التصنيفات
منوعات

التربية على حب النبي صلى الله عليه وسلم

التربية على حب النبي صلى الله عليه وسلم

همام بن عبدالرحمن الحارثي

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، ومَن والاه.
أما بعد:
فإن من فضل الله – عز وجل – على هذه الأمّة أن جعلَها آخر الأمم وأفضلَها؛ كما جاء في الحديث: ((نحن الآخرون السابقون يوم القيامة))[1]، وجعل نبيَّها أفضل الرسل والأنبياء وخاتَمَهم، وجعل حبَّه – صلى الله عليه وسلم – دينًا ندين الله – عز وجل – به، ونتقرَّب به إليه.

وفي هذا المقال سيكون حديثُنا عن كيفية تنشئةِ النفس وتربيتِها على حبِّ الرسول – صلى الله عليه وسلم – فمن وسائل التربية على حبِّ الرسول – صلى الله عليه وسلم -:

• أن يعلم كلُّ مسلمٍ أنه لن يدخل الجنةَ إلا عن طريق اتباع سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا تُقبَل منه عبادةٌ إلا إذا كانتْ موافقةً لما جاء به الرسول – صلى الله عليه وسلم – مشرعًا، أو شارحًا، أو مفصلًا؛ كما قال ربنا – جل وعلا -: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾ [آل عمران: 31]، واتِّباع سنتِه يكون بالاقتداء بهَدْيِه وسَمْتِه وما ثبت عنه.

قال شيخ الإسلام:
"وقاعدتنا في هذا الباب أصحُّ القواعد؛ إن جميع صفات العبادات من الأقوال والأفعال إذا كانتْ مأثورة أثرًا يصحُّ التمسك به، لم يكره شيء من ذلك، بل يشرع ذلك كله"[2].

وقال: "وهو أن ما فعله النبي – صلى الله عليه وسلم – من أنواع متنوعة، وإن قيل: إن بعض تلك الأنواع أفضل؛ فالاقتداء بالنبي – صلى الله عليه وسلم – في أن يفعل هذا تارة، وهذا تارة أفضلُ من لزوم أحد الأمرين، وهجر الآخر… إلخ"[3].

• من وسائل التربية على حب الرسول – صلى الله عليه وسلم – معرفةُ قدرِ الرسول – صلى الله عليه وسلم – عند ربه – عز وجل -:

إنَّ شأنَ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عند الله لعظيمٌ، وإن قدرَه لكريمٌ؛ فلقد اختاره الله – تعالى – واصطفاه على جميع البشر، وفضَّله على جميع الأنبياء والمرسلين، وشرح له صدره، ورفع له ذكرَه، ووضع عنه وِزْرَه، وأعلى له قدرَه.

وزكَّاه في كل شيء:
زكَّاه في عقله، فقال – سبحانه -: ﴿ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ﴾ [النجم: 2].
وزكَّاه في صدقه، فقال – سبحانه -: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ﴾ [النجم: 3].
وزكَّاه في بصره، فقال – سبحانه -: ﴿ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ﴾ [النجم: 17].
وزكَّاه في فؤاده، فقال – سبحانه -: ﴿ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ﴾ [النجم: 11].
وزكَّاه في صدره، فقال – سبحانه -: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾ [الشرح: 1].
وزكَّاه في ذِكْره، فقال – سبحانه -: ﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾ [الشرح: 4].
وزكَّاه في طُهْره، فقال – سبحانه -: ﴿ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ﴾ [الشرح: 2].
وزكَّاه في حلمه، فقال – سبحانه -: ﴿ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128].
وزكَّاه في علمه، فقال – سبحانه -: ﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ﴾ [النجم: 5].
وزكَّاه في خُلُقه، فقال – سبحانه -: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].

ثم أخبر عن منزلته في الملأ الأعلى عند رب العالمين، وعند الملائكة المقرَّبين، فقال – سبحانه -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ﴾ [الأحزاب: 56]، ثم أمر أهلَ الأرض من المؤمنين بالصلاةِ والسلام عليه؛ ليجتمع له الثناءُ من أهل السماء وأهل الأرض، فقال – سبحانه -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه – صلى الله عليه وسلم – قال: ((مَثَلي ومَثَل الأنبياءِ قبلي كمَثَل رجلٍ بَنَى بنيانًا فأحسنَه وأَجْمَله، إلا موضع لَبِنَة من زاوية من زواياه، فجعل الناسُ يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون: هلاَّ وُضِعتْ هذه اللَّبِنة! قال: ((فأنا اللَّبِنة، وأنا خاتم النبيين)) [4].

• من وسائل التربية على حب الرسول – صلى الله عليه وسلم – تذكُّرُ رحمتِه ورأفتِه على أمته؛ فالنفس مفطورة على حبِّ مَن أحبها، ومَن أحسن إليها، فمن ذلك ما جاء أنه – صلى الله عليه وسلم – قرأ يومًا قولَ الله في إبراهيم: ﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [إبراهيم: 36]، وقرأ قولَ الله في عيسى: ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [المائدة: 118]؛ فبكى – صلى الله عليه وسلم – فأنزل الله إليه جبريلَ – عليه السلام – وقال: ((يا جبريل، سَلْ محمدًا ما الذى يُبْكيك؟)) – وهو أعلم – فنزل جبريل، وقال: ما يُبْكِيك يا رسول الله؟ قال: ((أمتي .. أمتي يا جبريل))، فصَعِد جبريل إلى المَلِك الجليل، وقال: يبكى على أمتِه، والله أعلم، فقال لجبريل: ((انزل إلى محمدٍ، وقل له: إنا سنُرضِيك فى أمتِك))[5].

جاء عند مسلم أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((لكلِّ نبيٍّ دعوةٌ مستجابة يدعو بها، وأريد أن أختَبِئ دعوتي شفاعةً لأمتي في الآخرة))[6].

وجاء عند البخاري أن رجلاً أصاب من امرأةٍ قُبْلة، فأتى النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – فأخبره، فأنزل الله:
﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 114]، فقال الرجل : يا رسول الله، أَلِي هذا؟ قال: ((لجميع أمتي كلِّهم)) [7].

• ومن وسائل تربية النفس على حب النبي – صلى الله عليه وسلم – تذكُّر شفاعتِه لأمته يوم القيامة، عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((يجمع الله الناسَ يوم القيامة فيهتمُّون لذلك، فيقولون: لو استشفعنا على ربِّنا حتى يُرِيحَنا من مكاننا هذا، قال: فيأتون آدم – عليه السلام – فيقولون: أنتَ آدمُ أبو الخلق، خلقَك الله بيدِه، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفعْ لنا عند ربِّك حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيقول: لستُ هُنَاكم، فيذكر خطيئته التي أصاب، فيَسْتَحْيِي ربَّه منها، ولكن ائتوا نوحًا أولَ رسولٍ بعثه الله، فيأتون نوحًا – عليه السلام – فيقول: لستُ هُنَاكم، فيذكر خطيئته التي أصاب، فيَسْتَحْيِي ربَّه منها، ولكن ائتُوا إبراهيم – عليه السلام – الذي اتَّخذه الله خليلًا، فيأتون إبراهيم – عليه السلام – فيقول: لستُ هُنَاكم، ويذكر خطيئته التي أصاب، فيَسْتَحْيِي ربَّه منها، ولكن ائتُوا موسى – عليه السلام – الذي كلَّمه الله، وأعطاه التوراة، فيأتون موسى – عليه السلام – فيقول: لستُ هُنَاكم، ويذكر خطيئته التي أصاب فيَسْتَحْيِي ربَّه منها، ولكن ائتُوا عيسى روحَ الله وكلمتَه، فيأتون عيسى روح الله وكلمته، فيقول: لستُ هُنَاكم، ولكن ائتُوا محمدًا – صلى الله عليه وسلم – عبدًا قد غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر، فيأتوني، فأستأذنُ على ربِّي، فيُؤذَن لِي، فإذا أنا رأيتُه، وقعتُ ساجدًا فيَدَعُنِي ما شاء الله، فيقال: يا محمد، ارفعْ رأسَك، قُلْ تُسْمَع، سَلْ تُعْطَه، اشفعْ تشفَّعْ، فأرفعُ رأسي فأحمدُ ربِّي بتحميدٍ يعلِّمُنيه ربي، ثم أشفعُ فيَحُدُّ لي حدًّا، فأُخرِجهم من النار، وأُدخِلهم الجنة، ثم أَعُود فأَقَع ساجدًا، فيَدَعُنِي ما شاء الله أن يَدَعَنِي، ثم يقال: ارفعْ رأسَك يا محمدُ، قُلْ تُسْمَع، سَلْ تُعْطَه، اشفعْ تشفَّعْ، فأرفعُ رأسي فأحمدُ ربي بتحميدٍ يعلِّمُنيه، ثم أشفعُ فيَحُدُّ لي حدًّا فأُخرِجهم من النار، وأُدخِلهم الجنة، قال – الرواي -: فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال: فأقول: يا ربِّ ما بَقِي في النارِ إلا مَن حبسه القرآن))؛ أي: وَجَب عليه الخلود [8].

فالشفاعة العظمى يوم القيامة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – والشفاعة لعُصَاة أمتِه – صلى الله عليه وسلم – كما قال – عليه الصلاة والسلام -: ((شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي))[9] .

وشفاعة الرسول – صلى الله عليه وسلم – تُنَال بأسباب؛ منها:

• الإخلاص في قول كلمة التوحيد، وذلك عن طريق تحقيق التوحيد لله – عز وجل – وعدم الإشراك به؛ فقد جاء من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – مرفوعًا: ((أسعدُ الناس بشفاعتي مَن قال: لا إله إلا الله خالصًا من قلبه)) [10].

• الترديد مع الأذان وقول الدعاء الوارد؛ لحديث جابر مرفوعًا: ((إذا سَمِعتُم النداءَ، فقولوا مثلَ ما يقول ثم صلُّوا عليَّ؛ فإنه مَن صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى الله عليه بها عشرًا، ثم سَلُوا الله لي الوسيلة؛ فإنها منزلةٌ في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكونَ أنا هو، فمَن سأل لي الوسيلة حلَّتْ له الشفاعة))[11].

• كثرة صلاة النافلة؛ فقد جاء في حديث ربيعة بن كعب قال: قال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((سَلْنِي أُعْطِك))، قلتُ: يا رسول الله، أنظرني أنظر في أمري، قال: ((فانظرْ في أمرك))، قال: فنظرت، فقلت: إن أمر الدنيا ينقطعُ فلا أرى شيئًا خيرًا من شيء آخذه لنفسي لآخرتي، فدخلتُ على النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: ((ما حاجتُك؟))، فقلت: يا رسول الله؛ اشفعْ لي إلى ربِّك – عز وجل – فليعتقني من النار، فقال: ((مَن أمرك بهذا؟))، فقلتُ: لا والله يا رسول الله، ما أمرني به أحدٌ، ولكني نظرتُ في آمري فرأيتُ أن الدنيا زائلةٌ من أهلها، فأحببتُ أن آخذ لآخرتي، قال: ((فأعنِّي على نفسِك بكثرةِ السجود))[12].

• الصلاة على الرسول – صلى الله عليه وسلم – عشرًا في الصباح والمساء، عن أبي الدرداء عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((مَن صلَّى على حين يُصبِح عشرًا، وحين يمسي عشرًا؛ أدركتْه شفاعتي يوم القيامة))[13].

• ومن وسائل تربية الناشئة على حبِّ النبي – صلى الله عليه وسلم – معرفةُ سيرتِه، وبيان هَدْيِه، وخُلُقه، وفضله، وما اشتملتْ عليه هذه النفس من رحمةٍ ورأفةٍ للمؤمنين.

كان الزهري – رحمه الله – يقول: في علم المغازي علم الآخرة والدنيا [14].

وقد بلغ من حرصِهم على تعليم أولادهم سيرة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وسراياه، أنهم جعلوها قرينةَ القرآن الكريم من حيث الأولوية، يقول زين العابدين علي بن الحسين – رضي الله عنه -: كنا نُعلّم مغازي النبي – صلى الله عليه وسلم – وسراياه كما نعلّم السورة من القرآن [15].

وعن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص – رضي الله عن الجميع – قال : كان أبِي يعلِّمنا المغازي ويعدُّها علينا، ويقول : يا بني هذه مآثر آبائكم فلا تضيِّعوا ذكرها"[16].

فنجد مما سبقَ محطاتٍ نتزوَّد بها لحياةٍ مليئةٍ بحب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كما عاشها الصحابة والسلف الصالح – رضوان الله تعالى عليهم – فعن عبدة بنت خالد بن معدان قالت: ما كان خالد يأوي إلى فراشٍ إلا و هو يَذكُر من شوقِه إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وإلى أصحابه من المهاجرين والأنصار يسمِّيهم، ويقول : هم أَصْلِي وفصلي، وإليهم يحنُّ قلبي، طال شوقي إليهم، فعجِّل ربي قبضي إليك حتى يغلبه النوم.

وقال إسحاق التجيبي:
كان أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – بعده لا يذكرونه إلا خشعوا واقشعرَّتْ جلودهم، وبكوا، وقال مالك – وقد سئل عن أيوب السختياني -: ما حدثتُكم عن أحدٍ إلا وأيوب أفضلُ منه، وقال : وحجَّ حجتين فكنت أرمقه، ولا أسمع منه غير أنه كان إذا ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – بكى حتى أرحمه.

وقال مصعب بن عبدالله:
كان مالكٌ إذا ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – يتغيَّر لونُه، وينحنِي حتى يصعب ذلك على جلسائه، فقيل له يومًا في ذلك، فقال: لو رأيتُم ما رأيتُ لَمَا أنكرتُم عليَّ ما ترون، ولقد كنتُ أرى محمد بن المُنْكَدِر – وكان سيد القراء – لا نكاد نسألُه عن حديثٍ أبدًا إلا يبكي حتى نرحمه.

وقال ثابت البناني لأنس بن مالك – رضي الله عنه -: أعطني عينيك التي رأيتَ بهما رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى أقبِّلَها.

وعن جُبَير بن نفير عن أبيه قال:
جلسنا إلى المِقْدَاد بن الأسود يومًا فمرَّ به رجلٌ، فقال: طوبَى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والله لوَدِدْنا أنَّا رأينا ما رأيتَ وشَهِدنا ما شهدت.

اللهم اجعلنا من صالحي أمته، واحشُرْنا يوم القيامة في زُمْرَته، سبحانك ربِّك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

وكتبه:
همام بن عبدالرحمن الحارثي
2/2/1434هـ
[email protected]
Twitter: @hah989

———————————
[1]. رواه البخاري 3486.
[2]. الفتاوى (24/242).
[3]. الفتاوى (22/337).
[4]. رواه البخاري 3535 ، مسلم 2286.
[5]. رواه مسلم 202.
[6]. رواه البخاري 6304.
[7]. رواه البخاري 526.
[8]. رواه مسلم 193.
[9]. رواه الترمذي 2435 وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
[10]. رواه البخاري 6570 .
[11]. رواه مسلم 384 .
[12]. حسنه الألباني في الإرواء 2/208
[13]. صحيح الجامع 6375، وقد تراجع الشيخ الألباني، وضعفه في الضعيفة رقم 5788.
[14]. الجامع لأخلاق الراوي 2/195.
[15]. المصدر السابق.
[16]. المصدر السابق.




بــــووووركـــــتي



شكرلكم



التصنيفات
منوعات

من أساليب النبي صلى الله عليه وسلم التربوية ."

خليجية

خليجية
وهي 9 أساليب

1 – التربية بالقصة:

إن القصة أمر محب للناس
وترك أثرها في النفوس، ومن هنا جاءت القصة كثيراً في القرآن،
وأخبر تبارك وتعالى عن شأن كتابه
فقال:{نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن}
{لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثاً يفترى}
وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك
فقال : { واقصص القصص لعلهم يتفكرون }
ولهذا فقد سلك النبي صلى الله عليه وسلم هذا المنهج واستخدم هذا الأسلوب .
شاب من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم – وهو خباب بن الأرت رضي الله عنه
يبلغ به الأذى والشدة كل مبلغ فيأتي للنبي صلى الله عليه وسلم
شاكياً له ما أصابه
فيقول رضي الله عنه :أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة –
وقد لقينا من المشركين شدة – فقلت :ألا تدعو الله؟ فقعد وهو محمر وجهه
فقال: « لقد كان كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد مادون عظامه من لحم أوعصب، مايصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين،
ما يصرفه ذلك عن دينه،
وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله »

[رواه البخاري (3852]
وحفظت لنا السنة النبوية العديد من المواقف التي يحكي
فيها النبي صلى الله عليه وسلم
قصة من القصص، فمن ذلك:
قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى الغار،
وقصة الذي قتل مائة نفس،
وقصة الأعمى والأبرص والأقرع،
وقصة أصحاب الأخدود… وغيرها كثير.

2 – التربية بالموعظة:

لموعظة أثرها البالغ في النفوس،
لذا فلم يكن المربي الأول صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم
يغيب عنه هذا الأمر أو يهمله
فقد كان كما وصفه أحد أصحابه وهو ابن مسعود -رضي الله عنه-:
«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا» [رواه البخاري ( 68 ]

ويحكي أحد أصحابه وهو العرباض بن سارية -رضي الله عنه-
عن موعظة وعظها إياهم النبي صلى الله عليه وسلم ،
فيقول : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون وجلت منها القلوب،
فقال رجل: إن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله؟
قال: «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة،
وإن عبد حبشي فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا،
وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة،
فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
المهدين عضوا عليها بالنواجذ »

[رواه الترمذي (2676) وابن ماجه (42)]
وحتى تترك الموعظة أثرها ينبغي أن تكون تخولاً ،
وألا تكون بصفة دائمة .
عن أبي وائل قال كان عبدالله يذكر الناس في كل خميس
فقال له رجل يا أبا عبدالرحمن لودت أنك ذكرتنا كل يوم
قال أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم وإني أتخولكم بالموعظة
كما كان النبي صلى الله عليه وسلم
يتخولنا بها مخافة السآمة علينا

[رواه البخاري (70) ومسلم (2821) ]

3 – الجمع بين الترغيب والترهيب:

النفس البشرية فيها إقبال وإدبار، وفيها شرّة وفترة،
ومن ثم كان المنهج التربوي الإسلامي يتعامل مع هذه النفس بكل هذه الاعتبارات،
ومن ذلك الجمع بين الترغيب والترهيب، والرجاء والخوف.

عن أنس -رضي الله عنه- قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم
خطبة ما سمعت مثلها قط:
«قال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً»
قال: فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم لهم خنين

[رواه البخاري (4621) ومسلم () ].
ومن أحاديث الرجاء والترغيب ما حدث به
أبو ذر -رضي الله عنه-
قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض وهو نائم،
ثم أتيته وقد استيقظ
فقال:«ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة»
قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال:«وإن زنى وإن سرق»
قلت: وإن زنى وإن سرق؟
قال:«وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر»
وكان أبو ذر إذا حدث بهذا قال: وإن رغم أنف أبي ذر

[رواه البخاري (5827) ومسلم (94) ].
وعن هريرة -رضي الله عنه-
قال كنا قعودا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم
معنا أبو بكر وعمر في نفر فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
من بين أظهرنا فأبطأ علينا وخشينا أن يقتطع دوننا،
وفزعنا فقمنا فكنت أول من فزع،
فخرجت أبتغي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتيت حائطاً للأنصار لبني النجار فدرت به هل أجد له بابا فلم أجد،
فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة -والربيع الجدول-
فاحتفزت كما يحتفز الثعلب فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال:«أبو هريرة؟»
فقلت: نعم يارسول الله،
قال:«ما شأنك؟»
قلت: كنت بين أظهرنا فقمت فأبطأت علينا، فخشينا أن تقتطع دوننا،
فزعنا فكنت أول من فزع، فأتيت هذا الحائط فاحتفزت كما يحتفز الثعلب،
وهؤلاء الناس ورائي،
فقال:«يا أبا هريرة» -وأعطاني نعليه-
قال:«اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله
مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة»…

[رواه مسلم (31) ]
والمتأمل في الواقع يلحظ أننا كثيراً ما نعتني بالترهيب ونركز عليه،
وهو أمر مطلوب والنفوس تحتاج إليه،
لكن لابد أن يضاف لذلك الترغيب، من خلال الترغيب في نعيم الجنة وثوابها،
وسعادة الدنيا لمن استقام على طاعة الله،
وذكر محاسن الإسلام وأثر تطبيقه على الناس،
وقد استخدم القرآن الكريم هذا المسلك
فقال تعالى:{ ولو أن أهل القرى …} {ولو أنهم أقاموا التوراة …} .

4- الإقناع العقلي:

عن أبي أمامة رضي الله عنه
قال: إن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه،
قالوا: مه مه،
فقال: «ادنه» فدنا منه قريباً قال: فجلس قال : « أتحبه لأمك ؟ »
قال: لا والله جعلني الله فداءك،
قال: « ولا الناس يحبونه لأمهاتهم» قال: «أفتحبه لابنتك؟»
قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك،
قال: «ولا الناس يحبونه لبناتهم»
قال: «أفتحبه لأختك؟»
قال: لا والله جعلني الله فداءك،
قال: «ولا الناس يحبونه لأخواتهم»
قال:«أفتحبه لعمتك؟»
قال: لا والله جعلني الله فداءك،
قال: «ولا الناس يحبونه لعماتهم»
قال: «أفتحبه لخالتك؟»
قال: لا والله جعلني الله فداءك،
قال: «ولا الناس يحبونه لخالاتهم»
قال: فوضع يده عليه وقال: «اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه»
فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء

[رواه أحمد ( )] .
إن هذا الشاب قد جاء والغريزة تتوقد في نفسه،
مما يدفعه إلى أن يكسر حاجز الحياء،
ويخاطب النبي صلى الله عليه وسلم علناً أمام أصحابه،
وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم المربي المعلم
لديه جانباً لم يدركه فيه أصحابه فما هو؟
لقد جاء هذا الشاب يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان قليل الورع عديم الديانة لم ير أنه بحاجة للاستئذان بل كان يمارس ما يريد سراً، فأدرك صلى الله عليه وسلم هذا الجانب الخير فيه، فما ذا كانت النتيجة :
«فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء»

5 – استخدام الحوار والنقاش:

وخير مثال على ذلك موقفه صلى الله عليه وسلم مع الأنصار
في غزوة حنين بعد قسمته للغنائم،
فقد أعطى صلى الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم وترك الأنصار،
فبلغه أنهم وجدوا في أنفسهم،
فدعاهم صلى الله عليه وسلم ،
وكان بينهم وبينه هذا الحوار الذي يرويه عبدالله بن زيد -رضي الله عنه-
فيقول: لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين
قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا،
فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس، فخطبهم
فقال: »يا معشر الأنصار، ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي؟
وكنتم متفرقين فألفكم الله بي؟ وعالة فأغناكم الله بي؟
« كلما قال شيئاً قالوا: الله ورسوله أمن، قال: »
ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
« قال كلما قال شيئا قالوا: الله ورسوله أمن قال:»
لو شئتم قلتم جئتنا كذا وكذا،
أترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون بالنبي صلى الله عليه وسلم
إلى رحالكم؟ لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها، الأنصار شعار والناس دثار،
إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض«

[رواه البخاري (4330) ومسلم (1061) ]
في هذا الموقف استخدم النبي صلى الله عليه وسلم الحوار معهم،
فوجه لهم سؤالاً وانتظر منهم الإجابة،
بل حين لم يجيبوا لقنهم الإجابة قائلاً : (ولو شئتم لقلتم ولصدقتم وصُدقتم …) .

6 – الإغلاظ والعقوبة:

وقد يُغلظ صلى الله عليه وسلم على من وقع في خطأ أو يعاقبه:
فعن أبي مسعود الأنصاري قال:
قال رجل: يا رسول الله، لا أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان،
فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضباً من يومئذ
فقال: أيها الناس إنكم منفرون فمن صلى بالناس فليخف
فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجه

[رواه البخاري (90) ومسلم (466) ].

وعن زيد بن خالد الجهني -رضي الله عنه-
أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله رجل عن اللقطة
فقال:اعرف وكاءها -أو قال: وعاءها وعفاصها- ثم عرفها سنة، ثم استمتع بها،
فإن جاء ربها فأدها إليه
قال: فضالة الإبل؟ فغضب حتى احمرت وجنتاه -أو قال احمر وجهه-
فقال: وما لك ولها، معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء
وترعى الشجر فذرها حتى يلقاها ربها
قال: فضالة الغنم؟ قال: لك أو لأخيك أو للذئب
FONTR face="Arilksz5otybu[رواه البخاري (90) ومسلم (1722) ]. </B>

وقد بوب البخاري رحمه الله في صحيحه على هذين الحديثين
باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى مايكره

وعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
رأى خاتماً من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه
وقال: يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده
فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذ خاتمك انتفع به،
قال: لا والله لا آخذه أبداً وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

[رواه مسلم (2090) ]

عن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه-
أن رجلا أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله
فقال كل بيمينك قال لا أستطيع قال لا استطعت ما منعه إلا الكبر
قال فما رفعها إلى فيه

[رواه مسلم (2021)]

إلا أن ذلك لم يكن هديه الراتب صلى الله عليه وسلم
فقد كان الرفق هو الهدي الراتب له صلى الله عليه وسلم ،
لكن حين يقتضي المقام الإغلاظ يغلظ صلى الله عليه وسلم ،

ومن الأدلة على ذلك:
1- أن الله سبحانه وتعالى وصفه بالرفق واللين أو بما يؤدي إلى ذلك
قال تعالى {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك} فوصفه باللين
وقال تعالى : {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص
عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}
ولا أدل على وصفه عليه الصلاة والسلام من وصف الله له فهو العليم به سبحانه .

2- وصف أصحابه له :
فقد وصفه معاوية بن الحكم -رضي الله عنه-
بقوله :فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه
فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني

[رواه مسلم (537) ].

3- أمره صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالرفق فهو القدوة في ذلك
وهو الذي نزل عليه {لم تقولون مالاتفعلون}
فهو أقرب الناس الى تطبيقه وامتثاله، وحينما أرسل معاذاً
وأبا موسى إلى اليمن
قال لهما : يسرا ولاتعسرا وبشرا ولاتنفرا

[رواه البخاري (3038) ومسلم (1733) ] .

4- ثناؤه صلى الله عليه وسلم على الرفق،
ومن ذلك في قوله:ماكان الرفق في شيئ إلا زانه ولانزع من شيئ إلا شانه
وقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة :إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله
رواه البخاري (6024) ومسلم (2165) ]

وفي رواية:إن الله رفيق يحب الرفق،
ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه

[رواه مسلم (2593) ].
وفي حديث جرير -رضي الله عنه-
من يحرم الرفق يحرم الخير
[رواه مسلم (2592) ]

ويعطي على الرفق مالايعطي على العنف )

5- سيرته العملية في التعامل مع أصحابه
فقد كان متمثلاً الرفق في كل شيئ ومن ذلك :

أ) قصة الأعرابي الذي بال في المسجد والقصة مشهورة.
ب) قصة عباد بن شرحبيل – رضي الله عنه – يرويها
فيقول: أصابنا عام مخمصة فأتيت المدينة فأتيت حائطا من حيطانها
فأخذت سنبلا فركته وأكلته وجعلته في كسائي،
فجاء صاحب الحائط فضربني وأخذ ثوبي،
فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته
فقال للرجل: ما أطعمته إذ كان جائعا -أو ساغبا- ولا علمته إذ كان جاهلا
فأمره النبي صلى الله عليه وسلم فرد إليه ثوبه وأمر له بوسق من طعام أو نصف وسق

[رواه أحمد (16067) وأبو داود (2620) وابن ماجه (2298)].

ج)قصة سلمة بن صخر الأنصاري -رضي الله عنه-
قال: كنت رجلا قد أوتيت من جماع النساء ما لم يؤت غيري،
فلما دخل رمضان تظاهرت من امرأتي حتى ينسلخ رمضان،
فرقا من أن أصيب منها في ليلتي
فأتتابع في ذلك إلى أن يدركني النهار وأنا لا أقدر أن أنزع،
فبينما هي تخدمني ذات ليلة إذ تكشف لي منها شيء فوثبت عليها،
فلما أصبحت غدوت على قومي فأخبرتهم خبري فقلت انطلقوا معي
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخبره بأمري فقالوا: لا والله لا نفعل نتخوف أن ينزل فينا قرآن
أو يقول فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالة يبقى علينا عارها، ولكن اذهب أنت فاصنع ما بدا لك، قال: فخرجت فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخبرته خبري فقال: أنت بذاك؟
قلت: أنا بذاك،
قال:» أنت بذاك؟
قلت: أنا بذاك،
قال: أنت بذاك؟
قلت: أنا بذاك،
وها أنا ذا فأمض في حكم الله فإني صابر لذلك،
قال: أعتق رقبة
قال: فضربت صفحة عنقي بيدي
فقلت: لا والذي بعثك بالحق لا أملك غيرها،
قال: صم شهرين
قلت: يا رسول الله،
وهل أصابني ما أصابني إلا في الصيام؟
قال:فأطعم ستين مسكينا
قلت: والذي بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه وحشى ما لنا عشاء،
قال: اذهب إلى صاحب صدقة بني زريق فقل له فليدفعها إليك،
فأطعم عنك منها وسقا ستين مسكينا،
ثم استعن بسائره عليك وعلى عيالك
قال فرجعت إلى قومي فقلت وجدت عندكم الضيق وسوء الرأي
وجدت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم السعة والبركة،
أمر لي بصدقتكم فادفعوها إلي، فدفعوها إلي

[رواه أحمد (23188) وأبو داود (2213) والترمذي () وابن ماجه (2062].

7- الهجر:

واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم
أسلوب الهجر في موقف مشهور في السيرة،
حين تخلف كعب بن مالك -رضي الله عنه- وأصحابه عن غزوة تبوك،
فهجرهم صلى الله عليه وسلم وأصحابه،
لايكلمهم أحد أكثر من شهر حتى تاب الله تبارك وتعالى عليهم.

إلا أن استخدام هذا الأسلوب لم يكن هدياً دائماً له صلى الله عليه وسلم
فقد ثبت أن رجلاً كان يشرب الخمر وكان يضحك النبي صلى الله عليه وسلم …
والمناط في ذلك هو تحقيقه للمصلحة،
فمتى كان الهجر مصلحة وردع للمهجور شرع ذلك
وإن كان فيه مفسدة وصد له حرم هجره .

8- استخدام التوجيه غير المباشر:

ويتمثل التوجيه غير المباشر في أمور منها:
أ – كونه صلى الله عليه وسلم يقول مابال أقوام، دون أن يخصص أحداً بعينه،
ومن ذلك قوله في قصة بريرة فعن عائشة -رضي الله عنها-
فقالت أتها بريرة تسألها في كتابتها
فقالت إن شئت أعطيت أهلك ويكون الولاء لي
فلما جاء رسول الله صلى اللهم عليه وسلم ذكرته ذلك
قال النبي صلى اللهم عليه وسلم ابتاعيها فأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق
ثم قام رسول الله صلى اللهم عليه وسلم على المنبر
فقال ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله من اشترط
شرطا ليس في كتاب الله فليس له وإن اشترط مائة شرط

[رواه البخاري (2735) ومسلم () ]
وحديث أنس -رضي الله عنه-
أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر
فقال بعضهم لا أتزوج النساء
وقال بعضهم لا آكل اللحم وقال بعضهم لا أنام على فراش فحمد الله وأثنى عليه فقال :«ما بال أقوام قالوا كذا وكذا لكني أصلي وأنام وأصوم
وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني»

[رواه البخاري (1401)].

ب – وأحياناً يثني على صفة في الشخص ويحثه على عمل بطريقة غير مباشرة،
ومن ذلك مارواه عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-

قال: كان الرجل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على
النبي صلى الله عليه وسلم ،
فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على النبي صلى الله عليه وسلم ،
وكنت غلاماً أعزب، وكنت أنام في المسجد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فرأيت في المنام كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار،
فإذا هي مطوية كطي البئر،
وإذا فيها ناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، فلقيهما ملك آخر فقال لي: لن تراع،
فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم
فقال:«نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي بالليل»
قال سالم: فكان عبدالله لا ينام من الليل إلا قليلاً

[رواه البخاري (3738-3739].

ج – وأحياناً يأمر أصحابه بما يريد قوله للرجل،
عن أنس بن مالك أن رجلا دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه أثر صفرة وكان النبي صلى الله عليه وسلم قلما يواجه رجلا في وجهه بشيء يكرهه فلما خرج قال:» لو أمرتم هذا أن يغسل هذا عنه

[رواه أبو داود (4182)]

د – وأحياناً يخاطب غيره وهو يسمع،
عن سليمان بن صرد قال استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم
ونحن عنده جلوس وأحدهما يسب صاحبه مغضبا قد احمر وجهه
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :« إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد،
لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم»
فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم ؟
قال: إني لست بمجنون [رواه البخاري

(6115) ومسلم (2610)]

9 – استثمار المواقف والفرص:

عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مع أصحابه
يوماً وإذا بامرأة من السبي تبحث عن ولدها فلما وجدته ضمته
فقال صلى الله عليه وسلم :«أترون هذه طارحة ولدها في النار»
قالوا: لا، قال:«والله لايلقي حبيبه في النار؟»

[رواه البخاري ( 5999) ومسلم ( 2754 ).].

فلا يستوي أثر المعاني حين تربط بصور محسوسة،
مع عرضها في صورة مجردة جافة.
إن المواقف تستثير مشاعر جياشة في النفس،
فحين يستثمر هذا الموقف يقع التعليم موقعه المناسب،
ويبقى الحدث وما صاحبه من توجيه وتعليم صورة منقوشة في الذاكرة،
تستعصي على النسيان.

والمواقف متنوعة فقد يكون الموقف موقف حزن وخوف فيستخدم في الوعظ،
كما في وعظه صلى الله عليه وسلم أصحابه عند القبر.

عن البراء بن عازب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد
فجلس رسول الله صلى اللهم عليه وسلم
وجلسنا حوله كأنما على رءوسنا الطير وفي يده عود ينكت به في الأرض
فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا…
ثم ذكر الحديث الطويل في وصف عذاب القبر وقتنته.

[رواه ابو داود (4753)]

ب وقد يكون وقد يكون موقف مصيبة إذا أمر حل بالإنسان،
فيستثمر ذلك في ربطه بالله تبارك وتعالى.

عن زيد بن أرقم قال أصابني رمد فعادني النبي صلى الله عليه وسلم ،
قال فلما برأت خرجت،
قال فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« أرأيت لو كانت عيناك لما بهما ما كنت صانعاً؟»
قال: قلت: لو كانتا عيناي لما بهما صبرت واحتسبت،
قال:«لو كانت عيناك لما بهما ثم صبرت واحتسبت للقيت الله عز وجل ولا ذنب لك»

[رواه أحمد]

بل إن النبي صلى الله عليه وسلم استخدم
مثل هذا الموقف لتقرير قضية مهمة لها شأنها
وأثرها كما فعل حين دعائه للمريض بهذا الدعاء،

عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال:«إذا جاء الرجل يعود مريضا قال: اللهم اشف عبدك ينكأ لك
عدوا ويمشي لك إلى الصلاة»

[رواه أحمد (6564)]

إنه يوصي المسلم بعظم مهمته وشأنه وعلو دوره في الحياة،
فهو بين أن يتقدم بعبادة خالصة لله ، أو يساهم في نصرة دين الله والذب عنه .

ج وقد يكون الموقف ظاهرة كونية مجردة،
لكنه صلى الله عليه وسلم يستثمره ليربطه بهذا المعنى
عن جرير بن عبدالله -رضي الله عنه-
قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة يعني البدر
فقال:«إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته،
فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا»
ثم قرأ {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب}

[رواه البخاري (554) ومسلم]
د وقد يكون الموقف مثيراً، يستثير العاطفة والمشاعر كما
في حديث أنس السابق في قصة المرأة




وهذا كل شئ

اتمنى منكم التقييم
والردود

الحلوه

زيكم
…^^




خليجية



خليجية



خليجية



التصنيفات
المواضيع المتشابهة للاقسام العامة

مرافقة النبي عليه الصلاة والسلام

..إكفل يتيم برسالة جوال لجمعية إنـــسان

عن طريق إرسال رسالة فارغة إلى الرقم 5055 للمساهمة مرة واحدة بمبلغ 10 ريال
او إرسال رقم 1 إلى الرقم 5055 لكفالة يتيم شهريًا بمبلغ 12 ريال

طبعًا الخدمة متوفرة في كل من الاتصالات السعودية وموبايلي وزين
على الرقم 5055




جزاكي الله خير



التصنيفات
مكياج و تسريحات العروس

افخم تسريحات ومكياج للعرايس صلوعلى النبي موضة

صلي الله عليه وسلم

خليجية


خليجية


خليجية


خليجية


خليجية


خليجية


خليجية
خليجية


.
خليجية


خليجية


.
خليجية


خليجية


خليجية


.
خليجية


خليجية


.
خليجية


خليجية


.
خليجية


خليجية


خليجية


خليجية


خليجية


خليجية


.
خليجية


خليجية


تاااااااااااااااااااابع





خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجيةدمتن بخيييييرخليجية




يسلموووو ع الصور كثير جميله ومره تاني يسملووو ناستنه ابدعك



رد: افخم تسريحات ومكياج للعرايس صلوعلى النبي >ليش مصليتي على النبي عسوله؟؟؟<

خليجيةصلي الله عليه وسلمخليجية
خليجيةصلي الله عليه وسلمخليجية

خليجيةصلي الله عليه وسلمخليجية
خليجيةصلي الله عليه وسلمخليجية
خليجيةصلي الله عليه وسلمخليجية
خليجيةصلي الله عليه وسلمخليجية
خليجيةصلي الله عليه وسلمخليجية
خليجيةصلي الله عليه وسلمخليجية
خليجيةصلي الله عليه وسلمخليجية
خليجيةصلي الله عليه وسلمخليجية

خليجيةدمتن بخيييييرخليجية




التصنيفات
منوعات

نصرة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 00للشيخ محمد المنجد حفظه الله

نصرة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 00للشيخ محمد المنجد حفظه الله

نصرة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

بيان بشأن تهجم الصحيفتين النرويجية والدنمركية على نبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم

محمد صالح المنجد

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فإن من أعظم ما يفتخر به المسلم إيمانه ومحبته لرسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ، ومع أن المسلم يؤمن بالأنبياء جميعاً ـ عليهم الصلاة والسلام ـ، ولا يفرق بين أحد منهم؛ إلا أنه يعتبر النبي محمد ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ خاتمهم، وأفضلهم، وسيدهم، فهو الذي يُفتح به باب الجنة، وهو الطريق إلى هذه الأمة فلا يؤذن لأحد بدخول الجنة بعد بعثته؛ إلا أن يكون من المؤمنين به ـ عليه الصلاة والسلام ـ {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128]

ومما زادني شرفاً وتيهـــاً *** وكدت بأخمصي أطأ الثريـا

دخولي تحت قولك يا عبادي *** وأن صيّرت أحمد لي نبيــا

أيها المسلمون:

ترى ماذا نقول أمام ما نشرته صحيفة (جلاندز بوستن) الدانماركية يوم الثلاثاء 26/8/1426هـ (12) رسماً كاريكاتيرياً ساخر، بمن يا ترى؟! بأعظم رجل وطأت قدماه الثرى، بإمام النبيين، وقائد الغر المحجلين ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ.

صور آثمةٌ وقحةٌ وقاحة الكفر وأهله، أظهروا النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ في إحدى هذه الرسومات عليه عمامة تشبه قنبلة ملفوفة حول رأسه!! وكأنهم يريدون أن يقولوا إنه ـ مجرم حرب ـ {ألا ساء ما يزرون}.

ثم في هذه الأيام وفي يوم عيد الأضحى بالتحديد ـ إمعاناً في العداء ـ تأتي جريدة (ما جزينت) النرويجية لتنكأ الجراج وتشن الغارة من جديد، فتعيد نشر الرسوم ألوقحة التي نُشرت في المجلة الدنمركية قبل! {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ}[ الذاريات53] [1]

بالله ماذا يبقى في الحياة من لذة يوم ينال من مقام محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم لا ينتصر له ولا يذاد عن حياضه. ماذا نقول تجاه هذا العداء السافر، والتهكم المكشوف.. هل نغمض أعيننا، ونصم آذاننا، ونطبق أفواهنا.. وفي القلب عرق ينبض. والذي كرم محمداً وأعلى مكانته لبطن الأرض أحب إلينا من ظاهرها إن عجزنا أن ننطق بالحق وندافع عن رسول الحق. ألا جفت أقلام وشُلت سواعد امتنعت عن تسطير أحرفٍ تذود بها عن حوضه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتدافع عن حرمته.

فإن أبي ووالده وعرضي *** لعرض محمد منكم فداء

مكانة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

أي عبارة تحيط ببعض نواحي تلك العظمة النبوية، وأي كلمة تتسع لأقطار هذه العظمة التي شملت كل قطر، وأحاطت بكل عصر، وكُتب لها الخلود أبد الدهر، وأي خطبة تكشف لك عن أسرارها وإن كُتب بحروف من النور، وكان مداده أشعة الشمس.

إنها العظمة الماثلة في كل قلب، المستقرة في كل نفس، يستشعرها القريب والبعيد، ويعترف بها العدو والصديق، وتهتف بها أعواد المنابر، وتهتز لها ذوائب المنائر.

ألم تر أن الله خلّـَد ذكــره *** إذ قال في الخمس المؤذن: أشهـد

وشـقّ له من اسمه ليجلــه *** فذو العرش محمود وهذا محمــد

إنه النبي محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث الكمال الخُلقي بالذروة التي لا تُنال، والسمو الذي لا يُسامى، أوفر الناس عقلاً، وأسداهم رأيًا، وأصحهم فكرةً، أسخى القوم يدًا، وأنداهم راحة، وأجودهم نفسًا أجود بالخير من الريح المرسلة، يُعطي عطاء من لا يخشى الفقر، يبيت على الطوى وقد وُهب المئين، وجاد بالآلاف، لا يحبس شيئًا وينادي صاحبه: "أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالاً".

أرحب الناس صدرًا، وأوسعهم حلمًا، يحلم على من جهل عليه، ولا يزيده جهل الجاهلين إلا أخذًا بالعفو وأمرًا بالمعروف، يمسك بغرة النصر وينادي أسراه في كرم وإباء: "اذهبوا فأنتم الطلقاء".

أعظم الناس تواضعًا، يُخالط الفقير والمسكين، ويُجالس الشيخ والأرملة، وتذهب به الجارية إلى أقصى سكك المدينة فيذهب معها ويقضي حاجتها، ولا يتميز عن أصحابه بمظهر من مظاهر العظمة ولا برسم من رسوم الظهور.

ألين الناس عريكةً وأسهلهم طبعًا، ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن مُحرمًا، وهو مع هذا أحزمهم عند الواجب وأشدهم مع الحق، لا يغضب لنفسه، فإذا انتُهِكت حرمات الله لم يقم لغضبه شيء، وكأنما يُفقأ في وجهه حب الرمان من شدة الغضب.

أشجع الناس قلبًا وأقواهم إرادةً، يتلقى الناس بثبات وصبر، يخوض الغمار ويُنادي بأعلى صوته: ((أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب)).

وهو من شجاعة القلب بالمنزلة التي تجعل أصحابه إذا اشتد البأس يتقون برسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ، ومن قوة الإرادة بالمنزلة التي لا ينثني معها عن واجب، ولا يلين في حق، ولا يتردد ولا يضعف أمام شدة.

أعف الناس لسانًا، وأوضحهم بيانًا، يسوق الألفاظ مُفصلة كالدر مشرقة كالنور، طاهر كالفضيلة في أسمى مراتب العفة وصدق اللهجة.

أعدلهم في الحكومة وأعظمهم إنصافًا في الخصومة يَقِيدُ من نفسه ويقضي لخصمه، يقيم الحدود على أقرب الناس، ويقسم بالذي نفسه بيده: " لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ".

أسمى الخليقة روحًا، وأعلاها نفسًا، وأزكاها وأعرفها بالله، وأشدها صلابة وقيامًا بحقه، وأقومها بفروض العبادة ولوازم الطاعة، مع تناسق غريب في أداء الواجبات، واستيعاب عجيب لقضاء الحقوق، يُؤتي كل ذي حق حقه، فلربه حقه، ولصاحبه حقه، ولزوجه حقها، ولدعوته حقها، أزهد الناس في المادة وأبعدهم عن التعلق بعرض هذه الدنيا، يطعم ما يقدم إليه فلا يرد موجوداً ولا يتكلف مفقودا، ينام على الحصير والأدم المحشو بالليف.

قضى زهرة شبابه مع امرأة من قريش تكبره بخمس عشرة سنة، قد تزوجت من قبله وقضت زهرة شبابها مع غيره، ولم يتزوج معها أحدًا وما تزوج بعدها لمتعة، وما كان في أزواجه الطاهرات بكرًا غير عائشة التي أعرس بها وسنها تسع سنين، يسرب إليها الولائد يلعبن معها بالدمي وعرائس القطن والنسيج.

أرفق الناس بالضعفاء وأعظمهم رحمة بالمساكين والبائسين، شملت رحمته وعطفه الإنسان والحيوان، ويحذر أصحابه، فيقول لهم: "إن امرأة دخلت النار بسبب هرة حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض".

لو لم يكن للنبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ من الفضل إلا أنه الواسطة في حمل هداية السماء إلى الأرض، وإيصال هذا القرآن الكريم إلى العالم لكان فضلاً لا يستقل العالم بشكره، ولا تقوم الإنسانية بكفائه، ولا يُوفى الناس حامله بعض جزائه.

ذلك قبس من نور النبوة، وشعاع من مشكاة الخلق المحمدي الطاهر، وإن في القول بعد لسعة وفي المقام تفصيلاً.

وسل التاريخ ينبئك هل مر به عظيم أعظم من النبي محمد ـصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ؛ فقد عُصم من النقائص، وعلا عن الهفوات، وجلّ مقامه عن أن تلصق به هفوة.

خُلقتَ مُبرءًا من كل عيب *** كأنك قد خُلقت كما تشاء

من أقوال الغربيين في النبي محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

إن المنصفين من المشاهير المعاصرين عندما اطلعوا على سيرة رسول الله محمد لم يملكوا إلا الاعتراف له بالفضل والنبل والسيادة، وهذا طرفٌ من أقوال بعضهم:

1ـ يقول مايكل هارت في كتابه "الخالدون مئة" ص13، وقد جعل على رأس المئة سيدَنا محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقول:

"لقد اخترت محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أول هذه القائمة… لأن محمدا عليه السلام هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحا مطلقا على المستوى الديني والدنيوي، وهو قد دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات وأصبح قائدا سياسيا وعسكريا ودينيا، وبعد 13 سنة من وفاته، فإن أثر محمد عليه السلام ما يزال قويا متجددا".

وقال ص 18: "ولما كان الرسول صلي الله عليه وسلم قوة جبارة لا يستهان بها فيمكن أن يقال أيضا إنه أعظم زعيم سياسي عرفه التاريخ".

2ـ برناردشو الإنكليزي، له مؤلف أسماه (محمد)، وقد أحرقته السلطة البريطانية، يقول:

"إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، وإنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها".

3ـ ويقول آن بيزيت: "من المستحيل لأي شخص يدرس حياة وشخصية نبي العرب العظيم ويعرف كيف عاش هذا النبي وكيف علم الناس، إلا أن يشعر بتبجيل هذا النبي الجليل، أحد رسل الله العظماء:…

هل تقصد أن تخبرني أن رجلاً في عنفوان شبابه لم يتعد الرابعة والعشرين من عمره بعد أن تزوج من امرأة أكبر منه بكثير وظل وفياً لها طيلة 26 عاماً ثم عندما بلغ الخمسين من عمره ـ السن التي تخبو فيها شهوات الجسد ـ تزوج لإشباع رغباته وشهواته؟! ليس هكذا يكون الحكم على حياة الأشخاص."

4ـ تولستوي (الأديب العالمي): "يكفي محمداً فخراً أنّه خلّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريقَ الرُّقي والتقدم، وأنّ شريعةَ محمدٍ، ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة".

5ـ شبرك النمساوي: "إنّ البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها، إذ إنّه رغم أُمّيته، استطاع قبل بضعة عشر قرنًا أنْ يأتي بتشريع، سنكونُ نحنُ الأوروبيين أسعد ما نكون، إذا توصلنا إلى قمّته".

6ـ الدكتور زويمر الكندي،مستشرق كندي: "إن محمداً كان ولا شك من أعظم القواد المسلمين الدينيين، ويصدق عليه القول أيضاً بأنه كان مصلحاً قديراً وبليغاً فصيحاً وجريئاً مغواراً، ومفكراً عظيماً، ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفات، وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء".

7ـ الفيلسوف إدوار مونته الفرنسي: "عُرِف محمد بخلوص النية والملاطفة وإنصافه في الحكم، ونزاهة التعبير عن الفكر والتحقق".

8ـ الفيلسوف الإنجليزي توماس كارليل الحائز على جائزة نوبل يقول في كتابه الأبطال:

" لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد متحدث هذا العصر أن يصغي إلى ما يقال من أن دين الإسلام كذب، وأن محمداً خدّاع مزوِّر.

وقد رأيناه طول حياته راسخ المبدأ، صادق العزم بعيداً، كريماً بَرًّا، رؤوفاً، تقياً، فاضلاً، حراً، رجلاً، شديد الجد، مخلصاً، وهو مع ذلك سهل الجانب، ليِّن العريكة، جم البشر والطلاقة، حميد العشرة، حلو الإيناس، بل ربما مازح وداعب.

كان عادلاً، صادق النية، ذكي اللب، شهم الفؤاد، لوذعياً، كأنما بين جنبيه مصابيح كل ليل بهيم، ممتلئاً نوراً، رجلاً عظيماً بفطرته، لم تثقفه مدرسة، ولا هذبه معلم، وهو غني عن ذلك".

و بعد أن أفاض كارليل في إنصاف النبي محمد ختم حديثه بهذه الكلمات: "هكذا تكون العظمة، هكذا تكون البطولة، هكذا تكون العبقرية".

9ـ ويقول جوتة الأديب الألماني: "إننا أهل أوربة بجميع مفاهيمنا، لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد، وسوف لا يتقدم عليه أحد، ولقد بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان، فوجدته في النبي محمد … وهكذا وجب أن يظهر الحق ويعلو، كما نجح محمد الذي أخضع العالم كله بكلمة التوحيد".

10ـ وقال شاتليه الفرنسي: "إن رسالة محمد هي أفضل الرسالات التي جاء بها الأنبياء قبله".

11ـ يقول وليم المؤرخ الإنجليزي الكبير في كتابه ((حياة محمد)): " لقد امتاز محمد عليه السلام بوضوح كلامه ويسر دينه و قد أتم في الأعمال ما يدهش العقول و لم يعهد التاريخ مصلحا أيقظ النفوس أحيا الأخلاق و أرفع شأن الفضيلة في زمن قصير كما فعل نبي الإسلام محمد".

12ـ قالت الدكتورة زيجرد هونكة الألمانية: " أن محمد و الإسلام شمس الله على الغرب".

فإن كان ذلك كذلك فإن من واجب العالم كله – ولا محيص لهم عن ذلك – أن يجعل عظمة محمد ـصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ في الخلق جميعًا فوق كل عظمة، وفضله فوق كل فضل، وتقديره أكبر من كل تقدير، ولو لم يكن له ـصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ من مؤيدات نبوته وأدلة رسالته إلا سيرته المطهرة وتشريعه الخالد لكانا كافيين، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

صدق نبوة النبي محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

من كلام شيخ الإسلام:

ومعلوم أن مدعى الرسالة إما أن يكون من أفضل الخلق وأكملهم وإما أن يكون من أنقص الخلق وأرذلهم، ولهذا قال أحد أكابر ثقيف للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ لما بلغهم الرسالة ودعاهم إلى الإسلام والله لا أقول لك كلمة واحدة إن كنت صادقا فأنت أجل في عيني من أن أرد عليك وإن كنت كاذبا فأنت أحقر من أن أرد عليك، فكيف يشتبه أفضل الخلق وأكملهم بأنقص الخلق وأرذلهم.

وما أحسن قول حسان ـ رضي الله عنه ـ:

لَو لَم تَكُن فيهِ آياتٌ مُبَيَّنَةٌ *** كانَت بَديهَتُهُ تُنبيكَ بِالخَبَرِ

وما من أحد ادعى النبوة من الكذابين إلا وقد ظهر عليه من الجهل والكذب والفجور واستحواذ الشياطين عليه ما ظهر لمن له أدنى تمييز.

وما من أحد ادعى النبوة من الصادقين إلا وقد ظهر عليه من العلم والصدق والبر وأنواع الخيرات ما ظهر لمن له أدنى تمييز، فإن الرسول لا بد أن يخبر الناس بأمور، ويأمرهم بأمور، ولا بد أن يفعل أمورا.

والكذاب يظهر في نفس ما يأمر به ويخبر عنه وما يفعله ما يبين به كذبه من وجوه كثيرة. والصادق يظهر في نفس ما يأمر به وما يخبر عنه ويفعله ما يظهر به صدقه من وجوه كثيرة.

ولهذا قال تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ(221)تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ(222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ(223)}.

والنبوة مشتملة على علوم وأعمال لا بد أن يتصف الرسول بها وهي أشرف العلوم وأشرف الأعمال فكيف يشتبه الصادق فيها بالكاذب ولا يتبين صدق الصادق وكذب الكاذب،ولهذا لما أنزل الوحي على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أول مرة، ونزلت عليه الآيات من أول سورة العلق، فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ فَقَالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ !!

قَالَ لِخَدِيجَةَ: ((أَيْ خَدِيجَةُ مَا لِي لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي فَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ قَالَتْ خَدِيجَةُ كَلَّا أَبْشِرْ فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا فَوَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ)) !!

فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ، فقال وَرَقَةُ:

هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى !!

فاشتملت هذه الواقعة على نوعين من طرق الاستدلال على صحة نبوته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعظيم قدره عند ربه، وأنه ليس ممن يخزيه الله تعالى:

النوع الأول: الاستدلال بأحواله وأخلاقه وأعماله، وبهذا استدلت خديجة رضي الله عنها.

والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلم الصدق من نفسه أكثر مما يعلمه غيره منه، وإنما خاف في أول الأمر أن يكون قد عرض له عارض سوء، فذكرت خديجة ما ينفي هذا ؛ وهو ما كان مجبولا عليه من مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم والأعمال ؛ وهو الصدق المستلزم للعدل، والإحسان إلى الخلق، ومن جمع فيه الصدق والعدل والإحسان لم يكن مما يخزيه الله، وصلة الرحم وقرى الضيف وحمل الكل وإعطاء المعدوم، والإعانة على نوائب الحق هي من أعظم أنواع البر والإحسان، وقد علم من سنة الله أن من جبله الله على الأخلاق المحمودة ونزهه عن الأخلاق المذمومة فإنه لا يخزيه.

وبهذه الطريقة ـ أيضا ـ استدل هرقل ملك الروم، فإن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لما كتب إليه كتابا يدعوه فيه إلى الإسلام، وكان أبو سفيان قد قدم في طائفة من قريش في تجارة إلى غزة، فطلبهم وسألهم عن أحوال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فطلب هرقل أبا سفيان، فَقَالَ: أَدْنُوهُ مِنِّي وَقَرِّبُوا أَصْحَابَهُ، فَاجْعَلُوهُمْ عِنْدَ ظَهْرِهِ ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ قُلْ لَهُمْ إِنِّي سَائِلٌ هَذَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ فَإِنْ كَذَبَنِي فَكَذِّبُوهُ !!

ثم سأله: كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ ؟ فقال: قُلْتُ: هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ….، إلى آخر الأسئلة التي سأل أبا سفيان عنها.

ثم قال هرقل لترجمانه، بعد انتهاء ما عنده من الأسئلة، وسماع جواب أبي سفيان عنها:

قُلْ لَهُ سَأَلْتُكَ عَنْ نَسَبِهِ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو نَسَبٍ، فَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي نَسَبِ قَوْمِهَا.

وَسَأَلْتُكَ هَلْ قَالَ أَحَدٌ مِنْكُمْ هَذَا الْقَوْلَ، فَذَكَرْتَ أَنْ لَا، فَقُلْتُ لَوْ كَانَ أَحَدٌ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ قَبْلَهُ لَقُلْتُ رَجُلٌ يَأْتَسِي بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ.

وَسَأَلْتُكَ هَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ، فَذَكَرْتَ أَنْ لَا، قُلْتُ: فَلَوْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ قُلْتُ رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلْكَ أَبِيهِ.

وَسَأَلْتُكَ هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ، فَذَكَرْتَ أَنْ لَا ؛ فَقَدْ أَعْرِفُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَذَرَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ وَيَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ.

وَسَأَلْتُكَ أَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ فَذَكَرْتَ أَنَّ ضُعَفَاءَهُمْ اتَّبَعُوهُ وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ. وَسَأَلْتُكَ أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ، فَذَكَرْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ، وَكَذَلِكَ أَمْرُ الْإِيمَانِ حَتَّى يَتِمَّ.

وَسَأَلْتُكَ أَيَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ، فَذَكَرْتَ أَنْ لَا، وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ الْقُلُوبَ.

وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَغْدِرُ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لَا تَغْدِرُ.

وَسَأَلْتُكَ بِمَا يَأْمُرُكُمْ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَيَنْهَاكُمْ عَنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ، وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَّلَاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ ؛ فَإِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا فَسَيَمْلِكُ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ، وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ، لَمْ أَكُنْ أَظُنُّ أَنَّهُ مِنْكُمْ، فَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ إِلَيْهِ لَتَجَشَّمْتُ لِقَاءَهُ، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمِهِ !!

قال شيخ الإسلام رحمه الله: ولهذا أخبرت الأنبياء المتقدمون أن المتنبىء الكذاب لا يدوم إلا مدة، يسيرة وهذه من بعض حجج ملوك النصارى الذين يقال إنهم من ولد قيصر هذا أو غيرهم، حيث رأى رجلا يسب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من رؤس النصارى، ويرميه بالكذب فجمع علماء النصارى وسألهم عن المتنبىء الكذاب: كم تبقى نبوته ؟

فأخبروه بما عندهم من النقل عن الأنبياء أن الكذاب المفتري لا يبقى إلا كذا وكذا سنة، لمدة قريبة إما ثلاثين سنة أو نحوها !!

فقال لهم: هذا دين محمد له أكثر من خمسمائة سنة، أو ستمائة سنة [ يعني: في أيام هذا الملك ]، وهو ظاهر مقبول متبوع، فكيف يكون هذا كذابا ؟؟

ثم ضرب عنق ذلك الرجل !!

والنوع الثاني: الاستدلال بالنظر في رسالته وما جاء به، ومقارنتها بما جاء به الرسل من قبله: وبهذا استدل ورقة بن نوفل على صحة نبوته لما سمع ما جاء به ؛ فالنبوة في الآدميين هي من عهد آدم عليه السلام.

وقد علم ما كانت عليه الرسل من الأقوال والأحوال على وجه العموم ؛ فالمدعي للرسالة، إذا أتى بما يظهر به مخالفته للرسل علم أنه ليس منهم، وإذا أتى بما هو من خصائص الرسل علم أنه منهم، لا سيما إذا علم أنه لا بد من رسول منتظر.

ولهذا قال الله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ(146)الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ(147)}.

وبهذه الطريقة ـ أيضا ـ استدل النجاشي على صحة نبوة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وآمن به بعد ذلك، فإنه لما سألهم عما يخبر به، واستقرأهم القرآن فقرؤه عليه، قال: (إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة).

[ انظر: شرح العقيدة الأصفهانية، لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ].

الدفاع عن النبي محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

إن من واجب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علينا أن نحبه ونجله ونبجله ونعظمه ونتبع سنته في الظاهر والباطن،وأن نذب عنه كيد الكائدين ومكر الماكرين.

وفي هذا العصر المليء بالفتن والشرور على الأمة الإسلامية؛ فإننا نجد حملة ضارية سيئة من عدد من الرهبان والقسس وضعاف النفوس وضعاف العقول على شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام.

فيا لله كيف تنبري فرقة أومنظمة أوأفراد بالقدح أو الحط من قدر هذا النبي الخالد.

كذبتم وايم الله يبزى محمــد *** ولما نطاعن دونه ونناضــل

ونسلمه حتى نصرع حولــه *** ونذهل عن أبنائنا والحلائـل

إن الهجوم الإعلامي على الإسلام ذو جذور قديمة قدم الإسلام، وهو أحد الأساليب التي اتخذها الكفار للصد عن سبيل الله تعالى، بدأ من كفار قريش وحتى عصرنا الحاضر، وهذا الهجوم له ألوان كثيرة ولكنها في أغلبها كانت محصورة في نطاق الشبهات والمغالطات والطعون، لكن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، انتقل الهجوم إلى لون جديد قذر لم يُعهد من قبل وهو التعرض لشخص الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والنيل من عرضه وذاته الكريمة، وقد اتسم هذا الهجوم بالبذاءة والسخرية والاستهزاء، مما يدل دلالة واضحة أن هذا التهجم له منظمات وله استراتيجيات خاصة، تتركز على استخدام وسائل الإعلام بل ويقومون به أناس متخصصون مدعومون من بعض قساوسة النصارى لا كلهم..

قال جيري فالويل: «أنا أعتقد أن محمداً كان إرهابياً»، «في اعتقادي.. المسيح وضع مثالاً للحب، كما فعل موسى، وأنا أعتقد أن محمداً وضع مثالاً عكسياً»، «إنه كان لصاً وقاطع طريق».

وقال بات روبرتسون: «كان مجرد متطرف ذو عيون متوحشة تتحرك عبثاً من الجنون».

وقال جيري فاينز: «شاذ يميل للأطفال، ويتملكه الشيطان».

وقال جيمي سوجارت: «إنه شاذ جنسياً»، «ضال انحرف عن طريق الصواب».

هذا غير تصويره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صراحة في الرسوم الكاريكاتورية في مواقف ساخرة وضيعة.

وهكذا انتقل الهجوم على الإسلام من طرح الشبهات إلى إلقاء القاذورات، ولم يجد المهاجمون في الإسلام ولا في شخص خاتم الأنبياء ما يرضي رغبتهم في التشويه، ووجدوا أن الشبهات والطعن الفكري من الأمور التي يسهل تفنيدها وكشف زيفها أمام قوة الحق في الإسلام، فلجئوا إلى التشويه الإعلامي، وخاصة أنهم يملكون نواصيه في الغرب.

هذه القضية تثير غيرة كل مسلم، وتدفعه إلى التساؤل عن أسباب هذه الهجمة، والأغراض الكامنة وراءها، ومدى تأثيرها.

العوامل الدافعة للنيل من شخصية النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

ـ سرعة انتشار الإسلام، والتي تثير غيرة كل المعادين للدين، سواء أكانوا من النصارى أو اليهود، أو من العلمانيين والملحدين.

ـ حسد القيادات وخصوصاً الدينية، فإن كثيراً من هؤلاء يغيظهم شخص الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بل حتى المنافقين في العالم الإسلامي، لما يرون من لمعان اسم النبي محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كل الأرجاء وكثرة أتباعه وتوقير المسلمين الشديد لنبيهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهذا ما يثير حسدهم.

ـ عامل الخوف، ليس الخوف من انتشار الإسلام في الغرب فحسب بل الخوف من عودة المسلمين في العالم الإسلامي إلى التمسك بدينهم، وهم الآن يستغلون ضعف المسلمين في كثير من الجوانب، مثل الجانب الاقتصادي والإعلامي، ويريدون أن يطفئوا هذا النور قبل أن ينتشر في العالم.

حكم من سب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

أجمع العلماء على أن من سب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المسلمين فهو كافر مرتد يجب قتله.

وهذا الإجماع قد حكاه غير واحد من أهل العلم كالإمام إسحاق بن راهويه وابن المنذر والقاضي عياض والخطابي وغيرهم. الصارم المسلول 2/13ـ16.

وقد دل على هذا الحكم الكتاب والسنة:

أما الكتاب؛ فقول الله تعالى: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} التوبة / 66.

فهذه الآية نص في أن الاستهزاء بالله وبآياته وبرسوله كفر، فالسب بطريق الأولى، وقد دلت الآية أيضاً على أن من تنقص رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد كفر، جاداً أو هازلاً.

وأما السنة؛ فروى أبو داود (4362) عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ يَهُودِيَّةً كَانَتْ تَشْتُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقَعُ فِيهِ، فَخَنَقَهَا رَجُلٌ حَتَّى مَاتَتْ، فَأَبْطَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَمَهَا.

قال شيخ الإسلام في الصارم المسلول (2/126): وهذا الحديث جيد، وله شاهد من حديث ابن عباس وسيأتي اهـ.

وهذا الحديث نص في جواز قتلها لأجل شتم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وروى أبو داود (4361) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلاً أَعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ تَشْتُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَقَعُ فِيهِ، فَيَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي، وَيَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ، فَلَمَّا كَانَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ جَعَلَتْ تَقَعُ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَشْتُمُهُ، فَأَخَذَ الْمِغْوَلَ [سيف قصير] فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا. فَلَمَّا أَصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَمَعَ النَّاسَ فَقَالَ: أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا فَعَلَ مَا فَعَلَ لِي عَلَيْهِ حَقٌّ إِلَّا قَامَ. فَقَامَ الْأَعْمَى فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا صَاحِبُهَا، كَانَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي، وَأَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ، وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ، وَكَانَتْ بِي رَفِيقَةً، فَلَمَّا كَانَ الْبَارِحَةَ جَعَلَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ، فَأَخَذْتُ الْمِغْوَلَ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَلا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ)). صححه الألباني في صحيح أبي داود (3655).

والظاهر من هذه المرأة أنها كانت كافرة ولم تكن مسلمة، فإن المسلمة لا يمكن أن تقدم على هذا الأمر الشنيع، ولأنها لو كانت مسلمة لكانت مرتدةً بذلك، وحينئذٍ لا يجوز لسيدها أن يمسكها ويكتفي بمجرد نهيها عن ذلك.

وروى النسائي (4071) عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: أَغْلَظَ رَجُلٌ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، فَقُلْتُ: أَقْتُلُهُ ؟ فَانْتَهَرَنِي، وَقَالَ: لَيْسَ هَذَا لِأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. صحيح النسائي (3795).

فعُلِم من هذا أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان له أن يقتل من سبه ومن أغلظ له، وهو بعمومه يشمل المسلم والكافر.

إذا تاب من سب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهل تقبل توبته أم لا ؟

اتفق العلماء على أنه إذا تاب توبة نصوحاً، وندم على ما فعل، أن هذه التوبة تنفعه يوم القيامة، فيغفر الله تعالى له.

واختلفوا في قبول توبته في الدنيا، وسقوط القتل عنه.

فذهب مالك وأحمد إلى أنها لا تقبل، فيقتل ولو تاب.واستدلوا على ذلك بالسنة والنظر الصحيح:

أما السنة فروى أبو داود (2683) عَنْ سَعْدٍ بن أبي وقاص قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلَّا أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَامْرَأَتَيْنِ وَسَمَّاهُمْ وَابْنُ أَبِي سَرْحٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: وَأَمَّا ابْنُ أَبِي سَرْحٍ فَإِنَّهُ اخْتَبَأَ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَلَمَّا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ جَاءَ بِهِ حَتَّى أَوْقَفَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، بَايِعْ عَبْدَ اللَّهِ. فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثَلاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَأْبَى، فَبَايَعَهُ بَعْدَ ثَلاثٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: ((أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (يفطن لصواب الحكم) يَقُومُ إِلَى هَذَا حَيْثُ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ بَيْعَتِهِ فَيَقْتُلُهُ ؟)) فَقَالُوا: مَا نَدْرِي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فِي نَفْسِكَ، أَلا أَوْمَأْتَ إِلَيْنَا بِعَيْنِكَ ؟ قَالَ: ((إِنَّهُ لا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُونَ لَهُ خَائِنَةُ الأَعْيُنِ)). صححه الألباني في صحيح أبي داود (2334).

وهذا نص في أن مثل هذا المرتد الطاعن لا يجب قبول توبته، بل يجوز قتله وإن جاء تائباً.

وكان عبد الله بن سعد من كتبة الوحي فارتد وزعم أنه يزيد في الوحي ما يشاء، وهذا كذب وافتراء على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو من أنواع السب. ثم أسلم وحسن إسلامه، فرضي الله عنه. (الصارم المسلول 115).

ذكر العظيم آبادي في شرح الحديث:

قَالَ الْخَطَّابِيُّ: مَعْنَى الرَّشِيد هَهُنَا الْفِطْنَة، لِصَوَابِ الْحُكْم فِي قَتْله اِنْتَهَى.

وَفِيهِ أَنَّ التَّوْبَة عَنْ الْكُفْر فِي حَيَاته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ مَوْقُوفَة عَلَى رِضَاهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ الَّذِي اِرْتَدَّ وَآذَاهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا آمَنَ سَقَطَ قَتْله قَالَهُ السِّنْدِيُّ ا هـ. من عون المعبود.

وأما النظر الصحيح:

فقالوا: إن سب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتعلق به حقان؛ حق لله، وحق لآدمي. فأما حق الله فظاهر، وهو القدح في رسالته وكتابه ودينه. وأما حق الآدمي فظاهر أيضا فإنه أدخل المَعَرَّة على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهذا السب، وأناله بذلك غضاضة وعاراً. والعقوبة إذا تعلق بها حق الله وحق الآدمي لم تسقط بالتوبة، كعقوبة قاطع الطريق، فإنه إذا قَتَل تحتم قتله وصلبه، ثم لو تاب قبل القدرة عليه سقط حق الله من تحتم القتل والصلب، ولم يسقط حق الآدمي من القصاص، فكذلك هنا، إذا تاب الساب فقد سقط بتوبته حق الله تعالى، وبقي حق الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يسقط بالتوبة.

فإن قيل: ألا يمكن أن نعفو عنه، لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد عفا في حياته عن كثير ممن سبوه ولم يقتلهم ؟.

فالجواب:كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تارة يختار العفو عمن سبه، وربما أمر بقتله إذا رأى المصلحة في ذلك، والآن قد تَعَذَّر عفوُه بموته، فبقي قتل الساب حقاًّ محضاً لله ولرسوله وللمؤمنين لم يعف عنه مستحقه، فيجب إقامته. الصارم المسلول 2/438.

وخلاصة القول:

أن سب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أعظم المحرمات، وهو كفر وردة عن الإسلام بإجماع العلماء، سواء فعل ذلك جاداًّ أم هازلاً. وأن فاعله يقتل ولو تاب، مسلما كان أم كافراً. ثم إن كان قد تاب توبة نصوحاً، وندم على ما فعل، فإن هذه التوبة تنفعه يوم القيامة، فيغفر الله له.

ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، كتاب نفيس في هذه المسألة وهو (الصارم المسلول على شاتم الرسول) ينبغي لكل مؤمن قراءته، لاسيما في هذه الأزمان التي تجرأ فيها كثير من المنافقين والملحدين على سب الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لما رأوا تهاون المسلمين، وقلة غيرتهم على دينهم ونبيهم، وعدم تطبيق العقوبة الشرعية التي تردع هؤلاء وأمثالهم عن ارتكاب هذا الكفر الصراح. نسأل الله تعالى أن يعز أهل طاعته، ويذل أهل معصيته.

عاقبة من سب رسول الله في الدنيا:

إن الله عز وجل يغار على دينه، ويغار على نبيه، ومن غيرته تعالى أنه ينتقم ممن آذى رسوله، لأن من آذى رسوله فقد آذى الله، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً} (الأحزاب:57).

والله تعالى قد تولى الدفاع عن نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا}، وأعلن عصمته له من الناس {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ} وأخبر أنه سيكفيه المستهزئين {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} سواء كانوا من قريش أو من غيرهم.

قال الشنقيطي رحمه الله: وذكر ـ الله ـ في مواضع أخرى أنه كفاه غيرهم كقوله في أهل الكتاب {فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ..} وقال {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}.

وقال ابن سعدي رحمه الله: " وقد فعل تعالى، فما تظاهر أحد بالاستهزاء برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبما جاء به إلا أهلكه الله وقتله شر قتلة ".أهـ

أخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي وأبو نعيم كلاهما في الدلائل وابن مردويه بسند حسن والضياء في المختارة، عن ابن عباس في قوله {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} قال: المستهزئون، الوليد بن المغيرة والأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب والحارث بن عبطل السهمي والعاص بن وائل، فأتاه جبريل فشكاهم إليه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: أرني إياهم، فأراه كل واحد منهم، وجبريل يشير إلى كل واحد منهم في موضع من جسده ويقول: كَفَيْـتُكَهُ، والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ما صنعت شيئا!. فأما الوليد، فمر برجل من خزاعة وهو يريش نبلاً فأصاب أكحله فقطعها. وأما الأسود بن المطلب، فنزل تحت سمرة فجعل يقول: يابنيّ، ألا تدفعون عني؟ قد هلكت وطُعنت بالشوك في عينيّ فجعلوا يقولون: ما نرى شيئاً فلم يزل كذلك حتى عتمت عيناه. وأما الأسود بن عبد يغوث، فخرج في رأسه قروح فمات منها. وأما الحارث فأخذه الماء الأصفر في بطنه حتى خرج خرؤه من فيه فمات منه. وأما العاص فركب إلى الطائف فربض على شبرقة فدخل من أخمص قدمه شوكة فقتلته (الدر المنثور 5/101).

قصة الرجل الذي كان يكتب لرسول الله:

عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (كَانَ رَجُلٌ نَصْرَانِيًّا فَأَسْلَمَ وَقَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، فَكَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَادَ نَصْرَانِيًّا، فَكَانَ يَقُولُ:" مَا يَدْرِي مُحَمَّدٌ إِلَّا مَا كَتَبْتُ لَهُ"، فَأَمَاتَهُ اللَّهُ فَدَفَنُوهُ، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الْأَرْضُ، فَقَالُوا: هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا فَأَلْقَوْهُ، فَحَفَرُوا لَهُ فَأَعْمَقُوا، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الْأَرْضُ، فَقَالُوا: هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ فَأَلْقَوْهُ، فَحَفَرُوا لَهُ وَأَعْمَقُوا لَهُ فِي الْأَرْضِ مَا اسْتَطَاعُوا، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الْأَرْضُ فَعَلِمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ النَّاسِ فَأَلْقَوْهُ) رواه البخاري ومسلم.

الصغيران اللذان قتلا أبا جهل الذي يسب رسول الله:

عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ (بَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ فِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي فَإِذَا أَنَا بِغُلَامَيْنِ مِنْ الْأَنْصَارِ حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بَيْنَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا فَقَالَ يَا عَمِّ هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ قُلْتُ نَعَمْ مَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ يَا ابْنَ أَخِي قَالَ أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ رَأَيْتُهُ لَا يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الْأَعْجَلُ مِنَّا فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ فَغَمَزَنِي الْآخَرُ فَقَالَ لِي مِثْلَهَا فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ يَجُولُ فِي النَّاسِ قُلْتُ أَلَا إِنَّ هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي سَأَلْتُمَانِي فَابْتَدَرَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا فَضَرَبَاهُ حَتَّى قَتَلَاهُ ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَاهُ فَقَالَ أَيُّكُمَا قَتَلَهُ قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنَا قَتَلْتُهُ فَقَالَ هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا قَالَا لَا فَنَظَرَ فِي السَّيْفَيْنِ فَقَالَ كِلَاكُمَا قَتَلَهُ سَلَبُهُ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ وَكَانَا مُعَاذَ بْنَ عَفْرَاءَ وَمُعَاذَ بْنَ عَمْرِو بْنِ الجَمُوحِ) رواه البخاري.

كانوا يستبشرون بهزيمة من سب رسول الله:

يقول شيخ الإسلام رحمه الله: " وإنَّ الله منتقمٌ لرسوله ممن طعن عليه وسَبَّه، ومُظْهِرٌ لِدِينِهِ ولِكَذِبِ الكاذب إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد، ونظير هذا ما حَدَّثَنَاه أعدادٌ من المسلمين العُدُول، أهل الفقه والخبرة، عمَّا جربوه مراتٍ متعددةٍ في حَصْرِ الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية، لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا، قالوا: كنا نحن نَحْصُرُ الحِصْنَ أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنعٌ علينا حتى نكاد نيأس منه، حتى إذا تعرض أهلُهُ لِسَبِّ رسولِ الله والوقيعةِ في عرضِه تَعَجَّلنا فتحه وتيَسَّر، ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك، ثم يفتح المكان عنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة، قالوا: حتى إن كنا لَنَتَبَاشَرُ بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه، مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فيه. وهكذا حدثني بعض أصحابنا الثقات أن المسلمين من أهل الغرب – يعني المغرب ـ حالهم مع النصارى كذلك.أهـ (الصارم المسلول ص 116ـ117)

استنصار بعض النصارى بكتاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

وبالمقابل فقد علم بعض ملوك النصارى أن إكرام كتاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقي فيه الملك ما شاء الله. ذكر السهيليُ أنه بلغه أن هرقل وضع الكتاب في قصبة من ذهب تعظيماً له، وأنهم لم يزالوا يتوارثونه حتى كان عند ملك الفرنج الذي تغلب على طليطلة، ثم كان عند سِبطه، فحدثني بعضُ أصحابنا أن عبد الملك بن سعد أحد قواد المسلمين اجتمع بذلك الملك فأخرج له الكتاب، فلما رآه استعبر، وسأل أن يمكِّنه من تقبيله فامتنع.

ثم ذكر ابن حجر عن سيف الدين فليح المنصوري أن ملك الفرنج أطلعه على صندوق مُصفَّح بذهب، فأخرج منه مقلمة ذهب، فأخرج منها كتاباً قد زالت أكثر حروفه، وقد التصقت عليه خِرقَة حرير، فقال: هذا كتاب نبيكم إلى جدي قيصر، ما زلنا نتوارثه إلى الآن، وأوصانا آباؤُنا أنه ما دام هذا الكتاب عندنا لا يزال الملك فينا، فنحن نحفظه غاية الحفظ، ونعظمه ونكتمه عن النصارى ليدوم الملك فينا " أهـ.

قصة الشيخ محمد شاكر مع خطيب الجمعة الذي سب رسول الله:

ذكر الشيخ أحمد شاكر أن والده الشيخ محمد شاكر وكيل الأزهر سابقاً كفّر أحد خطباء مصر، وكان فصيحاً متكلماً مقتدراً وأراد هذا الخطيب أن يمدح أحد أمراء مصر عندما أكرم طه حسين، فقال في خطبته: جاءه الأعمى فما عبس بوجهه وما تولى !.

وهو يريد بذلك التعريض برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حيث أن القرآن ذكر قصته مع الأعمى فقال تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى(1)أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى(2)}.

فبعد الخطبة أعلن الشيخ محمد شاكر الناس: صلاتهم باطلة، وأمرهم أن يعيدوا صلاتـهم لأن الخطيب كفر بهذه الكلمة التي تعتبر شتم لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تعريضاً لا تصريحاً.

هذا ولم يكن الشيخ محمد شاكر رحمه الله ممن يطلقون الأحكام جزافاً ولم يكن يفعل ذلك لمطلب دنيوي أو لمرضاة ذي سلطان، إذ لم تكن حالة الأزهر في زمانه مثل ما هي عليه في زماننا هذا.

عاقبة هذا المجرم:

ولكن الله لم يدع لهذا المجرم جرمه في الدنيا قبل أن يجزيه جزاءه في الآخرة.

قال الشيخ أحمد شاكر: (ولكن الله لم يدعْ لهذا المجرم جرمه في الدنيا، قبل أن يجزيه جزاءه في الأخرى، فأقسمُ بالله لقد رأيته بعيني رأسي ـ بعد بضع سنين وبعد أن كان عالياً منتفخاً، مستعزّاً بمَن لاذ بهم من العظماء والكبراء ـ رأيته مهيناً ذليلاً، خادماً على باب مسجد من مساجد القاهرة، يتلقى نعال المصلين يحفظها في ذلة وصغار، حتى لقد خجلت أن يراني، وأنا أعرفه وهو يعرفني، لا شفقة عليه، فما كان موضعاً للشفقة، ولا شماتة فيه ؛ فالرجل النبيل يسمو على الشماتة، ولكن لما رأيت من عبرة وعظة).

قصة الذي أراد الشهادة العليا، وسب رسول الله:

ذهب أحدهم لنيل شهادة عليا من خارج بلاده، فلما أتم دراسته وكانت تتعلق بسيرة النبي المصطفى صل الله عليه وسلم طلب منه أستاذه من النصارى أن يسجل في رسالته ما فيه انتقاص للنبي صل الله عليه وسلم وتعريض به ثمناً لتلك الشهادة.

فتردد الرجل بين القبول والرفض ولكنه فضل اختيار الدنيا على الآخرة، وأجابهم إلي ما أرادوا طمعاً في نيل تلك الشهادة الملوثة.

فلما عاد إلى بلده فوجئ بهلاك جميع أولاده وأهله في حادث مفاجئ، ولعذاب الآخرة اشد وأبقى.

واجبنا في نصرة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

إن الله عز وجل يقول: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(الأعراف:157) فواجب علينا أيها الأحبة ! أن ننصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

هناك وسائل فردية يستطيع الفرد القيام بتحقيقها في حياته العلمية والعملية، ومن أهم تلك الوسائل العامة التي نبين فيها بجلاء نصرة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما يلي:

ـ الاحتجاج على الصعيد الرسمي على اختلاف مستوياته، واستنكار هذا التهجم بقوة، وإننا نعجب أن الشجب والاستنكار الذي نحن أهله دائماً لم يستعمل هذه المرة، ونعجب أخرى أن يستنكر هذه الإساءة وزير خارجية بريطانيا، سابقاً بذلك آخرين كانوا أحق بها وأهلها.ـ الاحتجاج على مستوى الهيئات الشرعية الرسمية كوزارات الأوقاف، ودور الفتيا، والجامعات الإسلامية.

ـ الاحتجاج على مستوى الهيئات والمنظمات الشعبية الإسلامية وهي كثيرة.

ـ إعلان الاستنكار من الشخصيات العلمية والثقافية والفكرية والقيادات الشرعية، وإعلان هذا النكير من عتبات المنابر وأعلاها ذروة منبري الحرمين الشريفين.

ـ المواجهة على مستوى المراكز الإسلامية الموجودة في الغرب بالرد على هذه الحملة واستنكارها.

ـ المواجهة على المستوى الفردي، وذلك بإرسال الرسائل الإلكترونية المتضمنة الاحتجاج والرد والاستنكار إلى كل المنظمات والجامعات والأفراد المؤثرين في الغرب، ولو نفر المسلمون بإرسال ملايين الرسائل الرصينة القوية إلى المنظمات والأفراد فإن هذا سيكون له أثره اللافت قطعاً.

ـ استئجار ساعات لبرامج في المحطات الإذاعية والتلفزيونية تدافع عن النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وتذب عن جنابه، ويستضاف فيها ذوو القدرة والرسوخ، والدراية بمخاطبة العقلية الغربية بإقناع، وهم بحمد الله كثر.

ـ كتابة المقالات القوية الرصينة لتنشر في المجلات والصحف ـولو كمادّة إعلانيةـ ونشرها على مواقع الإنترنت باللغات المتنوعة.
ـ إنتاج شريط فيديو عن طريق إحدى وكالات الإنتاج الإعلامي يعرض بشكل مشوق وبطريقة فنية ملخصاً تاريخياً للسيرة، وعرضاً للشمائل والأخلاق النبوية، ومناقشة لأهم الشبه المثارة حول سيرة المصطفى ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ، وذلك بإخراج إعلامي متقن ومقنع.

ـ طباعة الكتب والمطويات التي تعرف بشخصية النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ويراعى في صياغتها معالجة الإشكالات الموجودة في الفكر الغربي.

ـ عقد اللقاءات، وإلقاء الكلمات في الجامعات والمنتديات والملتقيات العامة في أمريكا لمواجهة هذه الحملة.

ـ إصدار البيانات الاستنكارية من كل القطاعات المهنية والثقافية التي تستنكر وتحتج على هذه الإساءة والفحش في الإيذاء.

ـ إيجاد رد صريح من قبل العلماء الربانيين والتعليق عليه وتبيين الموقف الشرعي في قضية التعدي على الرسل والأنبياء والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مع إقامة مجموعة تنفيذية من العلماء المتخصصين وطلبة العلم للإجابة عن هذه الافتراءات خلال مواقع الانترنت وغيرها، ووالله لو قام العلماء في كل مكان في السعودية وفي مصر وفي الجزائر وفي المغرب العربي والعالم الإسلامي جميعا، ووجهوا لعامة الناس وخاصة في الغرب خطر هذه القضية وأن هذه الشائعات لا يرضاه أصلا أنبياؤهم كعيسى وموسى فضلا أن تكون في محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

ـ إقامة معارض دولية متنقلة ودائمة في المطارات وفي الأسواق وفي الأماكن العامة بالتنسيق مع الجهات المسئولة حتى نبرز شيئا من شخصية النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حياته وأخلاقه وشمائله، وأيضا نبرء ذممنا أمام الله جل وعلا وأمام رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

ـ إيجاد مؤلفات تحمل بين جنباتها حياة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسهولته وسماحته في الحياة بجميع اللغات، حتى يوضح للعالم حياة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من جهة، ومن جهة يرد على أولئك الذين تسلطوا على شخصيته وشرفه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

ـ تبادل الأفكار المجدية في هذه القضية، وإضافة أفكار جديدة والتواصي بها، وسيجد كل محب لرسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ معظم لجنابه مجالاً لإظهار حبه وغيرته وتعظيمه، فهذا يأتي بفكرة، وذاك يكتب مقالة وآخر يترجم، وآخر يرسل، وآخر يمول في نفير عام لنصرة النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ.ـ

إعداد برامج للتعريف بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بحيث تتبنى كل مؤسسة أو جهة دينية مثلا برنامجا ويتم نشره في المجتمعات وخاصة الغربية التي تسممت أفكارهم بهذا الغزو الخبيث ضد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سواء كان ذلك عبر المجلات الإسلامية الهادفة والجرائد اليومية أو عبر القنوات الفضائية، أو حتى إيجاد برنامج متكاملة يتم إعدادها في أقراص كمبيوترية تبين شخصية النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشمائله حتى يتم استعمالها بسهولة.

ـ لو تم إصدار مجلة شهرية خاصة بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تبرز مواقف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أعدائه وكيف تعامل معهم على حسب فئاتهم لكان أجمل وأشمل وأفود خاصة ونحن نرى العالم الإسلامي يعج بكثير من المجلات الإسلامية فلو خُصص للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والدفاع عنه شيئا لكان واجبا علينا فعل ذلك.

ـ إنشاء مؤتمرات عالمية إسلامية توضح فيه سماحة الإسلام ويسر دين النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأن ما يوجه ضد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما هو من قبيل الكذب والافتراء، ولو أعلنت كل دولة إسلامية إيجاد مؤتمر إسلامي يعارض فيه ما وجه لنبيهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإن هذا بحد ذاته رسالة للعالم مفادها أن شخصية النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شخصية فاصلة لا يمكن تجاوزها والعبث بها.

ـ إقامة مؤتمرات في أمريكا وأوروبا تعالج هذه القضية وتعرض للعالم نصاعة السيرة المشرفة وعظمة الرسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ.

ـ المطالبة بصياغة نموذج لرسالة استنكار وشجب باللغتين العربية والإنجليزية، تكون جاهزة للإرسال ومدعمة بعنوان سفارات الدانمارك والنرويج في شتى دول العالم الإسلامي، على أن تتضمن هذه الرسالة المطالب الآتية:

ـ المطالبة بسن القوانين التي من شأنها تفعيل احترام المؤسسات الدنمركية والنرويجية لكل ما يمس ديننا الحنيف.

ـ إيقاف الجريدة.

ـ إلزام الجريدة بالاعتذار للعالم الإسلامي ونشره على صفحات صحف تنتمي إلى العالم الإسلامي والأوروبي.

على مستوى العاملين في الشبكة العنكبوتية وأصحاب المواقع:

ـ إنشاء قاعدة بيانات على الشبكة العالمية الانترنت عن السيرة النبوية، بجميع اللغات وقد تم إيجاد مثل هذه البرامج عبر الانترنت من قبل اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولجنة مناصرة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لكن برنامج أو برنامجين لا يكفي، بل لا بد من تكاتف الأمور حتى يسير هذا العمل أقوى بكثير.

ـ تكوين مجموعات تتولى إبراز محاسن هذا الدين ونظرة الإسلام لجميع الأنبياء بنفس الدرجة من المحبة وغيره من الموضوعات ذات العلاقة.

ـ ‌إنشاء مواقع أو منتديات أو تخصيص نوافذ في المواقع القائمة تهتم بسيرة المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتبرز رسالته العالمية.

ـ المشاركة في حوارات هادئة مع غير المسلمين ودعوتةم لدراسة شخصية الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والدين الذي جاء به.

ـ ‌تضمين أو تذييل الرسائل الإلكترونية التي ترسل إلى القوائم البريدية الخاصة ببعض الأحاديث والمواعظ النبوية.

ـ إعداد نشره إلكترونية ـ من حين إلى آخرـ عن شخصية الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعوته وخاصة في المناسبات والأحداث الطارئة.

ـ ‌الإعلان في محركات البحث المشهورة عن بعض الكتب أو المحاضرات التي تتحدث عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

موقف في نصرة النبي محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

قصة الشيخ محمد عبده مع حاخام يهودي وقسيس نصراني

جلس الثلاثة في حضرة الخديوي في قصر عابدين في مصر..

فقال لهم الخديوي مصر أنتم الثلاثة تمثلون الأديان الثلاثة وأريد أن يثبت كل واحد منكم أنه وأتباعه هم الذين سيدخلون الجنة..

قال حاخام اليهود: ليتكلم البطريارك أولا ً، وقال البطريارك: ليتكلم الإمام أولاً يعني الشيخ محمد عبده.

فقال الخديوي تكلم يا إمام..

فقال الإمام محمد عبده: يا خديوي..

إذا كان اليهود سيدخلون الجنة لكونهم آمنوا بموسى فنحن داخلوها لأننا آمنا بموسى

وإذا كان النصارى سيدخلون الجنة لكونهم آمنوا بعيسى فنحن داخلوها لأننا آمنا بعيسى

وإذا كنا داخليها فلن يدخلها هؤلاء ولا أولئك لأنهم لم يؤمنوا بمحمد صلي الله عليه وسلم فإيماننا إيمان شامل كامل.

قصيدة للشيخ جمال الدين الصرصري في مدح النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

يشيِّد ما أوهى الضلال ويصلـح
لداود أو لان الحديـد المصفـح
وإن الحصــا في كفه ليُسَبِّـح
فمن كفه قد أصبح المـاء يَطفح
سليمان لا تألـو تروح وتسرح
ورعبُ على شهر به الخصم يكلح
لـه الجن تسعى في رضاه وتكدح
أتته فرَدَّ الـــزاهد المترجِّـح
وموسى بتكليم على الطور يُمنح
وخصِّص بالرؤيا وبالحق أشـرح
ويشفع للعـاصين والنار تَلْفـح
عطـــاءً لعينيه أَقرُّ وأفـرح
مراتب أرباب المواهب تَلمــح
لــه بـابها قبل الخلائق يُفْتَتح

محمد المبعوث للنــاس رحمـةً
لئن سبَّحت صُمُّ الجبـال مجيبـةً
فإن الصخور الصمَّ لانت بكفـه
وإن كان موسى أنبع الماء بالعصا
وإن كانت الريح الرُّخاءُ مطيعـةً
فإن الصبـا كانت لنصر نبينــا
وإن أوتي الملكَ العظيم وسخِّرت
فإن مفاتيح الكنــوز بأسرهــا
وإن كـان إبراهيم أُعطـي خُلـةً
فهـذا حبيـب بـل خليل مكلَّـم
وخصص بالحوض الرَّواء وباللِّوا
وبالمقعد الأعلى المقرَّب نــاله
وبالرتبة العليـا الوسيلة دونهـا
ولَهْوَ إلى الجنات أولُ داخـــلٍ

محمد صالح المنجد

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ

[1] تفسير القرطبي 54/17 قال: والطغيان: مجاوزة الحد في الكفر.

(*) خطبة الشيخ محمد صالح المنجد إمام وخطيب جامع عمر بن عبد العزيز بحي العقربية بالخبر المشرف العام على مجموعة مواقع الإسلام




اللهم صلو وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

جزاكى الله خيرا حبيبتى




خليجية



ينقل للاسلامى



التصنيفات
منتدى اسلامي

الحكمه من وفاه ابناء النبي صلي الله عليه وسلم

رزق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بثلاثه أبناء من الذكور هم

1- القاسم

2-عبدالله

3-ابراهيم

كما رزق باربع بنات وهن :

1-زينب

2-رقيه

3-فاطمه الزهراء

4- أم كلثوم

وقد ماتو جميعا فى حياه الرسول صلى الله عليه وسلم عدا فاطمه الزهراء فهى التى ماتت بعد وفاته بسته اشهر وجميع ابناء الرسول صلى الله عليه وسلم من خديجه بنت خويلد عدا ابراهيم ابنه من ماريه القبطيه فقط

الحكمه من وفاه ابنائه الذكور فى حياته صلى الله عليه وسلم :

وقد يسال سائل لماذا لم يعيش لرسول صلى الله عليه وسلم ذكورا بعد وفاته؟

والسبب هو : ان ابن النبى لا بد وان يكون نبيا ولو عاش ولد من ابنائه صلى الله عليه وسلم لكان نبيا بعده ولو كان نبيا بعده ما كان هو صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء والمرسلين انها حكمه الرب سبحانه وتعالى البالغه ودقته عز ثناؤه المتناهيه فى العظمه وسمو الرفعه فى التقدير

ولذا قرر القران العظيم هذه الحكمه واجاب على المستفسرين وردع الشامتين بقول الحق عز وجل

[[ انا اعطيناك الكوثر ، فصل لربك وانحر، ان شانئك هو الابتر ]] صدق الله العظيم

والمعنى: اى كيف تكون الابتر وقد رفع الله تعالى لك ذكرك يا رسول الله فى الاذان والاقامه والصلاه وكيف ابتر وقد اعطيتك الكوثر وهو نهر فى الجنه والقران وهو معجزتك الخالده ؟ لا يا رسول الله انت خاتم الانبياء والمرسلين وقد بين القران العظيم هذه الحكمه البالغه انه صلى الله عليه وسلم لم يوجد ليكون ابا لاحد
من الرجال وانما ليكون خاتم النبيين

قال تعالى (( ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين)) سوره الاحزاب (40)

ان الابتر الحقيقى هو الذى يضايقك بهذا القول لانه لن ينفعه اولاده ولا امواله وليس له بعد موته الا الخلود فى العذاب الاليم ( ان شانئك هو الابتر ) ان الذى يغضبك بهذا القول هو المقطوع الذكرى حيث لا عمل صالح له ولا قيمه ولا رجاء ومصيره جهنم وبئس المهاد

وصلي اللهم وسلم على سيدنا محمد




sob7an alla
f3ln kol shy lo sbbo

yslmoooooooo 3almodo3 almofeed




مشكوره ياقلبي



خليجية




ثلوج
اسعدني مرورك



التصنيفات
منتدى اسلامي

تحذير لمن اراد ان يصلي علي النبي صل الله عليه وسلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

هذا تنبيه في غاية الأهمية فقد عمّت البليّة !!

**عندما تصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قل:

"اللهم صلِّ على سيدنا محمد"

ولا تقل (ولا تكتب) :

"اللهم صلّي على سيدنا محمد"

فهذه الياء للتأنيث!!!

تعالى الله علواً كبيراً .. .. ..

إذ إن فعل الأمر يُبنى على حذف حرف العلِّة(ا،و،ي) من آخره وتبقى حركةٌ تدل عليه.(َ=ا ، ُ=و ، ِ=ي )

مثال:

(ينسى، يمحو،يمشي) مضارع

(اِنسَ،اِمحُ، اِمشِ) أمر

أما إذا كان المخاطب مؤنثاً نضيف الياء لفعل الأمر.

مثال:

اِمشي يا سعاد.
فانتبهوا إلى كلامكم وإلى مواضيعكم
وإلى تواقيعكم!

فقد استفحل هذا الخطأ في كثيرٍ من المواقع و المنتديات الإسلامية!

منقول للفائدة




خليجية



بحثت فالموضوع ووجدت ان المعلومة حقيقيه

الله يهدينا لاننا تعودنا نكتب صلي وليس صل من المدارس الابتدائيه الى الان

جزاكم الله خيرا اختي فالله وجعله بميزان حسناتكم

——————————————————————————–

1 – من قال حين ينادي المنادي : اللهم رب هذه الدعوة القائمة والصلاة النافعة صل على سيدنا محمد وارض عني رضا لا تسخط بعده إلا استجاب الله دعوته .
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الشوكاني – المصدر: تحفة الذاكرين – الصفحة أو الرقم: 88
خلاصة الدرجة: في إسناده ابن لهيعة




شكرا جزيلا الله يغفر لنا زلّتنا



جزاك الله خيرآآ اختي الغاليه



التصنيفات
منتدى اسلامي

بعض صفات النبي صلى الله عليه وسلم

صفاتٍ خُلُقية ظهرت على سلوكه القويم ، وصفاتٍ خَلْقية ظهرت على بدنه الشريف وجوارحه الطاهرة، ونحن أخي الزائر الكريم نتذاكر وإياك من خلال هذا المقال بعض تلك الصفات الخَلْقية التي وهبها الله لرسوله المرتضى، ونبيه المجتبى، والحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

فقد كان صلى الله عليه وسلم متوسط القامة ، لا بالطويل ولا بالقصير، بل بين بين، كما أخبر بذلك البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعاً-متوسط القامة-، بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنه، رأيته في حلةٍ حمراء، لم أر شيئاً قط أحسن منه ) متفق عليه.

وكان صلى الله عليه وسلم أبيض اللون، ليِّن الكف، طيب الرائحة، دلَّ على ذلك ما رواه أنس رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون- أبيض مستدير- ، كأنَّ عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ، ولا مَسَسْتُ ديباجة – نوع نفيس من الحرير- ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممتُ مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه مسلم .

وكانت أم سُليم رضي الله عنها تجمع عَرَقه صلى الله عليه وسلم، فقد روى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَال:َ ( دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال -أي نام نومة القيلولة- عندنا، فعرق وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلت -تجمع- العرق فيها، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب ) رواه مسلم .

وكان بصاقه طيباً طاهراً، فعن عبد الجبار بن وائل قال حدثني أهلي عن أبي قال: ( أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بدلو من ماء، فشرب منه، ثم مجّ في الدلو، ثم صُبّ، في البئر، أو شرب من الدلو، ثم مج في البئر، ففاح منها مثل ريح المسك ) رواه أحمد وحسنه الأرنؤوط.

وكان وجهه صلى الله عليه وسلم جميلاً مستنيراً، وخاصة إذا سُرَّ، فعن عبد الله بن كعب قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن غزوة تبوك قال: ( فلما سلّمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ استنار وجهه، حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه ) رواه البخاري .

وكان وجهه صلى الله عليه وسلم مستديراً كالقمر والشمس ، فقد سُئل البراء أكان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال: (لا بل مثل القمر ) رواه البخاري ، وفي مسلم ( كان مثل الشمس والقمر، وكان مستديراً ) .

وكان صلى الله عليه وسلم كث اللحية، كما وصفه أحد أصحابه جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: ( وكان كثير شعر اللحية ) رواه مسلم .

وكان صلى الله عليه وسلم ضخم اليدين، ذو شَعرٍ جميل، ففي الخبر عن أَنَسٍ رضي الله عنه قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الْيَدَيْنِ، لم أرَ بعده مثله، وكان شَعْرُ النبي صلى الله عليه وسلم رَجِلاً لا جَعْدَ – أي لا التواء فيه ولا تقبض- وَلا سَبِطَ – أي ولامسترسل- ) رواه البخاري .

ووصفه الصحابي الجليل جابر بن سمرة رضي الله عنه فقال: ( كان رسول صلى الله عليه وسلم ضَلِيعَ – واسع – الْفَمِ، أَشْكَلَ الْعَيْنِ – حمرة في بياض العينين – مَنْهُوسَ الْعَقِبَيْن- قليل لحم العقب- ) رواه مسلم .

وكان له خاتم النبوة بين كتفيه، وهو شئ بارز في جسده صلى الله عليه وسلم كالشامة ، فعن جابر بن سمرة قال: ( ورأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة، يشبه جسده ) رواه مسلم .

ومن صفاته صلى الله عليه وسلم أنه أُعطي قوةً أكثر من الآخرين، من ذلك قوته في الحرب فعن علي رضي الله عنه قال: ( كنا إذا حمي البأس، ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يكون أحد منا أدنى إلى القوم منه ) رواه أحمد و الحاكم .

تلك هي بعض صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم الخَلْقية التي نُقلت إلينا ممن رآه وصاحبه، نقلاً صحيحاً ثابتاً، إنها صفات طيبة، وصدق الصديق أبو بكر رضي الله عنه عندما قال عنه وهو يُقبِّله بعد موته صلى الله عليه وسلم: (طبت حياً وميتاً يارسول الله)، فعليك أخي الزائر الكريم أن تكون قوي الصلة بصاحب تلك الصفات من خلال اتباعه، والسير على هديه، وتعميق حبه، والإكثار من الصلاة والسلام عليه، والله أعلم.

منقوووووووول




بارك الله فيك



مشكوره ام ورد على المرور



خليجية



اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد
مشكووووووووووووووووووره



التصنيفات
منوعات

قبل وفاة النبي عليه الصلاة والسلام من اروع ماقرات

اللهم أننا نشهدك أننا نشتاق إليك فلا تحرمنا من لذة القرب منك في الدنيا
ولا لذة النظر إلى وجهك الكريم في الآخرة

قبل وفاة الرسول “صلى الله عليه وسلم”…..من اروع ما قرأت..!!
بسم الله الرحمن الرحيم – السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل وفاة الرسول “صلى الله عليه وسلم”

من اروع ما قرأت..
سبحآن الله وبحمده..سبحآن الله العظيم
قبل وفاة الرسول كانت حجة الوداع، وبعدها نزل قول الله عز وجل
( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا )
فبكي أبو بكر الصديق عند سماعه هذه الآيه..
فقالوا له: ما يبكيك يا أبو بكر أنها آية مثل كل آيه نزلت علي الرسول ..
فقال : هذا نعي رسول الله .
وعاد الرسول.. وقبل الوفاه ب 9 أيام نزلت آخر ايه من القرآن
( واتقوا يوما ترجعون فيه الي الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون )

وبدأ الوجع يظهر علي الرسول
فقال : أريد أن أزور شهداء أحد
فذهب الي شهداء أحد وقف علي قبور الشهداء
وقال : ( السلام عليكم يا شهداء أحد، أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون
وإني إن شاء الله بكم لاحق )
وأثناء رجوعه من الزياره بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالوا: ما يبكيك يا رسول الله ؟
قال: ( اشتقت إلي إخواني )
قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟
قال : ( لا أنتم أصحابي، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني )
اللهم إنا نسألك أن نكون منهم
وعاد الرسول وقبل الوفاه ب 3 أيام بدأ الوجع يشتد عليه وكان في بيت السيده ميمونه
فقال: ( اجمعوا زوجاتي )
فجمعت الزوجات ،
فقال النبي: ( أتأذنون لي أن أمرض في بيت عائشه ؟ )
فقلن: نأذن لك يا رسول الله
فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فحملا النبي
وخرجوا به من حجرة السيده ميمونه الي حجرة السيدة عائشة فرآه الصحابة علي هذا الحال لأول مره ..
فبدأ الصحابه في السؤال بهلع :ماذا حل برسول الله.. ماذا حل برسول الله.
فتجمع الناس في المسجد وامتلأ وتزاحم الناس عليه.
فبدأ العرق يتصب من النبي بغزاره
فقالت السيدة عائشة : لم أر في حياتي أحد يتصب عرقا بهذا الشكل .
فتقول: كنت آخذ بيد النبي وأمسح بها وجهه، لأن يد النبي أكرم وأطيب من يدي.
وتقول : فأسمعه يقول : ( لا اله إلا الله ، إن للموت لسكرات ). فتقول السيده عائشه : فكثر
اللغط ( أي الحديث ) في المسجد اشفاقا على الرسول
فقال النبي : ( ماهذا ؟ ) ..
فقالوا : يارسول الله ، يخافون عليك .
فقال : ( احملوني إليهم ) ..
فأراد أن يقوم فما استطاع
فصبوا عليه 7 قرب من الماء حتي يفيق . فحمل النبي وصعد إلى المنبر.. آخر خطبه لرسول الله و آخر كلمات له
فقال النبي: ( أيها الناس، كأنكم تخافون علي )
فقالوا : نعم يارسول الله .
فقال : ( أيها الناس، موعدكم معي ليس الدنيا، موعدكم معي عند الحوض..
والله لكأني أنظر اليه من مقامي هذا. أيها الناس، والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم الدنيا
أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم، فتهلكم كما أهلكتهم ) .
ثم قال : ( أيها الناس ، الله الله في الصلاه ، الله الله في الصلاه
بمعني أستحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا علي الصلاة ، وظل يرددها
ثم قال : ( أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، أوصيكم بالنساء خيرا )
ثم قال : ( أيها الناس إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله ، فاختار ما عند الله )
فلم يفهم أحد قصده من هذه الجمله ، وكان يقصد نفسه
سيدنا أبوبكر هو الوحيد الذي فهم هذه الجمله ، فانفجر بالبكاء وعلا نحيبه ، وقف وقاطع النبي
وقال : فديناك بآبائنا ، فديناك بأمهاتنا ، فديناء بأولادنا ، فديناك بأزواجنا ، فديناك بأموالنا
وظل يرددها ..
فنظر الناس إلى أبو بكر ، كيف يقاطع النبي.. فأخذ النبي يدافع عن أبو بكر
قائلا : ( أيها الناس ، دعوا أبوبكر ، فما منكم من أحد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به ، إلا أبوبكر
لم أستطع مكافأته ، فتركت مكافأته إلي الله عز وجل ، كل الأبواب إلي المسجد تسد إلا باب أبوبكر لا يسد أبدا )
وأخيرا قبل نزوله من المنبر .. بدأ الرسول بالدعاء للمسلين قبل الوفاه كآخر دعوات لهم
فقال : ( أوآكم الله ، حفظكم الله ، نصركم الله ، ثبتكم الله ، أيدكم الله ) …
وآخر كلمه قالها ، آخر كلمه موجهة للأمة من على منبره قبل نزوله
قال : ( أيها الناس ، أقرأوا مني السلام كل من تبعني من أمتي إلي يوم القيامة ) .
وحمل مرة أخرى إلي بيته. وهو هناك دخل عليه عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده سواك، فظل النبي ينظر الي
السواك ولكنه لم يستطع ان يطلبه من شدة مرضه. فهمت السيده عائشه من نظرة النبي، فأخذت السواك
من عبد الرحمن وضعته في فم النبي، فلم يستطع أن يستاك به، فأخذته من النبي وجعلت تلينه بفمها وردته
للنبي مره أخرى حتى يكون طريا عليه
فقالت : كان آخر شئ دخل جوف النبي هو ريقي ، فكان من فضل الله علي أن جمع بين ريقي وريق
النبي قبل أن يموت .
تقول السيده عائشه : ثم دخلت فاطمه بنت النبي ، فلما دخلت بكت ، لأن النبي لم يستطع القيام ، لأنه
كان يقبلها بين عينيها كلما جاءت إليه ..
فقال النبي: ( ادنو مني يا فاطمه )
فحدثها النبي في أذنها ، فبكت أكثر . فلما بكت
قال لها النبي: ( أدنو مني يا فاطمه )
فحدثها مره أخرى في اذنها ، فضحكت …..
بعد وفاته سئلت ماذا قال لك النبي
فقالت : قال لي في المره الأولي : ( يا فاطمه ، إني ميت اليله ) فبكيت ، فلما وجدني أبكي قال :
( يا فاطمه ، أنتي أول أهلي لحاقا بي ) فضحكت .
تقول السيده عائشه : ثم قال النبي : ( أخرجوا من عندي في البيت ) وقال : ( ادنو مني يا عائشه )
فنام النبي علي صدر زوجته ، ويرفع يده للسماء
ويقول : ( بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى ) …
تقول السيده عائشه: فعرفت أنه يخير.
دخل سيدنا جبريل علي النبي
وقال : يارسول الله ، ملك الموت بالباب ، يستأذن أن يدخل عليك ، وما استأذن علي أحد من قبلك ..
فقال النبي : ( ائذن له يا جبريل )
فدخل ملك الموت علي النبي
وقال : السلام عليك يا رسول الله ، أرسلني الله أخيرك ، بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله .
فقال النبي : ( بل الرفيق الأعلى ، بل الرفيق الأعلى )
وقف ملك الموت عند رأس النبي
وقال : أيتها الروح الطيبه ، روح محمد بن عبد الله ، أخرجي إلي رضا من الله و رضوان ورب
راض غير غضبان …
تقول السيده عائشه: فسقطت يد النبي وثقلت رأسه في صدري ، فعرفت أنه قد مات … فلم أدري
ما أفعل ، فما كان مني غير أن خرجت من حجرتي
وفتحت بابي الذي يطل علي الرجال في المسجد وأقول مات رسول الله ، مات رسول الله .
تقول: فانفجر المسجد بالبكاء. فهذا علي بن أبي طالب أقعد، وهذا عثمان بن عفان كالصبي يؤخذ بيده
يمنى ويسرى وهذا عمر بن الخطاب يرفع سيفه ويقول من قال أنه قد مات قطعت رأسه، إنه ذهب للقاء
ربه كما ذهب موسي للقاء ربه وسيعود ويقتل من قال أنه قد مات. أما أثبت الناس فكان أبوبكر الصديق
رضي الله عنه دخل علي النبي واحتضنه
وقال : وآآآ خليلاه ، وآآآصفياه ، وآآآ حبيباه ، وآآآ نبياه . وقبل النبي
وقال: طبت حيا وطبت ميتا يا رسول الله.
ثم خرج يقول : من كان يعبد محمد فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت …
ويسقط السيف من يد عمر بن الخطاب، يقول: فعرفت أنه قد مات… ويقول: فخرجت أجري أبحث عن
مكان أجلس فيه وحدي لأبكي وحدي….
ودفن النبي
والسيده فاطمه تقول : أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب علي وجه النبي …. وقفت تنعي النبي
وتقول: يا أبتاه ، أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه ، جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه ، الي جبريل نعاه .
ترى، هل سترك حياتك كما هي بعد وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم لك في آخر كلمات له ؟؟
لا أدري ماذا ستفعل كي تصبر على ابتلاءات الدنيا..




التصنيفات
منتدى اسلامي

سودة بنت زمعة أول امرأة تزوجها النبي بعد خديجة

خليجية هى سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس القرشية العامرية ، أمها الشموس بنت قيس بن زيد الأنصارية من بني عدي بن النجار، كان تزوجها السكران بن عمرو أخو سهيل بن عمرو، فتوفي عنها، فتزوجها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم – وكانت أول امرأة تزوجها بعد خديجة .

عن خولة بنت حكيم قالت تعني النبي صلى الله عليه وسلم) أفلا أخطب عليك؟ قال: بلى. قال: فإنكن معشر النساء أرفق بذلك، فخطبت عليه سودة بنت زمعة وعائشة، فتزوجها؛ فبنى بسودة بمكة وعائشة يومئذ بنت ست سنين حتى بنى بها بعد ذلك حين قدم المدينة .

وأخرج الترمذي عن ابن عباس بسند حسن أن سودة خشيت أن يطلقها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقالت: لا تطلقني وأمسكني، واجعل يومي لعائشة فعل، فنزلت: [[فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير]] الاية

وأخرجه ابن سعد من حديث عائشة من طرق في بعضها: أنه بعث إليها بطلاقها، وفي بعضها: أنه قال لها: اعْتَدِّي؛ والطريقان مرسلان، وفيهما: أنها قعدت له على طريقه، فناشدته أن يراجعها وجعلت يومها وليلتها لعائشة فعل .

ومن طريق معمر، قال: بلغني أنها كلمته فقالت: ما بي على الأزواج من حرص، ولكني أحب أن يبعثني الله يوم القيامة زوجا لك .

وقال ابن سعد: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: قالت سودة لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: صليت خلفك الليلة، فركعتَ بي حتى أمسكتُ بأنفي مخافة أن يقطر الدم، فضحك، وكانت تضحكه بالشيء أحيانا . وهذا مرسل، رجاله رجال الصحيح

وقال ابن أبي خيثمة: توفيت سودة بنت زمعة في آخر زمان عمر بن الخطاب، ويقال: مات سنة أربع وخمسين، ورجحه الواقدي




خليجية

خليجية

خليجية