ملخص الخطبة:
1 نعمة اليل والنوم.
2 اليل بين الزمن الماضي والحاضر.
3 مشكلة السهر في الإجازات الصيفية.
4 أضرار السهر ومفاسده.
5 ليلة في بيت النبي صلى الله عليه وسلم .
6 تحذير السلف من السمر والسهر.
7 فضل ساعات الأسحار.
8 انتشار شياطين الجن والإنس عند غروب الشمس.
9 منكرات الأفراح.
الخطبة الأولى
أما بعد:
فيا أيها المسلمون
إن منَ الله على عباده لا تُحصى، ونعمَه عليهم لا تستقصى
، وإن من نعمه وآياته ومنه وأُعطياته
أن جعل النوم سباتًا للناس، وجعل اليل لهم خير سكن ولباس
يقول الملك المنان في معرض الامتنان:
وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً وَجَعَلْنَا لَّيْلَ لِبَاساً
[النبأ: 9، 10]
ويقول في ذكر الإنعام في سورة الأنْعَام:
وَجَعَلَ لَّيْلَ سَكَناً
[الأنعام: 96].
ليلٌ تهدأ به الأنفاس، وتسكن فيه الأعضاء والحواس، وتحصل فيه الراحة والإيناس، جعله الله برحمته وفضله وقت منام ودعة وإجمام وهدوء عام
وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ لَّيْلَ وَلنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
[القصص: 73].
أيها المسلمون
كان اليل في زمن مضى ميدانَ سَبْق ومطيةَ مجد ومضمار صدق وجد، لا ترى فيه إلا مصليًا أو باكيًا أو تاليًا أو داعيًا
وكان السلف رحمهم الله تعالى
يرونه أعظم مطية إلى الجنة العلية
أما اليوم
فقد أصبح اليل لدى كثير من الناس لحظات طيش وضلال عيش
وصار السهر اليوم في الأعم الأغلب منبعًا للمعار ومجمعًا للأخطار وطريقًا للمهالك والمضار ومسرحًا للمواد المتلفة والبرامج المحرمة
بعد أن شحنه الشيطان بأوكار حزبه وأفكار جنده.
سهرٌ على الجيَف وسمرٌ على المعاطب والتلف
سهرٌ دخيل وغريب
وسمر مخيف مريب، مرتع لكل فاسق وموبوء، ومجلبة لكل شر وسوء، من رأى نأى، ومن أبصر أقصر، ومن عاين باين، موارد مقتٍ وغضب وسخط وعتب، تمرض القلوب، وتولد الجرأة على الذنوب، ومع تلك المصائب والمعائب لا نرى له في الغالب إلا مغلوبًا لا غالب، ومصاحبًا لا مجانب، وما ذاك إلا نتاج إرضاع أجيال الأمة من لبان الحياة الغربية، وإطعامهم من ثمار شجرتها المذمومة، تلك الحياة التي من أعظم صفاتها وسماتها البعد عن الله تعالى والتمرد على القيم الروحية والانقياد للحياة الشهوانية البهيمية، وهو السم الذي سقتها إياه العلمانية بكفر أفكارها وفجور آرائها.
فواجب على أمة الإسلام بجميع فئاتها وطبقاتها وخاصة ولاة أمرها حماية أجيالها من عنفوان بركان هائج لا يأتي على شيء إلا دمره وأفسده.
أيها المسلمون
عند إجازة الدارسين وعطلة العاملين يصبح السهر مشكلة ومعضلة، وآفة مستشرية مضلة، يلغي أكثر السمار فيها الوجود، ويهجرون الرقود، مروجًا في مروج العطلة، ولوجًا في رهوج المعصية، وما علموا أن أيام الصيف ما هي إلا طيف وضيف، أيامٌ ثم تنتهي، وليالٍ ثم تنقضي، فطوبى لعبد أخذ من حر لهيبها ولفح سمومها ويحموم ظلها وحميم مائها عظة رادعة وذكرى وازعة، تكفه عن قضاء ليله في معصية الخالق، وتزجية وقته عند المحرمات والبوائق، وقتل ساعاته عند هدامة الفضائل ومفسدة الأجيال والأسر والعوائل، وطوبى لعبد زمَّ نفسه عن غيها، وقضى وقته فيما فيه نفعها، بين حلقات قرآنية، أو دروس علمية، أو دورات مهنية، وتنمية قدرات فكرية وعقلية، أو فسحة مباحة تقية نقية، من المحرمات برية.
أيها المسلمون
إن سهر اليل إلى أسحاره ومسامرته إلى إدباره ومدافعة المرء النومَ عند الحاجة إليه وتمنُّعه منه عند هجومه عليه ومغالبته إغفاءات عينية بالتصبر والتجلد أو باستخدام منبهات محرمة أو تعاطي حبوب مسهِّرة يورث آفات عظامًا وأخطارًا جسامًا، وينطوي على أضرار صحية واضطرابات نفسية وعقلية، من سوء مزاج الساهر ويبسه، وانحراف قلبه ونفسه، وجفاف رطوبات جسمه، ويصبح الساهر عديم الحماسة، منهوك القوى، كسولاً خمولاً، ذا نفس كالَّة مالةٍ لا يستطيع معها النهوض بعبء ولا الاضطلاع بواجب ولا القيام بتكليف، وذلك يفضي إلى تضيع الحقوق الواجبة بالنهار؛ لأن السهر جهد وبلاء وثقل وشقاء
يقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم
: ((إن هذا السهر جهد وثقل))
أخرجه الدارمي
[1].
يقاوم الساهر المنام ليربح ساعة ويخسر بعدها ساعات وأيامًا.
والسهر يا عباد الله
سببٌ رئيس لكثير من الجرائم الأخلاقية والمشاكل الاجتماعية والحوادث المرورية والزعازع الأمنية، يسهِّد أحدُهم فؤادَه ويطيِّر رقاده فيما يسبب انحرافه وفسادَه.
أيها المسلمون
تعالوا إلى بيت النبوة، لنقف على المنهج السني والهدي النبوي، فنقتفي ونقتدي، ونهتدي ونحتمي بسنة
النبي محمد صلى الله عليه وسلم
نحتمي بها من تزين الشياطين وتلبيس المفسدين
تقول عائشة رضي الله عنها:
ما نام
رسول الله صلى الله عليه وسلم
قبل العشاء ولا سمر بعدها.
أخرجه ابن ماجه
[2]
وحين سمعت رضي الله عنها عروة يتحدث بعد العشاء قالت:
ما هذا الحديث بعد العتمة؟!
ما رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم
راقدًا قط قبلها ولا متحدثًا بعدها، إما مصليًا فيغنم أو راقدًا فيسلم.
أخرجه عبد الرزاق
[3].
وعن الأسود قال: سألت عائشة رضي الله عنها:
كيف كانت صلاة
النبي صلى الله عليه وسلم ؟
قالت: كان ينام أول اليل ويقوم آخره. متفق عليه
[4].
أيها المسلمون
إن النوم في أول اليل فيه خيرات وبركات، وإن راحة الجسد وحصول السعد متحق لمن نام في أول اليل وأخلد
مقتديًا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم
يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:
بتُّ عند خالتي ميمونة زوج
النبي صلى الله عليه وسلم
فاضجعت في عرض الوسادة واضطجع
رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأهله في طولها
فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى إذا انتصف اليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل استيقظ
رسول الله صلى الله عليه وسلم
فجلس يمسح النوم عن وجهه بيديه
ثم قرأ العشر الآيات الخواتيم من سورة آل عمران
ثم قام إلى شنّ معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه
ثم قام يصلي.
متفق عليه
[5].
هكذا كان ليله بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه
فأين الاهتداء والاقتداء؟
أيها المسلمون
إن عليكم ملكين يصحبانكم طول دهركم، ويكتبان كل أعمالكم، فأريحوا كتابكم من السمر الممنوع والسهر غير المشروع
فعن هشام بن عروة عن أبيه قال: سمعتني عائشة وأنا أتكلم بعد العشاء
فقالت: يا عري، ألا تريح كُتَّابك؟! فإن
رسول الله صلى الله عليه وسلم
لم يكن ينام قبلها، ولا يتحدث بعدها.
أخرجه ابن حبان
[6].
وأخرج مالك في الموطأ أنه بلغه أن عائشة رضي الله عنها زوج
النبي صلى الله عليه وسلم
كانت ترسل إلى بعض أهلها بعد العشاء فتقول:
(ألا تريحون الكتاب؟!)
[7]
يقول الزرقاني: قال أبو عبد الملك:
أرادت بذلك والله أعلم أصحاب الشمال
لأنها كارهة لأعمال ابن آدم السيئة، فإذا تركها فقد أراحها من كراهتها
[8].
وكان عليه الصلاة والسلام
يذم السهر ويحذر منه ويزجر عنه
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم
يجدب لنا السمر بعد العشاء.
أخرجه أحمد وغيره
[9].
ومعنى (يجدب) أي: يذم ويعيب ويحذر.
وقال عليه الصلاة والسلام:
((إياك والسمر بعد هدأة الرجل))
وفي رواية:
((بعد هدأة اليل، فإنكم لا تدرون ما يأتي الله في خلقه))
أخرجه الحاكم وغيره
[10]
وعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يستحب أن يؤخر من العشاء، وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها
[11].
قال ابن حجر في فتح الباري معللاً:
لأن النوم قبلها أي العشاء قد يؤدي إلى إخراجها عن وقتها مطلقًا، أو عن الوقت المختار، والسمر بعدها قد يؤدي إلى النوم عن الصبح أو عن وقتها المختار أو عن قيام اليل
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب الناس على ذلك ويقول:
(أسمرًا أولَ اليل ونومًا آخرَه؟!)
وإذا تقر أن علة النهي ذلك فقد يفرق فارق بين اليالي الطوال والقصار، ويمكن أن تحمل الكراهة على الإطلاق حسمًا للمادة لأن الشيء إذا شرع لكونه مظنة قد يستمر فيصير مئنة
انتهى كلامه رحمه الله تعالى
[12].
ويقول الإمام النوي رحمه الله:
واتفق العلماء على كراهة الحديث بعد العشاء إلا ما كان في خير
انتهى كلامه
[13].
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يسمر أحيانًا في بعض مصالح المسلمين
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم
يسمر عند أبي بكر اليلة في الأمر من أمور المسلمين وأنا معه.
أخرجه أحمد والترمذي
[14].
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لا سمر إلا لأحد رجلين: لمصلٍ أو مسافر))
أخرجه أحمد
[15]
وأخرج أبو يعلى عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
(السمر لثلاثة: لعروس أو مسافر أو متهجد باليل)
[16]
وقد بوب البخاري في صحيحة:
بابًا في السمر مع الأهل والضيف، وبابًا في السمر في الفقه والخير.
وجملة القول في هذه المسألة أن الحديث بعد العشاء مكروه إلا ما كان في خير أو ما لا بد منه من الحوائج، وكل سهر أدى إلى تضيع واجب شرعي فإنه يكون سهرًا محرمًا، حتى ولو كان في طاعة وعبادة ومطالعة واستفادة، وكل سهر أدى إلى الوقوع في محرم فهو سهر محرم، والسهر في طاعة الله إذا لم يترتب عليه ضياع واجب أو فوات مصلحة شرعية أعلى وأرجح منه فإنه سهر محمود.
أيها المسلمون
لقد استمرأ كثير من الناس السهر المحرم الذي أدى بأكثرهم إلى تضيع صلاة الفجر حتى خروجها عن وقتها، وصار الذين يشهدونها في جماعة المسلمين في المساجد أفرادًا معدودين محدودين، وأصبح هذا السهر أمرًا عاديًا وطبعيًا لا تنكره أكثر القلوب مع أنه
قال:صلى الله عليه وسلم
((أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما من الرغائب لأتوهما ولو حبوًا))
متفق عليه
[17]
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق.
أخرجه مسلم
[].
فاتق الله يا عبد الله
وإياك والسمر المذموم والسهر المشؤوم، ولا تكن من الغافلين
وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ لشَّيْطَنُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ لذِّكْرَى مَعَ لْقَوْمِ لظَّلِمِينَ
[الأنعام: 68].
واحذر أن تطوي اليالي عمرك طيًا طيًا وأنت في لهوك لا تزداد إلا غيًا، واعلم أن الحظات والخطرات والفظات والخطوات كلها مكشوفة لا يخفى على الله منها شيء، وأصخ السمع
لقول المصطفى :صلى الله عليه وسلم
((ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان عليهم حسرة))
أخرجه أبو داود
[19]
وقوله :صلى الله عليه وسلم
((ما جلس قوم مجلسًا لم يذكروا الله تعالى فيه ولم يصلوا على نبيهم فيه إلا كان عليهم ترة، فإن شاء آخذهم به وإن شاء عفا عنهم))
أخرجه أحمد
[20].
أيها المسلمون
ساعات الأسحار ساعات توبة واستغفار وتضرع وانكسار
يقول عليه الصلاة والسلام:
((ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث اليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له))
متفق عليه
[21]
ويقول عليه الصلاة والسلام:
((أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف اليل الآخر, فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله تعالى في تلك الساعة فكن))
أخرجه الترمذي
[22].
أيها المسلمون
أفيليق بمسلم أن يقضي هذه الأوقات الجليلة مع المزامير والطنابير وما يهيج لواعِج الغرام ويحرك سواكن الوجد والهيام.
أيها الأولياء والآباء
إنكم مأمورون بكف صبيانكم عن الخروج إذا أقبل جنح اليل
بقوله :صلى الله عليه وسلم
((احبسوا صبيانكم حتى تذهب فوعة العشاء، فإنها ساعة تخترق فيها الشياطين))
أخرجه الحاكم
[23]
وقوله عليه الصلاة والسلام:
((إذا كان جنح اليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من اليل فخلوهم))
متفق عليه
[24]
وقوله :صلى الله عليه وسلم
((لا ترسلوا فواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء، فإن الشياطين تُبعث إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء))
[25]
وفي لفظ:
((فإن للجن انتشارًا وخطفة))
[26].
أيها المسلمون
وإذا كان لشياطين الجن انتشارًا وانبعاثًا في تلك الساعة اقتضى كفَّ الصبيان وحبسهم؛ فإن لشياطين الإنس في هذا الزمان انتشارًا وخطفة وانبعاثًا طوال ساعات اليل، يحاولون جر الشباب والأولاد وفلذات الأكباد إلى أوضار الانحراف والفساد، عبر مغريات وملهيات لا يحصرها حاصر، مما يوجب اليقظة والحيطة، فكونوا على حذر، فقد نجى أخو الحذر، وكفوا أولادكم عن الضياع، فإنهم أغمار أغرار لا حنكة لهم ولا تجربة، وكونوا حراسًا أمناء وأولياء أوفياء وفطناء حكماء، وإياكم والإهمال، فإن نتائجه ضر وثماره مر وعاقبته خسر ومغبته نكر
إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء تَّخَذَ إِلَى رَبّهِ سَبِيلاً
[المزمل: 19].
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
[1]
سن الدارمي، كتاب الصلاة
باب: في الركعتين بعد الوتر (1594)
من حديث ثوبان رضي الله عنه
وأخرجه أيضا الروياني (644)
والطحاوي في شرح المعاني (1/341)
والطبراني في الكبير (2/92)
والدارقطني (2/36)
والبيهقي (3/33)
وصحه ابن خزيمة (1106)
وابن حبان (2577)
وصحه الألباني في المشكاة (1238).
[2]
سن ابن ماجه: كتاب الصلاة
باب النهي عن النوم قبل صلاة العشاء (702)
وهو في صحيح ابن ماجه (576).
[3]
مصنف عبد الرزاق (2137)
عن ابن جريج قال: حدثني من أصدق عن عائشة أنها سمعت عروة يحدث بعد العتمة
وتوبع ابن جريج عليه
فأخرجه البيهقي في الشعب (4935)
من طريق يحيى بن سليم عن هشام بن عروة عن أبيه قال: سمعتني عائشة وأنا أتكلم بعد العشاء
وله متابعة أخرى ولكن ليس فيها القصة
أخرجها أبو يعلى (4878)
والبيهقي (1/452)
من طريق ابن وهب عن معاوية بن صالح عن أبي حمزة عنها، قال الهيثمي في المجمع (1/314): رجاله رجال الصحيح. وانظر التخريج رقم (6).
[4]
أخرجه البخاري في الجمعة (1146)
ومسلم في صلاة المسافرين (739).
[5]
أخرجه البخاري في الوضوء (3)
ومسلم في صلاة المسافرين (763).
[6]
أخرجه ابن حبان (5547)
وانظر التخريج رقم (3).
[7]
الموطأ: كتاب الجامع
باب: ما يكره من الكلام بغير ذكر الله (1785).
[8]
شرح الزرقاني (4/519).
[9] أخرجه أحمد (1/388، 410)
وابن ماجه في الصلاة (703)
والبزار (1741)
والشاشي (614، 615)
من طرق كثيرة عن عطاء بن السائب عن أبي وائل عن ابن مسعود رضي الله عنه
وصحه ابن خزيمة (1340)
وابن حبان (2031)
وهو في صحيح ابن ماجه (577).
[10]
المستدرك (4/316)
من حديث جابر رضي الله عنهما وصحه على شرط مسلم
ولم يتعقبه الذهبي. وأخرجه أيضا الحميدي (1273)
والبخاري في الأدب المفرد (1235)
وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (1752).
[11]
أخرجه البخاري في مواقيت الصلاة (547)
ومسلم في المساجد (647).
[12]
فتح الباري (2/73).
[13]
شرح صحيح مسلم (5/147).
[14] أخرجه أحمد (1/25)
والترمذي في الصلاة (169)
والبيهقي (1/452)
وحسنه الترمذي
وصحه ابن خزيمة (1156)
وابن حبان (2034)
والحاكم (2893)
وهو في صحيح الترمذي (143).
[15]
أخرجه أحمد (1/379، 463)
والطيالسي (365)
وأبو يعلى (5378)
والطبراني (10/217)
والحارث في مسنده (864- الزوائد-)
والبيهقي (1/452)
وقال الهيثمي في المجمع (1/314-315)
: فأما أحمد وأبو يعلى فقالا:
عن خيثمة عن رجل عن ابن مسعود
وقال الطبراني: عن خيثمة عن زياد بن حدير
ورجال الجميع ثقات
وعند أحمد في رواية:
عن خيثمة عن عبد الله بإسقاط الرجل
ورمز السيوطي لحسنه، وصحه الألباني بمجموع طرقه
السلسلة الصحيحة (2435).
[16]
أخرجه أبو يعلى (4879)
قال الهيثمي في المجمع (1/314)
: رجاله رجال الصحيح
.
[17]
أخرجه البخاري في الأذان (657)
ومسلم في المساجد (651)
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بنحوه.
[]
أخرجه مسلم في المساجد (654).
[19]
أخرجه أبو داود في الأدب (4855)
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
وهو أيضا عند أحمد (2/389، 515، 527)
والبيهقي (6/108)
وصحه الحاكم (08)
والنوي في الأذكار وفي الرياض، وهو في صحيح أبي داود (4064).
[20]
أخرجه أحمد (2/453، 481)
والترمذي في الدعوات (3380)
والفظ له من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
وقال الترمذي:
هذا حديث حسن صحيح
وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم
ومعنى قوله: ((ترة)) يعني: حسرة وندامة
وقال بعض أهل المعرفة بالعربية: الترة هو الثأر
، وصحه الحاكم (26)
وهو في صحيح الترمذي (2691).
[21]
أخرجه البخاري في الجمعة (1145)
ومسلم في صلاة المسافرين (758)
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[22]
أخرجه الترمذي في الدعوات (3579)
والنسائي في المواقيت (572)
من حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه
وقال الترمذي:
هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه
وصحه ابن خزيمة (1147)
والحاكم (1162)
وهو في صحيح الترمذي (2833).
[23]
أخرجه الحاكم (7763)
من حديث جابر رضي الله عنهما وصحه على شرط مسلم
وهو أيضا عند
أحمد (3/362)
وصحه الألباني في السلسلة الصحيحة (905).
[24]
أخرجه البخاري في بدء الخلق (3304)
ومسلم في الأشربة (2012)
من حديث جابر رضي الله عنهما.
[25]
أخرجه البخاري في بدء الخلق (3280)
ومسلم في الأشربة (2013)
والفظ له من حديث جابر رضي الله عنهما، والفواشي كل ما ينتشر من الدواب كالإبل والغنم.
[26]
أخرج هذه الرواية البخاري في بدء الخلق (3316).
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فيا أيها المسلمون
اتقوا الله وراقبوه، وأطيعوه ولا تعصوه
يَأَيُّهَا لَّذِينَ ءامَنُواْ تَّقُواْ للَّه وَكُونُواْ مَعَ لصَّدِقِينَ
[التوبة: 119].
أيها المسلمون
إن مما يذيب القلبَ كمدًا ويعتصر له الفؤاد ألمًا تجاوز كثير من الناس المباح إلى غير المباح في الأعراس والأفراح، وعدم اكتفائهم بما شرعه الله لهم من إعلان النكاح والتفريق بينه وبين السفاح من الضرب بالدف والغناء الذي ليس فيه دعوة ولا مدح لمحرم للنساء خاصة، حيث تجاوزوا ذلك إلى سهر لا خير فيه، ولا تحصى مساويه، أفراحٌ تضج وتعج بالمخالفات والمنكرات، استئجارٌ للمغني والمغنيات والمطربين والمطربات الذين يغنون بأشعار الفسق والفجور، ويستخدمون آلات الموسيقى والطبول، بمبالغ باهظة وتكاليف عالية، سفه وإضاعة للمال في قبيح الفعال، وإيذاء واعتداء ناتجان عن رفع الصوت بالغناء، وبذل طائش وإسراف فاحش في المآكل والمشارب التي لا يخفى مصيرها، وتنافسٌ محموم في غلاء مذموم في ثياب الأعراس، ونساءٌ متبرجات يلبسن ثيابًا شفافة وضيقة ومجسِّمة وكاشفة وعارية وشبه عارية، ورقصات وإمالات كرقص العاهرات والكافرات، وربما حصل اختلاط للرجال بالنساء، فتنٌ مظلمة وأمور مخجلة سرت إلى صفوف بعض المسلمين بطريق العدوى والتقليد الأعمى.
فاتقوا الله عباد الله
وانتهوا عما نهيتم، وكفوا واقصروا وسيروا على ما سار عليه الأسلاف واستدركوا الفائتات بالتوجع للعثرات والخروج من التبعات يبدل الله سيئاتكم حسنات، ويغفر لكم والله غفور رحيم.
واعلموا أن ثمرة الاستماع الاتباع، فكونوا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وأعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه، وثنى بملائكته المسبحة بقدسه، وثلث بكم أيها المؤمنون من جنه وإنسه
فقال قولاً كريمًا:
إِنَّ للَّه وَمَلَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى لنَّبِىّ يأَيُّهَا لَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً
[الأحزاب: 56].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم
أقول قولي هذا
وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه
إنه هو الغفور الرحيم.
اللهمَّ صَلِّ وسَلِّم وَبَارك عَلَى عبدِك ورسولِكَ محمّد
وارضَ اللهمّ عن خلفائه الراشدين
وأقم الصلاة