التصنيفات
منوعات

انا وهو الذي يمشي في الظلام لمن يملك القدرة على النجاة فقط

.:! أنآ و ( هو ) الذي يمشي في الظلام.. !:. لمن يملك القدرة على النجاة فقط..!!

كثيرة هي الخرافات والأساطير التي أخذت تروى وتجدد في كل قرن وجيل..
وكثيرة هي الأوقات التي أخذنا فيها نختبئ تحت أغطية السرير في صغرنا خوفاً من قدوم الزومبي والمذؤبين..
ونتجنب النظر كثيراً إلى المرآة خوفاً من ظهور ميدوسا برأسها البشع المليء بالأفاعي من خلفنا على حين غرة..
خزعبلات وكوابيس شيطانية.. كانت وما تزال سبب أرق البعض.. و تسلية البعض الآخر..
كثير من الناس يصدقها.. وكثير منهم يكذبونها..
بعضها يحتمل الصواب.. كما يحتمل الخطأ والتحريف في الوقت نفسه..
والبعض الآخر صعب التصديق والفهم..
بالنسبة لي..
لست مصدقة بأي من الأساطير.. كما أني لست مكذبة بها..
لذلك..
لم أكن أعلم.. أو أتوقع ما سيقابلني..
ولم أكن في حياتي أتصور بأني ذات يوم سأصدق مثل هذه الخرافات تصديقاً كاملاً..
كنت مكذبة لها تماماً.. إلى أن قابلته..
هو
هو
هو
***

السلاآم عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
كيف الحال والأحوآل.. أتمنى أن تكونوا جميعا في تمام الصحة والعافية..
أعذروني على سوء التنسيق إن كان موجوداً..~
كالعادة لمن يعرف ريني.. لست من النوع الذي يزين مواضيعه وكلامه بالمقدمات أبدا..
لذلك سأدخل في صلب الموضوع..
——–
أحب وبكل سعادة أن أشاركم قصتي
***
أنا وهو الذي يمشي في الظلام..

نوعها: رعب-خيآل
تصنيفها: لمن يملك القدرة على النجاة فقط…!!

………….
هذا كل ما لدي ^^ أتركم الآن مع سطور قصتي والتي أتمنى من كل قلبي أن تحوز على رضاكم..~

إلى قصة أخرى بإذن الله تعالى..~
جآني..~
في آمآن الكريم..~
" سأقوم بوضع القصة هنا فصلا تلو الآخر بإذن الله تعالى "..
فترقبوهآ..~
الجزء الأول: الفصل 1..~

كثيرة هي الخرافات والأساطير التي أخذت تروى وتجدد في كل قرن وجيل..
وكثيرة هي الأوقات التي أخذنا فيها نختبئ تحت أغطية السرير في صغرنا خوفاً من قدوم الزومبي والمذؤبين..
ونتجنب النظر كثيراً إلى المرآة خوفاً من ظهور ميدوسا برأسها البشع المليء بالأفاعي من خلفنا على حين غرة..
خزعبلات وكوابيس شيطانية.. كانت وما تزال سبب أرق البعض.. و تسلية البعض الآخر..
كثير من الناس يصدقها.. وكثير منهم يكذبونها..
بعضها يحتمل الصواب.. كما يحتمل الخطأ والتحريف في الوقت نفسه..
والبعض الآخر صعب التصديق والفهم..

بالنسبة لي..
لست مصدقة بأي من الأساطير.. كما أني لست مكذبة بها..
لذلك..
لم أكن أعلم.. أو أتوقع ما سيقابلني..
ولم أكن في حياتي أتصور بأني ذات يوم سأصدق مثل هذه الخرافات تصديقاً كاملاً..
كنت مكذبة لها تماماً.. إلى أن قابلته..
فمنذ ذلك الوقت.. تغيرت أمور كثيرة في حياتي..
لم أعد أشعر بما حولي.. كنت محاطة تماماً بال..

لحظةً واحدة..!! أعتقد بأني قد اسهبت كثيراً في الكلام ونسيت ما أنا بصد روايته عليك..
لا أريد حرق الأحداث قبل أوانها..
لذا أحب أن أبدأ من الصفر.. أي قبل أن أتعرف على ذلك المدعو ب (( هو ))..
و أرجو أن لا يخطر على بالك ما اسم هذا ال (( هو )) أو أن تحاول حتى التفكير في اسمه..
لأنك بذلك تكون قد جنيت على نفسك بدون علمك بلعنة (( هو )) المؤكدة..!!
كما جنيت أنا على نفسي مسبقاً..!!
قد تضحك أو تسخر من كلماتي السابقة.. ولكن احذر.. فلقد كنت أشد سخرية منك..
وحصل لي ما جعلني أعض أصابعي ندماً بعدها..

قبل أن أبدأ بسرد قصتي عليك..
أرجو أن تطفأ ذلك النور.. اترك تلك الشمعة مكانها في ركن الغرفة..
آآه جو الغرفة أصبح موترا للأعصاب. لا لاعليك.. هذا ما أريده أنا تماماً..
في بعض الأحيان أشعر بأن هذه الأجواء رومانسية للغاية.. وفي أحيان أخرى أشعر بأنها كفيلة لجعلي أموت رعباً.. أتوافقني الرأي..؟؟
حسناً.. تعال اجلس أمامي هنا.. حتى تكون على علم بتعابير وجهي..
ممتاز.. هل أبدأ الآن.. ؟
أريدك فقط أن تنسى ما تمليه عليك قوانين الطبيعة من المقايس التي يستوعبها عقلنا البشري..
وأن تنسى كلمة مستحيل..
ولعلمك..!! كل كلمة أقولها كفيلة بقتلك وكفيلة بجعلك تموت بطئ..
لا تستغرب هكذا.. مجرد سؤالك عن أشياء ليست واضحة أو غير مفهومة من خلال كلامي عما جرى لي يعرضك للعن.!
ألم أخبرك مسبقاً..
إن كل شيء يجرؤ على السخرية أو التطفل على ما يخص (( هو )) سيحصل له ما حصل لي..!!

والآن..
خذ نفساً عميقاً..
ولنبدأ.. بدايةً أرجو من الله أن يهدينا نهايتها..

-1-
(( مجرد هواجس ))
( لا يجب أم يكون كل ما تراه حقيقة.. كما أنه لا يجب أن يكون خيالاً..!! )

كعادتي..
أخذت أتناول فطوري واضعةً أمامي شيئاً أقرأه للتسلية ريثما أنتهي من الطعام..
وكالعادة..
المواضيع نفسها سواء في الجرائد أو المجلات..
اعتزال الممثل الفلاني.. اعتقل المجرم يوم كذا.. طفل نابغة يخترع جهازا معيناً..
إلخ إلخ إلخ..!!
مدت يدي إلى غلاف المجلة كيف أغلقها.. ولكن..
لفت إحدى الصفحات نظري.. كانت ذات لون أسود.. وحروفها بلون أحمر غريب..
لا أعلم لما لم أتجاهل ذلك النداء الغريزي الغريب الذي يدعوني إلى فتح المجلة والبحث عن تلك الصفحة مرة أخرى..
كنت أشعر بالخوف من اللاشيء..!! لكن رغبة النفس البشرية إلى الرعب كانت هي الدافع لي حتى أكمل بحثي..
و أخيراً.. وجدتها.. قبل أن أعيد المجلة إلى مكانها معلنة الاستسلام..
أمم حسناً لنرى.. (( غريب..!! جزء كبير قد مزق من الصفحة الأولى.. لايهم..!! ))
كانت هناك فقرات عديدة بخطوط مختلفة كتبت بذات الون الأحمر الغريب,,
و عنوان بأعلى الصفحة كتب بالخط العريض (( شاركونا كوابيسكم..))!!
شعرت لوهلة بأن هناك بعض الغموض والتشويق..
أكملت القراءة لأكتشف بأن هذا الركن من المجلة ما هو إلا عبارة عن رسائل بعض الأشخاص يرون فيها ما حصل معهم من أمور خارقة للطبيعة.
لا أنكر أني أحب قراءة قصص الرعب المتعلقة بالخوارق الطبيعية..
كما أني لاأنكر الإشمئزاز الشديد الذي شعرت به بسبب تلك الرسائل..
(( جني خرج من بالوعة الحمام اخترق جسدي ولم أتأذى ))
بالتأكيد أطلت الجلوس في الحمام لوحدك.. بعد مشاهدتك فيلماً مرعبا..!!
(( مخالب حادة تجرح بطني عندما أنام ليلاً..))
أعتقد بأنك قد تناولت وجبة عشاء دسمة جداً قبل خلودك إلى النوم.. كما يبدو بأنك تنام على بطنك..
ثم.. لما لا تجرب أن تنام نهاراً فقد تشفق المخالب عليك..!!
ههه
أخذت أضحك على ما قرأته.. بدى لي بأني أقرأ قصصا لأناس ذي خيال واسع أخذ ينسج لهم ويملي عليهم ما يرسلوا من خزعبلات..!!
صحيح أني ذات خيال واسع.. واسع جداً.. ولكني لم أسخر خيالي في أشياء كهذه..!!
شعرت بأني قد أضعت الكثير من وقتي على لاشيء..
لكن.. وقبل أن أغلق المجلة.. لفت نظري إحدى الرسائل..
كانت طويلة نوعاً ما.. لذا.. أخذت أقتبس من سطورها المجمل المفيد.. لم أكن أعلم بأنها ستجبرني على أن أبدأها من أولها..
ربما لأنها أثارت اهتمامي حقاً.. ولأني شعرت حينها بأنها الوحيدة من بين الرسائل الأخرى في تلك الصفحة التي تستحق أن أقرأها..
وقد كان من نصها :
(( أعزائي في مجلة (( ……)).. تحية طيبة..
أكتب لكم كلماتي هذه في الحظات الأخيرة من حياتي (( ماذا يعني بالحظات الأخيرة..؟؟ )) ..
كلماتي التي أرجو أن تنقذ أحد بعدي قبل أن يصل إلى ما وصلت إليه.. و أنا متأكد تماما أنكم تقرؤون رسالتي هذه بينما أنا مجرد كومة من الحم لا تقوى على الحركة.. (( هل هذا يعني أنه ميت الآن..؟؟ يا إلهي..!! لم أفهم جيداً )) ..
كنت رجل عادي كأي رجل في مثل عمري.. مسيرة يومي كانت من العمل إلى البيت ثم من البيت إلى العمل.. حياة عادية لا ترجو من ورائها أي تجديد..
في يوم كنت عائدا فيه إلى منزلي بعد عمل مرهق استوقفتني امرأة عجوز.. احدودب ظهرها بطريقة بشعة..
لمست يدي فتوقعت أنها ترغب بمساعدتي في شيء ما.. سألتها (( أ أنت بخير ؟؟ ))
نظرت لي نظرة كئيبة.. و الدموع أخذت تملئ عينيها الحمراوتين.. ثم قالت (( لقد كان بمثل عمرك.. ثم.. ثم..!! )) انهارت تبكي..
لم أعرف طريقة أخرها لتهدئتها غير أن أجلسها على كرسي الطريق العام الذي كان بجوارنا..
ثم طلبت منها أن تهدأ.. وتروي لي كل شي.. فقالت وعينها تنظران إلى الأرض (( لم يكن مصدقاً بالخرافات.. ولم يكن يحب سماعها أبداً.. حتى حصل له من إحداها ما حصل)) قلت مستغرباً (( كيف.؟؟!! )) فأكملت (( أرجوك.. صدق ما أقول حتى لا تصاب بلعنته ))
سألتها بنفاذ صبر (( لعنة من..؟؟ )) صرخت قائلة (( لا تسأل.. آآآآه حلت العنة.. حلّت العنة..!! ))
أخذت أنظر إليها متعجباً لا أملك ما أقوله.. بينما نهضت هي وأخذت تمشي إلى غير هدف مستمرة في كلامها
(( نهايتك محتمة.. سنقتل كلنا من قبله..))
ما تريد من رجل مثلي أن يفعل..؟؟ بالتأكيد نهضت عائداً إلى منزلي لأتناول عشائي.. آخذ حماماً ثم أخلد إلى النوم..
لكني لا أدري السبب الذي جعلني أفكر في ما قالته مراراً.. لايمكن أن تكون تلك الدموع مكذوبة ومصطنعة خصوصاً من عجوز في مثل سنها..
بت ليلتها أفكر حتى غفوت دون علمي.. ولم أكن على دراية بأنها المرة الأخيرة التي أنام فيها بسلام..
لأني لن أستيقظ أبداً..
………………………… ………….))
آآه لماذا..؟؟!!
أخذت أقلب صفحات المجلة باحثةً عن الجزء المقطوع والذي يحمل تكملة الرسالة..
ولكني لم أجده للأسف.!
لقد أردت معرفة النهاية من كل قلبي.. أريد أن أعرف مالذي جرى له بعدها..؟؟!!
لم أرهق نفسي بالتفكير حتى لا يصيبني الفضول القاتل لمعرفة باقي الرسالة بالجنون..!!
وضعت المجلة مع بقية المجلات والجرائد التي كنت أطلع عليها وصعدت إلى غرفتي..
كانت الساعة عندها الثانية عشرة والنصف..
ضوء الشمس الدافئ أخذ يداعب أركان غرفتي جاعلاً شكلها مريحاً يثير الأمان والطمأنينة في النفس.. مما ألهمني أن آخذ حماماً منعشاً أخرج بعده للتنزه مشياً على الأقدام..
دخلت الحمام.. وخلعت ساعة يدي واضعةً إياها أمامي على المرآة.. حتى أنتبه جيداً للوقت. فأنا لا أريد أن أقضي وقتاً كثيراً في الإستحمام..
قطرات الماء الفاترة أخذت تنصبّ على رأسي المليء بالأسئلة والأفكار..
لماذا كتب (( لحظاته الأخيرة من حياته )).. هل من الممكن فعلاً أن يكون الآن ميتاً..؟؟
ثم.. مالذي جعل تلك العجوز تصرخ وعيداً بالعن..؟!!
ومالذي جعلها ينام ولا يستيقظ بعدها..؟؟ مالذي جرى له ياترى..
هل فعلاً أصيب بلعنة ما..
أو.. لم لا يكون مجرد كاذب مختلق لل كغيره من الهواة الماهرين في سرد خيالهم واعتقاداتهم..؟؟
لا.. لا أظن ذلك.. شعورٌ قوي بداخلي يخبرني بصدقه..
آه لو أجد الجزء المقطوع فقط..!!

مرت نصف ساعة وأنا لا أزال تحت الماء محنية رأسي ولم أنتهي من الاستحمام بعد..!!
أخذت أضع الصابون على رأسي في عجلة حتى أنتهي بسرعة.. و لكن..
ما ذلك الصوت..!!
تك تك تك..!!
هاه.؟؟!!
تك تك تك..!!
لا أعلم مالذي جعلني أوجه نظري مباشرة إلى المرآة حيث ساعتي..
هل هذا صوت دقات عقرب الساعة.. أم أن الصوت قادم من المرآة نفسها..
لا أعلم..
ليس من عادتي أن استمع لمثل هذه الوساوس..
ولكني أنهيت حمامي من فوري وخرجت من الحمام.. هاربة..!!
هاربة من ماذا..؟؟ لا أدري..
أنه ذلك الهروب من اللاشيء.. الهروب الذي تؤديه تلقائياً عندما تمشي لوحدك في ممر مظلم ليلاً من شخص صنعه خيالك..!!
ولكني اكتشفت فيما بعد أني لم أهرب من لاشيء..
ويا ليتني لم أكتشف..!!
……

نهآآية الفصل الأول من الجزء الأول..
ترقبوا الفصل الثاني..

الجزء الأول: الفصل2:

-2-
(( فضول ))
(سألتها بنفاذ صبر (( لعنة من..؟؟ )) صرخت قائلة (( لا تسأل.. !!)) )

أخذت أمشي إلى غير هدف..
متأملة في طريقي أطفال يداعبون كلبا صغيرا.. لقد كان منظرهم لطيفاً جداً..
لطيفاً إلى درجة أني قد نسيت ما كانت به نفسي من توتر.. وفضول..

حاولت قدر الإمكان أن أستمتع بنزهتي هذه.. وأن لا أخوض في التفكير فيما قرأته صباح اليوم.. أو ما جرى معي في الحمام..
في طريقي قابلتني إحدى المنشورات الورقية.. حملتها لأرى محتواها..
فإذا به بلاغ عن اختفاء رجل في الخامسة والثلاثين من عمره..
اختفى من أسبوع في ظروف غامضة.. متزوج ولدي بنتان..
أعسر.. توجد ندبة صغيرة على رقبته.. وله..
لم أكمل قراءة بقية التفاصيل.. ليس برغبتي..
وإنما خضوعاً لمشاعري التي أخذتني بعيداً لنجول في عالم أفكاري..
لوهلة شعرت بارتباط بين اختفاء هذا الرجل ورسالة ذاك الآخر في تلك المجلة..
أيمكن أن يكون هو.. ولكني لا أملك إثباتاً يدل على ذلك..
وإن كان هو لتعرّفه أهله..
ثم إني لا أعلم متى أصدرت تلك النسخة من المجلة..

آآآه وما شأني أنا..
ألقيت بالورقة بعيداً عني في الهواء و عدت أدراجي إلى البيت..
شعرت وكأن الهواء يزيدني ضيقاً بدل أن يزيدني انتعاشاً كما كنت قبل خمس دقائق..
ولكني هذه المرة لن أتنازل عن معرفة ما حصل معي في الحمام.. بالتأكيد هناك تفسير..

الساعة الآن العاشرة تماماً..
أخذت أبحث في شبكة الإنترنت عن جميع النسخ من المجلة التي قرأتها صباح اليوم..
والحمد لله وجدت النسخة التي أردت..
أخذت أتصفحها سريعاً حتى أصل إلى صفحتي المنشودة..
وأخيراً وجدتها..
أول ما قمت به هو أني قرأت اسم المرسل..
لقد كان (( ت. أ )) فقط..!!
ثم كتب بجانبه اسمه المستعار (( لم يتم عرض البلد تلبية لرغبة المرسل ))..!!
لماذا لم يرغب في عرض اسم البلد.. غريب..!!
إذاً فاحتمال كونه ذلك الرجل المفقود وارد وبقوة.. ولكن..

أخذت أراجع تاريخ اختفاء الرجل بتاريخ إصدار هذا العدد من المجلة..
فوجدت بأنها تسبق اختفاء الرجل بأسبوع.. هذا يعني أن صديقنا صاحب الرسالة مفقود من أسبوعين..
لذا.. لا أعتقد بأنه قد يكون هو..
خطر على بالي بعد أن اطمأنت إلى عدم إثبات صحة أفكاري أن أكمل الجزء الذي لم أتمكن من قرائته..
ولكن..
آآه مالذي يجري..
دخل أخي الصغير غرفتي حاملاً معه بطارية يدوية مخبراً إياي بإنقطاع التيار الكهربائي..
لا مشكلة في ذلك عندي لأني كنت سأخلد للنوم.
أخذت منه البطارية شاكرة إياه على إخباري..
لم أجد مهرباً من أن أعود إلى فراشي لأنام..
واضعةً لنفسي بعض الأعمال المعينة والتي أرغب بعملها غداً..
كما أني أتمنى..

وعلى حين غرة اضطرت إلى قطع حبل أفكاري حين لفت نظري منظر ساعتي التي وضعتها أمام المرآة..
كيف لم أنتبه لهذا منذ البداية..
لماذا..؟؟!!
لماذا ساعتي حمراء كالجمر..؟؟!!
………
بقيت واجمة في مكاني أتأمل منظر ساعتي المرعب..
لا أدري هل أهرع إليها لأرى مابها..
أم أتركها وأنتظر ما سيحدث..؟؟
لم أعطي نفسي فرصة الإجابة على هذه الأسئلة..
نزلت من السرير.. وبخطوات بطيئة اتجهت إلى المرآة..
كانت ساعتي تزيد توهجاً بذات الون الأحمر المرعب كلما اقتربت منها..
رفعت يدي حتى أحملها..
ولكن منظر المرآة استوقفني وقتها..
فقد كانت سوداء تماماً لا تعكس شيئاً.. سوداء بطريقة كابوسية تشعرك وكأن شيئاً ما سيخرج من خلالها فوراً..
لا أعلم بأي قوة استطعت أن آخذ الساعة وأضمها إلي وأنا أشاهد هذا المنظر..
ولا أعلم كيف انتهي هذا الموقف..
كل ما أذكره هو أني منذ أن حملت ساعتي خارت قواي كلها..
فسقطت على الأرض مغشياً علي..
…….

فتحت عيني مستيقظةً بسبب حرارة الشمس على وجهي..
آآه.. أشعر بألم رهيب في جسدي..
وفي جزء من الثانية تذكرت ما عشته ليلة البارحة..
فتحت يدي لأرى ساعتي فلم أجدها..
نظرت تجاه المرآة فإذا بها طبيعية لا يعيبها شيء.. وساعتي أمامها كما وضعتها..
كيف هذا..؟؟
هل كنت أتوهم.. لكن.. الساعة.. لقد كانت تشع احمراراً فعلاً..
والمرآة..
تحاملت على نفسي لأقف..
واتجهت إلى حيث المرآة والساعة أتفحصهما..
يا إلهي.. إنهما سليمتين تماماً.. لا أثر لأي شيء يثبت تغيرهما..!!
إذاً.. مالذي جرى لي ليلة البارحة..؟؟
لقد كان كل شيء محسوساً فعلاً.. أنا متأكدة بأني لم أكن أتوهم..
هل لما حصل معي في الحمام علاقة بما حصل معي ليلة أمس..؟؟
لن أسكت على ما يحصل لي..
يجب أن أجد أجوبة لكل سؤال يدور في رأسي.. وفي أسرع وقت قبل أن أجن..

وبكدآ يكون أنتهي الفصل2 من الجزء الأول..
^^
ترقبوا البآقي بإذن الله,..~

في آمآن الكريم..~

الجزء الأول : الفصل 3+4
-3-

(( حقيقة ))
(صرخت قائلة (( لا تسأل.. آآآآه حلت العنة.. حلّت العنة..!! )) )

بنفاد صبر أخذت أبحث في نفس المجلة عن عنوان ذلك الركن منها..
(( شاركونا كوابيسكم ))..!!
للحظة شعرت بأني تافهة لدرجة لا يعلمها إلا الله..
وكم كنت مستغربة لما أفعله..
أنا التي كنت حتى لا أضيع وقتي في قراءة مثل هذه الأشياء.. أبحث الآن عن طريقة لتوصلني إليها..
وأخيراً وجدته..
كتبت العنوان في ورقة صغيرة بسرعة..
طويتها في يدي وأعدت المجلة إلى مكانها و صعدت إلى غرفتي بسرعة..
قد كان الوقت عصراً.. البيت هادئ بطريقة موترة للأعصاب. إضافة إلى توتر أعصابي لما أنا بصد كتابته..
أمسكت الورقة والقلم وبدأت أخط ما بالي بعقل مشت التفكير تماماً..
كتبت فيها بالتفصيل الممل ما جرى معي في الحمام وفي غرفتي..
طريت الورقة بطريقة مرتبة و وضعتها في ظرف مناسب لها..
وفي أثناء كتابتي لعنوان المجلة.. كانت تدور في رأسي فكرة أن الرسالة قد لا تصلهم.. أو أن لا تقرأ من قبل مشرفي ذلك الركن أبداً..
ولكن لم لا أحاول..
و ضعت الظرف في حقيبتي و نويت الخروج لأرسله..
……

في أثناء طريقي إلى حيث صندوق البريد..
لفت نظري امرأة عجوز..
احدودب ظهرها بطريقة مرعبة.. كانت تمشي وهي تنظر إلي مبتسمة..
إبتسامة تحمل خلفها معنى أجهله تماماً..
توقفت وناظري موجه إليها تماماً.. أما هي فأخذت تكمل طريقها معطيةً إياي ظهرها دون أنم تلتفت لي..
لا أدري لماذا ولكني.. أشعر بأني قد قابلت هذه من قبل..
أو أني سمعت عنها..؟؟
هل حصل ذلك فعلاً..؟؟

………

مر أسبوعٌ الآن بلا مشاكل على موعد إرسالي للرسالة.
فلقد كنت في كل ليلة أضع الساعة بجانبي..
أتأكد من صحة المرآة وأخلد إلى النوم والرعب يملئ قلبي..

واليوم هو موعد إصدار المجلة..
خرجت مبكرةً من البيت متجهة إلى أقرب متجر لأحصل على نسخة منها..
من حظي أن المتجر كان خالياً تقريباً من المشترين..
مما أتاح لي فرصة الإطلاع على المزيد من المجلات ريثما يحضر لي البائع النسخة التي طلبتها..
ولكن الهدوء الذي عشته ما لبث أن تلاشى حين رأيتها..!!
رأيتها واقفةً أمامي من خلال زجاج المتجر.. نفس العجوز.. إنها هي بعينها..!!
كانت تنظر إلي نفس النظرة المرعبة المصحوبة بابتسامتها الغامضة..
لم تترك لي فرصة النطق بحرف واحد..
أشارت بإصبعها لي قاصدة أن أسكت..
و أعطتني ظهرها لتذهب..
ألقيت ما كان بيدي من مجلات و هرعت إلى خارج المتجر لأراها..
ولكنها لم تكن موجودة هناك أبداً..
ذهبت إلى نفس المكان الذي كانت واقفة فيه.. فلم أجدها هناك أيضاً..
حتى بعد أن بحثت عنها في نطاق ذلك المتجر.. كانت وكأنها قد تبخرت تماماً ولم يعد لها وجود..
تباً.. مالذي تريده تلك العجوز..؟؟
أخشى أنها تقصد شيئاً بتلك الحركة.. مالذي دفعها لتشير إلي بها..؟؟
ترى.. هل هناك شيء أجهله أنا..؟؟
لا أعلم لماذا ولكني متأكدة بأني قد قابلتها مسبقاً في مكان ما..!!

في هذه الأثناء كان البائع يناديني ملوحاً بالنسخة التي طلبتها من المجلة..
أخذتها منه شاكرة إياه على جهده.. أعطيته ثمنها
وأخذت أجري في طريقي عائدةً إلى البيت..
أخذت أجري لأني لم أكن أريد أن أرى تلك العجوز تعترض طريقي مرة أخرى.. لم أكن أحتمل أن أرى وجهها المرعب المليء بالتجاعيد ولا حتى أن أتذكره..
لا أريد.. لا أريد..!!

…….

تناولت طعام العشاء بغير شهية..
أعتقد أن الجميع قد لا حظ كثرة وجومي وعدم رغبتي في الكلام..
أخبرت أمي بأنها مجرد أعمال تشغل بالي مؤقتاً وستزول وتعود إلي شهيتي مرة أخرى..
استأذنت منها أن أنصرف إلى غرفتي لأني متعبة بعض الشيء..
وما إن سمحت لي حتى صعدت إلى غرفتي بسرعة ..
أمسكت بالمجلة و رحت أقلب صفحاتها على عجل..
حتى وصلت إلى الركن الذي أريده..

أخذت أقرأ على عجل الرسائل المرسلة و أسماء أصحابها على أمل أن أحد رسالتي بينهم..
آآه وأخيراً وجدتها..
جيد.. لأقرأ الرد الآن..

كانت صدمتي بالرد أشد من صدمتي بما تحتويه رسالتي نفسها..!!
فلقد كان نصه:
(( عزيزتي إنه ليسعدنا مدى ثقتك بمجلتنا.. ودليل ذلك إرسالك لنا لما عشتيه من أوقات مثيرة ومشوقة (( ترى أيستهزؤون بي..؟؟ )) .. و إنه ليؤسفنا أشد الأسف.. عدم وحود أي تفسير لدينا لما كتبتيه من ظواهر غريبة..
ولا تنسي.. أنه قد يكون لخيالك الخصب أكبر مساعد في ما جرى لك.. لأنه من الواضح أنك ذات خيال خصب جداً (( هم فعلاً يستهزؤون بي..!! ))..
نتمنى أن نقرأ المزيد من رسائلك المشوقة.. آملين أن تجدي حلاً وتفسيراً لما كتبته..!! ))
تباً..!!
كم كنت غبية حين فكرت في إرسال شيء لهم..
فعلا..
هذه الأركان من المجلات تافهة وستظل تافهة للأبد.
لا أعلم كيف سمحت لنفسي للحظة في الثقة بهم .. مجرد التفكير في ذلك يشعرني بالخجل من نفسي..!!
آآه..
رميت بالمجلة جانباً مفكرةً في أنه يجب علي أن أنسى ما عشته وأن أبدأ حياةً جديدة بدأً من الغد..
استلقيت على السرير محاولة النوم..
ولكن ذلك الشعور الغريزي الذي يشعرك بحلول كارثة ما أخذ يجول في خاطري..
مما أدى إلى هروب رغبتي في النوم..
نظرت إلى ساعتي والتي كنت قد وضعتها بجانب السرير كالعادة منذ تلك الحادثة..
الحمد لله أنها سليمة..
ثم نظرت إلى المرآة وقد كانت بأفضل حال..

طمأنت نفسي أنه لن يحدث شيء..
أغمضت عيني و ذهبت في سبات عميق…

…….
مرة يومين الآن..
ولا أزال بنفس التوتر وخيبة الأمل مما حصل معي في تلك المجلة..
مهما حاولت أن أنسى تعاودني فكرة أن أبدأ البحث عن تفسير مقنع من جديد..
إلى أن طرق باب منزلنا..
فتح له أخي الباب..
حياه بأدب وسأله عما إذا كان هذا بيتي أم لا..
جريت إلى حيث الباب و وقفت خلف أخي قائلة..
(( نعم.. أنا هي.. ماذا تريد يا سيدي..؟؟ ))
حياني بأدب و سألني:
(( هل لي بعض من وقتك يا آنسة..؟؟ ))
أجبته بأن يتفضل..
دخل إلى صالة الضيوف وهو ينظر إلى شي كان ممسكاً به.. لم أكن أعلم ما هو ولكني شعرت بأنه مهم..
جلس يحاول إيجاد مقدمات لموضوع ما..
لم أكن أدري ما يريده بالضبط..
فسارعت بسؤاله (( خيراً إن شاء الله..؟؟ ماذا هناك يا سيدي.؟؟ ))
فأجابني بسرعة وكأني قد أنقذته من مشكلة البحث عن أي مقدمات :
(( لقد قرأت قبل يومين رسالتك في مجلة (…….) وقرأت وردهم عليك.. أعتقد أنه من الفظاظة أن يردوا عليك بمثل تلك الطريقة..))
أومأت له برأسي موافقة لكلامه..
فأكمل :
(( أنا مهتم جداً برسالتك وما حدث معك يا آنسة.. أنا فعلاً أريد مساعدتكِ من كل قلبي..))
قاطعته قائلة:
(( إعذرني ولكن.. هل تريد أن تفهمني بأنك تملك تفسيراً لما جرى لي.. وتفسيراً مقنعا…؟؟ ))
أكمل بأسلوب واثق متأكد من كلامه :
(( أجل آنستي.. لأن ما حدث معك حصل معي تماماً.. إن ما تعيشينه الآن إن هو إلا بداية فقط..!!))
قال كلماته تلك وهو ممسك بورقة صفراء توحي بالقدم بين يديه.. أعتقد بأنها ذات الشيء المهم الذي كان يمسكه حين دخل..

سألته بتخوف : (( بداية ماذا.؟؟))
نظر إلى الورقة التي بيده ثم أكمل :
(( بداية لعنة هو..!! ))

…….
-4-
(( مصير ))
(أخذت تمشي إلى غير هدف مستمرة في كلامها
(( نهايتك محتمة.. سنقتل كلنا من قبله..)) )
……..
في جزء من الثانية تذكرت تلك الرسالة الغريبة في تلك المجلة..
منشورات ذلك الرجل المفقود..
العجوز.. وما جرى في غرفتي..
كل هذه الأشياء أخذت تعرض أمامي بسرعة.. منذ أن تفوه هذا الرجل الغريب بآخر كلماته..
هل من الممكن أن أكون على حق..
جميع ما مررت به وشاهدته مرتبط بعضه البعض..؟؟ تجمعهم علاقة غريبة لم أفقها بعد..!!
يا إلهي أرجو أن يكون كل ما فكرت به خاطئاً..

سألني بهدوء : (( أ أكمل كلامي ..؟ ))
أومأت برأسي موافقة.. وعيني لا تغادران منظر رقبته البشع..!!
كان يحمل ندبة عميقة عليها توحي بأنها ظهرت إثر جرح خطير.. لقد كانت مقزة ومرعبة في نفس الوقت..
أيمكن أين يكون هو ذات الرجل المفقود..؟؟
ولكن إن كان هو.. فكيف لم يتعرفه أهله..؟؟

حاولت وقتها أن أستعيد تركيزي لأستمع لما يقوله هذا الآخر لأنتهي من هذه المشكلة..
فوجوده هنا لا يطمئني أبداً..

(( سأشرح لك كل شيءٍ من البداية.. ولكن..
أرجو منك ألا تقاطعيني.. أو تسألي عن أي شيء.. لأنك بذلك ستعرضين نفسك للخطر.)
نظرت له نظرة إستغراب فأشار لي بإصبعه ليسكتني مكملاً:
(( وتأكدي بأن شرحي لك سيكون وافياً تماماً.. وسأحاول أن أوضح لك كل غامض بما أستطيع..))
فتح الورقة التي كانت بيده وبدأ يقرأ علي ما كتب فيها..

…….

فرانشسكا 1876 م..
الثامن والعشرين من أبريل..
الساعة الثانية عشرة ليلاً..
العينة (1 )
اليوم هو اليوم الأول من ظهور نتائج التجربة..
العلامات الحيوية طبيعية جداً.. ولا يوجد أي تغيرات توحي بتدهور الحالة الصحية..
العينة ( 2 )
اليوم سأقوم بتر الجزء السفلي من الجسم.. و زرع قلب جديد..
العينة ( 3 )
لم تحتمل التغيرات الجديدة ( مات )..

كين ورمان..
في السادسة والأربعين من عمره..
عالم مجنون إعتزل الناس في بيت مهجور فوق إحدى الجبال البعيدة..
من إحدى اهتماماته المرعبة خطف الصغار وزرع قلوب وعقول الكبار داخلهم.. معتقداً بأن ذلك كفيل في خلق جيل صغير الحجم بعقول أناس ناضجين..
ناهيك عن خياطة أعينهم وأنوفهم ليختنقوا حتى الموت..

لم تمنعه اهتماماته البشعة بأن يجد غيرها..
فقد كان مهوساً بأساطير الرعب القديمة وقصصها وكتب السحر الأسود..
وما يفعله الوحوش فيها بضحاياهم..
بالتأكيد كان يعشق القراءة والتطبيق على ضحاه كما يفعل وحوش تلك الأساطير..

كما أنه مجنوناً بجمع الساعات صغيرها وكبيرها.. بجميع أنواعها..
إذ جعل كل ساعة منها عمل خاص بها..
فهذه لتوقيت زمن العمليات الجراحية البشعة التي يقوم بها على ضحاياه..
وتلك لتوقيت زمن جلب المزيد منهم..
وهكذا..
صحيح أنه كان مجنونا.. ولكنه مجنون عرف كيف ينظم وقته..
ومن أحب الأوقات إلى قلبه حين يبدأ طقوسه المرعبة..
حين يدق جرس المنبه معلناً حلول منتصف اليل..
( وقت الاحتفال )
في الثانية عشرة تماماً..
تبدأ وحوشه الآدمية المرعبة بالصراخ خشية منه..
ويبدأ ضحاياه الصغار بالبكاء والإستنجاد.. ولكن..
لا مجيب ولا منقذ لهم للأسف.
وعندها يبدأ عالمنا المخبول باحتفاله اليلي البغيض..

…….
في إحدى اليالي و قبل أن يبدأ طقوسه اليومية..
والتي بدأ يملها فعلاً..
أخذ يطالع أحد كتبه الكابوسية المتعلقة بالسحر الأسود..
بالتحديد أخذ يقرأ عن كيفية دمج روح واحدة في جسدين.. وكيفية تكوينهما..
فكر لبرهة ثم قر ما سيحتفل به في هذه اليلة..

وقبل أن يدق المنبه معلناً موعد الحفل..
كان مخبولنا قد جهز كل شيء.. وهو الآن على أتم الإستعداد لبداية حفلة ستكون من أروع حفلاته المقيتة..
كانت منضدة المعمل مليئة بالأشياء المقزة..
فخذ بسرى مبتورة.. جناح لخفاش.. أعشاب سوداء مقرفة.. دم لا يتضح لأي مخلوق هو غير أن شكله مقرف..

أما شكل العالم نفسه فقد كان أشد رعباً مما سبق.. بابتسامته الشريرة تلك والتي توحي بالإستمتاع والرغبة في المزيد..
و..
دونج…..!! دونج..!!
بدأ الإحتفال..!!

……..
مضت إلى الآن خمس ساعات.. و الفجر قد اقترب..
(( وأخيراً…!! ))
صرخ المجنون قائلاً:
(( وأخيراً تمكنت من إنتاجه.. ههههه..!! لا أحد يفقه من أكون أنا..!! أنا عبقري.. أنا أذكى الأذكياء ..!! ))
وتوجه ضاحكاً بذات الضحكة المرعبة إلى مرآة كبيرة قج صدأت بعض أركانها كانت قد احتلت جزءاً من جدار المعمل ليهتف قائلاً:
(( والآن يا كين.. بقي الروح فقط.. ماهي إلا كلمتين وتكون الروح عندي..!! ))
ثم هرع إلى كتابه المشؤوم ليتلو تعاويذ استحضار الروح..
ثم بدأ..
وأخذ يردد في تلك الكلمات الملعونة دون توقف..
وفجأة.. بدأ محيط الغرفة بالتغير..
سعد حضرة العالم كثيراً.. فأصبح يعيد تلاوة التعاويذ بصوت أعلى وطريقة أكثر رعباً..!!
أخذت تلك الشمعة الصغيرة التي وضعها بجانب المرآة تفقد شعلتها تدريجياً..
وصوت الرياح في الخارج تحول إلى برق ورعد..
و وحوشه الآدمية أصبحت تصرخ بكل ما أوتيت من قوة..
صوت ذئب يعوي عواء العذاب بالخارج..
إنها أجواء رائعة لمخبول مثله..
ثم هتف :
(( أيتها الروح التائهة.. في ظلمات …..)) (( لن أكمل كلماته خشية أن أقع في مصيبة ما ))..!!
أكمل تلاوته لتلك التعويذة الأخيرة..
ثم سكت.. فهدأ كل شيء معه..
أخذ ينظر إلى الجسد المشوه الذي أنتجه ليكون عائلاً لتلك الروح..
ولكن لحظة..!!
أنسي بأن التعويذة لدمج روح واحدة في جسدين..؟؟
وهو قد أنتج جسداً واحداً فقط فمن أين له بالثاني بعد أن أتم طلاسم هذا السحر البشع..؟!!
لم يكن يعلم مقدار حظه السعيد ..
والذي أتي له بالإجابة في التو والحظة..!!
ما هي إلا لحظات ثم هوى فوقه ذلك الشيء الذي يجهل كنهه..
شيءُ جعله يسقط على الأرض مغشياً عليه..
لا يرى ويرعبه غير منظر ساعة المنبه التي كانت مقابلة للمرآة. بلونها الأحمر كالجمر.. ومنظر المرآة بلونها الأسود الكابوسي..
صرخ صرخته الأخيرة.. صرخةً آتية من قلب الجحيم..
وصمت بعدها إلى الأبد…

…………..
ومنذ ذلك الحين..
أخذت الإشاعات والكوابيس تتولد حول ذلك البيت فوق الجبل..
يقال أن روح ذلك العالم المجنون قد سكنت المرآة.. وبعض يقول أنها سكنت في البيت كله..
أما بالنسبة لمخلوقاته الغريبة في سكنت أرواحها داخل الساعات الموجودة في البيت..
ومن أقوى تلك الإشاعات إرعاباً لأهل المدينة..
(( حين تضع ساعتك أمام المرآة.. عند تمام الثانية عشرة.. فإنك تفتح بذلك الباب له حتى يدخل عالمنا.. فيصيب كل من يتحداه ولا يصدق به بلعنته.. فيعيش في دوامات زمنية متخبطة حتى يموت رعباً أو انتحاراً.. وتكون تلك الساعة هي مفتاح بوابته إليك للأبد.! ))
وعندما يسأل أحدهم مستفسراً
يسكتونه بسرعة قائلين
(( أش..!! اسكت وإياك أن تسأل.. وإلا أصبت بلعنته رغماً عنك..!! ))
أصبت بلعنة (( هو ))..!!
………………………..
آرآئكم تهمني أكيد ^^..~




نهآية الجزء الأول.. : الفصل الخآمس..
……….
-5-
(( بدايتي معه.. ))
( (( إن ما تعيشينه الآن إن هو إلا بداية فقط..!! )) )
……..
أنهى الرجل كلامه ثم نظر إلي قائلاً:
(( هل كلامي واضح بالنسبة لك يا آنسة..؟؟ ))

كانت ملامح الخوف والمفاجأة قد ظهرت تماماً على وجهي الذي أصبح لون مائلاً إلى الإصفرار..
بقيت واجمة إلى أن أعاد الرجل سؤاله علي:
(( كلامي واضح يا آنسة..؟؟ ))
أجبته مستدركة:
(( آه.. أعني.. أنا.. ))
استجمعت قواي وأكملت : (( أنا.. مصابة بلعنته الآن..؟؟ ))
أجابني من فوره :
(( بما أنك قد بلغت ما حكيت عنه في رسالته فأنت بذلك في بداية طريقكِ معه..
أحب أن أنوه لك عن أن لعنته تصيب كل من استهزأ به أو بأساطيره ))
لم أعقب على كلامه..
بقيت فقط واجمة فاغرة فيّ ناظرة إلى الأرض..
ثم قال (( اسمحي لي بالإنصراف ولكن قبل أن أخرج..))
مد يده لي بورقة صغيرة تحمل رقماً من الواضح بأنه قد كتب بعناية..
وأكمل (( هذا هو رقمي ان احتجتي لأي مساعدة.. ))
سألته مقاطعة:
(( هل أنت مصاب لعنة هذا ال (( هو )) يا سيدي..؟؟ وإلا لماذا أراك مهتماً وعلى علم كبير به..؟؟))
توقف برهة ثم أكمل مشيه دون أن ينظر إلي..
فأكملت قائلة: (( بالتأكيد مصاب بلعنته.. وإلا لما استطعت أن تروي لي تلك القصة وتفوه عن كلام يخصه..))..

فتح الباب ليخرج.. ولكنه توقف لحظة ليقول :
(( عليك أن تعرفي أنه لايمكنك أن تحصلي إجابة لكل أسئلتك.. هناك أمور لايمكنك معرفتها.. لأنك لن تفهمي كنهها أبداً ))
أومأ برأسه محياً إياي.. ثم خرج وأغلق الباب خلفه..
تاركاً إياي في حالة يرثى لها..

…….

مرت ساعتين إلى الآن و أنا لا أزال بنفس الحالة..
جالسة وحدي في غرفتي.. فوق سريري..
ضامَّةً ساقي إلي..
جلست أفكر فيما قاله ذلك الرجل..
شعرت بالرعب يتسل إلى عمودي الفقري ليخرج من جسدي على شكل قشعريرة رهيبة..
(( حسناً.. وإن كنت الآن ملعونة من قبل ذلك ال (( هو )).. أما من وسيلة تنقذني منه..؟؟!! ))
نظرت إلى ساعتي فإذا بها تشير إلى الثانية عشرة..!!
آآه لماذا.. لماذا أبكي..؟؟
في حياتي لم أشعر بمثل هذا الخوف من وقت معين..!!
لم أتمكن من كتم الدموع التي بداخلي.. أمسكت بوسادتي وانفجرت فيها باكية..!!
لكن..
ماهذا الخدر الغريب الذي أشعر به في أطراف جسدي..
أن ا… خ..ا..ئ..ف..
………………………… …

……
أستيقظت في اليوم التالي لأجد نفسي نائمةً أمام المرآة..
موجهة ساعتي إليها..!!
ماذا..؟!!
كيف حدث هذا..؟؟!!
و منذ متى..؟؟!! أعني..
نظرت إلى وجهي الذي بدت عليه علامات التعب والإرهاق..
و إلى ساعتي التي ذهلني منظرها.. ليس مرعباً ولكن الغموض الذي يحيط بها هو ما يجعلها مرعبة جداً..
فلقد كانت ساعتي.. بلا أرقام..!!
و خصوصاً مكان الرقم 12.. اختفى تاركاً أثراً كأثر حرق ما..

لا أعلم من أي جحيم خطرت على بالي فكرة أن لعنة ذلك ال (( هو )) قد جعلتني أفعل ما فعلت..
ولكن لماذا..؟؟
هل ياترى..
هل يا ترى قمت بفتح بوابته.. بوابة (( هو ))..؟؟
لم أحتمل المزيد..
فتحت الباب خارجةً من غرفتي أبحث عن أحد لأخبره بكل شيء.. كل شيء..
فلعله يلعن مثلي فنساعد بعضنا على تخطي ما نحن به.. أو يشاركني الموت فلا أشعر بالغربة..!!
ولكن لحظة..!!
يبدو أنه لا أحد في البيت.. هل خرجوا وتركوني لوحدي..؟؟ لا أعتقد..!!
ذهبت إلى المطبخ.. فغرفة أمي.. غرفة المعيشة..
لا أحد في البيت فعلاً.. لا أحد..
انطلقت مسرعة إلى الخارج لأبحث عنهم..
ويا ليتني مت قبل أن أفعل ذلك..

فلقد اكتشفت لا حقاً أن أهل المدينة كلهم قد اختفوا..!!
لم يبقى سواي أنا..!!..
ترى..
هل يريد هذا ال (( هو )) قتلي بسبب الإكتئاب.. أم يريد قتلي بطئ ليستمتع بتعذيبي..؟؟
آآآه سواءً أردا قتلي مباشرة أو بطئ..
هو لا يعلم أني سأموت رعباً قبل أن يقوم (( هو )) بذلك..!!!…………
بدآية الجزء الثاني : الفصل 6
-6-
(( هذه نهايتي..!! سأموت بالتأكيد ))
( (( لعلمك..!! كل كلمة أقولها كفيلة بقتلك وكفيلة بجعلك تموت بطء..!! )) )

………………………… ……….
أعلم تماماً أنه من المضحك أن أختبئ داخل الدولاب حاملة في يدي سكيناً كبيرة..
خصوصاً في مدينة خالية تماماً من السكان..
ولكني فعلت ذلك..
كنت أبكي وأتمتم بأذكار كثيرة.. وأدعو الله أن يجنبني الخطر والشر..!!
لا أعلم مما كنت أريد حماية نفسي..
أعلم أن (( هو)) لن يؤذيني ما دمنا نهاراً.. أو.. قد يستطيع من يعلم..!!
ولكنه الخوف من المجهول..
أشعر وكأن أحداً سيظهر لي وسط هذا السكون القاتل ليقضي علي.. سأكون له من الشاكرين فعلاً على إراحته لي بسرعة..
فهو بطريقة قتله لي كيفما كانت أرحم عندي من البقاء في جحيم السكون هذا..
يا إلهي.. حتى العصافير والقط لا أثر لها..!!
مالذي جرى يا ترى..؟؟
……….
مرت خمس ساعات على اختبائي بهذه الطريقة..
بالتأكيد شعرت بالجوع الشديد.. و لكني لا أزال خائفةً تماماً..
لامشكلة من أن أحضر بعض الطعام وأعود إلى مخبئي من جديد.. أليس كذلك..؟؟
تحركت في حذر شديد وفتحت الدولاب..
أوه لم أكن أتوقع أن تغرب الشمس بمثل هذه السرعة..!!
خرجت من غرفتي مسرعةً لأشتم رائحة طعام مطبوخ .. تلك الرائحة المحبة إلى النفس.. إنها أمي..!!
آآآه وصوت التلفاز الذي يوحي بأن إخوتي موجودون في غرفة المعيشة..
يا إلهي لم أكن أعرف مدى حبي لهذا الصوت المزعج..!!

أسرعت إلى الطابق السفلي راجية من الله أن أقف أمام المطبخ لأرى أمي الحبيبة أمامي..
نزلت.. وقفت أمام المطبخ..
ههه هل عرفت ما وجدت..؟؟ لا لا.. ليس وحشاً..
لأني لم أجد شيئاً على الإطلاق..!!!
………….

وقفت واجمة للحظات أمام المطبخ.. فإذا به فارغ تماماً إلا مني ومن ظلي..
ومثله غرفة المعيشة..
يكسوهما ذلك الون البنفسجي الذي يدل على أن شمس اليوم سترحل.. وتركني وحيدة في ظلمة اليل القاسية..
اتجهت إلى الثلاجة لأحضر شيئاً آكله.. لأني أبداً لا أرغب في البقاء وحدي في البيت دون أن أختبئ..
حتى وإن كان إختباءً من لاشي.. على الأقل سأشعر بعض الأمان..
فتحت الثلاجة..
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ..!!
آآآه.. آآه.. آآآآآآآآآآآآآآآآآآه..
أخذت أصرخ وأجري خارجةً من البيت.. تعثرت في طريقي عدة مرات واصطدمت بالعديد من الأشياء التي أجهل كنهها.. كنت أركض.. أركض بجنون إلى اللامكان من هول ما رأيت..!!
حتى سقطت مرة أخرى مغشياً علي..!!

لقد كانت الثلاجة فارغة.. فارغة تماماً من الأشياء الطبيعية التي نعهدها داخل الثلاجات الطبيعية..
ولكنها كانت مليئة تماماً.. تماماً..
بأوصالٍ بشريةٍ كاملة..!!

…….
هاه..!!…
فتحت عيني لأجد نفسي في غرفتي.. التي اكتست بلون أشعة الشمس الدافئة..
تحركت قليلاً فوق السرير لأتمكن من رؤية الغرفة بوضوح..
كل شيء سليم في مكانه..
ما عدا جسدي الذي يحمل بعض الرضوض في عدة مناطق منه..
رضوض.. من أي..
تذكرت فجأة كل ما مررت به مسبقاً..
المدينة الخالية من السكان.. الأطراف البشرية التي كدت أموت بسببها..
لم أنتظر لحظة أخرى..
هرعت إلى النافذة لأرى ما يدور بالخارج..
غريبة..!! كل شيء طبيعي..
الأطفال يلعبون والسيارات تروح وتجيء.. إذاً دورة الحياة تمشي بشكل طبيعي..!!
تذكرت أمي وإخوتي..
خرجت من غرفتي صارخة (( أم ي..!!! ))
فردت علي مستغربة من صراخي..
آآه ما أروع صوتها الحنون وهو يوبخني على صوتي العالي..
أخذت أجري متجهة إلى الطابق السفلي لأراها..
كانت جالسة كعادتها في ذلك الكرسي المحب إليها..
ارتميت بين أحضانها باكية.. وهممت أقبل يديها ورأسها في نهم شديد..
بينما أخذت هي تهون علي وتسألني عن سبب بكائي الذي تجهله..
آآه يا غالية.. لو لا خوفي عليك مما أعيشه لأخبرتك.. لا أريد لك أن تعذبي مثلي الآن..
لم أكن أعلم لماذا ولكني.. شعرت بان هذه هي آخر مرة أرى فيها أمي..
هل.. هل أقول لها وداعاً.. لا.. ستشعر بأن شيئاً غريباً يحدث لي عندها..
لذلك اكتفيت بترك دموعي وأفعالي تودعها كل بطريقته..
آآه يا أمي.. ليتني أموت هنا.. بين أحضانك.. أموت فلا أحيا أبدا..

…………
طلبت من أمي أن تنام معي اليلة.. على أمل أن تمنعني إن قام ((هو)) بأمري بفعل شيءٍ غريب..!!
وفقت هي أمام إلحاحي الشديد عليها.. مقنعة إياها أني اشتقت إلى أيام الطفولة وحسب..!!
آآه لو تعلم السبب الحقيقي..!!
شعرت وهي نائمةٌ إلى جانبي وكأن أمان وطمأنينة العالم كله معي الآن..
فعلاً.. كنت أشعر بقوة غريبة لا يقوى حتى ((هو )) على سلبها مني..
إن للأمهات طاقة غريبة لها قدرة عجيبة على طرد الأرواح الشريرة والشياطين المرعبة و إعطائنا الأمان والطمأنينة منذ صغرنا..

أغمضت عيني في سعادة..
وغفوت.. غفوت كما يغفو الطفل الصغير..
………

(( بابين كبيرين يخفيان خلفهما النهاية.. أحدهما يقود إلى نهايته.. والآخر يقود إلى نهايتك ))

دونج..!! دونج..!!

(( ههاه..!! ))
فتحت عيني و أنا أشهق فزعة..
ما هذا الصوت العالي..؟؟!!
أين أنا..؟؟..
أخذت أتلفت يمنة ويسرة لأتعرف معالم المكان أكثر..
كانت غرفة من الطراز القديم.. القديم جداً..
تلك التي تشعرك بجو القلاع القابض للنفس.!
الون الأحمر يكسو معالم الغرفة كلها تقريباً..
التي أخذ الظلام يسيطر على أركانها مداعباً الظلال التي تتولد من تراقص اللهب داخل تلك المدفئة الكبيرة..
شهرت بقشعريرة رهيبة سرت في جسدي كله جعلتني أضم نفسي لأخف من قوتها..!
يارب.. أين أنا..؟؟

نزلت من فوق ذلك السرير.. متجهة إلى الباب الوحيد الموجود في الغرفة
(( يا إلهي لا أزال بثياب نومي كما أنا .!! ))
فتحته..
ثم عدت لأغلقه قبل أن أكتشف ما خلفه من عالم أجهله تماماً..
سألت نفسي عدت مرات إن كنت فعلاً أملك القوة الكاملة لفتحه..
فتوصلت إلى أني إن كنت سأموت خارجاً فسأموت هنا أيضاً رعباً من تلاعب الظلال بأعصابي.. وأنا ذات خيال واسع جداً..
لذا.. أفضل أن أموت وأنا أحاول..!!
وفتحت الباب لأكتشف ما خلفه..
((ألم يكن من الأفضل لي أن أموت رعباً من الظلال داخل الغرفة..؟؟!!))
—————————————-

——————————————————————————–

الجزء الثآني.. الفصل 7

-7-
(( متى ستكون نهايتي..؟؟!! ))
( أنا مجرد دمية يلعب بها ((هو)) كيفما شاء..!! )

أخذ الباب يفتح عما خلفه مصدراً أزيزاً ثقيلاً وكأنه يبكي ألم مفاصله..
كان الجو العام معتماً تماماً وعطناً إلى درجة الإختناق..!!
مشيت خطوتين خارج حدود الغرفة على أطراف أصابع قدمي المرتجفتين..
ما لبثت أن نزلت كلتا قدمي على الأرض حتى سمعت..
(( بست..!! ))
(( هه..!! ))
تلفت حولي إلى أن وقع نظري عليها..!!
(( بست..!! ))
(( آآآه..!! ))
صرخت فزعة من شكلها القبيح..
إنها..!! إنها..!!
تلك العجوز.. تحمل نفس الإبتسامة الخبيثة على وجهها..
ولكنها هذه المرة كانت قد أظهرت شعرها ولم تغطيه كالعادة..
وكانت تحمل في يدها شمعة كبيرة.. أدت إلى إظهار ملامحها بطريقة مميتة في تلك الظلمة الشيطانية..!!
كان شعرها أشعثًاً أبيضاً بطريقة بشعة..!! والتجاعيد كانت وكأنها حفرت بقوة على وجهها الذي امتلئ بقع غريبة أراها لأول مرة..
رفعت إصبعها إلي تشير أي اقتربي..
ولكني ما لبثت أن هرعت إلى داخل الغرفة مغلقة الباب خلفي بكل قوتي..
(( آآه..آآه..هاه..!!))
اسندت ظهري إلى الباب.. حتى أمنعها من الدخول إن حاولت..
أخذت أجول بنظري سريعاً في أرجاء الغرفة حتى أتبين أي شيء يمكني أن أصرع تلك العجوز منكوشة الشعر به..!!
ولكني للأسف لم أجد شيئاً سواي.. أنا والشمعة وتلك المدفئة المقيتة والسرير الضخم..
المخرج الوحيد من هذه الغرفة هو الباب من خلفي..
(( مستحيل..!! ))
لن أستخدمه ما دامت تلك الشيطانة المتجسدة خلفه..!!
طق طق طق طق..!!

((هاه..!! ))
إنها.. إنها.. تدق الباب علي..

طق طق..!!

يا إلهي ماذا عساني أفعل..
(( قلبي.. قلبي.. آآآه كم يؤلمني..!! ))

طاخ..طأاخ.. طاخ..!!

(( آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآه هه..!! ))
جريت لأقفز متجهة إلى ركن السرير لأحتمي بالجدار خلفي..
وطرقها الكابوسي الملح ما يزال مستمراً..!!
طاخ طاخ..!!
أخذت تضرب بطريقة مفزعة جداً..
رباه.. كيف لتلك العجوز أن تضرب بمثل هذه القوة.. و..!!
ربما ليست العجوز هي من يضرب على الباب..!!
أخذت جميع أطرافي ترتجف بلا توقف..
ودموعي تنهمر من عيني كالشلال..
لكني لم أشعر بهذا كله.. أصبت بالخدر تماماً تماماً..
عندما سقطت الباب هاوياً على الأرض مستسلماً لطرق من كان خلفه..!!
لأسقط أنا ((كالعادة )) مغشياً علي دون سابق إنذار..!!

………………………

استيقظت لأجد نفسي أمام مرآة غرفتي (( إذا فأنا في منزلي ))
كنت جالسة أمام ممسكة بساعتي التي كانت موجهة إليها تماماً..
كما في السباق..
الأرقام كلها مختفية و خانة الرقم 12 محترقة تماماً..
ولكن شكل المرآة لم يكن كعادته..
فلقد كان مكسورة من المنتصف.. وكأن أحدً قد رماها بشيءٍ تقيل..
كان الزجاج منتشراً في كل مكان.. وقفت بحذر لأستطيع الحركة دون أن يؤذيني الزجاج..
مشيت إلى وسط الغرفة قاصدة بقعة كانت أشعة الشمس مركزة عندها طالبة للدفء.
فلقد كان جسدي بارداً كالثلج.. كالثلج فعلاً..
و لوهلة جلست أتذكر ما حصل لي..
كلما تذكرت شيئاً جديداً أخذ جسدي يرتجف تلقائياً بطريقة مفزعة..
وكلما تذكرت أنه لا أحد يقدر على مساعدتي أخذت عيناي تذرفان الدموع بغزارة..
هذه المرة.. أخذت أبكي بحرقة..
(( مالذي فعلته لأجني هذا المصير.. مالذي فعلته حتى أجلب لنفسي هذا الكابوس اللا منقطع ..!! ))
لا أعلم مالذي ذكرني برقم هاتف ذلك الرجل الغريب الذي زارنا قبل يومين.. أو هو كان بالأمس.. أم.. أم..!!
وقفت متجهةً إلى التقويم السنوي لأعرف كم التاريخ اليوم..
ولكني تفاجأت لكون أوراق التقويم جميعها كان بيضاء فارغة.. فارغة تماماً من أي شيء..!!
(( أوه..لا ..!! ))
أخذت أتمتم بعبارات كمتقطعة في أثناء تقليبي لصفحات التقويم.. آملة أن أجد أي حرفٍ يهديني إلى طلبي..
ولكني لم أجني سوى الصفحات البيضاء التي أخذت تستهزء بملامح الأسى والإستسلام على وجهي كلما قلبت صفحةً فارغة لأتجه إلى غيرها.. وهكذا..!!
أمسكت بالتقويم قاذفةً إياه على الأرض بكل قوتي..
ولكنه لم يصدر صوتاً يوحي بآرتطامه بالأرض.. أو تمزق صفحاته..
لأنه…..
لأنه اختفي فجأةً وكأن شيئاً لم يكن..!!

((……….. ))..!!
وقفت أتلفت حولي إلى أرجاء الغرفة..
(( مم..م.. من.. من فعل هذا..؟؟!! ))..
بسرعة اتجهت إلى رقم ذلك الرجل الغريب الذي وضعته في درج المرآة..
فتحت الدرج بحذر..
أمسكت بالورقة محاولةً تبين الرقم منها.. لأكتشف بأني أحاول قراءة الأرقام من ورقة
محترقة..!!
(( كيف هذا..؟؟!! ))
كانت الورقة سلمية إلا من جزء احترق فيها وهو الجزء الذي حمل الأرقام..!!

(( آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آ……))
صرخت صرخةً أجبرني بعدها ذلك الصوت على الخرس..!!
إنه ذلك الص..ص..وت..!!
ذلك الصوت من قبل..!!
تك تك تك تك تك..!!
ولكن من أين..؟؟
تحركت بتحفز شديد داخل الغرفة لاكتشف مصدر الصوت..
ولكني لم أحصل على نتيجة..
لم يبقى غير مكان واحد لاشك في أن الصوت قادمٌ منه..
هل حزرت ما هو..؟؟!!
سأريحك من التفكير وأخبرك بالإجابة..
لقد كان الصوت صادراً من الحمام.. حمام غرفتي..
من المرآة بالتحديد..!!
الجزء الثآني الفصل 8
………………………… …
-8-
(( لا يزال الوقت مبكراً.. ))
( ((هو)) لا يريد غيري الآن ليقضي عليه.. )

مشيت باتجاه الحمام ضامة ساعتي إلى صدري..
شاعرةً بدقات قلبي الشديدة..

أمسكت مقبض الباب وفتحته..
كم أكره شعور الترقب ذاك الذي ينتابك لما خلف الأشياء المغلقة..
لوهلة تخيلت نفسي واقفة أمام وجه تلك العجوز البشعة..!!
حاولت جاهدةً منع نفسي من الإسترسال في خيالي.. و دخلت الحمام..
كانت المرآة سوداء تماماً.. سوداء بطريقة كابوسية توحي وكأن شيئاً سيخرج منها في التو والحظة..
لاحظت أني كلما اقتربت من المرآة ازداد ذلك الصوت..
الصوت الذي كان يصدر من المرآة والساعة معاً في نفس الوقت..!!
تك.. تك تك تك..!!
ألا يشبه صوت عقارب الساعة.. أو.. ربما يكون هو ذاته..
تك.. تك تك تك تك تك ..!!
بلى إنه هو..
اقتربت أكثر من المرآة ليزداد بذلك الصوت الموتر المخيف..
(( بالتأكيد.. إنها بوابته الثانية إلي.. ))
أسرعت الخروج من الحمام.. بدلت ملابسي و خرجت من البيت..
هناك فكرةً لا بأس بها تدور في رأسي قد تخف بعضاً من الذي أعيشه الآن..
على الأقل قد تخف تذبذبي مع الوقت..
اتجهت إلى شاطئ البحر.. ممسكة الساعة في يد.. و شريط لاصق قوي في يد..
أخذت أبحث عن صخرة مناسبة لربطها مع الساعة..
الحمد لله لم يكن الأمر عسيراً.. فلقد وجدت ما أحتاجه وبسرعة..

……….

أمسكت بالساعة العينة.. والتي كانت أحب ساعة إلى قلبي..
وربطها بشدة إلى الصخرة التي وجدتها..
ومن ثم رميتهما بكل قوتي في البحر..
لكم كانت سعادتي كبيرة حين أخذت أنظر إلى الصخرة وهي تغرق بالساعة إلى الظلمات..
ما لبثت أن إطمئنت إلى أن الساعة قد اختفت تماماً عن ناظريّ..
حتى عدت مسرعة إلى البيت..
(( أنا فعلاً أريد أن أعرف ما سيحدث لي في هذه اليلة..!! ))

………..

وأخيراً وصلت..
كان المنزل هادئاً كما تركته.. خالياً مثله مثل المدينة من أي مخلوق سواي..!!
صعدت مسرعة إلى غرفتي لأكمل ما بقي لي من الوقت هناك.. استعد لما قد أواجهه اليلة..
فتحت باب غرفتي لأفاجئ بمنظر مرآتي المكسورة..
منظرها الذي أوقف سريان الدم في عروقي ..
وجعلني أقف مدهوشة للحظات لا أوقى على الحركة..!!
((منذ متى كانت المرآة تنزف…؟؟!! ))
لا تصدقني إن شئت..
لكن إياك أن تقول بأني كاذبة..
فلقد كانت تنزف بحق..!!
تنزف بطئ شديد وكأنها تبكي بصمت..!!
وكانت كلما سال منها المزيد من قطرات الدم كلما ازدادت التشققات فيما تبقى من زجاجها..
(( إيه..!! لن أستطيع المشي داخل الغرفة بهذه الطريقة ))..!!
فلقد كان مدخل الغرفة كله غارقاً تقريباً في الدماء.. ليست كالدماء العادية..!!
بل كانت تملك لزوجة مقرفة..!!

……………….

أخذت أخطو بحذر خارجة من غرفتي متجهةً إلى غرفة أمي..
بالتأكيد لن أتمكن من البقاء في الغرفة مع هذه المرآة الملعونة..
((آآه لماذا الأرض باردة هكذا..؟؟!!))
وما أن خرجت من غرفتي حتى تنفست الصعداء أني لم أدس على تلك الدماء المقرفة..
الآن يجب علي أن
(( بست..!! ))
(( واه..!!!! ))
كانت هي.. العجوز منكوشة الشعر نفسها.. تقف أمامي عند باب غرفة أمي…!!
ممسكة في يدها بفأس مغطى تماماً بالدماء..!! وهي تنظر إلي مبتسمة تلك الإبتسامة الخبيثة التي لا تغادر وجهها البشع..!!

أخذت تقترب مني وتوجه الفأس اتجاهي كلما خطت خطوة إلى الأمام..
(( هه..!! ههاهههها..!! ))
ما بالها..؟؟ مالذي ستفعله معي هذه المجنون..؟

ودون أن أفعل شيئاً أعطيتها ظهري متجهة بكل قوتي نحو باب البيت لأهرب منها..
لا أعلم بأي قوة تمكنت من الحاق بي..
صحيح أني لست بتلك السرعة.. ولكن من البديهي جداً أن أي عجوز لن يقدر على الحاق بي..!!
ولكنها فعلت..!!

لوهلة من الزمن شعرت بأنها قد توقفت عن الحاق بي..
تاركةً العنان لصوتها البشع في نشر ضحكاتها الشيطانية من مكانها..
(( وما شأني أنا بها ..؟؟!! ))
تجاهلتها و أكملت الجري نحو الباب..
(( آآه اقتربت ))..!!
وه..!!
(( أين هو الباب ))..؟!!
يستحيل أن أخطأ في معرفة مكان باب الخروج لبيتي.. ولكني فعلاً لم أجده..
لم يكن مكانه غير جدار خال تماماً كخلو عقلي من الأفكار الآن..

(( بست..!! ))
التفت بطئ لأجدها واقفةً خلفي ممسكة بذات الفأس ولكنها لم تكن مبتسمة هذه المرة..
بل كانت فاغرة فاها لا تغلقه أبداً.. ولعابها يسيل منه إلى الأرض..
مصدرة أصواتا وهمهمات شيطانية لا معنى لها..!!
(( ههه..هههها .. هممها…!! ))
حاولت الهرب ولكنها كانت تحاصرني أينما ذهبت..
رافعة ذلك الفأس المرعب في وجهي..
(( منذ متى كانت تلك الساعة هناك..؟ ))

أخذت أباغتها حتى هربت من محاصرتها لي.. وانطلقت مسرعة إلى سطح البيت..!!
كنت أسمعها خلفي تصرخ بوحشية..
(( وكأني لمحت ساعة أخرى عند الدرج..!! ))

فتحت الباب المؤدية إلى السطح بقوة لأخرج إلى..
(( هاوية..؟!!! ))
لاشيء خلف الباب..!! غير الظلام التام..!!
لا شيء غير هاوية مرعبة… لا يوجد حدود لعمقها و بشاعتها..!!
(( بست..!! ))

(( هه..!! ))
لوهلة نسيت أمر تلك العجوز وأخذت أتأمل النتيجة التي انتهيت بها..
(( هل سأموت الآن ياترى..؟ ))
قبل أن أجد إجابة على سؤالي كانت قد دفعتني.. إلى تلك الهاوية..
إلى اللانهاية منها..!!
(( سأغمض عيني الآن حتى أرتاح للأبد. وأخيراً..))

سأرتاح..
(( …………. ))..!!
………………………… ……………….. ………..

——————————————————————————–

الجزء الثآني الفصل 9
-9-
(( هل سأنجو..؟؟ ))
(هذا هو رقمي ان احتجتي لأي مساعدة )..
…….
(( أآه..ه ه…. ))
فتحت عيني بطئ..
(( آآه كم تؤلماني..!! ))
هاه..!!
(( مالذي جاء بي إلى هنا..؟؟ ))
كنت مستليقةً على إحدى أسرة المستشفيات..
وقد وضعت على جسدي العديد من الرباطات والأشرطة..
لم أكن أجرؤ على الحركة.. فلقد كان جسدي يؤلمني بشدة..!!
حاولت رفع يدي لأمسك برأسي الذي كاد ينفجر من الصداع..
حتى رأسي لم يسلم من هجوم الأربطة عليه..
(( أتشو..!! ))
آآآآآه لم أكن أعلم بأن العطاس مؤلم إلى هذه الدرجة..!!

(( هل استيقظتِ أخيراً..؟ ))
(( هه..؟ ))
كان واقفاً أمامي تماماً.. بنفس هيئته السابقة..
ولكنه هذه المرة كان مبالغاً في اخفاء وجهه بتلك القبعة الغريبة موجهاً وجهه إلى الأرض.. ولا أعلم لماذا..
إنه ذات الرجل الذي أتى لزيارتنا تلك اليلة.. وقام بشرح قصة ((هو)) لي..!!
مالذي جاء به إلى هنا…؟!!
(( لماذا لم تطلبي مساعدتي..؟ ))
حركت فمي لأتكلم ولكن أشار إلي بالسكوت وأكمل:
(( لم تجدي الرقم الذي اعطيتك إياه.. صحيح..؟؟ ))
نظرت إليه مندهشة غير قادرة على الكلام..
بطريقة أو بأخرى.. أنا أشعر بالخوف منه هذه المرة.. على عكس أول مرة قابلته فيها.. كنت أشعر بأنه قد يساعدني على الخلاص مما أنا فيه..

أخذ يكمل كلامه دون أن ينظر إلي مباشرة..:
(( ها أنا أتيت لأرى إن كنت تحتاجين للمساعدة. وأعتقد بل موقن بأنك تحتاجينها.. وحالك الآن أكبر دليل على ذلك .. ))
أخذت أتكلم بصعوبة قائلة:
(( أنا لاأعلم مالذي أتى بي إلى هنا أصلاً.. كل ما أذكره هو أني.. ))
(( بست..!! ))
(( آآآآها آآآآه,, ))
كانت تقف إلى جانبي ممسكة بمشرط كبير في يدها..!!
أخذت أشير إليها وأصرخ إلى ذلك الرجل قائلة:
(( إنها هي.. هي من دفعتني من عند الباب ))
قاطعني وهو لايزال ينظر إلى الأرض
(( وأنا من جلبك إلى هنا.. ))
((هاه..؟!! ))
أخذت أنظر إليهما ورأسي يكاد ينفجر من الأفكار التي تدور به..
(( هل هما متفقان ياترى,..؟؟!! ))
(( بست..!! ))
(( آآآه توقفي أيتها ال.. ))
لم أستطع أن أكمل كلامي.. لأنها وقبل أن أكمل..
وضعت المشرط أمام عيني.. وأخذت تحركه بطئ وهي تضحك ضحكتها الشيطانية البشعة..!!
(( كوني مطيعة وإياك أن تحاولي الهرب ))
(( ماذا..؟ أأنت معي أم ضدي..؟ مالذي تحاول فعله بي..!! أكنت تكذب علي…؟؟!! ))
لم يجبني..!!
وإنما ابتسم ابتسامة صفراء مرعبة وأعطاني ظهره وخرج..
تاركاً إياي وحدي مع هذه العفريتة الآدمية..!!
ما إن استقر ستار السرير من بعده..
حتى خرجت تلك العجوز ضاحكة بطريقة توحي بالشر..

أصبحت وحدي الآن..
إنها فرصتي الوحيدة للهرب..
ولكني لا أستطيع تحريك جسدي.. فعلاً لاأستطيع..!! يبدو وكأن سقوطي ذاك قد قضى على أعضاء كلها..
لدرجة عدم قدرتي على الكلام..
(( هل هذا هو ما أراده ((هو))..؟؟ ))
أن أموت مشرحة مقطعة إلى أجزاء على يد تلك القبيحة..؟!!
(( لن أسمح له.. ))
استجمعت قوتي وحاولت الجلوس على الأقل.. ولكني فعلاً لم أستطع تحريك جسدي..
فلقد كنت على الرغم من عدم قدرتي على تحريك أطرافي..
مربوطة إلى السرير بواسطة حبل متين.. متين جدا..!!
(( آآآآآآه.. ))
أطلقتها وكلي أمل في أن ينقذني أحدهم..
ولكن لا أمل.. لا أمل أب..
(( هههآآ… إهههآآهآآهآآهآآآآ..!! ))
(( وآآه..!! ))
لقد كانت تلك العجوز تقف إلى جانبي.. ولكن.. منذ متى..؟ كيف لم أشعر بها وهي تدخل.؟؟
كما أنها لا تزال تحمل ذلك المشرط المرعب..
(( هل كان مغطى بالدماء مسبقاً.؟؟ ))

أخذت تلوح بالمشرط فوق وجهي.. ثم أخذت تمرر به فوق جسدي بطريقة عشوائية
وهي تقتل ما تبقي في عقلي من أعصاب بضحكاتها الهستيرية المجنونة..
(( ههآآآآ يهآآآآههههه,,!!! ))
(( ابتعدي عني..!!! ))
هذا كل ما استطعت الصراخ به بكل قوتي في تلك الحظات التي أخذت أفكر فيها بجميع أنواع التعذيب الشيطانية التي يمكن لهذه العجوز والتي لا أشك بتخلفها العقلي ولو للحظة أن تطبقها على جسدي باستخدام مشرط مغطى بالدماء..!!
لماذا يجب علي أن أتحمل كل ه..
(( آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآ ..!!! ))
لقد فعلتها..!! لقد..
طعنت بطني بذلك المشرط..
(( هه ههه هههآآآآآ..!! ))
أخذت تخرج المشرط وتعيد طعني به بكل قوتها..
وما لبثت أن قامت بطعن قلبي..
(( هههي ههههأأ..!! ))
جسدي ينزف بغزارة.. ورائحة دمي أخذت
تعم المكان..
ولكني..
(( هههه ههآآأأأ هههههأأأ ))
ولكني لا أشعر بالألم أبداً..!!
(( ههه ههههه هه.. ))
بدأ صوت ضحكاتها يبتعد عن مسامعي أكثر فأكثر..
هل ذهبت وتركتني..؟
أم أني مت حقاً.؟؟
(( هذا ما أرجوه ))..
………………………..
ترن.. ترن..

(( هاه..!! ))
فتحت عيناي على صوت رنين الهاتف العالي..
(( منذ متى هذا الهاتف موجود في غرفتي..؟ أأ.. منذ متى أنا في غرفتي أصلاً..؟!! ))
(( أ..ألو..؟ مرحبا..؟ ))
(( وشا……زويتو… ش ))
(( ألو.. من يتكلم..؟ ))
(( ش.. ال …..ي…….و…م… شا… ))
(( ماذا..؟!! ))
(( تيت.. تيت.. تيت.. ))
قطع الخط..!!
كل ما تمكنت من سماعه هو كلمة (( اليوم ))
(( آآآآه..!! مالذي سيحصل لي اليوم أيضاً.. يا إلهي خلصني.. ))
رميت بسماعة الهاتف بعيدا عني.. ضممت جسدي إلي..
أرخيت رأسي وأخذت أبكي بشدة..
(( دموعك غالية.. ))
(( هاه,,.؟ ))
رفعت رأسي بسرعة لأجده أمامي.. ذلك الرجل بشحمه ولحمه..
ولكني.. كدت أصاب بالجنون عندما أدركت أن غرفتي وبطريقة ما.. قد أصبحت حمراء الون.!!

أخذ يكمل كلامه وهو لا يزال معطيا إياي ظهره ((أليس طويلا بشكل مخيف .؟!!))
(( لماذا تبكين..؟ أتبكين بسببه.؟.. يجب عليك الشعور بالامتنان لأنه اختارك.. اختارك أنتِ.. ))
(( اختارني لماذا…؟ ولماذا أنا بالذات..؟ ))
(( لا يحق لك أن تسألي.. هذا أمر يخصه وحده.. ))..!!
(( هاه..؟!! ومن هو ليختارني دون أن يسألني..؟!! ))
(( وهل سألته قبل أن تناديه ..؟!! ))
(( من..؟ أنآآ..؟!! أناديه..؟!! ولأي حاجة أريده.؟ ثم.. هل تراني أحب ما يفعله بي الآن.؟!! ))
(( هذا شيء يخصه.. له الأحقية بفعل ما يريد.. أما أنتِ.. فمجرد دمية يتسلى بها هو.. ))
لم أعرف بماذا أرد.. أخذت أنظر إلى جسدي الشاحب ولباسي المهترئ المغطى بالدماء..
لا أعلم مقدار الدموع التي بكيتها حتى وصلت إلى هنا.. ولكن الدموع التي أبكيها أصبحت بالنسبة لي.. متشابهة..
لوهلة تذكرت ما حدث بالأمس.. أو.. اليوم.. كلا لقد كان قبل قليل في ال.. لايهم..!!
(( لماذا تركتني وحدي مع تلك المجنونة..؟ ))
(( من.. أتقصدين شيرازكا.؟ خادمة الظلام .؟ ))
لم أجبه.. لأني وبمجرد أن عرفت اسمها أصابني الذهول..
كيف لتلك المخبولة أن تملك اسماً ..!!
أكمل كلامه قائلاً:
(( لقد كانت معي منذ أن تركتك لوحدك ))
(( ولكنها قد… ))
(( إنه ((هو))….. ))
(( ……………. ))
……………………

——————————————————————————–

نهاية الجزء الثآني.. الفصل 10
-10-
(( حياتي أو موتي كلاهما أصبحا واحداً بالنسبة لي ))
((يجب عليك الشعور بالامتنان لأنه اختارك.. اختارك أنتِ.. ))

(( ………… ))
(( ما بكِ.؟ هل أرعبتكِ.؟ ))
يا إلهي ما أغبى سؤاله..!! ثم.. هل يجدني في حال تسمح لي بالإجابة..
لقد كنت خائفة بطريقة جنونية.. أدت إلى إصابتي بالصمم..!!
لم أعرف ما أقوله.. لا أتذكر كم بقينا صامتين على هذا الحال..
ولكن لحظات صمتنا تلاشت عندما سمعتها..
(( تك.. تك.. تك .. تك.. ))
بكل هدوء وثقة.. وكأنها تحاول التلاعب بما تبقى فيّ من عقل..
(( تك.. تك.. تك.. تك.. ))
نظر إلي نظرة ذات معنى مبتسما ابتسامته الصفراء المعتادة..
لم أنتظر حتى يفتح فمه ليخبرني ما هو مصدر الصوت..
هرعت مسرعة لأفتح باب الحمام..
لأجدها أمام المرآة.. تشع لونا أحمر كالدم..
إنها ساعتي..!! التي ألقيتها في البحر.. ولكن كيف ع..
(( آآآه..!! ))
لقد.. لقد انفجرت ساعتي.. أو.. تحطمت..!! لا أدري..!! لقد تلاشت من أمامي تاركة خلفها بعض القطع الصغيرة إثر تفتها.. هذا لم يلفت نظري بقدر ما لفتني منظر مرآة الحمام التي أخذت تنزف دماً..!!
خرجت مسرعة لأرى ما إذا كان ذلك الرجل لا يزال في مكانه.. ولكنه اختفى هو الآخر..!!
هل لاختفاء ساعتي علاقة باختفائه.؟ هل من الممكن أن يكون هو.. ((هو))..؟
لم أستطع الوقوف مكتوفة اليدين.. أردت فعلا أن أعرف مالذي يحصل هنا.. إن كنت سأموت..
فافضل الموت وأنا أحاول على الأقل..
(( لا وجود لمرآة سليمة هنا ))
مرآة غرفتي والحمام.. متحطمتان تنزفان الدم..
لوهلة تذكرت الساعات الكبيرة التي رأيتها حين هروبي من تلك المجنونة قبل أن أسقط في الهاوية..
فتحت باب غرفتي لأجد إحداها أمامي.. لأول مرة أفرح حين رؤيتي لساعة منذ بداية هذا الكابوس..!!
أخذت أسحبها على الأرض بكل قوتي.. أردت أن أوصلها إلى أقرب مرآة مني..
سحبتها وضعتها أمام مرآة غرفة أمي.. ((هل كل الغرف ذات لون أحمر.؟! ))
ثم وقفت أنتظر أمام المرآة بكل ترقب..
(( هه..؟!! لم يحدث شيء..!! ))
بالتأكيد لن يحدث شيء.. الساعة تشير إلى العاشرة والنصف..
وكابوس ما يسمى ب ((هو)) لن يبدأ إن لم تكن تشير إلى الثانية عشر تماما.. لا أعلم إن كان يبدأ أو ينتهي.. فلا فرق معي.. منذ أن حلت علي هذه العنة وأنا لا أستطيع التفريق بين الماضي والحاضر.. الأمس واليوم..
لحظة..!!
خرجت مسرعة أتفحص الساعة الأخرى التي رأيتها بالأسفل عند بداية الدرج.. ((جميع أركان البيت ذات لون أحمر..!!))
نظرت إليها فإذا بها تشير إلى الخامسة والنصف.. صباحا أم مساء لا يهم.. المهم أنها بتوقيت مختلف عن الأخرى..
رائع يمكني الآن أن أغير عقرب الساعة إلى منتصف اليل.. وبذلك أكون قد نجح..
(( طاخ..!! ))
(( هه..؟ ما هذا ..؟!! ))
صوت زجاج يتحطم..!! وبقوة..!!
عدت إلى الغرفة التي وضعت بها الساعة أمام المرآة.. كنت أركض وأدعو الله في قلبي لا يكون ضر قد أصاب الساعة.. فهي أملي الوحيد لمعرفة نهاية هذا الكابوس..
ولكن حصل ما توقعته..!!
الساعة محطمة إلى أشلاء تماما أمام المرآة التي أخذت تنزف الدم من بين زجاجها المكسور..
أخذت تنزف بطئ شديد..
(( لكن.. لماذا الدم.؟!! ))
(( تسألين لماذا الدم..؟ ))
(( هاه..؟ ))
شهقت ناظرة خلفي لأجده واقفا وبكل ثقة..
(( ((هو)) يريد منك العبور بنفسك.. ))
(( وكيف لي أن أعبر.. ثم.. ما أدراك أنت بما يريده ((هو))..؟!! ))
(( مادام قد اختاركِ فهو يريد منك الذهاب إليه بنفسك.. بدمك.. ))
(( بدمي..؟!! ))
نظرت إلى المرآة المحطمة.. رعبني منظرها الدامي جداً..
(( وكيف..؟ ))
اقترب مني وأمسك بيدي اليسرى دون أي تحفظ..
قربها إليه.. ثم قام بقطع وريدها بسرعة بسكين حادة لا أدري من أين أخرجها..
لم أشعر بنفسي إلا عندما لامس الدم وجهي.. وتطايرت قطرات دمي بغزارة شديد..
(( لماذا..؟ ))
أخذ ينظر إلى الأرض المبلة بالدماء وهو لازال يبتسم ابتسامته الخبيثة..
(( ل.. م..ذ..ا .. ))
بدأت الرؤية تصبح صعبة بالنسبة لي.. أعلم تماما بأني ملقية على الأرض الآن..
لا أرى سوى الظلام.. لا أمل بأن أعيش بعد هذا الجرح العميق في وريدي..
أصبح التنفس صعبا بالنسبة لي.. استسلمت وتوقفت عن الحركة تمام..
هأنا أفقد وعي بطئ شديد..
(( ………………. ))

………..

(( مفتاح واحد فقط سيوصلك إلى الحقيقة.. روحك التائهة في هذا المكان ستجد مستقرها إن عثرت عليه.. و (( هو )) سيعذب بلعنته إلى الأبد ))
……
(( هاه.!! ))
استيقظت مرعوبة.. أتنفس بسرعة جنونة..
(( أين أنا..؟ ))
أخذت أنظر حولي لأتبين معالم المكان..
إنها هي.. نفس الغرفة السابقة.. بطرازها القديم.. الذي يوحي بجو القلاع القابض للنفس
(( هل هي قلعة فعلا.؟ ))
والمدفأة التي أخذت النيرآن تتراقص داخلها.. لتكون ظلالا مرعبة تلعب في أنحاء الغرفة..
أغطية السرير المخملية الحمراء.. وستائره التي أخذت تتدلى من فوق أركانه..
ولباسي..!! ((منذ متى أرتدي هذا القميص..؟!ّ!))
كان ذي لون أبيض لؤلؤي.. وملمس حريري رائع..!!
كل الأشياء في هذه الغرفة بما فيها أنا.. كل شيء.. لا يدل على خير أبدا..
(( أشعر أن شيئا ما سيحصل قريبا.. قريبا جدا ))..
تحركت لأنزل من فوق ذلك السرير الكبير.. ((آه كم الأرض باردة ))
نظرت إلى ذات الباب الكبير..
في أول مرة جئت إلى هذه الغرفة كنت خائفة جدا من فتحه..
أما الآن.. فلقد فتحته دون أي تردد أو خوف..
فلا سبيل آخر للنجاة غيره.. أنا موقنة بأني سأجد حلا لما أنا عليه إن خرجت من هذه الغرفة..
فتحت الباب بطئ.. بصراحة..
كنت أحاول تهدئة نفسي حتى لا أفزع إن سمعت كلمة (( بست..!! )) فجأة قبل أن أنهي فتحي للبا.!
ولكني أحمد الله أني خرجت من الغرفة وقفت أتأمل ما وراء بابها دون أن أسمع تلك الكلمة..

الجو ضبابي بشدة.. كما أن هناك الكثير من الأركان التي لم تكن واضحة بالنسبة لرؤيتي.. فلقد كان الظلام قد إلتهمها كلها..
كان هناك درج يؤدي إلى نهاية مجهولة.. فلم تكن نهايته واضحة بسبب الظلام الذي أخذ يكسوها..
وحول هذا الدرج.. مساحة كبيرة تتخا بعد الممرات المظلمة وأبواب بعض الغرف التي أجهل ما بداخلها..
أنفاسي تتحول إلى بخار كلما تنفست.. وقدماي باردتان تماما..
لا أدري.. هل الجو بارد حقا..؟ أم أني مرعوبة إلى درجة أن أعصابي قد مات فلم أعد أشعر بشي إلى أن تجمدت.؟
أخذت أمشي أول خطوتين لي بعد خروجي من تلك الغرفة.. قاصدة بداية الدرج (( لماذا اخترت الدرج..؟ لا أدري))..
لم أكمل خطوتي الثالثة حتى سمعت صراخها
(( آآآهآآ.. آآآآآآآآآآآه… ))
كانت تصرخ بشدة..
(( آآهآآهآآهآآآآآآآآآآ..!!! ))
لا أعلم كيف ركضت بكل سرعتي وفتحت باب إحدى الغرف التي أمامي..
وجدتها جالسة على ركبتيها محنية رأسها إلى الأرض.. تبكي..!! تبكي بشدة..
(( آآآهآآهآآآآآآآآ ))
اقتربت منها بطىء.. ما إن أمسكت كتفها حتى رفعت رأسهأ بسرعة وأخذت تصرخ..
(( آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآع.. ! ))
أخذت تتقيأ دما أسود الون بغزارة..!! كان يخرج من فمها وكأنه يضخ ضخاً إلى الأعلى..!!
(( أأعأأع,,!! ))
وقفت على ساقيها المتهالكتين لتمشي متجهة إلي بخطوات سريعة.. وهي لا تزال تتقيأ.
(( آآآآآآآه ))..!!
أخذت أبتعد عنها بسرعة..!!
رأسها أخذ يتدلى فوق جسمها النحيل يمنة ويسرى.. لم أستطع أن أرى وجهها بوضوح فقد كان شعرها يغطيه تماما..
(( إيع إي. آآآآآع..!! ))
(( آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآه ))
صرخت مبتعدة عنها.. أردت أن أخرج بسرعة لأعود إلى تلك الغرفة.. لا يهمني ماهي ومن تكون..!!
أريد أن أخرج من هنا حالا..
و.. ولكن..
(( أين الباب..؟ ))..!!!

……..

الجزء الثآلث.. الفصل 11..~
-11-
((مادام قد اختاركِ فهو يريد منك الذهاب إليه بنفسك.. بدمك.. ))
(( بدمي..؟!! )) ..
………………………… ………….
(( يا إلهي مالذي سأفعل.. ))
(( آآآآآآآع ))
(( آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآهآآآآآآآآآآآآآآ آآآآ ))
أخذت تتقيأ علي..!!
لأول مرة أقابل فيها قيئا يحرق ما يلامسه كهذا.. جسدي أخذ يحترق بطيء..
(( آآآآه ))
أخذت أصرخ من كل قلبي وأنا أحاول أن أهرب منها.. أن أجد أي باب لم ألاحظه سابقا..
ولكن المصيبة هي أن هذه الغرفة خالية من كل شي تمام.. غيري أنا وهذه المسخ ونافذة زجاجية مكسورة.!!
لحظة..!! نافذة..
هرعت إليها أحاول فتحها بسرعة قبل أن تلحق بي تلك الوحش..
(( هيآآآ ))..
حاولت بكل قوتي فتحها.. ولكنها كانت عالقة تماما.. (( آآه ))..
رائع..!! لقد تمكنت فتحها.. بعد أن سقطت أرضا..!!
قد تظن بأنه لا مشكلة في ذلك.. لأقف وأكمل لأرى ما خلف تلك النافذة صحيح..؟
المشكلة التي منعتني من ذلك ستخيب ظنك تماما.. أتسأل لماذا.؟
لأني لم أتمكن من الوقوف على قدمي مطلقاً..!!!

……..
ساقاي متضرتان تمام إثر تقيؤ تلك المسخ علي.. كما أن بعض أجزاء الحم بها قد تفت..
إقتربت هي مني بكل سرعتها لاهثة ..
(( إيه إيه.. ))
(( آآه ))
أحنيت رأسي لأغطيه بذراعي..
ما أن تهيأت لتلقي بما تبقى في جوفها من قيء فوق رأسي لتقتلي..
أخذ برق هائل يضرب بكل قوته.. شعرت وكآن الأرض ستشق تحتي لشدة صوته..
(( دوم ))
رفعت رأسي نحوها..
لأرى وجهها القبيح ولأول مرة.. (( إنهآ بلا أعين..!! ))
تنظر إلى النافذة
فاغرة فمها الكبير.. ومخرجة لسانها الأسود..
لترفع وجهها إلى السقف..
تنبهت حينها إلى ظل شي يكمن خلف النافذة.. ((إنها تمطر بغزارة شديدة..!! ))
أدرت نفسي اتجاه النافذة بسرعة لأرى ذلك الشيء .. ولكنه كان قد اختفى..
(( هه..؟!! ))
توقف البرق فجأة..!! والمطر أيضاً..!!
(( ولكن كي.. )) نظرت خلفي لأجد الغرفة خالية تماما من أي شيء سوانا نحن الإثنين..
الباب.. وأنا..!!
تلفت حولي لأتأكد من عدم وجود تلك المسخ.. نظرت إلى ساقاي فإذا بهما سليمتان تماما..!!
(( آآه ))..
تنهدت بغرابة..!! لم أكن أعرف هل تنهدت بسبب الحزن.. أم القلق.. أم الغضب..
أعتقد أني قد تنهدت بسبب كل شي..!!
مشيت بطئ نحو الباب الذي دخلت منه..
فتحت الباب لأنظر بترقب لما خلفه.. من الجيد أن كل شي قد كان كسابق عهدي به..
(( طآآآآآآآآآآآآآخ ..!! ))
(( هآآه..!! ))
ما إن وضعت قدماي خارج الغرفة حتى أغلق الباب نفسه خلفي بقوة شديدة..
تاركا بقوته صدى مرعبا أخذ يدوي في أرجاء المكان..

……….
مشيت بضع خطوات متجهة نحو أول غرفة كنت بها..
الخوف الذي تملك قلبي إثر آخر شيء رأيته.. سلب مني قدرتي وإرادتي على الإستمرار..
(( أريد أن أموت هناك.. ))
هذا ما أردته..
ما إن اقتربت من الباب لأفتحه.. حتى سمعت أصواتهم..
(( هههههههه ))..!!
(( هه..!! من هنا ؟!! ))
تركت مقبض الباب وتراجعت حتى أجعله خلفي..
(( ههههههههه ))..!!
(( من..؟!! ))
أخذت أتلفت حولي.. محاولة العثور على شيء يدلني إلى مصدر هذه الضحكات الطفولية..
ولكن الظلام كان يتلاعب بأعصابي كما أخذت الظلال تتلاعب بأركان ذلك المكان..
(( هههههههههههه..!! ))
أخذت ألهث خائفة في مكاني أحاول التفكير بطريقة للهرب..
بينما كنت أحدث نفسي..
(( إنها المرة الأولى التي أخاف فيها صوت الأطفال وضحكاتهم..!! ولكن هذه المرة.. ليست كل مرة..!! هناك شي غريب في أصواتهم..!! ))
اقتربت من بداية الدرج..
(( إنهم هناك.. بالأسفل.. !! ))
نظرت حولي.. إلى باب الغرفة التي كنت فيها..
(( هل أنزل يا ترى.؟))
لم أستطع أن أجيب لنفسي إجابة مرضية.. ولكنها لم تتعبني في النهاية..
هل تعلم حب النفس البشرية لمعرفة المجهول.؟ حبها لتعذيب نفسها حتى تموت رعبا..؟!!
أنا (( نفسي..!! )) قد أصبت بهذا الداء في تلك الحظة..!!
خطوت وبكل حذر أولى خطواتي نازلة إلى حيث لا أعلم..
الدرج من فوقه إلى تحته كان مظلما.. مظلما تماما.. ما عدا الدرجتين الأولى التي خطوت عليهما بخوف شديد..
ما أن استقرت قدماي على الدرجة الثانية حتى امتدت يد صغيرة إلي مخترقة سواد الظلام..!!




نهآية الجزء الأول.. : الفصل الخآمس..
……….
-5-
(( بدايتي معه.. ))
( (( إن ما تعيشينه الآن إن هو إلا بداية فقط..!! )) )
……..
أنهى الرجل كلامه ثم نظر إلي قائلاً:
(( هل كلامي واضح بالنسبة لك يا آنسة..؟؟ ))

كانت ملامح الخوف والمفاجأة قد ظهرت تماماً على وجهي الذي أصبح لون مائلاً إلى الإصفرار..
بقيت واجمة إلى أن أعاد الرجل سؤاله علي:
(( كلامي واضح يا آنسة..؟؟ ))
أجبته مستدركة:
(( آه.. أعني.. أنا.. ))
استجمعت قواي وأكملت : (( أنا.. مصابة بلعنته الآن..؟؟ ))
أجابني من فوره :
(( بما أنك قد بلغت ما حكيت عنه في رسالته فأنت بذلك في بداية طريقكِ معه..
أحب أن أنوه لك عن أن لعنته تصيب كل من استهزأ به أو بأساطيره ))
لم أعقب على كلامه..
بقيت فقط واجمة فاغرة فيّ ناظرة إلى الأرض..
ثم قال (( اسمحي لي بالإنصراف ولكن قبل أن أخرج..))
مد يده لي بورقة صغيرة تحمل رقماً من الواضح بأنه قد كتب بعناية..
وأكمل (( هذا هو رقمي ان احتجتي لأي مساعدة.. ))
سألته مقاطعة:
(( هل أنت مصاب لعنة هذا ال (( هو )) يا سيدي..؟؟ وإلا لماذا أراك مهتماً وعلى علم كبير به..؟؟))
توقف برهة ثم أكمل مشيه دون أن ينظر إلي..
فأكملت قائلة: (( بالتأكيد مصاب بلعنته.. وإلا لما استطعت أن تروي لي تلك القصة وتفوه عن كلام يخصه..))..

فتح الباب ليخرج.. ولكنه توقف لحظة ليقول :
(( عليك أن تعرفي أنه لايمكنك أن تحصلي إجابة لكل أسئلتك.. هناك أمور لايمكنك معرفتها.. لأنك لن تفهمي كنهها أبداً ))
أومأ برأسه محياً إياي.. ثم خرج وأغلق الباب خلفه..
تاركاً إياي في حالة يرثى لها..

…….

مرت ساعتين إلى الآن و أنا لا أزال بنفس الحالة..
جالسة وحدي في غرفتي.. فوق سريري..
ضامَّةً ساقي إلي..
جلست أفكر فيما قاله ذلك الرجل..
شعرت بالرعب يتسل إلى عمودي الفقري ليخرج من جسدي على شكل قشعريرة رهيبة..
(( حسناً.. وإن كنت الآن ملعونة من قبل ذلك ال (( هو )).. أما من وسيلة تنقذني منه..؟؟!! ))
نظرت إلى ساعتي فإذا بها تشير إلى الثانية عشرة..!!
آآه لماذا.. لماذا أبكي..؟؟
في حياتي لم أشعر بمثل هذا الخوف من وقت معين..!!
لم أتمكن من كتم الدموع التي بداخلي.. أمسكت بوسادتي وانفجرت فيها باكية..!!
لكن..
ماهذا الخدر الغريب الذي أشعر به في أطراف جسدي..
أن ا… خ..ا..ئ..ف..
………………………… …

……
أستيقظت في اليوم التالي لأجد نفسي نائمةً أمام المرآة..
موجهة ساعتي إليها..!!
ماذا..؟!!
كيف حدث هذا..؟؟!!
و منذ متى..؟؟!! أعني..
نظرت إلى وجهي الذي بدت عليه علامات التعب والإرهاق..
و إلى ساعتي التي ذهلني منظرها.. ليس مرعباً ولكن الغموض الذي يحيط بها هو ما يجعلها مرعبة جداً..
فلقد كانت ساعتي.. بلا أرقام..!!
و خصوصاً مكان الرقم 12.. اختفى تاركاً أثراً كأثر حرق ما..

لا أعلم من أي جحيم خطرت على بالي فكرة أن لعنة ذلك ال (( هو )) قد جعلتني أفعل ما فعلت..
ولكن لماذا..؟؟
هل ياترى..
هل يا ترى قمت بفتح بوابته.. بوابة (( هو ))..؟؟
لم أحتمل المزيد..
فتحت الباب خارجةً من غرفتي أبحث عن أحد لأخبره بكل شيء.. كل شيء..
فلعله يلعن مثلي فنساعد بعضنا على تخطي ما نحن به.. أو يشاركني الموت فلا أشعر بالغربة..!!
ولكن لحظة..!!
يبدو أنه لا أحد في البيت.. هل خرجوا وتركوني لوحدي..؟؟ لا أعتقد..!!
ذهبت إلى المطبخ.. فغرفة أمي.. غرفة المعيشة..
لا أحد في البيت فعلاً.. لا أحد..
انطلقت مسرعة إلى الخارج لأبحث عنهم..
ويا ليتني مت قبل أن أفعل ذلك..

فلقد اكتشفت لا حقاً أن أهل المدينة كلهم قد اختفوا..!!
لم يبقى سواي أنا..!!..
ترى..
هل يريد هذا ال (( هو )) قتلي بسبب الإكتئاب.. أم يريد قتلي بطئ ليستمتع بتعذيبي..؟؟
آآآه سواءً أردا قتلي مباشرة أو بطئ..
هو لا يعلم أني سأموت رعباً قبل أن يقوم (( هو )) بذلك..!!!…………
بدآية الجزء الثاني : الفصل 6
-6-
(( هذه نهايتي..!! سأموت بالتأكيد ))
( (( لعلمك..!! كل كلمة أقولها كفيلة بقتلك وكفيلة بجعلك تموت بطء..!! )) )

………………………… ……….
أعلم تماماً أنه من المضحك أن أختبئ داخل الدولاب حاملة في يدي سكيناً كبيرة..
خصوصاً في مدينة خالية تماماً من السكان..
ولكني فعلت ذلك..
كنت أبكي وأتمتم بأذكار كثيرة.. وأدعو الله أن يجنبني الخطر والشر..!!
لا أعلم مما كنت أريد حماية نفسي..
أعلم أن (( هو)) لن يؤذيني ما دمنا نهاراً.. أو.. قد يستطيع من يعلم..!!
ولكنه الخوف من المجهول..
أشعر وكأن أحداً سيظهر لي وسط هذا السكون القاتل ليقضي علي.. سأكون له من الشاكرين فعلاً على إراحته لي بسرعة..
فهو بطريقة قتله لي كيفما كانت أرحم عندي من البقاء في جحيم السكون هذا..
يا إلهي.. حتى العصافير والقط لا أثر لها..!!
مالذي جرى يا ترى..؟؟
……….
مرت خمس ساعات على اختبائي بهذه الطريقة..
بالتأكيد شعرت بالجوع الشديد.. و لكني لا أزال خائفةً تماماً..
لامشكلة من أن أحضر بعض الطعام وأعود إلى مخبئي من جديد.. أليس كذلك..؟؟
تحركت في حذر شديد وفتحت الدولاب..
أوه لم أكن أتوقع أن تغرب الشمس بمثل هذه السرعة..!!
خرجت من غرفتي مسرعةً لأشتم رائحة طعام مطبوخ .. تلك الرائحة المحبة إلى النفس.. إنها أمي..!!
آآآه وصوت التلفاز الذي يوحي بأن إخوتي موجودون في غرفة المعيشة..
يا إلهي لم أكن أعرف مدى حبي لهذا الصوت المزعج..!!

أسرعت إلى الطابق السفلي راجية من الله أن أقف أمام المطبخ لأرى أمي الحبيبة أمامي..
نزلت.. وقفت أمام المطبخ..
ههه هل عرفت ما وجدت..؟؟ لا لا.. ليس وحشاً..
لأني لم أجد شيئاً على الإطلاق..!!!
………….

وقفت واجمة للحظات أمام المطبخ.. فإذا به فارغ تماماً إلا مني ومن ظلي..
ومثله غرفة المعيشة..
يكسوهما ذلك الون البنفسجي الذي يدل على أن شمس اليوم سترحل.. وتركني وحيدة في ظلمة اليل القاسية..
اتجهت إلى الثلاجة لأحضر شيئاً آكله.. لأني أبداً لا أرغب في البقاء وحدي في البيت دون أن أختبئ..
حتى وإن كان إختباءً من لاشي.. على الأقل سأشعر بعض الأمان..
فتحت الثلاجة..
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ..!!
آآآه.. آآه.. آآآآآآآآآآآآآآآآآآه..
أخذت أصرخ وأجري خارجةً من البيت.. تعثرت في طريقي عدة مرات واصطدمت بالعديد من الأشياء التي أجهل كنهها.. كنت أركض.. أركض بجنون إلى اللامكان من هول ما رأيت..!!
حتى سقطت مرة أخرى مغشياً علي..!!

لقد كانت الثلاجة فارغة.. فارغة تماماً من الأشياء الطبيعية التي نعهدها داخل الثلاجات الطبيعية..
ولكنها كانت مليئة تماماً.. تماماً..
بأوصالٍ بشريةٍ كاملة..!!

…….
هاه..!!…
فتحت عيني لأجد نفسي في غرفتي.. التي اكتست بلون أشعة الشمس الدافئة..
تحركت قليلاً فوق السرير لأتمكن من رؤية الغرفة بوضوح..
كل شيء سليم في مكانه..
ما عدا جسدي الذي يحمل بعض الرضوض في عدة مناطق منه..
رضوض.. من أي..
تذكرت فجأة كل ما مررت به مسبقاً..
المدينة الخالية من السكان.. الأطراف البشرية التي كدت أموت بسببها..
لم أنتظر لحظة أخرى..
هرعت إلى النافذة لأرى ما يدور بالخارج..
غريبة..!! كل شيء طبيعي..
الأطفال يلعبون والسيارات تروح وتجيء.. إذاً دورة الحياة تمشي بشكل طبيعي..!!
تذكرت أمي وإخوتي..
خرجت من غرفتي صارخة (( أم ي..!!! ))
فردت علي مستغربة من صراخي..
آآه ما أروع صوتها الحنون وهو يوبخني على صوتي العالي..
أخذت أجري متجهة إلى الطابق السفلي لأراها..
كانت جالسة كعادتها في ذلك الكرسي المحب إليها..
ارتميت بين أحضانها باكية.. وهممت أقبل يديها ورأسها في نهم شديد..
بينما أخذت هي تهون علي وتسألني عن سبب بكائي الذي تجهله..
آآه يا غالية.. لو لا خوفي عليك مما أعيشه لأخبرتك.. لا أريد لك أن تعذبي مثلي الآن..
لم أكن أعلم لماذا ولكني.. شعرت بان هذه هي آخر مرة أرى فيها أمي..
هل.. هل أقول لها وداعاً.. لا.. ستشعر بأن شيئاً غريباً يحدث لي عندها..
لذلك اكتفيت بترك دموعي وأفعالي تودعها كل بطريقته..
آآه يا أمي.. ليتني أموت هنا.. بين أحضانك.. أموت فلا أحيا أبدا..

…………
طلبت من أمي أن تنام معي اليلة.. على أمل أن تمنعني إن قام ((هو)) بأمري بفعل شيءٍ غريب..!!
وفقت هي أمام إلحاحي الشديد عليها.. مقنعة إياها أني اشتقت إلى أيام الطفولة وحسب..!!
آآه لو تعلم السبب الحقيقي..!!
شعرت وهي نائمةٌ إلى جانبي وكأن أمان وطمأنينة العالم كله معي الآن..
فعلاً.. كنت أشعر بقوة غريبة لا يقوى حتى ((هو )) على سلبها مني..
إن للأمهات طاقة غريبة لها قدرة عجيبة على طرد الأرواح الشريرة والشياطين المرعبة و إعطائنا الأمان والطمأنينة منذ صغرنا..

أغمضت عيني في سعادة..
وغفوت.. غفوت كما يغفو الطفل الصغير..
………

(( بابين كبيرين يخفيان خلفهما النهاية.. أحدهما يقود إلى نهايته.. والآخر يقود إلى نهايتك ))

دونج..!! دونج..!!

(( ههاه..!! ))
فتحت عيني و أنا أشهق فزعة..
ما هذا الصوت العالي..؟؟!!
أين أنا..؟؟..
أخذت أتلفت يمنة ويسرة لأتعرف معالم المكان أكثر..
كانت غرفة من الطراز القديم.. القديم جداً..
تلك التي تشعرك بجو القلاع القابض للنفس.!
الون الأحمر يكسو معالم الغرفة كلها تقريباً..
التي أخذ الظلام يسيطر على أركانها مداعباً الظلال التي تتولد من تراقص اللهب داخل تلك المدفئة الكبيرة..
شهرت بقشعريرة رهيبة سرت في جسدي كله جعلتني أضم نفسي لأخف من قوتها..!
يارب.. أين أنا..؟؟

نزلت من فوق ذلك السرير.. متجهة إلى الباب الوحيد الموجود في الغرفة
(( يا إلهي لا أزال بثياب نومي كما أنا .!! ))
فتحته..
ثم عدت لأغلقه قبل أن أكتشف ما خلفه من عالم أجهله تماماً..
سألت نفسي عدت مرات إن كنت فعلاً أملك القوة الكاملة لفتحه..
فتوصلت إلى أني إن كنت سأموت خارجاً فسأموت هنا أيضاً رعباً من تلاعب الظلال بأعصابي.. وأنا ذات خيال واسع جداً..
لذا.. أفضل أن أموت وأنا أحاول..!!
وفتحت الباب لأكتشف ما خلفه..
((ألم يكن من الأفضل لي أن أموت رعباً من الظلال داخل الغرفة..؟؟!!))
—————————————-

الجزء الثآني.. الفصل 7

-7-
(( متى ستكون نهايتي..؟؟!! ))
( أنا مجرد دمية يلعب بها ((هو)) كيفما شاء..!! )

أخذ الباب يفتح عما خلفه مصدراً أزيزاً ثقيلاً وكأنه يبكي ألم مفاصله..
كان الجو العام معتماً تماماً وعطناً إلى درجة الإختناق..!!
مشيت خطوتين خارج حدود الغرفة على أطراف أصابع قدمي المرتجفتين..
ما لبثت أن نزلت كلتا قدمي على الأرض حتى سمعت..
(( بست..!! ))
(( هه..!! ))
تلفت حولي إلى أن وقع نظري عليها..!!
(( بست..!! ))
(( آآآه..!! ))
صرخت فزعة من شكلها القبيح..
إنها..!! إنها..!!
تلك العجوز.. تحمل نفس الإبتسامة الخبيثة على وجهها..
ولكنها هذه المرة كانت قد أظهرت شعرها ولم تغطيه كالعادة..
وكانت تحمل في يدها شمعة كبيرة.. أدت إلى إظهار ملامحها بطريقة مميتة في تلك الظلمة الشيطانية..!!
كان شعرها أشعثًاً أبيضاً بطريقة بشعة..!! والتجاعيد كانت وكأنها حفرت بقوة على وجهها الذي امتلئ بقع غريبة أراها لأول مرة..
رفعت إصبعها إلي تشير أي اقتربي..
ولكني ما لبثت أن هرعت إلى داخل الغرفة مغلقة الباب خلفي بكل قوتي..
(( آآه..آآه..هاه..!!))
اسندت ظهري إلى الباب.. حتى أمنعها من الدخول إن حاولت..
أخذت أجول بنظري سريعاً في أرجاء الغرفة حتى أتبين أي شيء يمكني أن أصرع تلك العجوز منكوشة الشعر به..!!
ولكني للأسف لم أجد شيئاً سواي.. أنا والشمعة وتلك المدفئة المقيتة والسرير الضخم..
المخرج الوحيد من هذه الغرفة هو الباب من خلفي..
(( مستحيل..!! ))
لن أستخدمه ما دامت تلك الشيطانة المتجسدة خلفه..!!
طق طق طق طق..!!

((هاه..!! ))
إنها.. إنها.. تدق الباب علي..

طق طق..!!

يا إلهي ماذا عساني أفعل..
(( قلبي.. قلبي.. آآآه كم يؤلمني..!! ))

طاخ..طأاخ.. طاخ..!!

(( آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآه هه..!! ))
جريت لأقفز متجهة إلى ركن السرير لأحتمي بالجدار خلفي..
وطرقها الكابوسي الملح ما يزال مستمراً..!!
طاخ طاخ..!!
أخذت تضرب بطريقة مفزعة جداً..
رباه.. كيف لتلك العجوز أن تضرب بمثل هذه القوة.. و..!!
ربما ليست العجوز هي من يضرب على الباب..!!
أخذت جميع أطرافي ترتجف بلا توقف..
ودموعي تنهمر من عيني كالشلال..
لكني لم أشعر بهذا كله.. أصبت بالخدر تماماً تماماً..
عندما سقطت الباب هاوياً على الأرض مستسلماً لطرق من كان خلفه..!!
لأسقط أنا ((كالعادة )) مغشياً علي دون سابق إنذار..!!

………………………

استيقظت لأجد نفسي أمام مرآة غرفتي (( إذا فأنا في منزلي ))
كنت جالسة أمام ممسكة بساعتي التي كانت موجهة إليها تماماً..
كما في السباق..
الأرقام كلها مختفية و خانة الرقم 12 محترقة تماماً..
ولكن شكل المرآة لم يكن كعادته..
فلقد كان مكسورة من المنتصف.. وكأن أحدً قد رماها بشيءٍ تقيل..
كان الزجاج منتشراً في كل مكان.. وقفت بحذر لأستطيع الحركة دون أن يؤذيني الزجاج..
مشيت إلى وسط الغرفة قاصدة بقعة كانت أشعة الشمس مركزة عندها طالبة للدفء.
فلقد كان جسدي بارداً كالثلج.. كالثلج فعلاً..
و لوهلة جلست أتذكر ما حصل لي..
كلما تذكرت شيئاً جديداً أخذ جسدي يرتجف تلقائياً بطريقة مفزعة..
وكلما تذكرت أنه لا أحد يقدر على مساعدتي أخذت عيناي تذرفان الدموع بغزارة..
هذه المرة.. أخذت أبكي بحرقة..
(( مالذي فعلته لأجني هذا المصير.. مالذي فعلته حتى أجلب لنفسي هذا الكابوس اللا منقطع ..!! ))
لا أعلم مالذي ذكرني برقم هاتف ذلك الرجل الغريب الذي زارنا قبل يومين.. أو هو كان بالأمس.. أم.. أم..!!
وقفت متجهةً إلى التقويم السنوي لأعرف كم التاريخ اليوم..
ولكني تفاجأت لكون أوراق التقويم جميعها كان بيضاء فارغة.. فارغة تماماً من أي شيء..!!
(( أوه..لا ..!! ))
أخذت أتمتم بعبارات كمتقطعة في أثناء تقليبي لصفحات التقويم.. آملة أن أجد أي حرفٍ يهديني إلى طلبي..
ولكني لم أجني سوى الصفحات البيضاء التي أخذت تستهزء بملامح الأسى والإستسلام على وجهي كلما قلبت صفحةً فارغة لأتجه إلى غيرها.. وهكذا..!!
أمسكت بالتقويم قاذفةً إياه على الأرض بكل قوتي..
ولكنه لم يصدر صوتاً يوحي بآرتطامه بالأرض.. أو تمزق صفحاته..
لأنه…..
لأنه اختفي فجأةً وكأن شيئاً لم يكن..!!

((……….. ))..!!
وقفت أتلفت حولي إلى أرجاء الغرفة..
(( مم..م.. من.. من فعل هذا..؟؟!! ))..
بسرعة اتجهت إلى رقم ذلك الرجل الغريب الذي وضعته في درج المرآة..
فتحت الدرج بحذر..
أمسكت بالورقة محاولةً تبين الرقم منها.. لأكتشف بأني أحاول قراءة الأرقام من ورقة
محترقة..!!
(( كيف هذا..؟؟!! ))
كانت الورقة سلمية إلا من جزء احترق فيها وهو الجزء الذي حمل الأرقام..!!

(( آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آ……))
صرخت صرخةً أجبرني بعدها ذلك الصوت على الخرس..!!
إنه ذلك الص..ص..وت..!!
ذلك الصوت من قبل..!!
تك تك تك تك تك..!!
ولكن من أين..؟؟
تحركت بتحفز شديد داخل الغرفة لاكتشف مصدر الصوت..
ولكني لم أحصل على نتيجة..
لم يبقى غير مكان واحد لاشك في أن الصوت قادمٌ منه..
هل حزرت ما هو..؟؟!!
سأريحك من التفكير وأخبرك بالإجابة..
لقد كان الصوت صادراً من الحمام.. حمام غرفتي..
من المرآة بالتحديد..!!
الجزء الثآني الفصل 8
………………………… …
-8-
(( لا يزال الوقت مبكراً.. ))
( ((هو)) لا يريد غيري الآن ليقضي عليه.. )

مشيت باتجاه الحمام ضامة ساعتي إلى صدري..
شاعرةً بدقات قلبي الشديدة..

أمسكت مقبض الباب وفتحته..
كم أكره شعور الترقب ذاك الذي ينتابك لما خلف الأشياء المغلقة..
لوهلة تخيلت نفسي واقفة أمام وجه تلك العجوز البشعة..!!
حاولت جاهدةً منع نفسي من الإسترسال في خيالي.. و دخلت الحمام..
كانت المرآة سوداء تماماً.. سوداء بطريقة كابوسية توحي وكأن شيئاً سيخرج منها في التو والحظة..
لاحظت أني كلما اقتربت من المرآة ازداد ذلك الصوت..
الصوت الذي كان يصدر من المرآة والساعة معاً في نفس الوقت..!!
تك.. تك تك تك..!!
ألا يشبه صوت عقارب الساعة.. أو.. ربما يكون هو ذاته..
تك.. تك تك تك تك تك ..!!
بلى إنه هو..
اقتربت أكثر من المرآة ليزداد بذلك الصوت الموتر المخيف..
(( بالتأكيد.. إنها بوابته الثانية إلي.. ))
أسرعت الخروج من الحمام.. بدلت ملابسي و خرجت من البيت..
هناك فكرةً لا بأس بها تدور في رأسي قد تخف بعضاً من الذي أعيشه الآن..
على الأقل قد تخف تذبذبي مع الوقت..
اتجهت إلى شاطئ البحر.. ممسكة الساعة في يد.. و شريط لاصق قوي في يد..
أخذت أبحث عن صخرة مناسبة لربطها مع الساعة..
الحمد لله لم يكن الأمر عسيراً.. فلقد وجدت ما أحتاجه وبسرعة..

……….

أمسكت بالساعة العينة.. والتي كانت أحب ساعة إلى قلبي..
وربطها بشدة إلى الصخرة التي وجدتها..
ومن ثم رميتهما بكل قوتي في البحر..
لكم كانت سعادتي كبيرة حين أخذت أنظر إلى الصخرة وهي تغرق بالساعة إلى الظلمات..
ما لبثت أن إطمئنت إلى أن الساعة قد اختفت تماماً عن ناظريّ..
حتى عدت مسرعة إلى البيت..
(( أنا فعلاً أريد أن أعرف ما سيحدث لي في هذه اليلة..!! ))

………..

وأخيراً وصلت..
كان المنزل هادئاً كما تركته.. خالياً مثله مثل المدينة من أي مخلوق سواي..!!
صعدت مسرعة إلى غرفتي لأكمل ما بقي لي من الوقت هناك.. استعد لما قد أواجهه اليلة..
فتحت باب غرفتي لأفاجئ بمنظر مرآتي المكسورة..
منظرها الذي أوقف سريان الدم في عروقي ..
وجعلني أقف مدهوشة للحظات لا أوقى على الحركة..!!
((منذ متى كانت المرآة تنزف…؟؟!! ))
لا تصدقني إن شئت..
لكن إياك أن تقول بأني كاذبة..
فلقد كانت تنزف بحق..!!
تنزف بطئ شديد وكأنها تبكي بصمت..!!
وكانت كلما سال منها المزيد من قطرات الدم كلما ازدادت التشققات فيما تبقى من زجاجها..
(( إيه..!! لن أستطيع المشي داخل الغرفة بهذه الطريقة ))..!!
فلقد كان مدخل الغرفة كله غارقاً تقريباً في الدماء.. ليست كالدماء العادية..!!
بل كانت تملك لزوجة مقرفة..!!

……………….

أخذت أخطو بحذر خارجة من غرفتي متجهةً إلى غرفة أمي..
بالتأكيد لن أتمكن من البقاء في الغرفة مع هذه المرآة الملعونة..
((آآه لماذا الأرض باردة هكذا..؟؟!!))
وما أن خرجت من غرفتي حتى تنفست الصعداء أني لم أدس على تلك الدماء المقرفة..
الآن يجب علي أن
(( بست..!! ))
(( واه..!!!! ))
كانت هي.. العجوز منكوشة الشعر نفسها.. تقف أمامي عند باب غرفة أمي…!!
ممسكة في يدها بفأس مغطى تماماً بالدماء..!! وهي تنظر إلي مبتسمة تلك الإبتسامة الخبيثة التي لا تغادر وجهها البشع..!!

أخذت تقترب مني وتوجه الفأس اتجاهي كلما خطت خطوة إلى الأمام..
(( هه..!! ههاهههها..!! ))
ما بالها..؟؟ مالذي ستفعله معي هذه المجنون..؟

ودون أن أفعل شيئاً أعطيتها ظهري متجهة بكل قوتي نحو باب البيت لأهرب منها..
لا أعلم بأي قوة تمكنت من الحاق بي..
صحيح أني لست بتلك السرعة.. ولكن من البديهي جداً أن أي عجوز لن يقدر على الحاق بي..!!
ولكنها فعلت..!!

لوهلة من الزمن شعرت بأنها قد توقفت عن الحاق بي..
تاركةً العنان لصوتها البشع في نشر ضحكاتها الشيطانية من مكانها..
(( وما شأني أنا بها ..؟؟!! ))
تجاهلتها و أكملت الجري نحو الباب..
(( آآه اقتربت ))..!!
وه..!!
(( أين هو الباب ))..؟!!
يستحيل أن أخطأ في معرفة مكان باب الخروج لبيتي.. ولكني فعلاً لم أجده..
لم يكن مكانه غير جدار خال تماماً كخلو عقلي من الأفكار الآن..

(( بست..!! ))
التفت بطئ لأجدها واقفةً خلفي ممسكة بذات الفأس ولكنها لم تكن مبتسمة هذه المرة..
بل كانت فاغرة فاها لا تغلقه أبداً.. ولعابها يسيل منه إلى الأرض..
مصدرة أصواتا وهمهمات شيطانية لا معنى لها..!!
(( ههه..هههها .. هممها…!! ))
حاولت الهرب ولكنها كانت تحاصرني أينما ذهبت..
رافعة ذلك الفأس المرعب في وجهي..
(( منذ متى كانت تلك الساعة هناك..؟ ))

أخذت أباغتها حتى هربت من محاصرتها لي.. وانطلقت مسرعة إلى سطح البيت..!!
كنت أسمعها خلفي تصرخ بوحشية..
(( وكأني لمحت ساعة أخرى عند الدرج..!! ))

فتحت الباب المؤدية إلى السطح بقوة لأخرج إلى..
(( هاوية..؟!!! ))
لاشيء خلف الباب..!! غير الظلام التام..!!
لا شيء غير هاوية مرعبة… لا يوجد حدود لعمقها و بشاعتها..!!
(( بست..!! ))

(( هه..!! ))
لوهلة نسيت أمر تلك العجوز وأخذت أتأمل النتيجة التي انتهيت بها..
(( هل سأموت الآن ياترى..؟ ))
قبل أن أجد إجابة على سؤالي كانت قد دفعتني.. إلى تلك الهاوية..
إلى اللانهاية منها..!!
(( سأغمض عيني الآن حتى أرتاح للأبد. وأخيراً..))

سأرتاح..
(( …………. ))..!!
………………………… ……………….. ………..

الجزء الثآني الفصل 9
-9-
(( هل سأنجو..؟؟ ))
(هذا هو رقمي ان احتجتي لأي مساعدة )..
…….
(( أآه..ه ه…. ))
فتحت عيني بطئ..
(( آآه كم تؤلماني..!! ))
هاه..!!
(( مالذي جاء بي إلى هنا..؟؟ ))
كنت مستليقةً على إحدى أسرة المستشفيات..
وقد وضعت على جسدي العديد من الرباطات والأشرطة..
لم أكن أجرؤ على الحركة.. فلقد كان جسدي يؤلمني بشدة..!!
حاولت رفع يدي لأمسك برأسي الذي كاد ينفجر من الصداع..
حتى رأسي لم يسلم من هجوم الأربطة عليه..
(( أتشو..!! ))
آآآآآه لم أكن أعلم بأن العطاس مؤلم إلى هذه الدرجة..!!

(( هل استيقظتِ أخيراً..؟ ))
(( هه..؟ ))
كان واقفاً أمامي تماماً.. بنفس هيئته السابقة..
ولكنه هذه المرة كان مبالغاً في اخفاء وجهه بتلك القبعة الغريبة موجهاً وجهه إلى الأرض.. ولا أعلم لماذا..
إنه ذات الرجل الذي أتى لزيارتنا تلك اليلة.. وقام بشرح قصة ((هو)) لي..!!
مالذي جاء به إلى هنا…؟!!
(( لماذا لم تطلبي مساعدتي..؟ ))
حركت فمي لأتكلم ولكن أشار إلي بالسكوت وأكمل:
(( لم تجدي الرقم الذي اعطيتك إياه.. صحيح..؟؟ ))
نظرت إليه مندهشة غير قادرة على الكلام..
بطريقة أو بأخرى.. أنا أشعر بالخوف منه هذه المرة.. على عكس أول مرة قابلته فيها.. كنت أشعر بأنه قد يساعدني على الخلاص مما أنا فيه..

أخذ يكمل كلامه دون أن ينظر إلي مباشرة..:
(( ها أنا أتيت لأرى إن كنت تحتاجين للمساعدة. وأعتقد بل موقن بأنك تحتاجينها.. وحالك الآن أكبر دليل على ذلك .. ))
أخذت أتكلم بصعوبة قائلة:
(( أنا لاأعلم مالذي أتى بي إلى هنا أصلاً.. كل ما أذكره هو أني.. ))
(( بست..!! ))
(( آآآآها آآآآه,, ))
كانت تقف إلى جانبي ممسكة بمشرط كبير في يدها..!!
أخذت أشير إليها وأصرخ إلى ذلك الرجل قائلة:
(( إنها هي.. هي من دفعتني من عند الباب ))
قاطعني وهو لايزال ينظر إلى الأرض
(( وأنا من جلبك إلى هنا.. ))
((هاه..؟!! ))
أخذت أنظر إليهما ورأسي يكاد ينفجر من الأفكار التي تدور به..
(( هل هما متفقان ياترى,..؟؟!! ))
(( بست..!! ))
(( آآآه توقفي أيتها ال.. ))
لم أستطع أن أكمل كلامي.. لأنها وقبل أن أكمل..
وضعت المشرط أمام عيني.. وأخذت تحركه بطئ وهي تضحك ضحكتها الشيطانية البشعة..!!
(( كوني مطيعة وإياك أن تحاولي الهرب ))
(( ماذا..؟ أأنت معي أم ضدي..؟ مالذي تحاول فعله بي..!! أكنت تكذب علي…؟؟!! ))
لم يجبني..!!
وإنما ابتسم ابتسامة صفراء مرعبة وأعطاني ظهره وخرج..
تاركاً إياي وحدي مع هذه العفريتة الآدمية..!!
ما إن استقر ستار السرير من بعده..
حتى خرجت تلك العجوز ضاحكة بطريقة توحي بالشر..

أصبحت وحدي الآن..
إنها فرصتي الوحيدة للهرب..
ولكني لا أستطيع تحريك جسدي.. فعلاً لاأستطيع..!! يبدو وكأن سقوطي ذاك قد قضى على أعضاء كلها..
لدرجة عدم قدرتي على الكلام..
(( هل هذا هو ما أراده ((هو))..؟؟ ))
أن أموت مشرحة مقطعة إلى أجزاء على يد تلك القبيحة..؟!!
(( لن أسمح له.. ))
استجمعت قوتي وحاولت الجلوس على الأقل.. ولكني فعلاً لم أستطع تحريك جسدي..
فلقد كنت على الرغم من عدم قدرتي على تحريك أطرافي..
مربوطة إلى السرير بواسطة حبل متين.. متين جدا..!!
(( آآآآآآه.. ))
أطلقتها وكلي أمل في أن ينقذني أحدهم..
ولكن لا أمل.. لا أمل أب..
(( هههآآ… إهههآآهآآهآآهآآآآ..!! ))
(( وآآه..!! ))
لقد كانت تلك العجوز تقف إلى جانبي.. ولكن.. منذ متى..؟ كيف لم أشعر بها وهي تدخل.؟؟
كما أنها لا تزال تحمل ذلك المشرط المرعب..
(( هل كان مغطى بالدماء مسبقاً.؟؟ ))

أخذت تلوح بالمشرط فوق وجهي.. ثم أخذت تمرر به فوق جسدي بطريقة عشوائية
وهي تقتل ما تبقي في عقلي من أعصاب بضحكاتها الهستيرية المجنونة..
(( ههآآآآ يهآآآآههههه,,!!! ))
(( ابتعدي عني..!!! ))
هذا كل ما استطعت الصراخ به بكل قوتي في تلك الحظات التي أخذت أفكر فيها بجميع أنواع التعذيب الشيطانية التي يمكن لهذه العجوز والتي لا أشك بتخلفها العقلي ولو للحظة أن تطبقها على جسدي باستخدام مشرط مغطى بالدماء..!!
لماذا يجب علي أن أتحمل كل ه..
(( آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآ ..!!! ))
لقد فعلتها..!! لقد..
طعنت بطني بذلك المشرط..
(( هه ههه هههآآآآآ..!! ))
أخذت تخرج المشرط وتعيد طعني به بكل قوتها..
وما لبثت أن قامت بطعن قلبي..
(( هههي ههههأأ..!! ))
جسدي ينزف بغزارة.. ورائحة دمي أخذت
تعم المكان..
ولكني..
(( هههه ههآآأأأ هههههأأأ ))
ولكني لا أشعر بالألم أبداً..!!
(( ههه ههههه هه.. ))
بدأ صوت ضحكاتها يبتعد عن مسامعي أكثر فأكثر..
هل ذهبت وتركتني..؟
أم أني مت حقاً.؟؟
(( هذا ما أرجوه ))..
………………………..
ترن.. ترن..

(( هاه..!! ))
فتحت عيناي على صوت رنين الهاتف العالي..
(( منذ متى هذا الهاتف موجود في غرفتي..؟ أأ.. منذ متى أنا في غرفتي أصلاً..؟!! ))
(( أ..ألو..؟ مرحبا..؟ ))
(( وشا……زويتو… ش ))
(( ألو.. من يتكلم..؟ ))
(( ش.. ال …..ي…….و…م… شا… ))
(( ماذا..؟!! ))
(( تيت.. تيت.. تيت.. ))
قطع الخط..!!
كل ما تمكنت من سماعه هو كلمة (( اليوم ))
(( آآآآه..!! مالذي سيحصل لي اليوم أيضاً.. يا إلهي خلصني.. ))
رميت بسماعة الهاتف بعيدا عني.. ضممت جسدي إلي..
أرخيت رأسي وأخذت أبكي بشدة..
(( دموعك غالية.. ))
(( هاه,,.؟ ))
رفعت رأسي بسرعة لأجده أمامي.. ذلك الرجل بشحمه ولحمه..
ولكني.. كدت أصاب بالجنون عندما أدركت أن غرفتي وبطريقة ما.. قد أصبحت حمراء الون.!!

أخذ يكمل كلامه وهو لا يزال معطيا إياي ظهره ((أليس طويلا بشكل مخيف .؟!!))
(( لماذا تبكين..؟ أتبكين بسببه.؟.. يجب عليك الشعور بالامتنان لأنه اختارك.. اختارك أنتِ.. ))
(( اختارني لماذا…؟ ولماذا أنا بالذات..؟ ))
(( لا يحق لك أن تسألي.. هذا أمر يخصه وحده.. ))..!!
(( هاه..؟!! ومن هو ليختارني دون أن يسألني..؟!! ))
(( وهل سألته قبل أن تناديه ..؟!! ))
(( من..؟ أنآآ..؟!! أناديه..؟!! ولأي حاجة أريده.؟ ثم.. هل تراني أحب ما يفعله بي الآن.؟!! ))
(( هذا شيء يخصه.. له الأحقية بفعل ما يريد.. أما أنتِ.. فمجرد دمية يتسلى بها هو.. ))
لم أعرف بماذا أرد.. أخذت أنظر إلى جسدي الشاحب ولباسي المهترئ المغطى بالدماء..
لا أعلم مقدار الدموع التي بكيتها حتى وصلت إلى هنا.. ولكن الدموع التي أبكيها أصبحت بالنسبة لي.. متشابهة..
لوهلة تذكرت ما حدث بالأمس.. أو.. اليوم.. كلا لقد كان قبل قليل في ال.. لايهم..!!
(( لماذا تركتني وحدي مع تلك المجنونة..؟ ))
(( من.. أتقصدين شيرازكا.؟ خادمة الظلام .؟ ))
لم أجبه.. لأني وبمجرد أن عرفت اسمها أصابني الذهول..
كيف لتلك المخبولة أن تملك اسماً ..!!
أكمل كلامه قائلاً:
(( لقد كانت معي منذ أن تركتك لوحدك ))
(( ولكنها قد… ))
(( إنه ((هو))….. ))
(( ……………. ))
……………………




نهاية الجزء الثآني.. الفصل 10
-10-
(( حياتي أو موتي كلاهما أصبحا واحداً بالنسبة لي ))
((يجب عليك الشعور بالامتنان لأنه اختارك.. اختارك أنتِ.. ))

(( ………… ))
(( ما بكِ.؟ هل أرعبتكِ.؟ ))
يا إلهي ما أغبى سؤاله..!! ثم.. هل يجدني في حال تسمح لي بالإجابة..
لقد كنت خائفة بطريقة جنونية.. أدت إلى إصابتي بالصمم..!!
لم أعرف ما أقوله.. لا أتذكر كم بقينا صامتين على هذا الحال..
ولكن لحظات صمتنا تلاشت عندما سمعتها..
(( تك.. تك.. تك .. تك.. ))
بكل هدوء وثقة.. وكأنها تحاول التلاعب بما تبقى فيّ من عقل..
(( تك.. تك.. تك.. تك.. ))
نظر إلي نظرة ذات معنى مبتسما ابتسامته الصفراء المعتادة..
لم أنتظر حتى يفتح فمه ليخبرني ما هو مصدر الصوت..
هرعت مسرعة لأفتح باب الحمام..
لأجدها أمام المرآة.. تشع لونا أحمر كالدم..
إنها ساعتي..!! التي ألقيتها في البحر.. ولكن كيف ع..
(( آآآه..!! ))
لقد.. لقد انفجرت ساعتي.. أو.. تحطمت..!! لا أدري..!! لقد تلاشت من أمامي تاركة خلفها بعض القطع الصغيرة إثر تفتها.. هذا لم يلفت نظري بقدر ما لفتني منظر مرآة الحمام التي أخذت تنزف دماً..!!
خرجت مسرعة لأرى ما إذا كان ذلك الرجل لا يزال في مكانه.. ولكنه اختفى هو الآخر..!!
هل لاختفاء ساعتي علاقة باختفائه.؟ هل من الممكن أن يكون هو.. ((هو))..؟
لم أستطع الوقوف مكتوفة اليدين.. أردت فعلا أن أعرف مالذي يحصل هنا.. إن كنت سأموت..
فافضل الموت وأنا أحاول على الأقل..
(( لا وجود لمرآة سليمة هنا ))
مرآة غرفتي والحمام.. متحطمتان تنزفان الدم..
لوهلة تذكرت الساعات الكبيرة التي رأيتها حين هروبي من تلك المجنونة قبل أن أسقط في الهاوية..
فتحت باب غرفتي لأجد إحداها أمامي.. لأول مرة أفرح حين رؤيتي لساعة منذ بداية هذا الكابوس..!!
أخذت أسحبها على الأرض بكل قوتي.. أردت أن أوصلها إلى أقرب مرآة مني..
سحبتها وضعتها أمام مرآة غرفة أمي.. ((هل كل الغرف ذات لون أحمر.؟! ))
ثم وقفت أنتظر أمام المرآة بكل ترقب..
(( هه..؟!! لم يحدث شيء..!! ))
بالتأكيد لن يحدث شيء.. الساعة تشير إلى العاشرة والنصف..
وكابوس ما يسمى ب ((هو)) لن يبدأ إن لم تكن تشير إلى الثانية عشر تماما.. لا أعلم إن كان يبدأ أو ينتهي.. فلا فرق معي.. منذ أن حلت علي هذه العنة وأنا لا أستطيع التفريق بين الماضي والحاضر.. الأمس واليوم..
لحظة..!!
خرجت مسرعة أتفحص الساعة الأخرى التي رأيتها بالأسفل عند بداية الدرج.. ((جميع أركان البيت ذات لون أحمر..!!))
نظرت إليها فإذا بها تشير إلى الخامسة والنصف.. صباحا أم مساء لا يهم.. المهم أنها بتوقيت مختلف عن الأخرى..
رائع يمكني الآن أن أغير عقرب الساعة إلى منتصف اليل.. وبذلك أكون قد نجح..
(( طاخ..!! ))
(( هه..؟ ما هذا ..؟!! ))
صوت زجاج يتحطم..!! وبقوة..!!
عدت إلى الغرفة التي وضعت بها الساعة أمام المرآة.. كنت أركض وأدعو الله في قلبي لا يكون ضر قد أصاب الساعة.. فهي أملي الوحيد لمعرفة نهاية هذا الكابوس..
ولكن حصل ما توقعته..!!
الساعة محطمة إلى أشلاء تماما أمام المرآة التي أخذت تنزف الدم من بين زجاجها المكسور..
أخذت تنزف بطئ شديد..
(( لكن.. لماذا الدم.؟!! ))
(( تسألين لماذا الدم..؟ ))
(( هاه..؟ ))
شهقت ناظرة خلفي لأجده واقفا وبكل ثقة..
(( ((هو)) يريد منك العبور بنفسك.. ))
(( وكيف لي أن أعبر.. ثم.. ما أدراك أنت بما يريده ((هو))..؟!! ))
(( مادام قد اختاركِ فهو يريد منك الذهاب إليه بنفسك.. بدمك.. ))
(( بدمي..؟!! ))
نظرت إلى المرآة المحطمة.. رعبني منظرها الدامي جداً..
(( وكيف..؟ ))
اقترب مني وأمسك بيدي اليسرى دون أي تحفظ..
قربها إليه.. ثم قام بقطع وريدها بسرعة بسكين حادة لا أدري من أين أخرجها..
لم أشعر بنفسي إلا عندما لامس الدم وجهي.. وتطايرت قطرات دمي بغزارة شديد..
(( لماذا..؟ ))
أخذ ينظر إلى الأرض المبلة بالدماء وهو لازال يبتسم ابتسامته الخبيثة..
(( ل.. م..ذ..ا .. ))
بدأت الرؤية تصبح صعبة بالنسبة لي.. أعلم تماما بأني ملقية على الأرض الآن..
لا أرى سوى الظلام.. لا أمل بأن أعيش بعد هذا الجرح العميق في وريدي..
أصبح التنفس صعبا بالنسبة لي.. استسلمت وتوقفت عن الحركة تمام..
هأنا أفقد وعي بطئ شديد..
(( ………………. ))

………..

(( مفتاح واحد فقط سيوصلك إلى الحقيقة.. روحك التائهة في هذا المكان ستجد مستقرها إن عثرت عليه.. و (( هو )) سيعذب بلعنته إلى الأبد ))
……
(( هاه.!! ))
استيقظت مرعوبة.. أتنفس بسرعة جنونة..
(( أين أنا..؟ ))
أخذت أنظر حولي لأتبين معالم المكان..
إنها هي.. نفس الغرفة السابقة.. بطرازها القديم.. الذي يوحي بجو القلاع القابض للنفس
(( هل هي قلعة فعلا.؟ ))
والمدفأة التي أخذت النيرآن تتراقص داخلها.. لتكون ظلالا مرعبة تلعب في أنحاء الغرفة..
أغطية السرير المخملية الحمراء.. وستائره التي أخذت تتدلى من فوق أركانه..
ولباسي..!! ((منذ متى أرتدي هذا القميص..؟!ّ!))
كان ذي لون أبيض لؤلؤي.. وملمس حريري رائع..!!
كل الأشياء في هذه الغرفة بما فيها أنا.. كل شيء.. لا يدل على خير أبدا..
(( أشعر أن شيئا ما سيحصل قريبا.. قريبا جدا ))..
تحركت لأنزل من فوق ذلك السرير الكبير.. ((آه كم الأرض باردة ))
نظرت إلى ذات الباب الكبير..
في أول مرة جئت إلى هذه الغرفة كنت خائفة جدا من فتحه..
أما الآن.. فلقد فتحته دون أي تردد أو خوف..
فلا سبيل آخر للنجاة غيره.. أنا موقنة بأني سأجد حلا لما أنا عليه إن خرجت من هذه الغرفة..
فتحت الباب بطئ.. بصراحة..
كنت أحاول تهدئة نفسي حتى لا أفزع إن سمعت كلمة (( بست..!! )) فجأة قبل أن أنهي فتحي للبا.!
ولكني أحمد الله أني خرجت من الغرفة وقفت أتأمل ما وراء بابها دون أن أسمع تلك الكلمة..

الجو ضبابي بشدة.. كما أن هناك الكثير من الأركان التي لم تكن واضحة بالنسبة لرؤيتي.. فلقد كان الظلام قد إلتهمها كلها..
كان هناك درج يؤدي إلى نهاية مجهولة.. فلم تكن نهايته واضحة بسبب الظلام الذي أخذ يكسوها..
وحول هذا الدرج.. مساحة كبيرة تتخا بعد الممرات المظلمة وأبواب بعض الغرف التي أجهل ما بداخلها..
أنفاسي تتحول إلى بخار كلما تنفست.. وقدماي باردتان تماما..
لا أدري.. هل الجو بارد حقا..؟ أم أني مرعوبة إلى درجة أن أعصابي قد مات فلم أعد أشعر بشي إلى أن تجمدت.؟
أخذت أمشي أول خطوتين لي بعد خروجي من تلك الغرفة.. قاصدة بداية الدرج (( لماذا اخترت الدرج..؟ لا أدري))..
لم أكمل خطوتي الثالثة حتى سمعت صراخها
(( آآآهآآ.. آآآآآآآآآآآه… ))
كانت تصرخ بشدة..
(( آآهآآهآآهآآآآآآآآآآ..!!! ))
لا أعلم كيف ركضت بكل سرعتي وفتحت باب إحدى الغرف التي أمامي..
وجدتها جالسة على ركبتيها محنية رأسها إلى الأرض.. تبكي..!! تبكي بشدة..
(( آآآهآآهآآآآآآآآ ))
اقتربت منها بطىء.. ما إن أمسكت كتفها حتى رفعت رأسهأ بسرعة وأخذت تصرخ..
(( آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآع.. ! ))
أخذت تتقيأ دما أسود الون بغزارة..!! كان يخرج من فمها وكأنه يضخ ضخاً إلى الأعلى..!!
(( أأعأأع,,!! ))
وقفت على ساقيها المتهالكتين لتمشي متجهة إلي بخطوات سريعة.. وهي لا تزال تتقيأ.
(( آآآآآآآه ))..!!
أخذت أبتعد عنها بسرعة..!!
رأسها أخذ يتدلى فوق جسمها النحيل يمنة ويسرى.. لم أستطع أن أرى وجهها بوضوح فقد كان شعرها يغطيه تماما..
(( إيع إي. آآآآآع..!! ))
(( آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآه ))
صرخت مبتعدة عنها.. أردت أن أخرج بسرعة لأعود إلى تلك الغرفة.. لا يهمني ماهي ومن تكون..!!
أريد أن أخرج من هنا حالا..
و.. ولكن..
(( أين الباب..؟ ))..!!!
الجزء الثآلث.. الفصل 11..~
-11-
((مادام قد اختاركِ فهو يريد منك الذهاب إليه بنفسك.. بدمك.. ))
(( بدمي..؟!! )) ..
………………………… ………….
(( يا إلهي مالذي سأفعل.. ))
(( آآآآآآآع ))
(( آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآهآآآآآآآآآآآآآآ آآآآ ))
أخذت تتقيأ علي..!!
لأول مرة أقابل فيها قيئا يحرق ما يلامسه كهذا.. جسدي أخذ يحترق بطيء..
(( آآآآه ))
أخذت أصرخ من كل قلبي وأنا أحاول أن أهرب منها.. أن أجد أي باب لم ألاحظه سابقا..
ولكن المصيبة هي أن هذه الغرفة خالية من كل شي تمام.. غيري أنا وهذه المسخ ونافذة زجاجية مكسورة.!!
لحظة..!! نافذة..
هرعت إليها أحاول فتحها بسرعة قبل أن تلحق بي تلك الوحش..
(( هيآآآ ))..
حاولت بكل قوتي فتحها.. ولكنها كانت عالقة تماما.. (( آآه ))..
رائع..!! لقد تمكنت فتحها.. بعد أن سقطت أرضا..!!
قد تظن بأنه لا مشكلة في ذلك.. لأقف وأكمل لأرى ما خلف تلك النافذة صحيح..؟
المشكلة التي منعتني من ذلك ستخيب ظنك تماما.. أتسأل لماذا.؟
لأني لم أتمكن من الوقوف على قدمي مطلقاً..!!!

……..
ساقاي متضرتان تمام إثر تقيؤ تلك المسخ علي.. كما أن بعض أجزاء الحم بها قد تفت..
إقتربت هي مني بكل سرعتها لاهثة ..
(( إيه إيه.. ))
(( آآه ))
أحنيت رأسي لأغطيه بذراعي..
ما أن تهيأت لتلقي بما تبقى في جوفها من قيء فوق رأسي لتقتلي..
أخذ برق هائل يضرب بكل قوته.. شعرت وكآن الأرض ستشق تحتي لشدة صوته..
(( دوم ))
رفعت رأسي نحوها..
لأرى وجهها القبيح ولأول مرة.. (( إنهآ بلا أعين..!! ))
تنظر إلى النافذة
فاغرة فمها الكبير.. ومخرجة لسانها الأسود..
لترفع وجهها إلى السقف..
تنبهت حينها إلى ظل شي يكمن خلف النافذة.. ((إنها تمطر بغزارة شديدة..!! ))
أدرت نفسي اتجاه النافذة بسرعة لأرى ذلك الشيء .. ولكنه كان قد اختفى..
(( هه..؟!! ))
توقف البرق فجأة..!! والمطر أيضاً..!!
(( ولكن كي.. )) نظرت خلفي لأجد الغرفة خالية تماما من أي شيء سوانا نحن الإثنين..
الباب.. وأنا..!!
تلفت حولي لأتأكد من عدم وجود تلك المسخ.. نظرت إلى ساقاي فإذا بهما سليمتان تماما..!!
(( آآه ))..
تنهدت بغرابة..!! لم أكن أعرف هل تنهدت بسبب الحزن.. أم القلق.. أم الغضب..
أعتقد أني قد تنهدت بسبب كل شي..!!
مشيت بطئ نحو الباب الذي دخلت منه..
فتحت الباب لأنظر بترقب لما خلفه.. من الجيد أن كل شي قد كان كسابق عهدي به..
(( طآآآآآآآآآآآآآخ ..!! ))
(( هآآه..!! ))
ما إن وضعت قدماي خارج الغرفة حتى أغلق الباب نفسه خلفي بقوة شديدة..
تاركا بقوته صدى مرعبا أخذ يدوي في أرجاء المكان..

……….
مشيت بضع خطوات متجهة نحو أول غرفة كنت بها..
الخوف الذي تملك قلبي إثر آخر شيء رأيته.. سلب مني قدرتي وإرادتي على الإستمرار..
(( أريد أن أموت هناك.. ))
هذا ما أردته..
ما إن اقتربت من الباب لأفتحه.. حتى سمعت أصواتهم..
(( هههههههه ))..!!
(( هه..!! من هنا ؟!! ))
تركت مقبض الباب وتراجعت حتى أجعله خلفي..
(( ههههههههه ))..!!
(( من..؟!! ))
أخذت أتلفت حولي.. محاولة العثور على شيء يدلني إلى مصدر هذه الضحكات الطفولية..
ولكن الظلام كان يتلاعب بأعصابي كما أخذت الظلال تتلاعب بأركان ذلك المكان..
(( هههههههههههه..!! ))
أخذت ألهث خائفة في مكاني أحاول التفكير بطريقة للهرب..
بينما كنت أحدث نفسي..
(( إنها المرة الأولى التي أخاف فيها صوت الأطفال وضحكاتهم..!! ولكن هذه المرة.. ليست كل مرة..!! هناك شي غريب في أصواتهم..!! ))
اقتربت من بداية الدرج..
(( إنهم هناك.. بالأسفل.. !! ))
نظرت حولي.. إلى باب الغرفة التي كنت فيها..
(( هل أنزل يا ترى.؟))
لم أستطع أن أجيب لنفسي إجابة مرضية.. ولكنها لم تتعبني في النهاية..
هل تعلم حب النفس البشرية لمعرفة المجهول.؟ حبها لتعذيب نفسها حتى تموت رعبا..؟!!
أنا (( نفسي..!! )) قد أصبت بهذا الداء في تلك الحظة..!!
خطوت وبكل حذر أولى خطواتي نازلة إلى حيث لا أعلم..
الدرج من فوقه إلى تحته كان مظلما.. مظلما تماما.. ما عدا الدرجتين الأولى التي خطوت عليهما بخوف شديد..
ما أن استقرت قدماي على الدرجة الثانية حتى امتدت يد صغيرة إلي مخترقة سواد الظلام..!!
الجزء الثالث.. الفصل 12..~
-12 –
(( نهايتي.. ))
(( هل تصاب معي بلعنته..؟ ))
…………
(( آآآآآآه..!! ))
صرخت فزعة ..!! لم أتوقع أن يحصل لي شيء كهذا فجأة..!!
كانت بيضاء شاحبة.. شاحبة تماما..
أخذت أنظر إلى اليد في انتظار أن يكشف صاحبها عن وجهه.. ولكنه لم يفعل..
(( هه..!! ))
إنها تلوح لي..!! اليد تلوح لي بالإقتراب..
لم أجد مهربا من أن أقترب لأضع يدي بها.. ما أن لمستها حتى..
(( أوه..!! إنها باردة جد… آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه..!! ))
لقد.. لقد سحبتي..!!
بقوة مذهلة..!! لا أعلم مالذي يحصل لي الآن.. ولكني أسقط.. أسقط إلى المجهول..
واليد لا تزال ممسكة بي بقوة.. أعشر وكأنها ستظل ممكسة بي هكذا إلى الأبد,,
وفجأة..
(( آآآآه..!! ))
ها قد هبطنا بسلام..!! صحيح أني ارتطمت بالأرض بقوة فظيعة.. حتى كدت أجزم أن صوت الإرتطام ذاك ما كان إلا صوت تحطم عظام جسدي.. ولكن..
هل تسمح لي بالقول بأني أظن أني قد ظنت في تلك الحظة أني ميتة منذ زمن..؟
لم أشعر بأي ألم.. أليس رائعا,..؟!! أن أعيش كل هذه الحظات القاتلة دون أن أشعر بوخزة دبوس..
أهي بلادة مني أن برود.. أم أن أعصابي قد مات قبلي.؟
أعني.. آآ.. هل فهمت شيئا..؟!!!
على كل حال..
لقد تركتي تلك اليد الآن.. تاركة في يدي أثرا واضحا لأصابعها..
لقد كانت أصابع صغيرة جدا.. ولكنها قوية بطريقة غريبة لا تصدق.. لم أعد أستغرب شيئا على كل حال..!!
حاولت الوقوف وإعادة التوازن إلى جسدي المحطم..!!

(( واه..!! ))
يالها من قاعة كبيرة.. كبيرة جدا..
لا شي فيها غيري وغير كرة صغير بالوسط..
لم أتبين نهايتها بسبب الظلام الذي كان قد استولى على معظم أركانها كالعادة..
اقتربت بطء نحو تلك الكرة.. لأكتشف في جزء من الثانية أنها قد بدأت تتحرك..!!
تقفز وتدحرج..!!
كانت تتحرك أمامي وكأنها تطلب مني أن أتبعها..
أخذت أقترب منها شيئا فشيئا.. فوجدت أنها كلما اقتربت منها.. كانت تتحرك باتجاه الأمام..
(( إلى أين تأخذني يا ترى ))
أخذت أتبعها وكلي قناعة بأنه لا شي آخر أفعله.. غير أن شعورا ما داخل قلبي كان يشعرني بأن شيئا ما سيحصل قريبا.. قريبا جدا..
لم ألبث أن أسافر في عالم أفكاري حتى قطعت علي تلك الكرة رحلتي..
لأنها كانت قد دخلت في إحدى البقع المغطاة تمام بالظلام واختفت داخلها..!!
(( طراخ..!! ))
(( آآآآآآآآه ..!! ))
صرخت من كل قلبي إثر ذلك الصوت الهائل..
لقد كان الصوت صادرا من أمامي.. من المكان الذي دخلت إليه تلك الكرة الصغيرة..
هل هو مدفع..؟ لاآآ هل هو انفجار..؟ لاآآآآآآ
هل هو باب..؟ هه..؟!!
اقتربت مسرعة إلى حيث دخلت الكرة.. مدت يدي لأشعر بمقبضه.. ما أن أحكمت قبضتي عليه حتى أشتعلت جميع الشموع في تلك القاعة الكبيرة..
( هه..!! )
لقد كانت كبيرة جدا ذات قبة مزخرفة بطريقة شيطانية في سقها الهائل..
كما أن ضوء الشموع الكثيف أعطاها طابعا سوداويا مثل الذي نراه في أفلام الرعب بالسنيما..
أما ذلك الباب.. أعني.. البوابة..!!
فلقد كانت ضخمة إلى حد لا يمكني وصفه.. بل إني تسائلت للحظة كيف سأفتحه..
أحكمت فبضتي على مقبضها مرة أخرى وأخذت أحاول فتحه
(( لا تفتحيه..)) ..!!
صوت ما بداخلي أخذ يلح علي بعدم فتحه..
(( إنه يريد منك الذهاب إليه بنفسك.. بدمك ))
(( هآه..!! ))
تركت مقبض البوابة ما أن تذكرت تلك الكلمات..
أخذت القشعريرة تجري في سائر جسدي المتهالك..
(( لماذا..؟ ))
تسائلت بيني وبين نفسي..
(( لماذا.. أنا..؟ ))
أخذت أنظر إلى تلك البوابة الكبيرة.. ثم تأملت منظر القاعة من حولي..
(( لا أريد البقاء وحدي في هذا المكان ))..
أردت أن أفتح البوابة من كل قلبي.. أريد أن أخرج من هنا.. أو أجد حلا لما أنا عليه..
أن أموت وأنا أحاول أفضل لي من أن أم..
(( بست..!! ))
(( آآآآه..!! ))
إنها هي.. تلك الشيطانة العجوز.. شيرازكا..!!
كانت تنظر إلي بنصف وجهها القبيح من خلف تلك البوابة..
ملوحة لي بتلك الكرة الصغيرة وعلى وجهها إبتسامتها الشيطانية التي لا تزول عنه أبدا..
ما رعبني أكثر هو منظر الكرة..
لقد كانت ممزقة تنزف دما..!! كيف هذا..؟!!
((آآآآه…!! ))
رمت بالكرة علي.. ثم مشت من خلف البوابة وهي تضحك بأعلى صوتها النشاز..
ثم.. ما هذا الصوت..؟
( آآآآآآآآهآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآ ))
رميت بالكرة بعيدا عني..!!
أخذت أصرخ وأبكي كالمجنونة..
(( آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهههه هآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآ ))..!!
فلقد كانت تلك الكرة تبكي بكاء طفل صغير..!!
ما أن رميتها على الأرض حتى أخذ بكاء ذلك الطفل يزداد
(( آآآآآآآآآآآآآآآآآآ ))
(( آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهآ آآآآآآآآآ ))
لم أجد مهربا من صوت بكائه الحاد المرعب.. كلما حاولت سد أذني حتى لا أسمع شيئا.. يزداد الصوت ارتفاعا..
(( آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآ ))
(( آآآآآآآآههآآآآآآآآآآآآآآآ ))
أخذت أصرح بكل قوتي. لا أريد أن أستمع إلى صوت بكائه.. ولكنه كان يزداد سوءا كلما حاولت الصراخ بشدة أكبر..
ارتميت على الأرض من شدة الألم الذي اعترى أذني..
لم أعد أسمع سوى صراخ ذلك الطفل الحاد..!!
(( آه.. آآه.. ))
أخذت أتنفس بطء.. أشعر بخدر في أجزاء جسدي.. لم أعد أشعر بشي غير برودة الأرض من تحتي..
حتى صوت بكاء ذلك الطفل اختفى.. اختفى تماما.. ثم..
اختفى كل شي..
((………………………. ….. ))
………

-13-
(( إنه.. (( هو )).. ))
(( لماذا أنا ..؟ ))
………..
(( مفتاح واحد فقط.. سيكون مفتاحا لنهايتك.. نهايتك التي سبقك إليها الكثيرين.. نهايتك على يد (( هو )) ))
…………

فتحت عيناي إثر لمسات يدها الصغيرة.. شديدة البرودة..
كانت تنظر إلي بكل برود بينما تتحس وجهي بأصابعها الشاحبة الون..
(( شاحبة..؟!! ))
نهضت لأكتشف بأني في تلك الغرفة نفسها.. ذات الستائر الحمراء والمدفئة.. لكن النار بداخلها كانت مطفئة هذه المرة..
كانت لا تزل تنظر لي بالبرود ذاته.. كانت عينانا ملتقيتان تماما..
كنت أنظر إليها بكل خوف.. فملامح وجهها لم تكن تدل على الأمان والطمأنينة بالرغم من أنها طفلة..!!
كانت ترتدي قميصا مماثلا للذي أرتديه.. غير أنه ذي لون أحمر كالدم..
عيناها شفافتان كالزجاج.. شعرها أسود كاليل.. شفتاها ذات لون أزرق مائل للسواد.!
هممت أن أسألها من تكون.. ومالذي تفعله هنا..
ولكنها قطعت علي حبل أفكاري حين سحبتني من فوق السرير بكل رفق..
(( أأ.. لحظة.. إلى أين.؟ ))
لم ترد علي.. بل استمرت بسحبي.. أتريد أن تريني شيئا ما يا ترى.؟
ما إن فتحت باب الغرفة حتى صدمت لما رأيته خارجها..
إن جميع الشموع مضاءة..!! يمكني رؤية ملامح المكان بطريقة جيدة..
كنت أتأمل ما حولي مستسلمة لتلك الصغيرة.. فلتسحبني أينما تشاء..
كانت تقودني إلى حيث الدرج.. تريد مني النزول..
توقفت للحظة. تذكرت فيها ما حصل لي من قبل عندما نزلت خلف تلك الكرة..
أخذت أنظر إليها والقلق يملئ قلبي.. (( لا أريد النزول ))
ولكن تعابير وجهها لم تتغير. ظلت كما هي تنظر إلي بعينيها الشفافتين ممسكة بيدي تسحبها وتحثني على النزول..
لم أجد مهربا من أن أتبعها..
نزلت خلفها الخطو تلو الخطوة أدعو الله أن لا يحصل شي مفاجئ يقضي على ما تبقي لدي من أعصاب..
أريد أن أنجو من هذا الكابوس وأنا بكامل قواي العقلية..
أنهينا نزول ذلك الدرج الكبير.. وصلنا إلى تلك البوابة الكبيرة السابقة..
لازالت تمسك يدي بنفس الإصرار.. تمسكها بطريقة تجعلني أشعر وكأنها لن تتركها أبدا..
اقتربت من البوابة و وضعت يدي على مقبضها.. و وقفت تنظر إلي نظرات ذات معنى..
(( أ أفتحها .؟ ))
سألتها وأنا متأكدة من أنها تعني ذلك.. ولكنها لم تبدي أي فعل يدل على الإيجاب أو النفي..
بل استمرت في النظر إلي..
أحكمت قبضتي على مقبض تلك البوابة.. أغمضت عيني.. تحليت بالقوة وفتحتها..
صحيح أنها ثقيلة بعض الشيء.. ولكني لم أجد تلك الصعوبة أثناء فتحها..
غير صوت الصدأ الذي أخرج يصرخ بين مفاصلها.. لقد كان بشعا جداً..
ما أن فتحت تلك البوابة تماما حتى أطفئت جميع الشموع التي كانت تنير المكان خلفنا.. لتشعل الشموع في المكان خلف البوابة.. و..
(( هه.. لحظة إنتظري.. إلى أين أنتي ذاهبة..؟ عود..))
لم أكمل كلماتي حتى اختفت عن ناظريّ تماما.. لقد هربت تلك الصغيرة ولا أدري لماذا..
أهناك شي مآ سيحصل..؟ أم أنها أوصلتني إلى هنا لأنها مكلفة بالقضاء علي..؟
(( آآآآه ياربي..!! ))
الرعب الذي اجتاحني تلك الحظة جعلني أدخل مسرعة إلى ماوراء تلك البوابة لأغلق بابها على نفسي..
أردت أن أشعر بالأمان ولو لحظة.. صحيح أنه مستحيل في مثل هذا المكان.. ولكني أردت أن أشعر نفسي بذلك..
ما أن أغلقت الباب علي.. وأدرت ظهري إلى حيث محتوى ذلك المكان..
حتى فوجئت تماماً..
هروب تلك الفتاة و إطفاء تلك الشموع شغلني عن معرفة محتوى هذا المكان قبلا..
بالنسبة للإضاءة. فلا شيء غير الشموع طبعا ولكن محتوى هذه الغرفة فاجئني إلى حد كبير..
فلقد كانت مكتبة.. مكتبة كبيرة جداً..
مكتبة تحوي ألاف الكتب والمجلدات..
(( يا لهذا المكان ..!! ))
أوراق مرمية هنا وهناك.. كتب قد مزقت إلى صفحاتها وتطايرت في أرجاء المكان..
مجلدات بلا أغلفة.. إن الفوضى تعم هذا المكان تماما..
أشعر وكأنه لا مكان يسع كعب قدمي..
أخذت أمشي بحذر محاولة الدخول أكثر والتعرف على أرجاء تلك المكتبة..
رفعت أحد الكتب الملقاة أمامي.. أردت أن أتبين بأي لغة قد كتب..
ولكنه لم يكن يحتوي على شيء.. صفحاته فارغة تماما.. رميته كما كان و أخذت أتصفح غيره..
أغلب الكتب كانت تحمل لغة غريبة وطلاسم لم أرى مثلها في عمري..
وعلى الأرجح أنها تتكلم عن السحر..
هناك العديد من صور الأعضاء البشرية ودمى القش.. وحيوانات غريبة لا وجود لها على الإطلاق..
أيمكني القول أنها تتحدث عن السحر الأسود بالتحديد..؟
أو بالأحرى..
أيمكني القول أن جميع الكتب هنا على مثل هذا المنوال..؟؟!!!
لوهلة تملكني الرعب والرغبة في الهروب من هنا.. أصبحت أشعر بعدم الطمأنينة أبدآ..
وقفت لأخرج مسرعة من تلك المكتبة حتى لفت نظري منظر ذلك الكتاب الضخم..
كانت في آخر المكتبة.. في زاوية مظلمة تماما لا تنيرها غير شمعة صغيرة لا تكاد تنير غير ملامح الكتاب فقط..
راودني ذلك الصوت الغريزي الملح في الاقتراب من ذلك الكتاب.. لا أعلم لماذا..!!
كنت خائفة جدا من الأجواء المحيطة به..
أسرعت إلي أقرب شمعة مني وحملتها..
من الجيد بأنها قد وضعت على شمعدان صغير.. أعتقد بأنها المرة الأولى التي أمتدح فيها شيئا ما منذ أتيت إلى هذا الكابوس..
أمسكت بشمعتي جيدا وأخذت أمشي بطء شديد وترقب أشد إلي حيث كان ذلك الكتاب..
كلما اقتربت منه كلما تعرفت على المزيد من معالمه أكثر..
كان غلافه ذي لون أحمر قاتم.. وعليه رسومات وزخارف لتنانين التفت حول بعضها بطريقة شيطانية..
وقد كان يحيط به سلسلة معدنية صدئة كبيرة جدا..
تيقنت من أمر السلسلة عندما وجدت نفسي أقف أمام ذلك الكتاب الضخم..
مدت يدي أحاول إبعاد تلك السلسلة الضخمة.. ولكني لم ألبث أن وضعت يدي عليها حتى سقطت على الأرض لتتحطم إلى أشلاء صغيرة بسبب الصدأ..
أصبح منظر الزخارف والتنانين المرسومة على غلاف الكتاب أكثر وضوحا..
لقد كانت عبارة عن تنينين أرتبط طرف كل منهما بفم الآخر.. والزخارف المحيطة بهما عبارة عن شعل نارية..
مجرد النظر إلى غلاف الكتاب يصيبك بالهلع والخوف من تصفحه..!!
ولكن بالنسبة لي.. وأنا بهذه الحالة.. فلا مانع لدي إن كان سيساعدني على الخروج من هنا..
أغمضت عيني وفتحت الكتاب..
في البداية.. لم أنتبه إلى ما كتب بقدر ما لفت نظري لون الحبر المستخدم في الكتابه.. لقد كان هو أيضا ذي لون أحمر قاتم.. و.. (( إف..!! )) هناك رائحة مقزة تصدر من صفحات الكتاب..
لحظة..!! أيمكن أن..
(( هاه..!! ))
شهقت خوفا من أن يكون تفكيري صحيحا..!! لم أستطع منع نفسي من دفع الكتاب بعيدا عني حتى سقط أرضاً.. شعرت بالدوار لوهلة ثم تقيأت من شدة القرف..!!
(( أيمكن أن يكون دماً..!! ))
مستحيل..!! كيف لذلك أن يحدث..!! بالدم…!! من أين لهم بكل هذا الدم الذي ملئوا به تلك الصفحات..؟!!
هذا أولاً.. ثانياً..
أيهيأ لي أم أن الشموع داخل المكان قد بدأت تطفأ واحدة تلو الأخرى بالتدريج..؟
في جزء من الثانية قفزت إلى الكتاب وحملته لأحاول تصفحه مرة أخرى خوفا من أن يلتهمني الظلام قبل أن أنتهي من معرفة ما بداخل الكتاب..
فتحته.. حاولت قدر الإمكان إيقاف دموعي التي أخذت تنهمر لتلك الرائحة المقزة..
مجرد التفكير في أنه قد يكون دماً بشريا يشعرني بالرعب..!!
كان الكتاب يروي قصص معينة بتواريخ عديدة..
كل صفحة كانت تحمل تاريخا معينا كتب تحته بضع سطور..
ولكن ما أجبرني على التوقف عنده كان كالتالي..:
((فرانشسكا 1876 م..
الثامن والعشرين من أبريل.. ))
إنه..
((كين ورمان..
في السادسة والأربعين من عمره.. ))
إنه..
((صرخ صرخته الأخيرة.. صرخةً آتية من قلب الجحيم..
وصمت بعدها إلى الأبد… ))
(( إنه (( هو )) ))..!!!!!

وبالطبع ارائكم تهمني………………..
……..




التصنيفات
منوعات

اخواتي الفاضضلات مواضيع مكذوبه بالفتاوي

الاخوات الفاضلات هذه المواضيع مكذوبه (بالفتاوي )الرجاء الاطلاع عليها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواتي الفاضلات نظرا لتكرر كتابة هذه المواضيع
ونشرها كتبتها لكم بالفتاوي الخاصه بها
للتعرف اليها وعدم التطرق اليها وفقكم الله
الموضوع الاول
اين تذهب روحك وانت نائم

الفتوي

سؤالي هو عن صحة هذا الحديث … وهل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم …؟؟؟؟

وما هي درجته ..؟؟؟

هل تعلم أين تذهب روحك و أنت ناائم؟؟!!

الســـــلامـ عليكــمــ ورحمة اللـــهـ وبركاته

هل تعلم اين تذهب روحــك وانت نائم

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:" الأرواح تعرج في منامها إلى

السماء فتؤمر بالسجود عند العرش فمن كان طاهرا سجد عند العرش

ومن ليس بطاهر سجد بعيدا عن العرش " رواه البخاري.

دمتم في حفظ الرحمن

وجزاكم الله خير الجزاء …. وبارك الله فيكم …

في حفظ الرحمن ووداعته

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
وبارك الله فيك .

لم يروه البخاري في الصحيح ، وهو المقصود عند الإطلاق . وإنما رواه في " التاريخ الكبير " في ترجمة : علي بن غالب الفهري القرشي ، ثم قال البخاري : ولا أراه يصح . اهـ .

والصحيح أن من بات طاهراً بات في شعاره مَلَك .

قال صلى الله عليه وسلم : من بات طاهراً بات في شعاره ملك ، فلم يستيقظ إلاَّ قال الملك : اللهم اغفر لعبدك فلان فإنه بات طاهراً . رواه ابن حبان وغيره ، وهو في صحيح الترغيب والترهيب .
وقال صلى الله عليه وسلم : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبيتُ عَلَى ذِكْرٍ طَاهِراً فَيَتَعَـارّ مِنَ الّليْلِ ، فَيَسْأَلُ الله خَيْراً مِنَ الدّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلاّ أَعْطَـاهُ إِيّـاهُ . رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وهو حديث صحيح .

وقال الحافظ العراقي عن حديث سجود الأَرْوَاح تحت العرش :
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإِيمَانِ بِإِسْنَادِهِ إلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : إنَّ الأَرْوَاحَ يُعْرَجُ بِهَا فِي مَنَامِهَا إلَى السَّمَاءِ ، فَتُؤْمَرُ بِالسُّجُودِ عِنْدَ الْعَرْشِ ، فَمَنْ بَاتَ طَاهِرًا سَجَدَ عِنْدَ الْعَرْشِ ، وَمَنْ كَانَ لَيْسَ بِطَاهِرٍ سَجَدَ بَعِيدًا مِنْ الْعَرْشِ .
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : هَكَذَا جَاءَ مَوْقُوفًا انْتَهَى .
قال الحافظ العراقي :
وَهَذَا وَإِنْ كَانَ مَوْقُوفًا فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ مَنْ نَامَ طَاهِرًا نَامَ فِي شِعَارِ مَلَكٍ ، وَصِفَةُ الْمَلائِكَةِ الْعُلُوُّ ، فَكَانَ فِيهِ مُنَاسَبَةٌ لِعُلُوِّ رُوحِهِ وَصُعُودِهَا إلَى الْجِنَانِ ، وَذَلِكَ فِيمَا رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ بَاتَ طَاهِرًا بَاتَ فِي شِعَارِ مَلَكٍ فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ إلاَّ قَالَ الْمَلَكُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِك فُلانٍ ، فَإِنَّهُ نَامَ طَاهِرًا … وَقَدْ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ فَجَعَلَهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ فَجَعَلَهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ . اهـ .

والله تعالى أعلم .

الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد

الموضوع الثاني

الوصيه المزعومة لأحمد حامل مفاتيح المسجد النبوي
الفتوي
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذه الوصية في الواقع تخرج للناس بين الفينة و الأخرى، بألفاظ وعبارات مختلفة، ولا يعرف لها مصدر معيَّن , فهي مجهولة من مجهول، وأغلب الظن أن وراءها قوم من المتصوفة، الذين يعظمون الرؤيا ويعملون بها ويعوِّلون عليها، ويعتبرونها مصدراً من مصادر التلقي دون النظر إلى مخالفتها للشرع أو موافقتها له، بل ربما قدموها على الكتاب والسنة عند التعارض.
أما أهل السنة فإن الرؤيا عندهم إذا كانت من غير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فإنه يجب عرضها على الشرع , فإن وافقته وإلالم يعمل بها, وأنها لا يثبت بها شيء من الأحكام الشرعية , وأن العصمة منتفية عنها , وغاية ما فيها أنها : تبشير وتحذير، وتصلح الاستئناس بها إذا وافقت حجة شرعية صحيحة.
وعليه فما رتب على توزيع هذه الوصية المزعومة أو عدمه من ثواب أو عقاب لا يجوز خوفه أو رجاؤه أو اعتماده، كما أن ماذكر من قصص الموزعين لها أو المهملين لها، لا سبيل إلى التثبت منه، علماً أن هذه الوصية ليست وليدة اليوم، بل هي تخرج على الناس في كل سنة منذ زمن بعيد، ولم تحظَ بحمد الله بقبول أو اهتمام عند أصحاب العقيدة الصافية والتوحيد الخالص، بل حذروا منها ومن تداولها أو نشرها، ولم يتعرضوا بحمد الله لشيء مما ذكر، ثم إن هذا الثواب أو العقاب المرتب على نشرها أو عدمه لم يرتب على أفضل كتاب وأعظم كلام وهو القرآن الكريم كلام رب العالمين، فكيف يرتب على مثل هذه الوصية المكذوبة، المتضمنة للمخالفات الشرعية, ولهذا حق للعلامة الشيخ عبد العزيز ابن باز أن يقول في معرض تحذيره منها -كما في مجموع فتاويه (1/197)- : "وفي هذه الوصية – سوى ماذكر – أمور أخرى كلها تدل على بطلانها وكذبها، ولو أقسم مفتريها ألف قسم , أو أكثر على صحتها , ولو دعا على نفسه بأعظم العذاب وأشد النكال, على أنه صادق لم يكن صادقاً, ولم تكن صحيحة, بل هي والله ثم والله من أعظم وأقبح الباطل، ونحن نشهد الله سبحانه وتعالى, ومن حضرنا من الملائكة , ومن اطلع على هذه الكتابة من المسلمين شهادة نلقى بها ربنا عز وجل: أن وافتراء على هذه الوصية كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
الموضوع الثالث
الملائكة التي تحيط بالانسان
الفتوي
الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله خيراً

بعضه صحيح جاءت به الأحاديث ، وبعضه ظن وقول على الله بغير عِلم .

أما الصحيح فهو :

الملائكة التي تتعاقب على الإنسان في الليل والنهار ، وذلك في قوله تعالى : ( وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ) .

وفي قوله صلى الله عليه وسلم : يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم – وهو أعلم بهم – : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون ، وأتيناهم وهم يصلون . رواه البخاري ومسلم .

والْحَفَظة ، لقوله تعالى : ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) .

والْكَتَبَة ، الذين يكتبون الحسنات والسيئات ، لقوله تعالى : ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) .

أما الذي ذُكِر أنه يكون على الجبين فأين الدليل عليه ؟

ولا يُمكن إثباته إلا بِنَـصّ ، لأنه مُتعلّق بِعالَم الغيب .

وكذلك الذي العينين وعلى الشفتين وعلى البلعوم .

وهذا مما يُعلَم بُطلانه ، لأنه لو كان كذلك ما عصى الله مؤمن !

وأسوأ ما في الحديث في التفسير التجريبي الدخول في عالم الغيب .

فالذين يتكلّمون في الإعجاز العلمي لهم جهود مشكورة ، إلا أن بعضهم لا يقتصر على ما يتعلق بالأمور المشاهَدة ( عالم الشهادة ) وإنما يتعدّاه إلى الكلام في الأمور الغيبية ( عالم الغيب ) .

وهذا لا شك أنه خوض فيما لا يُحسنه الإنسان مهما أوتي من العلم .

وبعضهم يخوض في مثل هذه الأمور ضاربا بكلام السلف وبتفسيرهم عرض الحائط ، بل قد يضرب بعقائد المسلمين من أكثر من ألف سنة عرض الحائط .

أحدهم خاض في قوله تعالى : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ )

فَزَعَم أن هذا في عالم الميكروبات ، وهذا لا شك أنه مُخالفة صريحة للقرآن ، وجهل بالعقيدة ، وجُرأة على القول على الله بغير عِلم .

والله تعالى أعلم .

الشيخ عبد الرحمن السحيم

منقول للفااااااااائده




التصنيفات
منوعات

الحيض والنفاس والاستحاضة والسلس

خليجية
خليجية

الأول: الحيض

خليجية

– تعريفه: الحيض في اللغة: السيلان، يقال: حاض الوادي إذا سال.وهو مصدر: حاضت تحيض حيضاً ومحاضاً ومحيضاً وتحيّضاً فهي حائض وحائضة من حوائض وحُيّض إذا سال دمها
وشرعاً: دم طبيعة وجبلّة يخرج من قعر الرحم، يعتاد أنثى إذا بلغت في أوقات معلومة

خليجية
– حكمته: خلق الله دم الحيض وكتبه على بنات آدم لحكمة غذاء الولد وتربيته، فالولد يخلقه الله من ماء الرجل و، ثم يغذِّيه في الرحم بدم الحيض عن طريق السرة؛ ولهذا لا تحيض الحامل في الغالب، فإذا وضعت، خرج ما فضل عن غذاء الولد من ذلك الدم، ثم يقلبه الله تعالى بحكمته لبناً يتغذَّى به الطفل عن طريق الثدي؛ ولهذا لا تحيض المرضع في الغالب، فإذا خلت من حمل ورضاع بقي ذلك الدم في محله ثم يخرج في الغالب في كل شهر ستة أيام أو سبعة، وقد يزيد على ذلك ويقل،
ويطول ويقصر، على حسب ما ركبه الله تعالى في الطباع،والله أعلم

خليجية
3 – لون دم الحيض يأتي على ألوان أربعة كالتالي:
أ – السواد؛ لحديث فاطمة بنت أبي حبيش رضي الله عنها أنها كانت تستحاض فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”إذا كان دم الحيض فإنه أسودُ يُعرَف فأمسكي عن الصلاة فإذا كان الآخر فتوضئي فإنما هو عرق“
ب- الحمرة؛ لأنها أصل لون الدم.
ج- الصفرة: وهي الماء الذي تراه كالصديد يعلوه اصفرار.
د- الكدرة: وهي التوسط بين البياض والسواد كالماء الوسخ ولونه ينحو نحو السوادلحديث علقمة بن أبي علقمة عن أمه مولاة عائشة رضي الله عنها قالت:كان النساء يبعثن إلى عائشة أم المؤمنين بالدِّرَجة فيها الكُرسف فيه الصفرة من دم الحيض

يسألنها عن الصلاة،فتقول لهن:لا تَعْجَلْنَ حتى ترين القصة البيضاء تريد بذلك الطهر من الحيضة.
والصفرة والكدرة لا تكون حيضاً إلا في أيام الحيض أما بعد انقضاء أيام العادة فلا تعد حيضاً ولو تكرر ذلك؛ لحديث أمِّ عطية رضي الله عنها قالت: ”كنا لا نعد الكُدرة والصفرة [بعد الطهر] شيئاً“. فدل ذلك بمنطوقه على أن الصفرة والكدرة بعد الطهر لا تعد شيئاً وإنما هي مثل البول تنقض الوضوء،ودل بمفهومه على أن الصفرة والكدرة قبل الطهر تعد حيضاً بشرط أن تكون في أيام عادة الحيض،ورجح ذلك العلامة شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى.


خليجية
4- زمن الحيض ومدته، اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في السن الذي يأتي الحيض فيه ، وفي الحيض ومقدار زمنه كالتالي:

أ- السن الذي تحيض فيه الصغيرة:
ليس فيه تحديد من السنة الصحيحة للسن الذي تحيض فيه ؛لكن في الغالب أنه يكون ما بين اثنتي عشرة سنة إلى خمسين سنة وربما حاضت قبل ذلك أو بعده بحسب حالتها وجوِّها وبيئتها. وقد اختلف العلماء في تحديد السن الذي يأتي فيه الحيض بحيث لا تحيض الأنثى قبله ولا بعده، وأن ما يأتيها قبله أو بعده فهو دم فساد لا حيض.قال الدارمي بعد أن ذكر الاختلافات:"كل هذا عندي خطأ؛لأن المرجع في جميع ذلك إلى الوجودفأي قدر وجد في أي حال وسن وجب جعله حيضاً"
إذا صلح أن يكون حيضاً، فمتى رأت الدم المعروف عند النساء أنه حيض فهو حيض.
ب- مدة الحيض ومقدار زمنه،لقد اختلف العلماء في أقل مدة الحيض وأكثره، وفي أقل مدة الطهر بين الحيضتين وأكثره، فقالت طائفة: ليس لأقل الحيض ولا لأكثره حد بالأيام،وقيل:أقله يوم وليلة،وأكثره خمسة عشر يوماً. ورجح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أنه لا حد لأقل الحيض ولا لأكثره، ولا لأقل الطهر بين الحيضتين ولا لأكثره، قال: والعلماء منهم من يحد أكثره وأقله ثم يختلفون في التحديد، ومنهم من يحد أكثره دون أقله، والقول الثالث أصح: أنه لا حدّ لأقله ولا لأكثره. ثم قرر أن كل ما رأته عادة مستمرة فهو حيض، وإن قُدّر أنه أقل من يوم استمر بها على ذلك فهو حيض، وإن قُدّر أن أكثره سبعة عشر استمر بها على ذلك فهو حيض،وأما إذا استمر الدم بها دائما فهذا قد عُلم أنه ليس بحيض


خليجية


تابعونى للمزيد
وارجو عدم الرد الا بعد انتهاء الموضوع




خليجية
5 – أحكام الحيض
أ – ما يمنع الحيض:
يمنع الحيض ثمانية أشياء على الصحيح:
1 – الصلاة: فالحيض يمنع الصلاة وجوباً وفعلاً؛ لحديث فاطمة بنت أبي حبيش رضي الله عنها: أنها كانت تستحاض فسألت النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقال: ”ذلك عرق وليست بالحيضة فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغتسلي وصلي“
ولا تفعل الصلاة قضاء بعد الطهر؛ لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: ”كنا نحيض على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة“. لكن عند جمهور العلماء:كمالك،والشافعي، وأحمد،أن إذا طهرت في وقت العصر – قبل غروب الشمس – صلت الظهر والعصر،وإذا طهرت في وقت العشاء –قبل طلوع الفجر – صلت المغرب والعشاء، جاء ذلك عن عبد الرحمن بن عوف، وأبي هريرة،وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم، ولأن وقت الثانية وقت للأولى حال العذر، فإذا أدركه المعذور لزمه فرضها كما يلزمها فرض الثانية.

قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: عامة التابعين يقولون بهذا القول إلا الحسن وحده
وإذا طهرت في وقت الفجر – قبل طلوع الشمس بمقدار ركعة – صلت الفجر وحده؛ لأنها أدركت الصلاة؛ لقوله صلّى الله عليه وسلّم: ”من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح، ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر“


أما إذا أدركت وقت الصلاة ثم حاضت قبل أن تصلي فقد اختلف أهل العلم هل تقضي أو لا تقضي؟ على قولين:
القول الأول: يجب عليها القضاء وهو قول الجمهور، ولكنهم اختلفوا في مقدار الوقت الذي إذا أدركته وجب عليها القضاء إلى عدة أقوال:
فقيل: إذا أدركت من الوقت قدر تكبيرة ثم حاضت وجب عليها القضاء
وقيل: إذا أدركت من الوقت قدر ركعة لأنه إدراك تعلق به إدراك الصلاة فلم يكن بأقل من ركعة كإدراك الجمعة.
وقيل: إذا أدركت من الوقت ما يتسع لفعل الصلاة فيه فتمكنت من الصلاة قبل حصول العذر فلم تصلِّ فحينئذ تبقى الصلاة في ذمتها حتى تطهر ثم تصلي
وقيل: إذا أدركت من الوقت قدر خمس ركعاتوقيل: إذا أدركت الوقت ثم تضيّق بحيث لا تستطيع أداء الصلاة كاملة في آخره ثم حصل المانع وجب عليها القضاء بعد الطهر
القول الثاني: لا يجب على قضاء الصلاة مطلقاً سواء حاضت في أول الوقت أو في آخره؛ لأن الله جعل للصلاة وقتاً محدداً أوله وآخره،وصح أن رسول اللهصلّى الله عليه وسلّم صلى في أول الوقت وفي آخره،فصح أن المؤخر لها إلى آخر وقتها ليس عاصياً.وهذا قولٌ للأحناف ومذهب الظاهرية


خليجية
والراجح والصواب من هذه الأقوال إن شاء الله تعالى: أن إذا أدركت وقت الصلاة، ثم لم تصلّ حتى تضيّق الوقت – بحيث لا تستطيع الصلاة كاملة في آخره – ثم حاضت قبل أن تصلي وجب عليها أن تقضي هذه الصلاة بعد أن تطهر؛ لأنها فرطت في الصلاة، وهذا الذي يفتي به سماحة الإمام العلامةعبد العزيز ابن باز رحمه الله تعالى،وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى


خليجية
الصوم، والحيض يمنع الصوم وجوباً لا فعلاً بل يبقى في الذمة حتى تقضيه؛ لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: ”أليس إذا حاضت لم تصلِّ ولم تصم“؛ ولحديث عائشة رضي الله عنها:"كنا نحيض على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة“وهذا من رحمة الله تعالى؛ فإن الصلاة تكثر في أوقات كثيرة،في كل شهر في الغالب ستة أيام أو سبعة،ويكون في هذه الأيام ثلاثون صلاة أو خمس وثلاثون صلاة،أي:102 ركعة إذا كانت ستة أيام،وإذا كانت سبعة أيام 119 ركعة.وقضاء هذه الصلوات فيه مشقة عظيمة،فمن رحمة الله
1-تعالى أنه لم يوجب قضاء الصلاة على الحائض والنفساء،وأما الصوم فأمره يسير؛فإنه لا يتكرر إلا مرة واحدة في السنة في شهر رمضان،فقضاء ستة أيام أو سبعة في الغالب لا مشقة فيه ولا تعب؛فلهذا وجب القضاء للصوم وأسقطت الصلاة،فالحمد لله على تيسيره وإحسانه.
2-الطواف بالبيت الحرام، فلا يجوز للحائض أن تطوف بالبيت حتى تطهر، لقوله صلّى الله عليه وسلّم: ”الطواف بالبيت صلاة“؛ولقوله صلّى الله عليه وسلّم، لعائشة رضي الله عنها لما حاضت: ”افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري“. لكن إذا كان الحيض بعد طواف الإفاضة سقط عنها طواف الوداع؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما: ”أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن الحائض“.


خليجية
– مس المصحف؛ فلا يجوز للحائض والنفساء مس المصحف على الصحيح؛ لحديث عمرو بن حزم، وحكيم بن حزام،وابن عمر رضي الله عنهم: ”لا يمس القرآن إلا طاهر“.
أما قراءة القرآن للحائض والنفساء فمنع منها جمع من أهل العلم؛ لِمَا رُوِيَ: ”لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً من القرآن“
والصواب أن هذا الخبر ضعيف لا يحتج به، وأنه يجوز للحائض والنفساء أن تقرأ القرآن؛ لأن هذا الخبر ضعيف؛ ولأن قياس الحائض والنفساء على الجنب ليس بظاهر؛ ولأن الجنب وقته يسير وفي إمكانه أن يغتسل في الحال؛ لأن مدته لا تطول،وإن عجز عن الماء تيمم وصلى وقرأ، أما الحائض والنفساء فليس الأمر بيديهما وإنما هو بيد الله عز وجل،ويحتاج ذلك إلى وقت طويل وربما نسيت ما حفظت من القرآن،وربما احتاجت إلى التدريس للبنات أو النساء؛ ولأن النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال لعائشة رضي الله عنها عندما حاضت وهي محرمة: ”افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري“. ومن أفضل أعمال الحاج قراءة القرآن ولم يقل لها لا تقرئي القرآن،وقد أباح لها أعمال الحاج كلها فدل ذلك كله على أن الصواب جواز

قراءة الحائض والنفساء القرآن عن ظهر قلب بدون مس للمصحف.

.
خليجية
تابعونى للمزيد




خليجية
5 – الجلوس في المسجد واللبث فيه؛ لحديث عائشة رضي الله عنها: ”… فإني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب“. أما المرور إذا تحفظت ولم تخش تلويث المسجد فلا حرج، لعموم قوله تعالى: {إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ}(؛ ولحديث عائشة رضي الله عنها: ”إن حيضتك ليست في يدك“. وحديث ميمونة في وضع الخمرة في المسجد؛ وحديث أبي هريرة رضي الله عنه: ”حيضتك ليست في يدك“.


خليجية

6 – الوطء في الفرج، فيحرم وطء الحائض والنفساء؛ لقوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}؛ ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، قال: ”من أتى حائضاً، أو امرأة في دبرها،أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد“. وإذا انقطع دم الحيض والنفاس فلا يجوز وطؤها حتى تغتسل، لقوله تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ}
وإذا واقع الحائض أو النفساء فعليه التوبة، وأن يتصدق بدينار أو نصف دينار؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله ،صلّى الله عليه وسلّم، في الذي يأتي امرأته وهي حائض قال: ”يتصدق بدينار أو بنصف دينار“. وهو مخير بين هاتين الصدقتين على الصحيح والدينار اليوم يساوي 4/7 من الجنيه السعودي ونصفه يساوي 2/7 من الجنيه نفسه فإذا تصدق بأربعة أسباع الجنيه أو سُبعي الجنيه السعودي مع التوبة
والاستغفار كفاه وقد وزنه بعضهم فكان الدينار 4.25 غرام ونصف الدينار2.13.



7 – الطلاق، فالحيض يمنع سنة الطلاق، فمن طلق امرأته وهي حائض كان طلاقاً محرماً وكان مبتدعاً بذلك؛ لقوله تعالى: {فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ}يعني طاهراً من غير جماع؛ ولحديث ابن عمر رضي الله عنهما: ”مُرْهُ فليراجعها ثم ليمسكها حتى تطهر، ثم تحيض، ثم تطهر، ثم إن شاء أمسك بعد، وإن شاء طلق قبل أن يمس، فتلك العدة التي أمر الله أن يطلق لها النساء“.

خليجية
8 – الاعتداد بالأشهر، فالحيض يمنع الاعتداد بالأشهر إذا حصلت الفرقة في الحياة ويجب الاعتداد بالحيض نفسه؛ لقوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوءٍ}. ولقوله تعالى: {وَاللاّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللائِي لَمْ يَحِضْنَ}. فدل ذلك على أن التي تحيض تعتد بالحيض، وأن الآيسة التي لا تحيض والصغيرة التي


لم تحض تعتد بالأشهر، فأما المتوفى عنها زوجها فعدتها أربعة أشهر وعشراً، سواء كانت صغيرة أو آيسة، أو ممن تحيض؛لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا}.فعم في هذه الآية جميع المتوفى عنهن، لقوله تعالى: {وَأُوْلاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ}. ومن أحكام الحيض أنه يوجب الغسل،ويوجب البلوغ.


خليجية
ب- ما يباح مع الحائض والنفساء:
1- المباشرة فيما دون الفرج لحديث أنس رضي الله عنه أن اليهود كانوا إذا حاضت فيهم لم يؤاكلوها ولم يخالطوها في البيوت،فسأل أصحاب النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم، النبيَّصلّى الله عليه وسلّم، فأنزل الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى} فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”اصنعوا كل شيء إلا النكاح“؛ولحديث عائشة رضي الله عنها في مضاجعة الحائض؛ وحديث عم حرامبن حكيم أنه سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ما يحل لي من امرأتي وهي حائض؟قال: ”مافوق الإزار"


خليجية
تابعونى للمزيد




خليجية
وذكر سماحة شيخنا العلامة عبد العزيز ابن باز رحمه الله تعالى،أن الحائض يحرم جماعها ولكن لا حرج في الاستمتاع بها فيما فوق السرة وتحت الركبة وهذا هو المعبر عنه بما فوق الإزار،أما ما تحت الإزار فاختلف العلماء في ذلك هل يجوز أو لا يجوز،والأصح أنه يجوز،لقوله صلّى الله عليه وسلّم: ”اصنعوا كل شيء إلا النكاح“.فعلى هذا يكون للحائض ثلاث حالات:
الحالة الأولى: الجماع وهذا محرم بالإجماع حتى تطهر.
الحالة الثانية: الاستمتاع بها فوق الإزار وهذا حلال بالإجماع.


الحالة الثالثة: ما تحت الإزار وهو ما بين السرة والركبة،وهذا محل خلاف،والأرجح أنه يجوز، ولكن الأفضل تركه احتياطاً وحمىً وبعداً عن المحرم.
وعن ميمونة رضي الله عنها قالت: ”كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يباشر نساءه فوق الإزار وهن حيض“.


خليجية
2 – الأكل والشرب معها؛ لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: ”كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي صلّى الله عليه وسلّم, فيضع فاه على موضع في فيشرب“. وكانت رضي الله عنها


”تتعرق العرق – وهو العظم الذي عليه بقية من اللحم – ثم تناوله النبي صلّى الله عليه وسلّم فيضع فاه على موضع فيها“؛ ولحديث: ”إن حيضتك ليست في يدك“


خليجية
– إباحة بل استحباب خروج الحائض في العيدين إلى المصلى وشهود الخطبة والخير ودعوة المسلمين؛ لحديث أم عطية رضي الله عنها قالت: ”أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أن نخرج في العيدين العواتق والحيض، وذوات الخدور, فأما الحيَّض فيعتزلن مصلى المسلمين – وفي لفظ – فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين“.


خليجية
4 – جواز قراءة الرجل في حجر امرأته وهي حائض؛ لحديث عائشة رضي الله عنها قالت عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: ”كان يتكئ في حجري وأنا حائض ثم يقرأ القرآن“.


5 – غسل الحائض رأس زوجها وترجيله؛ لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: ”كنت أُرجِّل رأس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنا حائض“.

6 – تعمل جميع العبادات ما عدا ما تقدم، فتذكر الله عز وجل بأنواع الأذكار المشروعة،والأدعية المأثورة، وإذا أرادت الحج أو العمرة فلا حرج ولكنها تُحرِم وتعمل ما يعمل الحاج أو المعتمر إلا الطواف بالبيت حتى تطهر؛ لحديث عائشة رضي الله عنها: ”افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري“.

جـ – علامة الطهر:
للطهر علامتان هما:
العلامة الأولى: القصة البيضاء:وهي ماء أبيض يعقب الحيض،وقيل:هو شيء كالخيط الأبيض يخرج بعد انقطاع الدم كله؛لقول عائشة رضي الله عنها: ”لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء“. وقيل هي:أن تخرج القطنة التي تحتشي بها كأنها قصة بيضاء لا يخالطها صفرة.

العلامة الثانية: الجفوف:وهي أن تدخل القطنة أو الخرقة في فرجها فتخرجها جافة لا شيء عليها أو ترى عليها القصة البيضاء،فان لم تر القصة البيضاء تكتفي برؤية الجفوف


منقول لأهميته




يوه الله يحفظك على الموضوع الثمين هذا
اكيد تعبتي فيه الله يعطيكي الف عافيه



التصنيفات
منوعات

حددي نوع بشرتك مع هذا الاختبار للعناية

تحديد نوع البشرة مع تنوع وتوسع خيارات مستحضرات العناية بالبشرة، أصبحنا عاجزين أحياناً عن تحديد متطلبات بشراتنا.
ويقترح عليك خبراء العناية بالبشرة الاطلاع على كتاب " The Skin Type Solution " الذى يساعدك على تحديد نوعية بشرتك، والذى خطته خبيرة الجراحة التجميلية لزلى بومان، وهو ينص على أن للبشرة 15 نوعاً وليس 4 أنواع تقليدية كما هو شائع، وهذا الكتاب يسهل عليك بعد الاطلاع والخضوع لاختبار مفصل تحديد نوعية بشرتك وفهم متطلباتها بالكامل.
وفيما يلى اختبار سريع يسهل عليك فهم وتحديد نوعية بشرتك، فلا تتى فى الاطلاع عليه:
1- البشرة الدهنية والبشرة الجافة: إذا كانت بشرتك دهنية، فلا شك أن وجهك يبدو لماعاً دائماً وأكثر عرضه للشوائب والبثور. فى حين أن البشرة الجافة تبدى تقشرات فى غالب الأحيان كما أن لونها يكون باهتاً.
2- بعد غسل وجهك، لا تستخدمى أى نوع من المرطيات أو كريمات الوقاية من الشمس أو "التونر " أو البودرة. وبعد مرور حوالى ساعتين من ذلك، تفقدى بشرتك فى المرأة تحت إنارة كافية.
كيف تبدو جبهتك وجنتيك؟
أ‌- جافة جداً وباهتة وتقشر ب‌- مشدودة س – مرطبة من دون عكس الإضاءة د – لماعة مع عكس ضوء واضح
النتائج الجوابان أ و ب: يمكن لبشرتك أن تكون على الأكثر جافة (د) الجوابان س و د : يمكن لبشرتك أن تكون على الأكثر دهنية (ع)
3- البشرة الحساسة والبشرة العادية: اختبرى قدرة بشرتك على اظهار الاحمرار والحكة والنتوءات وردات الفعل الأخرى الشائعة.
4- عند وضعك مجوهرات من معدن رخيص، ما مدى اصابتك بالحكة؟ أ – لا تشعرين بها أبداً ب – نادراً س – غالباً د – دائماً
النتائج الجوابان أ أو ب : يمكن لبشرتك أن تكون على الأكثر عادية (ر) الجوابان س أو د : يمكن لبشرتك علن تكون على الأكثر حساسة (ش)
3- البشرة المبقعة والبشرة غير المبقعة: يمكنك هنا تحديد قابلية بشرتك فى تكوين صبغة الميلانين، وهى الصبغة التى تنتج التلونات الداكنة والبقع البنية الغامقة. كما أن الميلانين هو الذى يساعدك على التانينج بدلاً من احتراق البشرة.
عندما تجرحين ويلتئم جرحك، ما هى المدة التى يظل فيها الجرح بادياً بلون بنى (لا وردى) ؟ أ – بشرتك لا تبدى أى علامات بنية ب- لمدة أسبوع س – لمدة أسابيع د – لأشهر
النتائج الجوابان أ أو ب: يمكن لبشرتك أن تكون على الأكثر غير منتجة للميلان (ن) الجوابان س
أو د: يمكن لبشرتك أن تتبقع بسرعة (خ)
4- التجاعيد والبشرة المشدودة: تفقدى قابلية بشرتك للتجاعيد المبكرة، وكذلك سرعة بشرتك فى التقدم فى السن. كيف تبدو بشرة والدتك حالياً؟ أ‌- 5 إلى 10 سنوات أقل من عمرها الحقيقى ب‌- فى سنها الحقيقية س- 5 سنوات أكبر من عمرها الحقيقى د – أكثر من 5 سنوات من عمرها الحقيقي
النتائج الجوابان أ أو ب: يمكن لبشرتك ان تكون مشدودة لفترة أطول (ت) الجوابان س أو د: يمكن لبشرتك أن تتجعد فى وقت مبكر (ف)
النتائج العامة: هذه النتائج تمنحك معلومات عامة تساعدك فى تحديد نوعية بشرتك. اجمعى نتائجك لتحصلى على نتيجة واحدة تحمل 4 حروف (مثال : د ر ن ت). ثم عودى إلى برنامج العناية الذى قسم إلى 15 فصلاً للتمكن من التعرف على نوعية بشرتك بشكل أصح.
1- (ع ش خ ف) لبشرة دهنية وحساسة ومبقعة ومجعدة يبدو أن بشرتك تسمر بسرعة وبشكل جميل لكنها دائماً معرضة للشوائب. لابد من أن يستهدف برنامجك اليومى البثور والبقع البنية والتجاعيد باستخدام مستحضرات غنية جداً بمضادات الأكسدة ومضادات الالتهاب.
2- (ع ش خ ت) لبشرة دهنية وحساسة ومبقعة ومشدودة من أهم مشاكل بشرتك البثور المزعجة والبقع البنية. اختارى لبشرتك المستحضرات التى تستهدف البثور والتبقعات من دون أن تثير حساسيتها.
3- (ع ش ن ف) لبشرة دهنية وحساسة ومجعدة لكن غير مبقعة يبدو أن بشرتك تصنف ضمن البشرات الفاتحة وتعانى من الاحمرار. لذا، فهى بحاجة إلى مستحضرات غير مهيجة للحد من احمرارها ومن افرازاتها الدهنية.
4- (ع ش ن ت) لبشرة دهنية وحساسة وغير مبقعة ومشدودة تحمربشرتك بسهولة ويمكنها أن تبدى مشكلة الطفح الجلدى، وهو نوع من الالتهابات التى تبدو على البشرة على شكل احمرار مصحوب بنتوءات حمراء. استخدمى مستحضرات لطيفة على البشرة ذات خواص مضادة للالتهاب لتجنب تحريض البشرة، مع ضرورة استخدام كريم الوقاية من الشمس.
5- ( ع ر خ ف ) لبشرة دهنية وغير حساسة ومبقعة ومجعدة بشرتك دهنية بعض الشىء، إلا أنك لا تعانين من مشاكل كثيرة. استخدمى كريم الوقاية من الشمس مع مستحضرات التحكم فى الافرازات الدهنية والتقليل من اللمعان.
6- ( ع ر ن خ) لبشرة دهنية وغير حساسة وغير مبقعة ومجعدة تكون بشرتك فى سن المراهقة والعشرينات خالية من المشاكل، ماعدا القليل من الافرازات الدهنية الزائدة. وبرنامجك فى العناية يتطلب التصدى لتجاعيد الفترة المقبلة. تجنبى الشمس واستخدمى المستحضرات التى تحتوى على الريتينول ومضادات التأكسد.
7- (ع ر ن ت) لبشرة دهنية وغير حساسة وغير مبقعة ومشدودة أنت تتمتعين بأحسن أنواع البشرات فاعتماداً على رأى الدكتورة بومان، فإن بشرتك متألقة على الدوام. اعتمدى كريماً لوقاية البشرة من أضرار أشعة ال UVA و UVB، وإذا شعرت بدهن فى بشرتك، استخدمى مستحضرات التحكم بالافرازات الدهنية للتقلي منها.
8- (د ش خ ف) لبشرة جافة وحساسة ومبقعة ومجعدة بشرتك جافة وتقشر، وتتحسن لكثير من الأشياء. (إذا كنت تعانين من الاكزيما، عليك بزيارة الطبيب بشكل منتظم لتفقد حالتها). عالجى الجفاف والحساسة باستخدام مستحضرات لطيفة على البشرة.
9- (د ش خ ت) لبشرة جافة وحساسة ومبقعة ومشدودة إذا كانت بشرتك، جافة وحساسة جداً، وتشكو من الحكة والتورم، يستحسن استشارة الطبيب أو أخصائى علاجات البشرة لتفقدها مع الحرص على ترطيب البشرة بشكل مستمر، للحفاظ على متانة الطبقة الخارجية الواقية للبشرة.
10- (د ش ن ف) لبشرة جافة وحساسة وغير مبقعة ومجعدة تعانى بشرتك من الجفاف، كما أنها تبدى تحسسها مع غالب المستحضرات استمرى فى ترطيبها واستخدمى مستحضرات مضادة للتجاعيد.
11- (د ش ن ت) لبشرة جافة وحساسة وغير مبقعة ومشدودة عادة ما تكون بشرتك حساسة وجافة جداً، كما أنها تتقشر ملمسها خشن. وللتخفيف من جفافها، لابد من استخدام مرطب غنى يساعد على إعادة بناء طبقاتها الوقائية.
12- (د ر خ ف) لبشرة جافة وغير حساسة ومبقعة ومجعدة بشرتك تبدو دائماً خالية من الشوائب فى مرحلة شبابك، إلا أنها تتجعد كلما تقدمت فى السن بشكل سريع. امنحى المنطقة حول عينيك عناية خاصة. وأحرصى على استهداف التجاعيد والاستمرار فى ترطيب البشرة.
13- (د ر خ ت) لبشرة جافة وغير حساسة ومبقعة ومشدودة عادة ما تكون بشرتك ناعمة ومرنة ومتألقة، لكنك قد تجدين نفسك تعانين من بعض التبقعات الداكنة مع التقدم فى السن. استخدمى مستحضرات العناية المضادة للجفا والمبيضة للبشرة، للوقاية من التبقعات البنية ولتعزيز مستويات الترطيب فيها.
14- (د ر ن ف) لبشرة جافة وغير حساسة وغير مبقعة ومجعدة تعتبر هذه البشرة عرضة لتطور خطوط التجاعيد والجفاف، لذا فهى بحاجة مستمرة للترطيب مع تجنب التعرض للشمس لأنها تحترق بسرعة.
15- (د ر ن ت) لبشرة جافة وغير حساسة وغير مبقعة ومشدودة لاشك فى أنك محظوظة، تتمتعين بشرة جميلة ومنتعشة من دون مشاكل. حافظى على جمال بشرتك بترطيبها بشكل مستمر وتقشيرها بانتظام



يعطيك العافيه




يعطيكي العافية



خليجية



خليجية



التصنيفات
منوعات

كيف تتعامل مع البدانة لرشاقتك

تعرف البدانة بأنها زيادة وزن الجسم عن الوزن المثالي بأكثر من 20% وأسبابها عديدة
ومن هذه الاسباب العوامل الوراثية، الافراط في تناول الطعام، اتباع عادات غذائية خاطئة، قلة النشاط والحركة، أمراض في الغدد الصماء، و العلاج ببعض الأدوية. ويرتبط العديد من الأمراض بالبدانة مثل أمراض الأوعية الدموية والقلب كارتفاع ضغط الدم والذبحة الصدرية وأمراض الجهاز التنفسي كضيق في التنفس وأمراض الغدد الصماء وأهمها الاصابة بمرض السكري و أمراض في الجهاز الهضمي كعسر الهضم والتهابات المرارة بالاضافة الى العيوب الجسمانية والاضطرابات النفسية مع ازدياد في معدلات الوفيات.

ان تناول الطعام يعد من النشاطات التي تبعث السعادة لدى الكثير من الناس، والسبب الرئيسي للأكل بطبيعة الحال هو سد احتياجات أجسامنا من العناصر الغذائية لنتمكن من أن نعيش. فالصحة الجيدة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالغذاء الذي نأكله، ويجب أن نعلم ان الغذاء المرتفع الثمن ليس هو دائما الغذاء الصحي والضروري لأجسامنا، وانما الغذاء الصحي هو الغذاء الذي يحتوي على العناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم وبكميات متوازنة.

وقد أعد خبراء التغذية الهرم الغذائي الارشادي ليستخدم كدليل في اختيار الاطعمة اللازمة لسد احتياجات الجسم.

ان البدانة التي يعاني منها الكثيرون ناتجة عادة عن انعدام الوعي الغذائي وزيادة كمية الطعام مع الاساءة في اختيار الأصناف الغذائية مع قلة في المجهود والحركة المبذولة. فنحن نأكل أكثر مما تحتاج اليه اجسامنا ونتحرك قليلا، وبالتالي تحتجز بالجسم الطاقة الزائدة الناتجة عن الطعام على هيئة شحوم تتراكم بأجزاء متفرقة من الجسم. ويلقي البعض اللوم على الغدد، والواقع ان الغدد الصماء مظلومة فهي لا تلعب الا دورا لا تزيد نسبته عن 2-3 % من حالات السمنة.

ان المبدأ الرئيسي في علاج البدانة هو الاقلال من كمية الطعام التي يتناولها الفرد يوميا شريطة أن يحتوي الغذاء على جميع العناصر الغذائية الرئيسية. وللحصول على وزن طبيعي وصحة جيدة يجب مراعاة ومعرفة العديد من الامور.

قبل كل شيء لا يجوز أن يفرض نظام الحمية لوقت طويل، بل يجب أن تحدد المهلة اللازمة حسب فعاليتها للشخص الذي يتبع الحمية مع تحديد المراحل الصعبة التي سيمر بها، ويجب أن يكون هذا النظام فعالا خصوصا في الاسبوع الأول حتى لا يخيب أمل من يتبعه لأن النتائج الجيدة تشجع على المضي في تنفيذ التعليمات الضرورية لفقدان الوزن، ويجب أن يكون نظام الحمية بسيطا ومحددا وكاملا حتى لا يترك لمن يتبعه الفرصة لاختيار شىء غير مفهوم أو غير واضح في النظام.

ليس القصود بالحمية الغذائية اتباع نظام غذائي قاسي لانزال أكبر قدر من الوزن الزائد خلال فترة محدودة ثم نعود بعدها الى النظام الغذائي السابق الذي كان السبب في حدوث السمنة، وانما الحمية الغذائية هي تغيير جذري للعادات الغذائية الخاطئة كعدم تناول وجبة الفطور الصباحية والتركيز على وجبتي الغداء والعشاء أو تناول وجبات خفيفة بين الوجبات مثل المكسرات والشوكولاته. ولوضع برنامج غذائي طويل الأمد يجب وضع خطة مفصلة ومحددة ومحاولة تطبيقها كتخطيط موعد محدد لممارسة الرياضة ووضع خطة محكمة لمواجهة التحديات والضغوطات التي تواجه الشخص عندما يكون مدعو لعزومة خارج المنزل، فيجب أن يكون هناك خطة وعزم ومعرفة بأنواع الأطعمة التي سيتضمنها في برنامجه الغذائي.

تختلف حاجة الجسم الى السعرات الحرارية باختلاف العمر، الطول، الوزن، طبيعة العمل والجهد اليومي الذي يبذله الفرد، وبشكل عام يحتاج الرجال الى سعرات حرارية أكثر من السيدات في نفس العمر والطول والوزن. كما ان الأشخاص الذين يقومون بأعمال مكتبية يحتاجون الى سعرات حرارية أقل من العمال الذين يمارسون أعمالا شاقة كعمال البناء. لذلك على الفرد ان يتبع النظام الغذائي الأنسب له ويجب عليه ان لا يتبع برنامج غذائي وضع لغيره.

ومن الارشادات العامة التي تساعدك على وضع برنامج لتخفيف الوزن ما يلي:

*تجنب أو قلل من الأطعمة التي تحتوي على كميات عالية من الدهون كالزبدة، اللحوم عالية الدهن، الأجبان كاملة الدسم، المكسرات والحلويات أو الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات كالخبز والأرز والمعكرونة والبطاطا مع التركيز على تناول أغذية غنية بالألياف كالخضروات والفواكه، وتناول اللحوم قليلة الدهن، والدجاج المنزوع الجلد وتناول الحليب خالي الدسم بدلا من كامل الدسم. وفي حالة الشعور بالجوع اللجوء الى اطعمة قليلة السعرات الحرارية كالخضروات والفواكه.

*ضرورة الاكثار من شرب الماء بمعدل 1.5 – 2 لتر يوميا مع تخفيف استعمال الملح الى حد معقول حيث أن زيادة الملح عن الكمية المناسبة تساعد على اختزان الماء في الجسم مما يؤدي الى زيادة الوزن.

*ضرورة ممارسة الرياضة باستمرار أثناء اتباع الحميات الغذائية، وهي الطريقة المثلى لتخفيف الوزن، فممارسة الرياضة تكسب الشخص احساسا بالثقة مما يساعد على الالتزام بالبرنامج الغذائي، بالاضافة الى انها تنقي ذهن الانسان وذاكرته وتهدىء أعصابه ومن أفضل أنواع الرياضة المشي السريع، الجري، تمارين الايروبيك والسباحة.

*تجنب استخدام الأدوية والعقاقير التي تقلل من الشهية لما لها من جوانب سلبية كجفاف في الأغشية المخاطية وحدوث الأرق والتوتر العصبي، وكذلك عدم اللجوء الى انواع الحميات الغير تقليدية كالعصائر المركزة بالفيتامينات أو الحميات التي لا يتم فيها توزيع مجموعات الطعام بشكل متوازن.

وأخيرا يجب أن تعرف أن خطورة البدانة على الصحة مؤكدة، واذا كانت المضاعفات لم تحدث فأسرع وتخلص من بدانتك قبل أن يمهد وزنك الثقيل الى حدوث أمراض أنت في غنى عن متاعبها، وهنا لا ننصح بالمبالغة في الحمية رغبة في الوصول الى الوزن المثالي سريعا بل يجب ألا تزيد كمية النقص عن 5-6 كيلوغرام شهريا حتى لا يصاب الشخص بضعف ومضاعفات صحية مثل فقر الدم والصداع.




………………..



التصنيفات
منوعات

سر عبس وتولى

قال تعالى {وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ} فقيل: معناه أنه حُفظ قبل نبوَّته منها وعُصم ولولا ذلك لأثقلت ظهره وقيل: المراد بذلك ما أثقل ظهره من أعباء الرسالة حتي بلَّغها وقيل: ثقل شغل سرِّك وحيرتك وطلب شريعتك حتي شرعنا ذلك لك وقيل: معناه خفَّفنا عنك ما حملت بحفظنا لما استحفظت وحُفظ عليك وقيل: حططنا عنك ثقل الجاهلية ومعني {أَنقَضَ ظَهْرَكَ} أي كاد يُنقضه أو يكون الوضع عصمة الله وكفايته من ذنوب لو كانت لأنقضت ظهره أو أن يكون من ثقل الرسالة أو ما ثقل الرسالة أو ما ثقل عليه وشغل قلبه من أمور الجاهلية وإعلام الله له بحفظ ما استحفظه من وحيه

وأما قوله {عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ} فَأَمْرٌ لم يتقدم للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فيه مِنْ الله نَهْيٌ فَيُعَدُّ معصيةً ولا عدَّهُ الله معصيةً بل لم يعدُّه أهلُ العلم معاتبةً وغلَّطوا من ذهب إلى ذلك والصواب أنه صلى الله عليه وسلم كان له أن يفعل ما شاء فيما لم ينزل عليه فيه وحيٌ فكيف وقد قال الله {فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ} فلما أَذِنَ لهم أعلمه الله بما لم يطَّلع عليه من سِرِّهم أنه لو لم يأذن لقعدوا وأنه لا حرج عليه فيما فعل وليس {عَفَا} هنا بمعني غفر بل قال النبي صلى الله عليه وسلم (عفا الله لكم عن صدقة الخيل والرَّقِيقِ) ولم تجب عليهم قطّ أي: لم يلزموكم ذلك ونحوه للقشيري قال: إنما يقول (العَفْوُ لا يكون إلاَّ عن ذنب) مَنْ لم يعرف كلام العرب قال: ومعني {عَفَا اللّهُ عَنكَ}: لم يُلْزِمْكَ ذنباً. قال الداودي "روي أنها كانت تكرمة" قال مكي (هو استفتاح كلام مثل: أصلحك الله وأعزَّك) وحكي السمرقندي: أن معناه: عافاك الله

وأما قوله {عَبَسَ وَتَوَلَّى} فليس فيه إثبات ذنب له صلى الله عليه وسلم بل إعلامُ الله لنا أن ذلك المتصدي له ممن لا يتزكي فالخطاب لنا وأن الصواب أن الأولي كان – لو كشف لك حال الرجلين – الإقبال على الأعمى وفِعْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِمَا فَعَلَ وتصدِّيه لذاك الكافر كان طاعةً لله وتبليغاً عنه وإستئلافاً له كما شرعه الله له لا معصية ولا مخالفة وما قصَّه الله عليه من ذلك إعلامٌ بحال الرجلين وتوهين أمر الكافر عنده والإشارة إلي الإعراض عنه بقوله {وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى} قلت:ويحتمل أنه عِتَابٌ مِنْ الحقِّ على ما فعله صلى الله عليه وسلم مما ظهر له صلاحه وترجَّح عنده نجاحه وكان الواقع الذي قدَّر الله بخلاف ذلك

والعتاب لا يقتضي ولا يلزم منه أن يكون بعد ذنب أو مخالفة كما هو الجاري بين الناس في معاملتهم فقد يعاتب الأخ أخاه والحبيب حبيبه على ترك الأولي بل على ترك الأكمل وقد يعاتب الوالد ولده على التقصير وفعل المذموم فالعتاب أوسع من أن يكون في جهة واحدة وقيل أراد بـ {عَبَسَ وَتَوَلَّى} الكافر الذي كان مع النبي صلى الله عليه وسلم قاله أبو تمام

ومن ذلك ما ورد في حديث السيرة ومبدأ الوحي من قوله صلى الله عليه وسلم لخديجة (لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي) ليس معناه الشك فيما آتاه الله بعد رؤية المَلَك ولكن لعله خشي ألا تحتمل قوته مقاومة المَلَك وأعباء الوحي فينخلع قلبه أو تزهق نفسه هذا على ما ورد في الصحيح أنه قاله بعد رؤية الملك أو يكون ذلك قبل لقائه وإعلام الله له بالنبوة لأول ما عرضت عليه من العجائب وسلَّم عليه الحجر والشجر وبدأته المنامات والتباشير كما روي في بعض طرق هذا الحديث أن ذلك كان أولاً في المنام ثم أري في اليقظة مثل ذلك تأنيساً له لئلا يفاجئه الأمر مشاهدة ومشافهة فلا يحمله لأول حاله بُنْيَتُهُ البشرية

وفي الصحيح عن عائشة (أول ما بُديء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة قالت: ثم حُبِّبَ إليه الخلاء وقالت: إلى أن جاءه الحقُّ وهو في غار حراء)[1] وعن ابن عباس (مكث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة خمس عشرة سنة يسمع الصوت ويري الضوء سبع سنين ولا يري شيئا وثماني سنين يوحي إليه) وقد روي ابن إسحاق عن بعضهم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وذكر جواره بغار حراء – قال (فجاءني وأنا نائم فقال: أقرأ فقلت: ما أقرأ؟) وذكر نحو حديث عائشة في غطِّه له وإقرائه له {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} قال (فانصرف عني وهببت من نومي كأنما صورت في قلبي ولم يكن أبغض إلىَّ من شاعر أو مجنون) قلت (لا تحدِّث عني قريش بهذا أبداً لأعمدنَّ إلى حالق من الجبل فلأطرحنَّ نفسي منها فلأقتلنَّها فبينما أنا عامد لذلك إذ سمعت منادياً ينادي من السماء: يا محمد أنت رسول الله وأنا جبريل فرفعت رأسي فإذا بجبريل على صورة رجل) وذكر الحديث فقد بين في هذا أن قوله لِمَا قال وقصده لما قَصَدَ إنما كان قبل لقاء جبريل وقبل إعلام الله له بالنبوة
[1] روى البخارى عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحى الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح).

http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo…82&id=91&cat=4

منقول من كتاب [الكمالات المحمدية]

اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً




التصنيفات
منوعات

&_شترياتنا xعروس لشهر صفر_&

خليجية

… السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …

خواتي الغاليات عضوات وزائرات منتدى عروس
حياكم الله بموضوع مشتريات جديد

&:::: مشترياتنا X عروس ::&

خليجية

اسواق مختلفة …

محلات منوووعة …

كبيرة وصغيرة ماركة وجديدة يااااااااااااااااااااااااااااا ااااي حد هالمحل روووعه …

اسواقنا غير ومشترياتنا دايما غير بكل شهر متنوعه وجديدة …
نشوف الجديد ونبحث عن الحلوو والذوووق …

ترا احنا اذواقنا حلوووة …

موضوعنا دايما غير وبكل شهر يحل بحلة غاوية فيها كل شي مختلف وفي مشتريات جديدة ..

تعالووووووا معنا بموضوع جديد وبشهر جديد ومع مشتريات جديدة

&_شترياتنا xعروس لشهر صفر_&

خليجية

وبكل خليجنا وبكل اقطارنا العربية مشترياتنا لازم تكون كالتالي …

مكياج

خليجية

خليجية

خليجية

منوعات

خليجية

لاننا كلنا ترا …Shopping girl
خليجية

تعالووووا قبل ما نبدا هالموضوع نخبركم انا وحبيباتي المشرفات بهمسات القوانين الي ترافقنا في كل موضوع حتى يكون موضوعنا مرتب ومنظم وخالي من المخالفات وايضا عشان كل بنت ترتاح بمشاركتها معنا شو رايكم ….
وطبعا ما يكون في كثير من الحذف …

قوانين المشتريات :

1- عدم نقل اي صور لمشتريات سابقة من الموضوع السابق..او عرضها وتم مسحها بمجرد تم فتح موضوع جديد ..

2- يكون حجم الصورة معقول عشان ماتثقل الصفحة او تسبب غلق للمتصفح واذا حجمها كبير ستحذف ( الرجوع دوم للمشرفة)

3-تمنع الدردشه في هذا الموضوع .. او التعارف او وضع اي مواضيع بقصد لجذب العضوات
3-تمنع الاستفسارات الخارجةعن موضوع المشتريات..يوجد قسم متخصص للاستفسارات يرجى نقل استفسارات عن ماركات او اسئلة عن التجميل لا تختص بالمشتريات هناك.

5-يسمح بوضع صور المشتريات في اكثر من رد فقط بأن لا يتم وضع اقل من 12 صور في كل رد.

6-اي استفسارات عن تحميل او تنزيل للصور يكون بارسال الاستفسارات للمشرفة
او اي عضوة.
7-يمنع وضع اقتباس لجميع المشتريات فقط للتهنئة والا سيحذف , يضع للاستفسار عن الغرض فقط.

8-اي مشاكل او مخالفات ترسل للمشرفة قبل التعليق في العام.
9- الرد على المشتريات يكون برد واحد
فقط لجميع العضوات ويمنع وضع رد منفصل لكل عضوه
حيث نتمنىمن كل عضووة ان تكتب تهنئة متعددة وتنتظر مشاركة العضوات الي حابة
تحط مشترياتها والا ستحذف اي مشاركة القصد منها عدد المشاركة وان تشاارك بتهنئة
بعد كل مشاركة مشتريات .

11- عدم التمييز بين العضوات واي رد نحس به تمييز او اهانه لباقي العضوات راح يحذف فورا …
12- الرجاء عدم وضع مشتريات تم استخدامها مسبقا وتصويرها لعرضها بانها مشتريات جديدة .
13- عدم ذكر اي مناسبات خاصة سواء حفلة زفاف او خطوبة او ولادة او استلام وظيفة او مرض بعد الشر .. الخ يتم وضعها في الركن المناسب وهو ركن المناسبات

لذا اي رد من اليوم ورايح يكون في تهنئة او ذكر مناسبة راح يتم حذفه وسيتم وضع القانون في الصفحة الاولى من المشتريات……..

14-تمنع وضع صور لمشتريات الافلام المدمجة وما يشباهها .
15- سيتم حذف اي موضوع خارجي للمشتريات في الموضوع الاصلي للمشتريات وتعديل المشاركات اذا احتاج الامر الرجاء التقيد والرجوع للمشرفة لاي استفسارات تحتاجوها ..

– واي رد يخالف ما ذكر مسبقا سيتم حذفه .
بليززز بنوتات التقيد بالقوانين وقرائتها والعودة اليها حتى لا يحذف ردك او يخالف .. بارك الله في الجميع

حياكم الله

وبسم الله نفتتح جزء يديد ب احلى مشتريات من احلى بنات




جزاكي الله الف خير يا قمر انا رديت علي رسالتك ليا بس مش عارفه ليه مش راضيه تتبعت بس انا مش عندي اي مانع ني اتعرف بيكي يا قمر وهكون سعيده فعلا اني اتعرفت بيكي
هستني ردك يا قمرايه



تسلمي يا قمر عالمجهود الرائع اللي انتي بذلتيه



يعطيك العااااافية



يسلمووا



التصنيفات
منوعات

ريجيم الخضروات برنامج رجيم صحي للرشاقة

ريجيم الخضروات برنامج رجيم صحي طريقة رجيم الخضروات

لتكوني في رشاقة ديمي مور و أوما ثورمان افعلي مثلهن واجعلي طعامك قائم البروكلي والخضروات والحبوب وكل الأطعمة غير مطهوة ، طبعا بالإضافة إلى اللحوم المطهوة . يرى الكثيرون ممن يتبعون هذه الحمية الغذائية التي يمكن تناول فيها كل ما هو طازج وطبيعي ، أنهم يحصلون على كل الفيتامينات والمعادن ، كما انه بالإضافة إلى ذلك فعملية الطهو نفسها تقل من سرعة هضم الطعام ، مما يضر بجسم الإنسان عموماً ، كما تفقده الإنزيمات التي تساعده على الهضم أي انه ضر مشترك .

الطعام غير المطهو أو نصف المطهو يضمن لك طعاماً خالياً من الدهون المشبعة ومن الأبيض (السكر والملح ) ، كما انها غنية بالفيتامينات والمعادن والألياف ، لذا فهو رجيم يملأك بالطاقة ويضفي على بشرتك اللون الوردي ويحافظ على بطن مشدود وبلا وزن زائد .




مشكوره



سلمت يداكى



تسلمي ياجميل



شكرا



التصنيفات
منوعات

افخم فساتين سهرة مقاسات كبيرة كولكشن جديد

اخيرا وصل كولكشن صيف 2022 للمقاسات الكبيرة من 44 الى 60 من افخم الماركات الاوروبية و الامريكية فقط لدى صنوف بوتيك
مع صنوف بوتيك انسي هم التفصيل و اللف بالاسواق:7_5_120[1]:

خليجية

خليجية
خليجية

خليجية
خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

:11_1_207[1]:رجاءا لا احد يرد لين اكمل:11_1_207[1]:




كل هالمشاهدات و لا تعليق واحد
طيب كلمة و لو جبر خاطر :icon_evil:




الرجاااء الالتزام بقوانين المنتدى

http://fashion.azyya.com/322923.html

وهذي طريقة تنزيل الصور في المنتدى لعيونك

http://fashion.azyya.com/269035.html

بالتوفيييييييييق




نورني مرورك يا الغلا



يعطيكي العافية



التصنيفات
منوعات

العزل وسيلة لترجيح جنس الجنين

العزل وسيلة لترجيح جنس الجنين

اختيار جنس المولود
مقدمة وتعريف
العزل هو إحدى الوسائل المستخدمة لتنظيم الحمل ، ويتلخص تعريفه بأنه أثناء مجامعة الرجل لزوجته وعند الإنزال يلقي بالمنى خارج الفرج (أو الجهاز التناسلي ) للزوجة . والهدف من ذلك هو منع وصول النطف الذكرية (الحيوانات المنوية) التي في المني إلى النطفة الأنثوية ( البويضة ) والتي توجد داخل قناة المبيض للمرأة وذلك لمنع حدوث الحمل .
أما متى وكيف يتم العزل فالعملية تتلخص بأنْ يعرف الزوجان موعد الإباضة بالضبط (أي نزول البويضة من المبيض إلى قناة البيض ) فيعزل الزوج عن زوجته ( أي يلقي بمنيه خارج فرج الزوجة ) بثلاثة أيام قبل موعد التبييض وثلاثة أيام بعد التبويض (أي يبدأ بالعزل بعد اليوم الثاني من الطهر (نهاية الطمث ) ، إلى اليوم الحادي عشر بعده تقريباً ) لكن لا بد من معرفة موعد التبويض حتى يتحاشيا الجماع في ذلك اليوم أو الأيام التي يتوقع فيه نزول البويضة . وللزيادة في الحرص ، والأفضل أنْ يتم العزل في معظم الأيام المتبقية من الشهر .
أما فيما يخص كيفية تفاوت جنس الجنين بين ذكر وأنثى فمن المعلوم أنَّ منى الرجل يحتوي على النطف التي تؤدي إلى الذكورة – y- والنصف الآخر يحتوي على العوامل التـي تـؤدي إلـى الأنوثـة – x ) بينمــا المـرأة تحتـوي فقـط علـى بويضات تحمل صفة الأنـوثـة -x- فإذا قُـدر للنطفة الذكرية التي تحمل شارة الذكورة -y- أنْ تخصب البويضة (x ) أصبح جنس هذا الجنين ذكراً (xy ) وإذا قُـدر للنطفـة الذكـرية التي تحمـل صفـة الأنـوثة (x ) أنْ تخصب البويضة التي تحمل صفة الأنثى (x ) فإن جنس الجنين يصبح أنثى (xx )
ولقد توصل العلماء في هذا العصر إلى معرفة الفوارق بين هذه النطف الذكرية والأنثوية ومنها أنْ المشيج الذي يحمل صفة الذكورة يكون أخف وزناً نسبياً ويفضل الوسط القاعدي وأسرع في الوصول إلى موقع الإخصاب قبل الحيوانات المنوية التي تحمل شارة الأنوثة والتي تكون أثقل نسبياً وتصل فيما بعد ولكنها تدوم أطول في الوسط الحامضي من السابقة فمتى ما لاقى أحدهم البويضة يكون السبق له في تحديد جنس الجنين بإذن الله .
كيف يتم تحـديد وقـت خـروج البويضـة
نظراً لأهمية معرفة موعد فترة خروج البويضة إلى قناة البيض وذلك لأنها تعتبر هي الفترة المناسبة لعملية الإخصاب وتكوين الجنين ، فتلافيها يمنع عملية الحمل ، وكذلك اختيار الوقت المناسب في عملية الجماع بين الزوجين يساعد عملية ترجيح جنس الجنين
فمن المعلوم أنَّ فترة نزول البويضة من المبيض إلى قناة البيض تكون غالباً حول منتصف الدورة الشهرية ، وتحدث العملية خلال يوم أو يزيد أو يقل عن ذلك وتبقى البويضة خلالها قابلة للإخصاب لمدة تتراوح بين 24-48 ساعة ثم تبدأ تقل حيويتها بعد تلك الفترة حتى لو أخصبت . وعليه فإنَّ الفترة ما بين يوم قبل منتصف الدورة الشهرية ويوم بعدها تعد الفترة المناسبة لعملية الإخصاب ، هذا في غالب الأحوال لكن هناك حالات شاذة تؤدي إلى نزول البويضة في غير هذه الأوقات كالنساء اللاتي ليس لديهن دورة منتظمة . كما أنَّ نزول البويضة قد يختلف من شهر لشهر حتى لدى النساء اللاتي لديهن دورة منتظمة . وسوف نقتصر في هذا المبحث على تحديد موعد الإباضة نظراً لأهميته .
هناك عـدة طرق لمعرفة وقت خروج البويضة من المبيض إلى قناة البيض وهذه الطرق هـي كالتالــي
أولا : بواسـطة قـياس درجات حـرارة الجسم الـيوميـة
ثانيا : بواسطة تغير طبيعة إفرازات مخاط عنق الرحم.
ثالثاً : بواسـطة أدوات ومــواد لتحـديد وقــت الإباضة.
أولاً : قياس درجة حرارة الجسم اليوميـة
يمكن للمرأة أنْ تحدد الوقت الذي تنزل فيه البويضة من المبيض إلى قناة البيض وذلك بقياس درجة حرارة الجسم اليومية حول الأيام التي يتوقع فيها نزل البويضة والتي تتراوح بين نهاية الأسبوع الثاني وبداية الأسبوع الثالث ( من بداية نزول الطمث ) . إذ ترتفع درجة حرارة الجسم عن الحرارة الاعتيادية للجسم ارتفاعاً بسيطاً (يتراوح بين 5ر0 ْ م إلى 1ْم ) خلال اليوم الذي تخرج فيه البويضة وذلك لتدفق هرمون التبويض (lh ) قبل نزول البويضة بوقت يتراوح بين 12 – 24 ساعة .
كيف يتم ذلك؟
يجب أنْ تسجل اليوم والتاريخ الذي تبدأ فيه لديها الدورة الشهرية وذلك منذ بداية نزول الطمث لهذا الشهر
بعد توقف الطمث بيوم أو بيومين تبدأ بتسجيل درجة حرارة جسمها اليومية مرتين كل يوم وذلك بواسطة مقياس درجة حرارة الجسم الطبي الحساس .( ويفضل قياس درجة الحرارة مرتين بعد الاستيقاظ من النوم صباحاً والأخرى مساءاً في فترة الراحة ويسجل ذلك على ورقة مربعات أو رسم بياني ) ويوضع أمامه اليوم والتاريخ يتم أخذ درجات الحرارة وتسجيلها مرتين يومياً لمدة أسبوعين ، أي من اليوم التاسع إلى اليوم الثاني والعشرين من الدورة الشهرية على الأقل . فمن المعلوم أنَّ درجة حرارة الجسم هـي 37 ْم بالمقياس المئوي ، وإن أي تغير طفيف في درجات حرارة الجسم اليومية سـواء بالزيادة أم النقصان بدرجة مئوية واحدة أو أقل من ذلك (نصف درجة مئوية ) يدل على حدوث التبويض في ذلك اليوم أو الفترة ( هذا بالنسبة للمرأة السليمة لأن أي ارتفاع أو انخفاض في درجات حرارة الجسم نتيجة لمرض ما لا يدخل ضمن هذا الحساب يعاد تسجيل ذلك لعدة دورات شهرية حتى تعرف موعد نزول البويضة عندها خلال دورتهـا وبالتالي يستطيع الزوجـان ترتيب أمـور النسـل بينهما بعض الملاحظات والاحتياطات على هـذه الطريقة :
سوف تلاحظ بعض النساء التي تتبع هذه الطريقة أنَّ موعد نزول البويضة عندها قد يختلف من شهر إلى شهر ولكنها تتراوح حول أيام منتصف الدورة الشهرية وذلك لعدة أمور منها تغير الظروف والأحوال التي تمر بها من أحوال صحية ، وعوامل نفسية ، والحالة الاجتماعية التي تعيشها من إجهاد أو سفر أو تغير مكان الإقامة ووجود نساء أخريات معها بنفس المكان ، وكذلك غياب الزوج لفترة أو عودته بعد غياب. كل هذه الأمور تلعب دوراً مهماً في تنشيط أو تثبيط الهرمونات في المخ لدى وبالتالي تؤثر على الدورة بشكل أو بآخر . لذلك تشترط هذه الطريقة الاستقرار الأسري وأنْ لا يكون هناك ارتفاع في درجة الحرارة نتيجة للإصابة بمرض أو خلافه .
ثانياً : تغير طبيعة مخاط عنق الرحم – أو المهبل
تعتمد هذه الطريقة على دقة ملاحظة لنوعية إفراز مخاط عنق الرحم أثناء الدورة الشهرية لديها فهو يتغير من حيث اللون واللزوجة والكمية حسب أيام الدورة كالآتي
يبدأ إفراز مخاط عنق الرحم تقريباً قبل خمسة أيام من وقت التبويض ففي البداية (اليوم التاسع من بداية الدورة مثلاً) يكون ذا قوام سميك ولون كدر(غير شفاف) ولزج بشكل أكبر ثم يبدأ بالتغير إلى أنْ يصبح ذا سيولة (مائي إلى حد ما) صافي اللون (شفاف) قليل اللزوجة مثل زلال البيض مما يدل على قرب موعد التبويض (حول منتصف الدورة الشهرية) ثم يعود هذا الإفراز بأنْ يصبح قليلاً ثم جافاً مما يدل على انتهاء الفترة الخصبة أو فترة نزول البويضة وذلك في بقية أيام الدورة وبعد نزول البويضة بيومين.
وتستطيع أنْ تتعرف على ذلك بسهولة ولكن بملاحظة متأنية لهذا الإفراز وذلك بمسح الفرج بقطعة منديل نظيفة وتتابع الملاحظة بشأن اللزوجة واللون والقوام . فكلما كان مائياً صافي اللون قليل اللزوجة كثير البلل دل على طبيعة هذا المخاط فهو يزداد بزيادة إفراز هذا الهرمون من بداية الأسبوع الثاني للدورة الشهرية إلى وقت التبويض . ثم يبدأ بعد ذلك بالتغير مرة أخرى إلى القوام السميك واللزوجة والجفاف في النصف الثاني من الدورة الشهرية ( نهاية الأسبوع الثالث ) نتيجة لإفراز الهرمون الثاني (البروجسترون
ثالثاً : أدوات ومواد لتحديد وقت الإباضة
توجد في الأسواق أدوات ومواد للكشف عن موعد التبويض إذ تعتمد هذه المواد بالكشف عن تدفق هرمون الأستروجين ( بعد توقف الطمث فهو يزداد بزيادة أيام الدورة بعد توقف الطمث ) أو الهرمون المكون للجسم الأصفر (lh ) وهرمون التبويض(والذي يفرز بشكل كبير من الغدة النخامية بالمخ قبيل موعد التبويض أو بالأحرى هو الذي يعمل على خروج البويضة من المبيض إلى قناة البيض ). فقد تحتوي هذه المواد على مضادات لهذه الهرمونات فهي تشبه إلى حد كبير تلك المواد تعمل على الكشف عن الحمل إذ تعمل على تغير لون المحلول وبالتالي تشير إلى موعد تدفق هذا الهرمون والذي تـنبيء باليوم الذي يحصل فيه التبويض . أو بواسطة جهاز الكشف عن نوع اللعاب وترسبه على شريحة زجاجية إذ تختلف أيضاَ إفرازات اللعاب باختلاف أيام الدورة متأثراً بهرمون الأستروجين لدى . وعليه فإن هذه الأدوات لا تستخدم إلا في الأيام القريبة من منتصف الدورة الشهرية وتباع في الصيدليات
وتحدث الإباضة (أي خروج البويضة ) خلال فترة تتراوح من 12-30 ساعة من بداية تدفق هرمون التبويض (من الغدة النخامية بالمخ ). إذ تختلف باختلاف كميته المفرزة لدى كل امرأة وكذلك موعد تدفقه .
وبعد فهذه الطرق سواء مجتمعة أم كل على حدة ترشد إلى الأهمية القصوى في تحديد موعد التبويض ، والتي بدورها تعتمد عليها عملية تنظيم الحمل أو المساعدة في الاختيار المسبق لجنس الجنين كما سنرى في المبحثين القادمين .
و جيدة الملاحظة والتي تتابع دورتها الشهرية بشكل منتظم تستطيع أنْ تكتسب الخبرة في تحديد موعد الإباضة بإتباع إحدى الطرق السابقة وكذلك تحس بعض النساء بآلام تشبه الشد العضلي أو النغز على الجانبين الخلفيين (جانبي الكليتين ) وذلك نتيجة خروج البويضة من المبيض (عند منتصف الدورة الشهرية ) ولكن بالطبع لا يمكن الاعتماد على هذا الإحساس لوحده في تحديد موعد الإباضة حيث إنَّ هناك آلاماً كثيرة تشبه هذا الألم تصاحب خلال دورتها الشهرية . وبعض النساء تصاحب عملية خروج البويضة لديهن خروج بعض قطرات من الدم وذلك نتيجة لتمزق الحويصلة وخروج البويضة من المبيض لمن يستخدم العزل
العزل من الوسائل المعروفة منذ القدم في تنظيم الحمل . وفي عصرنا هذا وبفضل تقدم العلوم فهناك وسائل لمنع الحمل كثيرة سوف نتحدث عنها فيما بعد. لكن هناك عدد كبير من الأزواج لا تناسبهم إلا هذه الطريقة أو بالاشتراك مع طرق أخرى . وقد كانت هذه الوسيلة الشائعة التي يلجأ إليها الناس لمنع الحمل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضى الله عنهم
أولا : يستخدم العزل خاصة مع النساء اللاتي لا تناسبهن الطرق الأخرى وخاصة حـبوب منع الحمـل ، وذلك لمــا يصيبهــن مــن أعراض جانبــية من تعاطي هــذه الحبوب ويرغبن في المباعدة بين الحمل والآخر أو أنَّ الحمل يؤثر على صحتهن
ثانيا : يســتخدم العزل لتنظيم الحمل ، وبشكل خاص للأزواج الـذين يرغـبون بإذن اللـه بـنوع معـين مـن جـنس المولـود فيعـزل فـي أوقــات معـينة حسـب الرغبة في الجنس
ثالثاً : يسـتخدم العزل مـع الزوجات فـي فــترة الرضاعة وخاصة اللاتي لا يرغبن فـي الحمل أثناء الرضاعة ولا يستطعن أنْ يستخدمن ، أو يرغبن في استخدام الطرق المانعة للحمل الأخرى أثنـاء فـترة الرضاعـة . فيمكـن للزوجـين استـخدام طـريقة العـزل طـوال فــترة الرضاعة إلى أنْ تبدأ الدورة الشهرية
رابعاً : يسـتخدم العـزل الأزواج الراغبون فــي تنظيم الحمـل والذين يسـتخدمون طرقـاً أخرى ولكـن لأسباب ما لم تتوافر لديهم المواد التي كانوا يستخدمونها مثل نسيان الزوجة أخذ حبوبها خلال إحدى دوراتها الشهرية أو أثناء السفر فيكون العزل هـو الحل الأمثل لمثل هـذه الأمـور العزل وسيلة لتحقيق الرغبة في جنس الجنين – بإذن الله تعالي –
كيف يكون العزل وسيلة لترجيح جنس الجنين :
لقد اكتشف الباحثون وبناء على الفروقات في خصائص النطف الذكرية ، أنَّ النطف الذكرية الحاملة لمورثات الذكورة ( y أو ذ ) تكون أسرع في الوصول إلى موقع إخصاب البويضة ( في قناة البيض ) فتصل كمية كبيرة منها إلى موقع الإخصاب في الساعات الأولى بعد الجماع (أي أنَّ حوالي 70% من النطف الذكرية التي تصل إلى قناة البيض تكون من تلك التي تحمل مورثات الذكورة خلال الساعات الأولى بعد الجماع ). ثم فيما بعد تصل المجموعات الأخرى من النطف الذكرية ويكون غالبها في هذه المرة من النطف الذكرية الحاملة لمورثات الأنوثة ( x أو أ ) ( أي تنقلب النسبة ) . ويرجع الباحثون ذلك إلى سرعة أو خفة حركة النطف الذكرية الحاملة لمورثات الذكورة في السباحة في سوائل الجهاز التناسلي للأنثى . فإذا تم الجماع والبويضة موجودة (خلال يوم نزولها من المبيض ) فيكون السبق للذكورة بإذن الله أما إذا تم الجماع قبل فترة أطول من نزولها فإن السبق يكون لصالح الأنثى بإذن الله . "فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل منى أذكر بإذن الله وإذا علا مني منى الرجل أنثا بإذن الله " وعليه يتم العزل في الأيام التي لا يرغب فيها جنس الجنين أنْ يتكون ويمتـنع عن العزل في الفترة التي ترجح فيها كفة الجنس المرغوب فيه ، وبهذا يكون العزل وسيلة لترجيح جنس الجنين .
طريقة العزل لتحقيق الرغبة في ترجيح جانب جنس الجنين بأن يكون أنثى
إن هذه الطريقة ماهي إلا أسلوب لترجيح جانب على جانب آخر وهي نسبية أي أنها تزيد من فرصة نسبة الجانب الذي نرغب فيه سواء كان ذكراً أم أنثى أما التوفيق فنوكله لجاعل الأسباب ومقدر النطف في الأرحام جلت قدرته إنَّ طريقة ترجيح اختيار جنس المولود يعتمد بعد الله عز وجل على المعرفة الدقيقة لموعد نزول البويضة خلال الدورة الشهرية للمرأة ولتحقيق الرغبة في أنْ يكون جنس المولود أنثى – بإذن الله تعالى – على الزوجين اتباع الخطوات التاليـة :
لا بد من حضور النية المشروعة في طلب الذرية لدى الزوجين . والدعاء عند الجماع بأن يجنبهما الشيطان وأْنْ يرزقهم الذرية الصالحة .
على الزوجة معرفة موعد نزول البويضة خلال دورتها الشهرية .
أنْ يتم الجماع قبل فترة نزول البويضة بثلاثة أيام على الأقل . – الأيام الأولى بعد الطهر .
أنْ يتمنع الزوجان عن الجماع خلال الفترة التي يتوقع فيها أنْ تنزل البويضة – وذلك غالباً من اليوم الخامس بعد الطمث إلى اليوم الثاني عشر بعد توقف الطمث .
بعد ذلك تستخدم طريقة العزل خلال الفترة التي تلي فترة نزول البويضة . – أي من اليوم الثالث عشر إلى اليوم الثامن عشر بعد توقف الطمث بعد ذلك وقرب نهاية الدورة الشهرية يمكن للزوجين استئناف الجماع مرة أخرى بدون استخدام العزل ولكن يفضل استمرار العزل الرغبة في ترجيح بأنْ يكون جنس الجنين ذكـر نظراً لأهمية تحديد موعد الإباضة أو نزول البويضة من المبيض إلى قناة البيض فموعد نزول البويضة من المبيض غالباً ما يكون حول منتصف الدورة الشهرية في الوقت الذي يتم فيه إفراز الهرمون المكون للجسم الأصفر (lh ) من الغدة النخامية إلى المبيض . فيعمل على خروج البويضة منه إذ يصحب ذلك اليوم انخفاض قليل لدرجة حرارة الجسم ثم يعقبه ارتفاع لدرجة حرارة الجسم يتراوح (من 5ر0 إلى 1ْم) وكذلك يصبح لون الإفرازات الخارجية من الفرج شفافة (لا لون لها ) قليلة اللزوجة ذات قوام رقيق.
ولتحقيق الرغبة في أنْ يكون جنس المولود ذكراً (بإذن الله ) على الزوجين اتباع الخطوات التالية :
في نفس اليوم الذي يتوقع أنْ تنزل فيه البويضة من المبيض إلى قناة البيض يفضل الجماع فيه من أجل تحقيق الرغبة في جنس الجنين في أنْ يكون ذكراً.
وعليه يجب على الزوجين الامتناع عن الجماع قبل الفترة التي يتوقع أنْ تنزل فيها البويضة (أي يمتنعان عن الجماع بعد اليوم الثالث من توقف الطمث إلى اليوم الذي يتوقع أنْ تنزل فيه البويضة ). وإذا لزم الأمر يجب على الزوجين استخدام العزل ولبس الواقي للذكر الكبوت يستخدم الزوجان طريقة العزل خلال الخمسة أيام الأول بعد الطمث من أجل الاحتياط لعدم الحمل بأنثى كذلك يستخدم الزوجان طريقة العزل في بقية أيام الدورة بعد موعد نزول البويضة بثلاثة أيام
و لا ينس الزوجان الدعاء بأنْ يرزقهما الله الولد الصالح، وأنْ يجنبهما وذريتهما الشيطان
المصدر: هل العزل وسيلة لترجيح جنس الجنين وتنظيم الحمل؟ د. احمد بن راشد الحميدي




خليجية



مشكوررررررررررة يالغالية



خليجية



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة &#9829 نــــ الهــ &#4326 ـــدى ـــور&#98291794272
خليجية

ميرسى يانور الروح والقلب نورتينى