بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله لم أكن أتوقع أني في يوم من الأيام ستكون لي قصة , وأي قصة ؟؟
إنها قصة هدايتي ,,,, بل ولادتي من جديد !!
ولله الحمد من قبل ومن بعد
وجزاك الله خيرا شيختي الحبيبة على تشجيعك لي على الكتابة , وليس الكتابة فقط لطالما كنتي الحافز لي في أشياء كثيرة في حياتي منذ أن عرفتك ودخلت هذه الجامعه المباركة ,,
استئذن منك ميمتي فسوف أقتدي بك , وأقول أن لي ثلاثة مراحل في حياتي كانت هي السبب في هدايتي .
المرحلة الأولى :
عندما كنت أعيش في المملكة العربية السعودية , التي عشت فيها عشر سنوات ولله الحمد , فيها تربيت على شرع الله وعلى المنهج السليم وعلى الدين , فلقد سافرنا اليها وانا كان عمري اربع سنين .
عشت فيها اجمل ايام عمري وطفولتي كلها كانت هناك , وتشبعت بمباديء وعقائد هذا البلد الطيب بلد العلماء والمشايخ , كنت اعيش في المنطقة الشرقية في الأحساء بالقرب من الدمام .
أمي لبست النقاب من أول سنة ذهبنا فيها الى المملكة , وامي وابي في الأصل انهم ملتزمين ولله الحمد , وزاد هذا الألتزام منذ ذهابنا الى المملكة واصبح التزام على اس صحيحه ومباديء عقائدية صحيحه . حيث أنهما قبل السفر كانوا ينتمون إلى جماعه إسلامية ولا أحب أن أذكرها لأن الله سبحانه وتعالى سمانا المسلمين فليس هنا جماعات ولا فرق كما يحدث الأن , وبعد السفر ماشاء الله فتح الله عليهما بالتعلم الصحيح للدين وغيروا بعض الاشياء التي كانت خاطئة .
أعتذر اخواتي عن عدم الاكمال الان لان ابي يريد الجهاز
لي عودة بإذن الله .
السلام عليكم حبيباتي
بعد ان ذهبنا الى المملكة العربية السعودية , الحمد لله منَّ الله على امي بلبسها للنقاب , والحمد لله عشنا حياة مريحة من ناحية المصاريف المعيشية , ولكن بصراحة انا عشت عشر سنوات الله المستعان احسست فيها بمعنى الغربة الحقيقي , رغم صغر سني في ذلك الوقت
وكنت ابكي كل يوم عندما أجد نفسي وحيدة في البيت بعد ذهاب أمي للعمل < أمي مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة فئة المعاقين ذهنياً > , وذهاب اخواتي الى المدرسة وانا كنت ابقى مع ابي في البيت
كنت اشعر بالوحدة والغربة في نفس الوقت
كنت ابكي مراراً
اعيدوني الى مصر
اريد ان ارجع إلى جدتي
إلى حارتي وأصدقائي
سبحان الله ذهبت معهم أول سنة وكان عمري اربع سنين , السنة التي بعدها بقيت في مصر مع جدتي وأخوالي وجدي
حيث اشعر بينهم بالأمان والمحبة فأمي هي البنت الوحيدة والكبيرة ولها اربع من الأولاد , بقيت هذه السنة ودخلت مدرسة خاصة , ودرست الصف الأول الإبتدائي فقط
بعدها رجعت مع أمي الى المملكة , لأن أمي تعبت أثناء غيابي عنها , حيث كنت أنا الصغيرة والمدلة و
وقد أنعم الله عليَّ بذكاء وسرعة بديهة والحمد لله , سبحان الله هذه الصفات التي منَّ الله بها علي كانت ولله الحمد السبب في معاناتي لمدة سبع سنوات
رجعت إلى المملكة ودخلت الصف الثاني الإبتدائي وكانت بداية دراستي في المملكة , درست التوحيد والفقه والقرآن والحديث والتفسير والتجويد وباقي المواد العلمية
وكنت كل سنة أكون الأولى على رفيقاتي في المدرسة , وكانت المدرسات يعطوني الهدايا الكثيرة , ودائما أُكَرَّم في الطابور الصباحي , وعرفت في المدرسة بالممتازة والمثالية والمؤدبة , فكنت عند والديَّ محبوبة وقد قرت عينهما بي , وفي نهاية كل عام كنا نسرع الى الهاتف لأخبر جدتي أني نجحت وطلعت الأولى وأخبرها بموعد مجيئنا الى بلدي حبيبتي مصر .
كانت صديقاتي في المدرسة لا يحبوني لأني كنت متفوقة عليهن , حتى في الحارة التي كنت أسكن فيها كانوا لا يريدوني ألعب معهم , لأنهم بساطة يغارون مني , يا الله !!
بقيت على هذه الحالة من التفوق والإمتياز إلى الصف الخامس الإبتدائي
في الصف السادس بدء مستواي العلمي يضطرب , وبدأت المدرسات يشتكين مني , وهذا غير معتاد ,
وبدئت أهمل في نفسي , وأصبحت أنام لفترات طويلة جدا , ولم يعرف مستواي بالمرتفع او المنخفض , احيانا اكون في القمة واحيانا اكون في القاع , وأصبحت أمي غاضبة علي جدا
بدأت حالتي تزداد سوءاً يوما بعد يوم , وأنا لا أعرف ما الذي جرى لي
حتى أصدقائي , أصبحوا ينفرون مني , لأنهم تعودوا على الممتازة التي تساعدهم على حل الواجبات , في المواد العلمية وبالخصوص مادة اللغة الانجليزية , فقد كنت اقدم لهن المساعدات حتى يحبوني ويجعلوني العب معهم واتحدث معهم , لأني لا أحب الوحدة , ولكن بعد التدني الذي أصبح يرافقني يوما بعد يوم , فقدت كل شيء إلا واحده فقط
هي أختي الكبرى , هي إحدى التوأم وهي الكبيرة , هذه كانت أمي وصديقتي وأختى , اما أختي الأخرى كانت أمي تحبها كثيرا لانها طيبة ولا تحب التجربة مثلنا وليس عندها حب استطلاع هي فقط تريد أن تأكل وتنام وتستمع إلى الشرائط الإسلامية وتصلي .. فقط
لذلك كانت امي تحبها جدا جدا ,
بعد أن أنهيت الصف السادس الإبتدائي , انتقلت بعدها إلى المرحلة المتوسطة ( الإعدادية ) ودخلت الصف الأول الإعدادي , وهنا أصبحت حياتي تتسم بالفوضى وعدم الإستقرار , وبعدما ضاعت مني الراحة التي أناشدها في البيت , بحثت عنها خارج البيت , وتعرفت على بنات في هذه المدرسة , وقد اشتهرت هذه المدرسة بالسلوكيات السيئة جدا, ولكن كل مكان في العالم كما فيه شر فيه أيضا خير
كان في تلك المدرسة معلمة لازلت اذكر اسمها واذكر ملامح وجهها , هي مدرسة للمواد الشرعية وكانت في المدرسة الثانوية , ولكن ماشاء الله عليها نحسبها على خير والله حسيبها , كانت جميع الطالبات يحبونها , ويحبون حصتها كثيرا , كان لها اسلوب الله اكبر كالسحر , عندما تتحدث الى الطالبات كانت تستطيع ان ترق قلوبهن القاسية , وتجري على خدودهن أنهار الدموع الجارية . سبحان الله , وأي نشاط ديني في المدرسة كانت هي المسئولة عنه .
أما أنا كنت دائما أشعر بالضيق , والاختناق , ودائما دائما أبكي بدون سبب داعي للبكاء , وتعرفت على بنات ليس لهم هم إلا الموضه وأدوات التجميل وسماع الأغاني
لقد بحثت عن الحب والعطف والراحة خارج المنزل , وجدتها معهن , فكنا كثيرا ما نضحك ونمزح وكنت اذهب اليهن في المنزل واستمع معهن الى الأغاني , واستمع إلى قصصهن الغرامية مع الشباب , وأنا لم أتربى على ذلك , وأنا أعرف حق المعرفة أن هذا خطأ ويغضب الله تعالى , ولكني أستغفر الله لم أعمل حساب لربي ولكن كل ما أخاف منه هي أمي , أخاف أن تعلم بأمري , وبما يحدث أثناء لقائي بصديقاتي , كانت ترفض بشدة أن أذهب اليهن في البيت , وتقول أنا لا أحب اجتماع البنات مع بعضهن , لأن هذا يجلب المصائب والضياع للبنات , كنت اذهب اليهن بعد إلحاح شديد على أبي
, لأن أمي كانت ترفض أي شيء خطأ , كانت تعلم ان تجمعنا هذا لا يأتي من وراءه خير , لكنها لو أخذتني في حضنها وقال يا ابنتي يا حبيبتي أنا اخاف عليك , و
لما كنت عصيتها أبدا….
الصف الأول الإعدادي مر عليا كأسوأ مايكون في حياتي .
وكانت اخواتي التوأم في اخر مرحلة من الثانوية , وبعدها ليس لهم جامعة في المملكة فهم أجانب ليس من حقهم دخول جامعات في المملكة . وكان القرار أنهم سيسافروا الى مصر الحبيبة لكي يكملن الدراسة الجامعيه .
أما نحن فبقينا في المملكة لأن أختي الصغيرة عندها ثقبين في القلب . وكانت تعالج في المستشفى ولن نرجع الا بعد ان تكمل علاجها .
بعدها انتقلنا من الأحساء إلى منطقة أخرى بالقرب من الرياض اسمها حوطة بني تميم , وسافرا خواتي الى مصر ليقيموا عند جدتي واخوالي كما كنت انا عندهم من قبل , ورجعت انا وامي وابي واخي واختي الصغيرة الى المملكة .
كانت امي خائفة جدا على اخواتي من دخولهن الجامعه , اكثر مما تخاف اي ام على بناتها عند دخول الجامعه , لأنهما أتوا من دولة فيها عادات وتقاليد وتحفظات , الى دولة فيها عادات وتقاليد مختلفة جدا وفيها انفتاح وحرية غير ما تعودنا عليه , وايضا الاختلاط الغير معتاد علينا , فهناك المدرسة كلها نساء من طالبات ومدرسات وعاملات حتى البواب يكون زوج احدى العاملات حتى تقابله وتاخذ منه الطلبات الخاصة بالمدرسةاو تساعده في اي شيء
المهم كانت جدتي بمثابة الام الحنونة عليهم اكثر من امي , لاسيما وهي التي ربتهم عندما كانوا صغار قبل ذهابنا الى المملكة . وجدي واخوالي كالآباء لهم .
كنت احن كل لحظة الى اختي الكبيرة واعد الايام واليالي لاعود والتقي بها واجلس معها واحكي لها وتسمعني , ازدادت حالتي سوءا بعد انتقالنا الى هذه البلدة الجديدة
كنت اجلس في الفصل لا احد يتحدث معي لاني جديدة في المنطقه ولا اعرف فيها احد
يأتي وقت الفسحة الكل يخرج وانا ابقى بمفردي في الفصل , ليس عندي اصدقاء
اذكر اول مادخلت الفصل تسابقت الطالبات علي وكانت هذه اسئلتهم
ما اسمك؟
ما جنسيتك ؟
من وين جايه ؟
عندما كنت في الإجازة الصيفية في مصر , ذهبت إلى مدرس لغة انجليزية ودرست عنده منهج الصف الثاني الإعدادي وذهبت إلى مدرس اخر للرياضت لادرس عنده المنهج السعودي الخاص بالصف الثاني الإعدادي
قررت ان ابدء حياة جديدة بعيدة عن الذنوب والمعاصي التي كنت غارقة فيها , وقررت بداية عام جديد في منطقة جديدة
بدأت الدراسة وكنت متفوقة جدا في جميع المواد , الرياضيات وسبق شرحها لي وكذلك اللغة الانجليزية , أما اللغة العربية كان ابي يذاكرها لي والمواد الشرعية كنت انا اذاكرها ولله الحمد كنت متفوقة فيها جدا .
ولكن الوحدة كادت تقتلني , لا اخوات , ولا صديقات ,, بقيت وحيده مع نفسي والشيطان , اجلس وحيده بمفردي في غرفتي وأجلس ابكي بالساعات لا احد يعرف عني شيئا , وكنت انتهز فرصة غياب امي وابي عن البيت لأفتح التلفاز واستمع الى الاغاني او اشاهد مسلسل يسلي وقتي ويشعرني بالحنين الى بلدي واهلي والى سماع كلامنا المصري
نعود الى الظلام الذي كنت اعيش فيه , ياربي حتى زميلاتي كانوا لا يسلمون علي الا اذا كان في واجب يريدون نقله مني, واذا لم يكن في واجبات لا يسلمون علي , ولا يلقون علي حتى السلام , واذا مرضت فليس لهم علاقة بي , عادي فأنا لا اعني لهم شيئا الا لمصلحتهم ,
كرهت نفسي , وكرهت ان اكون متفوقة في دروسي , واصبح عندي اكتئاب شديد
كل هذا ولا احد يعلم عني شيء الا ربي سبحانه علام الغيوب , كنت الحمد لله متفوقة في المدرسة , لكن كان يحدث لي شيء غريب , اذا جاء وقت الامتحانات يزداد الهم والضيق ولا اعرف اذاكر اي شيء واذهب الى الامتحانات من غير مذاكرة فقط اعتمد على الله اولا ثم على ما فهمت من خلال الشرح في الفصل
وكان الجميع ينتظر ان اكون الاولى على الفصول كلها , لانه ذاع صيتي في المدرسة بين المعلمات والطالبات باني ممتازة و
وهنا تاتي الصاعقة اني حتى لم انجح بتقدير ممتاز
سبحان الله المعلمات يكاد يحدث لعقولهن شيئا , كيف , ولماذا
انتي كنتي تجيبين على الاسئلة في الفصل بتفوق , وكنتي متميزة ونشيطة , حتى الطالبات استغربن من ذلك .
ولكن هذا ما يحدث لي عند كل امتحانات , اشعر بالضيق والهم ولا اطيق الكتاب ولا المذاكرة .
وتاتي كلمات امي الجارحه لتهنئني بالنتيجه الغير متوقعه مني ,, ولكن ماذا افعل هذا قدر الله .
انتهت السنة الدراسية وعدنا لنقضي الاجازة الصيفية في مصر , وخلال الاجازة لم اشعر بالفرحة التي تغمرني بوجودي مع اخواتي واقاربي , بل كنت منعزلة عن الجميع وابكي كالعادة ولا اعرف سبب بكائي , حتى تحدثت مع ابي ووصفت له حالي وبعض الاشياء التي كنت اشعر بها لان ابي كان اقرب لي من امي وكان يسمعني اذا اشتكيت له وكان دائما يحدثني عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة ويحبهم الى قلبي .
فقلت له : بابا انا بحس بحاجات غريبه بتحصلي ,,
قال : بتحسي بإيه
قلت : انا دايما مخنوقة ومتضايقة وزهقانه وعايزة اقعد لوحدي
وفي حاجه غريبة بتحصلي كمان
قال : ايه الحاجة دي
قلت : لما بدخل الخلاء اعزكم الله , بعد ان اقضي حاجتي اجلس وقت طويل جدا في الخلاء لا اعرف لماذا ولا اشعر بالوقت الذي يمر علي وانا بالداخل الا اذا اتى من يريد ان يدخل او احد نبهني وطرق الباب , وايضا عندما اكون جالسه تكون يدي اليسرى فوق اليمنى وتكونان على شكل صليب والعياذ بالله , وعندما اسرع بالفكاك لا استطيع شيء ما يمنعني من فكها .
فقال : لا تقلقي خير ان شاء الله ساعرضك على طبيب نفسي
لكن ابي عرضني على طبيب نفسي , وذهبنا , ودخلت امي معي عند الطبيب , وكل ما يسألني لا اجيب الله المستعان كأن شيء يربط لساني لا استطيع ان اتحدث , وبعدها قال لي : ماما تخرج بره ؟؟
قلت يا عم الحاج ماكان من الصبح لسه فاكر
قلت : نعم
فخرجت امي : )))
وقال لي : يلا قولي مالك
بتحثي بايه < الطبيب كان عنده كل الحروف ضاربه عاملة حادثة >> يعني يتحسي بإيه ؟
لا استطيع التحدث , شيء ما يخنقني بشدة كلما اردت التحدث
فأخذ يطرح علي الاسئلة وانا اجيب بنعم ولكن نعم كانت تخرج بصعوبة واحيانا اهز رأسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الحبيب صلى الله عليه وسلم (( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون )) .
بعد ان طرح عليَّ الطبيب عدة أسئلة لكي يشَّخّص من خلالها حالتي , كتب الدواء المناسب لحالتي , بعد ذلك تحدث إلى أمي وقال لها لا تتركوها بمفردها لأنها ممكن تأذي نفسها , وحاولي أن تأخذيها معك في كل مكان تذهبين إليه , واشغليها معك .
نزلت هذه الكلمات على مسامع أمي كالرعد , أمي تحبني جدا ولا تريد أن يصيبني أي مكروه , لذلك هي لا تتحمل أن أقول لها أنه يصيبني مثل هذه الأمراض السيئة , هي تريد أن أشتكي فقط من صداع في الرأس , أو اشتكي من الزكام , أو مغص , ولكن هي لا تتحمل أن يصيبني أكثر من هذا .
لذلك عندما كنت أصف لها ما أشعر به , كانت لا تصدقني أو لا تريد أن تصدقني , وتظن أني أدّعي ذلك , وكانت دائما تقول لي الإنسان الذي يدعي المرض بصفة مستمرة يصيبه الله بالأمراض دائما .
بعد أن أخذت العلاج الذي وصفه لي الطبيب , والذي جعلني أنام لمدة يوم كامل أربعه وعشرين ساعة نوم متواصل وإذا أخذت هذه الحبوب بعد دقائق يبدء مفعولها فلابد أن أنام وإلا سقطت في أي مكان من شدة النوم الذي يحل علي .
أمي خافت علي من هذه الأدوية وقالت لي لا تأخذيها أنتي ليس فيك مكروه , ولا تأخذيها وفعلا سمعت كلامها ولم آخذها , وقد كتب لي الطبيب على إعادة , فرفضت أن أعود إليه مرة ثانية , أتعرفون لماذا ؟؟
لأني وجدت أن ما أشعر به من الأشياء التي تحدث لي هي لا تساوي شيئا بجانب ما رأيته هناك في عيادة الطبيب , الله المستعان , والحمد لله على نعمة العقل ونعم كثيرة , بالمقارنة مع المرضى الذين رأيتهم فأنا سليمة جدا .
فمنهم من يكلم الحائط , ومنهم من ينظر إليك نظرات مريبه , ومنهم من يصدر عنه أفعال غريبة جدا ..
فالحمد لله وجدت اني ليس بي شيئا بالمقارنة معهم
فطلبت من أمي أن لا تعود بي إلى هذا المكان مرة أخرى , وبعد ذلك انقضت الإجازة الصيفية وسافرنا الى المملكة مرة أخرى .
بدأت أمي تهتم بي بعد ما ألم بي من المرض النفسي , فجزاها الله عني خيرا قد ساعدتني على الإلتحاق بمدرسة تحفيظ القرآن الكريم , وفيها حفظت خمس أجزاء ولله الحمد وكنت في الصف الثالث الإعدادي .
وساعدتني أيضا أن ألتحق بحلقات التحفيظ بعد العصر وقد كانت في نفس المدرسة , ولله الحمد والمنة حفظت أيضا خمس أجزاء . وأصبحت أحفظ عشرة أجزاء .
فكانت أمي فرحة جدا بي وكأني بدأت أعود إلى سابق عهدي بالتفوق الذي ابتعدت عنه لمدة سنتين , وبدأت العلاقة تتحسن نوعا ما بيني وبين أمي ولكن الحواجز التي بنيتها بيني وبين أمي منذ سنين لم تتكسر بسهولة إلى ذلك الوقت فكانت العلاقة بيننا جيدة جدا وليست بالممتازة , لعل كلمات الطبيب تركت أثر في قلب أمي الحبيبة .
وأذكر عندما جاء نهاية العام الدراسي وكان هناك حفلة لتكريم الحافظات للقرآن , وقد حصلت على تقدير ممتاز وحصلت على خمسمائة ريال . عندما نادت المعلمة على اسمي وذهبت لأتسلم جائزتي وعدت إلى أمي ..
الله أكبر ..
أمي ماذا فعلت ؟؟!!
لقد قبلتني وعانقتني !!
امي لقد اشتقت لذلك منذ زمن بعيد
امي اين كانت هذه القبلة
ماما بحبك والله
ليه بعدتي عني
غفر الله لي ولك
وسامحني الله وسامحك يا امي
امي انا التي كنت اقرب اخوتي اليك
ماذا جرى لحبك لي
لماذا اصبحت افهمه بالعكس
باربي
لن أنسى تلك الحظة التي قبلتيني فيها يا ماما
ندمت أشد الندم على بعدي عنك
حتى لو كنت قاسية
لكني لم أفهم أن قسوتك هذه هي خوفا علي وحبا في ابنتك
آآآآآه يا امي لو تعلمي ما بداخلي من الآلام وأنا أكتب هذه الكلمات
أود أن أقبل قدميك يا امي
لا إله إلا الله
لأمك حق لو علمت كبيرُ
كثيرك يا هذا لديه يسيرُ
وكم ليلة بات بثقلك تشتكي
لها من جواها أنَّةٌ وزفيرُ
وفي الوضع لو تدري عليها مشقةٌ
فكم غص منها الفؤاد يطيرُ
بهذا تنتهي المرحلة الأولى من حياتي , بانتهاء الصف الثالث الإعدادي , وكانت اخر سنة لنا في المملكة , فلقد كان اهل حوطة بني تميم اهلٌ طيبون , ماشاء الله عليهم يطبقون السنة بحذافيرها , ويطبقون الشرع والدين كما جاء ماشاء الله , والدعوة إلى الله متوفرة في هذه البلدة بشكل رهيب , الآلاف من الكتيبات والشرائط الإسلامية توزع في الخير , لقد عشنا فيها سنتين لكن هاتين السنتين كانتا عصر التدين الشديد لأمي وأبي وأنا أيضا , ازداد الإلتزام في هذه البلدة المباركة , وازداد تمسك امي بالدين ..
وفي نهاية هذه المرحلة بدأت بأشاي غريبه جدا هذه المرة تختلف عما سبق , لم أفهم معناها إلا بعد سنين ,,,
وها نحن نعود إلى بلادنا الحبيبة مصر , وكان هذا الحلم المنتظر بالنسبة لي , أن أعود وأعيش بين أحضان أهلي وناسي , فكم كنت أحن إليهم في كل لحظة تمر بي .
العودة إلى مصر ليست بالشيء الهين
سألاقي من الفتن الله المستعان ما ظهر منها وما بطن
كيف سأقف أمام هذه الفتن
كيف ستكون علاقتي بأمي هذه المرحلة المقبلة
ماذا يصيبني من تدهور في الحالة مرة ثانية بعد أن أسترجعت قواي
هذا ما سيكون في المرحلة الثانية من حياتي ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتهت اخر سنة لنا في المملكة , وانتهى رزقنا الذي كتبه الله لنا في هذا البلد المبارك , ودعنا الأحبة , وكانت الأحزان تعلو الوجوه , والدموع تسيل , ولكن هذا قدر الله ..
بكى لفراقنا أناس كثير , أحبناهم و أحبونا واجتمعنا في غربة , لكن على حب الأخوة في الله , فسلمنا على جارتنا المصرية أم محمد , وجارتنا الفلسطينية أم علاء والآخرون ودعناهم على أمل القاء في الجنة إن شاء الله , كما سألتقي بكم إن شاء الله .
لئن لم نلتقي في الأرض يوماً
وفرق بيننا كأس المنون
فموعدنا غداً في دار خلدٍ
بها يحيا الحنون مع الحنونِ
كانت الفرحة تغمرني وتعلو محياي , أخيراً سأعود إلى موطني الأصلي , سأعود لكي استنشق هواء بلدي , وقد كنت استنشقه منذ وصول الباخرة إلى الميناء المصري , وكأن هواء البحر يعانقني , أجمل لحظة عندما أنزل من الباخرة إلى أرض ميناء سفاجا المصري , وكنت عندما تقترب الباخرة من الميناء , كنت أود أن أسبح في البحر إلى أن أصل إلى البر , لم أكن أتحمل أي لحظة تؤخرني عن الوصول , لم أكن أطيق أن تقف الباخرة وينزل من فيها السلاسل لكي ترسي على الرصيف …
يا الله كم هو إحساس جميل , والناس من حولي كلهم يتكلمون بنفس لهجتي , وجوههم , وتصرفاتهم وعاداتهم , لقد كنت منذ لحظة وصول الباخرة أقف هكذا أمام كل شيء وأتأمله , وأسأل أمي دائما لماذا يقولون هذه العبارة , لماذا يأكلون هذا , لماذا يرتدون هذه الملابس , لماذا ,, لماذا ,, لماذا ,, هذا السؤال تكرر تقريبا لمدة سنتين منذ وصولنا , لأني قضيت عشر سنوات من عمري بعيده عن مصر , فبالتأكيد أن كل شيء يكون غريب نوعا ما بالنسبة لي , وكان كل شيء من حولي يثير فضولي أن أعرف سببه , ولماذا , وأين و .
بدأنا حياة الإستقرار وكل منا ينظم حياته الجديدة , وقامت بعض المشاورات هل سألتحق بالثانوي العام أم الثانوي الأزهري , عام أم أزهر ؟؟؟
في النهاية استقريت على الثانوي العام , وكانوا يقولون انتي جئتي من السعودية وحافظه عشر اجزاء ودرستي المواد الشرعية هناك , يعني ليس من الداعي أن تلتحقي بالأزهر , يكفيكي ما درستي من المواد الشرعية , ويكفي أن تضعي كل اهتمامك بالمواد الأخرى .
بدأت اتصل بصديقات الطفولة , واتفقت معهن على الدروس الخصوصية في المواد المهمة , ودخلت الصف الأول الثانوي وأنا حلمي وقتها أن أصبح دكتورة أطفال , سبحان الله تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .
وجاء موعد بدء الدراسة , وبدء العام الدراسي الجديد , وتوجهت إلى المدرسة في الصباح الباكر , وأنا أرتدي خماري وحقيبتي , ودخلت من البوابة الخاصة بالطالبات , وانتظم الطابور الصباحي , وهنا المفاجأة والضحك …
بدئت طالبة تتحدث في المذياع وبعد أن القت كلمة على مسامعنا , أخذت منها مدرسة الألعاب المايكرفون , وصاحت فينا
مدرسة صفا
ماهذا الطالبات جميعهن يتحركن إلى اليمين !!
مدرسة إنتباه
ياربي !! الطالبات يرجعن إلى ماكانوا عليه من الوضع المنتظم في الوقوف !!
مدرسة صفا
يتحركن إلى اليمين !!
مدرسة انتباه
يعدت مرة اخرى
:)) وأنا أقف كالبلهاء في مكاني ولا اتحرك , واستغراب ودهشة غريبة جدا , ماذا يفعلون ؟؟
أول مرة أرى مثل هذه الحركات , وصاحت بي المعلمة قائلة : << انتي يا ماما ماتتحركي ولا لسه نايمه على نفسك , اتحركي يا حبتي , وريني شغلك >>
ابتسمت ابتسامه غبيه وأومأت لها برأسي و لم أتحرك من مكاني ..
بعد ان انتهت المعلمة من تمارين الطابور << طلعت تمارين وانا مش واخده بالي .
صعدنا إلى فصولنا , وجلست في مقعدي , وكل طالبتين في مقعد مع بعض , وبدأت الحصة الأولى .
وهنا المفاجأة << ياربي مفاجأة تلو الأخرى في بلدي الحبيبة
دخل المعلم ..
يا حلاوة
معلم!!
يعني مش معلمة كما تعودت ان تشرح لي معلمة في الفصل ,, الله المستعان
كيف سأنظر إليه وهو يشرح , وأنا إن لم أنظر إلى المعلمة لا أفهم , كيف سأستفسر منه عما لا أفهمه , كيف سينادي على إسمي لأجيب عن الأسئلة .
كنت دائما أخجل من العلمين , وكنت أجلس في الفصل كالمقعد الذي أجلس عليه , كنت ألاحظ ما يفعلنه البنات , من حركات وكلمات , من ملابسهن وطريقة لبسهن للحجاب , من المزح مع المدرسين , والمزح مع بعضهن البعض , كنت ألا حظ التفوق من حولي , ماشاء الله على تفوق الطالبات , أشعر وكأنهن عبقريات , وان اسماء الممتازة في المملكة , تكاد تكون صفر على اليسار بالمقارنه معهن , ماشاء الله ,
الناس من حولي وضعوني في مكانة لم أكن أستحقها , كانوا دائما ينظرون إليّ على أني بنت الصالحين , أمي منتقبة وتساعد الناس المحتاجين , وأبي شيخ وجميع الناس يحبونه , ويلقي المحاضرات في المسجد , إذا سمعه السامع ظن أنه الشيخ كشك عليه رحمة الله , وكان أبي يحبه جدا لدرجة أنه رآه في المنام أكثر من مره وقال له أبشر أنت في الطريق الصحيح وأنت مع أبو بكر والرسول صلى الله عليه وسلم , وأيضا من شدة حب أبي لعمر بن الخطاب , رأى رؤيا بأنه ينادي امي بأم عمر وقد كانت حامل أثناء هذه الرؤيا , وعندما وضعت أخي سميناه عمر و وقد رأى أبي عمر بن الخطاب في رؤيا , وقال لي عندما قرأت في الكتب عن وصف عمر بن الخطاب تأكدت أن الرؤيا كانت حق وأنه كما رأيته في منامي , سبحان الله
كانت نظرة الناس لي ولأخواتي البنات أننا بنات ملتزمات ونرتدي الخمار , وانا حافظه عشرة أجزاء , وأخذ الناس يسألوني في بعض الأشياء فكنت أجيب بما تربيت عليه هناك في المملكة وبما درسته أيضا ,
كل هذا جعلني أرى نفسي والعياذ بالله , وظنت وقتها أني قد وصلت الى نهاية العلم , ولم اعد بحاجه الى تعلم اي على شرعي بعد الذي تعلمته في المملكة .
انشغلت أمي في عملها , وأبي في عمله , وأخواتي في الجامعه و أنا في المدرسة والدروس الخصوصية , كنت أقضي فيها كل الوقت منذ خروجي من المدرسة
وكنت أرجع الى البيت متعبة جدا , وأحيانا لا أهتم بالطعام كما أهتم وأتوق إلى السرير الذي ألقي عليه مشقتي وعنائي طوال اليوم .
كانت هذه الحياة عادية جدا بالنسبة لصديقاتي لأنهن بساطة تعودن عليها , أما أنا فقد جئت من الراحة والرفاهيه ,إلى المشقة والعناء مابين مدرسة ودروس .
فلم أكن أفعل شيء سوى أني أستيقظ من نومي ارتدي ملابسي وأفطر و أذهب إلى المدرسة وأخرج من المدرسة أذهب الى الدروس وأعود إلى البيت في اليل , ألقي بحقيبتي على الأرض وأنام على السرير دون أن أنزع ملابسي .
وهكذا يوم بعد يوم واسبوع بعد اسبوع وشهر بعد شهر الى ان جائت نهاية الفصل الدراسي الأول وجاء وقت اعلان النتيجة …
كانت النتيجة أني رسبت في ثلاثة مواد , الهندسة والجبر والكيمياء
الله المستعان , وكان الأمر عادي جدا بالنسبة لي لانه كان شيء متوقع من طالبة ليس لها من دراستها سوى النوم والمشقة في الشوارع طوال اليوم .
وبختني أمي شديدا , وأسمعتني كلمات يندى لها الجبين , ولكن لا يلام المرء على تقصير ليس من صنعه , لم أجد من يوجهني ولا من يأخذ بيدي , فأمي تعودت على أن ابنتها ممتازة وتحصل على الدرجات العالية و
ولكنها صدمت , سبحانك ياربي …
بدأت اتعلم كيفية المذاكرة وشيئا فشيئا , بدأت الأمور تسير على مايرام , وجاء النصف الثاني من الدراسة والحمد لله نجحت في السنة الأولى من الثانوية العامة .
وجددت النية , أن اجد واجتهد لكي أحصل على مجموع عالي لألتحق بكلية الطب كما كنت أحلم دائما , وكما كانت أمي تقول دائما بأني سأكون طبيبة
كل هذا وانا بعيده عن القران , لم افتح المصحف طوال هذا العام الا في رمضان وكانت مرات نادرة جدا , بدأت انسى ما حفظته شيئا فشيئا .
نسيته تماما الا بعض السور من جزء عم , الله المستعان , لم يكن عندنا هم اكبر من الدراسة والثانوية العامة والمجموع العالي و
جائت السنة الدراسية الثانية , واعوذ بالله من هذه السنة , بدأت معاناتي مع الدراسة أصحو مبكرا واذهب الى المدرسة وبعدها الى الدروس الخصوصية وبعدها الى البيت , ولكن هذه السنة بدأت أشعر بألآم شديدة في رأسي .
كنت أشعر بدوار وصداع معاً , وكنت أحلم دائما بأن هناك قسيسين يمسكون الصليب ويطوفون في الكعبة , والعياذ بالله ,
وإذا أمسكت بالكتاب لكي أذاكر أشعر بدوار شديد في رأسي لدرجة أن رأسي يسقط مني وأمسكه بيدي ولا أقدر على حمله , فأسارع بغلق الكتاب وأذهب إلى النوم .
أعتذر عن إكمال القصة لأنه كالعادة أبي يريد الجهاز
انتظروني في الحلقة القادمة من المرحلة الثانية .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت دائما أرى في منامي أن قسيسين يمسكون بالصليب ويطوفون بالكعبة , وكنت أرى أيضا كلب لونه بني وأنا خائفة جدا جدا منه , بدأت أشعر بأعراض غريبة جدا منها أيضا أني عندما أجلس لكي أتناول الطعام أشعر بألم شديد في جميع جسدي وأترك الطعام وأذهب إلى الفراش وأستلقي عليه وأنام , أو أحياناً أخرى أكل بشراهه ولا أشعر بالشبع أو أني أكليت كثيرا , كنت أنام بصفة مستمرة ولا أشعر بأني نمت , وعندما كنت أكتب حرف t في اللغة الانجليزية كنت أراه على شكل صليب أو أكتبه على شكل صليب , أعوذ بالله
تركت صلاتي وإن صليت فبعد التسليمتين لا أعرف إن كنت صليت أم لا فبمجرد أن أدخل في الصلاة يشرد ذهني فلا أدرك شيء الا عندما أسلم وأقول لنفسي هل أنا صليت أم لا ولكن أعلل ذلك بأني لو لم أصلي لما وصلت إلى التسليمتين .. الله المستعان
كانت أيام صعبة جدا , دائما كنت أشعر بضيق في صدري , واختناق , واذا ضحكت وجلست مع اصدقائي , بعدها مباشرة اجلس ابكي لفترات طويلة ولا اعرف ما السبب .
كهذا كان حالي , بعدت عن ربي وعن طاعته , كان شيء ما يصدني عن العبادة وعن الطاعة , ودائما كنت أشعر بألم شديد في ذراعي الأيسر , فيحدث فيه تنميل ويصبح لونه أزرق ويصبح ثقيلا لدرجة أنه يكاد أن يسقط من جسدي , أحيانا كانت زميلاتي يحملن لي حقيبتي من شدة الألم .
أمي كانت تظن أن آلآم ذراعي الأيسر ممكن يكون لها علاقة بالقلب لأنه في جهة اليسار , وأتذكر أننا عندما كنا في اخر سنة في المملكة ذكرت لها ولأبي ذلك الألم الذي أشعر به في ذراعي , كانت تقول هو من شدة البرد , اشربي مشروب دافيء وإرتدي ملابس ثقيلة ويزول عنك الألم , وعندما كنا في فصل الصيف ذكرت لها هذا الألم أيضا فلم تعرف ما السبب ولم تلق له بالاً , ظناً منها أنها أوجاع بسيطة وستزول إن شاء الله
ولكن الألم اشتد , وكل يوم الحالة في تدهور , والحالة تزداد سوءا , وأنا ابتعد أكثر عن ربي …
ازدادت آلام رأسي وشعوري المستمر بالدوار والصداع في آن واحد , وبين الفينة والأخرى كان يظهر الألم في ذراعي .
ولا بد للوادي أن يحيض ….
جئت في يوم من الأيام وأنا أبكي أثناء سيري في الشارع وصلت البيت وأنا أبكي من شدة الألم الذي أشعر به في رأسي . فلم أعد أتحمل أكثر من هذا العناء ,
هنا تنبهت أمي لأمري , وجدت أن ما يحدث لي غير عادي , أنا لم أخبرها شيئا عن احلامي او عن الام ذراعي التي كنت اشعر بها , ولكن ماكنت اشتكي منه بصفة مستمرة هو الام رأسي .
لا أعرف لماذا طلبت أمي من أبي أن يذهب بي إلى شيخ ليقرأعلي , وقد طلبت منها هذا الشيء عندما كنا في المملكة وقلت لها يا أمي أريد أن أذهب إلى شيخ ليقرأعلي , وقتها أسمعتني كلمات جارحه وقالت لا تشغلي بالك بمثل هذه التفاهات , ولا تدعي الأوهام والأمراض , اقرئي على نفسك أفضل , ولم تخبرني كيف أقرأ على نفسي وما هي الأيات التي أقرأها , ولم تساعدني وظنت أن هذا دلع زائد مني أو أني أشغل بالي بأشياء ليس لها وجود ..
فسبحان من يقول للشيء كن فيكون , اتصل ابي بأحد أصدقائه كان لديه خبره بمثل هذه الأمور , وشرح له بعض الأشياء التي يلاحظها علي وإن كان لا يلاحظ شيئا سوى اني اشتكي من وجع في راسي , فقال له الاخ الذي كلمه ابي : اعمل لها اختبار لكي نحدد ماهي حالتها , عين ام سحر ام مس … عافاكم الله .
فقال لي ابي : قولي بسم الله أوله وآخره وخذي نفس , واستمري على ذلك لمدة خمس دقائق , فعلت ذلك
بسم الله اوله واخره
نفس
بسم الله اوله واخره
نفس
لم استطيع ولم اطيق ان اكمل سوى دقيقتين وبدأت اشعر بدوار في راسي وجعلت ابكي بكاءا شديدا ولا اعرف ما السبب وشعرت برودة في جسدي كله واختناق
قال ابي سنذهب غدا الى الشيخ ليقرأ عليك .
واتصل به وحدد معه موعد
وذهبنا في اليوم التالي : دخلت انا وابي وعمي الى منزل الشيخ , وضع يده على راسي وبدا يقرأ اوائل سورة البقرة
بدء ذراعي الايسر يهتز ويهتز
وبدء راسي يثقل بشده لدرجة ان الشيخ لم يكن قادرا على الامساك براسي
فقال الشيخ بعد ذلك اني مصابه بسحر والعياذ بالله
وقرأ لي على ماء وامرني ان اشرب منه واتوضأ منه وامرني بالاذكار والمواظبة على الصلاة وختم سورة البقرة كل ثلاثة ايام
حزنت امي شديدا , ولم تكن تصدق مايحدث لي , وان هذا السحر خاص بمذاكرتي وانه يصدني عن المذاكره
ياربي …
انا لن اسامح ابدا اي انسان تسبب في إيذائي او إيذاء المسلمين وحسبي الله ونعم الوكيل على كل من يفعل هذه الأشياء .
لم اتمكن من المواظبة على اي شيء مما قاله لي الشيخ , لاني بساطة لم اجد من يعيني على ذلك فقد كنت مشغوله في دروسي , لدرجه ان الصلوات كانت تضيع مني وانا خارج البيت , وبقيت هكذا مدة طويلة الى ان جاء وقت الامتحانات , وكثرت المشاحنات بيني وبين امي بسبب عدم المذاكرة لكن والله كان هذا خارج عن ارادتي , عندما كنت امسك بالكتاب وابدء في التركيز والمذاكرة يصيبني التعب واترك الكتاب واقوم
عندما كانت امي تتصل بالمدرسين وتسألهم عن مستواي الدراسي كانوا يقولون لها : اسماء ماشاء الله عليها ذكيه جدا وعندها سرعة بديهه وتفهم المعلومة من اول مرة
ولكنها لا تذاكر , تعتمد فقط على فهمها للدرس , واحيانا تكون ممتازة جدا واحيانا تكون ضعيفه جدا , حالها عجيب , لا يستمر على شيء معين , يرتفع وينخفض , نحن نستغرب منها جدا .
سبحان الله كان ابي يقول لي دائما هذا ابتلاء والمؤمن مبتلى عليك ان تصبري , كنت ابكي لان حالي لا يعجبني
كنت اشتاق ان امسك بالكتاب واذاكر كبقية الطالبات
كنت اشتاق لان اصلي واشعر بحلاوة مناجاة ربي
كنت اريد ان اسعد امي وابي وان احقق لهما ما يتمنونه
كنت اريد ان اصبح طبيبة كما ارادت امي
لكن…….
لم استطيع فعل هذا , لم ياخذ بيدي احد , هذه الاشياء تحتاج لصبر ايوب , امي وابي كانوا يكتفون بتوجيه النصائح فقط , ويعتمدون على اني انسانه عاقله وفاهمه واعية لكل شيء , لكن انا بشر
انا بشر
انا انسانه
انا لست ملاك حتى تكون افعالي كلها صحيحة
ولست شيطان حتى تكون افعالي كلها خاطئة
لقد حاولت كثيرا ان ارقي نفسي , ولكن الاوجاع التي كنت اشعر بها كانت تمنعني من المواظبة والاستمرار
كان الشيطان يصدني
وانا كنت مستسلمة له ولنفسي
اكتب كلماتي هذه ودموعي تسيل على خدي
نعم لقد ضاع الكثير مني بسبب هذا الشيء الذي اصابني , وكان كل من حولي مشغول بنفسه وبحاله .
لم اجد من يساعدني وياخذ بيدي ويقويني على هذا الشيء الضعيف
بل كنت أُلام وأُوبخ , واتهم باني مقصرة , كانوا يحملوني المسئولية كاملة , كيف لي ان اقوى على هذا وانا لا اصلي ولا اقرا القران
كل همي ان اذهب الى المدرسة وان احصل على مجموع عالي , لم يذكروني بالله ولم يعطوني شريط اسمعه ولا كتيب اقرأه
فقط
ذاكري
حتى تحصلي على مجموع
الاطباء والعلماء سهروا اليالي وتعبوا من اجل تحقيق الهدف
سنفتح لك العيادة
بل مستشفى
سيقال عنك الطبية فلانه بنت فلان
فقط
هذا ما كنت اسمعه
جاء موعد الامتحان ومرت علي الايام صعبة جدا , وحصلت في النهاية على مجموع منخفض جدا جدا
ومرضت امي بسبب حزنها
وبعد ان مرت الايام واليالي , وبدء الاستعداد للمرحلة الثالثة والاخيرة من الثانوية العامة , تحدثت معي امي ونصحتني بان اجتهد حتى ادرك ما فاتني , وسمعت نصائحها وعدتها بان اجتهد واذاكر ,
ولكن حدث المعتاد من امري
لا استطيع المذاكرة
ولم اجرؤ على مصاحبة البنات الممتازات لاني اقل منهن وليس لديهن وقت يضيعنه مع امثالي من المتاخرات , فكان لدي صديقتان , لم يكن لديهما كلام او حديث الا عن الاغاني والشباب والمعاكسات , وكانوا يقولون اني الشيخه بتاعتهم لاني كنت ارتدي الخمار ,
في هذا الوقت كانت التي ترتدي الخمار ماشاء الله لابد ان تكون ملتزمه حق الالتزام , والتي ترتدي النقاب تكون خلاص وصلت الى اخر درجة من درجات التدين والالتزام .
تعلمت منهن سماع الاغاني, فكنت اتبادل معهن الاشرطة , واسمعها في الخفاء من دون علم والديَّ , لانهم اذا علموا بامري سيضربوني , كانت هاتين الصديقتي يفعلون اشياء كثيرة كنت ارفضها ولم اكن احب ان افعل مثلهما , ولكن قل لي من تصاحب اقول لك من انت !!
نظرة الناس من حولي اني افعل مثلهم
فكنا كثيرا ما نضحك بل كل كلامنا ضحك , واحيانا نظر الى بعضنا ونضحك ضحكا شديدا , كنا نسخر من المدرسين ونسخر من بعض الطالبات , وندندن بالاغاني التي كنا نحفظها , لكن خارج المدرسة فانا ليس لي علاقة بهما . فقط داخل المدرسة كنت اجلس معهم .
لان طريقة مشيهم في الشارع لا تعجبني , وملابسهم الضيقو وارتداءالبنطال الضيق الذي يكشف اكثر مما يستر كان لا يعجبني ذلك .
وكنت اخجل ان امشي معهم .
استمر بي الحال على هذا الوضع , وتدهورت علاقتي بامي , واصبح في بيتنا شجار دائم ومستمر , امي من ان تصحو من نومها الى ان اعود الى البيت وهي تصرخ وتوبخ و
والله كان الله في عونها .
فابي مريضا وهو مشغول بعلاجه ومرضه , فكانت امي تقوم بدور الام والاب معاً .
اوشكت السنة الدراسية على الانتهاء وحان موعد الامتحانات
وظهرت بعد ذلك النتيجه وكانت اني رسبت في مادة الفيزياء
مرضت امي اكثر واكثر , واذكر يومها دخلت غرفتها استلقت على فراشها واغلقت الباب عليها , ولم ترد على الهاتف في هذا اليوم .
وكأن في بيتنا عزاء
وانا ايضا مرضت مرضا شديدا , فكنت استيقظ من نومي ابكي من شدة التعب , واركض الى الخلاء لكي اتقيء فلا استطيع
ولم اكن اقدر على الجلوس ولا النوم ولا اي وضع كان يريحني
الى ان جاء موعد امتحان مادة الفيزياء ودخلت الامتحان والحمد لله كما دخلت كما خرجت لا اعرف ماذا كتبت ولا ماذا تركت !!
الفترة مابين انتهاء امتحان مادة الفيزياء الى ظهور النتيجه مهما قلت انها صعبة , فأنا عاجزة عن وصفها تماما
انقطعت صلتي بامي , لم تعد تتحدث معي, كنت اجلس في غرفتي لا اخرج منها , في هذه الفترة واظبت على الصلاة , صرت اقوم اليل وابكي وادعو الله ان يرزقني النجاح , واستغفر على ما فرطت في جنب الله .
والحمد لله ظهرت النتيجه والحمد لله نجحت : )
شهيق
ياربي بظهور هذه النتيجه انتهت الفترة الثانية من حياتي
واشرقت شمس حياة جديدة يملؤها الأمل والطموح , وتملأها رغبة في إصلاح ما أفسده الشيطان والنفس الأماره بالسوء وصحبة السوء .
رغبة شديدة وملحة من داخلي ان اتغير الى الأفضل
ولكن هل سيتركني الشيطان اعيش حياتي هنيئة ؟
وهل سأتغلب عليه ؟
وكيف سيكون حالي مع دخولي للجامعه ؟
وكيف ارتديت النقاب ؟
هذا ما سنعرفه في المرحلة الثالثة ان شاء الله
اعرف اني طولت عليكم ولكن اعذروني انتم من شجعني على الكتابة فلازم تتحملوا : )