يتبع
يتبع
قصص العودة والتوبة إلى الله ..
وفيها ثلاثة قصص :
إن الحمد لله وحده .. وعد عباده بقبول التوبة ..
وأمهلهم كثيرا – مع معصيتهم له – رغبة في توبتهم وأوبتهم إليه ..
بل ووعدهم أيضا بإبدال سيئاتهم حسنات إذا هم صدقت توبتهم ورجعوا إليه فقال عنهم :
" إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا.. فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات .. وكان الله غفورا رحيما " الفرقان – 70 ..
وكما وعدت بالعودة إلى قصص العبرة والعظة من قبل .. فسوف أعرض اليوم لبعض قصص التائبين والعائدين إلى الله تعالى .. لنتعلم منها.. ولنرى أيضا كيف أن المسلم مهما طال غرقه في بحر المعاصي والشهوات المتلاطم .. فهو يملك بين جنبيه – مع كل هذا – بقية خير .. وجذوة نار لم تنطفأ بعد .. ولنرى أيضا أن التوبة يمكن أن تأتي في أي مكان وأي زمان كما سنرى ..
ولقد فضلت أن أختار اليوم لقصص التوبة قصصا من واقعنا المعاصر .. لعل ذلك يكون أقرب للقلوب والأفهام ..
والآن مع القصص ..
القصة الاولى
توبة في مرقص !!
ذكر هذه القصة الشيخ (على الطنطاوي) في بعض كتبه فقال:
دخلت أحد مساجد مدينة "حلب" فوجدت شابا يصلي فقلت : سبحان الله .. إن هذا الشاب من أكثر الناس فسادا .. فأنا أعرفه يشرب الخمر ويفعل الزنا ويأكل الربا وهو عاق لوالديه وقد طرداه من البيت .. فما الذي جاء به إلى المسجد؟!!..
فاقتربت منه وسألته: أنت فلان ؟!!
قال : نعم ..
قلت: الحمد لله على هدايتك .. ولكن أخبرني كيف هداك الله؟؟
قال:
هدايتي كانت على يد شيخ وعظنا في مرقص..
قلت مستغربا: في مرقص ؟!!
قال: نعم .. في مرقص!!
قلت: كيف ذلك؟ فقال لي : هذه هي القصة.. وأخذ يرويها فقال:
كان في حارتنا مسجد صغير.. يؤم الناس فيه شيخ كبير السن… وذات يوم التفت الشيخ إلى المصلين وقال لهم:
أين الناس؟!.. ما بال أكثر الناس وخاصة الشباب لا يقربون المسجد ولا يعرفونه ؟!!..
فأجابه المصلون: إنهم في المراقص والملاهي..
قال الشيخ: وما هي المراقص والملاهي ؟!!..
رد عليه أحد المصلين : المرقص صالة كبيرة فيها خشبة مرتفعة تصعد عليها الفتيات عاريات أو شبه عاريات يرقصن والناس حولهن ينظرون إليهن..
فقال الشيخ :
والذين ينظرون إليهن من المسلمين؟
قالوا: نعم ..
قال : لا حول ولا قوة إلا بالله .. هيا بنا إلى تلك المراقص ننصح الناس !!.. قال له: يا شيخ .. إلى أين أنت ذاهب ؟ تعظ الناس وتنصحهم في المرقص؟! قال: نعم..
وحاولوا أن يثنوه عن عزمه وأخبروه أنهم سيواجهون بالسخرية والاستهزاء وسينالهم الأذى فقال : هل نحن خير من محمد صلى الله عليه وسلم؟!..
وأمسك الشيخ بيد أحد المصلين ليدله على المرقص !!..
وعندما وصلوا إليه سألهم صاحب المرقص : ماذا تريدون؟!!
قال الشيخ: نريد أن ننصح من في المرقص..
تعجب صاحب المرقص .. وأخذ يُمعن النظر فيهم ورفض السماح لهم .. فأخذوا يساومونه بالمال ليأذن لهم !! حتى دفعوا له مبلغا كبيرا من المال يعادل دخله اليومي .. وافق صاحب المرقص .. ولكنه طلب منهم أن يحضروا في الغد عند بدء العرض اليومي !!..
قال الشاب : فلما كان الغد كنت موجودا في المرقص .. وبدأ الرقص من إحدى الفتيات كالمعتاد .. ولما انتهت فقرتها أسدل الستار ثم فتح .. فإذا بشيخ وقور يجلس على كرسي !!
فبدأ بالبسملة وحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بدأ في وعظ الناس الذين أخذتهم الدهشة وتملكهم العجب .. وظنوا أن ما يرونه هو فقرة فكاهية .. فلما عرفوا أنهم أمام شيخ يعظهم أخذوا يسخرون منه ويرفعون أصواتهم بالضحك والاستهزاء وهو لا يبالي بهم .. واستمر في نصحه ووعظه إلى أن قام أحد الحضور وأمرهم بالسكوت والإنصات حتى يسمعوا ما يقوله الشيخ .!!.
قال: فبدأ السكون والهدوء يخيم على أنحاء المرقص حتى أصبحنا لا نسمع إلا صوت الشيخ .. فقال كلاما ما سمعناه من قبل.. تلا علينا آيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية وقصصا لتوبة بعض الصالحين وكان مما قاله :
أيها الناس .. إنكم عشتم طويلا .. وعصيتم الله كثيرا !!.. فأين ذهبت لذة المعصية ؟ .. والله لقد ذهبت اللذة .. وبقيت الصحائف سوداء ستسألون عنها يوم القيامة .. وسيأتي يوم يهلك فيه كل شيء إلا الله سبحانه وتعالى …. أيها الناس .. هل نظرتم إلى أعمالكم ؟!!.. إلى أين ستؤدي بكم ؟ .. إنكم لا تتحملون نار الدنيا وهي جزء من سبعين جزءا من نار جهنم .. فكيف بنار جهنم ؟!!.. بادروا بالتوبة قبل فوات الأوان ..
قال : فبكى الناس جميعا .. وخرج الشيخ من المرقص وخرج الجميع وراءه !!.. وكانت توبتهم على يده من يومها ..
حتى صاحب المرقص تاب وندم على ما كان منه واستقام !!
——————————————————————————–
orthokan20-03-2007, 08:31 PM
(( 2 ))
توبة على الطريق ..
أنقل لكم هذه القصة بواسطة داعية ثقة مؤمن بالله تعالى .. حيث روى لنا قصة شاب قد تنكر لدينه !!.. ونسى ربه وغفل عن نفسه . كان يُضرب به المثل في التمرد والعناد .. حتى لقد بلغ من أذيته للناس أن دعا عليه الكثير منهم بالهلاك والموت ليريح الله الناس من شره !!.
وعظه بعض الدعاة فلم يقبل ، نصحوه فلم يسمع ، حذروه فما ارتدع . كان يعيش في ظلمات من شهواته ، دخل عليه أحد الدعاة يوما – وكان هذا الداعية مؤثر صادقاً – فوعظه حتى أبكاه .. وظن الجميع أنه استجاب لله وللرسول صلى الله عليه وسلم .. ولكن دون جدوى !! عاد كما كان وكأنه ما سمع شيئاً أبداً !!
لا يعرف المسجد ولا حتى يوم الجمعة ، يخرج من بيته بعد العشاء مع عصابة من الأنذال ولا يعود إلا قبيل الفجر ثم ينام النهار كله ، ترك الوظيفة وهجر العمل فأفلس في الدين والدنيا ، كانت أمه تنوح بالبكاء مما تراه من واقع ولدها .. بل وتمنت كثيراً أن يموت !!.
ينام على الأغنية .. ويستيقظ عليها !! وعنده من صور الخلاعة والجنس والمجون ما يهدم إيمان أهل مدينته .!!.. بل ثبت عنه تعاطي المخدرات فأصابه سكار في العقل والروح معا ..
طال شذوذه عن الله وحلم الله يكتنفه ، طال تمرده والله يمهله ، كثرت معاصيه ونِعم الله تحوطه ..
يسمع كل شيء إلا القرآن !! ويفهم كل شيء إلا الدين !! ويحب كل شيء إلا ذكر الله وما ولاه !!.
فسبحان الله .. كيف يرتكس القلب إذا لم يعرف الله .. وسبحان الله .. كيف يتبلد الإحساس يوم يُعرض عن الله عز وجل …
وتمر أيامه المسودة بالمعصية المغبرة بالمخالفات .. ويفكر أحدالصالحين من الدعاة في طريقة طريفة لانتشال هذا العاصي من المعصية ، إنها طريقة مبتكرة وأوصي بها الدعاة وطلبة العلم وأهل النصح والإرشاد .. إنها طريقة : إهداء الشريط الإسلامي وإدخاله بيوت الناس وسيارات الناس ، الشريط الإسلامي الذي ينقل علم المتكلم ونبرته وإحساسه إلى السامع ..
وبالفعل تم إهداء هذا الشاب مجموعة من الأشرطة المؤثرة أخذها ووضعها في سيارته ولم يكن له إهتمام بسماعها ، وسافر عن طريق البر إلى الدمام .. وطال الطريق .. فاستمع ما شاء من غناء وسخف .. ثم أخيرا قرر أن يزجي وقته بسماع شريط إسلامي ليرى كيف يتكلم هؤلاء الناس وما هي طريقتهم في الكلام ..!! وابتدأ الشريط يبث ذبذبات الإيمان حية على هواء الصدق مباشرة عبر أثير الإخلاص بذبذة طولها الرسالة الخالدة لمستمعيها في مدينة المعرضين وما حولها . !!
أنصت الشاب للشريط .. وكان الشريط الأول عن الخوف من الله تعالى وأخبار الخائفين .. ووصلت الكلمات إلى قلب الشاب فاستقرت هناك في قرار مكين ، وانتهى الشريط باستعادة الشاب لقواه الذهنية ومُراجعة حسابه مع الله جلت قدرته .. وفتح الشريط الثاني .. وكان الحديث عن التوبة والتائبين !! .. وارتحل الشاب بفكره إلى ماضيه المحزن المبكي .. فتتابع الشريط والبكاء في أداء عرض من النصح أمام القلب .. وكأن لسان حال الموقف يُردد :
" ياأيها الذين آمنو استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم "..
واقتربت مدينة الدمام وهو لا يكاد يتحكم في سيارته من التأثر ..
لقد دخل جسمه تيار الإيمان فأخذ يهزه هزاً " وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء " ..
وصل المدينة فدخلها .. وقد دخل قبلها مدينة الإيمان .. تغيرت الحياة في نظره ، أصبح ينظر بنظرة العبد التائب بعد أن كان ينظر بنظرة المعرض المتمرد . !!
بدأ بالمسجد وتوضأ ودموعه تسيل مع الماء :
إذا كان حب الهائمين من الورى ..
بليلى وسلمى يسلب اللب والعقلا ..
فماذا عسى أن يصنع الهائم الذي ..
سرى قلبه شوقاً إلى العالم الأعلى ..
ودخل المسجد .. فاستفتح حياته بالصلاة وبدأ عمرا جديدا :
" وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً " ..
وعاد إلى أهله سالماً غانماً : سالماً من المعاصي غانماً من الطاعات . دخل البيت بوجه غير الوجه الذي خرج به .. لأنه خرج بوجه المعصية والذنب والخطيئة .. وعاد بوجه أبيض بنور الطاعة والتوبة والإنابة ..
وتعجب أهله : " ماذا جرى لك يا فلان ؟!! .. ماذا حدث ؟!! ..
قال لهم : حدث أعظم شيء في حياتي ، فقد عُدت إلى الله .. تبت إلى الله .. عرفت الطريق إلى الله ..
ودمعت عيناه فدمعت عيونهم معه فرحا ، ومن الدموع دموع تسمى دموع الفرحة :
طفح السرور عليّ حتى إنني ..
من عظم ما قد سرني أبكاني ..
وأشرقت أنوار البيت .. وتسامع الناس .. وأخذوا يدعون للتائب المنيب .. فهنيئاً له بتوبة ربه عليه : " أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة , وعد الصدق الذي كانوا يوعدون "
إن الملوك إذا شابت عبيدتهم ..
في رقهم عتقوهم عتق أبرار ..
وأنت يا خالقي أولى بذا كرماً ..
قد شبت في الرق فاعتقني من النار ..
يقول الله تعالى : " قل يا عباديَ الذين أسرفوا على أنفسهم .. لا تقنطوا من رحمة الله .. إن الله يغفر الذنوب جميعا .. إنه هو الغفور الرحيم " الزمر – 53 ..
ويقول أيضا في الحديث القدسي الصحيح :
" ياابن آدم .. إنك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرت لك ما كان منك ولا أبالي .. يا ابن آدم .. لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي .. ياابن آدم .. لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة " ( سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني المجلد الأول 127 ) ..
——————————————————————————–
orthokan20-03-2007, 08:35 PM
(( 3 ))
نزوة .. ولكنها تساوي كثيرا ..
كانت النبرة الحزينة .. والملامح المنكسرة .. هما السمتان الغالبتان حينما تحدث ذلك الرجل ليروي واقعاً عاشه وتجرع مرارته أعواما طويلة فقال :
خمسـة عشر عاماً مضت ولازلت أدفـع ثمن جريمتي …
وسأظـل أدفع مابقي من عمري ثمناً لها ، والألم يفتت كبدي والندم يعتصرني ..
لن يـُخلصني شيء … سوى أن يشملني الله تعالى برحمته ومغفرته ..
حين ارتكبت الجريـمة التي غيرت مـجرى حياتي .. لم يراني أحـد ..
ولم يُقم علىَّ الجزاء الرادع من الـحد الشرعي حتى هذا اليوم !!….
ولكن كان عقابي ربانياً مضاعفاً …
ارتكبت جريـمتي قبل خـمسة عشر عاماً تقريباً .. كنت وقتها قد تزوجت ورزقني الله طفلة ملأت حياتي فرحاً وسعادة ..
كنت أقتات وأسرتي من خلال جلب الماء الى الـمنازل بسيارتي ….
بلغت ابنتي الثالثة من العمر ، وكنت أسعد إنسان عندما أرى زهرة حياتي تتفتح أمام عيني ..
وفي أحد الأيام ذهبت إلى أحد المنازل لتفريغ الماء كعادتي ، وبينما كنت منهمكاً في عملي ، إذ خرجت إليّ صاحبة الدار وكانت امرأة جـميلة !!… بل غايةً في الجمال ، وكانت ترتدي ملابسا تزيدها جـمالاً وفتنة ، وطلبت مني إحضار الماء مُـجدداً .. وفعلاً كررت زياراتي لمنزلها بـحجة إحضار الماء ، وأنا كالـمسحور الذي يمشي بغير هدى …
عدت إليها وقد حدثتني نفسي الأمّارة بالسوء حديثاً أخذ يـجذبني بقوة إلى ارتكاب الرذيلةِ والفاحشة معها، والأسوأ أنها هي الأخرى بدأتْ تجاذبني حديثاً تعمدت فيه اللين والخضوع بالقول .. فطمع قلبي الذي فيه مرض …
فانطلق لساني ونطق .. ولو لم أراودها عن نفسها لكانت هي التي فعلت !!..
وكانت الجريمة .. بل النزوة التي خرجت بعدها ساخطاً على نفسي .. مـحتقراً لها .. مثقلاً بالندم .. وأخذ ضميـري الذي قد صحا متأخراً يؤنبني وأنا في طريقي لـمنزلي ، وما إن وصلت الى منزلـي حتى بادرتني زوجتي صارخة وهي تبكي : أين كنت يارجل ؟!! لقد أدخلت ابنتك يدها في مفرمة اللحم وحـملها الجيران إلى المستشفى ..!!
فاسودت الدنيا في وجهي .. وأخذت أجري حاملا وزري كمن به مس من الجنون .. واختلطت علي الأفكار : ذنبي .. وندمي .. وألـمي ..
وعندما وصلت إلى المستشفى وجدت ابنتي وزهرة حياتي وقد بُترت لها أصابع يدها اليمنى عدا الأبهام …!!
واليوم بلغت ابنتي ثـمانية عشر عاماً .. عشتها معها يوماً يوماً .. وكلما نظرت إلى .. أو رفعت إلي يدها أو أشارت إلي بأبهامها تذكرتُ جريـمتي ..
لقد بقي ذلك الإبهام ناقوساً يدق ليذكرني بـخطيئة الماضي والتي عمرها عمر ابنتي .. وثـمنها باهظ …
لقد بكيت كثيـراً حتى نفذت أدمعي … وندمت كثيراً ولكن لامناص من العقاب !! فمازلت أجلد بسياط من نار …
أحـمل سر جريـمتي وعقابي في وقت واحد …..
وسأظــل أدفــع الثمـن مـابقيـت ….
هذه القصة للعبرة .. فكثير من المسلمين يقعون في المعاصي .. وكثير من المسلمين يلهثون وراء الشهوات ..
فهناك من يسافر للفحش والزنا وشرب الخمر وينسون بل ويتناسون أن الله مطلع عليهم .. وأن إمهاله لهم ليس نسيانا .. فليحذروا الله وعقابه ..
والحمد لله أن الرجل رجع الى الله وتاب من معصيته .. والحمد لله أن المصيبة كانت في يد ابنته ولم تكن في شيء آخر ..
الدنيا سموم قاتلة .. والنفوس عن مكائدها غافلة ..
كم من نظرة تحلو في العاجلة ..ومرارتها لا تطاق في العاقبة الآجلة ..
يا ابن آدم عينك مطلوقة .. ولسانك يجني الآثام .. وجسدك يتعب في كسب الحطام ..!!
كم من نظرة مُحتقرة زلت بها الأقدام ..
وقد قال الحسن : من أطلق بصره .. كثر ألمه .!! أليس كذلك ؟!! ..
اللهم إنا ظلمنا أنفسنا ظلما كثيرا .. وإنه لا يغفر الذنوب الا أنت .. فاغفر لنا مغفرة من عندك .. وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم
مشكوره
أهلاً يا شهر القرآن والصدقات ، والعتق والنفحات
أهلاً يا شهر المغفرة والرضوان
أهلاً رمضان يا شهر الخيرات كلها
والفضائل أجمعها ، والفرصة أولها وآخرهآ
مرحباً أهلاً وسهلاً بالصيام ** يـا حـبـيـبـاً زارنـا فـي كـل عام
قـد لـقـيـنـاك بـحـب مـفـعـم ** كل حب في سوى المولى حرام
فـاغـفـر اللهم فـيــه ذنـبـنــا ** ثـم زدنـا مـن عـطـايـاك الجسام
كم من قلوبٍ حنت واشتاقت إلى لقاء هذا الشهر
ولكن انقطع بها القدر ..
وانقطع بها الأثر فهم تحت الثرى في القبور
فـ حريٌ بك أن تتذكري نعمة من الله أسداها إليك
ومنة من الله أولاها إليك هذه النعمة
أن بلغك الله شهر رمضان
يسُر القسم الإسلآمي أن يُقدم لكم
فعآلية قبل أن نفقده لشهر رمضآن المُبآرك
لنتشارك هنا الأجر بإذن الله
باستقباله وإغتنآم خيرآته وفضآئله
ويآبآغي الخير أقبــل …..
بدآيةً …
ولإضآفة روح التنآفس بين المشآركين
سيتم تشكيل 3 قروبآت
بأسمآء ..
1- قروب أحفآد أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضآه
2- قروب أحفآد عمر بن الخطآب رضي الله عنه وأرضآه
3- قروب أحفآد عثمآن بن عفآن رضي الله عنه وأرضآه
فكرة الفعآلية ..
تنقسم إلى 3 أقسآم :
القسم الأول..
بعنوآن " ختمة الشهر "
وهي ختمة القرآن الكريم قرآءةً
في 15 يوم
تكون بمعدل قرآءة جزئين يومياً
القسم الثآني …
وهي عبآرة عن إنشآء موضوعين
الأول في القسم الإسلآمي والثآني بقسم الصوتيآت
بعنوآن " ليلةُ القدر خيرٌ من ألف شهر "
تُطرح الموآضيع بتآريخ 1691435
القسم الثآلث ..
بعنوآن على خُطى الحبيب نسير
عبآره عن موآاضيع أطرحهآ أنآ لكم
تتبعهآ أسئله من مضمون الطرح
مُدة الفعآليه 15 يوم
ينتهي التسجيل حين تكتمل القروبآت
من يرغب بالمشآركه يُدرج في رده أنه مشآرك
ويختآر اسم القروب الذي يود الإنضمآم له
تنويه
الحد الأقصى لكل قروب 10 مشآركين
لأروآحكم أطيب المُنى
أهــــــلاً رمضـــــان
أهلاً يا شهر القرآن والصدقات ، والعتق والنفحات
أهلاً يا شهر المغفرة والرضوان
أهلاً رمضان يا شهر الخيرات كلها
والفضائل أجمعها ، والفرصة أولها وآخرهآ
مرحباً أهلاً وسهلاً بالصيام ** يـا حـبـيـبـاً زارنـا فـي كـل عام
قـد لـقـيـنـاك بـحـب مـفـعـم ** كل حب في سوى المولى حرام
فـاغـفـر اللهم فـيــه ذنـبـنــا ** ثـم زدنـا مـن عـطـايـاك الجسام
كم من قلوبٍ حنت واشتاقت إلى لقاء هذا الشهر
ولكن انقطع بها القدر ..
وانقطع بها الأثر فهم تحت الثرى في القبور
فـ حريٌ بك أن تتذكري نعمة من الله أسداها إليك
ومنة من الله أولاها إليك هذه النعمة
أن بلغك الله شهر رمضان
أحبآئي آل غرآم
بمُنآسبة حلول شهر الخير والبركآت
يسُر القسم الإسلآمي أن يُقدم لكم
فعآلية قبل أن نفقده لشهر رمضآن المُبآرك
لنتشارك هنا الأجر بإذن الله
باستقباله وإغتنآم خيرآته وفضآئله
ويآبآغي الخير أقبــل …..
بدآيةً …
ولإضآفة روح التنآفس بين المشآركين
سيتم تشكيل 3 قروبآت
بأسمآء ..
1- قروب أحفآد أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضآه
2- قروب أحفآد عمر بن الخطآب رضي الله عنه وأرضآه
3- قروب أحفآد عثمآن بن عفآن رضي الله عنه وأرضآه
فكرة الفعآلية ..
تنقسم إلى 3 أقسآم :
القسم الأول..
بعنوآن " ختمة الشهر "
وهي ختمة القرآن الكريم قرآءةً
في 15 يوم
تكون بمعدل قرآءة جزئين يومياً
القسم الثآني …
وهي عبآرة عن إنشآء موضوعين
الأول في القسم الإسلآمي والثآني بقسم الصوتيآت
بعنوآن " ليلةُ القدر خيرٌ من ألف شهر "
تُطرح الموآضيع بتآريخ 1691435
القسم الثآلث ..
بعنوآن على خُطى الحبيب نسير
عبآره عن موآاضيع أطرحهآ أنآ لكم
تتبعهآ أسئله من مضمون الطرح
مُدة الفعآليه 15 يوم
ينتهي التسجيل حين تكتمل القروبآت
من يرغب بالمشآركه يُدرج في رده أنه مشآرك
ويختآر اسم القروب الذي يود الإنضمآم له
تنويه
الحد الأقصى لكل قروب 10 مشآركين
لأروآحكم أطيب المُنى
هذي الشنطة مررررررررررا رايقة وفيه منها كذا لون
وعلى فكرة ترا سعرها الاصلي 9000 ريال
ولو تحطينها جنب الاصلية صدقيني ماتفرقين ابدا
سعرها 500 ريال
اللي عجبتها وتبي لون ثاني تراسلني عالخاص ارسل لها الالوان الثانية
هذي حلوة ومرررا عملية لبنات الجامعة وسعرها 400 ريال
هذ كمان مرررا رايقة وعملية وفيه منها لون ثاني
وسعرها 400 ريال
هذا اللون الثاني من اللي فوق ونفس السعر
هذي مررا حلوة تنفع للبنات الفسفوريات
وكمان سعرها 400 ريال
وهذي بعد لكم يافسفوريات
سعرها 400 ريال
هذي حلوة للموظفات ترا فيه منها 3 الوان
الاخضر اللي بالصورة والفوشي والاورنج
وسعرها 350 ريال
هذي حلووة واحسها مررة رسمية تناسب كل شي
سعرها 400 ريال
هذي مرررررررا كشخة وعملية
سعرها 400 ريال
هذي مطلوبة كثيير
سعرها 400
هذي رسمية وحلوة
سعرها 400 ريال
هذي مجموعة محافظ وترا موجود كل الالوان
سعرها 150 ريال
هذي الشنطة احسها مميزة من ماركة prada
سعرها 400 ريال
هذي كمان مميزة من ماركة gucci
سعرها 400 ريال
هذي حلوة لبنات المدارس من ماركة gucci
سعرها 400 ريال
هذي من ماركة coach
سعرها 400 ريال
وبسسسسسس هذا اللي عندي الحين صراحة تعبت من التحميل
ان شاءالله بنزل لكم قريب باقي الماركات
بنااات اللي شايفة صورة شنطة وتبي تقليد منها حتى لو موديلها 2022 تقولي
ان شاء الله اقدر اوفرها لها
بالنسبة للدفع لازم يكون مسبق
والتحويل لحسابي على بنك الاهلي او الراجحي او الاستثمار
التوصيل لبنات الرياض يد بيد
وبرا الرياض عن طريق زاجل
((اللهم ارزقني من حيث لا احتسب))
——————————————————————————–
د سلمان العودة ..
يكثر الاستشهاد في باب الأمر بالمعروف لدى أئمتنا بقصة الرجل الذي بال في المسجد، وقد خطر ببالي سؤال يتعلق بما يسميه الأصوليون بـ(تحقيق المناط)، وهو: ماذا كانت الشريعة في تلك الحالة؟ هل كانت الإنكار الفوري والمنع الإجرائي؛ الذي فعله الصحابة بزجر الرجل ومطالبته بالكف وهو كان يفعل منكراً ظاهراً تدل الشريعة والفطرة على قبحه؟ وقد قال الرسول -عليه السلام-: « مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ » رواه مسلم.
والأمر هنا ممكن باليد وباللسان، والذين أنكروا استخدموا اللسان ثم همّوا باستخدام اليد فنهاهم النبي -عليه السلام- عن الأمرين، وترك الأمر بعض الوقت حتى أتم الرجل ما بدأه، ثم عالج الأمر بحكمته، وعلّم الرجل ماذا اخطأ، وأمر بتنظيف المكان.
الشريعة الأصلية هي نظافة المساجد، وصيانتها عن الأذى والنجاسة، والشريعة الأصلية في شأن الرجل الإنكار عليه، ومنعه بما هو مقدور عليه.
والذي حدث شيء غير هذا بادي الرأي.
والغريب أن النبي -عليه السلام- أنكر على المنكرين، ونهاهم عن المضي في إنكارهم، وطلب إليهم الكفّ والترك، وألا يعجلوا الرجل ولا يزرموه ولا يقطعوا عليه بوله (لاتعجلوه، لا تُزْرِمُوهُ،لا تقطعوا عليه بوله)، ولم يعمل في حقهم ما أعمله في حق الأعرابي من التريث والمراعاة، ولعل ذلك لأن فعل الرجل كان عفوياً بدافع ذاتي فطري، بينما فعل المنكرين كان فعلاً يتكئ على الشريعة، ويظن أنه يطبق نصوصاً صريحة صحيحة، وهو فعلاً أمام نصوص صريحة وصحيحة، ولكن الشأن في تطبيقها، وهنا تبرز معضلة (تطبيق الشريعة)، هل هي وضع الأحكام موضع التنفيذ والإمضاء العملي فحسب كما حدث من المنكرين في تلك القصة ؟ أم يعنى جانباً خاصاً كإقامة الحدود، والذي هو زاجر عن الفعل وحافز على الترك بحيث لو لم يقع الجرم أصلاً لم يقم حد، وله إجراءاته العملية والظرفية المعروفة.
وإقامة الحد مما ليس يجتهد في تحصيله، بل جاءت السنة النبوية بدرئه بالشبهات، وعدم تطلّبه، والحث على الستر ونحو ذلك؛ لأن الحاكم أن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة، وربما كان الزجر بتشريع الحكم أقوى من الزجر بتطبيقه، والشبهة ربما التبست فرداً، وربما اتسعت لتشمل خلقاً كثيرين، كما في الخلاف الفقهي في شرب بعض الأنبذة التي يلحقها بعضهم بالخمر ويراها آخرون في دائرة المباح، ومثله بعض الأنكحة المختلف فيها.
أم إن تطبيق الشريعة وإنفاذها يعني -ولابد- فهم الأمر القائم لفرد أو جماعة، والاجتهاد في اختيار ما يناسبه، وإعطاء الزمن حقه ولو تأخر الأمر عن الفور والآن، وهو نوع خاص من الاجتهاد لا يتيسر إلا للخاصة من العلماء الربانيين، المتوفرين على معرفة نصوص الشريعة وقواعدها، والعارفين بالواقع البشري الثقافي، والسياسي، والاجتماعي.
تطبيق الشريعة ليس يعني أن الناس سيصبحون ملائكة، ولا أن الخطأ البشري سيختفي أكان خطأ متعمداً أم كان جهلاً، أو كان معاندة للشرع ونبذاً لحكمه.
ثمَّ خطأ بسيط فردي كما هنا، وثمَّ خطأ مركّب ومتراكم تحوّل إلى عادة تاريخية اجتماعية أو سياسية، ولا يخلو من تعقيد والتباس.
وأخطاء غدت جزءاً من هوية شعب أو قبيلة حتى يدافعوا عنها ويقاتلوا دونها.
وأخطاء هي عرف عالمي، تكرّسه علاقات، ووسائل إعلام، وتقاليد، ومؤثرات.
وثمَّ ما لا يُعدّ خطأ، ولكنه عرف سارٍ جارٍ متداخل، يمكن تحليله إلى صوابات كثيرة ومشتبهات، وربما تستقر أوضاع بشرية استقراراً تصعب مقاومته، ويعدّ الجهل به تعامياً عن حقائق مادية ماثلة للعيان، ولو كانت غريبة، كما قال أبو تمام:
عَجِبتُ لِصَبري بَعدَهُ وَهوَ مَيِّتٌ … … … وَكُنتُ اِمرِءاً أَبكي دَماً وَهوَ غائِبُ
عَلى أَنَّها الأَيّامُ قَد صِرنَ كُلَّها … … … عَجائِبَ حَتّى لَيسَ فيها عَجائِبُ!
حتى الخطأ هو جزء من الوجود الإنساني لا يمكن خلو الحياة منه، ولهذا شُرعت التوبة، وشُرع الاستغفار، وشُرعت الكفّارات، وكان من أسماء الله "الغفور"، حتى قال النبي عليه السلام: « وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ ».
قطعاً لم يكن الموقف النبوي موقف التسويغ أو الرضا، فالمنكر يظل منكراً ولو فعله الناس، والإنكار بالقلب هو أدنى درجات الإيمان؛ كما في حديث أبي سعيد: « مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ».
لكن ثمَّ مسافة بين النص وبين تطبيق النص، فالشريعة إذاً شيء، وتطبيق الشريعة شيء آخر، وهذه فكرة جوهرية تحتاج إلى تأمل ومناقشة.
هنا يدخل الجانب البشري في محاولة التطبيق، وهو اجتهاد يحتمل الصواب والخطأ، ولذا كانت اجتهادات الأئمة غير معصومة، وهي بين الأجر والأجرين إذا صحّت النية، كما في حديث عبد الله بن عمرو.
ولا أفضل من الصحابة الذين قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: « وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ فَلاَ تُنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِكَ فَإِنَّكَ لاَ تَدْرِى أَتُصِيبُ حُكْمَ اللَّهِ فِيهِمْ أَمْ لاَ » كما في حديث سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ وهو في صحيح مسلم.
بانتظار الجزء الثاني …
ومنطقة هذا الاجتهاد هي ملتقى الزمان، والمكان، والإنسان، والحدث، والنص؛ كما في بحث العلامة ابن بيّه "فقه الواقع والتوقع".
فَهْم واقع الأفراد والشعوب النفسي والفكري، وقدر ما يتحملون من الشرع، وما يصلحهم ويصلح لهم؛ هو فقه دقيق تختلف فيه الأنظار، ويتفاوت في دركه النظّار.
والتطبيق العملي مركّب من معرفة النصوص الأصلية أولاً، ومن معرفة الظرف التاريخي الذي يراد التماس حكمه ثانياً، بما في ذلك معرفة الاستعداد للقبول وردّات الفعل، وهل تعود على المجموع بالضرر، أو تربك مسيرة الحياة، أو تربك مسيرة الإصلاح المتدرّج؟
تربك مسيرة الحياة بإثارة المشكلات، والتنازع الشديد المؤدي إلى انفصام عروة الجماعة، أو تراجع التنمية والاقتصاد، أو تسلّط الأعداء..
أو تربك مسيرة الشريعة ذاتها؛ بالانقلاب عليها، وسوء الظن بدعاتها، واعتقاد أنها جزء من الماضي ينبغي هجره، وعدم محاولته؛ لأن القدر الذي شوهد منها لم يراع فيه ظروف الحال، ولم يعط حقه من الفقه كما ينبغي.
حين أفتى بعض الصحابة الرجل بالاغتسال من الجنابة وهو جريح فمات قال عليه السلام: « قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ أَلاَّ سَأَلُوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِىِّ السُّؤَالُ.. »، وهذا يؤكد أهمية الفقه في المسألة، والسؤال عنها، وألا يفتات فيها إلا من اكتمل فقهه، وتمّ له آلة الفهم والاستنباط.
فقد دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- على من ظن أنه اخذ بالظاهر، ولم يراع واقع الحال لفرد، ومراعاة واقع الحال لجماعة أولى.
ومنه يعلم أن الاستطاعة الواردة في الكتاب والسنة لا تعني قدرة الإنسان على فعل الشيء من حيث الإمكان المادي فحسب، بل تعني ما هو أبعد من ذلك، وهو تحقيق المصلحة ودرء المفسدة.
وقد كان النبي -عليه السلام- قادراً على منع الأعرابي من فعله، وكان قادراً على هدم الكعبة وإعادة بنائها على قواعد إبراهيم، وكان قادراً على قتل المنافقين، وترك ذلك كله لأن فعله يجرّ مفسدة أعظم، أو يُفوّت مصلحة أعظم، « لاَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ »، فهذه مفسدة إعلامية قصد تفويتها على المغرضين المتربصين، وخشية أن تنكر قلوب الناس تغيير الكعبة، أو يظنوا أنه قصد بذلك الجاه والمنزلة، وربما تزعزع يقينهم بحرمة البيت وهيبته!
الأمر الذي كان واضحاً منذ البداية وفي كافة الأحوال هو ما يتعلق بالكليات الأساسية والأصول الجامعة؛ من أمر التوحيد، ونبذ الشرك والأنداد، فهذا كان أعظم أصل دعا إليه الأنبياء جميعاً، وجاء خاتمهم -عليه الصلاة والسلام- لتعزيزه، وترسيخه، وأفاض القرآن الكريم في الدعوة إليه، وبيان أدلته، ونفي ما يضاده أو ينقصه، بما في ذلك أمر الإيمان بالرسل، والكتب، والآخرة، وسائر ما يجب الإيمان به.
والأمر الثاني يتعلق بالكليات؛ التي عليها مدار حياة الناس وسلامتهم؛ بحفظ ضروراتهم، ومصالحهم، ومتطلبات عيشهم؛ كالعدالة، وحفظ كرامة الناس، وحرياتهم، وسائر حقوقهم.
وقد يسمي الأصوليون هذا بـ"الضرورات الخمس"؛ التي هي حفظ الدين، والنفس (الحياة)، والمال، والعقل، والنسل أو العرض. ويُضاف إليها حفظ الاجتماع ومتطلباته من الحرية والكرامة الإنسانية والنسيج الاجتماعي المكون لشعب أو أمة.
والشريعة لم تأت بحفظ ذلك فحسب، بل بتنميته، وزيادته، وتعزيزه.
ولو تأملت جملة الأحكام الشرعية لوجدتها تدور حول هذه المعاني الجوهرية.
والسياسة الشرعية تقتضي تقديم هذه الأصول العظيمة على غيرها، ولو ترتب على ذلك تفويت بعض الجزئيات والتفصيلات.
وسأحاول لاحقاً تدوين بعض الشواهد الدالة على السياسة النبوية في رعاية الأصول الربانية، أو رعاية الأصول الإنسانية؛ التي عليها مدار صلاح الدين، أو مدار صلاح الحياة الدنيا، واستقامة أحوالها.
إنه لسوء الحظ تبدو كثرة كاثرة من المهتمين مشغوفة بالفروع والجزئيات أكثر من شغفها بالأصول والكليات، ونتيجة لهذا الخلل في النظام الفكري والمدرسي يقع الجور على الأصول الكلية وإهمالها وإغفالها، أو اعتبار الحديث عنها تحصيل حاصل، أو عدّه هروباً من الميدان، فالميدان جدل محتدم لا يتوقف حول فروع الغالب أنها غير قطعية في الشريعة، أو حول صغائر في الحياة ليست ذات تأثير، بينما الأصول العظام تعاني من نقص الوعي وضعف الاهتمام!
فاللهم اهدنا لأحسن الأقوال والأعمال والآراء لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.
انتهى ..
للطلب قبل المناسبة بأسبوعين أو ثلاثة أسابيع
ها إيش رأيكم؟؟؟
احترم نفسك مقال للدكتور سلمان العودة لسبت 26 جمادى الأولى 1443الموافق 30 إبريل 2022
الريح الباردة تهبّ بقوة، كانت الناس تسير بسرعة، واللثام على الوجوه، وعزيف الريح يطغى على الأصوات , فلا يكاد يسمع أحد من أحد.
وقفت أستثبت من الطريق من أحد المارّة، انتصبت أمامه لئلا يتجاهلني، وحيته ثم سألته عن "سي بوينت"؟
لم يلتفت إليّ، ومضى في سبيله.
وآخر.
وثالث.
شعرت بالغيظ، ثم ابتلعته، وأنا أشعر أن في هذا مرضاة الله، الذي يحبّ منّا أن نتصر على مشاعرنا السلبية تجاه الآخرين.
وفوراً خطر في بالي معنى بالغ الأهمية، يوحي بأن أكثر ما يُغضب الناس تجاهلهم الذي يعني ازدراء أشخاصهم، أو عدم احترامهم.
الإحساس بالأهمية من أعظم الدوافع الإنسانية.
السجن ليس هو الجدران والأقفال والشبابيك والقيود والأحكام.
السجن الحقيقي هو إشعار المرء بالمهانة والاحتقار، وأنه زائد على الوجود، ولا أهمية له يحيا أو يموت، يغضب أو يرضى، يقترب أو يبتعد.
أن تحترم نفسك، فهي البداية الجوهرية ليحترمك الآخرون، أن تحافظ على شخصيتك وكرامتك وحريتك وإنجازك، أن تواصل نجاحك ولو في " لعب الكعاب "!
احترام الطفل الصغير ليس مجاملة لوالديه فحسب، بل هو احترام لأسرته، واحترام لمستقبله، هذه الملامح الصغيرة سوف تكبر، وهذا الصبي سيصبح سيداً أو عالماً أو مبدعاً أو وزيراً أو غنياً، وهذه الفتاة ستكون محطّ آمال الخطّاب والعزّاب، وسيدة بيت، وربة عمل، وأم أولاد وأحفاد مرموقين.
الشباب والمراهقون، أغلبية العالم العربي، المسكونون كغيرهم بهاجس الاحتراف، والحصول على الاستقلال، يجب أن يحظوا باحترام الأب والمعلم والداعية والمسؤول قبل أن يتخذوا قراراً نفسياً بالانفصال.
العامل الذي ينظف الشارع أو السيارة هو إنسان (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)(الإسراء: من الآية70).
يشترك معك في الإنسانية التي هي أخص صفاتك، وربما فاقك بعفافه، أو صبره، أو إيمانه، رب سائق أو خادم يقوم الليل وسيده ينام عن صلاة الجماعة « ابْغُونِى ضُعَفَاءَكُمْ فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ » رواه أبو داود والترمذي وأحمد، " هذا بنغالي "، " هذا هندي "، " هذا.. هذا " ! إنها لغة الكِبر والتعاظم " بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ ".
المستفيد، مراجعاً في إدارة حكومية، أو زبوناً، أو مسافراً في مطار، أو منتظراً في طابور..، يحتاج إلى الاحترام في الحالين، سواء حصل على ما يريد، أو حُرم منه، حصوله على الاحترام يمنحه الرضا ويطبع الابتسامة على وجهه لينصرف وهو سعيد.
احترم نفسك، تلويح بردة الفعل، وفي الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مِنَ الْكَبَائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ وَالِدَيْهِ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ يَشْتِمُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ « نَعَمْ يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ ».
من لطف التعبير النبوي أن عدّ هذا شتماً للوالدين.
فشتمك لوالدي الرجل الآخر هو مثل شتمك لوالديك.
وهو أيضاً سبب فيه.
وفي التنزيل : (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ)(الأنعام: من الآية108)، وأعظم حرمة هي حرمة المقدسات الإيمانية الربانية، كالإلوهية والنبوة وكلمات الله وشرائعه التي لا يجوز أن تمس تحت أي ذريعة إبداعية أو ابتداعية.
"احترم نفسك!"
كلمة يقولها الآخر وهو يهمّ بالإيقاع بك، وبذا تحولت من لغة جميلة صادقة إلى تهديد ترتعد له الفرائص.
احترام النفس يعني احترام الإنسان ذاته.
في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : « إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ ».
من إيحاءات النص النبوي أن الوجه موضع التشريف والكرامة، ومجمع الحواس، السمع والبصر والشم والذوق، وتقاسيمه تعبّر عن معظم المعاني الذاتية : من طيبة وكرم وسماحة، أو أضدادها، وعن المشاعر كالغضب والرضا والفرح والحزن، والفنان المبدع يرسم ذلك بريشته بما لا تطيقه لغة الأديب والشاعر..
هي كرامة إنسانية إذاً، أنت أحد أفرادها، وأخوك الآخر كذلك، وانتهاك كرامته هو عدوان عليك أنت في نهاية المطاف.
المقيم والمواطن والغريب كلهم سواسية كأسنان المشط
(فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ)(المائدة: من الآية30).
سماه أخاً مع ممارسة القتل، وسماه النبي -صلى الله عليه وسلم- ابن آدم الأول، وحمّله وزر كل نفس تُقتل ظلماً، لأنه سنّ القتل.
الذين يقتلون الناس، أو يقتلون شعوبهم فقدوا إنسانيتهم، وفقدوا احترامهم لأنفسهم، وفقدوا الشرف والكرامة البشرية، وهم أعظم الناس جرماً عند الله بعد المشركين.
ليس في قتل الإنسان لأخيه شرف، ولذا كانت المزية للمقتول على القاتل (إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بإِثْمِي وَإِثْمِكَ)(المائدة: من الآية29).
الحياة عطاء وفضل، ولذا جعل الله القصاص حياة، لأنه يمنع القتل، ويحمي الأرواح المعصومة.
والمرأة حين تموت على ولدها فهي شهيدة ؛ لأنها مات ب "جُمْع"، حين كانت روح الحياة الجديدة ينبثق من رحمها الولود المعطاء، والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون.
هذا شيء يعيه صناع المجد على مدار التاريخ.
وليس يفخر ماجدٌ بمجرد قتله لأعدائه، ولكنه يتباهى بالتضحيات التي قدمها، والتحديات التي خاضها.
ذلك الجندي المنهزم الكسير تحت أقدام عدو شرس شديد البأس، يعلوه بالسلاح، وبيده تقرير مصيره، ولسان حاله يقول :
اقض ما أنت قاضٍ ما دمت لا تستطيع أن تسلبني حريتي وكرامتي وشرفي، ولا أن تمنحني إياها !
حين يستحضر الجندي معنى الشرف والاحترام سيكون " إنساناً " في كل شأنه، وليس مجرد أداة للبطش والفتك.
أن تصنع جنوداً من جديد يدركون أن مهمتهم ليست هي التدمير، بل صناعة الحياة وإشاعتها، فذلك تحكيم المبادئ التي رسمتها الشريعة والقيم الرفيعة.
الجندية المقترنة بالخوف والرعب والانتهاك ليست هي الحامي ولا المؤهل للبقاء، بل جندية الأرواح الصامدة التي لا تقهر، والتي علاقتها الحب والاحترام وحفظ الجميل.
واصلي تالقكي معنا في المنتدى
بارك الله فيك اختي …
نتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة
لك من اجمل تحية ي
قوانين المسابقة :
1 – يجب تقديم صورةين ناروتو + صورةين بن تن – انتم حرين ابتختارو الاولى او الثانيه من
2-يجب تقديم صورةين باربي + صورةين فلة نوعيت المشاركه
3 – يرجى عدم الغش أي عدم نقل الصور .
4- ممنوع تجاوز 4 صور في هذه المسابقة .
هام:من يطبق هذه القوانين يحصل على علامة اضافية من عندي و من لم يطبق تنقص له 2.5 من علامات النجاح ارجو المشاركة .