وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد :
رسالة ود وحب إلى الذين يحبهم الله ورسوله طلبة العلم
—————-
دخل مجموعة من طلبة العلم إلى أبو بكر بن دريد فلما رآهم تهلل وجة وقال لهم
أهلا وسهلا فى الذين أحبهم واودهم فى الله ذى ألآء
أهلا بقوم صالحين ذوى تقى غر الوجوة وزين كل ملاء
ومداد ماتجرى به أقلامهم أذكى وأفضل من دم الشهداء
ياطالبى علم النبى محمد ما أنتم وسواكم بسواء
قال سفيان بن عيينة أرفع الناس منزلة عند الله من كان بين الله وعباده وهم الرسل والعلماء
قال أبو الأسود الدؤلى
قد يجمع المرء مالا ثم يسلبه عما قليل فيلقى الذل والحربا
وجامع العلم مغبوط به أبدا فلا يخشى فوتا ولا هربا
يا جامع العلم نعم الذخر تجمعه لا تعدلن به دارا ولا ذهبا
قال سالم إبن أبى الجعد إشترانى مولاى بثلاثمائة درهم وأعتقنى فقلت بأى شىء أحترف فاحترفت العلم فما تمت لى سنه حتى أتانى
أمير المدينة زائرا فلم آذن له
والعلم يجلو العمى عن قلب صاحبة كما يجلى سواد الظلمة القمر
وليس ذو العلم بالتقوى كجاهلها ولا البصير كاعمى ما لة بصر
قال ابن القيم رحمه الله العلماء بالله وامره هم حياة الوجود وروحه لا يستغنى عنهم طرفة عين فحاجة القلب الى العلم ليست كالحاجة
إلى التنفس فى الهواء بل أعظم بالجملة فالعلم للقلب مثل الماء للسمك اذا فقدة مات فنسبة العلم إلى القلب كنسبة ضوء العين
قال أحمد بن عمر
مع العلم فاسلك حيثما سلك العلم وعنه فكاشف كل من عنده فهم ففيه جلاء للقلوب من العمى وعون على الدين الذى امره حتم فإنى رأيت الجهل يزرى بأهله وذو العلم فى الاقوام يرفعه العلم يعد كبير القوم وهو صغيرهم وينفذ منه فيهم القول والحكم
كان بن حبان لا يفارق شيخه بن خزيمة أبدا لا فى سفر ولا فى حضر وسئله كثيرا فى يوم وأكثر عليه السؤال فقال لة بن خزيمة تنحى عنى يابارد فكتبها بن حبان فقيل أتكتبها ولا فائدة منها قال لا أدع لفظا يخرج من الشيخ إلا كتبته
الفضل كله لأهل العلم لأنهم على طريق الهدى لمن إستهدى إدلاء
وفضل كل إمرء من كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلما تعش حيا بة أبدا الناس موتى وأهل العلم أحياء
قيل للشعبى من أين لك كل هذا العلم قال بنفى الاعتماد والسير فى البلاد وصبر كصبر الحمار وبكور كبكور الحمار .
وقال شعبة ما رايت احد يعدو فى الطريق الا قلت مجنون او صاحب حديث ودخلوا على سفيان الثورى فى مرض موتة فحدثه رجل بحديث أعجبه فضرب يده تحت فراشه فأخرج ألواحا وكتب الحديث فقالوا لة على هذه الحاله منك تكتب فقال إنه حسن إن بقيت فقد سمعت حسنا وإن من فقد كتبت حسنا لا تحسبن المجد تمرا أنت آكله لن تنال المجد حتى تلعق الصبر
قال القاضى عياض كان لمحمد ابن سحنون جارية يقال لها ام مدام فكان عندها يوما فشغل فى تأليف كتاب الى الليل فحضر الطعام فدعته ليأكل فقال إنى مشغول الساعه فلما طال عليها جعلت تلقمه الطعام حتى أتت عليه وهو على حاله فى الكتابة الى ان أذن الفجر فنادى عليها وقال شغلنا عنك الليله هات الطعام قالت والله لقد القمته لك قال ما شعرت بشىء
ذكر الذهبى أن هشام بن عمار شيخ البخارى دخل على مالك بن أنس فقال لمالك حدثنى فقال اقرء فقال لا بل حدثنى فنادى مالك على الغلام وأمره أن يضربه خمسة عشر درة فاخذه وضربه بالدره ثم أتى به الى مالك فقال هشام لقد ظلمتنى وضربتى بغير جرم لا أجعلك فى حل فقال مالك ما كفارته قال هشام كفارته أن تحدثنى بخمسة عشر حديثا فحدثه مالك فقال هشام زد من الضرب وزد من الحديث فضحك مالك
فخالط رواة العلم وأصحب خيارهم فصحبتهم زين وخلطتهم غنم
ولا تعدون عيناك عنهم فإنهم نجوم إذا ما غاب نجم بدا نجم
فوالله لولا العلم مااتضح لنا هدى ولا لاح من غيب الامور لنا رسم