التصنيفات
منوعات

ترشيد الإجازة الصيفية

الخطبة الأولى

فاتقوا الله عباد الله، فما للنفوس لا تتزود من التقوى وهي مسافرة؟!! وما للهِمَم عن ركب المتقين فاترة؟!! وما للألسن عن شكر نعم الله قاصرة؟! وما للعيون إلى زهرة الدنيا الفانية ناظرة؟!! وعن طريق الهداية الواضحة حائرة؟!! ألا فاتقوا الله ربكم، وعظموا نواهيه وأوامره، وتدبروا آياته، فكم فيها من موعظة وعبرة زاجرة.

أيها المسلمون:

متى ما استمسكت الأمة بعقيدتها وثوابتها صلحت أحوالها، واستدبّت أوضاعها، وتلاشت عن مجتمعاتها الظواهر المخالفة لدينها.

ومتى فرطت في إسلامها، وأرخت الزمام لأبنائها، يخبطون خبط عشواء في دخيل الأفكار وهزيل المناهج ومستورَد الثقافات وانفتاحٍ على العالم دون ضوابط شرعية وآداب مرعية، تفشت بينها الظواهر المخالفة لشريعتها، مما يترك آثارًا سلبية على أفرادها ومجتمعاتها، ويحتاج إلى التصدي والعلاج من قبل الغيورين عليها، والمهتمين بشؤونها وأوضاعها.

معاشر المسلمين:

ظاهرة اجتماعية مؤرقة وكبيرة، وقضية تربوية مهمة وخطيرة، هي برسم الخطط والمناهج، وإعداد الدراسات والبرامج لتأصيلها والعناية بها حفية وجديرة.

تلكم هي ما يحصل في مثل هذه الأيام من كل عام، حينما تشتد حرارة الصيف، ويلقي بسمومه اللافع على بعض أقطار المعمورة، مما يحمل كثيرًا من الناس على الهروب إلى المصائف والمنتزهات، والفرار إلى الشواطئ والمنتجعات، والعزم على السفر والسياحة، وشدِّ الأحزمة للتنقل والرحلات، يوافق ذلك فراغ من الشواغل، وتمتع بإجازة صيفية يقضيها الأبناء، بعد عناء عام دراسي كامل.

وحيث قد أعدَّ كثير من الناس برامج لشغل إجازاتهم، وقضاء وقت فراغهم، وكثير منهم قد حزم حقائب السفر أو سافر فعلاً، يترجم ذلك الكمّ الهائل المتهافت على مكاتب الحجوزات والمطارات، للسفر عبر الأجواء والمحيطات، في مراكب تمخر عباب الجو والبحر والفيافي لشتى القارات.

وقد أعدَّ هؤلاء وأولئك أمتعة الترحال إلى هنالك وهناك، لذا أستلطفكم ـ يا رعاكم الله ـ لنضع هذه القضية على الميزان الشرعي، ونعرضها على كتاب الله وسنة رسوله ، مع إلماحة يسيرة إلى واقع بعض الناس فيها، وبيان الآثار السلبية عند غياب الضوابط الشرعية، في هذه القضايا الواقعية، وذلك عن طريق هذه المحاور الموجزة المهمة:

الأول: مهمة الإنسان في هذه الحياة، فهي سر وجوده ووسام عزه، وتاج شرفه، وإكسير سعادته، تلكم هي عبوديته لربه عز وجل، وتسخيره كل ما أفاء الله عليه للقيام بها، وعدم الغفلة عنها طرفة عين، كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56].

وإن أمارة المسلم الحق بقاؤه ثابتًا على مبادئه، وفيًا لدينه وعقيدته، معتزًا بأصالته وشخصيته فخورًا بمبادئه وثوابته، لا يحده عن القيام برسالته زمانٌ دون زمان، ولا يحول بينه وبين تحقيق عبوديته لربه مكان دون آخر، فمحياه كله لله، وأعماله جميعها لمولاه، {قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذالِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162، 163].

فحيثما كان وحلَّ، وأينما وُجِد وارتحل، فإنه يضع العبودية لله شعاره، وطاعته لربه دثاره.

هذا هو منهج المسلم الصادق في إسلامه، القوي في إيمانه، الإيجابي في انتمائه.

ومن أسوأ ما أصيبت به الأمة في أعقاب الزمن، انتشار الانتماء السلبي، وغلبة الفكر الهامشي، الذي طغى على كثير من جوانب الحياة، مما أفرز أجيالاً تسيء فهم الإسلام على حقيقته، وتجعل للوثات الفكر المنحرف ومظاهر السلوك المحرم رواجًا في تكوين شخصيتها، في انهزامية ظاهرة، وتبعية ممقوته، وانسياق محموم، ولهث مذموم، خلف سراب موضات[1] التشبه والتقليد، وبهارج العلمنة والتغريب، المنتشرة في بعض صفوف المسلمين مع شديد الأسف حتى ضاعت عندهم الهوية الدينية، وفقدت معالم الشخصية الإسلامية، مما يتطلب إذكاء[2] روح العزة الإيمانية في نفوس أبناء الأمة المحمدية، {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَاكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} [المنافقون: 8].

المحور الثاني يا إخوة الإيمان: الوقت، فهو مادة الحياة؛ والزمن، فهو وعاء العمر، فالواجب استثماره في مرضات الله، وشغله بطاعته سبحانه، فإن الإنسان مسؤول عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، كما صح بذلك الخبر عن سيد البشر ، خرجه الترمذي وغيره من حديث أبي برزة رضي الله عنه[3].

يقول الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله: "السَّنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمارها، فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة، ومن كانت في معصية فثمرته حنظل، وإنما يكون الجذاذ يوم المعاد، فعند الجذاذ يَتبين حلو الثمار من مرها"[4].

ألا فليعلم ذلك من أهدروا أوقاتهم، وبدَّدوا أعمارهم، في غير مرضات مولاهم.

المحور الثالث: الفراغ، فهو نعمة من نعم الله، يجب شغله بكل وسيلة شرعية، وذلك بالقيام بالعبادة بمفهومها الواسع، أو على أقل تقدير بالأمور المباحة شرعًا دون ما هو محرم، ففيما أحلَّ الله غنية عما حرم، وقد أرشد المولى نبيه بقوله سبحانه:{فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ وَإِلَى رَبّكَ فَارْغَبْ} [الشرح: 7، 8].

وفي الصحيح أن رسول الله قال: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ" خرجه البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما[5].

ويقول : "اغتنم خمسًا قبل خمس"، وذكر منها: "وفراغك قبل شغلك" خرجه الإمام أحمد والبيهقي والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما[6].

وكم كان الفراغ سببًا في الانحراف بكل ضروبه، والفساد بشتى صوره، عند عدم استثماره، فهو منَّة ونعماء، لكن إذا استغِلَّ في معصية الله فهو نقمة وبلاء.

المحور الرابع ـ يا إخوة العقيدة ـ: الترفيه البريء، والترويح المباح، لا غضاضة على الإنسان فيه، بل قد يكون مطلوبًا أحيانًا لأغراض شرعية، كما في حديث حنظلة: "ولكن ساعة وساعة"[7].

لكن يجب أن يكون كل ترفيه وترويح في حدود ما هو مباح شرعًا، فالإسلام لا يحجر على أتباعه أن يروِّحوا عن أنفسهم، أو يدخلوا السرور على أهليهم وأبنائهم، وأن يقوموا بالوسائل المباحة في ذلك شرعًا.

أما أن يُستغَل ذلك فيما يضعف الإيمان، ويهزُّ العقيدة، ويخدش الفضيلة، ويوقع في الرذيلة، ويقضي على الأخلاق والقيم والمثل والمبادئ، فلا وكلا، وإن رغمت أنوفُ أناسٍ، فقل: "يا ربِّ لا ترغِم سواها".

المحور الخامس: مع السفر والمسافرين، فالسفر في هذا الدين لا بأس فيه، بل قد يكون مطلوبًا لمقاصد شرعية، يقول الثعالبي رحمه الله: "من فضائل السفر أن صاحبه يرى من عجائب الأمصار، وبدائع الأقطار، ومحاسن الآثار ما يزيده علمًا بقدرة الله تعالى، ويدعوه شكرًا على نعمه"[8].

تلك الطبيعة قف بنا يا سارِ…حتى أريك بديع صنع الباري

فالأرض حولك والسماء اهتزتا……لروائع الآيات والآثار

وقد قيل: "لا يصلح النفوسَ إذا كانت مدبرة إلا التنقل من حال إلى حال".

فالماء الدائم يأسن، والشمس لو بقيت في الأفق واقفة لمُلَّت.

والأسد لولا فراق الغاب ما افترست…والسهم لولا فراق القوس لم يصب[9]

وهلمَّ جرا.

لكن السفر في الإسلام له حدود مرعية، وضوابط شرعية، منها أن يكون السفر في حدود بلاد الإسلام المحافظة، أما أن يكون إلى بقاع موبوءة ومستنقعات محمومة، وبؤر مشبوهة، فلا، ما لم يكن ثمَّ ضرورة، مع القدرة على إظهار شعائر الإسلام، وهل يُلقى الحمل الوديع في غابات الوحوش الكاسرة، والسباع الضارية، أخرج الترمذي وأبو داود بسند صحيح، أن رسول الله قال: "أنا بريء من رجل يبيت بين ظهراني المشركين"[10].

وقد استثنى أهل العلم من ذلك الداعية إلى الله، والمضطرَ لعلاج أو نحوه.

المحور السادس ـ يا رعاكم الله ـ: مع السياحة، وما أدراكم ما السياحة، لفظة براقة، وعبارة أخَّاذة، لها دلالاتها الشرعية، فكم كان أسلافنا يجوبون الأرض شرقًا ومغربًا جهادًا في سبيل الله، ودعوة إلى دين الله، بأفواههم وأفعالهم وسلوكهم وحسن تعاملهم.

نعم لاستثمار السياحة في هذا المقصد الشرعي النبيل، إننا جميعًا مع السياحة بمفهومها النقي النظيف المنضبط بالضوابط الشرعية، غير أن مما يبعث على الأسى أن في الأمة منهزمين كُثر، عبّوا من ثقافة الغير حتى ثملوا[11]، وزعموا وبئس ما زعموا أن السفر والسياحة لا يمكن أن تتحقق إلا بأيام سوداء، وليال حمراء، ومجانبة للفضائل، ونبذ للحياء، وإعلان بالفضائح، ومجاهرة بالقبائح، إن الولوغ في هذه المياه العكرة، والانسياق وراء أمراض الأمم المعاصرة، وأدواء المجتمعات المنحرفة، وإفرازاتها المنتنة، لا يمكن أن يقبله ذوو النفوس المؤمنة، والمجتمعات المحافظة.

نعم لسياحة التأثير لا التأثّر، والاعتزاز لا الابتزاز، والفضيلة لا الرذيلة، والثبات لا الانفلات، كيف وقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن أعداء الإسلام يستهدفون أفواجًا من السياح المسلمين، للوقيعة بهم، فيبهرونهم عن طريق الغزو الفكري والأخلاقي ببلادهم، ويستغلون كثيرًا من السائحين اقتصاديًا وأخلاقيًا، ويجرّونهم رويدًا رويدًا، إلى حيث الخنا والفجور، والمخدرات والخمور، والتبرج والاختلاط والسفور، بل قد يرجع بعضهم متنكّرًا لدينه ومجتمعه، وبلاده وأمته.

أين العقول المفكرة عن الإحصاءات المذهلة من مرضى الهربس والإيدز، ومن عصابات وشبكات الترويج للمسكرات والمخدرات.

إننا نناشد المسافرين والسائحين أن يتقوا الله في أنفسهم وأسرهم، ومجتمعاتهم وأمتهم، ونذكرهم قبل أن ترفعوا أقدامكم: فكروا أين تضعونها، فمن مشى غِرّة في موضع زلق.

نعم، سافروا للخير والفضيلة، والدعوة والإصلاح، فلا حجر عليكم، وكونوا ممثلين لبلادكم الإسلامية، مظهرين لدينكم، داعين إلى مبادئه السمحة، حيث يتخبط العالم بحثًا عن دين يكفل له الحرية والسلام، ولن يجده إلا في ظل الإسلام.

فكونوا أيها المسافرون سفراء لدينكم وبلادكم، مثلوا الإسلام أحسن تمثيل، كونوا دعاة لدينكم بأفعالكم وسلوككم، لا تبخلوا على أنفسكم باصطحاب رسائل تعريفية بالإسلام ومحاسنه وتعاليمه السمحة، "فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم"[12].

حذار أن يفهم العالم عن المسلمين وشبابهم أنهم أرباب شهوات، وصرعى ملذات، بل أفهموهم بسلوككم أنكم حملة رسالة، وأرباب أعلى هدف وأشرف غاية، وأصحاب شخصية فذة، وشريعة خالدة، ودين يرعى العقيدة والمبادئ والقيم، ويدير الحياة عن طريق الحق والعدل والسلام، ويبحث عما يكفل للعالم الرقي والتقدم والحضارة.

أمة الإسلام:

ومما ينبغي التحذير منه، براءةً للذمة، ونصحًا للأمة ما تعْمِد إليه بعض الشركات والمؤسسات السياحية من الدعوة إلى السفر إلى بلاد موبوءة، وإظهارها بدعايات مزركشة، وإعلانات مزخرفة، ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، إنها تمثل قنابل موقوتة، وألغامًا مخبوءة، لنسف المبادئ، ودوس القيم والأخلاق والفضائل.

ألا وإن من التحدث بنعم الله، وشكر آلائه سبحانه، ما حبا الله بلادنا المسلمة المباركة ـ حرسها الله ـ من مقومات شرعية وتاريخية وحضارية، تجعلها مؤهلة لتكون بلد السياحة النظيفة النقية، فهي ـ بإذن الله ـ قادرة على إعطاء مفهوم صحيح، ووجه مشرق للسياحة، التي خُيل لبعض المفتونين المنهزمين، أنها صناعة الفجور والإباحية والانحلال.

أوليس الله قد منَّ على بلادنا بالحرمين الشريفين، مهوى أفئدة المسلمين، ومحط أنظارهم؟! أوليست بلادنا تنعم ـ بحمد الله ـ بالأجواء المتنوعة التي تشكل منظومة متآلفة ومجموعة متكاملة، يقلّ نظيرها في العالم؟! فمن البقاع المقدسة إلى الشواطئ الجميلة، والبيئة النظيفة السليمة من أمراض الحضارة المادية وإفرازاتها، إلى الجبال الشُمَّ الشاهقة، ذات المنظر الجميل، والهواء العليل، والأودية الخلابة، والسهول الجذابة، والجداول المنسابة، مرورًا بالمصائف الجميلة، والصحارى البديعة، والقمم الرفيعة، والوهاد الواسعة، والبطاح الشاسعة، ذات الرمال الذهبية العجيبة، وأهم من هذه المقومات المادية والحسية المقومات المعنوية، والميزات الشرعية، والخصائص الإسلامية والحضارية، والآداب العربية الأصيلة، التي تحكي عبق التأريخ والحضارة، المعطّرة بالإيمان، النديّة بالمروءة والإحسان، فهل بعد ذلك يستبدل بعض الناس الذي هو أدنى بالذي هو خير، في تأثيرات عقدية وثقافية، وانحرافات أخلاقية وسلوكية، ومخاطر أمنية، وأمراض صحية ووبائية، مما لا يخفى أمره على ذوي العقول والحجى؟!

وبذلك يتحقق لمن ينشدون الطهر والعفاف والنقاء، والفضيلة والخير والحياء، التمتع بأجواء سياحية مباحة، ويُسَدّ الطريق أمام الأبواق الناعقة، والأقلام الحاقدة، التي تسعى لجرِّ هذه البلاد المباركة وأهلها إلى ما يفقدها خصائصها ومميزاتها، ويخدش أصالتها وثوابتها، فماذا يريد هؤلاء؟ وماذا يقصد أولئك؟

فلنشكر الله على نعمه وآلائه، ولنحافظ عليها بطاعته واتباع أوامره.

حَفِظ الله لهذه البلاد عقيدتها وقيادتها، وأمنها وإيمانها، من كيد الكائدين وسائر بلاد المسلمين.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، {إِنَّ رَبّى لَطِيفٌ لّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }[يوسف: 100]، {وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31].

الخطبة الثانية

الحمد لله، أعاد وأبدا، وأنعم وأسدى، أحمده تعالى وأشكره على آلائه التي لا نحصي لها عدا.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهًا واحدًا أحدا فردًا صمدًا، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله، أكرم به رسولاً وعبدا.

صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه الذين أكسبهم شرفًا ومجدًا، والتابعين ومن تبعهم بأمثل طريقة وأقوم سبيل وأهدى.

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.

أيها الإخوة الأحبة في الله:

ومحور سابع: مع الشباب، من الأبناء والبنات.

أهدي الشباب تحية الإكبار…هم كنزنا الغالي وسر فخاري

هل كان أصحاب النبي محمد… إلا شبابًا شامخ الأفكار

الشباب عماد الأمة، قلوبها النابضة، شرايينها المتدفقة، عقودها المتلألئه، هم جيل اليوم، ورجال المستقبل، وبناة الحضارة، وصناع الأمجاد، وثمرات الفؤاد، وفلذات الأكباد، فلا بد من تربيتهم تربية صحيحة شاملة، وشغل أوقاتهم بطريقة متوازنة، فهذه الأشهر التي يمرون بها في فراغ من المشاغل الدراسية النظامية، لا بد أن يستثمرها أولياء أمورهم ببرامج حافلة، تكسبهم المهارات، وتنمِّي فيهم القدرات، تقوِّي إيمانهم، وتصقل فكرهم، وتثري ثقافتهم، فأين الآباء والمربون من إعداد البرامج الشرعية المباحة، وهي كثيرة بحمد الله، كحفظ كتاب الله عز وجل، واستظهار شيء من سنة رسوله ، وتعلم العلم النافع، وكثرة القراءة في كتب أعلام الإسلام قديمًا وحديثًا، والاطلاع على السير والتآريخ والآداب ونحوها، وإدخال السرور عليهم بالذهاب بهم إلى بيت الله الحرام في عمرة، أو إلى مسجد رسول الله في زيارة، أو إلى أحد مصائف هذه البلاد في سياحة بريئة، في محافظة على دينهم وأخلاقهم، وصلة لأقاربهم وأرحامهم، حتى لا يقعوا فريسة في دهاليز الإنترنت، وشبكات المعلومات، وضحايا في سراديب القنوات والفضائيات، وأرصفة البطالة واللهو والمغريات.

ومما يسرّ المسلمَ أن تشغل الإجازة بالزواجات للشباب والفتيات، وتلك قضية مهمة، لكننا نوصي المسلمين بالتزام منهج الإسلام في ذلك، وعدم الخروج على تعاليمه بالإسراف والبذخ والمغالاة والسهر، والتكاليف الباهظة، والحذر من منكرات الأفراح التي يفعلها بعض ضعيفي الديانة هداهم الله.

ومن المحاور المهمة في هذه القضية أن يعلم العبد أنه مراقب من قبل ربه ومولاه، فلا يراه حيث نهاه، ولا يفقده حيث أمره، {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء: 1].

ومنها ـ أحبتي في الله ـ أن شدة الحر في هذه الدنيا يجب أن تذكر بالآخرة، فشدة "الحر من فيح جهنم"[13]. عياذًا بالله، فهل اعتبرنا؟ وهل تذكرنا ـ ونحن مشغولون في هذه الدنيا عن هذه النار ـ فعملنا على الأخذ بأسباب الوقاية منها؟ فرحماك ربنا رحماك.

أمة الإسلام:

وعاشر هذه المحاور وتمامها أن المسلم المرتبط بإسلامه وإيمانه وأخوة الإسلام يكون شعوره مع شعور إخوانه المسلمين، يتذكر أحوالهم ومآسيهم، لا سيما الذين يعيشون حياة القتل والتشريد والاضطهاد، فهل من الإحساس بشعورهم إهمال قضاياهم؟!!

أين الأحاسيس المرهفة، والمشاعر الفياضة؟ فأناس يفكرون بأحوال إخوانهم في العقيدة، ويهتمون بمقدسات الأمة، وما يمر به المسجد الأقصى المبارك، وما تضجّ به فلسطين المسلمة، حيث شلالات الدم المتدفقة هذه الأيام، وليس ما فعلته وتفعله الصهيونية العالمية، واليهودية الدولية بخافٍ على ذوي النخوة والمروءة.

وقل مثل ذلك في الشيشان الصامدة، وكشمير المجاهدة، في الوقت الذي يفكر فيه كثيرون بالتمتع بإجازاتهم في منتجعات ليست للكرام ولا كرامة فالله المستعان.

فاتقوا الله عبد الله، {وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} [البقرة: 281].

ثم صلوا وسلموا ـ رحمكم الله ـ على خير الورى طُرا، وأفضل الخليقة شرفًا وطهرًا، صلاةً تكون لكم يوم القيامة ذخرًا، فقد أمركم بذلك ربكم تبارك وتعالى، في تنزيل يتلى ويقرا، فقال تعالى قولا كريمًا: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىّ ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً} [الأحزاب: 56].

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.




جزاك الله كل خير حبيبتي



شكرلكم مروركن الكريم



مشكورة ياقلبى

جزاكى الله خيرا




خليجية



التصنيفات
منوعات

انتهى العام الدراسى ، وأقبلت الإجازة الصيفية

الســـــــــــلام عليكم

انتهى العام الدراسى ، وأقبلت الإجازة الصيفية ، وتبدأ معاناة الأهل..
فالأبناء طاقة وحيوية تحتاج الى قنوات لتصرفها ، وهكذا يعاني الكثير

من الكثير من الأسر من كيفية ملء الفراغ الكبير جدا، ولكن من الممكن أن
تكون فرصة للإستفادة والتطوير ، وقد يكون عكس ذلك..
ومن طبيعة الإنسان حب الحركة ، طالما هناك روح وجسد فيه ، فهو دائما
بين الجد واللعب ، والحركة والسكون ، النشاط والكسل ،
وبما إن الإنسان مخلوق ضعيف ، يكل العمل ويريد أن يجد الراحة
بعد التعب ، وإلى الترفيه واللهو المباح ..
نجده ينتهز الفرصة لإستغلالها بين اللعب واللهو والمرح
فتعتبر العطلة الصيفية فرصة كبيرة عند الطفل ، وعند الأهل على حد
سواء لقضاء إجازة سعيدة بعد عناء وكد طوال عاما كاملا..
لذى نجد مع بداية العطلة الصيفية بداية للتخطيط والتفكير بكيفة قضاءها
البعض يسافر ويرحل ..

خليجية

والبعض الأخر يقضيها متقوقع بمكانه ، أو بستغلال بعض الفرص البسيطة
كزيارة الأهل أو للذهاب لبعض أماكن الترفيهة..

فيتسلل الكسل والخمول وخصوصا لدى الأطفال…
ويحاول الطفل إشغال وقته بطريقه الخاصة سواء بزيادة ساعات النوم ،
أو بوسائل الترفيهة الخاصة ( الأكترونيات )..
حيث أنتشرت هذة الأجهزة الأكترونية المشبعة بالألعاب المتنوعة في الكثير من
منازلنا ، وتعتمد هذة الألعاب على سرعة الإنتباة والتركيز الى جانب سهولة
حملها وأسعارها المناسبة وللأسف كل هذة الألعاب تكون سلبياتها أكثر
من إجابياتها ، ولها أثار صحية كثيرة وقد أثبت الدراسات العلمية إن
تعود الطفل على إستخدام أجهزة الكمبيوتر بكثرة في الدراسة أو للعب ربما يعرضهم
للمخاطر ، ولبعض الإصابات بالرقبة والأطراف والآم الظهر عند الجلوس

خليجية

بطريقة غير صحيحة ، وخصوصا عند البالغين ..
وعدم القيام بأي تمارين رياضية ولو خفيفة خلال أوقات الجلوس

الطويلة أمام الكمبيوتر .. وكذلك الوميض المتقطع ، والإضاءة في الرسوم
المتحركة الموجودة في هذة الألعاب ، وأثناء ممارستها في الكمبيوتر تكون
حركة العينين سريعة بالإضافة للزغلة ، والحكة ..كلها أعراض تعطي إحساس
بالصداع والشعور بالإجهاد البدني ، وأحيانا بالقلق والإكتئاب..

التلفزيون

خليجية

الجلوس أمام شاشة التلفاز يشكل مضارا للطفل خاصة لفترات طويلة
، وبصورة غير إنتقالية ، لإنها تحرمه من القيام ببعض النشاطات

الطبيعية الأخرى ، وكما تدل بعض الدراسات على إن مشاهدة الأطفال للتلفزيون…
خاصة قبل النوم مباشرة ، تزعج نومهم

خليجية

فينعكس سلبيا على صحتهم ..وعلى تطور قدراتهم العقلية والوجدانية
، فيقلل قدرتهم على التعليم الذاتي

لإن أكثرية برامج الأطفال مسلية للأطفال…كالرسوم المتحركة

خليجية

وليست تعليمية ، وبرتبط الإفراط في مشاهدة التلفزيون ، خاصة الى حد
تناول الطعام أثناء المشاهدة ، فيتعرض الطفل للسمنة المفرطة ، وهى

وللأسف سمة غير مرغوبة صحيا بوجة عام ..
وتتفاقم هذة المشكلة بسبب إقبال الأطفال أثناء مشاهدة التلفاز
على أنواع الطعام والشراب المصنع الغير الصحي ، ويرتبط التعود
على أنواع الطعام والشراب هذة مع الإفراط في مشاهدة التلفزيون

بقلة الحركة بسبب الجلوس أو الإسترخاء أمام الجهاز….
ولاننسى تعرض الأطفال لمشاهدة برامج العنف في التلفزيون

وخصوصا المشاهد العنيفة الخاصة بالحوادث والحروب ، والكوارت
الطبيعية التى تتخلل نشرات الأخبار ، فالمعروف إن التعرض الزائد

للعنف يضر بالتطور العاطفي للأطغال ، ويزيد من قوة إتجاه ميل الأطفال
الصغار لتصديق كل ما يرونه على الشاشة الصغيرة دون التفرقة بين
الحقيقة أو التمثيل أو الخيال ..
الإسلام ووقت الفراغ

خليجية

حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإهتمام بكتاب الله وتربية أبنائنا
على تحفيظهم وتعليمهم معانيه فقال : صلى الله عليه وسلم

علموا أولادكم القرآن فإنه أول ما ينبغي أن يتعلم من علم الله هو..
فلابد لنا من تعليم أولادنا كتاب الله منذ الصغر حتى تظهر فائدته في الكبر..
ونستفيد من وقت فراغ الإجازة الصيفية ، ونعلم أولادنا كلام الله رب العالمين …
لإنه مفتاح كل العلوم….

خليجية

كذلك علينا بالحرص على تعلمهم أداء الصلاة في أوقاتها ..
وحبذا لوكانت تؤدى في المسجد لتثبت العبادة في نفوسهم…

ممارسة الرياضية


خليجية

نفوسهم…من الأمور التى دعانا إليها ديننا الإسلامي هى الرياضة
لإنها أفضل سلاح لمواجهة الأمراض قال : سيدنا عمر رضى الله عنه

علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل

وصحة عقولهم وذكائهم فإن ممارسة الرياضة والإشتراك
بالأنشطة الرياضية ، لها دور كبير في زرع الثقة بالنفس ، وبقوة الشخصية

، وتكوين علاقات إجتماعية جيدة ، وإشغال أوقات الفراغ بما يفيد
الرسم والخزف والأشغال اليدوية

خليجية

نفوسهم…إن الإهتمام بتنمية المهارات عن طريق تنمية الهوايات في هذا المجال
يساعدان الطفل من خلال أدق التفاصيل المطلوبة في التنفيد..

لذلك فهما يساعدان على تنمية ذكاءالطفل

خليجية

القراءة
القراءة هامة جدا لتنمية ذكاء أطفالنا ، ولم لا ؟؟

فإن أول كلمة نزلت في القران الكريم هى ( إقرأ )
بسم الله الرحمن الرحيم ،،
إقرأ بإسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، إقرأ وربك الأكرم
الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم..

خليجية

فالقرآءة .. هى عملية تعويد الأطفال كيف وماذا يقرآون ؟؟
فكل طفل يكتسب عادة القرآءة يعني إنه سيحب الأدب واللعب ، وسيدعم

قدراته الإبداعية ، والإبتكارية بإستمرار، وهى تكسب الأطفال كذلك حب اللغة
، واللغة ليست وسيلة تخاطب فحسب ، بل هى أسلوب للتفكير

فمن الأفضل أن تشجعي طفلك القرآءة وخصوصا في الإجازة الصيفية،
وأحضري له بعض الكتب حسب عمره ، وشجعيه على تكوين مكنبة صغيرة

خاصة به تضم الكتب الملونة والقصص الجذابة..
وبالله التوفيق لكل أولادنا
؛؛
في أمان الله

م ن




شكرا غاليتي كتبت فابدعت حتى و ان كان منقولا فهو من ادارية رائعةإحساسي ليك ..&

تسلمي قلبي ملئ الوقت هالايام اصبح في اشياء لا تفيد فاطفالنا كذلك ادخلناهم معمعتنا فاصبو يتفرجون التلفزيون بافراط و يلعبون بلا توقف >>من الاخر لا يتذكرو دينهم ………..شكرا مرة ثانية




التصنيفات
منوعات

محاضرة : أربعون وسيلة لاستغلال الإجازة الصيفية للش

قد يتساءل البعض عن سر العدد أربعين… فأقول إنه تيمنا بنوع من أنواع المصنفات الحديثة وهي الأربعينات وهي عبارة عن أجزاء صغيرة يحوى كل منها أربعين حديثا في موضوع معين أو عام يخرجها المؤلف بأسانيده أو يؤلفها مجردة عن السند إلا الصحابي الذي روى الحديث وهم قد استندوا -رحمة الله تعالى عليهم- في هذا النوع من التأليف واستأنسوا له بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم … قال النووي في مقدمة الأربعين النووية : " أما بعد فقد روينا عن على بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود و معاذ بن جبل وأبي الدرداء وابن عمر وابن عباس وأنس بن مالك وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضى الله عنهم من طرق كثيرات ومن روايات متنوعات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من حفظ على أمتي أربعين حديثا من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء )وفي رواية ( بعثه الله فقيها عالما ) وفي رواية أبي الدرداء ( وكنت له يوم القيامة شفيعا وشهيدا ) وفي رواية ابن مسعود (قيل له ادخل من أي أبواب الجنة شئت ) وفي رواية ابن عمر (كتب في زمرة العلماء وحشر في زمرة الشهداء ) …
وقد اتفق الحفاظ على أنه حديث ضعيف وإن كثرت طرقه وقد صنف العلماء رضي الله عنهم في هذا الباب مالا يحصى من المصنفات فأول من علمته صنف فيه : عبد الله بن المبارك ثم ابن أسلم الطوسي العالم الرباني ثم الحسن بن سفيان النسائي وأبو بكر الآجذي وأبو بكر محمد بن إبراهيم الأصفهاني والدار قطني والحاكم وأبو نعيم وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو سعيد الماليني وأبو عثمان الصابوني وعبد الله بن محمد الأنصاري وأبو بكر البيهقي وخلائق لا يحصرون من المتقدمين والمتأخرين وقد استخرت الله تعالى في جمع أربعين حديثا -والكلام ما زال للنووي رحمه الله – وقد استخرت الله تعالى في جمع أربعين حديثا اقتداء بهؤلاء الأئمة الأعلام وحُفَّاظ الإسلام وقد اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال … قلت وفي الاتفاق نظر ومع هذا فليس اعتمادي على هذا الحديث بل على قوله ـ صلي الله عليه وسلم ـ في الأحاديث الصحيحة (ليبلغ الشاهد منكم الغائب ) وقوله ـ صلي الله عليه وسلم ـ ( نضر الله امرئ سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها ) ثم من العلماء من جمع الأربعين في أصول الدين وبعضهم في الفروع وبعضهم في الجهاد وبعضهم في الزهد وبعضهم في الآداب وبعضهم في الخطب وكلها مقاصد صالحة رضي الله عن قاصديها وقد رأيت جمع أربعين أهم من هذا كله وهى أربعون حديثاً مشتملة على جميع ذلك وكل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين …" إلي آخر كلامه رحمه الله تعالى
ثم أقول وأنا لي فيهم أسوة في ذلك وإما أن أذكر الأحاديث في هذه الأربعينات في الوسائل والتوجيهات فقد تعمدت ذلك لأسباب…
أولا : لو ذكرت الأحاديث والآيات لطال المقام.
وثانيا :أن الهدف هنا هو التوجيه والتذكير وليس العزو والتأصيل.
ثالثا : أن الأحاديث والآيات في شأن الدعوة مشهورة معلومة مستفيضة ..

واعلم أيها المحب أن هذه الوسائل والتوجيهات إنما هي اجتهاد بشر عرضة للخطأ والنقص والتقصير أسأل الله العفو والعون على ما قصدته والتوفيق لصالح النية والقصد فيما أردت ، وأعول في أمري كله عليه وأبرأ من الحول والقوة إلا إليه..

وقبل أن أبدأ أحب أن أذكر لأهل الفضل فضلهم فإن ركائز هذا الدرس إنما هي نتائج استبانة قام بها بعض الإخوة من مدينة «الأحساء» فشكر الله لأهل الأحساء صنيعهم وكتب أجرهم ووفقهم لكل خير وصلاح وفلاح … ولا أنسى أن الركيزة الثانية هي تلك الأوراق التي كتبها أخ لا أعرفه ولكن الله جل وعز يعرفه .. خفي من الأخفياء جمع بعض المقترحات لاستغلال الأوقات ولم يظهر اسمه ، قبِل الله منا ومنه وحفظه ورعاه…

كيف أقضي الإجازة كيف أستفيد من الفراغ الطويل؟ أين أقضي الإجازة؟ ما هي البرامج المناسبة في هذه الإجازة ؟ أسئلة كثيرة تدور في أذهان الكثير من الناس لعل هذا الموضوع يكون مفتاحا لكثير من المشاريع والأفكار التي تقضى فيها هذه الإجازة وهي موجهة للراغبين في طلب العلم ، ولمكاتب الدعوة ، وللمراكز الصيفية ، وللأطباء وللتجار وللبلديات ولأئمة المساجد ، وللمرأة وللصغار ، ولعامة الناس …

وأبدأ أولا بالراغبين في طلب العلم وأقول : إن الكثرة ـ وهذه هي أول الوسائل ـ إن كثرة التخليط والقراءة الثقافية العامة و الاطلاع والتصفح السريع للمطولات والشروح بل ربما للرسائل والكتيبات لا تنتج طالب علم ، وإنما صاحب ثقافة عامة وهذا المنهج نقع فيه كثيرا ، ولو تنبه طلاب العلم في مثل هذه الأوقات إلى التركيز أو القراءة على شيخ أو طالب علم متخصص في فن من الفنون والتركيز عليه في مثل هذه الإجازة الصيفية كحفظ متن فيه ثم الاستماع إلى شرحه والتعليق عليه ثم قراءة بعض الشروح فيه … وهكذا في كل إجازة تمر عليك لأثمرت ثمرة عظيمة بدلا من هذا التخليط والتذوق للعلوم المختلفة وعدم الاستقرار على فن معين مما يدفع الطالب إلى الملل والسآمة ثم الانقطاع والترك .

ثانيا : من الوسائل احذر أيها الجاد من البطالين ولصوص الأوقات فإنهم من أعظم الأسباب لضياع العمر وقتل الأوقات وهم ينشطون ويكثرون في الإجازات الصيفية وهم معك في كل شيء إلا الحرص على الوقت والاستفادة منه ، وهؤلاء قد شكى منهم «ابن الجوزي» رحمه الله تعالى كثيرا فقال في صيد الخاطر: " – فصل أهل الفراغ بلاء – " ثم قال : "أعوذ بالله من صحبة البطالين… لقد رأيت خلقا كثيرا يجرون معي فيما قد اعتاده الناس من كثرة الزيارة ويسمون ذلك التردد خدمة ويطلبون الجلوس ويجرون فيه أحاديث الناس وما لا يعني وما يتخلله غيبة وهذا يفعله في زماننا كثير من الناس " هذا الكلام لابن الجوزي يقول : "وهذا يفعله في زماننا كثير من الناس " فماذا إذن نقول نحن في زماننا ؟! وابن الجوزي رحمة الله تعالى عليه في القرن السادس الهجري ، فماذا لو رأى ابن الجوزي أهل هذا الزمن وكيف يتعاملون وكيف يضيع عليهم كثير من الأوقات… لكن كيف تعامل ابن الجوزي مع أمثال هؤلاء البطالين؟! انظر واستفد من خبرة هذا العالم الجليل….
يقول ابن الجوزي رحمه الله تعالى : " إن أنكرت عليهم وقعت وحشة لموضوع قطع المألوف وإن تقبلت منهم ضاع الزمان .. فصرت أدفع اللقاء جهدى ، فإذا غلب قصرت في الكلام لأتعجل الفراق ثم أعددت أعمالا تمنع من المحادثة لأوقات لقائهم لئلا يمضي الزمان فارغا فجعلت من المستعد للقائهم قطع الكاغد وبرى الأقلام وحزم الدفاتر فإن هذه الأشياء لابد منها ولا تحتاج إلى فكر وحضور قلب فأرصدتها لأوقات زيارتهم لئلا يضيع شيء من وقتي" …. أرأيت كيف يستغلون أوقاتهم رحمة الله تعالى عليهم فنسأل الله عز وجل أن يعرفنا شرف أوقات العمر وأن يوفقنا لاغتنامه.

ثالثا : بعض الشباب في بعض المناطق قد لا يجد الفرصة للقراءة على بعض المشائخ وطلاب العلم لعدم وجودهم في منطقته أو لعدم إقامة دورات علمية قريبة منه ، ولمثل هؤلاء نقول : أولا الرحلة في طلب العلم منهج لسلفنا الصالح رضوان الله تعالى عليهم … فلماذا لا نحييه مرة أخرى ونحن نرى أنفسنا نرتحل وننتقل مرات ومرات من أجل مصالحنا الدنيوية … فلماذا لا يرحل بعض طلاب العلم من منطقتهم إلى مناطق آهلة بالعلماء وطلاب العلم وعقد الدورات العلمية في مثل هذه الإجازة الصيفية للطلب.. وفي ذلك مكاسب عدة ليس هذا مكان وصفها ، وعلى سبيل المثال:

أولا: حلاوة الإخلاص وحقيقته في الطلب.
ثانيا: ثمرة العلم وأثره على النفس. ثالثا: التعرف واللقيا ببعض المشائخ والجلوس معهم ..
وغيرها من المكاسب ..
فإن ثقل ذلك على البعض فأمامك إذاً الأشرطة العلمية النافعة استماعاً وتفريغا وإعادة وتقييدا للفوائد والشوارد ، وهذا أمر مغفول عنه كلية وللأسف .. فالأشرطة العلمية كنز هذا الزمان قد أضعناه وغفلنا عنه ، فالشيخ في بيتك معك في كل لحظة ومتى أردت يحدثك ويعيد عليك ويعقد لك مجالس الإملاء متى شئت ، فأين الراغبون في طلب العلم حقيقة؟ .
رابعا : إذا قدم عشرة من كل منطقة فمن المناسب أن يتوزعوا إلى خمس مجموعات مثلا وكل اثنين يأخذان فناً من الفنون ، فمجموعة تأخذ المصطلح وأخرى تأخذ الأصول وأخرى تأخذ النحو والرابعة التوحيد والخامسة القواعد الفقهية … فإذا رجعوا إلى بلدهم استفادت كل مجموعة من الأخرى وحصل لهم النفع جميعا … أما إذا حضروا كلهم عند واحد من العلماء ورجعوا جميعا فإنهم يضطرون إلى الرجوع في العام القادم ولو أشكل عليهم شيء في غير ما تعلموه ما استطاعوا معرفته ، فهذه الطريقة تسهل لهم أخذ العلم ونشره في منطقتهم .

خامساً : للراغبين في طلب العلم ، القرى والهجر بأمس الحاجة للشباب وطلاب العلم بل أقول لصغار طلاب العلم ، فالجهل فيهم منتشر وواضح ونحن المسئولون فلقد وجد في بعض القرى القريبة من المدن قوم لا يحسنون الفاتحة ولا يعرفون صلاة ولا زكاة وغيرها ، بل إن بعض القرى تفشى فيها الشرك والسحر والتعلق بالمشعوذين والكهنة والعرافين ، والمكلف بهؤلاء والمسئول عنهم طلابُ العلم … ولا يصح أن ننتظر العلماء أو مراكز الدعوة كي تنظم لهم الرحلات الدعوية بل على كل من تعلم العلم واستفاد أن يدعو فيها ، وبعض المدن تكتظ بالشباب المتعلمين فلو تفرقوا في الإجازات في القرى والهِجَر لكان حسنا ، والذي يضبط الأمر توزيع المناطق على الشباب المتعلمين فكل مجموعة منهم تهتم بمنطقة بحيث يقيموا لهم الدروس والمحاضرات والندوات والدورات وتوزيع الأطعمة والأشرطة وما يحتاجونه ، ولو أقام بعض الشباب في مثل هذه القرى والهجر لمدة أسبوع أو أكثر لنفع الله بهم نفعا عظيما ، ولابد أن يستفاد من طلاب المراكز الصيفية في الدعوة في القرى والهجر لأنه يوجد من بينهم من عنده حصيلة من العلم … ولا علم إلا بعمل ودعوة وصبر ، وأخشى إن أحجم هؤلاء عن الدعوة في القرى وفي مثل هذه الأماكن على ما فيها من جهل أن يكونوا عرضة لقدوم البدع والخرافات من الرافضة والصوفية ، بل ولا تعجب ربما أيضا نخشى من التنصير عليهم من خلال عمال بعض الشركات والمستوصفات …

وهنا اقتراح لمكاتب الدعوة أتمنى أن يجد قبولاً لديهم في المدن وهو اختيار بعض الشباب المميزين من القرى والهجر التابعة لهم ودعوتهم لحضور الدورات الصيفية وتهيئة السكن والمعيشة لهم والحرص عليهم ومتابعتهم ليرجعوا بعد ذلك مشاعل هداية ودُلاَّل خير بين أهليهم وعشيرتهم ، وعلى مكاتب الدعوة مواصلتهم وتفقد أحوالهم فإن إعداد شباب من القرى نفسها هو الوسيلة الناجعة للدعوة إلى الله في تلك الأماكن ، فيا ليت هذا الاقتراح يجد طريقه لقلوب العاملين في مكاتب الدعوة في المدن وفقهم الله وأعانهم وحفظهم من كل سوء .

وسائل وتوجيهات للمراكز الصيفية :
أولا : الحرص الأكيد على استغلال طاقات الشباب ومواهبهم ، من ذلك الحرص على طلاب العلم الراغبين الجادين وتوجيههم إلى حلقات العلماء ، بل ووضع برامج لهم في القيام بمتابعة الدروس الصباحية للمشائخ وجمع الراغبين من طلاب المركز في طلب العلم وإيصالهم إلى الدرس بسيارة خاصة… ففي هذا تشجيع وتنمية لموهبة الطلب عند الشباب ، ولو تم التنسيق بين المركز ومكتب الدعوة بالمدينة لتنفيذ هذا الرأي وتطويره لكان أولى وأفضل …

توجيه آخر: تحية إجلال وإكبار للمسئولين عن الطلاب والشباب في المراكز الصيفية ونقول لهم : الله الله في هذه الأمانة ومزيدا من الجدية في تربية الشباب والاستفادة من تجارب الآخرين ، وذلك بعقد الزيارات واللقاءات للأساتذة والمشرفين من كل مدينة ، والعاقل من أضاف إلى عقله عقول الآخرين…

وسيلة تاسعة : ترتيب يوم معين يُدعى فيه عدد من تجار المدينة يقوم بذلك المركز الصيفي يدعى فيه عدد من تجار المدينة وإقامة حفل لهم وتعريفهم بالمركز ودوره مع أبنائهم وتقديم الهدايا لهم ولو تم وضع كتيب خاص للتجار يكون فيه مثلاً لقاء مع مدير الغرفة التجارية وبعض التجار وفتاوى مهمة لهم وذكر بعض الأخطاء كجلب العمالة الكافرة وغيرها وصفة التاجر المسلم وغير ذلك من المواضيع …

اقتراح آخر وهو العاشر : عمل برنامج اليوم الدَّعَوِي وهو أن يقوم مجموعة من طلاب المركز البارزين بزيارة ميدانية لشباب الأرصفة والجلوس معهم والتحدث إليهم وتقديم الهدايا لهم وتعريفهم بالمراكز وأنشطتها ، ولا بأس من دعوتهم لزيارة المركز ومشاركتهم في مباراة لكرة الطائرة مثلا وتقديم وجبة عشاء خفيفة لهم يتخللها بعض الكلمات والتوجيهات يكون ذلك كله تحت إشراف أساتذة المراكز …. وفي هذا لاشك خدمة عظيمة للمجتمع وقيام المركز برسالته التربوية تجاه أبناء هذا البلد ومد الجسور الأخوية مع هؤلاء الشباب بدلا من الانعزال عنهم وضياع أوقاتهم وأعمارهم وسيكون لذلك أثر طيب وجميل في نفوس هؤلاء الشباب ، ومثل هذا لو عمل مهرجانات ثقافية بأماكن تجمعات هؤلاء الشباب وإقامة المسابقات الخفيفة والطريفة وبعض الألعاب ولو لمدة يوم واحد فإن في ذلك أيضا منافع كثيرة …

توجيه آخر وهو الحادى عشر : وللمراكز الصيفية أيضا تكوين مجلس للآباء في داخل المركز الصيفي يلتقي بهم في كل منتصف شهر وفي ذلك منافع منها تعريف الآباء بأنشطة المركز وخدمته لأبنائهم ، الربط بين المجتمع الممثل بالآباء وبين المراكز الصيفية ودورها الحقيقي ، مشاركة الآباء في الاقتراحات والتوجيهات بل ودعم المركز معنويا وماديا ، وكسب ثقة الآباء وتوجيه بعض الإرشادات التربوية الخاصة بأبنائهم وغيرها من المكاسب في عقد مثل هذه اللقاءات بل لا مانع من مشاركة الآباء في برنامج ترفيهي يقيمه المركز لتقوية الصلة بين الآباء والأبناء .

الوسيلة الثانية عشر للأطباء : أيها الطبيب الفاضل إنك على ثغر من ثغور الإسلام وكم من مريض كنت السبب في شفائه بعد إذن الله تعالى وكم من بسمة كنت السبب في إشراقها ، إنك صاحب قلب كبير ولمسة حانية مباركة قدمت وتقدم الكثير الكثير وأنت على خير إن شاء الله … بينى وبينك حديث طويل ليس هذا وقته ولعلك تسمعه قريبا إن شاء الله تعالى ، ولكني أسوق إليك هذا الاقتراح الآن : هل فكرت في الخروج من عيادتك لبضعة أيام؟ أعني هل فكرت أنه هناك مرضى لا يستطيعون الوصول إليك مع شدة حاجتهم لك يتمنون لقياك ، ولمسة حانية منك … يتكرر أمام عيني ذلك الطبيب من أحد المنظمات التنصيرية وهو يحمل بين يديه ذلك الطفل الصومالي وهو ينظف الأوساخ عن جلده ويمسحها بيده ، كم كنت أتمنى أن تكون أنت ذلك الطبيب خاصة وأنا أرى أمه ساقطة على الأرض من شدة الجوع وتنظر إلى ذلك الطبيب بعينيها نظرة شكر وامتنان … كم كنت أتمنى أن تنال أنت تلك الدعوات من قلب تلك الأم المجروح كم كنت أتمنى أن يفرح بك المسلمون وأنت بينهم تتكلم العربية ويسمع اسم الله تعالى على لسانك تحمل هذا وتمسح على رأس ذاك … كم كنت أتمنى أن يبصر ذلك الأعمى على يديك وأول ما يقع بصره على وجهك ذي الملامح الإسلامية … إنك تعلم أن هناك مئات بل آلاف المسلمين فقدوا البصر لأسباب يسيرة جدا كان شفاؤهم على يد المخلصين أمثالك بعد الله عز وجل فلماذا تحرم نفسك هذا الأجر العظيم بأن تهب لله من نفسك أياما للسفر لأمثال هؤلاء وأنا على يقين أن المكاسب كثيرة جدا كما أني على يقين أن مثل هذا الطرح سيجد طريقه لقلبك إن شاء الله ..

وسيلة أخرى للتجار : إن من العدل أن نقول للمحسن أحسنت كما نقول للمسيء أسأت ومن هذا الأصل لو أن الهيئات والبلديات ومكاتب الدعوة تم التنسيق بينهما لجمع أسماء المحلات التجارية الخالية من المحاذير الشرعية كبيع المجلات الماجنة والدخان وغيره وتم تكريم أصحاب هذه المحلات وتقديم شهادات التقدير لهم عبر حفل أو مناسبة تقام لهم ، فإن هذا من أقل حقوقهم علينا ، ثم إني أقدم لأصحاب المحلات والمعارض حفظهم الله من كل سوء هذه التوجيهات وهي لكل وقت – خاصة في الإجازة الصيفية – لكثرة المتسوقين :

تخصيص هدايا وأشرطة لكل مشتري .
وضع بعض التوجيهات والعبارات الإرشادية على الأكياس التي توضع بها الحاجات .
تخصيص لقاءات دورية مفتوحة بين أصحاب المحلات التجارية ورجال الحسبة فإن في ذلك أيضا منافع كثيرة .
اقتراح آخر أيضا للتجار : أخي صاحب المؤسسة أو صاحب المحل التجاري … هل تعلم أن العاملين لديك هم أمانة في عنقك؟
هل تعلم أنهم ربما جهلوا مهمات دينهم وفرائضهم ؟
إنك ترغب في نماء تجارتك وبركة مالك ، وتعلم أن الرازق هو الله {وفي السماء رزقكم وما توعدون } {إن الله هو الرزاق ذي القوة المتين} فكيف لو حرصت على صلاح عمالتك واستقامتهم ودعوتهم للخير… هل فكرت أن تحضر لهم شريطا أو كتيبا مناسبا لهم ؟ هل حرصت على التحاقهم أو حضورهم للدروس المنعقدة في مكاتب الجاليات لأمثالهم ؟ إني على يقين أنك محب للخير راغب فيه وتعلم أن تجارة الدنيا وما فيها لا تساوي شيئا أمام هداية رجل على يديك فكيف وأنت قادر على أن تجمع بينهما …. إن صلاح العامل لديك يجعله أمينا حسن الأخلاق مما يزيده حرصا على مالك وحرصا على جلب المشترى بحسن خلقه …. فأقترح عليك أخي التاجر تفريغه لبعض الوقت وحسن العناية به وتعليمه فرائض دينه… بل ربما وجد في المؤسسة الواحدة أكثر من عشرين عاملا ، فلماذا لا يحرص على أن يقول لهم درس واحد في الأسبوع؟ اتصل بمكاتب الجاليات وستجد خيرا كثيرا وأنت المستفيد دنيا وآخرة فلا تحرم نفسك الخير فهذه الإجازة فرصة للانطلاق بمثل هذا المشروع … فتوكل على الله ولا تتردد لحظة واحدة .
اقتراح آخر للبلديات : تحرص البلديات مشكورة على إعداد المنتزهات والحدائق العامة لراحة المواطنين في الإجازة الصيفية وهذا أمر مشاهد وملموس ، جزى الله القائمين عليه خير الجزاء ووفقهم لما يحبه و يرضاه ، ولو كمل هذا العمل بهذه الاقتراحات لكان أتم وأكمل … منها :

عمل مساجد مع دورات المياه في كل حديقة .
تنظيم برامج ومسابقات وألعاب خاصة للصغار .
تنظيم برامج ومسابقات وألعاب خاصة بالعزاب وبالشباب في الحدائق الخاصة بهم وذلك بالتعاون مع مكاتب الدعوة …فإن في ذلك استغلالا وشاغلا كبيرا لأوقات وأعمال شبابنا خاصة في مثل هذه الإجازات ..

توجيه لأئمة المساجد : نقول لأئمة المساجد ماذا أعددتم لجماعة مساجدكم في هذه الإجازة الصيفية ؟
ماذا أعددت أيها الإمام للرجال الذين يلتقون خمس مرات في اليوم والليلة ؟
ماذا أعددت أيها الإمام لنساء الحي اللاتي يقضين وقت فراغ طويل في مثل هذه الأيام ؟
ماذا أعددت أيها الإمام لصغار الحي وأنت تراهم في كل وقت يجلسون في الشوارع وعلى الأبواب ؟
ماذا أعددت للعمالة المسلمة التي تصلي معك في كل وقت
ماذا عملت لهؤلاء ولغيرهم من أهل الحي الذين هم أمانة في عنقك وستسأل عن هذه الأمانة أمام الله؟
إنك تعلم أن المسجد ملتقى للجميع الصغير والكبير الغني والفقير الرجل والمرأة وتعلم أيها الإمام أنك أول من يتحمل المسئولية ومن بعدك المؤذن ، فأنت ضامن وهو مؤتمَن فماذا قدمتما تجاه هذه المسئولية العظيمة ؟ إنك مطالب بالاتصال بمراكز الدعوة وبهيئات الأمر بالمعروف وبطلاب العلم وبالمشايخ للتنسيق والترتيب لكل خير فيه صلاح لأهل الحي … إنك مطالب بالتوجيه والإرشاد ومواساة الأرامل والفقراء في حيك..
إنك مطالب بأن تجعل مسجدك خلية نحل للبرامج والأنشطة يشارك فيها الجميع ..
تصور لو أن كل إمام مسجد قام بمسجده كيف سيكون الحال ؟ إننا نطالب أئمة ومؤذني مساجد الحي الواحد بعقد اللقاءات الدورية للتشاور والتنسيق ، إن عليك مسئوليات عظيمة ومهام كبيرة فإما أن تقوم بذلك أو أن تعطي الفرصة لغيرك واحذر من الحيل النفسية ومداخل الشيطان فأنت أعرف بنفسك وستقف أمام الله ـ عز وجل ـ اللهم فاشهد اللهم إني بلغت .
توجيه واقتراح للهيئات : هل فكرت هيئات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بإقامة دورات صيفية لاستغلال فراغ الناس في هذه الإجازة ؟ وذلك كإقامة دورة في الحسبة وصفات المحتسب وكيف يتعامل مع المنكرات والرفق واللين في الإنكار ودور المسلم مع الهيئات الرسمية ، إلى غير ذلك … وكإقامة دورة لمديري المدارس لدراسة مشاكل الطلاب الأخلاقية وتفشي بعض المنكرات الخطيرة بينهم والبحث عن الأسباب وطرق العلاج ، والخروج بتوصيات ونتائج للدورة يُسْعَى بتنفيذها والإفادة منها ، وكإقامة لقاء للآباء والتحدث معهم عن الأخطاء التي تواجه أولادهم وطرح الأفكار والآراء والخروج أيضاً بنتائج ومكاسب من هذه اللقاءات وغيرها من الدورات واللقاءات المثمرة … وفي هذا إبراز لدور الهيئات الكبير وواجبها تجاه المجتمع.

توجيهات ووسائل للمرأة :
نؤكد على الأخوات في هذه الإجازة الصيفية على النقاط التالية:-
أولا: لا تخلو مدينة بفضل الله من مراكز أو دور صيفية لتحفيظ القرآن ، فلتحرصي أيتها الأخت على المشاركة ولتحرصي أيتها الأم ويا أيها الأب على مشاركة بناتكم في هذه المراكز..
وأيضا فإننا نطالبك أيتها الأخت على تشجيع وحث أخواتك على الالتحاق بمثل هذه المراكز لاستغلال الإجازة ولو لم يكن إلا أن تتعرف تلك الأخت على أخوات صالحات يتعاونّ على الخير وفعله .

توجيه آخر : تكثر مناسبات الزواج والأفراح والاجتماعات في الإجازة الصيفية ، وتجتمع أعداد كبيرة من النساء ، ولو حُسِبَت هذه الساعات التي تقضيها المرأة في مثل هذه المناسبات وهذه الاجتماعات لربما وصلت إلى نصف الإجازة بدون مبالغة ، فلماذا لا تستغل هذه المناسبات وهذه الاجتماعات من قِبَل بعض الصالحات لإلقاء بعض الكلمات والتوجيهات ، وإن لم تكوني أنت المتحدثة فلماذا لا تكوني أنت مفتاح خير للناس فتكوني أنت الداعية لإحدى الأخوات القادرات ، وإن لم تجدي فاتصلي بمكتب الدعوة بمدينتك لعله أن يوفر لك مثل هذه المتحدثة ، لماذا تتصور بعض النساء أن مثل هذه الأمور وهذه الأنشطة الدعوية خاصة بالرجال ؟ أو أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاص بالرجال أيضا؟ ربما رأت المرأة في مثل هذه المناسبات عشرات المنكرات من غناء ماجن أو لباس فاضح أو تصوير أو غير ذلك من المنكرات … فلا تحرك ساكنا ولا تتفوه بكلمة ، إنّ كلمة سر بينك وبين إحدى المخالفات لترفعك عند الله مقاما عظيما… فلماذا تحرم المرأة نفسها هذا الخير العظيم ؟ ثم إن السكوت والمجاملة .. هذا المرض بل هذا الداء العضال الذي بُلِيَ به كثير من النساء خاصة الصالحات .. السكوت والمجاملة مفتاح لنشر الشر وانتشاره.. اسمعي حتى تعلمي أن الأمر واجب عليك كما هو واجب على الرجال على حد سواء .. قال الحق عز وجل { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم وعد الله المؤمنين والمؤمنات جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم }
إذاً فأنت مكلفة بمثل هذه الأمور كما أن الرجل أيضا مكلف بها ، فما عذرك إذن أمام الله عز وجل يوم أن تسألي وأنت ترين بعينيك المنكرات في مثل هذه المناسبات وهذه الاجتماعات فلا تحركين ساكنا ؟ إنه ما من مسلمة إلا وتحب الخير وتحب انتشاره ، ولكني أسال كيف نريد للخير أن ينتشر بين النساء ؟ إني أسألك أنت بالذات أيتها المسلمة الملتزمة كيف نريد للخير أن ينتشر بين النساء ونحن لم نعمل الأسباب ؟ بل كيف نريد للخير أن ينتشر بين النساء ونحن نرى ونسمع أن هناك من الفتيات من تحرص على إيصال الأفلام والروايات والمجلات الهابطة إلي زميلاتها في كل مناسبة ، وفي المقابل تجد الصالحة تستحي أو لم يخطر على بالها أن تحضر معها في مثل هذه المناسبات مجموعة أشرطة أو كتيبات لتوزيعها… فهذه المناسبات فرصة عظيمة لاستغلال الأوقات… إننا نطالبك بحمل نشر الخير في مثل هذه المناسبات ، لا أقول بمقدار الهم للتزين والتجمل ولكن بمقدار أو بعشر معشار ذلك .

توجيه آخر للمرأة : نتمنى أن تحرص مكاتب الدعوة والدور الصيفية لتحفيظ القرآن ومساجد الأحياء أيضا على تخصيص دورات خاصة للنساء في الموضوعات التي تهم المرأة وذلك مثل أحكام الحيض والنفاس والطلاق ومعاملة الزوج وتربية الأبناء وواجب المرأة نحو قضايا المسلمين ، يتخلل هذه الدورات إقامة مسابقات خاصة بهن ، وتلخيص بعض الكتب والبحوث الهامة ، والطبق الخيري ، وغير هذا مما يخص المرأة … فإن في ذلك استغلالا لوقت المرأة في مثل هذه الإجازة .

وسيلة أخري للمرأة : الحرص على المشاركة في الدورات العلمية المقامة بمدينتك ومتابعة هذه الدروس وتقييدها والاستفادة منها ، وإن لم تستطيعي المشاركة كُـلِّــيَّــةً فإنك على الأقل تختارين من الدروس ما يناسبك وتحرصين على متابعته والاستفادة منه .

توجيه آخر : ألا تأتي لوحدها لهذه الدورات بل تحرص على مشاركة بعض أخواتها وتشجيعهن وحثهن بالاتصال المتكرر عليهن … كم نري وقت المرأة التي تقضيه بالاتصال بالمكالمات الهاتفية ، لماذا لا تستغل هذه المكالمات بالتوجيه والإرشاد والدلالة على الخير في كل مكان ، التذكير بدرس أو محاضرة ، الحرص والحث على المشاركة في الدورات العلمية المقامة في مثل هذه الإجازة ، فكوني مشجعة حاثة أخواتك على المشاركة إن لم تتمكني أنت من المشاركة لظروف خاصة فحثي أخواتك على المشاركة وكوني مشجعة لهن للاستفادة فإنك تنالين الأجر وإن لم تحضري والدال على الخير كفاعله .

وسائل وتوجيهات للصغار
على الآباء والأمهات حث الصغار على حفظ بعض أجزاء القرآن في الإجازة … فليعلن الأب والأم بيانا مشتركا لأولادهم أن كل جزء يحفظ من القرآن في هذه الإجازة فله جائزة مقدارها ألف ريال أو يزيد ، ولكل من حفظ حديثا من السنة النبوية عشرة ريالات ، وليس ذلك كثيرا مقابل حفظ ولدك أو بنتك جزءاً كاملاً من القرآن أو حديثا ، فإن ذلك كنز عظيم في الدنيا والآخرة ، وإن مقدار الجائزة وحجمها له أثر كبير على نفوس الصغار … فلنجرب هذا من بداية أيام الإجازة الصيفية وسنجد في ختامها نتاج عظيم إن حرصنا على ذلك وتابعناه .

وسيلة أخرى للصغار : كم نفرط في صغارنا وأولادنا وفي أوقاتهم … وكم ينشغل عنهم الآباء والأمهات في مثل هذه الإجازات خاصة ، ويظن بعض الآباء أنه بمجرد القيام برحلة فإنه أدى ما عليه بدون وضع برنامج لهذه الرحلة .. فإذا كان الصغار مع أبيهم أو أسرهم لماذا لا ترسم لهم البرامج المنوعة من مسابقات وألعاب وتدريب وقل مثل ذلك في المدن … فإن الأسرة الكبيرة إذا جمعت صغارها في مكان ما وتقاسم الكبار الإشراف والتوجيه والتخطيط لبرامجهم لكان أفضل ولن يكلف ذلك الكبار من آباء أو إخوة شيئا إذا تعاونوا وقسموا ذلك بينهم فإنه من الخطأ أن يترك الصغار هكذا بدون حرص أو تنظيم ولو توسع الأمر إلي قيام الآباء بالحي الواحد بمثل هذه الفكرة لكان حسنا ، لو أن الآباء في الحي الواحد اتفقوا على أن يجعلوا برنامجا منظما في مكان أو في استراحة في وسط الحي لأبنائهم وجاءهم من يرعى مثل هذا الأمر لما كان ذلك كثيرا على أولادهم لحفظهم من الشوارع ، ولحفظهم من لصوص الأعراض ولحفظ أوقاتهم في مثل هذه الأيام ، ولعلي أكتفي هنا بما يخص الصغار لأنه سيخصص لهم كما أسلفت حلقة خاصة ضمن هذه السلسة بمشيئة الله …

الوسائل والتوجيهات العامة :
الوسيلة الخامسة والعشرون: من المؤسف أن بعض الشباب يمتد نفعه إلى كل أحد إلا أهل بيته وعشيرته ، فلماذا لا يفكر الشاب أو الفتاة في جمع شباب أو فتيات أسرته أو أسرتها وأقربائه في مخيم صيفي في أي مكان ، أو في استراحة ، أو في رحلة قصيرة حتى ولو لبعض الليالي أو حتى في ليلة واحدة حتى وإن كان ذلك في المنزل ، وينظم برنامجا ومسابقات وألعابا يتخللها بعض التوجيهات والكلمات وتوزيع الأشرطة والرسائل ، وفي ذلك منافع شتى وقد جُرِّبَ هذا فأعطي ثمارا يانعة وهو صلة وبر ودعوة وإصلاح .

وسيلة أخرى : على كل شاب أن يحرص على الخير الذي يحسنه ويتقنه ويتخصص في المجال الذي يبدع فيه مستغلا أيام إجازته ، فإن كان يحسن توزيع الكتاب والشريط اهتم لهما وعمل ما استطاع لأجل إيصالهما للناس من جمع مبالغ لهما وحسن اختيار وحسن توزيع وحسن إبداع وتنظيم ، فيقسم عمله إلى فترات وكل فترة في وجهة ما ، ولا يغفل عن الجميع فللشباب وللمرأة وللعامة وللتجار وللطبيب ولغيرهم ، فيعطي كل ذي حق حقه ، وإن كان يحسن فن الكلمة الطيبة اهتم لها وعمل ما استطاع لإيصالها للناس من حسن إعداد وإبداع في الأسلوب وكسب لقلوب الناس ، خمس كلمات أو عشر يلقيها مرة في الشرق ومرة في الغرب يحرص فيها على ما يحتاجه الناس وينفعهم لا يمل ولا يكل ، فإنها صدقة منه على نفسه كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( والكلمة الطيبة صدقة ) ، وإن كان يحسن فن الدراسات والتخطيط والتنظيم وجمع المعلومات اهتم لذلك وأعد العدة لها ، وما أكثر المواضيع التي تحتاج إلي دراسات ميدانية ومتابعات وجمع الاقتراحات والملاحظات من المعنيين والمتخصصين فيها ، ومنها على سبيل المثال : أولا المرأة ودورها في الدعوة إلى الله عز وجل الواقع والمطلوب.. يا ليت بعض شبابنا يتخصص في بحث مثل هذا الأمر ، مثال آخر : المراكز الصيفية واستغلال الطاقات ورفع المهارات ودورها في ذلك ، مثال ثالث : محاضر لتربية الشباب بين الأمل المنشود والواقع المفقود .
هذه أمثلة لبعض المواضيع التي تحتاج إلى دراسات وجمع معلومات واستفسارات ومقابلات مع المعنيين والمتخصصين وطرح ذلك لعل الله عز وجل أن ينفع بها كما نفع بغيرها ، وإن كان يحسن القيام على اليتامى والأرامل والمساكين ورعاية شئونهم وجمع المساعدات لهم يحرص على ذلك ويتوجه إليه خلال هذه الأيام ، وإن كان يحسن فن البيع والشراء وحسن التعامل مع الناس فميدان التجارة مفتوح وبابه واسع ، وكم نحن بحاجة للشباب الذي يتاجرون ، وكم نحن بحاجة للشباب المسلم وللتاجر المسلم الأمين الداعية إلى الله من خلال تجارته وبيعه وشرائه ، وإن كان يحسن فن التعامل مع شباب الأرصفة والجلوس معهم والتحدث إليهم وإهدائهم بعض الهدايا والتودد لهم وكسر الحاجز بينهم وبين الاستقامة وحب الصالحين فليحرص على هذا ، فإني أؤكد على هذه الوسيلة في الإجازة الصيفية فإننا نرى من شبابنا من يتحلقون بالعشرات على الأرصفة خاصة في مثل هذه الأيام … فنتمنى أن يتخصص بعض الشباب ويتفرغون للعمل مع إخوانهم … كما نتمنى أن تتابع وزارة الشئون الإسلامية مُمَثَّلَة بمكاتب الدعوة ورعاية الشباب ممثلة ببيوت الشباب .. أن تتابع مثل هذه الظاهرة وملأ فراغ الشباب .. وإلا فإن النتائج عكسية ، والنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية ، وإن كان الشاب يحسن جمع الأشرطة القديمة والكتيبات والمجلات القديمة وتنظيمها وتوزيعها على المستوصفات وصوالين الحلاقة وأماكن الانتظار في بعض الأماكن العامة .. هذا في الداخل ، وأما في الخارج فيحرص على عناوين بعض المراكز والمؤسسات الإسلامية وإرسال بعض المجلات والكتيبات وغيرها إليهم فهم بأمس الحاجة لها ، ولعل هذا يذكرنا أيضا بموضوع آخر … وهو الدعوة بالمراسلة ..
وقد طرح هذا الموضوع مرارا ويبحث عن من يأخذ به ، وقد طرح أيضا على صفحات بعض المجلات وقام به بعض الأخوة والأخوات ، فنجح نجاحاً باهراً كما يحدثنا بعض القائمين على هذه الفكرة وعن كثرة الرسائل التي تأتيهم معلنة التوبة والهداية والالتزام بالحجاب ، وقد قرأت بنفسي ونظرت بعيني كثيرا من هذه الرسائل .. يعلن أصحابها أنهم رجعوا وتابوا إلى الله ، وتعلن بعض الأخوات من خارج هذه البلاد أنهن التزمن بالحجاب لمجرد رسالة أو كتاب أو شريط أرسله أو أرسلته بعض الأخوة والأخوات ، ولكن ما زالت هذه الفكرة بحاجة إلى مزيد من الشباب والفتيات ، وأؤكد على المرأة بل وأؤكد عليك أنت أيها الأخ الحبيب أن تحاول إن لم تعمل أنت أن تعمل أختك أو زوجتك أو بنتك في مثل هذا المشروع ، وفر لها الأشرطة ووفر لها الكتيبات والرسائل الصغيرة ووفر لها العناوين من خلال صفحات هواية المراسلة في المجلات وتابعها في مثل هذا المشروع لعلها أن ترسل مائة رسالة على الأقل لعلها تنفع ويفتح الله عز وجل على قلوب أصحابها فتصبح داعية في الخارج وأنت في الداخل وأنت جالس في بيتك وتحت المكيف وعلى الفراش الوثير ، لماذا نحرم أنفسنا هذا الأجر؟ هل من مستجيب لهذا النداء .. خاصة ونحن نعلم أن في بيوتنا عشرات ومئات من المجلات والأشرطة والكتيبات القديمة فلماذا لا يقوم البعض بجمعها من إخوانه ومعارفه والاستفادة منها في مشاريع الخير …

وسيلة أخرى : أذكر أن أحد الأخوة ذكر لي موقفا جميلا قال فيه : أن أحد إخوانه كان راكبا مع صاحب له سيارة وكان واقفا عند أحد الإشارات بمدينة الرياض وكان أمامهم سيارة صغيرة قديمة كتب على زجاجها الخلفي جملة بعدد من اللغات … فضحك صاحبه فسألته عن سبب ضحكه فقال أتدري ما ترجمة هذه الجملة المكتوبة على هذه السيارة قال لا قال إنها تقول « إذا أردت أن تعرف شيئا عن الإسلام ما عليك إلا أن توقفني » … يقول فاندهشت متعجبا فقلت لابد من إيقافه ، فأوقفناه فسألناه فتبسم وقال ربما ظننتم أني أتحدث عدداً من اللغات ، ويعلم الله أنني لا أتقن حتى العربية فأنا رجل عامي ، غير أني فكرت كيف أنفع هذه الدعوة مع معرفتي بنفسي وقدراتها حتى اهتديت لهذه الفكرة … ويقول : ففتح لنا مؤخرة السيارة فإذا هو قد قسمها إلي مربعات وفي كل مربع مجموعة من الأشرطة والكتيبات وقد كتب على كل مربع لغة تلك الأشرطة والرسائل ، فيقول أذهب لمكتب دعوة الجاليات وأحمل هذه الأشرطة والرسائل ، ثم أذهب في طريقي … فمن أوقفني سألته عن لغته وأعطيته شريطا وكتابا … وهو يذكر أنه يحرج كثيرا من كثرة إيقافه بعض الأحيان …
هذا موقف .. فأين نحن من هذا الرجل ؟ ولك أن تتصور أجر هذا الرجل ومنزلته عند الله عز وجل ، لم يحتقر نفسه لم يقل ماذا أقدم ، بل فكر فوجد . ومن يحمل هم الإسلام كما يحمله هذا الرجل ؟ أين أنتم يا شباب الإسلام وأين أنتن يا فتيات هذا الدين ؟ إن الحاجة أم الاختراع كما يقال ، ولكن هل نشعر فعلا في قرارة قلوبنا أننا بحاجة لمثل هذا العمل حتى نستطيع أن نفكر أو نوجد مثل هذه المشاريع ؟ وصدق القائل :

ما قلة الأعداد نشكو **** إنما تشكو الكتائب قلة الإعداد
وسيلة أخرى : في الإجازة الصيفية تتحرك جميع وسائل النقل من بلد ومن مكان إلى مكان .. بل ومن دولة إلى دولة ، ولك أن تتصور ماذا يعرض وماذا يسمع من قبل الراكبين في مثل هذه الحافلات ، فلو قدم لسائق سيارات النقل الجماعي والليموزين والأجرة وغيرها عدد من الأشرطة سواء المسموعة أو المرئية والكتيبات والمجلات النافعة لكانت من أفضل وسائل الدعوة لوقت هو ضائع لا شك على مثل هؤلاء المسافرين ، فإن أفضل ما نستغل به الأسفار القراءة أو الاستماع ، ولو أنا أعطينا كل سيارة نقل شريطاً لاستمع له نفر كثير ، لا تدري .. فإن النية الطيبة تخرج ثمرا طيبا .

وسيلة أخرى : دورة في تخريج الأحاديث ، ودورة في تغسيل الموتى وكيفية دفنهم ، ودورة في الحاسب الآلي ، ودورة في حلبات الإلقاء والخطابة ، ودورة في اللغة الإنجليزية ، ودورة في السباحة والرماية وركوب الخيل ، ودورة في الجودو والكاراتيه والدفاع عن النفس ، كل هذه الفنون وغيرها من الوسائل مثمرة نافعة لقضاء الإجازة الصيفية … فاحرص عليها أيها المسلم وابحث عنها في مظانها … وعلى مراكز الدعوة وبيوت الشباب والمراكز الصيفية وغيرها توفير مثل هذه الدورات للجميع … فإن فيها خيرا كثيرا وهي لا شك خير من الخمول والكسل والاشتغال بالمعاصي والمنكرات .

وسيلة أخرى وهي السادسة والثلاثون : إذا كنت من هواة السفر للخارج وممن يملك رصيدا من الإيمان والتقوى ويملك شيئا من العلم الشرعي .. فاتصل بإحدى المؤسسات الخيرية للتنسيق معها لعل الله أن ينفع بك هناك ، فإن المسلمين يتعطشون للجلوس معك والاستفادة منك والوقوف على أحوالهم ومشكلاتهم ، ولتعلم أن المسلمين بكل مكان يحتاجون إليك وإلى أمثالك ، ولترَ بعينيك الصراع بين الكفر والإسلام وبين الشرك والتوحيد ، ولتشعر فعلا بحقيقة التحدي بين الحق والباطل .

وسيلة أخرى : القراءة من أفضل الوسائل لقضاء الإجازة الصيفية وأعني بها القراءة المركزة ، يتبعها تقييد للفوائد والشوارد ، فاجعل لنفسك من الآن وقتا مخصصا للقراءة ، واجعلي لنفسك من الآن أيتها الأخت وقتا مخصصا للقراءة…وليختر كل منكم من الآن الكتب التي ترغب أو ترغبين بقراءتها ، واعلم أن هناك فرقا كبيرا بين القراءة المركزة والاطلاع العابر ، كما أنه لابد لحفظ المتون والقصائد ومحاولة الكتابة والتأليف وقرض الشعر وكتابة المقال وغيرها من الهوايات وتنمية المهارات الفردية من تخصيص وقت مناسب في هذه الإجازة .

وسيلة أخرى : أن يتفق الشاب مع بعض أصحابه على الذهاب إلى المكتبات العامة في ساعة معينة صباحا ليقرءوا ويلخصوا ويقيدوا بعض الفوائد .. كل بحسب ميوله ، وفي هذا الاتفاق تشجيع لبعضهم للمواصلة وعدم الانقطاع ، وفيه إحياء للمكتبات والجلوس للقراءة ، والاطلاع لا شك أنه خير من ذهاب الوقت بالنوم لساعات طويلة ربما وصلت عند بعض الناس لصلاة الظهر – نعوذ بالله من الخمول والكسل – ولو تنبه القائمون على مكاتب الدعوة والمراكز الصيفية لمثل هذا الرأي وتم التنسيق له والإعلان عنه وتوفير سبل الراحة بالتنسيق مع المكتبات العامة وتشجيع الشباب .. بل ووضع أوقات خاصة للنساء فإنهن بحاجة لمثل هذه المكتبات ولمثل هذه الأوقات الخاصة بهن .. لرأينا أثر ذلك على شبابنا وفتياتنا واستغلال أوقاتهم في مثل هذه الإجازة .

الوسيلة قبل الأخيرة : رحلة لأداء العمرة ، رحلة لزيارة المدينة النبوية ، رحلة للجنوب ، رحلة لزيارة الأهل والأقارب في إحدى المدن ، إلى آخره من الرحلات … كل هذه الرحلات مما تُقْضَى به الإجازة الصيفية وفيها خير كثير إن شاء الله … ولكنها تصبح مملة جدا إن لم يخطط لها وينظم لها ، ففي الطريق مثلاً ألعاب خفيفة ومسابقات ثقافية واستماع لشريط ورواية لقصة ، وعند الوصول تنظيم برنامج لزيارة الأماكن المناسبة والأشخاص والتسوق … كل ذلك بالضوابط الشرعية والمحافظة على الأخلاق الإسلامية ، وجميل جداً حمل هم الدعوة إلى الله بهذا السفر ، وذلك بإعداد مجموعة من الأشرطة والرسائل وتوزيعها في الطريق والمحطات ، فإن الله يبارك لكم في رحلتكم ويتكفل بحفظكم ورعايتكم كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( احفظ الله يحفظك ) فيا أيها الأب ويا أيها الأخ الكبير وزع المهام على العائلة الكريمة .. فالأم تعد الطعام واللباس ، والأخت تعد الأواني والأغراض ، والأخرى تعد المسابقات الثقافية ، والأخ يعد الألعاب الخفيفة والألغاز ، وأنت مسئول عن التقييد والتنظيم وتجهيز الأشرطة والرسائل للتوزيع ، بعد هذا كله لكم أن تتصورا أيها الأحبة كيف ستكون هذه الرحلة العائلية …

وأخيرا وفي الختام أقول أيها الأخ الحبيب ويا أيتها الأخت : إن الإجازة الصيفية فرصة لا تعوض وهي أيام من العمر فاحرص على اغتنام الفرص واللحظات فيها ، وحاول جاهدا أن تخرج من إجازة هذه السنة بمكاسب كثيرة ونتائج طيبة ، فيا شباب أنتم في مقتبل العمر وبحاجة إلى بناء الشخصية وقدراتها ومواهبها ، وشتان بين شاب أو فتاة ذي مواهب متعددة يعرف الكثير ويتقن الكثير .. فهو ذو علم وثقافة واسعة وهو يعرف الحاسب الآلي وهو يتكلم الإنجليزية وهو يحفظ الكثير من القرآن والأحاديث وهو مفتاح خير في كل شيء ، وبين شاب أو فتاة لا يتقن صنع شيء ولا يعلم شيئا إلا التسكع في الشوارع والجلوس على مشاهدة وسائل الإعلام وغيرها .. لماذا؟ وما هو الفرق بينهما .. لا لشيء إلا أن الأول استغل أوقات فراغه بما ينفع ، والآخر ذهبت عليه الأيام والليالي في نوم وسهر على وسائل الإعلام وتسكع وجلسات وضحكات وتذكر آخِر الإجازة ، وكلٌ قد رجع بمكاسب ونتائج وأنت أيها المسكين تجر أذيال الخيبة والحسرة والخمول والكسل ، فإن لم تكن مفتاحا لأبواب الخير التي ذكرنا بعضاً منها فما أقل من دعوات صالحة تخرج من قلبك لإخوانك بالتوفيق والتيسير .. فإن الدعاء سلاح المؤمن … فانصر إخوانك وكن معينا لهم ولو بدعوات صادقة أو بكلمات طيبة فإن هذا تشجيع منك لإخوانك الناشطين العاملين .. لك أنت أجر وثواب هذه الكلمات والدعوات ، فإن لم تستطع الدعاء أو الكلمة الطيبة فكف عنهم لسانك فإنها صدقة منك أيضا على نفسك …

نسأل الله عز وجل أن يبارك في أعمالنا وأوقاتنا وأن يوقفنا للعمل الصالح فيها ، فقد قال صلى الله عليه وسلم ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيم أفناه ، وعن شبابه فيم أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل به ) فهل أعددت للسؤال جواباً ؟ وهل أعددت للجواب صوابا ؟ والحديث أخرجه الترمذي وقال عنه حسن صحيح … وفق الله الجميع والسلام عليكم ورحمة الله .

:

محاضرة : أربعون وسيلة لاستغلال الإجازة الصيفية للشيخ إبراهيم الدويش




جزاك الله كل خير حبيبتي



شكرلك مرورك الكريم



مشكورة حبيبتى

جزاكى الله خيرا




خليجية



التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

وأقبلت الإجازة – أمل الشقير




التصنيفات
منوعات

في ظلال الإجازة

خليجية
في ظلال الإجازة

إنها أيام وأوقات ودقائق وساعات زفت إلى شبابنا وأهديت لهم مع بداية هذه الإجازة الصيفية .
إنها والله الغنيمة الباردة لمن خطط لها بالبرامج النافعة.. وهي التجارة الرابحة لمن جعلها مليئة بالخير والفائدة.
فهذا سافر مع أهله إلى بيت الله الحرام أو لزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذاك تذكر أنها فرصة لزيارة والده الذي انقطع عنه شهوراً متتابعة، وهذا علم أنها غنيمة لصلة أقاربه الذين انقعط عنهم سنوات متتابعة .. وآخر اعترف بتقصيره في طاعة ربه أيام دراسته وعمله فعزم على الإستزادة من الطاعات فاستدرك مافاته وعمل لما أمامه .

وهذا أب حرص على أبنائه في هذه الإجازة فأشركهم في مراكز صيفية وبرامج تدريبية فأشغل أوقاتهم وصرف طاقاتهم وصقل مواهبهم.. واستغل قدراتهم .

هنيئا والله لذلك الأب الذي شجع ابنه للالتحاق بدورة مكثفة لحفظ القرآن فختمت الإجازة بختمه للقرآن..
وهنيئا والله لذلك الشاب الذي حرص على الالتحاق بالدورات المكثفة في العلوم الشرعية فأصبح من طلبة العلم وأهله..

إنهم أقوام حرصوا على استغلال أوقاتهم كما كان سلفنا الصالح رحمهم الله..
فهذا عامر بن عبد قيس رحمه الله مر على جمع من الكسالى وهم جلوس يتحدثون ويثرثرون فقالوا له : تعال اجلس معنا. فقال لهم : أوقفوا الشمس حتى أكلمكم .
عجبا والله يصعب عليه أن يفرط في ثوان يسيرة وفي لحظات معدوددة فكانوا يهتمون حتى في الثواني واللحظات .

بل انظروا إلى ابن القيم رحمه الله وهو يصور لنا خطورة إضاعة الوقت فيقول : وإضاعة الوقت أعظم من الموت؛ لأن إضاعة الوقت يقطعك عن الله والدار الإخرة وأما الموت فيقطعك عن الدنيا وأهلها .
بل كان السلف الصالح يندمون على أوقات ذهبت.. وأيام مرت بدون علم نافع أو عمل صالح.
يقول ابن مسعود رضي الله عنه : "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي" .
ولله در القائل :
إذا مر بي يوم ولم أستفد علماً ولم أقتبس أدبا فما ذاك من عمري.

بل إنك لتعجب أشد العجب من استغلال الغرب الكافر واغتنامهم لأوقاتهم فهاهم اليابانيون مثلاً يتفنون في ضبط الوقت واستغلاله لدرجة أنهم قاموا بتقسيم الثانية وليس الساعة أو الدقيقة بل الثانية الواحدة إلى عدة مئات من الأجزاء الدقيقة كل ذلك لأجل المزيد من ضبط الوقت.
فوأسفاً والله على أوقات بعض المسلمين التي ذهبت سدى في مشاهدة الأفلام السينمائية أو المسلسلات الدرامية .
بل إنه من المضحك المبكي مانشرته بعض الصحف أنه أقيمت مسابقة في فرنسا لاختيار صاحب أبشع وجه في العالم وفاز بهذه الجائزة رجل ألماني كان يتدرب يومياً ولمدة ثمان ساعات متواصلة ولمدة سنة كاملة يتدرب على تغيير وجهه باستخدام العقاقير والمستحضرات… فلا إله إلا الله … رجل كافر يحفظ من وقته يومياً ثمان ساعات ولمدة سنة كاملة وعلى ماذا ؟؟؟ على أمر تافه حقير ومن أجل ماذا؟! من أجل حفنة من الدولارات .

فماذا قدمنا نحن إذن لأوقاتنا ؟! وبماذا أشغلنا فراغنا ؟!
ومن المسلمين من يعجز عن استغلال ساعة واحدة يومياً في حفظ كتاب الله أو حضور درس أو قيام ليل…

وختاماً: ما أروع تلك العبارة التي سطرت في قلوبنا ورسمت على محيانا قائلة : بأن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.

هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
أخواتي في الله كل وحده تحدد هدفها من الإجازة والطموح الذي تسعى لتحقيقه لكي تستفيد الأخوات .
بالنسبة لي اتمنى أحفظ 10 أجزاء من القرآن عن ظهر قلب أمنيتي قبل ما أموت أختمه حفظاً , يالله خلينا نشوف أمنياتكم وتفاعلكم يابنات الذوق والأناقة اخترتكم من بين الآف المنتديات .

منقول للفائدة




جزاك الله كل خير حبيبتي



والله امنيتى احفظ القرآن كله

الله المستعان

مشكورة حبيبتى

الله يوفقك




خليجية



اشكرك على الموضوع الرائع جزيتي الجنه وإلى الامام تقبلي مروري
"الوان الطيف



التصنيفات
قصص و روايات

قصة يوم الإجازة جميلة

رواية يوم الاجازه
هذه القصه حصلت في بريطانيا
في يوم اجازه ذهبت الفتاه الى صاحبتها من الصباح الباكر لتقضي معها يوم الاجازه ولما كان اخر الليل ارادت العوده الى سكنها عن طريق القطار و لكن المناطق اللتي بها القطارات مخيفه لما فيها من السرقه و الخطف الى الخ ..
دخلت في صاله الانتضار اللتي لا يوجد بها اي مخلوق مع علمها انها في اخر الليل وقد تجد من المخاوف الكثير
اول ما دخلت شافت رجال ضخم و باين عليه الشر و الصاله ما فيها الا هي و الرجل
فأخذت تدعوا الله سبحانه و تعالى بأن يخلصها من الرجل و ان لا يمسها بسوء و تتسول اليى الله
فأنجاها الله من ذالك الرجل و لكن كيف نجت ؟؟؟؟؟
في اليوم اللي بعده كتبت الصحف عن اختطاف امراه من تلك المنطقه و و قعت الحادثه بعد ذهاب الفتاه بدقائق فذهبت لتتحق من ذالك فوجدت الرجل اللي بالامس فسالته (( انا البارح رايتك في صاله الانتضار ليش ما خطفتني ))
ماذا تتوقعن الجواب
قال لها انتا رايتك البارح بس اني لم استطيع الوصول اليك لان كان بجانبك رجال اثنين كبار و ضخمان اتدرون ما هما الرجلان الكبيران الضخمان انهما ملكين من المولى سبحانه و تعالى
السؤال لماذا لا نعرف الله تعالى الا في وقت الشده؟؟؟؟
قصة يوم الاجازه
منقول



خليجية



خليجية



مشكورة
بس انا قريت القصة بصيغة تانية اظن انها مو حقيقية



التصنيفات
منتدى اسلامي

غرس القيم الايجابية في الأبناء في الإجازة الصيفية

د.محمد بن عدنان السمان
المدير التنفيذي لموقع شبكة السنة النبوية وعلومها

بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ حقَّ الأبناءِ علينَا عظيمٌ، وأنَّ تربيتَهُمْ علينَا واجبةٌ, وإذَا أحْسَنَّا تربيتَهُمْ نفعَنَا اللهُ بِهِمْ فِي الدُّنيَا والآخرةِ, ولهذا قالَ عليُّ بنُ أبِي طالبٍ رضيَ اللهُ تعالى عنْهُ في قولهِ عزَّ وجلَّ : (قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا) أَيْ: عَلِّمُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ الخير .
لقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على غرس القيم الايجابية في أبنائه فهذا الحسينُ بنُ عليٍّ رضيَ اللهُ عنْهُمَا يقول حفظْتُ مِنْ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: ( دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ، فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ )رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
ثم هو صلى الله عليه وسلم يستفيد من الأحداث والمناسبات لغرس القيم وتأكيدها فعنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضيَ اللهُ عنْهُ- قالَ: جَاءَ شَيْخٌ يُرِيدُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم فَأَبْطَأَ الْقَوْمُ عَنْهُ أَنْ يُوَسِّعُوا لَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم : ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا ) رواه الترمذي بسند صحيح
فغرس القيم الايجابية في الأبناء من مهمات التربية الرئيسة ، وإذا كنا في هذا الأيام المقبلة إن شاء الله قريبو عهد بإجازة صيفية طويلة ، وغالباً ما يتفرغ فيها الآباء ويقضونها مع الأبناء في السفر والترحال والسياحة ، وزيارة الأقارب ، وهذا القرب من الأبناء مجال خصب في غرس مزيد من القيم الايجابية في الأبناء واستغلال المناسبات في ذلك ، فالوقت الطويل والفراغ الكبير الذي منح للابن في الإجازة يجعل من المناسب أن نؤكد على غرس قيم مراقبة الله ، والاستفادة من الوقت ، وملئه بالمفيد ، والترويح عن النفس بالمباح .
وزيارة الأقارب تغرس في الأبناء قيم البر والصلة واحترام الكبير وحسن الأدب ، وحسن الكلام .
والرحلات والنزهات مجال رحب لغرس قيم التفكر في مخلوقات الله ، وتعظيمه سبحانه وذكره جل جلاله ، وغرس قيم التعاون والألفة والجماعة والإيثار والمحبة .
أضف على ذلك أن القرب من الأبناء مدعاة إلى التأكيد على القيم الكبيرة في الدين كالمحافظة على الصلاة ، وبر الوالدين ،
نسأل الله التوفيق للجميع ، وأن يجعلها إجازة سعيدة مفيدة .

:icon_cool:




يسلمو يا عسل

ينقل للقسم الانسب




بارك الله فيك



التصنيفات
المواضيع المتشابهة للاقسام العامة

تمديد الإجازة

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أصدر الديوان الملكي بتمديد الإجازة في مختلف مراحل التعليم العام بالسعوديه بحيث يكون العودة إلى المدارس يوم السبت 21 / 12 / 1443ه ..

وفقكم الله .




خليجية



مشكوره والله



التصنيفات
منوعات

الإجازة متعة ومسؤولية

الإجازة متعة ومسؤولية

نحن من أمة كانت لا تعرف الكسل ولا الدعة ولا الراحة, امة عمل وإنتاج, امة صادقة.. امة لا تعرف للأوقات قيمتها ولا للعمر معناه.. تحاسب على ثوانيه قبل دقائقه.
امة تحاسب نفسها ربما على وقت الطعام فربما أكل بعضهم الطعام المسفوف لان بينه وبين أكل الطعام العادي قراءة خمسين آية, وربما انتقل بعضهم في طلب العلم من مسجد إلى مسجد, فجعل الوقت بين المسجدين لمراجعة المتون.
وربما استوقفوا بعضهم ليكلمهم فقال امسكوا الشمس هكذا كانت الأمة جد وصدق.
بل كانت الإجازات في الأمة .. تعني بلوغ الرتبة العلية في فن من الفنون … لأن الشيخ أجاز فلان في كذا .
و ربما تنقل الطالب في أوقات فراغه لطلب العلم و تحصيل الإجازات من مشايخ العلم في شتى بقاع الأرض حتى يصبح شامة في جبين الزمان .. يصدر عنه أهل بلده و يقصدونه في طلب العلم، و ربما قرأ بعضهم على أكثر من ألف شيخ.
حتى جاءنا ذلك المفهوم المغلوط عن الإجازة.
والتي يقضيها صاحبه الآن دون عمل سواء من المدرسة أو من الدائرة أو من الشركة.
و أصبحت في حياة بعض الناس ميدان كسل وخمول فشغل بنوم النهار و سهر الليل.
ينتظرها قوم يهتكوا فيها محارم الله و يشوهوا سمعة دينه و يصدوا عن سبيل الله بقبيح ما يصنعون فلهم في كل واد مؤبغة و في كل بلد غدره.
يرتحلون في طلب الغدرات والفجرات و ينتظرها آخرون لتكون ميدانا للتجارة الموسمية و يفوز بها قلة قليلة و جعلوها ميدانا للفائدة والإفادة. و إنك لو سألت الكثير من أبنائنا عن الإجازة لوجدت أنها لديه هي: النوم والدعة والسفر والاسترخاء و مفارقة الجد و التحصيل به كأنها موسم لتفريغ العقل والذهن والفكر وتناسى ما عمله خلال الموسم الدراسي: إن مجموع أيام السنة الدراسية في أكثر في بلد عربي 175 يوما تقابلها 290 يوما هي مجموع الإجازات في العام الدراسي و هذه النسبة تعتبر أعلى نسبة إجازات في العالم، و على هذا فهذه الدول تتمتع بأقصر عام دراسي في العام. و تلهو بأطول إجازة في العالم، و هذا دليل ترف لا تحمد مغبته ولا يرجى نتاجه ولذا أصبحت ترى من يستكثر أن يحمل الطالب حقيبة دروسه أو يطالب بأن يحل واجبا و يستذكر دروسا أو يستعد لامتحان، كأنما هؤلاء يريدون لأبنائهم حياة خالية من كل منغِّض و غاب عن هؤلاء أن الحياة طبعت على كدر و أن الإنسان خلق للابتلاء و أنه لو سلم من هم الامتحان والاستذكار فلن يسلم من شدائد الدنيا و غصها و بمقارنة سريعة بين أبنائنا و أبناء سلف هذه الأمة حيث كان بعض أبناء السلف يستخسر الوقت الذي يضيع عليه في انتقاله من مسجد إلى مسجد طلبا للعلم فكر في ذلك تخصص هذا الوقت لمراجعة ما حفظه من المتون و آخر استكثر ما يستغرقه تناول العشاء من الوقت فقر أن يكون العشاء مسحوقا يسفه ويشرب عليه الماء لئلا يضيع وقته في تناول العشاء.
إن الإجازة بهذا المعنى المتعارف عليه اليوم لا تعرفه الأمة، لأن المسلم لا يعرف وقتا يتقصد أن يتفرغ فيه من كل عمل لأنه يعلم أنه مسئول عن شبابه و عمره فهو مسئول عن عمره مرتين ولذا كان أبو هريرة رضي الله عنه يحتسب نومه كما يحتسب عمله بل أن يوم الجمعة الذي يظن الجميع أنه يوم راحة و دعة، ورد فيه قوله تعالى: ( فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ).
لقد كانت الإجازة ميدان سباق فأصبحت مضمار كسل و خمول و كانت عنوان رفعة فأصبحت دليل ذل و نسيان إلا ما رحم ربي.
إن بين الواقع الذي نعيش والماضي الذي نتمنى إليه و نترسمه و نستمد منه – بعد الله- ما يعين على عودة الأمة إلى مكانتها المرموقة، إن بينهما بوناً شاسعاً ولا مخرج منه إلا بالتربية الجادة للنفس أولاً وللأسرة والنشء ثانياً وللمجتمع ثالثاً فإن رفضنا ذلك فهي الصيرورة إلى الترف المقيت الذي يخشى على أهله أن تنزل عليهم العقوبة الواردة في قوله تعالى: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا). و قوله تعالى: () حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ).
قبل أن أدخل في موضوعي أقدم بهذه النقاط لأهميتها:
1/أن تستشعر قيمة الوقت وان له شأناً عظيما عند الله فبه اقسم الله في غير ما آية من كتابه, والله إذا أقسم بشيء دل على عظمته بل انه اقسم بجميع أجزاء اليوم فأقسم بالنهار وأجزائه:- ( الفجر – والضحى – والعصر – وأقسم بالليل ).
2/ أن تعلم أن هذا الوقت هو رأس مالك: فإن ضيعته ضاع رأس مالك, وإن حفظته فالربح حليفك.
3/ أن تعلم أن مفاتيح استغلال الوقت بيدك فلا تحتاج إلى شرائها, ولا استئجارها, فليس عليك سوي أن تشمر عن ساعد الجد فإن الوقت يمضي والعمر قصير.
4/ أن تعلم أن بهذا الوقت حُفظت العلوم وجُمعت السنَّة وحُرِّرت المسائل وكُتبت القصائد وأنه ما من عالم رفع شأنه, إلا واستغلال الوقت كان مركبه وما من داعية رفع ذكره إلا واستغلال الوقت كان همه.
5/ أن تعلم أن الناس صنفان:- علماء وعامة والذي ميَّز العلماء عن العامة هو استغلال العلماء لأوقاتهم, فإن كنت مضيعاً لأوقاتك فقد شاركت طلاب العلم في هيئتك ولباسك وفارقتهم في استغلال لأوقاتك.
6/ أن تعلم أنه لن يكون لك تأثير في واقع أمتك إلا بالعلم والعمل ولن يتحققا لعشاق الدعة والكسل.
7/ أن تقرأ سير أصحاب الهمم العالية.
1/ لأهمية الأوقات:
الزمن عزيز نفيس وقد أقسم الله عز وجل بجميع أجزاء اليوم في كتابه فقال: ( والفجر- والضحى- والعصر- والليل).
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع.
لأن الإسلام دين عمل ونظام:
وردت كلمة (عمل) ومشتقاتها في القرآن الكريم (360 مرة) وفي هذا دعوة جادة للعمل وفيه أن حياة المسلم لا إجازة فيها عن العمل الصالح وان ما الإجازة ترك للمدرسة وراحة منها ولا ترك للعمل الصالح ونسيانه.
لماذا تعود بعض الناس من ضياع الإجازات لأسباب أهمها:-
1/ الفراغ الشديد:
وذلك لتوفر الوقت الدراسة والمذاكرة وأداء الواجبات ومع أن الفراغ نعمة إلا أن بعض الناس قد جعله نقمة يقول عليه الصلاة والسلام: ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ).صحيح البخاري
يقول الله عز وجل: ( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) (الشرح:8)
و يقول ابن مسعود رضي الله عنه: ما ندمت على شيء كندمي على يوم مضى و لم يزد فيه عملي . وقال أحد السلف: من كان يومه كأمسه فهو مغبون.
والوقت سريع الانقضاء والزوال وما مضى منه لا يعود إلى يوم القيامة وهو أغلى من الذهب والفضة.
يقول تعالى: (وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ).
2/ كثرة النوم تضيع فرص القيام بالأعمال النافعة والصالحة وتجلب الخمول وتظهر إفلاس العبد يوم القيامة . يقول مالك بن دينار: ( لو استطعت ألا أنام لم أنم خشية أن يأتيني ملك الموت و أنا نائم ).
وقد ورد أن أم سليمان بن داود قالت لابنها سليمان: يا ولدي! إياك و كثرة النوم فإن كثرة النوم تدع الإنسان فقيرا إلى يوم القيامة. ولهذا مدح الله أهل الجنة بقلة النوم قال تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).
وقال صلى الله عليه الصلاة وسلم لابن عمر: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ح و حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
كَانَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَى رُؤْيَا فَأَقُصَّهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكُنْتُ غُلَامًا شَابًّا وَكُنْتُ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ وَإِذَا فِيهَا أُنَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ فَجَعَلْتُ أَقُولُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ النَّارِ قَالَ فَلَقِيَنَا مَلَكٌ آخَرُ فَقَالَ لِي لَمْ تُرَعْ فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ فَكَانَ بَعْدُ لَا يَنَامُ مِنْ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا ) صحيح البخاري ومسلم
). أي لو كان يقل النوم.
3/ كثرة السهر الغير مفيد له أخطار على الفرد والمجتمع و قد تطور السهر في حياة الناس حتى وصل الأمر لصغار السن و لما يحصل من التفريط في رعاية الأسرة والأفراد من جراء ذلك السهر.
فيه مخالف للنبي صلى الله عليه و سلم الذي نهى عن الحديث بعد العشاء لغير فائدة.
عند أحمد و ابن ماجة و صحه الألباني
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها. )
وما يحصل أيضا من إضاعة صلاة الفجر و تفويتها و كذلك إهمال المنزل و أهله.
و كذلك التفريط في الأداء الوظيفي أو الحضور المدرسي أثناء الدراسة لما فيه من مخالفة السن الإلهية يقول تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا). ويقول تعالى: () اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا).
ولما يحدث من أضرار أخرى على الصحة النفسية والذاكرة والجهاز العصبي.
– تضيع الإجازات أيضا لعدم التربية على استغلالها.
– وكذلك عدم وجود أهداف أصلاً تتحق.
4/ قرناء السوء.
5/ السفر لبلاد الكفر.
كثرة ما يطرح من أعمال الخير في الإجازات حتى تستغل ولا تضيع.
– حياة المسلم لها معنى لا بد أن يعلم أن الملائكة لن تتوقف عن التسجيل عليه حتى يلقى الله تعالى.
أحوال الناس في الإجازات:
خير ما يوصى به المسلم تقوى الله – عز وجل-، ومن اتقى الله فإن الله يعصمه ويوفقه ويسده وإذا أحب الله العبد بارك الله في وقته وبارك الله في عمره والمسلم يخاف من امتداد الأجل، وطول العمر قد يكون لأمر لا يسر ولا تحمد عقباه، ومن هنا كان من السنة أن يستعيذ العبد من فتنة المحيا وفتنة الممات فكم من إنسان أمل الحياة والبقاء إلى زمان لا خير فيه بكت فيه عيناه وتقَّرح فيه قلبه ورأى فيه من شدائد الفتن والمحن ما الله به عليم.
أقبلت العطلة والله أعلم بما غيَّبت من الأقدار والأخبار الله أعلم !!كم فيها من رحمة تنتظر السعداء !!وكم فيها من بلية ومصيبة تنتظر المبتلين والأشقياء !!- نسأل الله العظيم رب العرش العظيم بمنه وكرمه وهو أرحم الراحمين أن يجعل ما وهب لنا من زيادة العمر زيادة لنا في كل خير وأن يعصمنا فيها من كل بلاء وشر-.
المجموعة الأولى:
من يسعى بكل قوة لأن يستفيد من وقته ليعود عليه بالنفع وأولئك الذين علت همهم واستغلوا أوقاتهم في مرضاة ربهم, فمنهم من تفرَّغ لحفظ القرآن الكريم, ومنهم من تفرَّغ لحفظ السنة ومنهم من ثنى ركبتيه عند العلماء, ومنهم … ومنهم.
المجموعة الثانية:
صنف ليس له همة عالية مثل الصنف الأول, لكنه لا يطلب الحرام ولا يسعى له, فهو يشتغل في الإجازة بالأمور المباحة بعد أن يؤدي ما عليه من واجبات – من يستغلها في البيع الشراء – في السفر والرحلات – أو في بيته وسط أهله وأخوانه – أو في تعلم بعض المهن – ممارسة الرياضة.
المجموعة الثالثة:
صنف غافل لاهٍ نسئ الله تعالى والدار الآخرة وآثر الدنيا وزينتها على البقاء والخلود.
صنف يستعين بنعم الله تعالى على معاصيه, ويجعل الإجازة موسماً لضياع الأوقات وإنحراف العمل والسلوك, فمنهم من يقضي الإجازة في السهر على مشاهدة الأفلام والمسلسلات والأغاني والرقصات والتنقل من قناة إلى قناة بحثاً عن المتعة المحرمة, والنظرة الخائنة, والصور الفاجرة. ومنهم .. ومنهم .. ومنهم ..
*****
أيها المتنزه قف:
1/ قيمة الحياة في أهدافها, خطِّط للإجازة وضع لك أهداف تحققها, وهاك بعض الرؤى والمقترحات حول
وضع بعض الأهداف:
1- زيادة الإيمان وزيادة الصلة بالله.
2- رفع مستوى العلم الشرعي.
3- حفظ ومراجعة القرآن أو جزء معين منه.
4- صلة الرحم.
5- حفظ بعض الأحاديث النبوية.
6- حفظ وتطبيق بعض الأذكار والأدعية.
7- تعلم مهارات جديدة ذات فائدة (كمبيوتر – رسم – القراءة – البحث – انترنت – لغة – …).
8- الترفيه المباح.كما أن لكل فئة أهدافها الخاصة بها فمثلا للأبناء نستطيع أن نزيد على ما ذكر:
1- زيادة حبهم للقراءة وتعويدهم عليها.
أما الفئات التي يمكنك أفادتهم من هذا المشروع فهم:
1- أنت أولاً … و أخيرا (الدائرة الأولى).
2- زوجتك وأبناءك والديك (الدائرة الثانية).
3- الأقارب (الدائرة الثالثة).
4- الجيران (الدائرة الرابعة).
5- أصدقاء العمل (الدائرة الخامسة).
6- المجتمع (الدائرة السادسة). وبعد أن عرفنا الأهداف والفئات المستفيدة نود أن نتعرف على الوسائل التي يمكن من خلالها تحقيق هذه الأهداف وقد سردتها جميعا بدون ترتيب ولم أوزعها لكل فئة فذلك عليك أنت:
1- تخصيص وقت معين لقراءة ومراجعة وحفظ القرآن (ولو يوم واحد بين المغرب والعشاء) وكذلك حفظ بعض الأذكار والأدعية
2- التبكير للجمع والجماعات والمشي إلى المسجد وذكر الله.
3- تحديد وقت معين للقراءة مع تحديد كتاب مفيد ومحاولة الانتهاء منه خلال الإجازة.
4- المشاركة في بعض الدروس العلمية التي تقام في المساجد مثلاً .
5- شراء بعض الأشرطة والمحاضرات الجيدة وجدولة وقت سماعها.
6- الالتحاق بإحدى الدورات المفيدة والتي تكسبك مهارات مهمة لك.
7- إقامة المسابقات المفيدة في البيت خاصة والمسجد والتي تحقق الأهداف المنشودة.
8- السفر لمدة أسبوع أو أكثر لزيارة الأقارب وصلة الرحم والترويح عن النفس.
ماذا عليك بعد ذلك؟.
عليك أن تجلس مع نفسك وتخطَّط هذه الإجازة (كتابة على ورق) كما تريدها أنت لا كما يريدها الآخرون!! وتشاور مع اهلك وأبناءك في ذلك حتى تخرج برنامج قد وقع عليه الجميع فتكسب مبادرتهم….
يجب عليك أن تبادر وان لا تدع الفرصة تفوت عليك… استغل هذه الإجازة وحاول أن تضع لك ولأسرتك ولجميع من حولك برامج بسيطة وسهلة تحقق أهداف مهمة لحياتك في الدنيا والآخرة…
تنبه لأمرين:أ/ التقصير في الوصول للأهداف.
ب/ الوصول إلى الأهداف مع وجود فائض وقتي كبير من غير إستغلال.
2/ تذكر فقه الأولويات وترتيبها حسب الأهمية وأحرص على الإعتدال والتوازن في كل أمورك فهو أحد علامات النجاح والإستمرار.
3/ اقرأ كثيراً واسمع كثيراً حول هذا الموضوع.
4/ احرص على أن يكون الترفيه يثمر فائدة (حديقة الحيوانات) عند زيارتها بالإمكان أن تكلف كل فرد في العائلة بتقديم دراسة عن الحيوان الذي رآه ولو في سطر .
5/ قبل أن تمضي قف قليلاً:
أ‌- أوالداك معك؟
ب‌- هل خلفت من يقوم بمصالحك؟
ت‌- هل أنت مع الرفاق أم مع أهلك وذريتك؟
من رعى غنماً بأرض مسبعة ونام عنها تولى رعيها الأسد
6/ لا تخاطر برأس مالك: ( لا يورد مصح على ممرض ).
7/ راعي حاجة من يمشي معك: ( صغار – كبار – رجال – نساء ) ( جهة – وقتاً – وسيلة ).
8/ تنزَّه على قدر ما عندك من النفقة دون إسراف أو مخيلة.
9/ كن كالغيث أين ما حلَّ نفع.
10/ حافظ على الرصيد العاطفي.
11/ وأخيراً ( اتق الله حيثما كنت ).
الإجازة محاذير وبدائل:
قد يكون الجانب السلبي في الإجازة ناتجاً عن سوء الفهم لوظيفتها, أو ناتجاً عن الجهل بطرق الاسترخاء المثلى التي تعيد للإنسا حيويته وهذا ما يدفع البعض إلى ولوج المسالك الشاذة التي تأتي بنتائج عكسية غير مستهدفة وغير مرغوب فيها, فان ما نلاحظه من قضاء البعض لأوقات الفراغ والاجازات الطويلة والقصيرة ينبئ عن خلل في إدراك وظيفة الإجازة في إطار نظام العمل القائم كما يكشف في ذات الوقت عن غياب للوعي الديني.
وهذا ما يعكس في حد ذاته غياب المرجعية الأخلاقية والقيمية لكثير من التجاوزات من جانب بعض الناس سواء في سياحتهم الداخلية أو الخارجية, ومن ثم فان مسؤولية إعادة التوجيه والإرشاد تبدو ضرورية في هذه المرحلة التي كثرت فيها الأموال, وكثر فيها أيضا الاتصال بأنواعه ومستوياته المختلفة.
يقول الله عز وجل: (وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ).
أ/ الإسلام يحافظ عليك لا يمنعك.
ب/ المسلم يكسب لا يخسر.
الأماكن التي يمكن أن تقضى فيها الإجازة مع وجود بعض السلبيات فيها:
1/ مدن الملاهي.
2/ المطاعم العائلية.
3/ شواطئ البحار والحدائق العامة.واليكم هذه البدائل الطيبة:
1/ اختيار جزء أو أكثر أو اقل من القرآن للحفظ خلال العطلة.
2/ الاهتمام بزيارات الأرحام فيها اجر واستفادة من الوقت.
3/ تدريب الأبناء على التعامل مع الحاسب الآلي كتابة وبحثاً وبرمجة إن أمكن. مع الحذر من اهتمامهم بالألعاب التي تأخذ أوقاتهم وتعلمهم العنف وسماع الموسيقى..
4/ تعليم البنات الخياطة والتطريز وبعض أنواع الطبخ.
5/ توفير أدوات التربية الفنية لتعلم الرسم والخط وعمل بعض الأشياء والأشغال اليدوية.
6/ توفير عدد من الكتب النافعة والأشرطة الهادفة والمجلات الصالحة.
7/ إدخال الأبناء والبنات في المراكز الصيفية التي تفتح أبوابها في هذه العطلة.
8/ الذهاب إلى بيت الله الحرام لأداء العمرة والمدينة النبوية.
9/ إعداد صحيفة ثقافية متنوعة خاصة بالبيت وتكون في مكان بارز.
10/ المشاركة الفعالة والقوية في برامج المراكز الصيفية.
11/ زيارة الأقارب وصلة الرحم وخصوصاً من هم خارج مدينتك.
12/ المسابقة الاجتماعية في البيت لأفراد أسرتك للحث على الانضباط.
الإجازة مشروع مقترح:
1/ برنامج عام.
2/ دورة علمية تنسق مع بعض طلبة العلم تناسب مستوى الراغبين فيها.
3/ دورة مكثفة لحفظ وإتقان القرآن الكريم لمدة من الأيام.
4/ رحلة دعوية للقرى والهجر لنشر الخير والتعليم.
5/ إقامة جلسة أسبوعية لأهل الحي وإفادتهم من خلالها.
6/ المشاركة في المؤسسات الرسمية كمكاتب الدعوة وتوعية الجاليات والمؤسسات الخيرية.
7/ المشاركة في المراكز الصيفية والاستفادة منها والدعوة من خلالها.
8/ إقامة المخيمات الدعوية في الأماكن العامة والاستفادة من تجارب الاخوة السابقة.
9/ إقامة أنشطة للأقارب مفيدة ومتنوعة وصلة الرحم.
10/ المشاركة في المكتبات العامة.
11/ الدعوة عن طريق الأرصفة وتوزيع الكتيبات والأشرطة على الطريق.
12/ زيارة المعارض التي تقام في عدد من المؤسسات الخيرية والتي تتحدث عن هموم المسلمين.
13/ وضع جدول لقراءة عدد من الكتب والأشرطة المفيدة وجردها أو تلخيصها خلال الصيف.
14/ الالتحاق بوظيفة في الإجازة الصيفية.
15/ مشروع المراسلة وإيصال الخير للناس في شتى البقاع.
16/ رحلات للعمرة أو المناطق السياحية مع محاولة إيجاد مناطق جديدة.
17/ المشاركة في إثراء المجلات بمقالات ومواضيع ترى أهمية طرحها.
18/ الاستعداد المبكر جداً في فهم المواد الدراسية للسنة الدراسية القادمة.
19/ اخذ فصل دراسي صيفي وإنهاء الدراسة الجامعية في اقل وقت ممكن.
20/ تبني مشروع تجاري والعمل على إنجاحه ومضاعفة الجهد في ذلك.
21/ جمع بعض الأشرطة والكتيبات والمجلات وتوزيعها على المستوصفات أو صوالين الحلاقة وأماكن الانتظار بالمرافق العامة.
22/ تقديم بعض الأشرطة المرئية والمسموعة لسيارات النقل والأجرة يستفاد منها في الطريق.
23/ السفر للدعوة إلى الله عز وجل عن طريق إحدى المؤسسات الخيرية.
24/ محاولة التأليف والكتابة الصحفية والتدرب على ذلك.
25/ دعوة غير المسلمين للإسلام عن طريق الكتب والنشرات والمطبوعات.
26/ حاول أن تتعلم شيئاً جديداً مثل التبريد والميكانيكا والكهرباء والسباكة وأسرار الكمبيوتر … الخ.
27/ زيارة المستشفيات والمؤسسات الإيوائية.وصايا للمرأة:
1/ لا تخلو مدينة من دور أو مراكز صيفية لتحفيظ القرآن الكريم فلتحرصي أيتها الأخت على المشاركة.
2/ تكثر مناسبات الزواج والأفراح والاجتماعات في الإجازة الصيفية وتجتمع أعداد كثيرة من النساء فلماذا لا تستغل هذه المناسبات والاجتماعات من قبل بعض الصالحات. يقول الله عز وجل: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
3/ الحرص على المشاركة في الدورات العلمية المقامة بمدينتك ومتابعة هذه الدروس وتنفيذها والاستفادة منها وإن لم تستطعي المشاركة كلية فإنك على الأقل تختارين من الدروس ما يناسبك فتحرصين على متابعتها والإفادة منها.
4/ يجب على الأخت ألا تأتي وحدها لهذه الدورات بل تحرص على مشاركة أخواتهن فتشجعهن وتحثهن من خلال الاتصال المتكرر بهن. وما أكثر الأوقات التي تقضيها المرأة بالمهاتفات فلماذا لا تستغل هذه المكالمات في التوجيه والإرشاد والدلالة على الخير في كل مكان.
برامج وأفكار للأطفال:
1/ برامج دعاة المستقبل.
2/ برنامج اللقاء الأسبوعي.
3/ برنامج السؤال الأسبوعي.
4/ فكرة الكسب الحلال.
5/ فكرة حصالة الخير.
6/ فكرة الطفل البار.
7/ فكرة الطفل المنظم.
طالب العلم:
هو أعلم الناس بما يصنع في الإجازة.
– الدورات العلمية.
– حفظ المتون.
– إلقاء الدروس.
– تحضيرها.

السفر أحكام وآداب:
من أنت أيها المسافر؟- عقيدتك- دينك- أنت تمثل منْ.
رقابة الله لك- توقع ماذا أمامك- خاصة خارج بلدك. اعلم أن لك دعوة مستجابة.
نافسهم في الخير ( إذا تنافسوا في الباطل ).
أين أنت من هؤلاء الأربعة: عند احمد والترمذي وصحه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إنما الدنيا لأربعة نفر ).
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عُبَادَةُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ عَنْ سَعِيدٍ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ قَالَ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ثَلَاثٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ قَالَ فَأَمَّا الثَّلَاثُ الَّذِي أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ فَإِنَّهُ مَا نَقَّصَ مَالَ عَبْدٍ صَدَقَةٌ وَلَا ظُلِمَ عَبْدٌ بِمَظْلَمَةٍ فَيَصْبِرُ عَلَيْهَا إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا عِزًّا وَلَا يَفْتَحُ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ لَهُ بَابَ فَقْرٍ وَأَمَّا الَّذِي أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ فَإِنَّهُ قَالَ إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ عَبْدٌ رَزَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَيَعْلَمُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ حَقَّهُ قَالَ فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ قَالَ وَعَبْدٌ رَزَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالًا قَالَ فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مَالٌ عَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ قَالَ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ قَالَ وَعَبْدٌ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ لَا يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَلَا يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقَّهُ فَهَذَا بِأَخْبَثِ الْمَنَازِلِ قَالَ وَعَبْدٌ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مَالٌ لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ قَالَ هِيَ نِيَّتُهُ فَوِزْرُهُمَا فِيهِ سَوَاءٌ ) مسند أحمد

إياك والتقليد الأعمى فتفعل لأنهم فعلوا وترك لأنهم تركوا.
إحذر أن تندم ( الصحبة السيئة ).كيف كان السفر – كيف اصبح – أهمية التفكر – نذكرك بسفر الآخرة.
محاذير السفر:
1/ فساد النية.
2/ التطيُّر.
3/ المال الحرام.
4/ السفر بلاد الكفر لغير ضرورة تقتضيه ( عند أبي داود والترمذي وحسنه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ إِسْمَعِيلَ عَنْ قَيْسٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ
بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً إِلَى خَثْعَمٍ فَاعْتَصَمَ نَاسٌ مِنْهُمْ بِالسُّجُودِ فَأَسْرَعَ فِيهِمْ الْقَتْلَ قَالَ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ لَهُمْ بِنِصْفِ الْعَقْلِ وَقَالَ أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ قَالَ لَا تَرَاءَى نَارَاهُمَا
قَالَ أَبُو دَاوُد رَوَاهُ هُشَيْمٌ وَمَعْمَرٌ وَخَالِدٌ الْوَاسِطِيُّ وَجَمَاعَةٌ لَمْ يَذْكُرُوا جَرِيرًا ) ابي داود
5/ ضعف الوازع الديني.
6/ التهاون بالصلاة.
7/ الوقوع في المنكرات.
وأخيراً: إليك يا ربان السفينة فأنت ملح الرحلة ودليلها إلى مرفأ الأمان وبر السعادة.
إليك أيها الوالد: كلكم راع … ما من عبد …
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَزَادَ اللَّيْثُ قَالَ يُونُسُ كَتَبَ رُزَيْقُ بْنُ حُكَيْمٍ إِلَى ابْنِ شِهَابٍ وَأَنَا مَعَهُ يَوْمَئِذٍ بِوَادِي الْقُرَى هَلْ تَرَى أَنْ أُجَمِّعَ وَرُزَيْقٌ عَامِلٌ عَلَى أَرْضٍ يَعْمَلُهَا وَفِيهَا جَمَاعَةٌ مِنْ السُّودَانِ وَغَيْرِهِمْ وَرُزَيْقٌ يَوْمَئِذٍ عَلَى أَيْلَةَ فَكَتَبَ ابْنُ شِهَابٍ وَأَنَا أَسْمَعُ يَأْمُرُهُ أَنْ يُجَمِّعَ يُخْبِرُهُ أَنَّ سَالِمًا حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) صحيح البخاري ومسلم
إليك أيتها الأم … أنت وحدك تعرفين ماذا يريد أبناؤك وبناتك.
إليك أيها الشاب.
إليك أيتها الشابة.
وأخيراً فالصيف آمال وآلام. الصيف أمل الطالب والمعلم. أمل للخريج. أمل للعريس. أمل للمسافر آمال وآلام.
لكن كم يحمل في طياته من آلام قد إمتلأت بالأخبار والأسفار التي مُسخ فيها الحياء … وذبحت فيها الغيرة … وانتحر فيها العفاف.
نسأل الله عزوجل أن يوفق الجميع لاستغلال إجازتهم فيما يرضيه عنهم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجميع
وسلم تسليماً كثيراً




يعطيك ربي 1000 عافيه



شكرلكي



التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

كيف تصبح الإجازة فرصة للتواصل الأسرى

تتطلع الأسرة إلى اليوم الذى تنتهى فيه امتحانات آخر العام لتستريح من عناء عام دراسى كامل، وتستمتع بإجازة الصيف، وتعوض ما حُرمت منه خلال الموسم الدراسى، وإذا كان النجاح هو غاية الطالب والأسرة التى تقف معه ووراءه، فإن على الأسرة كما تضافرت لإنجاح أبنائها الطلاب أن تتعاون أيضًا لصنع إجازة ناجحة تضاف إلى رصيد سعادة الأسرة.. وتقوى روابطها، وتسهم فى تعميق التواصل والدفء بين أفرادها.
يؤكد د. محمد حسن غانم – أستاذ علم النفس بجامعة حلوان – أن غاية الإجازة أن تحقق الإشباع النفسى لدى أفراد الأسرة بعد فترة من الحرمان والمحظورات واللاءات المرتبطة بالعام الدراسى وظروف المذاكرة.
وهناك مثل غربى يقول: (الشيطان يوظف العاطل)، وقد حفظنا الحكمة المأثورة (نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل)، وهذا يعنى أن الإجازة يجب ألا تكون مناسبة للفراغ القاتل، أو الأنشطة التافهة غير المثمرة.
وبما أن الأسرة تعلن حالة الطوارئ أثناء الدراسة لتكريس كل جهدها ووقتها لتحقيق غاية النجاح والتفوق، فلابد إذن من تعويض ذلك فى الإجازة، بما يحقق درجةً من التوازن والرضا والإشباع النفسى لجميع أفراد الأسرة.
وعناصر هذا التعويض كثيرة منها :
1 – صلة الأرحام وزيارات الأهل والأقارب.
2 – القراءة الحرة لتنمية ثقافة الفرد، وصقل قدرته على التعبير والحوار.
3 – ممارسة الرياضة.. فـ «المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف»، ولكن ليس فى الشارع، منعًا لإزعاج الناس أو التعرض للحوادث والأذى، بل فى أماكنها المعتادة: النوادى، الساحات، ومراكز الشباب المنتشرة فى كل مكان.
4 – المصيف، سواء كان مصيف اليوم الواحد أو أكثر، بحيث يراعى فى اختيار المصيف: المستوى المادى للأسرة ورغبات الأبناء ، وحدود الوقت المتاح لذلك ، وليتخذ الجميع من النظر فى البحر وتأمل الطبيعة فرصة للتفكر فى ملكوت الله والإقرار بقدرته تعالى.
5 – التقارب بين أفراد الأسرة لمن لم تسمح ظروفهم بالمصيف أو السفر، من خلال جلسات مفتوحة يسمح فيها للأبناء بإخراج ما يجول فى صدورهم من أفكار، حتى وإن تضمنت انتقادات لأسلوب الوالدين فى التعامل معهم، فهذا التنفيس من قبل الأبناء يريحهم نفسيًا، ويبنى جسور الثقة مع الوالدين فيصبحان صديقين لهم، وهذا ييسر على الوالدين متابعة أبنائهما وتوجيههم وتقديم النصيحة والمعلومة الصحيحة فيما يعرض لهم من أمور.
تصحيح صورة القدوة
ومن المهم أن يحرص الآباء فى جلسات الحوار مع الأبناء على تقديم نماذج القدوة الناجحة لأبنائهم من خلال أشخاص نجحوا فى تحقيق أهدافهم بعد عناء وكفاح وصبر، لتصحيح الصورة المغلوطة التى تقدمها وسائل الإعلام لنماذج القدوة من الراقصات والفنانين واللاعبين الذين يعرضون تجاربهم وخبراتهم التى تعمل فى بعض الأحيان دلالات سلبية، ولكن محصلتها فى النهاية الثراء والشهرة، مما يجعل الأبناء يربطون بين هذه الدلالات وما حققه هؤلاء من نجاحات، مما يصيب بعض الشباب بالإحباط والشعور بأن نجاحهم الدراسى أو المهنى لن يحقق لهم شيئًا، وإذا لم تتوافر لهم نماذج القدوة الصحيحة سيسعون إلى تقليد النماذج السلبية، وسلوك طريقها للحصول على المال والشهرة بسهولة.
– تقوية الوازع الدينى عند الأولاد باصطحابهم لصلاة الجماعة فى المسجد وإشراكهم فى مسابقات لحفظ القرآن وتعلُّم أحكامه وزيادة جرعة القراءات الدينية وتنويعها حسب سن الأبناء وقدراتهم.



الله يعطيك العافيه



ام عزوزي

خليجية