث لا يمثل لهم الشرف اهميه عظمى. ففسرت هذه النقطه علي انهم يهتمون بالروح والشخصيه فالرجل لا يتزوج شرف انما يقترن بانسانه فى المقام الاول , اما رجالنا يعتبرون المرأه قطعه اثريه ثمينه وغاليه , اذا خدشت تصبح لا قيمه لها.تمكنت مني هذه الفكار وصببت جل اهتمامي للبحث فيها وتحليلها وحاولت الوصول الي اجابات شافيه الي اسئلتي التي خصيت بها المقربين ,واعتبرالبعض اسئلتى مجنونه ولم يوافقني فيها احد فالكل اجمع علي ان الشرف اثمن ما تمتلكه الفتاه ولا يجب مسامحتها اذا فرطت فيه واتفق كثير منهم علي ان حياه الخواجات وسخه وقزره , واشارت صديقه لي ان حياتهم اشبه اذا لم تكن مثلها ,بحياه الكلاب وقرأت في احد الروايات تشبيه يقارن حياه الخواجات مع حياتنا واصفا المرأه بالبطيخه في كلا المجتمعات ولكن عندنا يأخد الرجل البطيخه دون ان يعرفها من الداخل او يتذوقها اما عندهم فيفضلون فتح البطيخه وتذوقها قبل اخذها وأعجبت بهذا التشبيه..كثرت الصراعات داخل كينونتى حول هذه النقائض وتعب كاهلي من البحث واصفر لوني من سهر الليالي وايقنت ان ما اريد اثباته مستحيل ومجتمعاتنا تقدس الشرف فلا بد للفتاه المحافظه عليه وتخليت عن هذه القضيه الخاسره لترتاح اوصالي وتناسيتها وهدء الصراع بدواخلى الذي كاد ان يفقدني صوابى واكتفيت بالقضايا المعتاده والتى تجد صدي بين الشباب خصوصا الفتيات فهم اكثرالمتاثرين بها مثل الخيانه والاسباب التى تجعل الرجل يتزوج مره اخري وكره بعض النساء لازواجهن وتكريث حبهم للاولاد فيشعر الرجل انه منسي ويبحث عن الحب خارج المنزل, وغيرها من القضايا التى لم تكن تثيرني ولكنني #أثرت الابتعاد عن قضيه الشرف وما تحمله من متاعب ,ومرت علي شهور وانا ابحث وادرس تلك القضايا التي اعتبرتها غير مهمه بالنسبه لي وتناسيت كل ما هو متعب وبدأت اجتهد كثيرا في عملي الجديد بهدوء .وجذبني في يوم عنوان احد المقالات اعاد الي الحنين (الرجل والشرف)حاولت الابتعاد ورميت الصحيفه وخرجت مسرعه,ولم تمض دقيقه واحده عدت ادراجي وجلست وبدأت ألتهم السطور بشراهه فكان العنوان يحمل في طياته قصه فتاة في مقتبل العمر تعرضت للأغتصاب في صغرها وفقدت عذريتها واصيبت الام بهلع شديد لم تهتم لصحه ابنتها الصغيره اكثر من همها علي شرف ابنتها ولما كان من اغتصب ابنتها مختل عقليا. وان تجد من شكوته غير العار لزمت الصمت ,فأخذت الطفله لاحدي القابلات واجرت لها الختان ,وتنهدت بأرتياح عندما قالت القابله بثقه متناهيه
-ولا اجدع راجل يعرف الحصل ده,وعادت الام مع ابنتها والشرف الزائف , واصبحت تلك الطفله علي ابواب الزواج وتريد ان تخبر خطيبها بذلك حتي لا تخدعه وعندا علم بالامر تخلي عنها .
كان ألالم يعتصر قلبي من اجلها وانا اتنقل بين سطور تلك القصه الحزينه ,بدات دوامه الفكار تصارع من أجل دخولها عقلي وحصولها علي بعض الاهتمام مني وعادت مره اخري قضيه الشرف تترأي امام مخيلتي بوضوح ولمحه الظلم التي تكاد تقفذ من بين السطور تناديني , وحاولت ان اجد لخطيبها عذر لهجرها واعتقدت انه يعرفها حديثا وقرأت الجمله التي فرضت نفسها بأصرار ان الفتاه تعرفه منذ خمس سنين, وتملكني الخوف كيف له بعد ان عرفها وعاش معها خمس سنين ان يتركها بكل بساطه ومن دون رحمه اقنعت نفسي انه لا يحبها ثم انها تستاهل احسن منه , ويستحق ان تكذب عليه لانه اناني ومتخلف وسوف تجد شاب يقدرها ويحترمها اما انا فلن اسكت بعد الان سوف ادافع عن اي فتاه عانت من هذه المشكله ولن اكتفي بالمقربين فقط سوف اجعلها رأي عام واطرحها بجرئه بين مجتمعاتنا المتخلفه ,كل هذه الافكار كانت تتصارع في رأسي وكاد ان ينفجر توقفت لحظه عن التفكير ومن ثم اخذت جهاز الكاسيت وخرجت الي بقيه المكاتب وبدأت اطرح المشكله كانت معظم الاجابات تدين الفتاه وقليل يوجد لها عذر بسيط وباي حال لايكفي لتبريئتها والبعض لايلومها ومستعد لبدء حياه جديده ولكن لأثاره اعجابي فقط وتوصلت بعدها للمقوله التي تقول (الأيدو في المويه ما زي الأيدو في النار)وكل هذه الاستطلاعات افتراضات لاغير ,وأخذت نفس عميق وقررت دخول هذه المعركه ولاح السؤال امام ناظري
– هل انا متأكده من النصر ؟ لم اجد اجابه قاطعه وبرقت عيناي وجفت المياه في وجهي لخطوره الفكره وعواقبها الوخيمه في حاله الفشل,وبدء حماسي في التناقص وذاد ارتباكي وترددي وكدت ان
انسحب لولا انني استجمعت رباطه جأشي وطمنت نفسي بان قصه حبي دامت عشره سنوات منذ ان كنت في الثانوي لذلك لن تتأثر وتنتهي كما حدث لتلك الفتاه, أخذت الجوال بيد مرتعشه وطلبت رقم خطيبي ..جأني صوته برقه وعذوبه وأيقنت ان وراء هذا الصوت ملاك ولن يتخلا عني واذدت اطمئنانا عندما افتتح حديثه بقوله
– عمري …..
اذداد حماسي شيئا فشئ وبدات اخبره قصه الفتاه ولكنني كنت انا الفتاه ونسجت بقيه التفاصيل المفقوده من وحي خيالي ,كان يصغي بصمت مخيف مماساعدني لملء هذا الصمت بتفاصيل دقيقه وتسألت بعدها من اين اتيت بتلك الافكار المدمره؟وبعد ان فرغت من قصتي الخياليه سألني ببط وتغيرت نبره صوته الي نبره جوفاء لاتحمل في طياتها معني
– لماذا لم تخبريني من قبل؟
كدت ان اتراجع واخبره الحقيقه ولكن اثارت نبرته استفزازي فقلت اتصنع الحزن
– كنت خائفه..
– ولماذا اخبرتيني الان؟
ذادت ضربات قلبي وشعرت انه سوف يخرج من بين اضلعي واردف قائلا
-كنت تريدين ان تكسبي حبي وودي ومن ثم تورطيني
-قلت بأندهاش
– اورطك!!
– ايوه تورطيني , بس لازم تعرفي ان اهم ماتملك الفتاه وهو شرفها ومهما كان مقدار حبي لك لن اتنازل عن شرفي………….
امضيت تلك الليله وانا افكر في خطيبي واحاول ايجاد عذر ولو بسيط لأصفح عنه دون جدوي وبقيت ساهده حتي بدأت اشعه الشمس في الأفق ظاهره للعيان وتسللت اشعتها بحذر الي غرفتي وكانت وليده تلك الليله الساهده انني لن اعود لخطيبي ولن اتزوج اي شخص حتي ينجح في هذا الأمتحان واطلقت عليه اسم(الحد الفاصل مابين الحب الحقيقي والزائف)




هذا الواقع للا ســـــــــــف
البنت لايغتفر لهـــــــــــا حتي وان
كنت غـــــــــــــــــــير مذنبــــــــــــــــه
ولكـــــــــــــــــن الـــــــــــــــرجل حــــــــــــــــــــامل
ذنبـــــــــــــــــــــــــــ ه في جيبــــــــــــــــــــــــــه



مشـــــــــــــــــــــــــكــ ـــــــــــــــــوره
عــــــــــــــــــــــــــــل ي الطـــــــــــــــــرح الجمـــــــــــيــــــل



لا انتي مزوداها اوي علي فكره مش معني كده انك تسيبي خطيبك
كل واجد علي حسب ماتعود والرجال بصفه عامه كده
نصيحه ليكي من اخت صرحيه بلحقيقه ومش تسيبيه
ده راي ومشكوره علي الموضوع



شكرا يا اخت اميره
وانا معك فكل رجل شرقي تربى علي ان الفتاه شرف وانا لا الومه ولا الوم الفتاه فهي تبحث عن مثاليه غيره موجوده



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.