تصاب نسبة كبيرة من الأطفال حديثي الولادة باصفرار في لون الجلد والعينين و هو ما يسمى بالصفرة أو اليرقان أو أبو صفار أو تسميات أخرى حسب البلدان
تظهر الصفرة (اليرقان) عادة في اليوم الثاني أو الثالث بعد الولادة أما اليرقان (الصفرة) الذي يلاحظ من الحظة الأولى لولادة الطفل فهو حالة مرضية خاصة يستدعي استشارة طبيب الأطفال مباشرة دون أي تأخير لأنه قد يخفي خلفه أمراض هامة.
أكثر حالات الصفرة (اليرقان) عند الطفل حديث الولادة تسمى باليرقان الفيزيولوجي و كلمة فيزيولوجي تعني انه يرقان طبيعي وسيزول من تلقاء نفسه.
تعريف الصفرة (اليرقان) :
الصفرة هي ارتفاع في قيمة مادة في دم الطفل تسمى البيليروبين والبيليروبين ينتجه جسم الإنسان بشكل طبيعي من تحطم الكريات الحمراء ثم يقوم الكبد بالتقاط هذه المادة وطرحها عن طريق البراز و خلال هذه العملية الطبيعية تكون قيم بيليروبين الدم عند الطفل ضمن الحدود الطبيعية ولا يظهر الون الأصفر على الطفل.
أنواع الصفرة (اليرقان):
هناك نوعان من الصفراء: صفراء فسيولوجية وصفراء مرضية.
الصفراء الفسيولوجية:
تظهر عادة في اليوم الثاني أو الثالث بعد الولادة، وهى حالة شائعة بين الأطفال حديثي الولادة سواء الذكور أو الإناث. لا تعد الصفراء الفسيولوجية لحديثي الولادة مرضاً ولكنها حالة، حيث يحتوى دم الطفل على نسبة كبيرة من البيليروبين، والبيليروبين مادة تتكون نتيجة تكسير خلايا الدم الحمراء.
في الطبيعي يقوم الكبد بالتعامل مع البيليروبين ويتم التخلص منه عن طريق البراز. لكن كبد الطفل المولود حديثاً لا يكون قد نضج تماماً وكثيراً ما لا يستطيع التعامل مع البيليروبين بسرعة، لذلك الصفراء الفسيولوجية تكون شائعة بين الأطفال حديثي الولادة. عندما يصل مستوى البيليروبين إلى 16 إلى 18 مليجرام في كل ديسيلتر من الدم، عادةً ما يحتاج الطفل لعلاج.
وبما أن كبد الأطفال المبتسرين يكون أقل نضجاً، فإن هؤلاء يكونون عرضة أكثر لاحتمال الإصابة بهذه الحالة ولذا يجب متابعتهم بدقة. يحتاج الأطفال المبتسرين للعلاج عندما يصل مستوى البيليروبين إلى 14 إلى 16 مج/ديسيلتر.
الصفراء المرضية:
فهي نادرة وأخطر كثيراً حيث ترتفع نسبة البيليروبين بشكل خطير (حوالي 25مج/ديسيلتر)، وقد يؤدى ذلك إلى تلف في المخ، صمم، شل مخي، أو مشاكل في النمو.
ورغم أن صفراء حديثي الولادة عادةً لا تسبب قلق ونسبة قليلة جداً من الأطفال يصابون بالصفراء المرضية إلا أنه من المهم أن يتابع الأطباء جيداً الحالة وتعالج بشكل فعال لتجنب ارتفاع نسبة البيليروبين.
أسباب حدوث الصفرة (اليرقان) :
تحدث الصفرة (اليرقان) عند بعض الأطفال حديثي الولادة نتيجة لعدة أسباب أهمها :
ارتفاع قيم الخضاب عند الطفل أو عند محاولة جسم الطفل التخلص من كمية من الكريات الحمراء الزائدة ينجم عن تحطمها مادة البيليروبين المسئولة عن الصفرة (اليرقان) , يضاف لذلك عدم نضج الكبد عند الطفل بحيث أن الكبد لا يستطيع التخلص من كمية البيليروبين الزائد في الدم كذلك زيادة إنتاج البيليروبين في هذه الفترة من حياة الطفل و زيادة امتصاص البيليروبين من أمعاء الطفل و يؤدي ارتفاع قيم البيليروبين إلى ظهور الون الأصفر في الجلد والعينين وأول ما يظهر الون الأصفر على وجه الطفل ثم يتجه ظهور الون نحو الأسفل نحو الصدر ثم البطن وأخيرا القدمين.
أعراض الصفراء (اليرقان):
يجب أن يراقب الأبوان طفلهما جيداً بعد العودة من المستشفى بعد الولادة. (كثير من المستشفيات تطلب من الأم أن تعود بالطفل للكشف عليه بعد بضعة أيام من الولادة حيث أن هذا هو الوقت الذي تظهر فيه صفراء حديثي الولادة).
اصفرار لون الجلد هو أوضح العلامات لصفراء حديثي الولادة. يبدأ الاصفرار من الرأس حتى يصل إلى القدمين. كثيراً ما يظهر الاصفرار بشكل أكثر في بياض العين وتحت الأظافر. لاختبار وجود صفراء حديثي الولادة، اضغطي برفق بإصبعك على جلد طفلك ثم ارفعي إصبعك، إذا كان الجلد مصفراً، فاحتمال أن يكون طفلك مصاباً بصفراء حديثي الولادة.
من الأعراض الأخرى التي يجب أن تلاحظيها:
-
عدم الرغبة في الأكل.
-
انخفاض مستوى نشاط الطفل.
يجب عدم ملاحظة لون جلد الطفل تحت لون لمبة حمراء ويجب عدم إلباس الطفل ثيابا صفراء خلال فترة اليرقان لأن ذلك يوحي بأن لون الطفل زائد الاصفرار وكل ذلك طبعا لا يغني عن أخذ رأي الطبيب.
خطورة الصفرة (اليرقان) على الطفل حديث الولادة :
أكثر حالات الصفرة (اليرقان) عند الأطفال حديثي الولادة هي حالات سليمة وتزول لوحدها ولكن أحيانا إذا حدث ارتفاع شديد في قيم البيليروبين يمكن أن يكون اليرقان خطيراً جداً ويؤدي إلى تراكم هذه المادة في دماغ الطفل وتأذي الدماغ وإصابة الطفل بحالة خطيرة تسمى اليرقان النوي وقد يصاب نتيجة لذلك بالتخلف العقلي والشل الحركي.
متى تصبح الصفرة (اليرقان) خطرا :
تختلف قيم البيليروبين التي يصبح عندها اليرقان خطرا على الطفل وذلك حسب وزن وعمر الطفل وجود حالة مرضية معينة لديه ويتم تحديد قيم البيليروبين من خلال معايرة هذه المادة بأخذ عينة من دم الطفل وأفضل طريقة يلجأ إليها الأهل هي زيارة الطبيب وهو الذي يقر درجة خطورة الحالة.
معالجة الصفرة (اليرقان) عند حديثي الولادة :
الحالات الخفيفة والمتوسطة من الصفرة (اليرقان) تزول لوحدها دون علاج خلال أسبوع أو أسبوعين. إلا أنه يمكن علاجها في البيت بتعريض الطفل لأشعة الشمس ويجب أن تتوخى الحذر جيداً حيث أن جلد الأطفال يمكن أن يصاب بسهولة شديدة بحروق الشمس.
عرضي ذراعي الطفل وساقيه فقط لأشعة الشمس في الصباح الباكر لمدة 5 إلى 10 دقائق حيث تكون أشعة الشمس غير قوية. (إن تعريض الطفل للشمس مرتين، في كل مرة 5 دقائق أفضل من تعريضه 10 دقائق في المرة الواحدة، حيث يحد ذلك من تعريض الطفل المستمر للشمس.) قد ترغبين في تغطية رأس الطفل بقبعة بيضاء لحماية رأسه من الشمس.
أما حالات الصفرة (اليرقان) الشديد فتحتاج للعلاج في المستشفى بالمعالجة الضوئية بواسطة لمبات نيون خاصة تبعث أشعة فوق بنفسجية ذات طول موجات معين بما أن هذه الإضاءة قد تكون ضارة بعين الطفل، يجب أن يتم تغطية عيني الطفل باستمرار. إن ضوء الفلورسنت الموجود في البيت لا يفيد.
أو بتبديل دم الطفل ويجب التأكيد هنا أن ضوء النيون العادي في المنزل لا يفيد في العلاج وكذلك إعطاء الماء والسكر للطفل أو السيروم السكري وهذه الممارسات قد تعطي الأهل الشعور بأن هذا هو العلاج المطلوب ما قد يسبب التأخر في معرفة قيم البيليروبين, ومن الأمور التي تساعد على سرعة زوال اليرقان هو التأكيد على الإكثار من الرضاعة الطبيعية.
معلومة مهمة:
هناك نوع نادر من صفراء حديثي الولادة يسمى "الصفراء المرتبطة بالرضاعة الطبيعية"، ويكون سببها هو لبن الثدي. عادةً تشخص هذه الحالة عن طريق إيقاف لبن الثدي لمدة 24 ساعة واستخدام البن الصناعي بدلاً منه. إذا انخفضت الصفراء، فإن الطفل يعانى من الصفراء المرتبطة بالرضاعة الطبيعية. ينصح بعض الأطباء بأن تتوقف الأم عن الرضاعة الطبيعية وتحل محلها الرضاعة بالبن الصناعي إلى أن تختفي الصفراء.
حالات خاصة :
-
كل يرقان يظهر منذ اليوم الأول للولادة يستدعي تقييم طبي دقيق.
-
كل يرقان يستمر أكثر من 15 يوم يستدعي تقييم طبي حتى لو كان خفيفاً.
-
كل يرقان يترافق مع لون أبيض لبراز الطفل يحتاج لتقييم طبي دقيق.