التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

السعادة الزوجية في متناول الجميع ولكن كيف؟

ليس من المعجزة أن يختلق الإنسان لنفسه إحساساً بالسعادة وأن يعيشها يستمتع بها، فما عليه إلا أن يتمعن النظر في كل ما حوله، سيجدها لا محال، فالسعادة موجودة في الحياة، وهي تحيط بنا في كل مكان، لكن بأوجه مختلفة ومقادير مختلفة ولكل منا نظرته لها، ولكل منا احتياجاته الخاصة للسعادة، ومفاهيم السعادة تختلف عند الأشخاص، كما أن نسبة الرضا بمقدراها تختلف من شخص لآخر.
وليصل الزوجان إلى حياة تملأها السعادة، يقول خبير الاستشارات الأسرية مجدي ناصر أن هناك أسس وقواعد عليهما الإلتزام بها، وجعلها نصب أعينهما كي يضمنا أنهما يمشيان بخطى ثابتة في طريق السعادة، وهذه الأسس هي:
التفاني في الحب:
يقول ناصر، على كلا الزوجين أن يتبادلا مشاعر الحب وأن يعبرا عنه لبعضهما، لأن التعبير عن الحب يعتبر تجديداً له ويرويه كي ينتعش و يتجدد، وألا يبحث الشخص في شريك حياته عن الكمال، لأنه لن يجده، إنما يتقبله كما هو، وتبقى نظرته له نفسها كما أحبه أول مرة، والحب والرضا كفيلان بأن يجعلاه يتغاضى عن أي نقص أو تغيير قد يطرأ، وألا يفوت الزوجين أن يبادرا بوصف الإعجاب والمدح والإطراء لبعضهما البعض، الشيء الذي يجعل كل منهما يضاعف في العطاء في شتى المجالات وبشتى الطرق طالما هذا يزيد من إعجاب شريك حياته.
الثقة:
يشير ناصر إلى أن، تبادل الثقة بين الزوجين عامل جداً مهم، فأن يثق الشخص في شريك حياته، هذا أساس العلاقة الزوجية، حتى وإن سأل في موضوع ما، أو استفسر، فلا يتجاوز بفكره مجرد الإستفسار من باب الغيرة مثلاً، لكن لا يسرح بتفكيره إلى حد قد يقربه من تكذيب الطرف الآخر، فهذا ليس ما يعرف بالغيرة، إنما قد يكون تشكيكاً، إذا فالثقة لا تتجزأ، ولا بد أن تكون كاملة وأن يفترض كل من الزوجين حسن النية في الآخر.
إظهار الغيرة العقلانية:
كما يوصي خبير العلاقات الاسرية أن يظهر كل من الزوجين غيرته على شريك حياته، فهو شيء مطلوب، ودليل على الحب، ومن أقوى دلائله، لكن الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، لذا، فالغيرة شعور بالإهتمام، لا أن يشعرا بعضهما البعض بأن قيداً يربطهما، وأن شعوراً بالشك يعتري العلاقة، هذا مؤشر مخيف، قد يسمى بافتراض سوء النية، فليكن الزوجان حذرين في التعبير عن الغيرة و لتكن الغيرة لمجرد الحب ولا تتعدى ذلك لتصير شكاً كما ذكرنا سالفا.
الصداقة:
ويقول ناصر ضمن وصياه للزوجين، مهم جدا أن يكون الزوجان صديقين، فالصداقة كثيراً ما ستخرجهما من روتين الزوجية، وتغنيهما عن أي ثغرة أو نقص لحضور ما في حياتهما، فما أروع أن يكون شريك حياتك و حبيبك، هو نفسه صديقك، الشيء الذي سيسهل نقاشات كثيرة في مواضيع يأخذوها ببساطة أكثر باعتبارهما يتحدثان كصديقين.
تبادل أطراف الحديث والحوار:
ويضرب ناصر مثالاً لذلك فيقول، كأن يتناقشا في كل ما يخص حياتهما بأسلوب راق، ومتحضر، وبهدوء وسعة صدر، وإن كان لأحدهما وجهة نظر مختلفة، فعليه أن يبدي رأيه بكل احترام، مع محاولة كل منهما أن يتقبل فكرة الآخر أو أن يقرب وجهات النظر كي يصلا إلى نتيجة ترضيهما معا، لأن كلا منهما يطمح لأن يكون رأيه في صالح الأسرة، مع مراعاة اختيار الظروف الملائمة لطرح أي موضوع للنقاش، حتى يكون الإثنين على استعداد للدخول في حوار.
الإنصات:
يؤكد ناصر أن الانصات أمر بالغ الأهمية في أي علاقة زوجية، فيجب على كل من الزوجين أن يصغي للآخر ويعطيه فرصة أن يعبر بما في داخله، وأن يتشاركا التفكير، تجنباً لأن يعيشا سوياً غريبين، ولا يفكر كل واحد منهما على حدى، بل أن يفكرا معاً بصوت عال، الشيء الذي يجعلهما يخرجان بنتائج أحسن لا محال، ويخفف الضغط النفسي عن كل منهما.
كسر الروتين:
ويشير استشاري التنمية الأسرية في وصاياه إلى المحاولة بقدر الإمكان إيجاد سبل لتجديد الحياة وتجديد العلاقة، كي لا يقعا في ملل الروتين الذي قد يكون قاتلاً للسعادة وللزواج أحيانا.
الرومانسية:
ويؤكد ناصر أن الرومانسية مهمة جداً في العلاقة الزوجية، ومطلوبة من الطرفين، لا من أحدهما فحسب، فأن يبادر أحدهما على إسعاد الآخر بوضع لمسات ولو بسيطة، ولكنها قد تغمر البيت بجو الرومانسية الذي يجدد الحب ويجعل السعادة تعم عليهما وتملأ قلبيهما بالمزيد من الحب.
الهدايا:
ويوصي ناصر، بتبادل الهدايا بين الزوجين، فإن لها وقعاً على القلب وتأثيراً على النفسية قد يجعل المتلقي لها مفعم بالسعادة ومعتبراً أن شريك حياته لا يزال يحبه كأول يوم من الزواج، كما يشعر الطرف الذي يقدم هدية لشريك حياته أنه يعبر له عن مدى حبه، وبالتالي يدخل السعادة إلى قلبه التي ستنعكس عليه بالتالي.



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.