التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

رحلة مفهوم الوسطية من الشهادة إلى التفاوض

رحلة مفهوم الوسطية.. من الشهادة إلى التفاوض

بقلم – وسام فؤاد

وسام فؤاد
خلال الفترة الأخيرة من 2022 وحتى تاريخ نشر هذا المقال، بدأ حضور مصطلح الوسطية في التنامي بصورة مؤسسية مضطردة في صورة مراكز بحوث ودراسات انتشرت في دول شتى من أنحاء العالم العربي والإسلامي، كما بدأ في التمدد على صعيد أجندات المؤسسات الفكرية وفعالياتها من مؤتمرات وندوات. وترافق مع حالة التمدد هذه تقديم صورة من خارج الأمة حول الإسلام الذي يحب "الآخر الغربي" التعامل معه واصفين إياه بالإسلام "المعتدل" (مشروع تقدمت به مؤسسة راند)، وهي التسمية التي قام بعض الناظرين بتأويلها على أنها تعبير مواز في دلالته لتعبير الوسطية في دلالته الوجودية.

تجمعت عدة عوامل مهمة جعلت هذا المفهوم محط أنظار المفكرين والباحثين والكتاب، ويأتي في إطارها النهائي هذا الملف. فما هي تلك الاعتبارات؟ وكيف نقيمها؟

عندما ينفي النقاش المفهوم..

طالع أيضا:
الوسطية والتغيير وتعديل مفهوم الاعتدال
في نقد القول بالوسطية والاعتدال

وبإزاء حالة التمدد، وخشية وصولها لدرجة ترهل في أبعاد المفهوم، وكشأن أية ظاهرة اجتماعية وفكرية تقتضى ظرفيا صحيا لتناميها واستقرارها، شرع المفكرون والباحثون والكتاب في النظر في دال الوسطية ومدلوله للوقوف على حقيقة هذا المفهوم بالنظر لما ثار حوله من خلاف أقل ما يقال عنه أنه حاد، بين من يطرح المفهوم باعتباره خاصية وجودية للأمة الإسلامية لا تحمل أية إضافة قيمية/أجندة في ذاتها، ومن يراه مشروعا ضمن المشروعات الإسلامية متسم بحالة من تجاوز الغلو والابتعاد عن التقصير، ومن يرى أن تمدده الآني صنو الترويج الأمريكي لمصطلح الاعتدال. ولا يخفى في إطار هذا الاتجاه الأخير أن هذا المصطلح لاكته ألسنة بعض الشخوص السياسية العربية المرتبطة بمشروعات الأسرلة (الخضوع للعدو الإسرائيلي) وسائر مشروعات الاستتباع، وهو ما يمنح مبررا مشروعا لأصحاب وجهة النظر القائلة باستلاب المفهوم. بمعنى آخر، هذا المفهوم يحتاج إلى وقفة جادة لأن استخدامه من ناحية؛ والنقاش حوله من ناحية ثانية كادا أن ينفيا أهميته العلمية والأيديولوجية والفكرية، والاحتياجات الاجتماعية والدعوية المرتبطة بتوفره ضمن قاموس الخطابات الإسلامية المركزية. فالتعاطي النقدي مع هذا المفهوم ذهب به مذهبا لا مركز فكريا فيه ولا قطبية يمكن حصره في إطارها وتشريحه. غير أن هذا المفهوم القرآني المصدر كان عزيزا بحيث يصعب على مفكر منتم أن يتركه نهبا للأهواء الذهنية بدون محاولة لإجلاء مركزه، وتبيين موطئه.

كان الداعي للوقوف مليا أمام هذا الدال ومدلولاته تلك الحالة من التقاطع الدلالي القوي مع مصطلح آخر طورته أطروحة الإدارة اليمينية بالولايات المتحدة لكي تنتقي من بين المسلمين من تتعامل معه. وإن كنت أرجح أنها محاولة للخروج بالإدارة الأمريكية من ورطة أجندة المقرطة والإصلاح التي كانت تتبناها لحظة وصولها لسدة الحكم؛ وتطفرت في تبني طرحها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ثم تبينت بعد عدد من اللحظات الانتخابية في عدد من الدول العربية؛ على رأسها فلسطين، أن طرح المقرطة ستكون ضحيته الأساسية هي المصالح الأمريكية باعتبار أن البديل المشروع الأساسي في المنطقة يتمثل في الإسلاميين ومشروعهم الإصلاحي.

طرحت الولايات المتحدة مفهوم الإسلام المعتدل لتعدل في سياقه عن إقامة جسور جادة للتواصل مع الحركة الإسلامية النشطة في العالم العربي، ولتستوعب الأنظمة القائمة في جناح من الحالة الإسلامية لتنتهي بالوقوف عنده باعتباره الجناح الممثل للإسلام المقبول غربيا.

غير أن المصدر الأهم للوقفة ليس نابعا من تلك الرؤية المتمركزة حول الغرب المستعمر، بل تك الرؤية الناتجة عما قادتنا إليه القراءة الأولية للمفهوم. فمن ناحية، كشف اتجاه من اتجاهات التعامل مع المفهوم أنه يعد أنموذجا لتمثل أزمة الحالة الإسلامية التي تعاني من خلل حاد على أصعدة شتى، منها الصعيد الفكري والصعيد السياسي والصعيد الفقهي، وأنها لجأت لهذا المفهوم على نحو تبسيطي مخل لتحمله كل آمالها وأحلامها في الحصول على علاج لما تمر به من أزمات على هذه الأصعدة. وهو ما أنتج في النهاية مفهوما يعاني حالة من السيولة في الدلالة، ومن التبسيط المخل في بنائه المعرفي حتى اعتبره بعض المفكرين والكتاب والباحثين عبئا على الحالة الفكرية.

ومن ناحية ثانية، يرى البعض أن الوسطية يجب الوقوف بها عند حقيقتها التي حصرها فيها القرآن، والتي تتمثل بكونها حالة أو صفة وجودية مرتبطة بخلق الأمة وتكليفها، على نحو ما أفاد المفكر أبو يعرب المرزوقي، بما يعني أنها لا تحمل مضمونا قيميا ولا مشروعا أيديولوجيا فهي محض صفة وجودية تضع الأمة في وسط حال الأمم من حولها.

أما الاتجاه الثالث فيرى أن الوسطية مشروع وليست فقط صفة وجودية. وبرغم أن ثمة طموح متكلف إلى حد ما يلف بناء الوسطية كمصطلح/مفهوم لدى عدد كبير من المفكرين والباحثين والكتاب، إلى أنهم يتجاوزون كلتا الرؤيتين السابقتين (المفهوم الدخيل – المفهوم الوجودي). وبالرغم من أن تفاصيل طرح الوسطية كمشروع تختلف جزئيا من مفكر إلى آخر، إلا أن المتفق عليه بينهم أن الوسطية توصيف للمنهج الذي كلف الله به الأمة، وأن التحلل من المنهج – إن إفراطا أو تفريطا – يعني تجاوز الوسطية التي علمنا الله ورسوله تحريها سبعة عشر مرة في اليوم الواحد على الأقل من خلال خواتيم سورة الفاتحة.

الوسطية.. محاولة للوقوف عند إشارة القرآن

الوسطية لا يمكن الاختلاف مع الدكتور أبو يعرب المرزوقي في أنها صفة وجودية، غير أن الإشكال في تحديد الخواص الوجودية يبدأ من إسناد هذه الحالة للأمة وليس للمنهج. وإذا لجأنا لتوجيه الشارع جل وعلا في آية الوسطية لعلمنا أنها ترتبط بالشهادة على الناس في إطار شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم على الأمة. إن تحديد دلالة الشهادة بإسنادها إلى الرسول لا النبي في الآية الكريمة من سورة البقرة يعني أنه ارتباط بالمنهج لا بالأمة، بدليل أن مقتضى آية الوسطية في القرآن: "ويكون الرسول عليكم شهيدا.." لا تعني إلا أن وسطية الأمة مرتبطة بالتزامها بالمنهج والسباحة ضمن تياره العام. وتكون الشهادة كوظيفة هي محور بناء مفهوم الوسطية".

غير أن ما ينبغي أن نلتفت إليه في هذا السياق أن هذه الوسطية تتسم بأمرين مهمين لا يمكن إنكارهما، بقدر ما إنه لا يمكن استنكارهما:

فمن ناحية، لابد وأن نشير إلى أن الوسطية مفهوم وظيفي يرتبط بحالتي شهادة على الناس. الحالة الأولى تتمثل في شهادة على الناس من الأمم المختلفة، والحالة الثانية تتمثل في الشهادة على الحالة الإسلامية عينها.

فالإسلام كدين نزل لمعالجة أزمات الاستقطاب الوجودي بين المادية والروحانية من ناحية، وبين الدنيا والآخرة وبين الفوضى والاستبداد وبين الترخص والتشدد. ولا يقدح في هذا الطرح أن حكماء كل الأمم التي خلقها الله كانوا يطمحون لهذا الوسيط الذهبي الذي أسماه فلاسفة اليونان بالفضيلة وصار يعرف في الكتابات اللاتينية اللاحقة بالطوباوية أو Utopia. حتى في جدلية هيجل إن كان لنا أن نستشهد بهذا الرجل عدة الميتافيزيقا، كانت الأطروحة الجديدة Hypothesis دوما نتاج تطوري للصراع ما بين الأطروحة Thesis ونقيضها AntiThesis. غير أن هذا لا يعني أن نتهكم على طرح الوسطية باعتباره حالة حسابية وسيطة بين أطروحات مثل الدين والدولة، أو الثابت والمتغير، أو الذات والموضوع. فهذه الأطروحات يكون تمدد مفهوم الوسطية لتناولها تمددا اجتهاديا لا يدخل في تقييم بنية المفهوم، وإنما قد نستخدمه لمراجعة تطور دلالة المفهوم في كتابات المفكرين والكتاب والباحثين.

أما الحالة الثانية من حالات الشهادة فتتمثل في الشهادة على الحالة الإسلامية نفسها، وهو ما ذكره لنا الله تعالى بقوله: "ويكون الرسول عليكم شهيدا..". وفي هذا دلالة على أن منهج منح الله الإسلام للأمة الإسلامية كان مختلفا عن منهج منحه نفس الدين لبني إسرائيل من قبل، وهو ما جعل انحرافهم عنه انحرافا للكتاب السماوي الذي أنزل إليهم نفسه. فالله – جل في علاه – لم يجعل الدين لدينا مرتبطا بالأمة الحاملة له بل مرتبط بتمثل المنهج والتمسك به، مما يجعل الانحراف عن المنهج مدعاة للشهادة على الأمة الإسلامية نفسها. وهذه المسألة تحتاج لمزيد توضيح، وهو ما سنتناوله في البند التالي. غير أن المعلم الأساسي لها يتمثل في أن مفتاح الشهادة هنا مقدم للأمة الإسلامية نفسها ومتروك لخاصية التعددية في فهم نصوص الأصول وإدراكها، وعدم قدرة أي طرف – من داخل الأمة أو خارجها – على حمل عموم الأمة على الالتزام بفهم واحد للأصول: القرآن والسنة. غير أن منح الأمة هذه الخاصية الوجودية لا يعني إعفاءها من أن تكون موضوعا للشهادة.

ومن ناحية ثانية، وقبل الانتقال للبند الثاني، لابد من الإشارة إلى أن مفهوم الوسطية – برغم التهكم الذي ناله باعتباره حالة هندسية ما بين نقيضين، إلا أنه قريب من هذه الصورة، بما يمكن أن نعتبره أقرب إلى المنهج تفاوضي التشغيل. فذلك المبدأ يبدأ بالتعامل مع أطروحات متباعدة كثيرا ليجمعها في النهاية عند نقطة مشتركة، أو بمفهوم القرآن الأرحب: "الكلمة السواء". ويظل دور الأمة هو الاجتهاد والاستمرار في عملية سرمدية لبناء الكلمة السواء مع الآخر طالما أن الحركة الفكرية والاجتماعية تتبدل فيها تلك المفاهيم الحاكمة لها والمسيرة لشؤونها بما يعني تغير الظرف؛ وهو ما يعني استمرار الحاجة لتقديم اجتهاد جديد.

الوسطية.. هل تنطوي على أجندة

ذكرنا من قبل أمرين مهمين لابد من توضيحهما بإيجاز للبناء عليهما. فمن ناحية لابد لنا من الشهادة على العالمين والشهادة على الأمة الإسلامية نفسها. ومن ناحية ثانية أن الشهادة تحمل سمة المنهج مع الاختلاف الذي يقتضيه تغير الظرف وتجدد الطرح.

هذان المعطيان السابقان لا يعنيان إلا رفضا كليا لطرح الاقتصار على الدلالة الوجودية لمفهوم الوسطية. فالدلالة العملية الأولى لكون هذا المفهوم وظيفيا، وكون وظيفته تقديم الشهادة على الناس وفق هذين المستويين؛ هذا الطرح لا يعني إلا أن الوسطية أجندة، ويعني هذا أن الوسطية قد تكون أجندة طوباوية لم تمس أرض الواقع بحال أو أن تكون أجندة أيديولوجية تنطوي على تبرير لمشروع إسلامي قائم على أرض الواقع بالفعل طالما أنه يقع على أرضية التيار الأساسي للأمة الإسلامية، وهو تيار لا نقصد به إلا عدم الوقوع في أسر المغالاة أو التقصير، ومن ضمن ذلك الغلو والتقصير استشراء حالة مريضة من نفي الخواص الوجودية للأمة عن المنتمين لها، ومن بينها أكثر الصفات الوجودية تعبيرا عن الارتباط بالإسلام وهي "خاصية الإسلام" نفسها.

وهكذا لابد وأن يمثل مفهوم الوسطية توصيفا جامعا لمتتالية تجديد سرمدية لأجندة فكرية أو أيديولوجية يتحدد مركزها وفق ما يثيره الواقع (واقع الذات أو واقع الآخر) من تحديات متجددة.




جزاك الله كل خير حبيبتي



التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

لغة التفاوض بين الزوجين

قد يثير مصطلح «التفاوض» حفيظة البعض لأنه يرى أنه يوحي بالخصومة والنزاع، وهو ما لا يتفق مع الحياة الزوجية التي تقوم على المودة والرحمة، لكننا هنا لا نقصد التفاوض بالمعنى السياسي الصراعي، بل إدارة العلاقة الزوجية بشكل منظم بعيداً عن العشوائية التي تسمى أحياناً بغير اسمها، وتؤدي إلى فشلها لميل كفة الميزان لصالح طرف على حساب الطرف الآخر، لذا فالتفاوض هنا يتم بين طرفين عن وعي دائم بأنهما يشكلان وحدة واحدة في مركب واحد، وأن علاقتهما ليست صراعية، بل تراحمية تكاملية، وما التفاوض إلا أداة لضبط ميزان الحقوق والواجبات.
لا غنى عن التفاوض
العلاقات الحديثة لم تعد تعتمد على الأدوار التي يفرضها الإرث الثقافي. فالشريكان يجب أن يحددان أدوارهما بحيث أن كل عمل فعلا يستدعي التفاوض.
وبما أن احتياجات الناس تظل تتغير طيلة الوقت، ومتطلبات الحياة تتغير أيضا، فإنه لا غنى للعلاقات الجيدة عن التفاوض ومعاودة التفاوض طيلة الوقت. وتظل المفاوضات ناجحة إذا توفر «حسن النية» في الوصول إلى نقاط مشتركة مثمرة.
إلا أن الكثير من الأزواج والزوجات يخافون من التعبير عن حاجاتهم، فيضطرون إلى إخفائها أو تمويهها. فتكون النتيجة «خيبة الأمل» لعدم حصولهم على ما يريدون، والضجر من الشريك لأنه لم يسد حاجاتهم الدفينة. متناسين أن المودة لا تأتي بدون مصراحة، فشريكك لا يستطيع قراءة أفكارك.

روح الفريق الواحد
لابد أن تعتبرا نفسيكما فريقا واحدا ، أي أنكما شخصين فريدين، منظوراكما مختلف، وقوتكما مختلفة .. هذه هي قيمة ضبط خلافاتكما، حسب ما تقول خبيرة العلاقات "ديان سولي " مديرة الزيجات الناجحة .. يجب أن تعرفا كيف تحترمان الخلافات وتتعاطيان معها، فذلك هو مفتاح نجاح العلاقات. فالخلافات لا تفسـد العلاقات، ولكن الشتائم هي التي تفسدها وتهدمها.

استمع لشريكك
المراوغة أو تجاهل الخلافات ليست الطريقة السليمة للتعاطي معها، فإذا كنت لا تفهم أو لا تحب شيئا يفعله شريكك، اسأل عنه، واسأل عن سبب قيامه به. تحدث واستكشف ولا تفترض.

استمع لقلق شريكك وتذمره قبل أن تصدر حكما يخصه، ففي كثير من الأحيان يكون كل ما نحتاجه هو وجود أحد يستمع إلينا، فهذا يفتح الباب للثقة، لأن مشاركة الشعور أمر حيويّ حيث ننظر إلى الأمور من وجهة نظر شريكنا، ومن وجهة نظرنا أيضا.

اعتذر، واعتذر، واعتذر
كل منا معرض أن يخطئ، ومحاولة إصلاح الخطأ أمر حيوي في فضاء السعادة الزوجية. فقد تكون المشاجرات سخيفة أو مضحكة أو حتى تدعو إلى السخرية، ولكن الرغبة في إصلاح ذات البين فيما بعد هو محور سعادة كل زواج.

طبيعة المرأة
لغة التفاوض تحتاج من الرجل ـ خاصة ـ فهم جيد لطبيعة المرأة، فالمرأة لها طبيعة وجدانية انفعالية أسرع من الرجل، وهذه الطبيعة مناسبة تماما لوظيفتها الرئيسية «الأمومة» .. إن الله تعالى غرس فيها هذه العاطفة لتكون تلبيتها لنداء وليدها وصغيرها تلبية فورية، غير قائمة علي الحسابات العقلية والموازنات الظرفية، وإلا لهلك الطفل! هذه الطبيعة الانفعالية لا يمكن للمرأة أن تحيدها مع طرف، في الوقت الذي تطلق لها العنان مع طرف آخر، فالمرأة تتصرف بهذه الطبيعة مع كل الأطراف سواء كان وليدها أم زوجها أم غيرهما؟!
ولابد أن تفهم المرأة ذلك عن نفسها، ولابد – كذلك – للرجل أن يفهم ذلك عن النساء، لأنه إذا أدرك ذلك فلن يبادرها بما يثير حفيظتها ضده أكثر، أو يشعل غيظها تجاهه إلي أقصي الدرجات، ولا يبادرها أيضا إذا اشتكت له بما يثير حفيظتها منه أو من والدته أو من جيرانهم، أو من أي طرف كان .. بل يجاوبها بتهدئتها كقوله: الموضوع بسيط، وتافه، ولا يستحق كل هذه الثورة منك!

طبيعة الرجل
أيضا ينبغي للمرأة أن تتفهم طبيعة الرجل، فأغلب الظن أن الوظيفة الأولي للرجل كانت الصيد، فقد كان الرجل يترك زوجته مع صغيرها في مكان آمن، ثم يخرج هو ليأتي لهم بما يطعمون، ووظيفة الصيد كما نعلم جميعا تحتاج إلي ملكات معينة، منها عدم الانفعال السريع، لأن الانفعال السريع يثير الحركة، والحركة تضيع الفريسة لأنها تنبهها بوجود من يتربص بها، ومنها طول البال لتحين أنسب الأوقات للانقضاض علي الفريسة، ومنها قوة وحدة وجرأة الانقضاض، إذ لا معني للانقضاض البطيء أو الضعيف الذي يضيع الفريسة .. ومنها الكثير غير ذلك .
وكما نري فإن الله أودع الرجل مثل هذه الصفات لأنه بدونها لا يستطيع أن يؤدي وظيفته الرئيسية، من حماية ورعاية من يعول، وبالطبع فهذه الطبيعة لا يستطيع الرجل أن يحيدها مع طرف أو مجال، أو يستفرغها بكل قوة في مجال آخر.

الزواج ليس نقاشاً مستمراً
الزواج من المفترض أن لا يكون نقاشاً مستمراً، وجدلا لا ينتهي، إذ لابد من وضع وقت للمتعة والقبول؛ فلا تقضى ساعات مع زوجك في مناقشة خلافاتكما حتى لو شعرت بالحاجة لذلك. وهذا خطأ تقع فيه الكثير من الزوجات، فما إن ترى زوجها أو تجلس معه على انفراد إلا وتشرع في مناقشة نقطة خلاف بينهما، ويمر الوقت ويصبح ما يتحدثون عنه هو الجانب السلبي في حياتهما فقط، ثم تتساءل الزوجة: لماذا لا يحب زوجي الجلوس معي؟! ولماذا يتهرب مني في كل مرة أقترب منه؟! ..
هل تعتقدين بأن أي إنسان يرغب بأن يقضى وقته مع شخص يشعره بمشاعر سلبية تجاه نفسه؟! .. الزوجة الذكية تحسن اختيار الوقت المناسب لمناقشة أي موضوع حتى لا تتحول المناقشة إلى مشاجرة ونتيجة سلبية .

مراحل التفاوض.
– الإعداد: ماذا تريد؟ حدد هدفك ورتب أفكارك ومطالبك بشكل يضبط ما هو جوهري لا تنازل عنه، وما هو أقل في الأهمية يمكن التفاهم بشأنه.
– التحاور: اكتشاف وكشف الهدف من التفاوض باستخدام الأسئلة المفتوحة، والسماع الجيد والهادئ للطرف الآخر.
– العرض: إذا حدث كذا فسنفعل كذا، ويفضل دائماً استخدام كلمة «نحن»؛ لأن الأسرة كيان يجمع الطرفين، وعادة هي كلمة تؤكد الوعي بهذه الحقيقة، وأن الطرف المتحدث أهدافه المصلحة العامة لكيان الأسرة، أو أنه راعى – إذا كانت المصلحة فردية – مصالح الآخرين وأخذها في الحسبان.
– التساوم: تقديم أشياء مقابل أخرى، وتقديم حلول للمشكلات، وتسجيل ما تم الوصول إليه بشكل واضح.
وأخيرا لا ننسى أن الحب ليس دائما كاملا، وليس سلعة محدودة تشتريها وتبيعها .. إنه شعور يمتد وينحسر حسبما تعاملان بعضكما البعض. فإذا تعلمتما طرقا جديدة للتفاعل مع بعضكما، تعود مشاعركم متدفقة وغالبا أقوى من ذي قبل.




التصنيفات
منوعات

قيم نفسك مهارة التفاوض

قيم نفسك مهارة التفاوض

تعريف التفاوض:

طلب من تسعة أشخاص أن يعرف كل منهم: ما هو التفاوض؟

فكانت إجابتهم على النحو التالي:

1ـ التباحث مع الطرف الآخر من أجل المساومة أو التجارة.

2ـ التغلب على العقبات لإتمام صفقة.

3ـ مناقشة الخيارات من أجل الوصول لاتفاق.

4ـ احراز تقدم نحو هدف أو غاية مشودة.

5ـ التوصل لحل مشكلة مقبولة لدى الطرفين.

6ـ معرفة ما يرغبه فيه الشخص الآخر ثم جعله يعتقد بأنك توفر له ما يريده.

7ـ الدخول في صراع للإدارات أو منافسة لاثبات أي الطرفين أكثر ذكاء وفطنة.

8ـ محاولة نيل ما تريده.

9ـ إقناع شخص ما بالتصرف كيفما تريد أو مجاراة أفكارك.

تأمل معنا في هذه التعريفات. ما هي الآراء المشتركة التي تضمنتها؟

تجد أنها تشترك في الإشارة إلى وجود أكثر من شخص في التفاوض، كما تشير إلى حدوث عملية اتصال بين الأشخاص،

ثم ما هي الفروق الرئيسية التي تلاحظها في هذه التعريفات؟

تجد بعضها يتمحور حول مفهوم التعاون، بينما يشير البعض الآخر إلى مفهوم المواجهة، وهذا ما هو نريد أن نوضحه أولاً قبل أن نصل للتعريف العلمي الدقيق لمفهوم التفاوض.

مفهوم المواجهة: يعتقد بعض الناس أن التفاوض أشبه بلعبة شد الحبل حيث يوجد فائز واحد في التفاوض، مما يعني أن يكون الطرف الآخر هو الخاسر ولا بد، وقد يكون هؤلاء عدوانيين يميلون بطبعهم للدخول في مشاحنات، فيرون في التفاوض فرصة لاختبار قوة بأسهم وإظهار تفوقهم، أو قد يكون هذا المفهوم الخاطئ للتفاوض قد تكون لديهم نتيجة لبعض التجارب الشخصية التفاوضية أحسوا فيها كما لو كانوا قد خدعوا أو بدوا أقل ذكاء من الطرف الآخر، ولكننا نقول:

إن التفاوض الفعال ليس عملية مواجهة، ليس مباراة ملاكمة ذهنية يرفع فيها أحد الطرفين قفازه عاليًا مبتهجًا بالنصر عندما يسقط الطرف الآخر على الأرض.

فليس هناك حاجة على الإطلاق إلى أن ينطوي التفاوض على الخصومة أو العداوة.

مفهوم التعاون:

وثمة مفهوم آخر للتفاوض، فكثير من الناس يعتقدون أن التفاوض هو وسيلة للتوصل لاتفاق، وهؤلاء يكونون ميالين بطبعهم للحلول الوسط، فهم لا ينظرون للأمور من جهة وجود منتصر وخاسر ولكن من جهة وجود رضا متبادل وفوز لكلا الطرفين، وهذا هو المفهوم الصحيح للتفاوض والذي يقوم على اعتباره تعاونًا لا مواجهة، فهو فرصة للعمل المشترك بين طرفين لتحقيق هدف لا يستطيع أحدهما إنجازه بمفرده.

التعريف العملي للتفاوض:

ولنعد الآن إلى العناصر المشتركة في تعريفات العينة نجد أن هناك بعض الكلمات الرئيسية وهي: عمل ـ عملية ـ الاتصال ـ مقبول ـ حلول ـ خيارات.

وهذه الكلمات تؤلف فيما بينهما التعريف العلمي المختار لعملية التفاوض وهو:

‘التفاوض هو عملية اتصال بين شخصين أو أكثر يدرسون فيها البدائل للتوصل لحلول مقبولة لديهم أو بلوغ أهداف مرضية لهم’.

قيم نفسك:

ما مدى تمتعك بالمهارات التفاوضية؟

املأ هذا الجدول مدى القوة والضعف عندك في عملية التفاوض، ضع علامة في الخانة التي تناسبك ولتكن صادقًا مع نفسك.

رقم

نقاط التقييم

غالبًا ، دائمًا

أحيانًا

لا أبدًا

1

احتفظ بهدوئي مع التعرض للضغط

2

يمكنني التفكير بحياد حتى مع محاولة البعض إثارة عواطفي

3

اعتقد أن كل شيء قابل للتفاوض

4

أعتقد أن كلا الطرفين يجب أن يكسب في التفاوض

5

دائمًا أستخدم أسئلة كثيرة مثيرة للكشف عن المعلومات في التفاوض

6

استمع في المفاوضات مثلما أتكلم أو أكثر

7

ألاحظ التعبيرات الجسدية في جلسات التفاوض وأعمل على تفسيرها

8

لدي مهارة التعرف على الأساليب التفاوضية وكيفية مواجهتها

9

أجهز بعناية كل مفاوضة

10

يمكنني استخدام تكتيكات التوقيت للاستفادة بها في التفاوض

11

أسعى دائمًا لإيجاد أرضية مشتركة وأطرح بدائل خلال التفاوض

12

أعتقد أن التفاوض يمثل فرصة للوصول لاتفاق

1ـ إذا كانت علاماتك أغلبها في خانة ‘لا أبدًا’ فأنت تفتقر تمامًا على مهارات التفاوض.

2ـ إذا كانت علاماتك أغلبها في خانة ‘أحيانًا’ فأنت لديك مهارات التفاوض لكنها ضعيفة للغاية ولا تشكل سلوكيات دائمة لك.

3ـ أما إذا كانت علاماتك أغلبها في خانة ‘غالبًا دائمًا’ فهنيئًا لك، فأنت مفاوض ممتاز.




التصنيفات
منوعات

ضايج كلش بعيداً عن الصراخ تعلمي طرق التفاوض مع طفلك

عيداً عن الصراخ .. تعلمي طرق التفاوض مع طفلك

عزيزتي الأم .. إذا رفض طفلك توجيهاتك ، لا داعي لاستخدام العنف أو الصراخ حتى لا تكون النتيجة عكسية ويعتاد عليها الطفل ، لأنه في هذه الحالة سيزداد عناداً,

ومن الأفضل استخدام طريقة التفاوض.
ويؤكد خبراء علم النفس أن في هذا الجو المليء بالشد والجذب مع رفض طفلك النوم مبكراً أو ترك اللعب وغيره ، لا يوجد أمامك سوى حلين: الاستسلام أو الانفجار فيه، لكن هناك طريقا ثالثا يحتاج إلى بعض التدريب: التفاوض.

كيف تتفاوضين معه؟ الإجابة في السطور التالية.
تربية الأطفال غالبا ما تنطوي على التفاوض، سواء أحبنا ذلك أم لا، التفاوض بينك وبين طفلك يمكن أن يكون في الواقع بمنزلة تجربة تعليمية كبيرة ومثيرة بالنسبة له، فهو يتعلم منه المرونة والأخذ والعطاء وكيفية التوصل إلى الحلول الوسط. إذا كنت لا تتفاوضين مع طفلك، فهذا يعني أنه لن يتعلم أبدا كيفية التعامل مع النزاعات وحلها مع الآخرين بطريقة بناءة.

– حلول وسط:
الدرس المهم الذي يجب أن يتعلمه الطفل أن التفاوض يعني الأخذ والعطاء والتوصل إلى حل وسط يرضي الطرفين من خلال أخذ شيء والتنازل عن شيء آخر. فعندما يحين وقت النوم، ويرفض الذهاب إلى السرير ويطلب 30 دقيقة مهلة إضافية لمشاهدة مسلسل الكارتون المفضل له، وترفضين وتقولين «لا» يعني أن الأمر تحول إلى جدال وصراع ومعركة لا لزوم لها في هذا الوقت المتأخر من الليل. التفاوض معه هو الحل الأفضل لإنهاء الأمر بسرعة، عندما تقولين له «حسنا ما رأيك في 10 دقائق إضافية لكن بعدها تذهب مباشرة إلى السرير؟» سيوافق وسينصاع للأمر.

– امنحيه النصر أحياناً:
وينصحك الخبراء باختيار المعارك التي تخوضين فيها مع طفلك بعناية، فالكثير من الأمور لا تحتاج إلى معركة وفائز ومهزوم. عندما تقولين له «أتفق معك» أو «معك حق» فهذا لا يعني أنك الخاسرة، التفاوض مع الطفل يعني أن نمنحه الشعور بالنصر في بعض الأحيان لكي نرضي رغبته في الاستقلال وشعوره بالسيطرة على أموره الشخصية.
سيشعر من خلال التفاوض والوصول إلى اتفاق أنه حقق ما يصبو إليه من دون اللجوء إلى الطرق المزعجة مثل البكاء والصراخ. عندما تتفاوضن على الذهاب في عطلة نهاية الأسبوع إلى السينما أو الحديقة ويختار السينما وتوافقين، تأكدي أنه في مفاوضات المرة القادمة سيبرم معك اتفاقا يؤيد فيه وجهة نظرك.

– بدائل جديدة:
يعتمد التفاوض بين طرفين على التوصل إلى أفضل الحلول والبدائل الممكنة التي ترضي الطرفين معا. إن كان طفلك يرفض تناول الخضروات والفاكهة رغم أهميتهما له، يجب البحث عن بدائل تثير اهتمامه، على غرار «هل تريد أن تشاركني في إعداد كوكتيل الفاكهة؟»، أو «ما رأيك لو تشاركني في تقطيع الخضروات والفاكهة إلى أشكال مختلفة؟».
حددي عواقب مخالفة الاتفاق عندما تتفاوضين مع طفلك على مسألة ما وتصلان إلى اتفاق، من الضروري أن تبيني له العواقب المنتظرة في حالة مخالفته لشروط الاتفاق «سأمنحك 15 دقيقة للعب وبعدها تبدأ بإعداد واجباتك المدرسية»، إذا لم يفعل يجب أن يعرف أنك تأخذين الأمر على محمل الجد «في اليوم التالي لن يكون هناك فرصة للعب لأنك خالفت الاتفاق». هذا العقاب سيجعله أكثر التزاما في تنفيذ اتفاقه معك في المرة القادمة.

– لعبة المفاوضات:
من المهم أن تديري المفاوضات مع طفلك بذكاء. استخدمي أسلوب الحوار بين طرفين وليس طريقة الاستجواب من أجل فرض الأمر الواقع. إن كانت في ذهنك فكرة تسعين لإقناعه بها، فأنت بحاجة إلى استخدام الاستراتيجيات التي تساعدك على انجاز الأمور بشكل سلس يجنبك الدخول في معارك وصراع لا طائل من ورائه.
إن كان طفلك من النوع الذي لا يغسل أسنانه بالمعجون إلا بعد جدل طويل، فمن الممكن أن تحولي الأمر إلى لعبة مفاوضات «ما رأيك هل تريد غسل أسنانك بعد العشاء أم قبل الذهاب الى النوم مباشرة؟». من خلال لعبة المفاوضات سيختار أحدهما، وبذلك تحصلين على ما تريدين بكل هدوء.
كلما كان ذلك ممكنا تحتاجين إلى السماح لطفلك بممارسة فن التفاوض، الأطفال أذكياء ويعرفون ما تريده الأمهات لكنهم يحبون الدخول في أخذ ورد، فهم يحبون أن يشعروا بأن لديهم بعض السيطرة على الأمور التي تتعلق بهم. السماح لهم بممارسة فن التفاوض لبعض الدقائق يشبع لديهم هذا الشعور.

– نصائح تفاوضية:
– أثناء عملية التفاوض مع طفلك نحّي عواطفك جانبا ولا تظهريها.
– اسعي لفهم ما يدور في ذهن طفلك أثناء التفاوض وحاولي رؤية الأشياء بمنظاره.
– أشركيه في عملية اتخاذ القرار بحيث يتحمل مسؤولية العواقب الناتجة من عدم التزامه بما اتُّفق عليه.
– لا تفرضي رأيك خلال التفاوض واستخدمي أسلوب الإقناع، كما يجب أن تتحلي بالمرونة وتكوني مستعدة لأن يغير طفلك رأيك خلال التفاوض.
– احرصي على إنهاء عملية التفاوض بطريقة ودية ولا تسمحي لضيق الوقت أو الغضب بإنهائه بطريقة فاشستية.
– لا تدخلي في مفاوضات معه إن كنت في حالة غضب واستفزاز. اهدئي أولا ثم ابدئي المفاوضات.

ويشير خبراء علم النفس أن التفاوض مع الطفل يجب أن يكون أسلوبا من بين أساليب التربية، بالطبع ليس لدى كل أم طاقة أو وقت للتفاوض طوال اليوم وعلى كل مشكلة أو صراع، لذا فالسؤال المهم الذي يطرح نفسه ليس «هل يجب التفاوض؟» بل «متى وكيف؟».

ضعي في اعتبارك أن التفاوض مع طفلك لا يعني التخلي عن صلاحياتك أو الاستسلام لضغوطه، لكنك تقومين بتدريبه على فن التفاوض وكيفية الوصول إلى تسويات مقبولة من الطرفين. من الضروري اختيار الوقت الملائم للتفاوض، فبعض الأوقات ليست مناسبة على الإطلاق. أما النصيحة المهمة فهي أن بعض القضايا غير قابلة للتفاوض، خاصة عندما يتعلق الأمر بصحة طفلك وسلامته.




و الله الاطفال تربيتهم صعبة



ا ا اه ولله ولله الطفال تربيتهم متعبه مرا
لله يهديهم بس ويعينا علا تربيتهم
جزاك لله خير

:7_13_5[1]: