التصنيفات
الجادة و النقاش

عند الغروب جاءت الذكرى

خليجية

كانت تغوص رويدا رويدا

و انا اراقبها و اودعها

و هي تعانق البحر و تغوص فيه شيئا فشيئا

كم كان منظرا جميلا و رائعا

و اخذ الشفق يتزين باللون الاحمر و كانما الشمس لونته له عند مغادرتها

او انه كان خجلا من شيئ لا اعلمه انا

خليجية

و ما فارقت كرسي حتى اخذت السماء تتستر بالعتمة

و بدأت مصابيح السماء بتزينها

و كم تلألأت و ظهر بينهم القمر المنير و هو هلال صغير

فهل تعتقد ان يمر مثل هذا المنظر و انا اتفرج

نعم اخذت قلمي لاكتب
خليجية

و لكن عندما امسكته اخذت تضيع مني الكلمات و تتبعثر و تهرب

تارة الى ماض عشته بالحب و الوعود

عشت فيه احلى الايام على اعتقادي في ذلك الوقت

كنت اعد النوم في ليالي هذا الماضي

كنت اناجي القمر و كم كان يشبهها بل كانت اجمل بكثير منه

و تارة الى ماص عشته بالم

و ما احبت حتى ذكراه و ما اطول لياليه

ليالي الفراق و الالم و البعاد

ليالي الغربة و الهجر

ليالي كنت اخشى ان انظر الى النجوم فيذكروني

كنت اخشى من الليالي المقمرة

كنت اخشى القمر و ان اناظره فيعاتبني

كنت اخشى ان يسائلني فما عندي جواب

و تارة الى ماض تفكت فيه اسرتي امام اعيني

و انفرط العقد و ما استطعت ان الملم أي شئ من الؤلؤ

و انا ارى كل حبة من الجمان تنحدر بمكان ما

و تهوى الى رقعة ما

و انا اراقب و لكن ما كان باليد حيلة ابدا
خليجية
و تارة الى ماض ما عرفت فيه الله

و ما عرفت لذة الطاعة

و كم يؤلمني هذا الماض و لا يغادر راسي ابدا

خليجية

و تارة الى ماض يبكيني

ماض يذكرني بشاطئ البحر المقبل لمنزلي

كم كنت ازل اليه و تمسكني يدين من اليمين و الشمال

و كبرت و اصبحت انزله و لكن ما عادت يدي اليمن مقيدة باليد الحنون

فقد غادرتني و بت انزل اليه بيد واحدة فقط

كم كان يبكيني و انا ارى غيري ممسكا بيد واحدة فقط

و تارة الى ماض يضحكني

و نحن الصغار نجري في تلك الحديقة

و البراءة لا تغادرنا

و الطفولة تملئ اجسادنا

و كم كنا نضحك ايامها

و كبرنا و افترقنا كل في طريقه بالحياة

و ما عدنا نلتقي الا بالصدف او بالمناسبات

خليجية

ة الى ماض ليس بعيد عندما كنت في احدى الاحياء

و ان اركن سياتي و اريد ان انزل لاحد الاماكن

كم كان الطريق يعج بالمارة و لكن

في وسط الزحام و كثرة المارة

و انا انظر الى خلفي تعطلت الطريق

و اختفت الناس و بدأت تتسارع الافكار

و تزداد دقات قلبي و ما عدت اشعر بغيرها في المكان

نعم طلت كالقمر و ارجعت معها ماض قديم

ما شفيت منه كل الشفاء و ان اعتقدت غير ذلك

طلت كما البياض في وسط السواد كما الجوري في وسط الخضار

و اخذت تتسارع الافكار و تتلخبط و تتخبط و تتارجح و تتهاوى

الى ان نزل نظري قليلا

لارى يديها و هم يمسكون عربة فيها طفل صغير

و كم كان يشبهها

في لحظة توقفت كل الافكار و كانما احدهم تناول راسي بضربة قوية

حتى يوقظني من ماض كاد ان يعود

نعم يا ابو علي ما عادت من نصيبك بعد الان

خليجية

تارة الى ماض محزن

و تارة الى ماض مضحك

و تارة الى ماض محرج

و تارة الى ماض مؤلم

و تارة الى ماض غريب

و تارة الى ماض اكثر من الغريب

و ضعت قلمي على طاولتي

و امسكت اوراقي و مزقتها و نثرتها الى البحر

فما المني اكثر مما افرحني

خذها يا بحر و لا تحاول تجميعها

بل دع امواجك تشتها كل جزء بمكان

و كل ماض اعده لزمانه ما عدت اريد ان اذكره

و ما عادت الذكرى تنفعني و ما عاد الماض سهل ذكراه




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.