التصنيفات
المواضيع المتشابهة للاقسام العامة

قصة السجين

أَحَد الْسُّجَنَاء فِي عَصْر لِوِيْس الْرَّابِع عَشَر

مَحْكُوْم عَلَيْه بِالْإِعْدَام وَمَسْجُون فِي جَنَاح قَلْعَة

هَذَا الْسَّجِيْن لَم يَبْق عَلَى مَوْعِد إِعْدَامِه سِوَى لِيّلَه وَاحِدَه

وَيُرْوَى عَن لِوِيْس الْرَّابِع عَشَر ابْتَكَارِه لِحِيِل وَتَصَرُّفَات غَرِيْبَة

وَفِي تِلْك الْلَّيْلَة فُوْجِئ الْسَّجِيْن بِبَاب الْزِّنْزَانَة يَفْتَح

ولوَيْس يَدْخُل عَلَيْه مَع حَرَسِه لِيَقُوْل لَه :

وَيَقُوْل لَه : أَرَاك لَازَلْت هُنَا !!

أُعْطِيَك فُرْصَة إِن نَجَحْت فِي اسْتِغْلَالِهَا فَبِإِمْكَانِك إِن تَنْجُو

هُنَاك مُخْرَج مَوْجُوْد فِي جَنَاحَك بِدُوْن حِرَاسَة

إِن تَمَكَّنَت مِن الْعُثُوْر عَلَيْه يُمْكِنُك الْخُرُوج

وَان لَم تَتَمَكَّن فَان الْحُرَّاس سَيَّأْتُوْن غَدا

مَع شُرُوْق الْشَمْس لِأَخْذِك لِحُكْم الْإِعْدَام

غَادَر الْحُرَّاس الْزِّنْزَانَة مَع الْإِمْبَرَاطُوْر

بَعْد أَن فُكُّوا سَلَاسِلُه

وَبَدَأَت الْمُحَاوَلَات وَبَدَأ يُفَتِّش فِي الْجَنَاح

الَّذِي سُجِن فِيْه وَالَّذِي يَحْتَوِي عَلَى عَدِّه غُرَف وَزَوَايَا

وَلَاح لَه الْأَمَل عِنْدَمَا اكْتَشِف غِطَاء فَتْحَة

مُغَطَّاة بِسَجادَة بَالِيَة عَلَى الْأَرْض

وَمَا أَن فَتَحَهَا حَتَّى وَجَدَهَا تُؤَدِّي إِلَى سَلَّم

يُنَزِّل إِلَى سِرْدَاب سُفْلِي وَيَلِيْه دَرَج أُخَر يَصْعَد مُرَّة أُخْرَى

وَظِل يَصَّعَّد إِلَى أَن بَدَأ يُحِس بِتَسَلْل نَسِيْم الْهَوَاء الْخَارِجِي

مِمَّا بُث فِي نَفْسِه الْأَمَل إِلَى أَن وُجِد نَفْسَه فِي الْنِّهَايَة

فِي بُرْج الْقَلْعَة الْشَّاهِق وَالْأَرْض لَايَكَاد يَرَاهَا

عَاد أَدْرَاجَه حَزِيْنَا مُنْهَكَا

و لَكِنَّه وَاثِق أَن الامْبِرَاطُوْر لايَخُدَعَه

وَبَيْنَمَا هُو مُلْقَى عَلَى الْأَرْض مَهْمُوُم وَمُنْهَك

ضَرَب بِقَدَمِه الْحَائِط وَإِذَا بِه يُحِس بِالْحَجَر

الَّذِي يَضَع عَلَيْه قَدَّمَه يَتَزَحْزَح

فَقَفَز وَبَدَأ يَخْتَبِر الْحَجَر فَوَجَد بِالْإِمْكَان تَحْرِيْكُه

وَمَا إِن أَزَاحَه وَإِذَا بِه يَجِد سِرْدَابّا ضَيِّقَا

لَايَكَاد يَتَّسِع لِلْزَّحْف ، فَبَدَأ يَزْحَف

الَى ان بَدَأ يَسْمَع صَوْت خَرِيْر مِيَاه

وَأُحِس بِالْأَمَل لَعَلِمَه إِن الْقَلْعَة تُطِل عَلَى نَهَر

لَكِنَّه فِي الْنِّهَايَة وَجَد نَافِذَة مُغْلَقَة بِالْحَدِيْد

أَمْكَنَه أَن يَرَى الْنَّهْر مِن خِلَالِهَا

عَاد يَخْتَبِر كُل حَجَر وَبُقْعَة فِي الْسِّجْن

رُّبَمَا كَان فِيْه مِفْتَاح حَجَرآخِر

لَكِن كُل مُحَاوَلَاتِه ضَاعَت بِلَا سُدَى ، وَالْلَّيْل يَمْضِي

وَاسْتَمَر يُحَاوِل وَيُفَتِّش ، وَفِي كُل مَرَّة يَكْتَشِف أَمَلَا جَدِيْدا

فَمَرَّة يَنْتَهِي إِلَى نَافِذَة حَدِيْدِيَّة

وَمَرَّة إِلَى سِرْدَاب طَوِيْل ذُو تَعَرَّجَات لَانِهَايَة لَهَا

لِيَجِد الْسِّرْدَاب أَعَادَه لِنَفْس الْزِّنْزَانَة

وَهَكَذَا ظَل طُوَال الْلَّيْل يَلْهَث فِي مُحَاوَلَات

وَبَوَادِر أَمَل تَلَوِّح لَه مَرَّة مِن هُنَا وَمَرَّة مِن هُنَاك

وَكُلُّهَا تُوْحِي لَه بِالْأَمَل فِي أَوَّل الْأَمْر

لَكِنّهَا فِي الْنِّهَايَة تَبُوْء بِالْفَشَل

وَأَخِيْرا انْقَضَت لَيْلَة الْسَّجِيْن كُلَّهَا

وَلَاحَت لَه الْشَّمْس مِن خِلَال الْنَافِذَة

وَوَجَد وَجْه الْإِمْبَرَاطُوْر يُطِل عَلَيْه مِن الْبَاب

قَال الْسَّجِيْن : كُنْت أَتَوَقَّع انَّك صَادِق مَعِي أَيُّهَا الْإِمْبَرَاطُوْر .

قَال لَه الْإِمْبَرَاطُوْر : لَقَد كُنْت صَادِقا .

سَأَلَه الْسَّجِيْن : لَم اتَرُك بُقَعَة فِي الْجَنَاح

لَم أُحَاوِل فِيْهَا ، فَأَيْن الْمَخْرَج الَّذِي قُلْت لِي !!

قَال لَه الْإِمْبَرَاطُوْر : لَقَد كَان بَاب الْزِّنْزَانَة مَفْتُوْحَا وَغَيْر مُغْلَق !!

————————————–

الْإِنْسَان دَائِما يَضَع لِنَفْسِه صُعُوْبَات وَعَوَاقِب

وَلَا يَلْتَفِت إِلَى مَا هُو بَسِيْط فِي حَيَاتِه

حَيَاتُنَا قَد تَكُوْن بَسِيْطَة بِالْتّفْكِيِر الْبَسِيْط لَهَا

وَتَكُوْن صَّعْبَة عِنَدَمّا يَسْتَصْعِب الْإِنْسَان شَيْئا فِي حَيَاتِه
__________________




مشكوره ياعسل



جد عجبتني شكرا لك



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.