الطفل الجزائري المعجزة فارح عبد الرحمن
يقرأ سور وآيات من القرآن المجيد وعمره 3 سنوات
الجزائر – وكالات ( إسراج ) من أقرانه من هو الآن بين ذراعي أمه تهزه يمنة ويسرة وتربّت على جسده حتى ينام، غير أن الطفل الجزائري فارح عبد الرحمن ذا الأعوام الثلاثة كسر هذه الصورة بحفظه بطلاقة لما تيسر من سور القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة.
الطفل عبد الرحمن الذي أطلق عليه في الجزائر "الطفل المعجزة" تأخر نطقه لمدة سنتين كاملتين، ولما نطق – كما تقول والدته– نطق بقراءته لسورة الكهف دون تكلف أو إجهاد في مخارج الحروف، بل أكثر من ذلك قرأها وكأنه ولد بها كما وصفه والده.
والدة الطفل تقول لصحيفة "الشروق اليومي" الجزائرية يوم الجمعة 11-9-2009 إن طفلها بدأ حفظه لأجزاء من القرآن الكريم انطلاقا من سماعه لقناة "العفاسي" الفضائية التي كان ينصت إليها كثيرا، لا سيما في الفترات التي تقضيها هي في الصلاة، مشيرة إلى أنها تخاف عليه من الاختلاط واللعب في الشارع؛ خشية أن ينسى ما حفظه من كتاب الله أو أن يحفظ أمورا أخرى.
وتضيف: "عندما كنت حاملا كنت أتلو القرآن وكنت كل يوم جمعة أقرأ سورة الكهف، ويوميا أقرأ المعوذتين وسورة الملك، وبعد ولادة عبد الرحمن، كنت أرقيه يوميا وأقرأ عليه أذكار الصباح والمساء، كان لا ينام إلا عندما أقرأ الأذكار، وعندما أرقيه يهدأ وينام"، وفي ردها على: "متى اكتشفت بأنه يحفظ القرآن الكريم؟".. قالت بعد سنتين من عمره.
دندنة بالقرآن
عن يومياته، تقول والدته بأنه يمضي يومه في مشاهدة قناة "العفاسي"، خاصة عند عرض أجزاء من القرآن الكريم، "وحتى عندما أشاهده يلعب يكون يدندن بينه وبين نفسه بآيات من القرآن الكريم، وعندما أرغب في أن أضع له برامج الرسوم المتحركة يرفض ويطلب مني مشاهدة قناة العفاسي".
كانت المعجزة في هذا الطفل كما تذكر والدته أنه نطق بما كان يسمعه من تلاوات متتالية على قناة "العفاسي" قبل أن ينطق بالكلام العادي في سن الثانية من العمر، وعلى الرغم من أنه لا ينطق الكلمات كاملة ولا يعرف التعبير عن حاجياته، كما يجب فإنه يستوعب جيدا أسماء السور والآيات التي تندرج تحتها، ويعرف تسمية الأحاديث، رغم أنه لا يعرف لا القراءة ولا الكتابة.
حفظ الأحاديث
وبالرغم من صغر سنه، فالطفل عبد الرحمن يحترم في تلاوته الاستعاذة من الشيطان الرجيم والتسمية وأغلب أحكام المد وغيرها من الأحكام، ولما يذكر حديثا معينا يذكر الراوي فضلا عن عدم تفويت الصلاة والسلام على النبي الكريم كلما ذكره هو أو غيره، وهي أمور تعلمها أيضا من قناة "العفاسي" ومن محيطه الأسري المتكوّن من أمه ووالده اللذين رزقا به بعد انتظار دام ثلاث سنوات، بحسب الصحيفة الجزائرية.
الغريب في هذا الطفل أن نفس السور التي كانت تقرأها والدته فترة حملها هي التي تمكن من حفظها بسهولة من القنوات الفضائية، كما يحفظ دعاء ختم القرآن الكريم كاملا غير منقوص.
كما بدأ عبد الرحمن النطق بقراءة المعوذتين، وأواخر سورة البقرة وآية الكرسي وهي الآيات التي تتردد يوميا في أدعية الصباح والمساء، ومن شدّة ولعه بالقرآن الكريم يطلب من أبيه دوما أن يسمعه دعاء ختم القرآن الكريم لحظات تواجده معه في السيارة.
أما والده فيقول إنه أعد برنامجا أوليا لحياة ابنه يتمثل في إعانته بالوسائل السمعية والبصرية من أجل تحفيظه القرآن الكريم كاملا، والتمكّن من مختلف القراءات حتى بلوغه سن الخامسة، حيث ينوي أن يدخله إلى مدرسة قرآنية تستقيم فيها تلاوته على يد المدرسين، ويؤكد: "سأهتم بموهبة ابني حتى يصبح من حفظة القرآن والمقرئين".