التصنيفات
منوعات

: الرحمة في الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة في المسجد الحرام بمكة المكرمة
لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد

بتاريخ : 15- 1-1423هـ

والتي تحدث فيها فضيلته عن : الرحمة في الإسلام

الحمد لله وسع كل شي برحمته، وعم كل حي بنعمته، لا إله إلا هو خضعت الخلائق لعظمته، سبحانه يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، أحمده سبحانه وأشكره على توابع آلائه وجلائل منته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله، خيرته من بريته، ومصطفاه لرسالته، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وعفرته والتابعين ومن تبعهم بإحسان وسار على نهجه طريقته، أما بعد:

فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله عز وجل، فاتقوا الله رحمكم الله، واعتبروا بمن مضى من قبلكم، عاجلهم ريب المنون، وجاءهم ما كانوا يوعدون، هم السابقون وأنتم اللاحقون، سبقوكم بمضي الآجال، وأنتم على آثارهم تشتد بكم الرحال، أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ٱلأرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ ءاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى ٱلاْبْصَـٰرُ وَلَـٰكِن تَعْمَىٰ ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِى فِى ٱلصُّدُورِ [الحج:46].

أيها المسلمون، الناس في حاجة إلى كَنَف رحيم، ورعاية حانية، وبشاشة سمحة، هم بحاجة إلى وُدٍّ يسعهم، وحلم لا يضيق بجهلهم، ولا ينفر من ضعفهم، في حاجة إلى قلب كبير، يمنحهم ويعطيهم، ولا يتطلع إلى ما في أيديهم، يحمل همومهم، ولا يثقلهم بهمومه.

إن تبلُّد الحس يهوي بالإنسان إلى منزلة بهيمية أو أحطّ، الإنسانُ بغير قلب رحيم أشبه بالآلة الصماء، وهو بغير روح ودود أشبه بالحجر الصلب.

إن الإنسان لا يتميّز في إنسانيته إلا بقلبه وروحه، لا في أكوام لحمه وعظامه. بالروح والقلب يعش ويشعر، وينفعل ويتأثر، ويرحم ويتألم.

الرحمة -أيها الإخوة في الله- كمال في الطبيعة البشرية، تجعل المرء يرقّ لآلام الخلق، فيسعى لإزالتها، كما يسعى في مواساتهم، كما يأس لأخطائهم، فيتمنّى هدايتهم، ويتلمّس أعذارهم.

الرحمة صورة من كمال الفطرة وجمال الخلُق، تحمل صاحبها على البر، وتهبّ عليه في الأزمات نسيماً عليلاً تترطّب معه الحياة، وتأنس له الأفئدة.

في الحديث الصحيح: ((جعل الله الرحمة مائة جزء، أنزل في الأرض جزءاً واحداً، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه)).

وربنا سبحانه متصفٌ بالرحمة صفةً لا تشبه صفات المخلوقين، فهو أرحم الراحمين، وخير الراحمين، وسعت رحمته كل شيء، وعمّ بها كل حي، وملائكة الرحمة -وهي تدعو للمؤمنين- أثنت على ربها، وتقربت إليه بهذه الصفة العظيمة، رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَىْء رَّحْمَةً وَعِلْماً فَٱغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ [غافر:7]، وفي الحديث القدسي: ((إن رحمتي تغلب غضبي)) مخرَّج في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفي التنزيل العزيز: وَقُل رَّبّ ٱغْفِرْ وَٱرْحَمْ وَأنتَ خَيْرُ ٱلرحِمِينَ [المؤمنون:118]، فَٱللَّهُ خَيْرٌ حَـٰفِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرحِمِينَ [يوسف:64].

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قدم رسول الله بسبي، فإذا امرأةٌ من السبي تسعى قد تحلَّب ثديها، إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألزقته بيطنها فأرضعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ((أتُرون هذه المرأة طارحةً ولدها في النار؟)) قلنا: لا والله وهي تقدر على أن لا تطرحه، قال: ((فالله تعالى أرحم بعباده من هذه بولدها)) أخرجه البخاري.

أيها المسلمون، ورحمة الله سببٌ واصل بين الله وبين عباده، بها أرسل رسله إليهم، وأنزل كتبه عليهم، وبها هداهم، وبها يسكنهم دار ثوابه، وبها يرزقهم ويعافيهم وينعم عليهم، فبينهم وبينه سبب العبودية، وبينه وبينهم سبب الرحمة، يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَاءتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مّن رَّبّكُمْ وَشِفَاء لِمَا فِى ٱلصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:57، 58].

الرحمة تحصل للمؤمنين المهتدين بحسب هُداهم، فكلما كان نصيب العبد من الهدى أتمّ كان حظه من الرحمة أوفر، فبرحمته سبحانه شرع لهم شرائع الأوامر والنواهي، بل برحمته جعل في الدنيا ما جعل من الأكدار حتى لا يركنوا إليها فيرغبوا عن نعيم الآخرة، وأرسل نبيه محمداً بالرحمة، فهو نبي الرحمة للعالمين أجمعين، وَمَا أَرْسَلْنَـٰكَ إِلاَّ رَحْمَةً لّلْعَـٰلَمِينَ [الأنبياء:107]، بعثه ربه فسكب في قلبه من العلم والحلم وفي خُلُقه من الإيناس والبر، وفي طبعه من السهولة والرفق، وفي يده من السخاوة والندى ما جعله أزكى عباد الرحمن رحمة، وأوسعهم عاطفة، وأرحبهم صدراً، فَبِمَا رَحْمَةٍ مّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159]، لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءوفٌ رَّحِيمٌ [التوبة:128].

والإسلام رسالة خير وسلام ورحمة للبشرية كلها، دعا إلى التراحم، وجعل الرحمة من دلائل كمال الإيمان، فالمسلم يلقى الناس وفي قلبه عطفٌ مدخور، وبرّ مكنون، يوسع لهم، ويخفف عنهم، ويواسيهم، فعن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي أنه قال: ((لن تؤمنوا حتى تراحموا))، قالوا: يا رسول الله، كلنا رحيم، قال: ((إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه، ولكنها رحمة العامة)) رواه الطبراني ورجاله ثقات.

ليس المطلوب قصر الرحمة على من تعرف من قريب أو صديق، ولكنها رحمة عامة تسع العامة كلهم، وأحاديث رسول الله تُبرز هذه العموم في إسداء الرحمة، والحث على إفشائها وانتشارها. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((لا يرحم الله من لا يرحم الناس)) متفق عليه، وفي الحديث الآخر: ((من لا يرحم لا يُرحم))، يقول ابن بطال رحمه الله: "في هذا الحديث الحضّ على استعمال الرحمة للخلق، فيدخل المؤمن والكافر، والبهائم المملوك فيها وغير المملوك، ويدخل في الرحمة التعاهد بالإطعام والمساعدة في الحمل وترك التعدي بالضر".

عباد الله، ورحم الله تُستجلب بطاعته وطاعة رسوله محمد ، والاستقامة على أمر الإسلام، وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [آل عمران:132]، كما تُستجلب بتقوى الله، وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الحجرات:10]، يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءامِنُواْ بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [الحديد:28].

ومن جالبات رحمة الله إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة:71]، والعبد بذنوبه وتقصيره فقير إلى رحمة الله، لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [النمل:46].

ومن أعظم ما تُستجلب به رحمة الله -عباد الله- الرحمة بعباده، ففي الحديث الصحيح: ((الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)) رواه أبو داود والترمذي.

ومن أجل هذا -رحمكم الله- فإن المؤمن قويَّ الإيمان يتميّز بقلب حيّ مرهف لين رحيم، يرقّ للضعيف، ويألم للحزين، ويحنّ على المسكين، ويمدّ يده إلى الملهوف، وينفر من الإيذاء، ويكره الجريمة، فهو مصدر خير وبر وسلام لما حوله ومن حوله.

أيها المسلمون، وإذا كان الأمر كذلك فإن من أولى الناس وأحقهم بالرحمة وأمنِّهم بها وأولاهم بها الوالدين، فببرهما تُستجلب الرحمة، وبالإحسان إليهما تكون السعادة، وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ وَقُل رَّبّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا [الإسراء:24].

ثم من بعد ذلك الأولاد فلذات الأكباد، عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: كان رسول الله يأخذني فيقعدني على فخذه، ويقعد الحسن على فخذه الأخرى، ثم يضمهما ثم يقول: ((اللهم ارحمهما، فإني ارحمهما)) أخرجه البخاري.

والشاهد أن في الناس أجلافاً تخلو قلوبهم من الرقة والحنوّ، في مسالكهم فظاظة، وفي ألفاظهم غلظة، قبَّل رسول الله الحسن والحسين رضي الله عنهما، وعنده الأقرع بن حابس، فقال الأقرع: إن لي عشرةً من الولد، ما قبّلت منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله وقال: ((من لا يَرحم لا يُرحم))، وفي رواية: ((أَوَ أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك؟!)) مخرج في الصحيحين من حديث عائشة وأبي هريرة رضي الله عنهما.

ويرتبط بالوالدين والأولاد حق ذوي الأرحام، فالرحم مشتقة من الرحمة في مبناها، فحرِي أن تستقيم معها في معناها، وفي الحديث: ((الرحم شجنة من الرحمة، من وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله))، ليس للمسلم أن يوصد قلبه وبيته دون أقاربه، أو يقطع علائقهم لا يسدي لهم عوناً، فلا يواسيهم في ألم، ولا يبادرهم في معروف.

إن الغلظة والجفاء والقطيعة والصدود في حق ذي الرحم تحرم العبد بركة الله وفضله، وتعرّضه لسخط الله ومقته، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: ((الرحم شجنة من الرحمة تقول: يا رب، إني قُطعت، يا رب، إني ظُلمت، يا رب، إني أُسيءَ إليّ، فيجيبها: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟!)) أخرجه أحمد.

ومن مواطن الرحمة إحسان معاملة الخدم، والترفق بهم فيما يكلّفون به من أعمال، والتجاوز عن هفواتهم، وليحذر المرء من سطوة التصرف، فيسخّرهم ويسخر منهم، فإن الله إذا ملك أحداً شيئاً فاستبد به وأساء سلبه ما ملك، ويُخشى عليه من سوء المنقلب. وهذا أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: (خدمتُ رسول الله عشر سنين، فما قال لي: أفٍ قط، وما قال لي لشيء صنعتُه: لم صنعته؟ ولا لشيء تركته: لم تركته؟) رواه مسلم، وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: كنت أضرب غلاماً لي بالسوط، فسمعت صوتاً خلفي: ((اعلم أبا مسعود))، فلم أفهم الصوت من الغضب، فلما دنا فإذا هو رسول الله وإذا هو يقول: ((اعلم ـ أبا مسعود ـ أن الله أقدر عليك منك من هذا الغلام))، فقلت: يا رسول الله، هو حرّ لوجه الله، فقال: ((أما لو لم تفعل لفحتك النار))، وجاءه عليه الصلاة والسلام رجل يسأله: كم أعفو عن الخادم؟ فقال : ((كل يوم سبعين مرة)) أخرجه أبو داود.

وفي الناس أقوام شداد قساة ينتهزون بعض الخدم، فيوقعون بهم أنواع الأذى، وقد شدد الإسلام في ذلك وغلّظ، يقول رسول الله : ((من ضرب سوطاً ظلماً اقتُصَّ منه يوم القيامة)).

وممّن تتطلب حالتهم الرحمة المرضى وذوو العاهات والإعاقات، فهم يعيشون في الحياة بوسائل منقوصة، تعوق مسيرهم، وتحول دون تحقيق كل مقاصدهم، وتضيق بها صدورهم، وتحرج نفوسهم. فلقد قيّدتهم عللُهم، واجتمع عليهم حرّ الداء، مع مرّ الدواء، فيجب الترفق بهم، والحذر من الإساءة إليهم، أو الاستهانة بمتطلبات راحتهم، فإن القسوة معهم جرم عظيم، لَّيْسَ عَلَى ٱلاْعْمَىٰ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلاْعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلْمَرِيضِ حَرَجٌ [النور:61].

أما الصغار والأطفال فإنهم محتاجون إلى عناية خاصة، ورحمة راحمة، فليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا، والنفوس ذات الفطر السليمة تتعلّق بالصغير حتى يكبر، والمريض حتى يُشفى، والغائب حتى يحضر، وفي الحديث: ((ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا)) أخرجه أحمد والترمذي، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح".

أيها الإخوة المسلمون، وتعاليم الإسلام وآداب الدين في هذا الباب تتجاوز الإنسان الناطق إلى الحيوان الأعجم، فجنات عدن تفتح أبوابها لامرأة بغيّ سقت كلباً فغفر الله لها، ونار جهنم فتحت أبوابها لامرأة حبست هرة حتى ماتت، لا هي أطعمتها وسقتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، فإذا كانت الرحمة بكلب تغفر ذنوب البغايا، فإن الرحمة بالبشر تصنع العجائب، وفي المقابل، فإذا كان حبس هرة أوجب الناس، فكيف بحبس البرآء من البشر؟!

وتترقَّى تعاليم ديننا في الرحمة بالبهائم حتى في حال ذبحها، والمشروع من قتلها، يقول عليه الصلاة والسلام: ((إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليُحدَّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته)).

وبعد أيها الناس، فبالرحمة تجتمع القلوب، وبالرفق تتآلف النفوس، والقلب يتبلّد مع اللهو الطويل والمرح الدائم، لا يشعر بحاجة محتاج، ولا يحسّ بألم متألم، ولا يشاطر في يؤس بائس ولا حزن محزون، جاء رجل إلى النبي يشكو قسوة قلبه فقال له: ((أتحبّ أن يلين قلبك؟! أرحم اليتيم، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك يلنْ قلبك))، والرحمة لا تُنزع إلا من شقي عياذا بالله.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَـٰتٍ لّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَةُ رَبّكَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ [الزخرف:22].

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي محمد ، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، يعلم مكنونات الصدور، ومخفيات الضمائر، أحمده سبحانه وأشكره على ما أولى من وافر النعم، والفضل المتكاثر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو الأول والآخر، والباطن والظاهر، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده الله ورسوله المطهّر الطاهر، كريم الأصل، زكي المآثر، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أولي الفضائل والمفاخر، والتابعين ومن تبعهم بإحسان، وعلى درب الحق سائر.

أما بعد:

فيا عباد الله، الرحمة ليست حنانا لا عقل معه، وليست شفقة تتنكر للعدل والنظام، كلا، بل إنها خُلُق يرعى الحقوق كلَّها، قد تأخذ الرحمة صورةَ الحزم حين يؤخذ الصغير إلى المدرسة من أجل التربية وطلب العلم، فيُلزم بذلك إلزاماً، ويُكفّ عن اللعب كفاً، ولو تُرِكوا وما أرادوا لم يحسنوا صنعاً، ولم يبنوا مجداً.

والطبيب يمزّق اللحم ويهشم العظم ويبتر العضو، وما فعل ذلك ـ أحسن الله إليه ـ إلا رحمة بالمريض وعلاجه، ناهيكم بإقامة الحدود، والأخذ على أيدي السفهاء، وأطرهم على الحق أطراً، فهي الرحمة في مآلاتها، والحياة في كمالاتها، وَلَكُمْ فِي ٱلْقِصَاصِ حَيَوٰةٌ يأُولِي ٱلالْبَـٰبِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:179].

والشفقة على المجرمين تخفي أشدّ أنواع القسوة على الجماعة، إنها تشجّع الشواذ على الإجرام، والشفقة على المجرمين سماها القرآن الكريم رأفة، ولم يسمها رحمة، فقال في عقاب الزناة والزواني: وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِى دِينِ ٱللَّهِ [النور:2].

إن القسوة التي استنكرها الإسلام جفاف في النفس، لا ترتبط بتحقيق عدل، ولا بمسلك إنصاف، ولكنها شدةٌ وانحراف في دائرة مجردة وهوى مضل.

أيها المسلمون، وقد يستوقف المتأمل معنى الشدة على الكافرين في مقابل الرحمة بالمؤمنين في قول الله عز وجل: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ [الفتح:29]، والحق أن الإسلام قد جاء بالرحمة العامة، لا يُستثنى منها إنسان ولا دابة ولا طير، بيد أن هناك من الناس والدواب من يكون مصدر خطر ومثار رُهب فيكون من رعاية مصلحة الجماعة كلها أن يُحبس شره ويُكف ضرره، بل إن الشدة معه رحمةً به وبغيره.

الإسلام رسالة خير وسلام ورحمة للبشرية كلها، بل للدنيا كلها، ولكن ذئاب البشر أبوا إلا اعتراض الرحمة المرسلة، ووضع العوائق في طريقها حتى لا تصل إلى الناس، فيهلكوا في أودية الحيرات والجهالة، فلم يك بدُّ من إزالة هذه العوائق، والإغلاظ لأصحابها، وينقطع تعرُّضهم وتحديهم تشملهم هذه الرحمة العامة، فليس في الرحمة قصور، ولكن القصور فيمن حرم نفسه متنزّلاتها، اقرؤوا قول الله عز وجل: وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْء فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَـوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِـئَايَـٰتِنَا يُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِىَّ ٱلامّىَّ [الأعراف:156، 157].

ألا فاتقوا الله رحمكم الله، وتواصوا بالحق، وتواصوا بالصبر و تواصوا بالمرحمة.

ثم صلوا وسلموا على نبيكم نبي الرحمة، الرحمة المهداة، والنعمة المسداة محمد رسول الله، فقد أمركم بذلك ربكم جل في علاه، فقال في محكم تنزيله، وهو الصادق في قيله قولاً كريماً: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56].

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين…




مشكورة حبيبتي

جزاكي الله خير




شكرلكم



التصنيفات
منتدى اسلامي

اليوم ستنتهي عشر الرحمة

اليَومْ سَتنتَهي عَشرُ الرَحمَة .. وَتدخلُ عَشر المَغفرة ،
نَسألُ الله أنْ يُبلغُنَا عَشر العِتق مِنْ النَآر ،
وأنْ يَكتبُ لنَا مِنْ خيَر الدُنيَا وَ خيرِ الآخِرة .. !

خليجية

:56::56:




قرأت اليوم موضوع عن عدم صحة هذا الحديث
قال صلى الله عليه وسلم: {أول شهر رمضان رحمه وأوسطه مغفرة وآخرة عتق من النار } حديث منكر لا يصح عن النبي
قال الألباني: حديث منكر
فهل فعلاً غير صحيح ومنكر أم لا ؟..
أفيدونا أفادكم الله ..

الجواب
الحديث المنكَر مِن أقسام الحديث الضعيف . والحديث الوارد في تقسيم رمضان إلى ثلاثة أقسام ،
وأن أوله رحمة ،وأوسطه مغفرة ، وآخره عِتق من النار ؛
حديث ضعيف ، كما بينه الشيخ الألباني رحمه
الشيخ عبد الرحمن السحيم




شكرا



جزاكُم الله خيرًا



جزاكُم الله خيرًا ..



التصنيفات
منوعات

الزوجة المودة والرحمة والجمال والبسمة

أيها الزوج المبارك ..

لا بد أن تعلم أن الزوجة شقيقة الرجل ، هي نور المنزل وجماله ، والقائمة عليه والمدبرة لشؤونه ، الزوجة صانعة الأجيال ومربية الأطفال وحاملة الأولاد وحاضنة الأبطال ، كم تعبت في حملها ، وقاست الآلام في جسدها وتعرضت للهلاك في وضعها ، مشقة في إرضاعها ، سهر وتضحية براحتها لأولادها ، كم تعبت أيها الزوج واسترحت ، وسهِرتْ ونمت ، حملت أولادك خِفّا ووضعتهم شهوة ، وحملتهم كرها ووضعتهم كرها ، تحملتْ ضجيج الأطفال وتبرمتَ ، اقتربتْ هي منهم وابتعدت ، هل فكرت في حالك أيها الزوج لو مرِضَتْ زوجتك في يوم من الأيام وبقيَتْ على سريرها الأبيض في المستشفى لا قدر الله وبقيتَ أنت أسير المنزل مع أطفالك ، هل تستطيع الصبر على ضجيجهم ؟ هل تتحمل مشاجراتهم ؟ ما هو حالك وإياهم مع الغداء والعشاء ؟ ما حالك معهم في نظافة المنزل وملابس الأطفال ؟ بل نظافة أبدانهم ؟ وإماطة الأذى عن الرُضَع منهم ؟ كيف أنت في الصباح الباكر وأنت تجهزهم بثيابهم إلى مدارسهم ؟ أضنك حينئذ أنك غيرَ محسود على ما أنت فيه من العنت والشقاء ..

نعم.. الزوجة قلب رقيق ، وعاطفة جياشة ، وفؤاد حنون ، الزوجة هي المودة والرحمة ، والسكن والنعمة والجمال والبسمة ، تُظلم الأيام في وجه الرجل فتشرق حياته على ابتسامة الزوجة ، وتعبس الأحداث في دنيا الزوج ، فيعزف ألحان الرضى على نغمات الزوجة ، وتقسوا الليالي الظلماء فتذوب قسوتها بزلال من حنان الزوجة ، نعم .. الزوجة بطبيعتها تأسرها الكلمة الجميلة ، وتهزها العبارة الرقيقة ، وتسحرها الابتسامة الصافية ، وتذيبها المشاعر الصادقة ، وتسلب فؤادها المعاملة الحسنة المهذبة .

إن أكبر خطئ يرتكبه بعض الأزواج اليوم أنهم يعاملون نسائهم كما كان أباؤهم يعاملون نساءهم في الزمن الماضي ، نعم .. إن الزوجة اليوم تختلف عن الزوجة الأمس ، فزوجة اليوم تواجه موجات من الثقافات والآراء ، إنها اليوم تشاهد وتقرأ وتسمع ، إنها ترى ما لم يُرى من قبل ، وهي في أمسّ الحاجة اليوم إلى الإقناع والحجة كما هي في نفس الوقت بحاجة إلى الحب والعطف والتقدير ، إنه وللأسف ومع بالغ الأسى والحسرة لا يعرف كثير من الأزواج كيف يتعامل مع زوجته ، لا يعرف كيف تفكر أنثاه ، وبماذا تشعر وتحس ، كم من زوج أبكى زوجته وما أفرحها ؟
كم من زوجة فقدت الكلمة الطيبة الرقيقة الحانية من زوجها ؟
من منا يُبدي إعجابه بما عملته زوجته أثناء غيابه من تنظيم أو ترتيب أو أكل أو شرب ..؟

فها هو رسول الهدى ونبي التقى صلى الله عليه وسلم يضع لنا أسسا لبناء الحياة الزوجية ، من تقدير واحترام ، وتودد ومحبة ومكارم أخلاق ليعلن للعالم صلى الله عليه وسلم أن في ديننا حبا ومودة ومشاعر وأحاسيس ، ليعلن للعالم أجمع أن هذه الشريعة مليئة بالحب الصافي والنبع الحاني ، ولكن العيب فينا نحن أيها الأزواج ، نعم .. العيبُ فينا ، لا في غيرنا ، فما أكثر تلك المواقف التي توضح المحبة والمودة في حياته صلى الله عليه وسلم لأزواجه في التعامل معهن ، وسأعرض الكثير من هذه الصور خلال اللقاء القادم بإذن الله تعالى .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها الأزواج .. رفقا بالقوارير




وين الردود؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
مشكورين والله



يسلموا على هذا الموضوع حبيبتي
الله يعطيك العافية
شكرا



احسن تقييم



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

سلاح المؤمن ومفتااااااااااااااح ابواب الرحمة

خليجية

خليجية

نعلم جميعن أن الحزن لا يغير من الواقع شيئاً ،
وأن الحزن لا يغسل الهموم أبداً …!
إلا أننا في بعض الأحيان
نجد أنفسنا وسط أمواج متلاطمة من الحزن والألم والقلق والإكتئاب،
وقد نشعر برغبة جامحة للبكاء والأنين ليخرج ما في القلب
من قهر مكبوت أو رواسب نفسية مؤلمة لكي نرتاح ..!
وهذا لا بأس به ما دمنا نشعر بالراحة مع إنهمار الدموع ..
خليجية
أختي المهمومة
حينما تشعرين أنك بمنتهى الضعف وأن الدنيا قد أظلمت في وجهك
فهلا قمتي من مكانك وتوضأتي وصليتي ركعتين أو أكثر
ثم رفعت أكف الضراعة إلى مولاك وقلت
اللهم اني عبدك وابن عبدك وابن امتك ناصيتي بيدك
ماض في َّحكمك عدل فيَّ قضاؤك.
اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك
أو أنزلته في كتابك أو إستأثرت به في علم الغيب عندك
أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي ونور صدري
وجلاء حزني وذهاب همي
لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم.
خليجية
فعليك أختي بالدعاء مهما تأخرت الإجابة
قال: ابو الدرداء رضي الله عنه:
من يكثر قرع الباب يوشك ان يفتح له
ومن يكثر الدعاء يوشك ان يستجاب له.
ويقول عليه الصلاة والسلام
إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل يديه ان يردهما صفرا خائبين .
خليجية
جاء رجل الى مالك بن دينار رحمه الله فقال:
إني اسألك بي لله أن تدعو لي فأنا مضطر.
قال: إذاً فاسأله فإنه يجيب المضطر إذا دعاه .
وأخيراً إن مجرد إفضاء الإنسان لمشكلاته ، وهمومه ،
والتعبير عنها إلى شخص آخر يسبب له راحة نفسية …
ويؤدي الى تخفيف قلقه وحزنه …
فما بالك بمقدار التحسن الذي يمكن أن يطرأ على الإنسان اذا أفضى بمشكلاته لله تعالى ..؟
فليس غيره من يزيح همك ..
وليس غيره من يريح قلبك ..
وليس غيره من يعيد الطمأنينة إليك ..
خليجية
أنَّ الدعاء كلَّه خير، فعن أبي سعيد :
((ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم،
إلاَّ أعطاه الله بها إحدى ثلاث:
إمَّا أن يُعجِّل له دعوته،
وإمَّا أن يدَّخرها له في الآخرة،
وإمَّا أن يصرف عنه من السوء مثلها))
خليجية
قال ابن حجر:
"كلّ داع يستجاب له، لكن تتنوع الإجابة
فتارة تقع بعين ما دعا به، وتارة بعوضه"
أنَّ الله تعالى وعد بإجابة الدعاء فقال:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ &#1649لدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
وقال تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ &#1649لْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ &#1649لسُّوء
خليجية
(الدعاء يرد القضاء)
فعن ثوبان مولى رسول الله أنه صلى الله عليه وسلم قال:
((ولا يرد القدر إلا الدعاء))
وقال تعالى : &#1649دْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ
أن الله تعالى قريب من أهل الدعاء، قال تعالى:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ &#1649لدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
أنَّ الدعاء سبب في النجاة من عذاب النار
فقالوا: {فَمَنَّ &#1649للَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَـ&#1648نَا عَذَابَ &#1649لسَّمُومِ إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ &#1649لْبَرُّ &#1649لرَّحِيمُ
خليجية
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من لم يسألِ اللهَ يغضبْ عليه)) –
خليجية
أن الدعاء أكرم شيء على الله تعالى،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس شيء أكرم على الله عز وجل من الدعاء))
خليجية
أنه مفتاح أبواب الرحمة، وسبب لرفع البلاء قبل نزوله وبعد نزوله،
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه سلم: ((من فُتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة، وما سئل الله شيئا يُعطى أحب إليه من أن يسأل العافية، إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء)
خليجية
عن عائشة رضي الله عنها قالت:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن الدعاء ليلقى البلاء، فيعتلجان إلى يوم القيامة))
خليجية
قال المباركفوري: "قوله: ((من فتح له منكم باب الدعاء))
أي: بأن وفق لأن يدعو الله كثيراً مع وجود شرائطه، وحصول آدابه،
((فتحت له أبواب الرحمة))
يعني أنه يجاب لمسئوله تارة، ويدفع عنه مِثله من السوء أخرى،
كما في بعض الروايات:
((فتحت له أبواب الإجابة))
وفي بعضها: (( فتحت له أبواب الجنة))".
وقال في قوله: ((إن الدعاء ينفع مما نزل)):
"أي من بلاء نزل بالرفع إن كان معلقاً، وبالصبر إن كان محكماً
فيسهل عليه تحمل ما نزل به فيُصَبِّره عليه أو يُرضيه به،
حتى لا يكون في نزوله متمنياً خلاف ما كان،
بل يتلذذ بالبلاء كما يتلذذ أهل الدنيا بالنعماء،
((ومما لم ينزل))
أي: بأن يصرفه عنه ويدفعه منه،
أو يمدّه قبل النزول بتأييد من يخف معه أعباء ذلك إذا نزل به،
((فعليكم عباد الله بالدعاء))
أي: إذا كان هذا شأن الدعاء فالزموا يا عباد الله الدعاء"
خليجية




بارك الله فيك



ام ورد

خليجية




التصنيفات
منوعات

علمنا الإسلام الرحمة

خليجية

خليجية

قال تعالى : “كتب ربكم على نفسه الرحمه” (الأنعام : 54 )

ماهى الرحمه التى كتبها الله سبحانه وتعالى على نفسه ؟

ان الرحمه هى كمال فى خلق الانسان تجعله يرق لآلام الناس ويسعى لاءزالتها .. والرحمه صفه من صفات الله سبحانه وتعالى جعلها ليعامل بها عباده فوالله لو لم يعاملنا الله برحمته مادخل منا الجنه أحد وهذا ماأخبرنا به النبى عندما قال : “لايدخل الجنه احد بعمله قيل : ولاانت يارسول الله ؟ قال : ولا أنا حتى يتغمدنى الله برحمته ” متفق عليه
فهل تحب ان يتغمدك الله برحمته ؟

وقد وصف لنا النبى الطريق لرحمه الله فقال : “الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء ” رواه البخارى

انك لن تجد أفضل من موقفه صلى الله عليه وسلم يوم احد وقد اسقطه المشركون فى حفرة وكسرت اسنانه وشج وجهه وسالت دماؤه الطاهره على الارض ووقف ليرى اصحابه ما بين شهيد او جريح وفى خلال هذه اللحظات يقول كلمات ماان تقرأها حتى تتعجب على قلوب المشركين الغليظه المغلقه ينطلق النبى بالدعاء ” اللهم اهدى قومى فانهم لا يعلمون ”

ان الاسلام جاء من مئات السنين ليضع اسسا للرحمه والرفق بالحيوان لدين عظيم يفخر كل مسلم انه احد اتباعه فهذا هو النبى يقول محذرا : دخلت امرأه النار فى هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تاكل من خشاش الأرض “رواه البخارى
فهل بعد ان تقرأ هذا الحديث تسكت عندما ترى زملاء لك فى الشارع يربطون كلبا أو قطه ويسحبونها ؟
ألن ترحم صديقك المسكين الذى قد يدخل النار بهذه الفعله وتنهاه عنها وترحم هذا الحيوان من قبضته ويطلق سراحه ؟
وكما دخلت المراه النار فى هره دخل رجل الجنه فى كلب سقاه من بئر بعد ان اشتد به العطش فغفر الله له .
أرأيت كم هو جميل أن تتصف بالرحمة؟!




جزاكى الله كل خير

خليجية




ارحموا من فى الارض يرحمكم من فى السماء
موضوع مهم جزاكى الله خيرا




جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم



التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

المودة والرحمة بين الزوجين لعلاج الأمراض

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هناك العديد من الطرق للشفاء،
ولكن هل تعلمون أن
السعادة الزوجية والاستقرار العاطفي
يمكن أن يكون وسيلة فعالة لعلاج الأمراض وزيادة مناعة الجسم؟!!….

جاء في كتاب الله قبل أربعة عشر قرناً قوله تعالى:
(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21].
إنها آية عظيمة لا نزال نكتشف أسرارها يوماً بعد يوم.
فالذي يتأمل هذه الآية يدرك أهمية العطف والرحمة والمودة بين الزوجين،
ويدرك أيضاً أن الله وضع لنا طريقاً للنجاح والشفاء والسعادة في حياتنا الزوجية،
وهو أن نسلك طريق المودة والرحمة.

ولكن وللأسف ابتعدنا كثيراً عن هذا الطريق فبدأت المشاكل بالظهور
وبخاصة ظاهرة الطلاق التي انتشرت كالنار في الهشيم!
وهناك العنف المنزلي وهناك ظاهرة التفكك الأسري،
وهناك ملايين الأزواج لا يحسون بالسعادة مع أزواجهم، لماذا؟

الجواب نجده في الآية السابقة،
وقد لخصه الله لنا بكلمتين: (مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)،
فطالما بقيت المودة والتعاطف والتراحم بين الزوجين كانت الحياة سعيدة وهادئة،
وبمجرد غاب هذين "المؤشرين" عن المنزل اختفت السعادة وانقلبت الحياة إلى جحيم لا يُطاق.

ولكن الجديد الذي كشفت عنه الدراسات العلمية
أن الشجار العائلي هو سبب واضح لضعف المناعة،
وأن آثار هذا الشجار لا تنعكس فقط على الراحة النفسية،
وإنما تؤدي إلى هشاشة المناعة لدى الأشخاص الذين يعانون منه.

وقد أثبت ذلك دراسة واختبارات
أجراها خبراء من الولايات المتحدة مؤخراً(حسب وكالة الأنباء الألمانية)
فقد جاء على موقعهم ما يلي:
توصلت مجموعة من الخبراء الأمريكيين إلى نتيجة مفادها بأن
مناعة الإنسان تتأثر سلبا في حال نشوب الخلافات العائلية.
هذه هي نتيجة دراسة أُجريت على 42 عائلة تنشب فيها خلافات زوجية.
في الوقت ذاته أكد الباحثون بأن الشجار العائلي وعدم الوفاق بين الزوجين يؤدي في غالب الأحيان إلى تردي الوضع الصحي للعائلة.
وينطبق هذا الأمر بشكل خاص على الأشخاص الذين يعانون من أعراض مرضية.
وكان بعض الباحثين السويديين قد أثبتوا أن الخلافات العائلية
تؤدي في معظم الحالات إلى نوبات قلبية مضاعفة لدى أولئك الذين يعانون أصلاً من أمراض قلبية!
كذلك بينت الدراسات أن
ضغط العمل قد لا يؤدي إلى المضاعفات التي قد يؤدي إليها الشجار العائلي.

من المتوقع أن حركة الأعصاب غير الاعتيادية تلعب دوراً هاماً في إضعاف جهاز المناعة لديهم.
وبما أن المناعة على علاقة في شفاء أنسجة الأوعية التالفة لدى الإنسان.
وقد أثبت الباحثون أن اختفاء الرحمة بين الزوجين
سبب رئيسي للإصابة بالأمراض وبخاصة الأمراض المزمنة!

وقد أثبتت الدراسة بأن فترة شفاء الجروح لدى الأزواج الذين يتعاركون فيما بينهم
تطول أكثر منها لدى الأزواج الذين تسود حياة الفرح والسعادة بينهم. خليجية

منقوول ………..
والله أعلم




موضوعك حلوووووو
موفقه خيتو



التصنيفات
منتدى اسلامي

المودة والرحمة بين الزوجين لعلاج الامراض


المودة والرحمة بين الزوجين لعلاج الأمراض

هناك العديد من الطرق للشفاء،
ولكن هل تعلمون أن
السعادة الزوجية والاستقرار العاطفي
يمكن أن يكون وسيلة فعالة لعلاج الأمراض وزيادة مناعة الجسم؟!!….

جاء في كتاب الله قبل أربعة عشر قرناً قوله تعالى:
(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21].
إنها آية عظيمة لا نزال نكتشف أسرارها يوماً بعد يوم.
فالذي يتأمل هذه الآية يدرك أهمية العطف والرحمة والمودة بين الزوجين،
ويدرك أيضاً أن الله وضع لنا طريقاً للنجاح والشفاء والسعادة في حياتنا الزوجية،
وهو أن نسلك طريق المودة والرحمة.

ولكن وللأسف ابتعدنا كثيراً عن هذا الطريق فبدأت المشاكل بالظهور
وبخاصة ظاهرة الطلاق التي انتشرت كالنار في الهشيم!
وهناك العنف المنزلي وهناك ظاهرة التفكك الأسري،
وهناك ملايين الأزواج لا يحسون بالسعادة مع أزواجهم، لماذا؟

الجواب نجده في الآية السابقة،
وقد لخصه الله لنا بكلمتين: (مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)،
فطالما بقيت المودة والتعاطف والتراحم بين الزوجين كانت الحياة سعيدة وهادئة،
وبمجرد غاب هذين "المؤشرين" عن المنزل اختفت السعادة وانقلبت الحياة إلى جحيم لا يُطاق.

ولكن الجديد الذي كشفت عنه الدراسات العلمية
أن الشجار العائلي هو سبب واضح لضعف المناعة،
وأن آثار هذا الشجار لا تنعكس فقط على الراحة النفسية،
وإنما تؤدي إلى هشاشة المناعة لدى الأشخاص الذين يعانون منه.

وقد أثبت ذلك دراسة واختبارات
أجراها خبراء من الولايات المتحدة مؤخراً(حسب وكالة الأنباء الألمانية)
فقد جاء على موقعهم ما يلي:
توصلت مجموعة من الخبراء الأمريكيين إلى نتيجة مفادها بأن
مناعة الإنسان تتأثر سلبا في حال نشوب الخلافات العائلية.
هذه هي نتيجة دراسة أُجريت على 42 عائلة تنشب فيها خلافات زوجية.
في الوقت ذاته أكد الباحثون بأن الشجار العائلي وعدم الوفاق بين الزوجين يؤدي في غالب الأحيان إلى تردي الوضع الصحي للعائلة.
وينطبق هذا الأمر بشكل خاص على الأشخاص الذين يعانون من أعراض مرضية.
وكان بعض الباحثين السويديين قد أثبتوا أن الخلافات العائلية
تؤدي في معظم الحالات إلى نوبات قلبية مضاعفة لدى أولئك الذين يعانون أصلاً من أمراض قلبية!
كذلك بينت الدراسات أن
ضغط العمل قد لا يؤدي إلى المضاعفات التي قد يؤدي إليها الشجار العائلي.

من المتوقع أن حركة الأعصاب غير الاعتيادية تلعب دوراً هاماً في إضعاف جهاز المناعة لديهم.
وبما أن المناعة على علاقة في شفاء أنسجة الأوعية التالفة لدى الإنسان.
وقد أثبت الباحثون أن اختفاء الرحمة بين الزوجين
سبب رئيسي للإصابة بالأمراض وبخاصة الأمراض المزمنة!

وقد أثبتت الدراسة بأن فترة شفاء الجروح لدى الأزواج الذين يتعاركون فيما بينهم
تطول أكثر منها لدى الأزواج الذين تسود حياة الفرح والسعادة بينهم.




جزاكـ الله خيــر يا أختي

بارك الله فيك




خليجية



التصنيفات
منوعات

خصائص نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام

لقد اخُتص النبي صلى الله عليه وسام بإنه خاتم النبيين لقوله تعالى : [ ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ] ( الأحزاب 40 ) وهو سيد المرسلين

لقوله صلى الله عليه وسلم : (( أنا سيد الناس يوم القيامة)) متفق عليه ولا يتم إيمان عبد حتى يؤمن برسالته لقوله تعالى : [ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ] ( النساء 65 ) و لا يقضى بين الناس يوم القيامة إلا بشفاعته . وأما أمة النبي صلى الله عليه وسلم هي أول الأمم دخولاً إلى الجنة لقوله عليه الصلاة والسلام (( نحن الآخرون السابقون يوم القيامة )) البخاري ومسلم

وهي خير الأمم قال تعالى : [ كنتم خير أمة أخرجت للناس ] ( آل عمران 11) و أمته صلى الله عليه وسلم جعلت شهداء على الأمم قال تعالى : [ وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ] ( البقرة 143 )

و أصحابه خير القرون وأمته معصومة من الاجتماع على الضلالة وإجماعهم حجة وجعلت الأرض له صلى الله عليه وسلم ولأمته الأرض مسجداً وطهوراً

ونصر بالرعب مسيرة شهر قال صلى الله عليه وسلم : (( فضلت على الأنبياء وأعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبيون )) [ مسلم والترمذي ] . وهو صاحب لواء الحمد يحمله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ويكون الحامدون تحته لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي ، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر )) الترمذي

وصاحب المقام المحمود أي العمل الذي يحمده عليه الخلائق لقوله تعالى : [ عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً ] (الإسراء79) و صاحب الحوض المورود ، و إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم لحديث أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم غير فخر )) الترمذي وهو حسن

وجُعل صلى الله عليه وسلم أولى بالمؤمنين من أنفسهم قال تعالى : [ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ] ( الأحزاب 6 ). وبعث إلى الناس كافة ونسخ شرعه جميع الشرائع السابقة قال صلى الله عليه وسلم : (( إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي))أحمد والترمذي وصححه.

و كتابه الذي أنزل عليه معجزة ومحفوظاً من التبديل قال تعالى : [ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون] ( الحجر 9) . ويحرم نكاح زوجاته من بعد موته وهن أزواجه في الدنيا والآخرة ، وجعلن أمهات المؤمنين قال تعالى : [ وأزواجه أمهاتهم ] ( الأحزاب6 ) وقال تعالى : [ ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً ] ( الأحزاب 53 ) وأولاد بناته ينسبون إليه دون غيره .وأعطي جوامع الكلم وكان لا يتثائب وتنام عيناه ولا ينام قلبه ويرى من خلفه كما يرى من أمامه وحل له أن يتزوج بأي عدد شاء من النساء .

وغير ذلك مما اختص به صلى الله عليه وسلم عن بقية البشر .




موضوع في قمه الرووعه

ثاانكس حبيبتي
ننتظر ابداعتك وجديدك
ومن افضل ان شاء الله الى الافضل والافضل
تقبلي مروي




التصنيفات
منوعات

المودة والرحمة بين الزوجين لعلاج الامراض

في الإسلام حقائق وشبهات

الحمد لله رب العالمين وبه نستعين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد…

حقوق ……. حقوق

المساوة …….. المساوة

الحجاب تخلف ورجعية

اتركوا تعمل بحرية لماذا هذه القيود؟؟؟

اتركوها تسافر في الوقت الذي شاءت بلا محرم .

اتركوها تكلم زميلها هذا وجارها هذا أليست هي بنت الناس التي تربت ع الأخلاق؟؟؟؟

لماذا كل هذه القيود على ؟؟

شبهات …. شبهات …… شبهات

يطرحها العالم الغربي ومن ورائه العالم الإسلامي المنقاد ورائه

وكأننا نعيش في زمن لا توجد فيه ضوابط تحكمنا

وكأننا لا يوجد بين أيدينا كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم

تعالوا معي أخواتي الكريمات نقف سويا وقفة منصفة نسمع فيها

ما رأي ديننا الحنيف من كلام ربنا وكلام نينا صلى الله عليه وسلم في كل هذه الشبهات المطروحة؟؟؟

المساوة

"" هم يقولون إن الإسلام ظلم فلم يعطها حقوقها ولم يساوي بينها وبين الرجل في كل شيء وأصبح حقها مهضوم في كل شيء وإن طالبت بحقها يُقال لها أنتى امرأة لا حق لك ِ""

إن الله تعالى ساوى بين الجنسين الرجل و في كل شيء إلا فيما تقتضي طبيعة الرجل و الافتراق فيه .

فقال تعالى عن الرجال

{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ

وقال عن النساء

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

وكذلك ساوى بينهما في المسئولية عن البيت فقال صلى الله عليه وسلم

(الرجل راع على أهل بيته و راعية على بيت زوجها وولده فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) متفق عليه .

وساوى بينهما في العبادة والتكاليف الشرعية :

فأوجب الله على الرجل و تكاليف متماثلة ساوى بينهما فيها

فالصلاة واجبة على الرجل وواجبة على على السواء خمس مرات ..

وصوم رمضان واجب عليهما جميعاً .. والزكاة واجبة عليهما جميعاً .. والحج واجب عليهما جميعاً ..

بل إن الله خفف على أكثر من الرجل ..

فأسقط عنها الصلاة والصيام أيام حيضها ونفاسها ..

وساوى بين الرجل و في عمارة الأرض ..

فكلاهما مأموران بالجد والعمل كما قال تعالى

فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ

والرجل و على السواء مأموران بطاعة الله ورسوله قال تعالى

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ

الرجل و كما هما متساويان في الواجبات ..

كذلك هما متساويان في الجزاء ..

قال تعالى{مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ

ولكن

لها طبيعتها الجسدية الخاصة ..

يعتريها الحيض والحمل .. والمخاض والولادة .. والإرضاع وشؤون الرضيع ولهذا خلقت الأنثى من ضِلع آدم عليه السلام .. خلقت من عظام الصدر .. قريبة من القلب ..

أما الرجل فمؤتمن على القيام بشؤون الأسرة .. والأولاد ..

وحفظ والإنفاق عليها .. ولذلك خلق غليظاً .. من تراب الأرض ..

فمن الأحكام التي اختصت بها النساء .. أنها ملكة مخدومة ..

فيجب على الرجل أن ينفق على زوجته .. وابنته وأمه وكل من كانت تحت ولايته .. ولا يجوز أن يقصر عنها بطعام ولا شراب ولا مسكن ولا ملبس ولا علاج ..

ويجب عليه أن يحميها من كل ضرر ينال عرضها ..

بل قد قال صلى الله عليه وسلم : "" من قتل دون عرضه فهو شهيد ""

فالرجال قوامون على النساء بالرعاية وحراسة الفضيلة ..

والكسب والإنفاق عليهن .. وهو معنى قوله تعالى :

{الرجال قَوَّامونَ على النسَاء بِما فضَّل اللهُ بعضهمْ على بعضٍ وبِما أنفقوا مِن أمْوالهم

لأن رعاية البيت والدفاع عنه تناسب طبيعته ..

فهو يحمي الجبهة الخارجية .. و تحمي الجبهة الداخلية ..

شبهة ثانية وهي

الميراث

لماذا تأخذ نصف ميراث الرجل ؟؟؟

أليس هذا تفريقا بينهما ؟؟؟

أولا : لا يشرع الله تعالى شيئاً إلا لحكمة ..

وهو سبحانه الرب العظيم الأعلم بمصلحة عباده ..

ثانيا : يقول الله تعالى

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ

ثالثا:

لنفرض أن رجلاً مات وورثه ولد وبنت ..

فلما أحصيت التركة فإذا هي مائة وخمسون ألفاً ..

فيكون بهذا للبنت خمسون ألفاً .. وللولد مائة ألف ..

وبعد عام جاء من تقدم لهذه الفتاة وخطبها واعطاها مهرا قدره خمسون ألفا بهذا أصبح معها مائة ألف وتكفل زرجها بكل شيء من تجهيز للشقة والأثاث ولم يأخذ من مالها شيء قط.

أما أخوها الولد فتقدم لفتاة وخطبها وأعطاها مهرا قدره خمسون ألف فكم بقي عنده؟؟

خمسون ألفا أليس كذلك ؟؟؟

واشترى شقة وأثاث وتكفل بكل شيء نقول كلفه هذا مائة ألف

أي أنه أصبح الآن مطالبا بخمسين ألفا فلم يتبقى معه أي شيء

بل وبقي عليه الإنفاق على البيت .. وتدريس الأولاد .. والإنفاق على الزوجة ..

أما أخته فالمائة ألف قد جعلتها في مشروع يدر عليها أرباحاً ..

وزوجها ينفق عليها وعلى أولادها ..

ويسدد إيجار الشقة وفواتير الهاتف والكهرباء والماء

سبحان الله

الحقوق الواجبة في مال الرجل أكثر من الحقوق الواجبة في مال

ومقدار كبير من مال الرجل يصرفه على ..

سواء كانت زوجة أو بنتاً أو أماً أو أختاً ..

ف قديمـًا كانت تباع وتشترى ، فلا إرث لها ولا ملك ، وإن بعض الطوائف اليهودية كانت تمنع من الميراث مع إخوتها الذكور.

أما نظام الإرث في الإسلام فهو نظام مثالي ، فهو إذ يقرر للمرأة نصف نصيب الرجل ، فإنه قد حقق العدالة الاجتماعية بينهما .

وصدق ربي إذ يقول {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ

جمع بين الحكمة في التشريع .. والعلم بحاجات الناس ..

شبهة ثالثة

الحجاب

هم يقولون أن الحجاب تخلف ورجعية فهو من عادات الجاهلية

ولماذا يلبس الرجل مايشاء وتحرم من ذلك أليس هذا من الظلم الواقع عليه ؟؟؟؟

فهؤلاء نسوا أو تناسوا قول الله تعالى :

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

""صنفان من أهل النار من أمتي لم أرهما بعد نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن مثل أسنمة البخت لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، ورجال معهم سياط مثل أذناب البقر يضربون بها عباد الله""

فالحجاب والستر .. فرض على كل مسلم من رجل أو امرأة ..

حتى الرجل مع الرجل .. و مع .. وأحدهما مع الآخر .

أختاه..

كما أن الرجل لا يجوز له أن يتمنى ما فضلت به من لبس الذهب والحرير .. وسقوط كثير من التكاليف الشرعية عنها ..

والتخفيف عليها في العبادات .. مع وجوب كل ذلك على الرجل ..

كذلك ينبغي أن ترضى بما قسم الله لها ..

يقول الله تبارك وتعالى {ولا تتمنوا مَا فضَّل الله به بعضكم على بعض للرجالِ نصيبٌ مِمَّا اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إنَّ اللهَ كانَ بكلِّ شيءٍ عليماً

وإذا كان هذا النهي – بنص القرآن – عن مجرد التمني .. فكيف بمن ينكر الفوارق الشرعية بين الرجل و .. وينادي بإلغائها ..

ويدعو إلى المساواة بين الرجل و فيما لا يمكن أن يساوى بينهما فيه !!!

يا درة حفظت بالأمس غالية …… واليوم يبغونها للهو واللعب

يا حرة قد أرادوا جعلها آمة ……. غريبة العقل غريبة النسب

فلا تبالى يا أختنا بما يلقونه من شبهة ……وعندك الشرع إن تدعيه يستجب

سليه من أنا ,من أهلى,لمن نسبى …….للغرب أم أنا للإسلام والعرب

لمن ولائى,لمن حبى, لمن عملى……..لله أم لدعاة الإثم والكذب

هما سبيلان يا أختاه لاثالث ……..فاكسبى خيرا أو اكتسبى

سبيل ربك والقرءان منهجه………نور من الله لم يحجب ولم يغب

فليت أكثر النساء اليوم المخدوعات بالدعوات الماجنة التي تردد :

حقوق .. حقوق ..

يعقلون مثل هذه المفاهيم ..

ليتهم يدركون أن الله ليس بينه وبينهن عداوة ..

ولا ثأر .. ولا انتقام .. وإنما هن خلق من خلق الله ..

تستطيع الواحدة منهن أن تبلغ أعالي الجنان وتسبق الرجال بتقواها ..

منقول




بارك الله فيك



التصنيفات
منوعات

تسربل الرحمة

هناك نقطة أساسية لو وعاها كل واحد ما تجبَّر أحدٌ ولا تكبَّر ولكفى الخلق شروره ودام في الدنيا وفى الآخرة سروره ولكن قتل الإنسان ما أكفره قال الله تعالى كتابه الكريم {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} الله أمر عباده بتطبيق شرعه وكتابه فإذا طبقوا شرعه وكتابه فسيكونون في خير دائم وإذا أعرضوا عن الله يُسلط نفوساً على نفوس كما رأينا في جميع مراحل التاريخ وكما شاهدنا بأم أعيننا في الأيام الماضية في أحداث ثورة مصر في 25 يناير 2022 من بعد ثورة تونس قبلها بأسابيع قليلة والثورات الأخرى الجارية حالياً بالمنطقة فما أريد أن ألفت أنظاركم إليه هو أمرٌ غاب بشدة عن أذهان الكثيرين من الحكام والمحكومين غاب عن الحكام فطغوا وتجبروا وتزينوا بما لا يحقُّ لهم وغاب عن المحكومين أيضاً فخنعوا وخضعوا وتركوا ما يحقُّ لهم أتعرفون ما هو؟ هو العزَّة نعم العزَّة فالعزَّة هي مربط الفرس وحجر الزاوية والنقطة التي تزلُّ فيها الأقدام ويسيل لها لعاب الحكام وأولو الأمر وأهل المال والنفوذ فيهلكون فيها ويضيع فيها أيضاً المحكومون ويرتضون المهانة والمذلة ويرخون الحبال لحكامهم فيحكمونها حول رقابهم هل فهمنا؟ الأمر من الطرفين كيف؟

قال المصطفى صلي الله عليه وسلم في الحديث الشريف مخبراً عن الغيوب العليَّة {إِنّ لله ثَلاثَةَ أَثْوابٍ اتّزَرَ الْعِزَّةَ وَتَسَرْبَلَ الرّحْمَة وَارْتَدَى الْكِبرياء فَمَنْ تَعَزَّزَ بِغَيْرِ ما أَعَزَّهُ الله فَذلِكَ الّذِي يُقال لَهُ {ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} وَمَنْ رَحِمَ النّاسَ بِرَحْمَةِ الله فَذلِكَ الّذِي تَسَرْبَلَ بِسِربالِهِ الّذي يَنْبَغي لَهُ وَمَنْ نَازَعَ الله رِداءَهُ الّذِي يَنْبَغي لَهُ فَإِنّ الله يَقولُ: لا يَنْبَغي لِمَنْ نازَعَني أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّة }[1] فالكبرياء ثوب ليس لأحد إلا لله والرحمة ثوبٌ يحب الله من خلقه جميعاً أن يتزيوا به أما العزَّة فإن الله تعالى يذلُّ كل من تعزز بغير ما أعزَّه الله به فبمَ أعزنا الله؟ أعزنا الله به سبحانه وبرسوله وبدينه الإسلام واسمعوا لما جرى بين عمر وأبى عبيدة بن الجراح في موقف من أندر الحوادث في التاريخ {لما قدم عمر الشام عرضت لـه مخاضة فنزل عمر عن بعيره ونزع خفيه ثم أخذ بخطام راحلته وخاض المخاضة فقال لـه أبو عبيدة: لقد فعلت يا أمير المؤمنين فعلاً عظيماً عند أهل الأرض نزعت خفيك وقدمت راحلتك وخضت المخاضة قال: فصك عمر بيده في صدر أبي عبيدة فقال: أوه لو غيرك يقولـها يا أبا عبيدة أنتم كنتم أقلَّ الناس وأذلَّ الناس فأعزَّكم اللـه بالإسلام فمهما تطلبوا العزَّة بغيره يذلكم اللـه تعالى}[2] فمن أراد العزَّة وأحبَّ أن يكون عزيزاً فليس إلا سبيلٌ واحدٌ {إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً}

فكلها لله وهو يهبها لمن اتبع دينه فكان على هداه فصار متسربلاً بسربال عزة دين الله وليس لهواه عليه من سبيل {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} ويعلم كل طالب للعزة والرفعة والمنعة أنها حق أحقه الله بدين الله لجميع أهل الإيمان فمهما أعزَّه الله بالمال أو السلطان فلا يرى نفسه فوق الناس فهم جميعا يلبسون نفس ثوب عزة الإسلام وليس لأحد أن يكون أعزَّ ولا أكرم من إخوانه المسلمين مهما ولاه الله تعالى من أمورهم وشئونهم ويأتي الوجه الآخر للقضية فلو تعزَّز أحد بغير دين الله وأراد أن يذيق الناس الذَّل والهوان ويخلع عنهم ثوب عزة دين الله الذي أعزَّهم الله به فهل يتركونه يخلع عنهم ما كساهم الله؟ لو تركوه يفعل ذلك بهم لاستحقوا الذَّل والهوان لتفريطهم في حقهم لماذا؟ لأن تحذير رسول الله في الحديث للطرفين المؤمن دائماً عزيز بالله وبدين الله فإن حَكَمَ عزَّ وتعزَّز بالله وبدينه لا بشيء سواه من السلطة أو الزخرف والجاه والمال وإن حُكِمَ فهو أيضاً عزيز بالله وبدين الله ولا يرى لحاكمه عزة فوق عزته فكلهم عزتهم بالله وبدينه وهو أبداً لا يرضى بالذل ولا بالهوان ولا بالاستكانة ولا بالضعف ولا يسمح لأحد ما كان أن يسلبه ثوب العزة وسأعطيكم أمثلة على عزة المؤمنين محكومين من العامة أو أعلى مثل العلماء أو السفراء مثلاً أو حتى الأسرى وحكاماً في السلم والحرب حتى تعلموا أن العزة هي رأس مال المسلم أينما ذهب وأينما حل وإليكم الأمثلة:

حكي أن عضد الدولة أراد أن يبعث رسولاً إلى الروم وعلم أنهم يسألون ويناظرون فأشاروا عليه أن يرسل القاضي أبا بكر فبعثه إلى قيصر فلما وصل وأراد الدخول علم الحاجب أنه لا يسجد للملك كما تفعل الرسل فصنعوا له باباً قصيراً ليدخل منه إلى قيصر ولابد له أن ينحني ليدخل فلما رأى القاضي الباب عرف ذلك ولم يخش إلا الله و أدار ظهره إلى الباب ودخل راكعاً ظهره إلى الباب وإلى الملك فتعجب قيصر من فطنته ووقع في نفسه هيبته وشجاعته وعزَّته وعزَّة الدين الذي أتى باسمه والقصة لم تنته لأن القاضي بفطنته فقه أنهم يريدون إذلاله والانتقاص من عزَّة دينه فشحذَّ همته وأحبَّ أن يعطيهم مثلاً آخر أنَّ العزة لله ولرسوله وللمؤمنين فقد رأى القاضي عنده بعض الرهبان فخاطب الراهب وقال له مستهزئاً: كيف أنت وكيف أولادك؟ فقال له قيصر: إنك مقدم علماء هذه الملة ولا تعلم أنَّ هؤلاء متنزهون عن الزوجة والولد فقال القاضي: فإنكم لا تنزهون الله عن الأهل والولد وتنزهون هؤلاء فرهبانكم أجلُّ وأعزُّ عندكم من الله تعالى فأفحموا جميعاً وباءوا بالذل والخزي

فقال بعض حاشية طاغية الروم للقاضي يريد أن يذلَّه بالخوض في موضوع الإفك الذي جرى لعائشة رضي الله عنها فقال للقاضي: اخبرني عن زوجة نبيكم عائشة وما قيل فيها فقال القاضي فوراً: قيل في حق عائشة ما قيل في حق مريم بنت عمران وعائشة لم تلد ومريم ولدت وقد برأ الله تعالى كل واحدة منهما فأفحموا ولم ينطقوا بكلمة [3] وحين وجّه سيدنا عمر جيشاً إلى الروم وفيهم صحابي يقال له عبد الله بن حذافه فأسره الروم وأتوا به ملكهم وقالوا له إنه من أصحاب محمد فقال له: هل لك أن تتنصر وأشرِكَك في ملكي وسلطاني؟ فرد عليه: لو أعطيتني ما تملك وجميع ملك العرب على أن أرجع عن دين محمد طَرْفة عين ما فعلت فقال: إذاً أقتلك قال: أنت وذاك فأَمر به فصُلب وأمر الرماة أن يرعبوه بالسهام وهو يعرض عليه و يأبى فأمر به فأنزل ثم دعا بقدر ضخم فيه ماء يغلى فأحرق يداه في الماء ثم دعا بأسير من المسلمين فألقي في الماء وهو يعرض عليه النصرانية ويأبى ثم أمر به أن يُلقى فيها فلما ذُهب به بكى فأعادوه إلى الملك فعرض عليه النصرانية فأبى فقال: ما أبكاك إذاً؟ قال: أبكاني أنك أمرت أن ألقى في القدر فأموت من ساعتي وكنت أشتهي أن يكون بعدد كل شعرة في جسدي نَفْس تموت في الله فقال له الطاغية: هل لك أن تقبّل رأسي وأخلّي عنك؟ قال له عبد الله: وعن جميع أساري المسلمين؟ قال: نعم قال عبد الله: فقلت في نفسي: لا أبالى أن أقبِّل رأس عدواً من أعداء الله يطلق سراحي ومعي أساري المسلمين فقبّل رأسه فدفع إليه الأسرى (ثمانين أسيراً) فقدم بهم على عمر فقال عمر {حقٌّ على كل مسلم أن يقبّل رأس عبد الله بن حذافه وأنا أبدأ فقام عمر فقبّل رأسه}[4] فانظر إلى عزتهم كيف كانت على الأعداء رفعة لشأن الإسلام وكيف كانت تلك العزة تذوب بينهم فتصير ماءاً زلالاً لينفعوا بعضهم كما قال تعالى { أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}

[1] عن أبي هريرة رضي الله، المستدرك على الصحيحين وابن مردويه والبيهقى [2] عن طارق بن شهاب: المستدرك على الصحيحين [3] آثار البلاد وأخبار العباد للخطيب محمد القزوينى وغيرها من المراجع[4] أخرج البيهقي وابن عساكر عن أبي رافع حياة الصحابة لمحمد بن يوسف الكاندهلوى كذا في كنز العمال وغيره

منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]
لسماحة الشيخ فوزى محمد أبو زيد




بــــووووركـــــتي