موضوع مُفصٌل سيزيح عن كاهليك عبء مشكلة تحدث وتتكرر ، لذا لا تترددي صديقتي في قرائته بتمهل وتمعن فالأمر يستحق ! .
عندما يعود " خالد " إلى المنزل ، فإنه يريد أن يستريح
ويسترخي وذلك بسماع الأخبار بهدوء . إنه مُجهَد بمشكلات يومه
التي لم تُحل ويجد الراحة عن طريق نسيانها .
أمٌا زوجته " منال " ، فهي تريد أيضاً أن تستريح من
يوم مُتعب . لكنها تريد أن ترتاح بالحديث عن مشكلات يومها
ينشأ التوتر بينهما ببطء ويصبح بالتدريج فتور .
" خالد " يفكر سراً أن " منال " تتكلم كثيراً ، بينما
تشعر " منال" بأنه يتجاهلها . ودون فهم الفروق بينهما سيزدادن بعداً أيضاً .
هذه ليست مشكلة " خالد " و " منال " فقط بل هي
تقريباً موجودة في كل علاقة . وحل مشكلة" خالد " و " منال "
لا يعتمد على مدى حبهما لبعضهما ولكن على مدى فهمهما للجنس الآخر .
فدون معرفة أن النساء حقاً بحاجة إلى التحدث عن المشكلات
ليشعرن بالتحسن ، سيستمر " خالد " يعتقد أن "منال" كانت
تتحدث كثيراً ويقاومها . ودون معرفة أن " خالد " كان يقرأ الأخبار
ليشعر بالتحسن ، ستستمر " منال " في الشعور بأنها مُتجاهلة
ومُهملة . وستستمر في محاولتها أن تجعله يتحدث بينما هو لا يريد .
العثـــــــــــور على الراحــــــــــــــة بالكهـــــــــــــــف !
عندما يتضايق الرجل لا يتكلم أبداً عما يضايقه ، وبدلاً من ذلك
يصبح هادئاً جداً ويدخل إلى كهفه الخاص ليفكر في مشكلته .
يقلبها ليجد حلاً . وعندما يجد حلاً ، يشعر بتحسن ويخرج من الكهف .
وعندما يكون تحت ضغط نفسي سينسحب إلى كهف عقله
ويركز في حل المشكلة . ويختار في الغالب أكثر المشكلات إلحاحاً
وأكثرها صعوبة . ويصبح شديد التركيز على هذه المشكلة الوحيدة
إلى درجة أنه يفقد الوعي بكل شيئ آخر بصورة مؤقته.
في مثل هذه الأوقات ، يصبح الرجل بإطراد مبتعداً ، وكثير النسيان
وغير متجاوب ، ومنشغلاً في تفكيره ، فمثلاً حين يدور معه حديث
في المنزل ، فإن 5 % فقط من عقله متاحاً للسماع بينما ال 95 %
الأخرى لا تزال في شغل .
إنه في مثل تلك الأوقات غير مؤهل لإعطاء المرأة الإنتباه
والمشاعر التي تتلقاها عادةً والتي تستحقها بكل تأكيد ، إن عقله
مشغول ، وهو عاجز عن تحريره . ولكن إذا إستطاع أن يعثر عل حل
فسيشعر فوراً بتحسن ويخرج من كهفه ، وفجأة يصبح حاضراً
لسماع ومشاركة المرأة ما تريد .
ولكن إن لم يكن قادراً على العثور على حل لمشكلته ، فإنه
يبقى عالقاً في كهفه . ولكي يتحرر من من قلقه وتوتره فأنه يقوم
بشيئ لينسى مشكلاته ، مثل قراءة الأخبار ، ومشاهدة التلفزيون
وقيادة سيارته ، ومشاهدة مباراة كرة القدم . بهذه
الطريقة يحقق التحول من كونه مركزاً على مشكلاته في العمل
إلى مشكلات العالم الكثيرة التي ليس هو مسؤلاً عنها مباشرة .
والمدهش أن بمجرد إنتهاء المباراة أو الفيلم أو الأخبار فأنه يتحرر
من إستحواذ مشاكله عليه ويركز على عائلته وزوجته مرة أخرى .
كيــــــف تتفــــــــاعل النســـــــاء مع الكـــــــــــــهـــــف ؟
عندما يعلق الرجل بكفهه ، فإنه يكون عاجزاً عن منح شريكته الإنتباه
الجيد الذي تستحقه . ومن الصعب على المرأة أن تكون متقبلة له في
مثل تلك الأوقات . فلو أنه كان يأتي إلى البيت ليتكلم عن مشكلاته
عندها يمكن أن تكون متعاطفة أكثر . وبدلاً من ذلك فأنه يمتنع عن
التحدث عن مشكلاته ، وتشعر بأنه يتجاهلها وتفترض خطأ أنه لا يهتم
بها لأنه لا يتحدث إليها .
ولزيادة التعاون يحتاج كل من الرجل والمرأة إلى أن يفهما
بعضهما بشكل أفضل .عندما يبدأ الزوج بتجاهل زوجته تأخذ هي
الأمر بطريقة شخصية . وإدراك المرأة أن شريكها يتعايش مع
ضغطه بطريقة خاصة ومختلفة يُعينها على تخفيف ألمها .
العثـــــــور علــى الراحــــــــــــة بالتــــــــــــــــــــــحدث
عندما تتعرض المرأة لضغط أو تكون غارقة فإنها تشعر غريزياً
برغبة في الحديث ، فهي تجد الراحة عن طريق الحديث بتفصيل دقيق
عن مشكلاتها المتنوعة . وتدريجياً ، إن شعرت بأن أحداً يسمعها
يتلاشى ضغطها . بعد أن تتحدث عن موضوع واحد تتوقف برهة ثم
تنتقل إلى الذي يليه . وبهذه الطريقة تستمر في التوسع متحدثةً عن
مشكلات ، وأمور مثيرة للقلق ، ومخيبة للآمال ، أو مُحبطة .
كيف يتفـــاعل الرجـــــال عنما تحتــــاج المرأة إلى التــــــحدث ؟
عنما تتحدث النساء عن المشكلات ، يُبدي الرجال عادةً مُقاومة .
يفترض الرجل أنها تتحدث معه عن مشكلاتها لأنها تعتبره مسؤلاً عنها.
وكلما كثرت المشكلات ، زاد شعوره باللوم . إنه لا يدرك أنها تتحدث
لتشعر بالتحسن . ولا يعرف الرجل أنها ستكون ممتنه لو أنه أنصت فقط .
الرجال يتكلمون عن المشكلات لسببين فقط :
لأنهم يلومون شخصاً ما
أو لأنهم يريدون نصحاً .
فإذا إفترض أنها تطلب نصيحة ، فإنه حينئذ يضع قبعة الخبير
لحل مشاكلها ، وإذا كان يفترض أنها تلومه ، فأنه حينئذ سيسحب
سيفه ليحمي نفسه من هجومها وفي كلتا الحالتين يجد نفسه لا ينصت .
يتوقع بعد ذلك أنها ستشعر بتحسن ولكنها تصبح أكثر إنزعاجاً
إنه لا يدرك أن التوضيحات والحلول واللوم هي ليست ما تحتاج إليه
إنها تحتاج لأن يفهم مشاعرها ويؤيدها ويدعها تنتقل إلى الحديث
عن مشكلات أخرى .فلو أنه حكيم وأنصت فقط ، حينها ستشعر
بتحسن وتكون سعيدة .
لا تدخلــــي إلى كهــــف الرجــــــل وإلا فستُحرقين من قبــــل التنيــــن !
من المهم للنساء أن يفهمن عدم محاولة جعل الرجل يتحدث
قبل أن يكون مستعداً . فالكثير من النزاعات غير الضرورية نجمت
عن لحاق المرأة بالرجل في كهفه . فعندما ينسحب الرجل إلى
داخل كهفه لا تدرك المرأة ماذا يحدث وتحاول بطبيعتها أن تجعله يتحدث
تسأل : "ما بك هل هناك مشكلة ؟ "
يقول : " لا " .
لكنها تشعر بأنه متضايق وتتسائل لماذا يخفي مشاعره
فتسأل مرة أخرى : " أشعر بأن شيئاً ما يضايقك ماهو " ؟
يقول : " لا شيئ حبيبتي لا تقلقي "
تسأل : " ولكن يبدو أنك متضايق لما لا تخبرني " ؟
يقول : " أنا بخير دعيني بمفردي قليلاً "
تقول وهي منزعجة ومجروحة : " لماذا تعاملني بهذه الطريقة " ؟
عند هذه النقطة يفقد أعصابه ويبدأ بقول أشياء سيندم عليها لاحقاً .
تحترق النساء ليس فقط حيت ينتهكن – دون علم – وقت
فحص الرجل لمشاعره وأفكاره ، ولكن أيضاً حين يسئن تفسير تعبيراته .
فحين قول الرجل شيئاً مُختصراً مثل " لا شيئ " أو " أنا بخير "
فهي الأسلوب الوحيد لتدرك المرأة أن زوجها في كهفه
أو في طريقه إلى الكهف . تحتاج النساء إلى أن يعرفن أنه حين
يقول الرجل " أنا بخير " أو " لا مشكلة " فإنها نسخة مُختصرة
لما يعنيه حقاً وهو
" أنا بخير لأني أستطيع التعامل مع الأمر بمفردي سانديني من فضلك بعدم القلق بشأني وثقي بأني قادر على حل الأمور " .
وبينما يريد الرجال أن يوثق بهم ، تحتاج المرأة
إلى الإهتمام . فحين يقول زوج لزوجته : "ما الأمر حبيبتي " ؟
ونظرة إهتمام ترتسم على وجهه ، تشعر بالراحة لرعايته وحين تقول
المرأة بنفس طريقة الإهتمام لرجل : "ما الأمر حبيبي " ؟
يمكن أن يشعر بالإهانة أو الإحباط فهو سيشعر كما لو أنها لا تثق
بمعالجته للأمور .
ماذا تفعليــــــن حيـــــتن يدخـــــــل الرجــــــل إلى كـــــهــفـــــــه ؟
> لا تستهجني حاجته إلى الإنسحاب.
> لا تحاولي مساعدته في حل مشكلته.
> لا تحاولي رعايته بطرح الأسئلة.
> لا تجلسي عند باب الكهف تنتظرين خروجه .
> قومي بعمل شيئ يجعلك سعيدة .
يريد الرجل أن تثق شريكته المحبوبة بأنه يقدر على أن
يتدبر ما يزعجه . فالثقة بأنه قادر على تدبر مشكلاته مهمة جداً
لكرامته وكبريائه وتقديره لذاته .
إذا كنتي تحتاجين إلى التحدث فتحدثي إلى أخت أو صديقة
لا تجعليه المصدر الوحيد للإشباع بالنسبة إليك ِ .
ألاَ تقلق عليه فهو أمر صعب بالنسبة للمرأة .القلق بشأن الغير
أحد أساليب النساء في التعبير عن حبهن وإهتمامهن . إنه أسلوب
لإظهار الحب . فبالنسبة إلى المرأة ، لا يبدو صحيحاً مُطلقاً أن تكون
سعيدة بينما يشعر الشخص الذي تحبه بالضيق !
إنه بكل تأكيد لا يريدها أن تكون سعيدة لأنه منزعج
ولكنه يرغب حقاً في أن تكون سعيدة ليشعر بالحب والثقة من قبلها .
عندما يدخل الرجل إلى كهفه فهو عموما يحاول أن يحل مشكلة .
فإذا كانت شريكته سعيدة أو غير مُحتاجة إليه في هذا الوقت ، عندئذٍ
تكون لديه مشكلة أقل تحتاج إلى حل ، ومعرفة أنها سعيدة يعطيه
قوة أكبر لمعالجة مشكلته وهو بالكهف .
وهكذا يمكن لكل إمرأة أن تقوم بعمل العديد من الأشياء الممتعة حين يكون الزوج قابعاً في كهفه . وهذه بعض الأمثلة :
إقرأي كتاباً.
إذهبي إلى التسوق.
إتصلي بصديقة وتحدثي حديثاً مُطولاً .
أكتبي مذكرات.
شاهدي التلفزيون أو الفيديو.
تناولي وجبة شهية.
إذهبي في نزهة على قدميك.
إعملي في الحديقة.
قومي بتمارين رياضية.
إستمعي إلى أشرطة تنمية الذات .
ضعي في البانيو رغوة وشموع ذات رائحة مميزة وإستحمي.
خذي موعداً عند مراكز ال SPA وإحصلي على رعاية خاصة وتدليك مميز 🙂
> للكاتب John Gray Ph.D.