التصنيفات
منتدى اسلامي

وتوكل على العزيز الرحيم

وتوكل على العزيز الرحيم

إن التوكل على الحي القيوم عمل جليل لا يستغني عنه العبد في سائر أحواله وقل من الخلق من يفقه هذا الباب ويعتني ويكلف به. والدين مبناه على التوكل. قال سعيد بن جبير:

(التوكل على الله نصف الإيمان).

والتوكل عمل قلبي ليس من أعمال الجوارح. قال الإمام أحمد:

(التوكل عمل القلب).

وقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم وعباده المؤمنين بالتوكل فقال:

( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)

. وقال تعالى:

( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ).

وقد ورد في السنة الأمر بالتوكل وعظم منزلته فقال صلى الله عليه وسلم:

(لو أنكم تتوكلن على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا).

رواه أحمد.

والتوكل على الله معناه في الأصل أن يفوض العبد أمره لله ويسلم حاله له وأن يعتمد على ربه في قضاء حاجته ويثق به. قال ابن عباس:

(التوكل هو الثقة بالله وصدق التوكل أن تثق في الله وفيما عند الله فإنه أعظم وأبقى مما لديك في دنياك).

وقال الإمام أحمد:

(وجملة التوكل تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه والثقة به).

وقال ابن رجب:

(هو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة كلها).

ومن مقتضى التوكل وشرط صحته العمل بالأسباب النافعة المأذون بها شرعا لأن الشارع الحكيم ربط بين التوكل والعمل بالأسباب فلا يجزئ التوكل ولا ينفع العبد إلا بالأخذ بالأسباب ولا تنافي مطلقا بين التوكل والعمل بالأسباب.

قال تعالى:

(هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور).

وقال تعالى:

(يا أيها الذين ءامنوا خذوا حذركم).

التوكل في المفهوم الشرعي إذن اعتماد القلب على الله مع تعاطي الأسباب بالجوارح فهذان هما ركنا التوكل لا يصح التوكل إلا بهما. أما الاعتماد على الله والإعراض عن الأسباب فقدح في الشرع ونقص في العقل وأما الاقتصار فقط على العمل بالأسباب دون الاعتماد على الله فشرك في الأسباب.

قال ابن القيم:

(فإن تركها عجزا ينافى التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصولِ ما ينفع العبد في دينه ودنياه ودفع ما يضره في دينه ودنياه ولا بد مع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب وإلا كان معطلا للحكمة والشرع فلا يجعل العبد عجزه توكلا ولا توكله عجزا).

إن التوكل مشروع في سائر الأحوال ولكنه يتأكد في أحوال:

1- في طلب الرزق. قال تعالى:

(ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً)

2- عند لقاء العدو. قال تعالى:

(إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون).

3- عند كيد الكفار. قال تعالى:

(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).

4- عند نزول البلاء. قال تعالى:

(الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).

5- عند المرض. قال تعالى:

(وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ).

6- عند طلب الزواج. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(ثلاثة حق على الله عونهم المكاتب يريد الأداء والمتزوج يريد العفاف والمجاهد في سبيل الله).

رواه أهل السن إلا النسائي.

7- عند الدعوة إلى الله. قال تعالى:

(فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم).

منقول




موضوع رائع و مميز جزاك الله الف خير



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.