الإلتهابات المهبلية عند المرأة و كيفية الوقاية منها
لعل الالتهابات المهبلية من أكثر المشاكل الصحية التي تتعرض لها المرأة وتسبب لها إزعاجا وضيقاً كبيراً، ولكي نكون جمعينا على دراية عميقة بأسباب حدوث هذه الالتهابات لتجنبها ومعرفة التعامل أثناء حدوثها. ما هي أهم أسباب إصابة المرأة بالالتهابات المهبلية؟
تسكن داخل تجويف المهبل تشكيلة متنوعة من الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش بشكل طبيعي في حالة توازن دقيق، وتوجد مجموعة من البكتيريا تسمى البكتيريا العضوية اللبنية تلعب دورا أساسيا في الحفاظ على البيئة الصالحة بإنتاج حمض اللكتيك بما يمنع الميكروبات الأخرى من التكاثر خارج السيطرة و بالتالي يسبب حالات الإلتهاب المهبلية، وفي حال اختلال التوازن و حدوث التهاب مهبلي تعد البكتيريا المهبلية (Bacterial vaginosis) السبب الأكثر شيوعا للإلتهابات المهبلية حيث تصل لنسبة 50 % و على الرغم من أنها أكثر شيوعا عند النساء النشيطات جنسيا، إلا أنها لا تعتبر من الأمراض المنقولة جنسيا،
و يجب عدم الخلط بين الإلتهابات الفطرية (candida vulvovag) و التريكوموناس (trichomoniasis) و بين البكتيريا المهبلية (Bacterial vaginosis) ، حيث أن الآخرين المذكورين يعدان أيضا من أهم أسباب الإلتهابات المهبلية و الثلاث أسباب المذكورة اعلاه تشكل 90% من مسببات الإلتهابات المهبلية .
الجدير بالذكرهنا أن هنالك عوامل عدة قد تخل بحد ذاتها بالتوازن البكتيري الطبيعي ، مثل : المواد المنظفة، المضادات الحيوية، حبوب منع الحمل، مرض السكري، الحمل، التوتر، قلة النظافة الشخصية، وجود جسم غريب (foreign body)، معدل هرمون الإستروجين .
ما هي أكثر الأعراض شيوعاً للإلتهابات المهبلية ؟ التغيير في كمية الإفرازات المهبلية، لون أو رائحة الإفرازات المهبلية، على سبيل المثال إلتهاب البكتيريا المهبلية يكون مصحوب عادة بإفراز مهبلي له رائحة غير عادية ( تشبه رائحة السمك) والتي تكون واضحة بصفة خاصة بعد الجماع، أما الإلتهابات الفطرية فتكون مصحوبة بإفرازات بيضاء متكتلة ( تشبه الجبن)، فيما يصحب التهاب التريكوموناس (trichomoniasis) عادة إفراز رغوي لونه أخضر رمادي و له رائحة غير عادية. و من الأعراض الأخرى : الحكة، الحرقة، ألم عند الجماع، ألم أثناء التبول، نزول قطرات من الدم (في غير فترة الحيض) و ألم في أسفل البطن و هو (نادرا ما يحدث) . و من الجدير بالذكر هنا بأنه ما يقرب من نصف عدد النساء المصابات بالداء المهبلي البكتيري لا يبدو عليهن أية أعراض. هل يدل استمرار الالتهابات المهبلية إلى وجود مشكلة صحية أخطر من الالتهاب نفسه؟ قد يدل استمرار أو تكرار حدوث الإلتهابات المهبلية على وجود مشكلة صحية أخطر من الإلتهاب نفسه ، مثل مرض السكري، أو وجود خلل و اضطرابات هرمونية، أو ضعف في جهاز المناعة، أو وجود ورم أو لحمية في عنق الرحم. هل وجود أي إفراز مهبلي دليل على التهاب في المهبل؟ في سن الإنجاب، الإفرازات المهبلية الطبيعية لها خصائص معينة، فهي بيضاء أو شفافة، قد تكون سميكة أو رقيقة، وعلى الأغلب لا رائحة لها و تقدر كميتها ب (1-4 ml) مائل خلال 24 ساعة، و هذة الإفرازات تعتبرطبيعية و فيزيولوجية و قد تزيد هذة الإفرازات (الفيزيولوجية ) في الفترة المتعلقة بمنتصف الدورة الشهرية الحيطية (midmenstrual cycle) أي عند اقتراب موعد الإباضة، وأيضا أثناء الحمل، أو مع استخدام أقراص منع الحمل. نتيجة لذلك فإنه لا يعني وجود إفراز مهبلي خاضع للخصائص المدرجة أعلاه وجود أي التهاب، بل هذة الإفرازات الطبيعية تعمل على حماية المهبل من الجفاف و تحميه من الجراثيم . كيف تكتشف المرأة وجود التهاب لديها؟ تستطيع المرأة أن تكتشف وجود التهاب مهبلي و ذلك بالتمييز بين الإفرازات الطبيعية (الفيزيولوجية)و معرفة خصائصها كما ذكرنا أعلاه, أما اذا كانت الافرازات مصحوبة بحكة أو حرقة أو تهيج , أو اذا كانت مصحوبة برائحة كريهة أو لون غير الأبيض و الشفاف، وإذا كان هناك ألم أثناء الجماع أو أثناء التبول ,فيجب على المرأة مراجعة الطبيب . ما خطورة أن تصاب المرأة الحامل بالتهاب مهبلي؟ الإلتهابات البكتيرية أثناء الحمل قد تسبب مشاكل صحية خطيرة، لأنها مرتبطة بحدوث إلتهاب المهبل البكتيري و الولادة المبكرة و حدوث العدوى للسائل الأمينوسي و المشيمة أثناء المخاض، وننوه إلى أن هناك أنواعا مختلفة من العدوى البكتيرية :
1- عدوى بكتيرية تسمى (Bacterial vaginosis) 2- عدوى بكتيرية تسمى ( streptococcal bacterial vaginosis) هذا الإلتهاب يسبب مضاعفات صحية خطيرة على الأم و الجنين, حيث تتعرض الأم لخطر الولادة المبكرة و يكون الجنين معرض لحدوث عدوى خطيرة على الدماغ و الرئتين و العظام, لهذا يجب على السيدة الحامل عمل فحوص خلال الحمل لكي تتلقى العلاج المناسب حيث يتم اجراء فحوص و علاج ال Bacterial vaginosis بعد الاسبوع السابع و الثلاثين من الحمل.
أيضا قد يسبب التهاب المهبل في الإجهاض بحسب دراسات طبية حديثة حيث أشارت إلى أن حوالي 31.6 % من السيدات الحوامل المصابات بإلتهاب المهبل معرضات للاجهاض.
الجدير بالذكر بأنه تستطيع السيدة الحامل الوقاية من الإلتهابات المهبلية و البكتيرية قبل و خلال الحمل عن طريق العناية بنفسها و استشارة الطبيب عند شعورها بأي أعراض، بالإضافة إلى فحص الإلتهاب المهبلي قبل الحمل و أثناء الحمل بالشكل الدوري المطلوب.
من هن النساء الأكثر عرضة للالتهاب المهبلي؟ النساء الأكثر عرضة للإلتهاب المهبلي عادة هن الن
ساء النشيطات جنسيا، الحوامل، اللواتي يستخدمن حبوب منع الحمل، مريضات السكري، او لديهن مرض نقص المناعة، متعاطيات المضادات الحيوية. هل هناك عوامل مساعدة على حدوث التهاب مهبلي؟ سوء التغذية، قلة و اضطرابات النوم، التوتر، قلة النظافة العامة، وجود جروح أو خدوش في جدار المهبل الداخلي، استخدام ملابس داخلية من النايلون أو السيليكون، عدم تجفيف الأعضاء التناسلية جيدا بعد الاستحمام أو بعد التبول، استخدام الدوش المهبلي بكثرة. نصائح للوقاية من الالتهاب المهبلي ؟
اهتمي دائما بطهارة المنطقة التناسلية و نظافتها . بعد استخدام الحمام نظفي المنطقة التناسلية بالإتجاه من الأمام إلى الخلف. لا تستخدمي الصابون القوي او المعطر او الدوشات المهبلية بكثرة (يمكن استخدام الدوش المهبلي مرة في الأسبوع) لا تستخدمي الفوط المعطرة (الحفاظات)، ولا ورق التواليت المعطر. تجنبي ارتداء الملابس الداخلية الضيقة ذات الألياف الصناعية و السراويل الضيقة ايضا. ارتدي ملابس داخلية مصنوعة من القطن .
السيدات المريضات بداء السكري عليهن المحافظة على نسبة سكر الدم و جعله تحت السيطرة .