وأشار فريق من الخبراء إلى أن هذا الإكتشاف المثير من الممكن أن يؤدي إلى تطوير عقار جديد مضاد لنزلات البرد لن يكون من الواجب تغييره كل عام.
وأوضحوا أن تلك الأجسام التي تم تطويرها بالفعل من الممكن أن يتم حقنها كأسلوب علاجي يستهدف الفيروس بطرق لا تستطع عقاقير مثل التامفلو أن تحققها.
وقدر التقرير البحثي الذي أجراه القائمون على هذا الكشف الجديد أن التجارب السريرية الخاصة بإثبات أن تلك الأجسام المضادة آمنة لدى الإنسان قد تبدأ في غضون ثلاثة أعوام من الآن.
ونقلت صحيفة النيويورك تايمز الأميركية عن دكتور أنطوني فوشي، رئيس المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، الذي لم يكن جزءًا من الفريق الذي شارك في البحث: "هذه دراسة جيدة بالفعل وعلى الرغم من أنها لم ترتقِ خلال هذه الأثناء لمرحلة الواقع العملي، لكن المفهوم الذي بنيت على أساسه مفهوم شيق إلى حد كبير".
ونظرًا لأن النتائج التي تضمنها هذا العمل البحثي تمثل نتائج واعدة ، سوف يعرض معهد فوشي على الباحثين العاملين بها تذليل العقبات أمامهم كي تتاح لهم فرصة إجراء تجاربهم علي حشرات "النموس" الخاصة بالمعهد والتي يمكنها أن تصاب بنزلات البرد البشرية.
وقالت الصحيفة الأميركية الشهيرة إن باحثين من كلية الطب التابعة لجامعة هارفارد ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها ومعهد بيرنهام للأبحاث الطبية شاركوا في إجراء تلك الدراسة شديدة الأهمية.
وفي تعقيب له على نتائجها المهمة، قال دكتور بيتر باليسي، الباحث البارز في مجال نزلات البرد من كلية طب ماونت سيناي، أن الباحثين وجدوا على ما يبدو ما يمكن أن نطلق عليه "كعب أخيل الفيروسي".
واعتبرت دكتور آن موسمونا، اختصاصية نزلات البرد بكلية طب جامعة كورنيل، من جانبها أن تلك الدراسة البحثية "تعد إنجازًا كبيرًا في حد ذاته، وتظهر ما هو ممكن بالنسبة لباقي مسببات الأمراض التي تتطور بسرعة".
لكن دكتور هنري نيمان، اختصاصي الكيمياء الحيوية والذي يقوم بمتابعة تمحور مرض الأنفلونزا، أبدى شكوكه في الموضوع، مدعيًا أن أجهزة المناعة البشرية تقاوم نزلات البرد، منذ زمن بعيد إذا كان الفيروس ضعيفًا في احدى المناطق كما يقول هذا الكشف البحثي.
كما أكد على أن حماية فئران التجارب في الدراسة أخذ جرعات كبيرة من الأجسام المضادة، التي تعد اليوم مكلفة ومرهقة في عملية تناولها.
وقال أحد الباحثين الذين شاركوا في إجراء الدراسة ويدعي واين ماراسكو من جامعة هارفارد، أنه قام مع باقي الطاقم البحثي بفحص مكتبة عملاقة مكونة من 27 مليار جسم مضاد قام بتصميمهم جميعًا، ثم قاموا بالبحث عن الأجسام التي يمكنها استهداف الأعداد المتزايدة لبروتين hemagglutinin على أسطح فيروسات الأنفلونزا.
وأشار الباحثون إلى أن الأجسام المضادة هي عبارة عن بروتينات عادة ً ما تنتجها خلايا الدم البيضاء التي تعلق بالأجسام الدخيلة التي تحاول غزو الجسم، إما بتحييدها عن طريق تراكمها، وإما بوضع علامات عليها حتى تتمكن الكريات البيضاء من العثور عليها وابتلاعها.
كما أكد ماراسكو على أنه قد بات من الممكن القيام بتصنيع تلك الأجسام اليوم في المعمل ثم تطويقهم في المزارع ، ما يعمل على تخفيض الأسعار.