التصنيفات
منوعات

الدعوة إلي الله في السلوك اليومي

الدعوة إلى الله في السلوك اليومي

د. يوسف بن عبد الله التركي

إن الدعوة الى الله جزء من حياة المسلم اليومية في بيته ومع أسرته وفي عمله وطريقه ومع زملائه وفي جميع أحواله ، قال تعالى " ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين "

وإن من أعظم وسائل الدعوة الى الله السلوك العملي للداعية وثبات المسلم على مبادئه وأخلاقه التي هذبه بها دينه الإسلامي الحنيف ، فالطبيب المسلم يدعو الى الله بسلوكه قبل قوله لأن تأثير الأفعال أبلغ من الأقوال ، والإيمان كما هو معلوم ما وقر في القلب وصدقه العمل ، لذا فإن إلتزام الطبيب المسلم وإتقانه لعمله وحرصه الشديد على مرضاه وأدائه لما أوكل إليه من مهمات على أكمل وجه ومراقبة الله في ذلك ، وحسن تعامله مع مرضاه وزملائه ورؤسائه ومرءوسيه من أعظم الوسائل التي تأسر القلوب وتعطي صورة مشرقة للطبيب المسلم ، أما عندما يكون الطبيب المسلم مهملاً في عمله كسولاً لا يتقن ما أوكل إليه من مهمات فإن ذلك ينفر القلوب من حوله ولا يكون لدعوته تأثير على الآخرين .

وإن العودة لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين والتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته وأخلاقه فهو القدوة لهذه البشرية قال تعالى " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً "

وهكذا يرى المسلم كيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن سلوكاً عملياً في حياته اليومية في بيته ومع أزواجه رضوان الله عليهن أجمعين ومع أصحابه رضوان الله عليهم ، بل وحتى مع أعدائه من الكفار والمنافقين ، يتأدب بآدابه التي شرعها الله قال تعالى " وإنك لعلى خلق عظيم " وعن عائشة رضى الله عنها قالت " كان خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم القرآن " رواه مسلم .

وعن أنس رضي الله عنه قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً " متفق عليه .

إن الدعوة الى الله تحتاج الى إخلاص العمل لله عز وجل وإصلاح النفس وتهذيبها وتزكيتها وأن يكون لدى الداعية فقه في الدعوة الى الله وفق منهج الله الذي شرعه لعباده ، وهذا الجانب يحتاج من الطبيب إلى التفقه في الدين في الأمور التي تواجهه في ممارساته اليومية ، وسؤال أهل العلم قال تعالى " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " ومجالسة العلماء وحضور بعض حلقات الذكر وطلب العلم في مجال التخصص .

ولكي نحاول أن نترجم أقوالنا إلى سلوكيات يومية في حياتنا فدعونا نبدأ هذا اليوم الجديد في حياة طبيب مسلم في بداية مشواره العملي ، وهو يذهب في الصباح الباكر إلى عمله في المستشفى أو المركز الصحي وهو يستشعر النية فينوي بعمله التقرب إلى الله وإعانة إخوانه المرضى ونفعهم ، فإنه بهذه النية الخالصة لله ينال بها أجري الدنيا والآخرة ، فإذا دخل المستشفى وشارك في اللقاء الصباحي لمناقشة الحالات المرضية لإخوانه المرضى فانه ينوي بذلك طلب العلم ، لإتقان هذه الأمانة ورفع كفاءته العلمية ، ومن ثم يكون هناك المرور على المرضى المنومين ، يستشعر بذلك نية زيارة المرضى فينال بذلك أجر عظيماً لزيارة المريض ، ومن ثم ينهمك الطبيب المسلم في عمله بكل جد وإخلاص وإتقان ، فيستمع الى مرضاه ويتواضع معهم ويعطف عليهم ، ويغض بصره عما حرم الله ، ويبذل قصارى جهده في علاجهم وفق المنهج العلمي الصحيح مع التوكل على الله ودعاء الله لهم بالشفاء .

والطبيب المسلم يتفقد أحوال مرضاه مع الطهارة وأداء الصلاة ،فإن بعض المرضى قد يجهل ذلك فيؤخر الصلاة عن وقتها أو يتكاسل عنها جهلاً منه بأحكام الطهارة والصلاة للمريض ، ولذا فإنه ينبغي توجيه المرضى لذلك برفق ولين وحسن أدب ، وهناك ولله الحمد والمنه الكثير من النشرات والكتيبات لعلمائنا الأفاضل وفقهم الله وغفر لهم عن أحكام طهارة وصلاة المريض والتي يمكن إهداءها للمرضى .

وعندما يرى الطبيب المسلم منكراً من المنكرات في المستشفى أو في محيط عمله أو في طريقه فإنه يتذكر واجباً شرعياً وركناً أساسياً وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيسعى في إنكار المنكر بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه بشرط أن يكون ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة وإلتزام الرفق واللين والبعد عن الغلظة ورفع الأصوات وإثارة الآخرين ، وألا يترتب على ذلك مفسدة ، فالمسلم مأمور بالتوجيه والإرشاد وليس عليه تحقيق النتائج فإن التوفيق والهداية بيد الله عز وجل.

وهذا الجانب يحتاج إلى فقه الداعية في أساليب الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وألا تترك هذه إلى إجتهادات شخصية بل يجب أن يكون ذلك وفق أدب وأخلاق المسلم المتفقه في دينه الذي يدعو إلى الله على بصيرة، ولعل مما يساعد على ذلك ما أنشأته وزارة الصحة حديثاً من مكاتب دينية في المستشفيات للقيام ببعض هذه المهمات وفق أسس وأنظمة المستشفى حتى لا يترتب على ذلك مفاسد.

وعندما يحين موعد الآذان تجد الطبيب المسلم يقف وقفة قصيرة بدون أن يؤثر ذلك على عمله، مع كلمات الآذان فيرددها ويستشعر معانيها فتزكوا بذلك النفس وتزداد قوة وعزيمة لأداء الصلاة تلك الشعيرة العظيمة والمحطة الإيمانية التي ينبغي المحافظة عليها في أوقاتها مع جماعة المسلمين، والحرص على الصف الأول لما في ذلك من الأجر العظيم كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل النداء والصف الأول .

والطبيبة المسلمة ينطبق عليها ما ذكر ، مع أهمية أداءها لعملها بسكينة ووقار وحشمة بعيدة عن الاختلاط بالرجال ، متأدبة بكلامها ، وتصرفاتها ومتحجبة بالحجاب الشرعي الذي تتعبد الله به ، صابرة محتسبة الأجر من الله في تخفيف الآلام عن بنات جنسها ، فالطبيبة المسلمة داعية إلى الله بسلوكها وحسن أدبها مع بنات جنسها من المريضات والعاملات والممرضات ن تحب الخير للآخرين ، ذات روح ونفس زكية في تعاملاتها ، ومع ذلك فهي تحرص على التوازن في حياتها ، فلا يطغى جانب على أخر ، فتهتم بأسرتها وزوجها وأولادها مع إتقانها لعملها الطبي الهام .

وأؤكد أن الطبيبة المسلمة يجب أن تكون قدوة حسنة في التزامها بالحجاب الشرعي في محيط العمل لتكون بذلك داعية بسلوكها ، وعليها أن توجه أخواتها ممن تساهلن بالحجاب بالرفق واللين والموعظة الحسنة وان تبين لهن أن الحجاب عبادة لله عز وجل وليست قيداً أو عادة تضيق المرأة منها مع تذكيرهن بقوله تبارك وتعالى " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم …. الآية " .

وهكذا تجد أن الطبيب المسلم والطبيبة المسلمة يدعو إلى الله من خلال سلوكها اليومي ، فالدعوة جزء هام من حياتهما يحتسبان الأجر فيهما من الله عز وجل قال تعالى " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين "

والله أسال أن يوفق اخوتي وأخواتي من العاملين في المجال الصحي لما فيه الخير في الدنيا والآخرة ن وان يعيننا على إصلاح أنفسنا ، والدعوة إلى الله بالقول والعمل انه ولى ذلك والقادر عليه

وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .




بارك الله فيك



التصنيفات
رعاية الاطفال والمواليد

سوء التغذية يسبب السلوك العدواني عند الأطفال

الأطفال الذين لا يتناولون طعاماً صحياً من المرجح أن يصبحوا ميّالين للعنف وللسلوك غير الاجتماعي، فقد توصلت جامعة ساوث كاليفورنيا إلى أن نقص الزنك والحديد وفيتامين ب خلال أول ثلاثة أعوام من عمر الطفل تؤدي إلى سوء في سلوكه في مرحلة عمرية لاحقة.

فعندما يبلغ الأطفال الذين لا يتلقون غذاء غنياً الثامنة من العمر من المرجح أن يكونوا متشنّجين ويتسببون في الشجار أكثر من أولئك الذين يتمتعون بغذاء صحي.

أما في عمر الحادية عشرة، فإنهم عادة ما يتلفظون بغث الكلام ويغشون ويشتبكون في شجارات، وعندما يبلغون السابعة عشرة فهم يسببون الرعب للآخرين ويتناولون المخدرات.

وقام الباحثون بتحليل تطور حياة أكثر من 1000 طفل بموريشيوس، الجزيرة التي تقع بالمحيط الهندي على الساحل الإفريقي، طيلة أربعة عشر عاماً.

وقد توصلوا إلى أنه كلما كان الطفل قليل الحظ في تناول الأغذية الصحية كلما ساء سلوكه غير الاجتماعي في مرحلة لاحقة من حياته، وذكرت مجلة الطب النفسي الأمريكية أن الفريق وضع في حسبانه عوامل مثل الخلفية الاجتماعية والصحية والتعليمية.

ويقول الكاتب المشارك في البحث أدريان راين إن الآباء بإمكانهم حماية أطفالهم من تبني سلوكيات غير اجتماعية بالتأكد من أنهم يتناولون طعاماً عالي القيمة الغذائية.

ويضيف:"سوء التغذية يؤدي إلى انخفاض نسبة الذكاء، الذي يؤدي بدوره إلى السلوك غير الاجتماعي فيما بعد".




تسلمى ياقمر
الله يعطيك العافيه



شكرلكم



التصنيفات
منوعات

البصيرة الايمانية وايجابية السلوك الشخصى

البصيرة الإيمانية وإيجابية السلوك الشخصي .. ؟؟

يستشعر مسلم هذا العصر في لحظات متتابعة تمر به بنوع طمس لنورانية قلبه التي بها يرى الأشياء على حقيقتها ، ويظل ذاك المسلم يشكو مما يشعر باحثاً عن رؤية صحيحة لما حوله ..
أن يرى الهدف ..
ويستبصر الطريق ..
ويعرف الحقائق الغائبة التي بها يتوقى الزلل والإرتكاس ..

وهو في بحثه هذا قد لا يدرك ماهية ما يفقد في الحقيقة .. ولا أهمية ما يرتجي العثور عليه الذي هو مفتاح الصواب ومقوم النجاح ومميز الطريق ..
إنها البصيرة الإيمانية التي تضيء الطريق وتبصر إلى الاستقامة ..

فالبصيرة التي نتحدث عنها هي نور في القلب يقذفه الله للمؤمنين المخلصين له _سبحانه_، المتجردين عن التشبث بمتاع الدنيا الزائل…

كيف تعمل البصيرة في قلب المؤمن ؟

إن عمل البصيرة الإيمانية في قلب المؤمن كعمل كشاف ضوء منير في وسط ظلمة حالكة ، فهي التي تكشف الأشياء على حقيقتها فيراها المؤمن كما هي ، ولا يراها كما زينت في الدنيا ولا كما زينها الشيطان للغاوين ولا كما زينها هوى النفس في الأنفس الضعيفة ..

– يقول الله _سبحانه_: " أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله.." (الزمر: 22)
– ويقول _سبحانه_: " أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها.." ( الأنعام: 122 ).

يقول الإمام ابن القيم: " أصل كــــل خـيــر للعبد – بل لكل حي ناطق – كمال حياته ونوره ، فالحياة والنور مادة كل خير .. فبالحياة تكون قوته وسمعه وبصره وحياؤه وعفته .. كذلك إذا قوي نوره وإشراقه انكشفت له صور المعلومات وحقائقها على ما هي عليه فاستبان حسن الحسن بنوره وآثره بحياته وكذلك قبح القبيح " (إغاثة اللهفان 1/24).

فما يكاد نور القرآن ونور الإيمان يجتمعان حتى لكأن النور الهادئ الوضيء يفيض فيغمر حياة المرء كلها ويفيض على المشاعر والجوارح ، وينسكب في الحنايا والجوانح ، تعانق النور ، وتشرفه العيون والبصائر ، فيشف القلب الطيب الرقراق ، ويتجرد من كثافته ويتحرر من قيد العبودية غير عبودية الله الكبير المتعال ، فإذا القلب المؤمن المبصر غاية في القوة والثبات وغاية في الطاعة والإخبات وغاية في التضحية والبذل بكل المتاع الزائل …………

يستشعر مسلم هذا العصر في لحظات متتابعة تمر به بنوع طمس لنورانية قلبه التي بها يرى الأشياء على حقيقتها ، ويظل ذاك المسلم يشكو مما يشعر باحثاً عن رؤية صحيحة لما حوله ..
أن يرى الهدف ..
ويستبصر الطريق ..
ويعرف الحقائق الغائبة التي بها يتوقى الزلل والإرتكاس ..

وهو في بحثه هذا قد لا يدرك ماهية ما يفقد في الحقيقة .. ولا أهمية ما يرتجي العثور عليه الذي هو مفتاح الصواب ومقوم النجاح ومميز الطريق ..
إنها البصيرة الإيمانية التي تضيء الطريق وتبصر إلى الاستقامة ..

فالبصيرة التي نتحدث عنها هي نور في القلب يقذفه الله للمؤمنين المخلصين له _سبحانه_، المتجردين عن التشبث بمتاع الدنيا الزائل…

كيف تعمل البصيرة في قلب المؤمن ؟

إن عمل البصيرة الإيمانية في قلب المؤمن كعمل كشاف ضوء منير في وسط ظلمة حالكة ، فهي التي تكشف الأشياء على حقيقتها فيراها المؤمن كما هي ، ولا يراها كما زينت في الدنيا ولا كما زينها الشيطان للغاوين ولا كما زينها هوى النفس في الأنفس الضعيفة ..

– يقول الله _سبحانه_: " أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله.." (الزمر: 22)
– ويقول _سبحانه_: " أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها.." ( الأنعام: 122 ).

يقول الإمام ابن القيم: " أصل كــــل خـيــر للعبد – بل لكل حي ناطق – كمال حياته ونوره ، فالحياة والنور مادة كل خير .. فبالحياة تكون قوته وسمعه وبصره وحياؤه وعفته .. كذلك إذا قوي نوره وإشراقه انكشفت له صور المعلومات وحقائقها على ما هي عليه فاستبان حسن الحسن بنوره وآثره بحياته وكذلك قبح القبيح " (إغاثة اللهفان 1/24).

فما يكاد نور القرآن ونور الإيمان يجتمعان حتى لكأن النور الهادئ الوضيء يفيض فيغمر حياة المرء كلها ويفيض على المشاعر والجوارح ، وينسكب في الحنايا والجوانح ، تعانق النور ، وتشرفه العيون والبصائر ، فيشف القلب الطيب الرقراق ، ويتجرد من كثافته ويتحرر من قيد العبودية غير عبودية الله الكبير المتعال ، فإذا القلب المؤمن المبصر غاية في القوة والثبات وغاية في الطاعة والإخبات وغاية في التضحية والبذل بكل المتاع الزائل …………

كيف تتكون البصيرة الإيمانية ؟

البصيرة الإيمانية فضل ونعمة ينعم بها الله _سبحانه_ على عباده الطيبين، وتتكون جوانبها وأطرها من آثار خمسة أساسية :

الأثر الأول : هو أثر كلمة التوحيد " لا إله إلا الله " وأثر العلم بها نفيا وإثباتا وتطبيق شروطها بالحقيقة والإخلاص لها والإقبال عليها وحبها فمن قام بذلك فقد خرج من ظلمة الغفلة إلى نور التوحيد، ودليل ذلك وعلامته طاعة التشريع في أمره ونبذ الشرك والمبتدعات بجميع الأشكال

الأثر الثاني : هو أثر ترك الذنب والندم عليه وكرهه والعهد على عدم العودة إليه ودليل ذلك المسارعة إلى توبة نصوح متجددة دائما ..

الأثر الثالث : هو أثر تحقيق عبودية الله بالقلب والجوارح، فينظر المرء إلى كل جارحة من جوارحه ويقيمها على استقامة العبودية لله وحده ..

الأثر الرابع : هو أثر العلم بالشريعة العظيمة وبالقرآن وسنة النبي _صلى الله عليه وسلم_ والفقه فيهما.

الأثر الخامس : هو أثر التضحية بالطاقة والمجهود والمال والمحبوب لأجل نشر الفضيلة وعلو راية الحق والعدل والديانة ..

وباختلاف قوة تلك الآثار الخمسة في قلب المؤمن تختلف قوة بصيرته ومن ثم تختلف رؤيته للحقائق ومعرفته للحق والباطل ..

"قال الله _تعالى_: " إن في ذلك لآيات للمتوسمين " وقال ابن القيم _ رحمه الله _ قال مجاهد يعني " للمتفرسين " وفي الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري قول النبي _صلى الله عليه وسلم_: " اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله "، والتوسم التفرس ولهذا خص الله بالآيات والانتفاع بها هؤلاء…وبعث الله الرسل مذكرين ومنبهين ومكملين لما عند الناس من استعداد لقبول الحق بنور الوحي والإيمان فيضاف إلى ذلك نور الفراسة فيصير نوراً على نور فتقوى البصيرة " ( مدارج السالكين 1/110 )

البصيرة وإيجابية السلوك :

لقد كان من دعاء النبي _صلى الله عليه وسلم_ " اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه " … ويعنى هذا الدعاء طلب البصيرة بذاك المعنى الذي نذكره هنا، وسؤال الله _تعالى_ أن يمن على صاحب تلك البصيرة تطبيق ما يراه صواباً وحقاً والسعي إليه كما يعنى سؤال اجتناب ما يراه باطلاً ومجاوزته أو البعد عنه ..

والحياة يكتنفها في كل موقف من المواقف الإنسانية ظلال كثيفة من غيوم تمنع الرؤية الحقيقية لما ينبغي أن يكون عليه المرء من الإنجاز أو التأثير أو حتى التطبيق الصائب لما تعلمه.. فترى المرء وقد اختلطت عنده المقاييس واهتزت عنده الثوابت لأجل حطام زائل أو لأجل أمل براق لا يلبث أن يفاجئه بالرحيل أو الزوال ..

فكم نرى من عالم قد رضي بالدون من الفعال وبالجبن بدلا من الشجاعة وبقول الزور بدلاً من قول الحقيقة وبممالأة الملوك والسلاطين بدلاً من الصدع بالحق في كل موقف لأجل بريق يرتجيه أو خوف يفزعه.. وما ذاك إلا لانعدام البصيرة أو ضعفها ..

وكم رأينا من داعية قد كبر عمره واقترب من لقاء ربه وهو رغم ذلك مكبل بقيود الأرض الزائلة ، وكم رأينا من مسلم قد أثقلته عبودية الأشياء فلم يعد يرى غير الصور من دون الذوات ..

ومن أشهر النواقص والشينات التي ابتلى بها عديد من الدعاة إلى الله قصر نظرهم في الإصلاح على أنفسهم ، أو على ما يظنونه من دعوة الناس إلى الأمور الخاصة بذوات الأفراد بحسب ، غافلين عما يهم الأمة بأجمعها وعما يحصل به التغيير الكامل للأمم ورقي الشعوب الإسلامية جمعاء .. فالبصيرة عند الدعاة إلى الله تجعلهم لا يرون لأعمالهم قيمة بغير السعي إلى إصلاح الأمم وتعميم الأرض كلها بالخير والفضيلة والعدل والإيمان مهما كلفهم ذلك من إنكار ذواتهم أو بذل كل ما يملكون حتى ذات أنفسهم …

ومن نظر للحياة بمنظار البصيرة الإيمانية السليمة رأى أنه لا قيمة حقيقية إلا للعبودية التامة لله _سبحانه_، قال ابن تيمية – رحمه الله– : " من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية "..

ومن هنا كانت الحياة بأجمعها لا قيمة لها بغير الإنجاز الحقيقي على مستوى التأثير للتغيير إلى الخير والعدل والفضيلة التي يدعو إليها هذا الدين القويم .. فلا قيمة لساعة لهو أو لغو ، ولا فائدة للحظات الغفلة ,, إنما يقود الركب أصحاب البصائر الإيمانية النافذة أولئك أكثر الناس أثراً في الناس وأولئك الذين سيذكرهم التاريخ المنير ..
منقول




بارك الله فيكى



التصنيفات
رعاية الاطفال والمواليد

طريقه لتحفيز ابنك على السلوك الجيد

السلام عليكم::::::: ياجماعه اقروا الموضوع هاذي تجربه ام مب انا::::::

انا ام لبنتين الله يحفظهن ويخليهن ويباركلي فيهن يارب

والصراحة انا ام غير مثالية ام عادية جدا بحن وبزعل وبغضب وبعصب متل كل الناس لكن شي وحيد ما بعملة وهو **الضرب**

الضرب يا اخواتي رح يطلع ابنك انسان عنيف وغير سوي وسلوكه مضطرب ورح يتصرف مستقبلا مع اطفاله بنفس الطريقة

بحاول اعطي حبي وثقتي ووقتي لبناتي قدر الامكان
بس الحياة متل ما بتعرفو صعبة والايام بتجري بسرعة متل الحلم
وساعات بنحمل بطيختين بيد وحدة

والله المستعان

والضغوط والغربة والوقت الصعب بيخلينا نعصب علي اطفالنا ونعيط والجيران تسمع صوتنا

وساعات منضرب ضرب كمان

بس قدر الامكان حاولي تتمالكي نفسك وتقوي حالك بالصبر وبالايمان

وبشوية حركات وخدع لطفلك بحيت انه يعمل الي بدك ياه بس بهدوء وبراحة وبدون ضرب وصريخ طبعا

وهالخدع محتاجة شوية ذكاء من الام

تعالي شوفي معي انا شو بعمل لاولادي
وان شاء الله فيد واستفيد من موضوعي وخبراتكن وتعليقاتكن الحلوة

تفضلو معي

**

**

**

متلا انا بعمل نموذج بسيط لتحفيز اطفالي عالسلوك الجيد والبعد عن العنف والصريخ و الانفعالات الزايدة

هيدا النمودج عبارة عن سلم عادي بخطوات وارقام

تبدأي فيه من تحت لفوق
وكل درجة من السلم اشري عليها بالقلم بحيث انه كل سلوك جيد من ابنك
تلغي خانة او درجة من درجات السلم
وتبدأي ترتفعي معه لفوق شوي شوي
لحتي توصلي للهدية او الغرض الي هو بحبه
ومش ضروري تكون هديه غالية ومكلفة حسب الحال وحسب المقدرة

والرسم البسيط الي عملته انا بيوضح الفكرة




خليجية



انتي الرائعه ياقلبي ويعطيج العافيه



خليجية