بعض النساء الحوامل يراودهن مخاوف من احتمال فقدانهن للجنين بسبب العلاقة الخاصة ، وتبقى التساؤلات والحيرة تلعب بعقول الحوامل ، خاصة من يعشنّ التجربة لأول مرة .
والسؤال الذي يطرح نفسه هل ممارسة الجنس أثناء الحمل يضر بالأم أو الجنين ؟
ممارسة بدون ضرر
أطباء النساء والتوليد يؤكدون أنه إذا كان الحمل طبيعياً لا مانع من الاتصال الجنسي حتى اللحظات الأخيرة التي تسبق الولادة ، موضحين أن الغشاء المخاطي الذي يحيط بالحوض يحمي الجنين من أي عدوى، كما أن الكيس النخطي والعضلات القوية للرحم تجنب طفلك أية أضرار. لكن بالرغم من ذلك فقد يتأثر الطفل في بعض الأحيان حيث تشعر الأم بحركته بعد هزة الجماع (الاتصال الجنسي) هزة التهيج الجنسي قبل انقضاء الجماع، وهذا يرجع لنبضات قلب الأم القوية بعد انتهاء الاتصال الجنسي وليس لإدراكه بما يحدث أو شعوره بالألم، لكن هذا لا يمنع من أخذ الحذر من ممارسة الحب مع زوجك في بعض الحالات الأخرى.
وفي حالات الحمل الطبيعية ينصح الدكتور محمد فريد استشاري أمراض النساء والولادة الحامل عند ممارسة العلاقة الزوجية بتجنب الإرهاق البدني أو الذهني مع ضرورة العناية بالنظافة الشخصية بالماء العادي بعد الانتهاء من العلاقة مباشرة. مشيراً إلى أنه في حالات معينة من الحمل قد ينصح الطبيب بعدم ممارسة العلاقة لبعض الوقت حتى يستقر الحمل.
أضرار اللقاء الخاص
أحياناً تشكل ممارسة اللقاء الخاص ضرراً على المرأة الحامل وجنينها ، ويذكر الأطباء أن المخاطر تتمثل في إصابة الزوج بأمراض جنسية معدية الأمر الذي قد تنتقل فيه هذه الأمراض للزوجة وبالتالي للجنين مسبباً أمراضاً خطيرة ، أو عندما تكون المرأة قد عانت مسبقا من إجهاض متكرر أو ولادة مبكرة ، أو بسبب وجود المشيمة (البلاسنتا) في غير وضعها الطبيعي ، أو في حالة ظهور نزيف أثناء الحمل ، أو ظهور ماء الولادة.
كما تمنع الممارسة الجنسية نهائياً إذا فقدت الحامل النخط وتعرف هذه الحالة بـ Premature Water Broke والنخط Amniotic Fluid هو السائل الذي يملأ غشاء السلى ويحيط بالجنين في الرحم. وإذا ما فقدته الأم بعد الأسبوع 28 من الحمل تمنع من الممارسة الجنسية كلياً، لأن هذه الأخيرة قد تتسبب في زيادة الالتهابات في السائل مما يؤثر بالتالي على صحة الجنين.
توقــف مؤقــــت
في الحالات السابقة يشدد الأطباء على الامتناع النهائي عن ممارسة العلاقة الخاصة بين الزوجين ، بينما هناك حالات أخرى ينصح الأطباء بالامتناع المؤقت عن العلاقة الجنسية ، كأن يصبح مثلاً عنق الرحم حساساً ويتسبب بنزف قليل من الدم أثناء الجماع. في هذه الحالة يطلب الاختصاصي في الطب النسائي من الحامل أن تتوقف لمدة أسبوعين عن الممارسة، وفي الوقت نفسه يصف لها علاجاً خاصاً بحساسية عنق الرحم. ويمكنها استعادة العلاقة بعد مرور أسبوعين تقريباً.
أما إذا كانت الحامل تنزف بعض الدم عند الجماع بالرغم من خضوعها للعلاج الخاص بحساسية عنق الرحم، عندئذ تُنصح بالتتخفيف من الممارسة وليس بالامتناع الكلي، وذلك بسبب عدم تجاوبها الفعال مع الدواء.
أيضاً حين تشعر الحامل بالألم والانزعاج خلال الجماع، من الأفضل أن تمتنع عنه لبعض الوقت. والحالة تختلف من سيّدة إلى أخرى، فجسم كل حامل يتفاعل بشكل مختلف.
قد يتسبب الجماع في الولادة المبكرة إذا شعرت الحامل بالتهابات في المجاري البولية إثر الجماع، لذلك يُمنع هذا الأخير حتى معالجة الوضع ، كما أنها إذا كانت الالتهابات في المهبل مثل إصابته بالفطر، من الأفضل ألا تمارس العلاقة التي تزعجها إلى أن تتم معالجة الالتهابات، وبعد ذلك يمكنها استعادة النشاط الجنسي.
أما في حالة عدم وجود أي حالة من هذه الحالات أو سبب آخر يقرره الطبيب المختص فان الخوف من الاتصال الجنسي بين الزوجين أثناء الحمل لا مبرر له وقد يسهم في التباعد العاطفي وبعض التوترات بين الزوجين.
الاستمتاع والتغيرات المزاجية
لأن لكل فرد بصمة جنسية تختلف عن الآخر سواء كان رجلاً أم امرأة ، نختلف طبيعة ميل النساء إلى الممارسة الحميمة أثناء الحمل وتختلف درجة استمتاعهن أيضاً ، فقد تفقد بعض السيدات المتعة والبعض الآخر لا، لأن التدفق الدموي لمنطقة الحوض قد يسبب احتقان الأعضاء التناسلية بالدم وفرط الإحساس بها وهذا الاحتقان مع بعض السيدات يعطي إحساس غير مريح بالامتلاء بعد انتهاء الاتصال الجنسي والبعض الآخر من السيدات يشعرن بالشد العضلي في البطن أثناء الاتصال وبعد الانتهاء منه.
أما بالنسبة للنساء النافرات من علاقاتهن بأزواجهن في تلك المرحلة فيرى الأطباء أن هذا أمر طبيعي وهو ليس رفضاً في حقيقة الأمر لممارسة الحب بقدر ما هو رفض للتغيرات الجسمانية التي تحدث للسيدة وتغير شكلها مما يجعلها تظن أنها فقدت جاذبيتها، لكن علي العكس تماماً فالمرأة في "ثوبها الجديد " تبدو أكثر جاذبية عما قبل الحمل لكنها تكون متعبة من حالة الإعياء التي تصيبها و القيء المتكرر أثناء الفترة الأولي من الحمل، أما الثلاثة أشهر الثانية ترجع الشهوة الجنسية إلي معدلاتها الطبيعية لكن المؤشرات تهبط مرة أخرى في الثلاثة أشهر الأخيرة لقرب ميعاد الولادة وكبر حجم البطن مما يعاود المرأة الشعور بعدم الجاذبية.
في هذه الحالة تنصح الدكتورة هبة قطب اختصاصية الطب الجنسي والاستشارات الزوجية ، الأزواج بالاهتمام بشكل أكبر بمداعبة ما قبل الجماع, ومحاولة الوصول بالزوجة إلى لذتها قبل الزوج ، مع دعوة الزوج لها بالتركيز الشديد أثناء العلاقة ومع إغراقها بكلمات الحب والغزل التي قد تفتر بعد الفترة الأولي من الزواج مما قد يؤثر سلبا في أداء الزوجة جنسيا .
وتشير الدكتورة هبة قطب ، بحسب مجلة " الأهرام العربي" إلى أنه إن لم يحدث تقدم وبقي الحال علي ما هو عليه, فقد يكون ذلك من تأثير الهرمونات التي تفرز بكميات كبيرة أثناء الحمل مما يؤثر علي التوجهات الجنسية من ناحية الميل والأداء,. ناصحة الزوج بالانتظار حتى تضع زوجته وتتم نفاسها ثم يستأنفا حياتهما الجنسية من جديد .
من ناحية أخرى يوضح الدكتور محمد المهدي استشاري الطب النفسي ، أن بعض الرجال لا يعجبهم منظر الزوجة وهي حامل ولذلك يتجنبون هذه العلاقة في فترة الحمل وربما يؤثر ذلك على العلاقة الزوجية ككل . مشيراً إلى وجود نوع آخر من الرجال يخشى الاقتراب من المرأة وهي حامل وهو ما يعرف بـ "عقدة مادونا" حيث يساوره شعور داخلي بأن إتيان المرأة وهي حامل هو انتهاك لشيء مقدس .
في النهاية جميع الأطباء لا ينصحون بوضعية الجماع التقليدية مع المرأة الحامل حفاظاً على سلامة المراة والجنين مؤكدين أنها تزيد الضغط على بطنها والمولود خاصة في الشهور الأخيرة ، لذا ينصحون بالأوضاع الجانبية والخلفية ووضعيات الجلوس المختلفة ، مؤكدين أن جميع هذه الأوضاع تجعل المرأة أكثر راحة أثناء العلاقة الحميمة مما لا يجعلها تنفر من الممارسة أو تقلق على جنينها . لاااتنسوا الردود حبــيـــبااتي ترا أزعل:a5bdf2b232: