أول محجبة بالإعلام الأوروبي
مفكرة الإسلام: تعد أسماء عبد الحميد (27عامًا) الدنماركية من أصل فلسطيني، مقدمة برامج "آدم وأسماء" الحواري على التلفزيون الوطني الدنماركي أول محجبة تظهر في الإعلام الأوروبي.
وبرنامج "آدم وأسماء" الذي تقدمه عبد الحميد هو برنامج حواري يستضيف رجال السياسة و الكتاب لمناقشة مختلف القضايا الاجتماعية والدينية وقضايا الدمج بالنسبة للأطياف المختلفة في المجتمع الدنمركي.
وكانت عبد الحميد قد أثارت ضجة كبيرة لدى الرأي العام الدنماركي، حين أعلنت ترشيحها للبرلمان، كونها مسلمة محجبة تلتزم بتعليم الدين الإسلامي.
كما عملت أسماء مستشارة للشؤون الاجتماعية عن مدينة "اودينسي" الدنماركية.
لطالما اعتبرت خديجة قدوة يحتذى بها:
عبد الحميد أوضحت، في تصريحاتٍ صحافية، أنها بدأت ارتداء الحجاب عندما كنت في الرابعة عشرة من عمرها بناءً على قرارها الشخصي.
وقالت "لطالما اعتبرت خديجة زوجة الرسول – صلى الله عليه وسلم – الأولى كقدوة يحتذى بها، فقد كانت مستقلة ومديرة أعمال قوية تحلت بالشجاعة وتميزت بمواقفها الجريئة وبنفس الوقت كانت مربية صالحة ومخلصة ومحبة، وبالفعل امتلكت كل الخصال التي تستحق الإعجاب من حيث كونها امرأة قوية وحازمة وبنفس الوقت محبة ومعطاءة، هي بحق قدوة رائعة بالنسبة لي".
يمكن للإسلام أن يزدهر في أي مجتمع:
وأكدت عبد الحميد أن الإسلام يشكل جزءًا مهمًا من شخصيتها، وأنه مصدر متعتها، وقالت إن الإسلام "هو خيار واعِ حيوي يجعل مني إنسانة منفتحة ومتسامحة ويمنحني الأمل".
وأضافت "بالنسبة لي قد تعرفت على حرية التعبير من خلال الإسلام فهي نقطة واضحة ومهمة في الإسلام".
ومن جهة أخرى، شددت عبد الحميد على أن الإسلام "يمكن أن يُطبق بأي مجتمع أو مكان، ويمكن للإسلام أن يزدهر في أي مجتمع".
وأشارت إلى أنه على الرغم من أن البعض يحاول ترويج منظور متعدد الجوانب عن المسلمين في الدنمارك فإن أغلبية المواد الإعلامية فيما يتعلق بالإسلام "كانت سلبية وبغرض التشهير".
للمرة الأولى في التاريخ.. دخول أول مسلمة محجبة لمجلس بلدي دنماركي
مفكرة الإسلام: في سابقة هي الأولى من نوعها تشهد الدنمارك مشاركة امرأة مسلمة من أصل فلسطيني ترتدي الحجاب عضوًا في مجلس بلدي, الأمر الذي رآه مراقبون تطورًا في مفاهيم المجتمع الدنمركي.
وحضرت أسماء عبد الحميد مساء الأربعاء, كعضو رديف, اجتماعًا للمجلس البلدي لمدينة أودينسي (جزيرة فيوني) ثالث كبرى مدن المملكة الاسكندينافية هو الأول لها، بعدما حلّت محل العضو الأصيل التي تقضي فترة إجازة.
وقد انتخبت "عبد الحميد" [27 عامًا] في هذا المنصب على لائحة الوحدة (يسار متطرف).
وحضرت وسائل الإعلام الدنماركية بكثافةٍ لتغطية جلسة المجلس البلدي التي تحولت إلى حدثٍ تاريخي في البلاد؛ كونه يسجل دخول أول مسلمة محجبة مضمارَ العمل السياسي في الدنمارك.
وقالت عبد الحميد للصحافيين: "أريد أن يقيِّموني على ما يوجد في رأسي وليس على ما يوجد على رأسي، أن يقيِّموني على السياسات التي أدافع عنها وعلى آرائي، وليس على ما أرتديه أو على طريقة أدائي تحية السلام".
وترتدي "أسماء" حجابها "بملء إرادتها", وترفض كذلك مصافحة الرجال، وقد حصلت على أكثر من 500 صوت في الانتخابات البلدية التي جرت في 2022 ما أهَّلها لأن تكون العضو الرديف الأول عن حزبها.
وهي أيضًا عضو رديف عن النائب عن حزبها في البرلمان جوهان شميدت – نيلسن. وأثار احتمال حلولها محل هذا النائب تحت قبة البرلمان جدلاً سياسيًّا واسعًا في البلاد منذ انتخابات نوفمبر 2022، لا سيما في أوساط اليمين المتطرف.
تطور المجتمع الدنماركي:
واعتبر بيتر سيبيرغ الأستاذ في جامعة أودينسي في تصريحٍ لصحيفة فاينس ستيفستيديندي المناطقية أن مشاركة هذه المسلمة المحجبة في اجتماعٍ لمجلس بلدي يعتبر "حدثًا في معاجم السياسة الدنماركية".
وأضاف: "ستؤثر على الجدل (الدائر منذ سنوات) حول الحجاب، لأن لدينا الآن مثالاً على امرأة مسلمة محجبة عضو في مجلس منتخب، ما يظهر أن الأمور تتطور في المجتمع الدنماركي".
ونالت دولة الدنمارك شهرة واسعة في السنوات القليلة الماضية بسبب الهجوم الذي شنته صحف دنمراكية على الإسلام والمسلمين هناك في قضايا تتعلق بالحجاب وممارسة الشعائر بشكل عام, وكان على رأس تلك القضايا الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي نشرتها صحف دنماركية في العام 2022, بالإضافة إلى دفاع الحكومة عن نشر تلك الصور بحجة حرية التعبير.
ويشهد المجتمع الدنمركي تغيرًا ملحوظًا على المستوى الشعبي تجاه الدين الإسلامي والمسلمين, حيث أدى نشر الرسوم المسيئة إلى التعرف على الإسلام على نطاق أوسع, حيث تزايدت في الفترة الأخيرة أعداد الداخلين في الإسلام من الأوروبيين عامة والدنماركيين خاصة.
انتشار ظاهرة تعدد الزوجات في الدنمارك:
من جانب آخر كشف تقرير رسمي جديد عن انتشار ظاهرة تعدد الزوجات بين المسلمين في الدنمارك، وأكد التقرير الذي أعدته وزارة الرفاه والمساواة ونشر قبل يومين، على ضرورة الانتباه الحكومي إلى هذه الظاهرة واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد منها.
وأورد التقرير شهادات لعشرات من النساء المسلمات المتزوجات من رجال لهم زوجات أخريات, كما أورد شهادات لأئمة مساجد اعترفوا بقيامهم بتزويج رجال من زوجة ثانية وثالثة.
ويعتبر القانون الدنماركي تعدد الزوجات مخالفة قانونية يعاقب مرتكبوها بالسجن مدة تصل إلى أربع سنوات.
وقد سلطت الأضواء على ظاهرة تعدد الزوجات في الدنمارك قبل عام عندما اكتشفت السلطات أن أحد المترجمين العراقيين الذين جلبتهم الحكومة من البصرة إبان انسحاب قواتها من هناك متزوج من اثنتين وقد جلبهما معه، ولم تنته هذه القصة إلا عندما قرر المترجم العودة إلى العراق مع زوجتيه بعد أن طالبته السلطات الدنماركية بتطليق إحداهما.
ويبدو أن تقرير وزارة الرفاه الجديد حول هذه الظاهرة فتح شهية العديد من السياسيين المعادين للإسلام الذين وجدوا فيه مناسبة جديدة لمهاجمته, حيث طالب سياسيون بإجراءات حكومية صارمة لمحاربة هذه الظاهرة.
مسلمون يغادرون مؤتمرًا للمخابرات بعد التعرض للإسلام:
وعلى صعيد آخر غادر عدد من أعضاء الجالية المسلمة في الدنمارك المؤتمر الذي تنظمه دائرة المخابرات الدنماركية بعنوان (الإرهاب والاتصالات) في مقر وزارة الخارجية الدنماركية.
وكان سبب هذه المغادرة الجماعية الكلمة التي ألقاها عضو البرلمان عن حزب الشعب سورن إسبرسن والذي قال: إن وجود الإسلام هو المشكلة في العالم، ما حدا بالعديد من المسلمين المشاركين ومن بينهم إمام لمغادرة قاعة المؤتمر احتجاجًا على هذه الكلمة.
وجاء حديث إسبرسن بعد الكلمة الافتتاحية التي ألقاها جاكوب شارف والتي قال فيها: إن تقييم المخابرات في البداية كان بمساواة الإسلام والإرهاب، وهو بالضبط تمامًا ما تريده القاعدة. وفق قوله.
وزعم شارف أن "هذا ما تريده منظمة "إرهابية" كالقاعدة، كي تدعي أن الإسلام يتعرض للحرب وتشرع لباقي المسلمين استخدام الوسائل الإرهابية".
أول مسلمة محجبة تدخل البيت الأبيض كمستشارة لأوباما
مفكرة الإسلام: ضم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الباحثة المسلمة المحجبة، داليا مجاهد، إلى مجلسه الاستشاري الخاص بالأديان المكون من ممثلي 25 طائفة وشخصيات علمانية.
وكان أوباما قد أصدر قرارًا بتوظيف المسلمين في البيت الأبيض، وبدأ تطبيقه فعلًا بتعيين عدد منهم، ولكن في مراكز ليست رفيعة، فيما تعد داليا مجاهد الأمريكية من أصل مصري أول مسلمة محجبة تشغل منصبًا من هذا النوع في البيت الأبيض.
وقالت مجاهد، وفق ما أوردته "العربية": "بالنسبة لكوني امرأة محجبة تدخل البيت الأبيض.. موضوع الحجاب لم يكن في ذهنهم إلى هذا الحد، وربما هناك كثيرون كان يمكن تعيينهم مكاني، فيما تم تعييني لأنهم يريدون سماع آراء المسلمين، وأنا عندي تلك القدرة على إيصالها من خلال عملي في مركز جالوب".
وأشارت إلى أنها "المسلمة الوحيدة في المجلس الاستشاري الذي يسعى لمساعدة الرئيس في معرفة الأديان ودورها في حل المشاكل الاجتماعية، والابتعاد عن النظر إليها كمصدر للمشاكل"، وأن "مهمتها مركزة على إطلاع الرئيس أوباما كيف يفكر المسلمون وماذا يريدون من الولايات المتحدة".
وأضافت أن "دورها كمستشارة مسلمة للرئيس، ينصب عملي على دراسات المسلمين ورأيهم وطريقة تفكيرهم في العالم، ثم إطلاع الرئيس على قضايا المسلمين وماذا يريدون".
وتابعت "خاصة أن الناس تنظر لهم في السنوات الأخيرة كمصدر للمشاكل وأنهم يجب أن يصلحوا أنفسهم ولا يسعوا للمشاركة في إصلاح مشاكل عالمية، ونحن الآن نريد القول أن هناك افكارًا وقدرة لدى المسلمين للمشاركة في وضع الحلول".
جدير بالذكر أن داليا مجاهد ترأس مركز جالوب للدراسات الإسلامية والذي يقوم بأبحاث وإحصاءات تتعلق بالمسلمين في جميع أنحاء العالم، وتظهر دراساتها في صحف ودوريات بارزة مثل "وول ستريت جورنال" و"هارفارد إنترناشونال ريفيو". وسبق لها أن درست أيضًا إدارة الأعمال والهندسة الكيميائية. ووضعت كتاب "من الذي يتكلم نيابة عن الإسلام؟ ما يفكر به مليار مسلم" الذي يركز على 6 سنوات من البحوث وأكثر من 50 ألف مقابلة تمثل أكثر من مليار مسلم في أكثر من 35 دولة تسكنها غالبية مسلمة أو عدد لا بأس به من المسلمين، ويعتبر هذا الاستطلاع، الذي يمثل أكثر من 90% من المجتمع الإسلامي في العالم، الدراسة الأكبر والأكثر شمولية من نوعها.
المسلمون في أمريكا من أكثر الناس تعليمًا:
وكان الرئيس أوباما وقّع في 5 فبراير على أمر تنفيذي يدعو إلى إنشاء هيئة جديدة في البيت الأبيض تعرف بـ"مكتب الشراكات الدينية، وسيسعى المكتب الذي استحدثه أوباما إلى دعم المؤسسات الدينية التي تساعد أفراد الشعب الأمريكي". كما يتضمن الأمر التنفيذي إنشاء مجلس استشاري مكوّن من ممثلي 25 طائفة وشخصيات علمانية، مهمتهم رفع تقارير للرئيس حول الدور الذي يمكن للأديان أن تؤديه لمساعدة المجتمع.
وبالنسبة للمهام المناطة بهذا المجلس، قالت مجاهد أن هناك عدة مهام وهي "مساعدة الناس في الأزمة الاقتصادية، مواجه الإجهاض، مواجهة مشكلة وجود عائلات كثيرة بلا آباء، العلاقات بين المسيحيين والمسلمين".
وعن رأيها في دور المسلمات في أمريكا، أكدت مجاهد على أن " المسلمة تشارك في الدعوة وكل نشاطات الجوامع، وتقوم بعمل كبير مثل التنظيم والتدريس".
وأشارت إلى دراسة أصدرها مركزها "جالوب" الشهر الماضي حول مسلمي أمريكا قالت إنها "الأولى من نوعها، وكشفت أن المسلمين في أمريكا من أكثر الناس تعليمًا ويعملون في مراكز تعليمية محترفة، والمسلمات يشاركن بذلك".
سياسة "مد يد الصداقة" للعالم الإسلامي:
وكان أوباما قد أكد في وقت سابق أنه سيفي بالتعهدات التي قطعها خلال حملته الانتخابية حيال العالم الإسلامي.
واعتبر أوباما أن الولايات المتحدة "مستعدة لإطلاق شراكة جديدة قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة" مع العالم الإسلامي. وأوضح أن "ما سنقدمه إلى العالم الإسلامي هو يد الصداقة" وذلك بعد التوترات التي تسببت بها الحرب على العراق والسياسة التي انتهجها سلفه جورج بوش.
وركّز أوباما على التواصل مع المسلمين، مذّكراً بأنه عاش في أسرة تضم أفراداً مسلمين.
وأضاف "أريد أن أنقل للأمريكيين أن العالم الإسلامي مليء بالناس العاديين الذين يريدون أن يعيشوا حياتهم في سلام. كما أريد أن أؤكد للمسلمين أن الأمريكيين ليسوا أعداءكم. نرتكب في بعض الأحيان أخطاء ولا نتسم بالكمال".
وتابع "لكن إذا نظرتم إلى الماضي ترون أن أمريكا لم تولد كقوة استعمارية", مشيرًا "إلى الاحترام والشراكة نفسها التي تقيمها أمريكا اليوم مع العالم الإسلامي كما منذ 20 أو30 عامًا، وليس هناك أي سبب يمنع إعادة الأمور إلى نصابها".