التصنيفات
قصص و روايات

قصه تدمع لها العين وتقشهر لا الجسد رائعة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة أدمعت عيناي ….

هذه القصة حدثت لفتاه

تدرس في إحدى الجامعات في دوله خليجيه وكانت

تدرس في إحدى التخصصات الدينية .

وكان لها صوت عذب كانت تقرأ القرآن كل ليلة
وكانت قرائتها جميلة جدا ….
أمها كل ليلة عندما تذهب إلى غرفتها تقف عند

الباب فتسمع قراءة ابنتها بذلك الصوت الجميل
وهكذا دامت الأيام

وفي إحدى الإيام مرضت هذه البنت وذهب بها
أهلها إلى المستشفى فمكثت فيه عدة أيام .
إلى أن وافها الأجل هناك في ذلك المستشفى .
فصعق الأهل بالخبر عندما علموا من إدارة
المستشفى فكان وقع هذا الخبر ثقيل على أمها .

وإذ بيوم العزاء الأول يمر كالسنة على أمها الذي تفطر قلبها بعد وفاة ابنتها .
وعندما ذهب المعزون . قامت الأم إلى غرفة ابنتها حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل فعندما قربت الأم من الباب فإذا بها تسمع صوت أشبة ما يشبه بالبكاء الخفيف والأصوات كانت كثيرة وصوتها خفيف ..
فزعت الأم ولم تدخل الغرفة…
وعند الصباح أخبرت الأهل بما سمعته قرب غرفة ابنتها الليلة الماضية وذهب الاهل ودخلو الغرفة ولم يجدوا فيها شيئا .
وإذا اليوم الثاني وفي نفس الوقت ذهبت الأم الى غرفت ابنتها واذا به نفس الصوت…

وأخبرت زوجها بما سمعته .

وقال لها عند الصباح نذهب ونتاكد من ذلك لعلكي تتوهمين بتلك الاصوات وفعلا عندما اتى الصباح ذهب وتأكدو ولايوجد شيء على الإطلاق

وكانت الأم متأكدة مماسمعت واخبرت احد صديقاتها بما سمعت واشارت لها بان تذهب الى احد الشيوخ وتخبره بما يحدث وفعلا اصرت الام واخبرت احد الشيوخ عن هذه القصة فتعجب الشيخ من ما سمع وقال اريد ان أأتي إلى البيت في ذلك الوقت …

وعندما أتى الشيخ اتجهوا به نحو الغرفة واخبروه بما كانت تفعله ابنتهم من قراءة للقران في كل ليلة وعندما اقتربوا من الغرفة وإذا بذلك الصوت نفسه

وسمعه الشيخ وإذا بالشيخ يبكي فقالوا له

مالذي يبكيك ؟؟

فقال الله اكبر

هذا صوت بكاء

الملائكة

إن الملائكة في كل ليلة عندما كانت تقرأ القران البنت كانوا ينزلون ويستمعون الى قرائتها فهم يفقدون ذلك الصوت الذي كانوا يحضرون كل ليلة ويستمعون له..

الله أكبر

الله أكبر هنيئا لها ما حصلت علية من درجة رحمها الله وأسكنها فسيح جنات




مش معقول سبحان الله مش ممكن يكون حقيقة اكيد فيه بعض من تخريف
بس انت ماشاء الله مواضيعك حلوة في قصص وروايات



التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

ابدعي لغة الجسد والعيون لجدب زوجك

وقد راقب العلماء مجموعة من الرجال والنساء الذين يلتقون بعضهم ببعض لأول مرة ، ووجدوا أنه كلما كانت المرأة منجذبة للشخص الذي أمامها، قلدت بشكل لا شعوري حركات تململه وتغير وضعية جسمه أو طريقة جلوسه ، فتقليدنا لإيماءات حركات شخص هو استجابة اتوماتيكية عندما نحبه ، حسب ما ورد بجريدة " القبس ".

وذكر العلماء أنه يمكن للرجل الاستفادة من عملية التقليد بشكل عكسي إذا شعربأن المرأة غير مهتمة به ، بحيث يحاول أن يدير اللعبة ويقلدها بحركاتها وإيماءاتها فربما تشعر بانجذاب نحوه.

نظرة العيون وتأثيرها

ولا يقتصر التعبير عن الحب من خلال لغة الجسد فقط ، بل يمكن للمرأة أو الرجل التعبير عن مدي حبهم للأخر عن طريق نظرة العيون ، فالعيون لها دور مهم وفعال في إظهار ما يخفيه المرء بداخله ، فهي تعتبر أحد أسرار الجاذبية التي يفهم بها الرجل رغبة المرأة في الحب والإعجاب والعكس .

وكان فريق من العلماء البريطانيين والاسكتلنديتين قد أكدوا أن النظر إلى العيون مباشرة مع ابتسامة خفيفة هو أحد أسرار المرأة الخفية أو الرجل الخفي .

وأفادت الدراسة البريطانية التي شملت 460 شخصاً من الجنسين بالتساوي أن النظرة المباشرة والابتسامة العريضة يساعدان في إقناع الشخص الآخر بأنه "الشريك المناسب"، وفضل المشاركون النظرة المباشرة والوجه المبتسم ، وظهر أن تأثير الشعور بالانجذاب من النظرة المباشرة كان واضحاً .

الصوت دليل قوي

ورغم أن للصوت مدلولات خاصة تظهر من خلالها ما تخفيه الشخصية الحقيقية ، فهو أيضاً له تأثير كبير وخاص على من يسمعه ، وكما يقال "الأذن تعشق قبل العين أحياناً " ، لذلك فهو من أسلحة المرأة الجذابة ، التي تستطيع من خلاله أن تجذب إليها كل من تحب ، وأكبر دليل على ذلك انجذاب بعض الرجال للمرأة من خلال سماع صوتها الجميل في التليفون ، كما أنه سبب أساسي وأكيد في نجاح العلاقات الزوجية ، فنبرة الصوت الهادئة تحرك مشاعر الرجل القوية وتجعلها سيل من الحنان والعاطفة ، والمرأة الذكية هي التي تحسن استخدام أسلحتها الأنثوية وتبسطها ، فصوتها وروعة إيقاعه وقدرتها على الحديث من أهم العوامل التي تؤثر بشكل كبير في مشاعر الرجل ، فالمرأة التي تنتقي كلماتها وتعرف متى تتكلم ومتى تصمت وتعلم مواطن الضحك والتهكم وغيرها من الأصوات هي المرأة التي تملك أهم عامل من عوامل جذب اهتمام الرجل وتوثيق علاقات الألفة والمودة والتجاوب.

دلالك يجذب الرجال

وتؤكد ميجان بروفوست اختصاصية علم النفس في جامعة اونتاريو، والتي أشرفت على دراسة سمتها "خطوة الدلال" ، أن المرأة في فترة خصوبتها، تدرس خطواتها بعناية شديدة وهي لا تتدلل إلا أمام شخص تنجذب إليه وترى فيه مشروعاً مفترضاً للإنجاب منه ، في حين إنها تسير على غير هدى أمام رجل لا تعتقد بأنه يمثل "الزوج المثالي" ، حسب ما ورد بجريدة " الحياة " .

وأوضحت ميجان أن المرأة تعطي الجنس الآخر إشارات مختلفة يفهم الرجل الذكي فقط معناها الحقيقي ويتلقاها البعض بغباء ويرون فيها تعالياً وكبرياء .

وبعد دراسة مفصلة لخطوات النساء فى فترات مختلفة من الشهر أمام 40 رجلاً متطوعاً تبين لميجان أن هذه الخطوات تختلف باختلاف الهرمونات التي تفرزها بناء على إشارات من المخ ووفق من تراه أمامها من الرجال ، وشددت على أن خطوات المرأة تهدأ وتخف حركة أردافها في فترات خصوبتها ، ما قد يعني إنها تخفي استعدادها للإنجاب عن غير المؤهلين من الرجال.

ووافق الدكتور جون مانينج ، من جامعة سنترال لانكشاير على نتائج الدراسة الكندية ، وقال : "إن من طبيعة المرأة الرغبة برجل واحد لرعاية أبنائها وهي تحمي نفسها وخصوبتها دائماً عن غير المؤهلين".

عطرك لغة للتواصل

ولا نستطيع أن ننسي العطر ودوره المهم في التعبير عن الحب والإعجاب من قبل الطرفين ، فالعطر لغة خاصة تستطيع من خلاله المرأة جذب انتباه الرجال ، فالرجال يعشقون عطور النساء ويميلون تجاه العطور الهادئة التي ترسم صورة خاصة ومميزة للمرأة في عيونهم ، كما أن المرأة تميل لعطور الرجال القوية التي تفرض شخصية الرجل وتجعله أكثر جاذبية وأناقة ، وإليك بعض النصائح المهمة التي تساعدكما على اختيار العطر المناسب لكما :

ـ لا تكتف بشم العطر من زجاجته ولكن يجب وضع القليل منه على الجلد وتركه لمدة 10دقائق للتعرف على رائحته الحقيقية .
ـ أنسب مكان لوضع العطر عند اختياره على الرسخين مكان النبض أو عند الجزء الداخلي من منطقة الكوع.

ـ يجب عدم اختيار رائحة أكثر من أربعة أنواع مختلفة من العطور في وقت واحد .

ـ الروائح الرقيقة كروائح الزهور والفاكهة مناسبة لفصل الصيف ، أما الروائح الثقيلة التى تحتوي على زيوت عطرية أفضل لفصل الشتاء ، لأنها تعطي إيحاء بالدفء.

ـ لابد من مراعاة مناسبة نوع العطر لوقت التعطر ففي الصباح يفضل استخدام العطور الزهرية الخفيفة قليلة الكحول بينما العطور القوية في رائحتها تناسب المساء .

ـ إذا لم تعثر على العطر الذى يناسبك ويؤثر في شخصيتك ويرضي مزاجك لا تجبر نفسك على عطر لا تحبه وداوم على البحث عن عطرك المفضل .

ـ يجب ألا تزيد مدة الاحتفاظ بالعطر على 3 سنوات




يعطيك العافية حبيبتي يسلمو



يسلمو
يعطيك الف عافية



مشكوره ياقلبي



العفو حبيبات قلبي نورتولي الموضوع بردودكم الحلوة



التصنيفات
منتدى اسلامي

أمة الجسد الواحد أين أنتم من أختكم

" أُمةَ الجسد الواحِد: أينَ أنتم عن أختكم "

(آيات)

قبلَ أنْ تقرأَ التالي… اسمَع بقلبك هذين السَّطرين من مُحمدٍ صلى الهُ عليه وسلم :

"ما من امرئ يخذل امرأً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته"

بربِّكَ يا أخي و يا أُختاه لو كنتَ الآنَ في غَيابَتِ السِّجن مظلوماً مغلوباً على أمرك: فما هي رسالتُك حينها لنا؟؟؟

بلا شكٍ ستبكي حُرقةً على أخٍ نساك… و تتمنى منهُ وقفةً و لو بكلمة… فكيفَ يُعقَل أنْ يجمعنا ربٌّ واحد و شريعةٌ واحدة و أُخوةٌ عقدها ربُّنا بينا حتى صرنا الجسدَ الواحد : ثُم نعيشُ فُرادى لا نأبَهُ لمُصابِ إخوتنا و أخواتنا…

المُصابة هي أُختكم العفيفةُ " آيات عصام أحمد "
و التي تم اعتقالُها في سوريا منذ شهر أكتوبر الماضي لأنها
" تتبع النهجَ السلفي "
و يا لها من تُهمة عجيبة… و لا حول ولا قوةَ إلا باله…

أختكم يا أبناءَ الإسلام تُعاني الويلاتَ في سجنها كما ذكرتْ إحدى الأسيرات المُفرج عنهن…
حيثُ أنها تعاني من انهياراتٍ عصبية لا يفوقُها إلا كشفُ سترِها و قتلُ عفتها على أيدي السَّجانين… و لا نصيرَ لها من إخوتها و أخواتها…

هي تتعلقَ بعدَ الهِ بكم… فأنتم أهلُها… و ظنُّها بكم أنكم تغارونَ على شرفكم و ترفضون السجنَ لأخواتكم و أمهاتكم…

إياكم أنْ يمكرَ بكم الشيطانُ فلا تنصروها… خذلانُها و اله خذلانٌ لكم و للأمة جمعاء… و لا تستحقروا نُصرتكم و إنْ قلَّتْ فالهُ أكبرُ أعظم…
============================== =======

أما عن آلية نُصرتها : فهي سهلة جداً علينا كل واحدٍ منا قادرٌ على نُصرتها بهذه الطريقة:

* أولاً الدعاء لها و خاصة بأوقات الإجابة… مع الانتباه إلى أنها أختكم…

* ثانياً : اظهار غيرتكم و نُصرتكم لها بالوسائل الإعلامية التالية… فالضغط الإعلامي حتى لو لم نرَ له أثراً جليَّاً فهو يبعث برسالة عظيمة سواءاً لأختنا آيات و أهلها و أمثالها…
أو حتى لسجَّانيها ليعلموا أنَّنا أمةُ الجسد الواحد… وبإذن اله تعالى إنَّ جُهدكم هذا لمكتوبٌ و مشهود… و يومَ القيامة سترونَ هذا… اللهم الإخلاص و القبول و النصرَ لأخواتنا العفيفات…
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

الوسائل الإعلامية هي لثلاث جهات:

الأولى: للحكومة السورية:
تتضمن رسالة إلى وزارة الداخلية السورية بالمطالبة للافرج عن أختنا جنَّات…

و الثانية : لرجال الدين و خاصةً الذين يتحدثون كثيراً بالقضايا السياسية… و اخترنا أنْ تكون الرسالة إلى " الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين " حتى يُثيروا القضية بالإعلام…

و الثالثة : لإحدى وسائل الإعلام…
و التي لها أثر كبير في الرأي العام… و اخترنا مراسلة أحد الشخصيات الإعلامية الجريئة و هو الأستاذ " عبد الباري عطوان"…

============================== =========

الآن الواجب عليكَ أخي و أختاه ارسال كل رسالة إلى الإيميل الخاص بها… ثم نشر الموضوع للآخرين حتى يُرسلوا هذه الرسائل… فكلما زاد العد كلما زاذَ الأثر بإذن اله… و لنُخلص نوايانا غيرةً على أعراضنا ونُصرةً للعفية جنات…

============================== ===========

الرسالة الاولى للحكومة السورية "وزارة الداخلية " :

السلام عليكم… رسالة جماعية من المسلمين بشتى الأقطار إلى الحكومة السورية: نُطالب بالإفراج عن أختنا " آيات عصام أحمد " و التي اعتُقلتْ يوم 18 اكتوبر 2022… دون أي أسباب تدعو لذلك سوى أنها "سلفية"… و هذه التهمة خرقٌ واضحٌ للحريات الشخصية و الدينية لكل إنسان… فنرجو منكم اطلاقَ سراحها عاجلا…

http://www.civilaffair-moi.gov.sy/sf…_contactus.htm

============================== ==

============================== ===

الرسالة الثانية إلى : الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين…

السلامُ عليكم… رسالة جماعية من المسلمين بشتى الأقطار إلى " الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"… أيها المشايخُ و العلماء إنكم – وكما تعلمون – تحملون مسؤوليةً عظيمة في الذودِ عن الشريعة و المسلمين… أما الشكوى فهي عن اعتقال الأخت السورية " آيات عصام أحمد " يوم 18 من أكتوبر 2022… و لا أسباب للاعتقل سوى أنَّ هذه المسلمة تتبع المنهج السلفي… و حالتُها الصحية كما ذكرتْ وسائل الإعلام صعبة جدا… فنرجو منكم اثارة قضيتها بوسائل الإعلام و اقناع الحكومة السورية باطلاق سراحها عاجلاً… نُصرةُ المُسلم واجبة…و جزاكم الهُ خيرا

لارسال الرسالة للاتحد العالمي عن طريق هذا الإيميل :

http://www.iumso.net/index.php?optio…ntact&id=1&Ite mid=71

============================== ===

============================== ===

الرسالة الثالثة إلى " الأستاذ عبد الباري عطوان…

السلامُ عليكم… رسالة جماعية من المسلمين بشتى الأقطار إلى الأستاذ الفاضل "عبد الباري عطوان"… كثيراً ما كنا نراكم في مواقفَ تنصرون فيها قضايا المسلمين و المستضعفين… و جئناك بجريمة اقترفتها الحكومة السورية بحق إحدى المسلمات و هي الأخت " آيات عصام أحمد " و التي تم اعتقالها يوم 18 من أكتوبر 2022 لأنها تتبع المنهج السلفي… فنرجو منكم أستاذنا عبد الباري عطوان نُصرتها باثارة قضيتها و الدعوة لاطلاق سراحها فحالتُها الصحية صعبة و كذلك جريمُتها ليستْ بجريمة… و أجرُكَ على اله تعالى…

ارسال الرسالة لإيميل الأستاذ عبد الباري عطوان من هنا:

[email protected]

============================== ============

============================== =============

الرجاء النَّشر




بارك الله فيك



الله يجزاك خير



التصنيفات
منوعات

شمس تخترق الجسد جميلة

المكــان : المطـــــار ..
التاريخ : منذ بدأت أتنفس مثل الجميع ..
الوقت : العاشرة وأربع وخمسون دقيقــة بتوقيت غرفتي .

لا أرى جيدا ً ..
قال لي أحد الأطباء ذات مراجعــة .. بأن نظرك ضعيف بعض الشيء .. ولم يشرح لي السبب !!
المكان مظلم جدا ً ..
أشبة بقبو تحت الأرض !
لوحة كبيرة تقول : ( إلى اليسار مواقف خـــاصة ! )

أرى الكثير من الغبــار .. فقط .. وكأنمــا هي إحدى علامــات هذا القبو ..
سيارات كثيرة سبقتني !
لفت انتباهي إحداها .. كـُـتب على زجاجها ( أشوفكم على خير ) !
نمت في حلم يقظــة جميل .. بدأت أتخيل تلك الأنامل وهي تكتبها قبل الرحيل .. كانت أشبه بأنامل طفل لا يتجاوز العاشرة ..

أو إمرأة ..

لا أعلم ؟!

ما أعلمـــه ..
بأني ركنت سيارتي بأحد المواقف التي ودّعــَـت أصحابها !
وبدأت امشي بخطوات مرتبكــة ..
لا أرى بصورة مركزة .. فقـد كنت أفكر بما سيحدث مستقبلا ً عندمـا تصل رحلــة ( شمس ) .. ولم أكن أستطيع ان أفكر بشيء آخر .. ولا حتى بالطريق !!
تنبهت بصوت فرامل سيارة مسرعــة .. قد مررت من أمامها من غير أن أنتبه ..
هو يوبخني بعنف .. وكنت أرى ملامحه جيدا ً لكنني لم أكن أعلم عن ماذا يتحدث هذا الأحمق ..

أنا أفكر في ( شمس ) وماذا ستقول لو رأتني بعد ذلك الغياب !!
فتحت أبواب المطار الأوتوماتيكية .. كاشفة ً لي ساحة المطار الضخمة ..
قلبي يخفق بتزايد ملحوظ ..
أخشى أن يختلط علي الخوف من خفقانه والاختناق من رهبـة الموقف .. فأنسى كيف أتنفس !!!
بدأت بالتقدم بخطوات مازالت مرتبكـة ..
أو قد يكون إحساسي هو المرتبك وقتها وأرى كل ما حولي كذلك .. !
وصلت إلى منطقـة هادئـة !
مقاعد كثيرة و أناس ينتظرون معــا ً بكل شوق ..
خجلت من الجلوس بجانب شابتين تبعدان عني مسافة ثلاث مقاعد ..
ولكنهن يستطعن رؤية القادمين بشكل أفضل .. !!
تضايقت كثيرا ً .. فأنا لم أقدم الى المطار لكي أنتظر بعيدا ً ..
تحدثت مع نفسي قليلا ُ وأنا واقف !

و قررت الجلوس ..
لأنني أريد أن أكون أول من تشرق الشمس بعينيه ..

بدأت الانتظار !
وبدأت الدقائق بالتجمد ثانية بعد ثانية .. وكأنمـا هي لعنة الشوق الذي فتك بي ..
أحس بان هنــاك من يتحدث في صدري !
بصوت هادئ جدا ً .. وكأنها محادثة بين القلب والعقل استرق السمع لها جسدي ..
الحديث عن : ماذا سيجري بعد دقائق !
قلبي .. كان يقول :
بان ( الشمس ) لن تصدق رؤيتي أمامها بعد هذا الغياب
وستخجل من أن ترتمي بين أحضاني أمام النــاس .. !
لذا ستمسك بيدي بقوة حينما أصافحها .. ستضغط على كفي بكل شوق لتعبر عن ما بداخلها بكل أدب !
أمــــا .. عقلي فيقول :
لا تفرح كثيرا ً فلا تعلم ماذا تخبئ لك الأقدار يا مسكيـن
كنت أستمع لتلك المحادثة وأنا شاخص العينين نحو ( بوابة القادمين ) ..
سرحت بفكري قليلا ً ..
لأتذكر مشاهد لم تبرح ذاكرتي أبــــدا ً ..
صوتها :
عندما تناديني بـ ( حبيبي )
كلماتها :
عندما نتناقش في أمورنا اليوميــة
رقتها :
عندمـا تصف لي مدى خوفها من الحشرات الصغيرة !
نعومتها
:حينما تتململ من كثرة الجلوس ..
أشياء كثيرة ..

قاطعها .. حركة مفاجأة من طفل كان يلعب ببالونه الصغير أمامي مما أجبرني على الاستيقاظ !
لم أجد الشابتين !!
ولم أجد الكثيرين ممن كانوا حولي ؟
حتى الطفل يجمع ألعابه للرحيل مع والديــــه ..
تنبهت إلى أنني استغرقت في حلم يقظة ٍ طويل ٍ جدا ً ..
حتى أتى موعد الهبوط ..

سارعت إلى الركض نحو البوابة ..
توقفت في منتصف الطريق !
انتظرت .. فإذا ببقية المسافرين قادمين من بعيد ..
ابتسمت لدرجة أنني أردت أن أضحك بصوت مرتفع من شدة الفرح .. لأن الأمل مازال موجودا ً ..
أصبحت أحدق بالجميع .. وكأن هنــاك من سرقني قبل زمن وأردت أن أكتشفه !
وبالفعل كانت في نظري سارقة لكل شيء !
فلم تترك شيئا ً لم تسرقه من عقلي وفكري .. وحتى صحتي ..
بدأ المسافرين بالخروج من البوابــة ..
وأنا أتصبب عرقا ً من شدة الخوف والخجل .. والشوق !
بدأت تصطدم بي حقائب المارين ..
تربكني جدا ً .. فأكاد أن أصرخ بوجه الفاعل .. ولو أنني أعلم بأنها من غير قصد .
بدأ العناق يشتد أمامي ..
فهذا رجل استقبل أبناءه بالأحضان بعد غيـــاب .. وهذا طفل قفز لكي يتعلق بأبيه من كثرة الشوق .. وهذه أم حملت أطفالها وبدأت بتقبيلهم من خلف النقاب !

وأنا أنتظر ..
وأنتظر ..
إلى أن قدم من خلف الجميع نور ٌ أعرفه جيدا ً ..
فلطالمــا رأيت به ومن أجله !

هي ( شمس ( ..
هادئة كعادتها .. متزنة الخطوات .. متجهة نحوي تماما ً ..
كدت أن أختنق من كثرة الفرح .. فما عساي أن أفعل ؟
أبدأ بالصراخ فألفت انتباه الجميع إلى ( شمس ) ..
لا .. لا أستطيع فهي لي وحدي !
أصمت .. وأنتظر !
لا .. لا أستطيع فأنا في غايــة الشوق ..

اختفت كل مقومات الخجل واكتفيت بنوع واحد من التفكير .. وهو كيف لي أن أقترب منها !
فرحتي بقدومها لا توصف ..
كنت أشد فرحــا ً من يوم العيـــد ..
فهي عيدي الذي يرافقني دائمــا ً ..
وفي كل أيام السنـــة !

ضربت بالجميع عرض الحائـــط ..
وهممت أن أحتضنها وبكل شوق .. وبكل لهفــة .. وبكل حنــان ..

بدأت بالاقتراب نحوي ..
فركضت باتجاهها بشوق غامر .. وأنا مبتسم ..
اقتربت منها ..
شرّعت ذراعي ّ لكي أحتضنها .. فاقتربت هي وهي مازالت تحافظ على اتزان خطواتها
اعتقدت بأنه الخجل .. الأمر الذي لم يسمح لها بالسرعة نحوي !
اقتربت أكثر .. وأكثر ..
إلى أن توسطت بين ذراعي ّ فهممت أن أحكم الإقفال عليها بيدي !
فاخترقتني ..

اخترقت جسدي ..
أحسست ببرد ِ غريب يخترقني
ليكمل طريقه / لتكمل طريقها .. من دون أن تلتفت !
وكأنني لم أكن !
ولم أقف .. ولم أنتظر .. ولم آتي بجسدي ..!؟

انهرت ..
بدأت عينيّ بالغرق !
سقطت أرضا ً .. يدي ّ فوق ركبتي ّ ..

وأنا أنظر بحزن غريب ..
فلم أتوقع أن تمر من خلالي هكذا .. من دون حتى أن تبتسم لرؤيتي !
سقطت دمعــة يتيمة من دون أن أعلم .. على صدري
وأنا لا أكاد أعلم ماذا يجري من حولي ..

شعرت ببلل ٍ يجري بين أضلعي !
تلمست مكانها فذا بيدي تخترق جسدي أيضا ً .. كانت ممن اخترقوني بكل قسوة

كانت ..
كل ملامحي مشوهه آن ذاك
وكان ..
كل من حولي لا يراني !
وكانت ..
الشمس ذاهبة مع أهلها .. سعيدة
علمت وقتها !
بان جسدي على سرير غرفتي .. وأنها ما هي إلى روح التقت الشمس بحلم جميل !




يسلمووووووو



التصنيفات
منوعات

زواج الجسد

موضوع مهم جدا جدا اتمنى التمعن به وفهم المعاني.

موضوعي هذا هو عن الجنس
والجنس غريزة موجوده بالإنسان والحيوان
وهي وسيله للتكاثر كي تستمر هذه الحياة
إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .

والجنس لايحتاج إلى كيفية الممارسة وتطبيق حركات مستورده
تؤدي إلى الأمراض .. فالجنس يأتي تلقائياً دون دروس
فلم يأخذ آبائنا وأجدادنا والأجيال العظيمة السابقة دروساً
تحت أي مسمى لاسيما كذبة الثقافة الجنسية.

والغريب بالأمر أن الحيوانات تستخدم الجنس…..كوسيله
والإنسان بهذا الزمان للأسف يتخذه…..كغاية
سواء كانت محلله أو محرمة فهل ميز الله الحيوان بالعقل ونحن الدواب أم العكس ؟

وذلك له أسباب ، وأحد هذه الأسباب هي الإباحية والقنوات الفضائية
التي تلوح تحت غطاء الحرية والديمقراطية المستوردة من الغرب

الغرب الذي يؤمن إيماناً شديداً بالعلمانية التي لاتعترف بالدين ولا بالآخره
ولابوجود الله ولابجنه ونار وللأسف بعض الأقلام ( العربية) و المفترض بأنها ( مسلمة)
وتخشى الله وتملك من الحياء الكثير من خلال التربية الإسلامية الصحيحة
والغيره على شرف المرأة المسلمة وشرف الرجل المسلم

ولكن هي الأيادي التي تروج لهذه الأفكار الإباحية التي لايقرها الله ورسله
ولاحتى عباد الله العقلاء مما تحمله من مساويء خبيثة تدمر الجيل
الذي تعرض لهذا الغزو الذي نجح وللأسف الشديد
أصبح الجنس غاية وأصبح الرجل والمرأة أول مايفكروا بهِ هو الجنس قبل الزواج
ولايفكرون كيف نبداء هذه الحياة الأسرية الجديده كيف نجعل منها ناجحه
وكيف نجعلها تستمر بالحب والعطاء وماذا نهيء لأطفالنا عندما يأتون إلى هذه الدنيا
وكيف نجعل منهم جيل مختلف ونتلافي بهم أخطائنا الماضية
التي غزاها الشيطان الغربي والصهيوني جل مايشغلهم هو الجنس
لمجرد الجنس والزواج بأسم الحب (المتهور) الحديث
الذي أستطيع أن أطلق عليه ( زواج الجسد إلى حين)

وأقصد ب/إلى حين لأن أغلب هذه الزواجات تنتهي بالطلاق
وإذا ماكنت متشائماً سوف أقول ستنتهي بالهجر أو الخيانة لاسمح الله
لأن الوسيلة أصبحت غاية والغاية هي إرضاء الجسد
على حساب الكثير من المهام الأساسية في حياة الأزواج
وعندما تتم الغاية وهي إشباع الغريزة الجنسية يأتي بعدها التملل وعدم الرغبة
وربما التفكير بالخيانة لاسمح الله أي التجديد حلالاً كان أم حراما
فالزيادة كالنقصان علينا أن نعلم بأن الجنس جزء من حياتنا وليس جل حياتنا
والحياة الزوجية هي كلمة طيبة معاملة جميلة وراقيه
أحترام متبادل تخطي المصاعب والظروف القاسية الأستمتاع بجمال ذلك العش الزوجي تدريجياً

( لاتشرب الماء كله وأنت تعلم بأنك سوف تشق الصحراء راجلاً ).

نقطه مهمه:

أما الأقلام التي لاتخشى الله تعالى بما تطرحه من أفساد الأخلاق والذوق العام
إن الله يراكم ويسمعكم ويعلم ماتسرون وماتعلنون ولاتروجوا للغرب بأقلامكم
ففي نهاية المطاف سوف تكونون كبش فداء وتحاسبون على ماتكتبون لهذا الجيل
ولاتعللوا أو تسموا هذا بالثقافة الجنسية هذا بعيد عن الثقافة.

قال الله تعالى في كتابه العزيز :
( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُوا فيِ الأَرضِ قَالُو إِنَّماَ نَحْنُ مُصْلِحُون)
صدق الله العظيم
(سورة البقرة)(الآية 10 ).

فيجب أن لانتأثر بأفكار أعدائنا بل يجب علينا أن نؤثر نحن عليهم بديننا وبأخلاقنا
فنكسب الدنيا والآخرة إن شاء الله . فنحنُ أمة ٌ ملكت الدنيا زمناً طويلاً بأخلاقها




التصنيفات
منتدى اسلامي

امراض الجسد والروح

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمْ ..
اللهُّمَّ صلِّ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّد وعجّلْ فَرجهُمْ يَا كَريمْ ..
السَّلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه ..

جَميعاً نَمرُّ بِأزمَاتِ الأمَراضُ الجَسديّة ،، مُعديّةً كَانتْ أَمْ لا ،، بَسيطةً أمْ لا فَكُلّها تُرهِقُ الجَسد .. سَنتعرّفُ هُنّا لِكُلاً مّنْ الأَمراضُ الجَسديّة والرُّوحيّة ..

..[ أَمراضُ الجَسد ]..
هيّ الأمَراضْ الّتي نَتعرّضُ إِليها بِسببِ تَغيّر الجَو أو نَتيّجة فَيروساتْ تَعرّضَ لها الفرد مّثلْ،،
1- مَرضُ الزُّكَامْ ،، الحُنجَرة ،، الصُّداعْ ،، ….. إِلخْ ،، كُلّها أمَراضٍ نُعالجَها بِالذّهابِ إِلى المُستَشفى لأَخذ العِلاجْ ..
2- لِرُبّما بِغير شَعُور نَجرحُ أنَفُسنا بِالسّكينْ أَثناء تَقطيعْ فَاكهة مَا،، بِسببِ شُرود الذّهنْ أو الاستِعجالْ ،، نُعالِجها بِغسلِ الدّم وتَطهِيرُ الجُرحْ خَوفاً مّنْ انِتقال مِيكُرُوباتٍ قَدْ تُؤذي بهِ ..

..[ أَمراضُ الرُّوح ]..
هيّ تِلْكَ الأَمراضُ الّتي تُرهِقُ القَلْبْ والعَقلِ والفِكر .. الّتي لا نَشعِرُ بِها بِسهولة ،، وإكْتِشافُها صعبٌ ،، وأمَراضُ الرُّوح هيّ الذّنُوبْ [والعياذُ بِالله] .. { أمراضٌ روحيّة قَلبيّة } ..

تِلْكَ أمَراضٌ خَطيرة وكَبيرةٌ عَنْدَ اللهَ .. وآثَامُها لا تُعدّ ولا تُحصى .. إِذنْ لِنتعرّفُ إِليها ..

1- الكذبْ :
هُو مُخالفةِ القَولْ لِلوَاقعْ ، ومّنْ أَبشعُ العِيّوبْ والجَرائِمْ ، ومَصدرُ الآثامْ والشُرُور ، وداعيّة الفَضيحة والسَّقوطْ ، لِذلكَ حَرمتّهُ الشَّريعةُ الإِسلاميّة ..
والكَاذّبُ يَخْرجُ مّنْ فمّه رائِحةٌ نَتِنة جدّاً تُنْفِرُ مِنها المَلائكة وهذهِ حَقيقة ،، إذا جُرحتْ اليدّ أنّنا نرى الدّم بِسهولة ولكنَّ لا نَشمُّ رَائحتُها مع إنّها موجُودة ..

لِذلكَ لابُدّ لنّا أن نَعيِّ أثمْ هذهِ العادة {الكَذبْ} .. ونتفكّر فِي قَولْ اللهُ تَعالى: { ويلٌ لِكُلِّ أفاكٍ أَثيمْ } سُورة الجَاثيّة [آية7] ..
قَالَ الإِمام عليِّ عليهِ السّلامْ: " إِعتِيادْ الكَذِبُ يُورثُ الفِقر "

2-الغيّبة :
هيّ التّحدثْ عَنْ الآخرينْ وذِكرهُمْ مّما يَكرهُونه سِواء كانَ لفظاً أو إِشارة أو كِتابةً ..
والغيّبة تَحرقُ الحسَناتْ وتَنقُلها إِلى الشّخص الّذي أَغتبناهُ ،، فتَجدُّ أنّ صَحيفتُكَ تحوي السّيئاتْ بَعد إِنْ كانت حَسناتْ ..

3- النّمِيمة :
هيّ نَقلُ الأَحادِيثْ الّتي يكرهُ النّاس إِفْشاؤها ونَقلها لِشخصٍ أخر، نكاية بِالمحكي عنهُ والوقيعةُ به .. وهيّ أشدّ خُطُورةً مّنْ الغيّبة ..
والنّميمة هيّ مّنْ أبشعُ الجرائمُ الخُلقيّةْ ..
قالَ اللهُ تَعالىَ: {ويلٌ لِكُلِّ هَمزةٍ لُمزة} سُورة [آية ]
والنّميمة نتَجمعُ بَيْنَ الغيّبة والنّمْ ،، فَكُلَّ نميمةً غيّبة ولّيستْ كُلّ غيّبة نمِيمةْ ..

وليسَ فَقط الكذبْ والغيّبة والنّميمة بَلْ كُلّ ذنب هُو مرضُ سيء جَدّاً ،، وأمَراضُ الرُّوح تُسبب فِي عَدمِ الحصُول على رضا اللهُ سُبحانهُ وتعَالى ،، وهُو أهمُ شيء يَجبُ أَنْ نَسعى إِليه ونهتمُ به ، لأنّهُ سبب الحَياةُ السّعيدة ومُفتاح الدّخول لِلجنّة ..

لِذلكَ لابُدّ أَنْ نَهتمُ ونَسألُ أَنفُسنا بَيْنَ كُلّ فترةً:
• هَلْ لديّ مَرضاً روحيّ وقلبيّ ؟
• هَلْ صَديقيّ يَملكُ مَرضاً فِيْ قلبهِ وروحهُ ؟
نُفكّر حتّى نَكتشفهُ ونَعالجهُ لكيّ تَكُوُّن قُلوبنا سَليمة جَدّاً ..

الحِكمةُ مّنَ الموضُوع: كَما تَهْتَمُ بِمُعالجةِ مَرضٌ وجرحٌ فِيْ جسدُكْ ،، إِهتمْ بِمُعالجةِ مَرضٌ فِيْ روحكْ وقَلْبُكَ ..

تحيتِّي لكُمْ ،،




التصنيفات
منوعات

ذاكرة الجسد لاحلام مستغانمي اهداء خاص لرنوشة رائعة

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

اليوم أقدم لكم رواية جديدة

( رواية ذاكرة الجسد )

رواية رائعه

للكاتبة : أحلام مستغانمي

صدرت رواية ذاكرة الجسد سنة 1993 في بيروت. بلغت طبعاتها حتى فبراير 2022, 19 طبعة. بيع منها حتى الآن 130000 نسخة (عدا النسخ المقرصنة في عدة دول عربية مثل الاردن – فلسطين- سوريا- مصر – لبنان). اعتبرها النقّاد أهم عمل روائي صدر في العالم العربي خلال العشر سنوات الأخيرة وبسبب نجاحاتها أثيرت حولها الزوابع مما جعلها الرواية الأشهر والأكثر إثارة للجدل. ظلّت لعدة سنوات الرواية الاكثر مبيعاً حسب إحصائيات معارض الكتاب العربية (معرض بيروت – عمّان- سوريا- تونس- الشارقة). حصلت على جائزة "نجيب محفوظ" للرواية سنة 1997. وهي جائزة تمنحها الجامعة الأميركية بالقاهرة لأهم عمل روائي بالّلغة العربية. جائزة "نور" عن مؤسسة نور للإبداع النسائي القاهرة 1996. جائزة "جورج طربيه للثقافة والابداع " سنة 1999 لأهم إنتاج إبداعي (بيروت). صدرت عن الرواية ما لا يحصى من الدراسات والأطروحات الجامعيّة عبر العالم العربي في جامعات الأردن, سوريا, الجزائر, تونس, المغرب مرسيليا, البحرين. اعتمدت للتدريس في عدة جامعات في العالم العربي وأوروبا منها: جامعة السوبورن.. جامعة ليون و(إيكس ان بروفنس) و(مون بوليه) الجامعة الأمريكية في بيروت.. جامعة اليسوعية.. كلّيّة الترجمة.. الجامعة العربية بيروت.. كما اعتدمت في البرنامج الدراسي لعدة ثانويات ومعاهد لبنانية. كانت نصوصها ضمن مواد إمتحانات الباكلوريا في لبنان لسنة ‏2003‏‏. إشترت شركة أفلام مصر العالمية سنة 1998 حقوق الرواية لإنتاجها سينمائياً.. لكن بطلب من المؤلفة ألغي العقد سنة 2001. أبدى الممثل العربي القدير نور الشريف أكثر من مرّة أمنيته في نقل هذا العمل الى السينما في فيلم ضخم, وعد بإيصاله الى مهرجان "كان" العالمي. كما تداولت الصحافة العربية لعدة سنوات أسماء ممثلات رشحّن لأداء الدور النسائي في هذا الفيلم. ترجمت الى عدّة لغات عالمية منها: – الانكليزية. صدرت الطبعة الثانية سنة 2022. الفرنسية سنة 2022 عن دار Albin Michel تصدر الطبعة الثانية هذا العام في سلسلة كتاب الجيب. الايطالية.. الصينية.. الكرديّة

هيا لنبدأ ….

بأسم الله ….

الفصل الأول

الفصل الأول

ما زلت أذكر قولك ذات يوم :

"الحب هو ما حدث بيننا. والأدب هو كل ما لم يحدث".

يمكنني اليوم, بعد ما انتهى كل شيء أن أقول :

هنيئا للأدب على فجيعتنا إذن فما اكبر مساحة ما لم يحدث . إنها تصلح اليوم لأكثر من كتاب .

وهنيئا للحب أيضا …

فما أجمل الذي حدث بيننا … ما أجمل الذي لم يحدث… ما أجمل الذي لن يحدث .

قبل اليوم, كنت اعتقد أننا لا يمكن أن نكتب عن حياتنا إلا عندما نشفى منها .

عندما يمكن أن نلمس جراحنا القديمة بقلم , دون أن نتألم مرة أخرى .

عندما نقدر على النظر خلفنا دون حنين, دون جنون, ودون حقد أيضا .

أيمكن هذا حقاً ؟

نحن لا نشفى من ذاكرتنا .

ولهذا نحن نكتب, ولهذا نحن نرسم, ولهذا يموت بعضنا أيضا .

– أتريد قهوه ؟

يأتي صوت عتيقة غائبا, وكأنه يطرح السؤال على شخص غيري .

معتذرا دون اعتذار, على وجه للحزن لم أخلعه منذ أيام .

يخذلني صوتي فجأة …

أجيب بإشارة من رأسي فقط .

فتنسحب لتعود بعد لحظات, بصينية قهوة نحاسيه كبيرة عليها إبريق، وفناجين, وسكريه, ومرشّ لماء الزهر, وصحن للحلويات .

في مدن أخرى تقدم القهوة جاهزة في فنجان, وضعت جواره مسبقاً معلقه وقطعة سكر .

ولكن قسنطينة مدينه تكره الإيجاز في كل شيء .

إنها تفرد ما عندها دائما .تماما كما تلبس كل ما تملك. وتقول كل ما تعرف .

ولهذا كان حتى الحزن وليمه في هذه المدينة .

أجمع الأوراق المبعثرة أمامي , لأترك مكاناً لفنجان القهوة وكأنني أفسح مكانا لك ..

بعضها مسودات قديمة, وأخرى أوراق بيضاء تنتظر منذ أيام بعض الكلمات فقط… كي تدب فيها الحياة, وتتحول من ورق إلى أيام .

كلمات فقط, أجتاز بها الصمت إلى الكلام, والذاكرة إلى النسيان, ولكن ..

تركت السكر جانبا, وارتشفت قهوتي مره كما عودني حبك .

فكرت في غرابه هذا الطعم العذب للقهوة المرّة . ولحظتها فقط, شعرت أنني قادر على الكتابة عنك فأشعلت سيجارة عصبيّة, ورحت أطارد دخان الكلمات التي أحرقتني منذ سنوات, دون أن أطفئ حرائقها مرة فوق صفحه .

هل الورق مطفأة للذاكرة؟

نترك فوقه كل مرة رماد سيجارة الحنين الأخيرة , وبقايا الخيبة الأخيرة. .

من منّا يطفئ أو يشعل الآخر ؟

لا ادري … فقبلك لم اكتب شيئا يستحق الذكر… معك فقط سأبدأ الكتابة.

ولا بد أن أعثر أخيراً على الكلمات التي سأنكتب بها, فمن حقي أن أختار اليوم كيف أنكتب. أنا الذي أخترت تلك القصة .

قصه كان يمكن أن لا تكون قصتي, لو لم يضعك القدر كل مره مصادفه, عند منعطفات فصولها .

من أين جاء هذا الارتباك؟

وكيف تطابقت مساحة الأوراق البيضاء المستطيلة, بتلك المساحة الشاسعة البياض للوحات لم ترسم بعد.. وما زالت مسنده جدار مرسم كان مرسمي ؟

وكيف غادرتني الحروف كما غادرتني قبلها الألوان. وتحول العالم إلى جهاز تلفزيون عتيق, يبث الصور بالأسود والأبيض فقط ؟

ويعرض شريطا قديما للذاكرة, كما تعرض أفلام السينما الصامتة .

كنت أحسدهم دائماً, أولئك الرسامين الذين كانوا ينتقلون بين الرسم والكتابة دون جهد, وكأنهم ينتقلون من غرفه إلى أخرى داخلهم. كأنهم ينتقلون بين امرأتين دون كلفة ..

كان لا بد ألا أكون رجلا لامرأة واحدة !

ها هوذا القلم إذن.. الأكثر بوحا والأكثر جرحا ً.

ها هو ذا الذي لا يتقن المراوغة , ولا يعرف كيف توضع الظلال على الأشياء . ولا كيف ترش الألوان على الجرح المعروض للفرحة .

وها هي الكلمات التي حرمت منها , عارية كما أردتها , موجعه كما أردتها , فَلِمَ رعشة الخوف تشلّ يدي , وتمنعني من الكتابة؟

تراني أعي في هذه اللحظة فقط ، أنني استبدلت بفرشاتي سكيناً. وأن الكتابة إليك قاتله.. كحبك .

ارتشفت قهوتك المرة, بمتعه مشبوهة هذه المرّة. شعرت أنني على وشك أن اعثر على جمله أولى, ابدأ بها هذا الكتاب .

جمله قد تكون في تلقائية كلمات رسالة .

كأن أقول مثلا :

"أكتب إليك من مدينه ما زالت تشبهك, وأصبحت أشبهها. ما زالت الطيور تعبر هذه الجسور على عجل, وأنا أصبحت جسرا آخر معلقاً هنا.

لا تحبي الجسور بعد اليوم..".

أو شيئا آخر مثل :

" أمام فنجان قهوة ذكرتك ..

كان لا بد أن تضعي ولو مرة قطعة سكر في قهوتي . لماذا كل هذه الصينية.. من أجل قهوة مرّة..؟".

كان يمكن أن أقول أي شيء …

ففي النهاية, ليست الروايات سوى رسائل وبطاقات, نكتبها خارج المناسبات المعلنة.. لنعلن نشرتنا النفسية, لمن يهمهم أمرنا .

ولذا أجملها, تلك التي تبدأ بجمله لم يتوقعها من عايش طقسنا وطقوسنا. وربما كان يوما سببا في كل تقلباتنا الجوية .

تتزاحم الجمل في ذهني . كل تلك التي لم تتوقعيها .

وتمطر الذاكرة فجأة ..

فأبتلع قهوتي على عجل. وأشرع نافذتي لأهرب منك إلى السماء الخريفية.. إلى الشجر والجسور والمارة.

إلى مدينة أصبحت مدينتي مرة أخرى . بعدما أخذت لي موعدا معها لسبب آخر هذه المرة .

ها هي ذي قسنطينة.. وها هو كل شيء أنت .

وها أنت تدخلين إليّ, من النافذة نفسها التي سبق أن دخلت منها منذ سنوات. مع صوت المآذن نفسه, وصوت الباعة, وخطى النساء الملتحفات بالسواد, والأغاني القادمة من مذياع لا يتعب …

"يا التفاحة .. يا التفاحة … خبريني وعلاش الناس والعة بيك ..".

تستوقفني هذه الأغنية بسذاجتها .

تضعني وجهاً لوجه مع الوطن . تذكرني دون مجال للشك بأنني في مدينه عربيه فتبدو السنوات التي قضيتها في باريس حلماً خرافياً .

هل التغزل بالفواكه ظاهره عربية؟ أم وحده التفاح الذي ما زال يحمل نكهة خطيئتنا الأولى, شهيّ لحدّّ التغنّي به، في أكثر من بلد عربي .

وماذا لو كنت تفاحه؟

لا لم تكوني تفاحه .

كنت المرأة التي أغرتني بأكل التفاح لا أكثر. كنت تمارسين معي فطرياً لعبة حواء . ولم يكن بإمكاني أن أتنكر لأكثر من رجل يسكنني, لأكون معك أنت بالذات في حماقة آدم !

-أهلا سي خالد..واش راك اليوم ..؟

يسلّم عليّ الجار, تسلّقت نظراته طوابق حزني. وفاجأه وقوفي الصباحي, خلف شرفة للذهول .

أتابع في نظرة غائبة, خطواته المتجهة نحو المسجد المجاور . وما يليها من خطوات, لمارة آخرين, بعضها كسلى, وأخرى عجلى, متجهة جميعها نحو المكان نفسه .

الوطن كله ذاهب للصلاة .

والمذياع يمجد أكل التفاحة .

وأكثر من جهاز هوائي على السطوح, يقف مقابلا المآذن يرصد القنوات الأجنبية، التي تقدم لك كل ليله على شاشة تلفزيونك, أكثر من طريقه _عصريه_ لأكل التفاح !

أكتفي بابتلاع ريقي فقط .

في الواقع لم أكن أحب الفواكه. ولا كان أمر التفاح يعنيني بالتحديد .

كنت أحبك أنت. وما ذنبي إن جاءني حبك في شكل خطيئة؟

كيف أنت.. يسألني جار ويمضي للصلاة .

فيجيب لساني بكلمات مقتضبة، ويمضي في السؤال عنك .

كيف أنا؟

أنا ما فعلته بي سيدتي.. فكيف أنتِ ؟

يا امرأة كساها حنيني جنوناً، وإذا بها تأخذ تدريجيا , ملامح مدينه وتضاريس وطن .

وإذا بي اسكنها في غفلة من الزمن, وكأنني اسكن غرف ذاكرتي المغلقة من سنين .

كيف حالك؟

يا شجرة توت تلبس الحداد وراثيا كل موسم .

يا قسنطينية الأثواب ….

يا قسنطينية الحب … والأفراح والأحزان والأحباب .. أجيبي أين تكونين الآن؟ .

ها هي ذي قسنطينه …

باردة الأطراف والأقدام. محمومة الشفاه, مجنونة الأطوار .

ها هي ذي .. كم تشبهينها اليوم أيضا … لو تدرين !

دعيني أغلق النافذة!.

كان مارسيل بانيول يقول:

"تعوّد على اعتبار الأشياء العادية .. أشياء يمكن أن تحدث أيضاً " .

أليس الموت في النهاية شيئا عاديا. تماما كالميلاد, والحب, والزاج, والمرض, والشيخوخة, والغربة والجنون, وأشياء أخرى ؟

فما أطول قائمة الأشياء العادية التي نتوقعها فوق العادة, حتى تحدث. والتي نعتقد أنها لا تحدث سوى للآخرين, وأن الحياة لسبب أو لآخر ستوفر علينا كثيرا منها, حتى نجد أنفسنا يوما أمامها .

عندما ابحث في حياتي اليوم, أجد أن لقائي بك هو الشيء الوحيد الخارق للعادة حقاً. الشيء الوحيد الذي لم أكن لأتنبأ به، أو أتوقع عواقبه عليّ. لأنَّني كنت اجهل وقتها أن الأشياء غير العادية, قد تجر معها أيضا كثيرا من الأشياء العادية .

ورغم ذلك ….

ما زلت أتساءل بعد كل هذه السنوات, أين أضع حبك اليوم ؟

أفي خانة الأشياء العادية التي قد تحدث لنا يوما كأية وعكه صحية أو زلة قدم.. أو نوبة جنون؟

أم .. أضعه حيث بدأ يوماً؟

كشيء خارق للعادة, كهدية من كوكب, لم يتوقع وجوده الفلكيون. أو زلزال لم تتنبأ به أية أجهزة للهزات الأرضية .

أكنتِ زلة قدم .. أم زلة قدر ؟.

أقلّب جريدة الصباح بحثا عن أجوبة مقنعه لحدث "عادي" غيّر مسار حياتي وجاء بي إلى هنا .

أتصفح تعاستنا بعد كل هذه الأعوام , فيعلق الوطن حبراً أسود بيدي .

هناك صحف يجب أن تغسل يديك إن تصفحتها وإن كان ليس للسبب نفسه في كل مرة. فهنالك واحده تترك حبرها عليك .. وأخرى أكثر تألقا تنقل عفونتها إليك .

ألأنّ الجرائد تشبه دائما أصحابها, تبدو لي جرائدنا وكأنها تستيقظ كل يوم مثلنا, بملامح متعبه وبوجه غير صباحي غسلته على عجل، ونزلت به إلى الشارع. هكذا دون أن تكلف نفسها مشقة تصفيف شعرها, أو وضع ربطة عنق مناسبة.. أو إغرائنا بابتسامة .

25 أكتوبر 1988 .

عناوين كبرى.. كثير من الحبر الأسود. كثير من الدم. وقليل من الحياء .

هناك جرائد تبيعك نفس صور الصفحة الأولى.. ببدلة جديدة كل مره .

هنالك جرائد.. تبيعك نفس الأكاذيب بطريقة أقل ذكاء كل مرّة ….

وهنالك أخرى، تبيعك تذكرة للهروب من الوطن.. لا غير .

وما دام ذلك لم يعد ممكنا, فلأغلق الجريدة إذن.. ولأذهب لغسل يدي .

آخر مره استوقفتني فيها صحيفة جزائرية, كان ذلك منذ شهرين تقريبا. عندما كنت أتصفح عن طريق المصادفة, وإذا بصورتك تفاجئني على نصف صفحه بأكملها, مرفقه بحوار صحافي بمناسبة صدور كتاب جديد لك .

يومها تسمَََََّر نظري أمام ذلك الإطار الذي كان يحتويك. وعبثا رحت أفكّ رموز كلامك . كنت أقرأك مرتبكاً، متلعثماً, على عجل. وكأنني أنا الذي كنت أتحدث إليك عني, ولست أنت التي كنت تتحدثين للآخرين, عن قصة ربما لم تكن قصتنا .

أي موعد عجيب كان موعدنا ذلك اليوم! كيف لم أتوقع بعد تلك السنوات أن تحجزي لي موعدا على ورق بين صفحتين, في مجلة لا اقرأها عادة .

إنّه قانون الحماقات، أليس كذلك؟ أن أشتري مصادفة مجلة لم أتعوّد شراءها، فقط لأقلب حياتي رأساً على عقبّ

وأين العجب؟

ألم تكوني امرأة من ورق. تحب وتكره على ورق. وتهجر وتعود على ورق. وتقتل وتحيي بجرّة قلم.

فكيف لا أرتبك وأنا أقرأك. وكيف لا تعود تلك الرعشة المكهربة لتسري في جسدي، وتزيد من خفقان قلبي، وكأنني كنت أمامك، ولست أمام صورة لك.

تساءلت كثيراً بعدها، وأنا أعود بين الحين والآخر لتلك الصورة، كيف عدتِ هكذا لتتربصي بي، أنا الذي تحاشيت كل الطرق المؤدية إليك؟

كيف عدت.. بعدما كاد الجرح أن يلتئم. وكاد القلب المؤثث بذكراك أن يفرغ منك شيئاً فشيئاً وأنت تجمعين حقائب الحبّ، وتمضين فجأة لتسكني قلباً آخر.

غادرت قلبي إذن..

كما يغادر سائح مدينة جاءها في زيارة سياحية منظمة. كلّ شيء موقوت فيها مسبقاً، حتى ساعة الرحيل، ومحجوز فيها مسبقاً، حتى المعالم السياحية التي سيزورها، واسم المسرحية التي سيشاهدها، وعنوان المحلات التي سيشتري منها هدايا للذكرى.

فهل كانت رحلتك مضجرة إلى هذا الحد؟

ها أنا أمام نسخة منك، مدهوش مرتبك، وكأنني أمامك.

تفاجئني تسريحتك الجديدة. شعرك القصير الذي كان شالاً يلف وحشة ليلي.. ماذا تراك فعلت به؟

أتوقف طويلاً عند عينيك. أبحث فيهما عن ذكرى هزيمتي الأولى أمامك.

ذات يوم.. لم يكن أجمل من عينيك سوى عينيك. فما أشقاني وما أسعدني بهما!

هل تغيرت عيناك أيضاً.. أم أن نظرتي هي التي تغيرت؟ أواصل البحث في وجهك عن بصمات جنوني السابق. أكاد لا أعرف شفاهك ولا ابتسامتك وحمرتك الجديدة.

كيف حدث يوماً.. أن وجدت فيك شبهاً بأمي. كيف تصورتك تلبسين ثوبها العنابي، وتعجنين بهذه الأيدي ذات الأظافر المطلية الطويلة، تلك الكسرة التي افتقدت مذاقها منذ سنين؟

أيّ جنون كان لك.. وأية حماقة!

هل غيّر الزواج حقاً ملامحك وضحكتك الطفولية، هل غيّر ذاكرتك أيضاً، ومذاق شفاهك وسمرتك الغجرية؟

وهل أنساك ذلك "النبي المفلس" الذي سرقوا منه الوصايا العشر وهو في طريقه إليك.. فجاءك بالوصية الحادية عشرة فقط.

ها أنت ذي أمامي، تلبسين ثوب الردّة. لقد اخترت طريقاً آخر. ولبست وجهاً آخر لم أعد أعرفه. وجهاً كذلك الذي نصادفه في المجلات والإعلانات، لتلك النساء الواجهة، المعدات مسبقاً لبيع شيء ما، قد يكون معجون أسنان، أو مرهماً ضد التجاعيد.

أم تراك لبست هذا القناع، فقط لتروّجي لبضاعة في شكل كتاب، أسميتها "منعطف النسيان" بضاعة قد تكون قصتي معك.. وذاكرة جرحي؟

وقد تكون آخر طريقه وجدتها لقتلي اليوم من جديد, دون أن تتركي بصماتك على عنقي .

يومها تذكرت حديثاً قديماً لنا . عندما سألتك مرة لماذا اخترتِ الرواية بالذات. وإذا بجوابك يدهشني .

قلت يومها بابتسامة لم أدرك نسبة الصدق فيها من نسبة التحايل:

" كان لا بد أن أضع شيئا من الترتيب داخلي.. وأتخلص من بعض الأثاث القديم . إنَّ أعماقنا أيضا في حاجة إلى نفض كأيّ بيت نسكنه ولا يمكن أن أبقي نوافذي مغلقه هكذا على أكثر من جثة ..

إننا نكتب الروايات لنقتل الأبطال لا غير, وننتهي من الأشخاص الذين أصبح وجودهم عبئاً على حياتنا. فكلما كتبنا عنهم فرغنا منهم… وامتلأنا بهواء نظيف …" .

وأضفت بعد شيء من الصمت:

" في الحقيقة كل رواية ناجحة, هي جريمة ما نرتكبها تجاه ذاكرة ما. وربما تجاه شخص ما, على مرأى من الجميع بكاتم صوت. ووحده يدري أنَّ تلك الكلمة الرصاصة كانت موجّهة إليه

والروايات الفاشلة, ليست سوى جرائم فاشلة, لا بد أن تسحب من أصحابها رخصة حمل القلم, بحجة أنهم لا يحسنون استعمال الكلمات, وقد يقتلون خطأ بها أيّ احد .. بمن في ذلك أنفسهم , بعدما يكونون قد قتلوا القراء … ضجراً !".

كيف لم تثر نزعتك الساديّة شكوكي يومها .. وكيف لم أتوقع كل جرائمك التي تلت ذلك اليوم, والتي جربت فيها أسلحتك الأخرى؟

لم أكن أتوقع يومها انك قد توجهين يوما رصاصك نحوي .

ولذا ضحكت لكلامك, وربما بدأ يومها انبهاري الآخر بك. فنحن لا نقاوم, في هذه الحالات , جنون الإعجاب بقاتلنا !

ورغم ذلك أبديت لك دهشتي . قلت :

_ كنت اعتقد أن الرواية طريقه الكاتب في أن يعيش مرة ثانيه قصه أحبها.. وطريقته في منح الخلود لمن أحب .

وكأنّ كلامي فاجأك فقلت وكأنك تكتشفين شيئا لم تحسبي له حسابا:

– وربما كان صحيحا أيضا, فنحن في النهاية لا نقتل سوى من أحببنا. ونمنحهم تعويضا عن ذلك خلودا أدبيا . إنها صفقه عادلة . أليس كذلك؟!

يتبع




عادله ؟

من يناقش الطغاة في عدلهم أو ظلمهم؟ ومن يناقش نيرون يوم احرق روما حباً لها, وعشقاً لشهوة اللهب . وأنت, أما كنت مثله امرأة تحترف العشق والحرائق بالتساوي؟

أكنت لحظتها تتنبّأين بنهايتي القريبة، وتواسينني مسبقا على فجيعتي…

أم كنت تتلاعبين بالكلمات كعادتك, و وتتفرجين على وقعها عليّ, وتسعدين سرّاً باندهاشي الدائم أمامك, وانبهاري بقدرتك المذهلة, في خلق لغة على قياس تناقضك .

كل الاحتمالات كانت ممكنه …

فربما كنت أنا ضحية روايتك هذه, والجثة التي حكمت عليها بالخلود, وقررت أن تحنطيها بالكلمات… كالعادة.

و ربما كنت ضحية وهمي فقط, ومراوغتك التي تشبه الصدق. فوحدك تعرفين في النهاية الجواب على كل تلك الأسئلة التي ظلت تطاردني, بعناد الذي يبحث عن الحقيقة دون جدوى .

متى كتبتِ ذلك الكتاب؟

أقبل زواجك أم بعده؟ أقبل رحيل زياد .. أم بعده؟ أكتبته عني .. أم كتبته عنه؟ أكتبته لتقتليني به.. أم لتحييه هو ؟

لم لتنتهي منّا معاً، وتقتلينا معاً بكتاب واحد… كما تركتنا معاً من أجل رجل واحد ؟

عندما قرأت ذلك الخبر منذ شهرين,. لم أتوقع إطلاقاًً أن تعودي فجأة بذلك الحضور الملحِّ, ليصبح كتابك محور تفكيري, ودائرة مغلقه أدور فيها وحدي .

فلا كان ممكنا يومها بعد كل الذي حدث, أن اذهب للبحث عنه في المكتبات , لأشتري قصتي من بائع مقابل ورقه نقدية. ولا كان ممكنا أيضا أن أتجاهله وأواصل حياتي وكأنني لم اسمع به , وكأن أمره لا يعنيني تماما .

الم أكن متحرقا إلى قراءة بقية القصة؟

قصتك التي انتهت في غفلة مني , دون أن أعرف فصولها الأخيرة. تلك التي كنت شاهدها الغائب, بعدما كنت شاهدها الأول. أنا الذي كنت,. حسب قانون الحماقات نفسه. الشاهد والشهيد دائما في قصة لم يكن فيها من مكان سوى لبطل واحد .

ها هوذا كتابك أمامي.. لم يعد بإمكاني اليوم أن أقرأه. فتركته هنا على طاولتي مغلقا كلغز, يتربص بي كقنبلة موقوتة, أستعين بحضوره الصامت لتفجير منجم الكلمات داخلي … واستفزاز الذاكرة .

كل شيء فيه يستفزني اليوم .. عنوانه الذي اخترته بمراوغه واضحة.. وابتسامتك التي تتجاهل حزني . ونظرتك المحايدة التي تعاملني وكأنني قارىء, لا يعرف الكثير عنك .

كل شيء.. حتى اسمك .

وربما كان اسمك الأكثر استفزازا لي, فهو مازال يقفز إلى الذاكرة قبل أن تقفز حروفه المميزة إلى العين .

اسمك الذي .. لا يُقرأ وإنما يُسمع كموسيقى تُعزف على آلة واحدة من أجل مستمع واحد.

كيف لي أن أقرأه بحياد, وهو فصل من قصة مدهشه كتبتها الصدفة, وكتبها قدرنا الذي تقاطع يوما؟

يقول تعليق على ظهر كتابك إنه حدث أدبي .

وأقول وأنا أضع عليه حزمة من الأوراق التي سودتها في لحظة هذيان..

" حان لك أن تكتب.. أو تصمت إلى الأبد أيها الرجل . فما أعجب ما يحدث هذه الأيام !"

وفجأة.. يحسم البرد الموقف, ويزحف ليل قسنطينة نحوي من نافذة للوحشة. فأعيد للقلم غطاءه, وانزلق بدوري تحت غطاء الوحدة .

مذ أدركت أن لكل مدينةٍ الليل الذي تستحق, الليل الذي يشبهها والذي وحده يفضحها, ويعري في العتمة ما تخفيه في النهار, قررت أن أتحاشى النظر ليلا من هذه النافذة .

كل المدن تمارس التعري ليلا دون علمها, وتفضح للغرباء أسرارها , حتى عندما لا تقول شيئا .

وحتى عندما توصد أبوابها.

ولأن المدن كالنساء, يحدث لبعضهن أن يجعلننا نستعجل قدوم الصباح. ولكن …

"soirs, soirs.que de soirs pour un seul matin .."

كيف تذكرت هذا البيت للشاعر "هنري ميشو" ورحت اردده على نفسي بأكثر من لغة ..

"أمسيات .. أمسيات كم من مساء لصباح واحد "

كيف تذكرته, ومتى تراني حفظته؟ .. تراني كنت أتوقع منذ سنين أمسيات بائسة كهذه, لن يكون لها سوى صباح واحد ؟

أنقب بعض الشيء في ذاكرتي عن القصيدة التي اخذ منها هذا البيت, وإذا بعنوانها "الشيخوخة" ..

فيخيفني اكتشافي فجأة وكأنني أكتشف معه ملامح وجهي الجديدة. فهل تزحف الشيخوخة هكذا نحونا حقاً بليل طويل واحد. وبعتمة داخليه تجعلنا نتمهل في كل شيء, ونسير ببطء, دون اتجاه محدد؟

أيكون الملل والضياع والرتابة جزءا من مواصفات الشيخوخة أم من مواصفات هذه المدينة ؟

تراني أنا الذي ادخل الشخوخة.. أم ترى الوطن بأكمله هو الذي يدخل اليوم سن اليأس الجماعي؟

أليس هو الذي يملك هذه القدرة الخارقة, على جعلنا نكبر ونهرم في بضعة اشهر, وأحيانا في بضعة أسابيع فقط ؟

قبل اليوم لم أكن اشعر بثقل السنين, كان حبّك شبابي, وكان مرسمي طاقتي الشمسية التي لا تنضب, وكانت باريس مدينه أنيقة, يخجل الواحد أن يهمل مظهره في حضرتها . ولكنهم طاردوني حتى مربع غربتي, وأطفأوا شعلة جنوني … وجاؤوا بي حتى هنا .

الآن نحن نقف جميعا على بركان الوطن الذي ينفجر , ولم يعد في وسعنا , إلا أن نتوحد مع الجمر المتطاير من فوهته, وننسى نارنا الصغيرة… اليوم لا شيء يستحق كل تلك الأناقة واللياقة. الوطن نفسه أصبح لا يخجل أن يبدو أمامنا في وضع غير لائق !

لا أصعب من أن تبدأ الكتابة, في العمر الذي يكون فيه الآخرون قد انتهوا من قول كل شيء.

الكتابة ما بعد الخمسين لأول مرة … شيء شهواني وجنوني شبيه بعودة المراهقة.

شيء مثير وأحمق , شبيه بعلاقة حب بين رجل في سن اليأس, وريشة حبر بكر .

الأول مرتبك وعلى عجل… والثانية عذراء لا يرويها حبر العالم !

سأعتبر إذن ما كتبته حتى الآن, مجرد استعداد للكتابة فقط, وفائض شهوة … لهذه الأوراق التي حملت منذ سنين بملئها .

ربما غدا ابدأ الكتابة حقا .

أحب دائما أن ترتبط الأشياء الهامة في حياتي بتاريخ ما …. يكون غمزة لذاكره أخرى .

أغرتني هذه الفكرة من جديد, وأنا استمع إلى الأخبار هذا المساء واكتشف، أنا الذي فقدت علاقتي بالزمن, أن غدا سيكون أول نوفمبر … فهل يمكن لي ألا أختار تاريخا كهذا, لأبدأ به هذا الكتاب ؟

غدا ستكون قد مرت 34 سنه على انطلاق الرصاصة الأولى لحرب التحرير, ويكون قد مر على وجودي هنا ثلاثة أسابيع, ومثل ذلك من الزمن على سقوط آخر دفعه من الشهداء …

كان احدهم ذلك الذي حضرت لأشيّعه بنفسي وادفنه هنا.

بين أول رصاصه , وآخر رصاصه, تغيرت الصدور, تغيرت الأهداف .. وتغير الوطن .

ولذا سيكون الغد يوما للحزن مدفوع الأجر مسبقا .

لن يكون هناك من استعراض عسكري, ولا من استقبالات, ولا من تبادل تهاني رسميه ….

سيكتفون بتبادل التهم … ونكتفي بزيارة المقابر .

غدا لن ازور ذلك القبر . لا أريد أن أتقاسم حزني مع الوطن.

أفضل تواطؤ الورق, وكبرياء صمته .

كل شيء يستفزني الليلة.. واشعر أنني قد اكتب أخيرا شيئا مدهشا, لن أمزقه كالعادة..

فما أوجع هذه الصدفة التي تعود بي , بعد كل هذه السنوات إلى هنا, للمكان نفسه , لأجد جثة من أحبهم في انتظاري, بتوقيت الذاكرة الأولى .

يستيقظ الماضي الليلة داخلي … مربكا. يستدرجني إلى دهاليز الذاكرة .

فأحاول أن أقاومه, ولكن, هل يمكن لي أن أقاوم ذاكرتي هذا المساء ؟

أغلق باب غرفتي واشرع النافذة ..

أحاول أن أرى شيئا آخر غير نفسي. وإذا النافذة تطل علي…

تمتد أمامي غابات الغاز والبلوط, وتزحف نحوي قسنطينه ملتحفه ملاءتها القديمة, وكل تلك الأدغال والجروف والممرات السرية التي كنت يوما اعرفها والتي كانت تحيط بهذه المدينة كحزام أمان, فتوصلك مسالكها المتشعبة, وغاباتها الكثيفة, إلى القواعد السرية للمجاهدين, وكأنها تشرح لك شجرة بعد شجره, ومغارة بعد أخرى .

إنّ كل الطرق في هذه المدينة العربية العريقة, تؤدي إلى الصمود.

وإنّ كل الغابات والصخور هنا قد سبقتك في الانخراط في صفوف الثورة .

هنالك مدن لا تختار قدرها …

فقد حكم عليها التاريخ, كما حكمت عليها الجغرافيا, ألا تستسلم …

ولذا لا يملك أبناؤها الخيار دائما .

فهل عجبٌ أن أشبه هذه المدينة حد التطرف ؟

ذات يوم منذ أكثر من ثلاثين سنه سلكت هذه الطرق, واخترت أن تكون تلك الجبال بيتي ومدرستي السرية التي أتعلم فيها المادة الوحيدة الممنوعة من التدريس. وكنت ادري انه ليس من بين خريجيها من دفة ثالثه, وان قدري سيكون مختصرا بين المساحة الفاصلة بين الحرية .. والموت .

ذلك الموت الذي اخترنا له اسما آخر أكثر إغراءً، لنذهب دون خوف وربما بشهوة سريه, وكأننا نذهب لشيء آخر غير حتفنا .

لماذا نسينا يومها أن نطلق على الحرية أيضا أكثر من اسم؟ وكيف اختصرنا منذ البدء حريتنا…. في مفهومها الأول ؟

كان الموت يومها يمشي إلى جوارنا, وينام ويأخذ كسرته معنا على عجل. تماما مثل الشوق والصبر والإيمان .. والسعادة المبهمة التي لا تفارقنا

كان الموت يمشي ويتنفس معنا.. وكانت الأيام تعود قاسيه دائما, لا تختلف عما سبقتها سوى بعدد شهدائها, الذين لم يكن يتوقع احد موتهم على الغالب.. أو لم يكن يتصور لسبب أو لآخر, أن تكون نهايتهم, هم بالذات, قريبه إلى ذلك الحد .. ومفجعه إلى ذلك الحد. وكان ذلك منطق الموت الذي لم أكن قد أدركته بعد .

ما زلت اذكرهم أولئك الذين تعودنا بعد ذلك أن نتحدث عنهم بالجملة. وكأنَّ الجمع في هذه الحالة بالذات، ليس اختصارا للذاكرة , وإنما لحقهم علينا

لم يكونوا شهداء.. كان كل واحد منهم شهيدا على حده. كان هناك من استشهد في أول معركة, وكأنه جاء خصيصا للشهادة .

وهناك من سقط قبل زيارته المسروقة إلى أهله بيوم واحد, بعدما قضى عدة أسابيع في دراسة تفاصيلها, والإعداد لها .

وهناك من تزوج وعاد .. ليموت متزوجا .

وهناك من كان يحلم أن يعود يوما لكي يتزوج … ولم يعد.

في الحروب, ليس الذين يموتون هم التعساء دائما, إنّ الأتعس هم أولئك الذين يتركونهم خلفهم ثكالى, يتامى, ومعطوبي أحلام .

اكتشفت هذه الحقيقة باكراً، شهيداً بعد آخر، وقصة بعد أخرى..

واكتشفت في المناسبة نفسها، أنني ربما كنت الوحيد الذي لم يترك خلفه سوى قبر طريّ لأم ماتت مرضاً وقهراً، وأخٍ فريد يصغرني بسنوات، وأب مشغول بمطالب عروسه الصغيرة.

لقد كان ذلك المثل الشعبي على حقّ "إن الذي مات أبوه لم يتيتَّم.. وحده الذي ماتت أمه يتيم".

يتبع




وكنت يتيماً، وكنت أعي ذلك بعمق في كل لحظة. فالجوع إلى الحنان، شعور مخيف وموجع، يظل ينخر فيك من الداخل ويلازمك حتى يأتي عليك بطريقة وبطريقة أو بأخرى.

أكان التحاقي بالجبهة آنذاك محاولة غير معلنة للبحث عن موت أجمل خارج تلك الأحاسيس المرضية التي كانت تملأني تدريجياً حقداً على كل شيء؟

كانت الثورة تدخل عامها الثاني، ويتمي يدخل شهره الثالث، ولم أعد أذكر الآن بالتحديد، في أية لحظة بالذات أخذ الوطن ملامح الأمومة، وأعطاني ما لم أتوقّعه من الحنان الغامض، والانتماء المتطرِّف له.

وربما كان لاختفاء "سي الطاهر" من حينا بسيدي المبروك منذ بضعة أشهر، دور في حسم القضية، واستعجالي في أخذ ذلك القرار المفاجئ. فلم يكن يخفى على أحد أنه انتقل إلى مكان سري في الجبال المحيطة بقسنطينة ليؤسس من هناك مع آخرين إحدى الخلايا الأولى للكفاح المسلح.

من أين عاد اسم "سي طاهر" الليلة ليزيد من ارتباكي، ومن منكما استدرجني للآخر؟.

من أين عاد.. وهل غاب حقاً، وعلى بعد شارعين مني شارع مازال يحمل اسمه؟

هناك شيء اسمه "سلطة الاسم".

وهناك أسماء عندما تذكرها، تكاد تصلح من جلستك، وتطفئ سيجارتك. تكاد تتحدث عنها وكأنك تتحدث إليها بنفس تلك الهيبة وذلك الانبهار الأول.

ولذا .. ظلّ لاسم (سي طاهر) هيبته عندي. لم تقتله العادة ولا المعاشرة، ولم تحوله تجربة السجن المشترك، ولا سنوات النضال، إلى اسم عاديّ لصديق أو لجار. فالرموز تعرف دائماً كيف تحيط نفسها بذلك الحاجز اللامرئي، الذي يفصل بين العادي والاستثنائي، والممكن والمستحيل، في كل شيء.

ها أنذا أذكره في ليلة لم أحجزها له..

وبينما أسحب نفساً من سيجارة أخيرة، يرتفع صوت المآذن معلناً صلاة الفجر. ومن غرفة بعيدة يأتي بكاء طفل أيقظ صوته أنحاء كل البيت..

فأحسد المآذن، وأحسد الأطفال الرضّع، لأنهم يملكون وحدهم حق الصراخ والقدرة عليه، قبل أن تروض الحياة حبالهم الصوتية، وتعلِّمهم الصمت.

لا أذكر من قال "يقضي الإنسان سنواته الأولى في تعلم النطق، وتقضي الأنظمة العربية بقية عمره في تعليمه الصمت!".

وكان يمكن للصمت أن يصبح نعمة في هذه الليلة بالذات، تماماً كالنسيان. فالذاكرة في مناسبات كهذه لا تأتي بالتقسيط، وإنما تهجم عليك شلالاً يجرفك إلى حيث لا تدري من المنحدرات.

وكيف لك لحظتها أن توقفها دون أن تصطدم بالصخور، وتتحطم في زلّة ذكرى؟

وها أنت ذا، تلهث خلفها لتلحق بماضٍ لم تغادره في الواقع، وبذاكرة تسكنها لأنها جسدك.

جسدك المشوه لا غير.

وتدري أنّ هناك من يلهثون الآن من منبر إلى آخر، بحجة أو بأخرى، ليدينوا تاريخاً كانوا طرفاً فيه. عساهم يلحقون بالموجة الجديدة، قبل أن يجرفهم الطوفان. فلا تملك إلا أن تشفق عليهم.

ما أتعس أن يعيش الإنسان بثياب مبللة.. خارجاً لتوه من مستنقع.. وألا يصمت قليلاً في انتظار أن تجف!

صامتاً يأتي (سي طاهر) الليلة.

صامتاً كما يأتي الشهداء.

صامتاً.. كعادته.

وها أنت ذا مرتبك أمامه كعادتك.

لقد كانت دائماً الخمس عشرة سنة التي تفصلكما، أكبر من عمر السنوات. كانت عمراً بحد ذاتها، ورمزاً بحد ذاتها، لرجل كان يجمع إلى جانب الفصاحة التي كان يتميز بها كل من اختلط بجمعية العلماء، ودرس في قسنطينة، فصاحة أخرى.. هي فصاحة الحضور.

كان (سي طاهر) يعرف متى يبتسم، ومتى يغضب. ويعرف كيف يتكلم، ويعرف أيضاً كيف يصمت. وكانت الهيبة لا تفارق وجهه ولا تلك الابتسامة الغامضة التي كانت تعطي تفسيراً مختلفاً لملامحه كل مرة.

"إن الابتسامات فواصل ونقاط انقطاع.. وقليل من الناس أولئك الذين ما زالوا يتقنون وضع الفواصل والنقط في كلامهم".*

في سجن ( الكديا) كان موعدي النضالي الأول مع (سي طاهر). كان موعداً مشحوناً بالأحاسيس المتطرفة، وبدهشة الاعتقال الأول، بعنفوانه.. وبخوفه.

وكان (سي طاهر) الذي استدرجني إلى الثورة يوماً بعد آخر، يدري أنه مسؤول عن وجودي يومها هناك. وربما كان يشفق سراً على سنواتي الست عشرة، على طفولتي المبتورة، وعلى ( أمّا) التي كان يعرفها جيداً، ويعرف ما يمكن أن تفعله بها تجربة اعتقالي الأول.

ولكنه كان يخفي عنّي كل شفقته تلك، مردداً لمن يريد سماعه: "لقد خلقت السجون للرجال".

وكان سجن (الكديا) وقتها، ككل سجون الشرق الجزائري يعاني فجأة من فائض رجولة، إثر مظاهرات 8 ماي 1945 التي قدّمت فيها قسنطينة وسطيف وضواحيها أول عربون للثورة، متمثلاً في دفعة أولى من عدّة آلاف من الشهداء سقطوا في مظاهرة واحدة، وعشرات الآلاف من المساجين الذين ضاقت بهم الزنزانات، مما جعل الفرنسيين يرتكبون أكبر حماقاتهم، وهو يجمعون لعدة أشهر بين السجناء السياسيين، وسجناء الحق العام، في زنزانات يجاوز أحياناً عدد نزلائها العشرين معتقلاً.

وهكذا، جعلوا عدوى الثورة تنتقل إلى مساجين الحق العام الذين وجدوا فرصة للوعي السياسي، ولغسل شرفهم بالانضمام إلى الثورة التي استشهد بعد ذلك من أجلها الكثير منهم. ومازال بعضهم حتى الآن على قيد الحياة، يعيش بتكريم ووجاهة القادة التاريخيين لحرب التحرير، بعدما تكفّل التاريخ بإعادة سجلّ سوابقهم العدلية.. لعذريته الأولى. بينما وجد بعض السجناء السياسيين _ في تلك الحماقة الاستعمارية _ فرصة للتعرف على بعض، ووقتاً كافياً للتشاور والتفكير في أمور الوطن.. والتخطيط للمرحلة القادمة.

اليوم.. عندما أذكر تلك التجربة، تبدو لي لكثافتها ودهشتها، وكأنها أطول مما كانت. رغم أنها لم تدم بالنسبة لي سوى ستة أشهر فقط. قضيتها هناك قبل أن يطلق سراحي أنا واثنين آخرين لصغر سننا ولأنه كان هناك من يهمهم أمرهم، أكثر منَّا.

يتبع




خليجية
مجهود تشكرين عليه بصراحه

تسلمين حبيبتي والله يعطيك العافيه ..,,

ايه حبيبتي كمليها حمستينا
خليجية




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محبة المستقبل خليجية
خليجية
مجهود تشكرين عليه بصراحه

تسلمين حبيبتي والله يعطيك العافيه ..,,

ايه حبيبتي كمليها حمستينا
خليجية


من عيوني يا عسل




التصنيفات
منوعات

المرأة ولغة الجسد

لغة الجسد من أروع اللغات التي حبانا الله إياها، نحن البشر نحتاج أحياناً إلى الصمت حتى يفهمنا الآخرون، ربما الكلمات تشوه جانب من أحاسيسنا ومشاعرنا تجاه الآخرين، يكذب اللسان ولكن الجسد لا يكذب ابداً، فالعين لا تكذب، كذلك القلب لا يكذب، ولما لا نتعرف على لغة الجسد؟!

الضحك:
يقول ديفيد وايجنت مؤلف كتاب "تحدث مع الغرباء دائماً "إذا ضحكت الفتاة لك وعلى كل الطرائف التي تقولها بالرغم من أن بعضها غير طريف فهي حتماً تريد أن تنتقل إلى مستوى أعلى في العلاقة، وبنفس الطريقة تقول روزماري من نيويورك "إذا كنت فعلاً مهتمة بالرجل أحاول أن أثيره ليصبح مضحكاً وهكذا تتحول محادثتنا إلى دردشة ودية وندخل في لعبة القط والفأر جميع النساء تعرف هذه اللعبة"

نظرة "أحبك":
يجب على الرجل أو المرأة أن يعرفا بالضبط نوع النظرة التي يعطيها كل واحد منهما للآخر، فإذا ما استمر التحديق مباشرة إلى العيون أكثر من ثانية يقول الخبراء بأن هذا أعجاب. وللتأكيد إذا انتقل التحديق إلى الفم فهذا يعني بأن الأمور جيدة جداً وتنتقل إلى إعجاب صريح.

الرجال يفسرون بشكل خاطئ
اكتشفت دراسة حديثة أجرتها مجلة لايف ساينس بأن الرجال يسيئون تفسير التصرفات اللطيفة التي تقوم بها النساء مثل الابتسامة، أو اللعب بالشعر أو حتى النظر باتجاههم، وغالباً ما يفسرونها على أنها إعجاب جنسي، حيث قالت المسؤولة عن الدراسة كورين فاريس من قسم علم النفس وعلوم الدماغ في جامعة إنديانا "يجد الشباب صعوبة في التفريق بين المرأة التي تتصرف بلطف والمرأة التي تسعى وراء شيء آخر."

إشارات قوية:
وتقول الدراسة "إذا كنت لا تعرف أن تميز بين المرأة التي تريد أن تكونا مجرد أصدقاء والمرأة التي تريد أن توثق علاقتها بك فأقرأ هذه الإشارات الواضحة جيداً: فإذا قالت بأنها لا تمانع في أن تراك على الغداء فهي تود أن تصبحا أصدقاء بلا شك ولكن إذا طلبت أن تقابلك لتشربا فنجان قهوة لاحقا بعد العمل فهذه هي الإشارة الصريحة بأنها معجبة وتود أن توثق علاقتكما أكثر بعيدا عن محيط العمل".

دلائل بعض حركات الجسد

• تحريك الشعر واللعب بأطرافه:
يعتبر المظهر الخارجي الأكثر أهمية بالنسبة للنساء "ويجب أن يكون كذلك بالنسبة للرجال أيضاً إذا كانوا يرغبون في جذب النساء"، فالفتاة تمضي وقتاً طويلاً في التحضير لثيابها، ووقتاً أطول في ترتيب شعرها. فالشعر يلعب دوراً هاماً في تقرير مصير العلاقة. لذا انتبه للشعر دائماً!.
يعتقد أولئك الذين يدرسون فنّ قراءة لغة الجسد بأنّ المرأة التي تلعب بشعرها وتحركه بأصابعها بشكل متكرر في الجلسة، تحاول سواء عن قصد أو غير قصد أن تدعو الرجل للانتباه إليها. بكلمة أخرى، أنه الضوء الأخضر، الذي يشير للرجل بأنها مهتمة به، ولكن إذا لم يقم بالإطراء على شعرها أو اكتشف التغير الذي قامت به مؤخراً، فقد يسبب ذلك ضيقاً وإزعاجاً للفتاة.

• تحريك وأرجحة السيقان:

وفقاً للخبراء، فإن النساء اللاتي يقمن بتحريك سيقانهن في أغلب الأحيان، يرسلن رسالة جنسية، أو ضوء أخضر للرجل بأنهن مهتمات. ويعد المثال الأكثر وضوحاً لهذه الحركة جلوس الفتاة وسيقانها متباعدة، سواء كانت متعمّدة أم لا. ويمكن أن تترجم هذه الإشارة بالإيجابية، وهي على العموم حركة ترمز للضعف، من الناحية الأخرى، إغلاق السيقان يمكن أن يترجم كتعبير لعدم الاهتمام.

• تقاطع الذراعان:
تشير الذراعان المتقاطعتان إلى الضوء الأحمر وعدم الشعور بالإعجاب أو الانجذاب. فبمجرد أن تشعر الفتاة بأنها غير مهتمّة برفقتك، ستقوم بمحاولة وقف محاولتك في مغازلتها بجسدها وعقلها. والعكس صحيح، إذا جلست وذراعها مفتوحة أو قامت باستخدامها في الحديث والشرح، فهذا يعني بأنها تريد التحدث إليك، وبأنها مهتمة بالمواضيع المطروحة.

• القراءة بين السطور:
يمكن أن يكون اللقاء الأول مليئا بالغموض، ولكن مع القليل من الانتباه لشكلها وملابسها، وحرات جسدها، يمكنك أن تفتح أو تغلق باب استمرار العلاقة. قم بتعلم قراءة الجسد بشكل صحيح، فهذا الأمر يحتاج إلى ممارسة وخبرة، ولا تتسرع في الحكم على كل الحركات، فقد تكون هناك رسائل مخفية، وقد تكون هذه التصرفات تقليدية، بمعنى أنها قد لا تكون نابعة منها. تأكد من ذلك بقراءة المعاني بين الكلمات والربط بينها وبين حركات جسدها. ولا تتسرع.




التصنيفات
منتدى اسلامي

صلاح الحال ليس بصلاح الجسد

قَدْ يكونُ كُلُّ شيءٍ فيكَ جيد وصحيح,
لكنــَّـك غير مُرتاح !
هذا لأنَّ صلاحَ الحـالِ ليسَ بصلاحِ الجسد !
وإنـمـا بصـلاحِ القـلوب ♥ .

قالَ رسولُ الله-صلى اللهُ عليه وسلم- :

" ألاَّ إنَّ فِي الجسدِ مضغةً إذا صَلُحت صَلُح الجسدُ كله ،
و إذا فسدتْ فَسَدَ الجسدُ كلُه, ألاَّ و إنَّها القلب ♥ "
( متفقٌ عليه)
…………………..♥
فبادِر بإصلاحِ قلبك قبل أنْ تلقى الله..

{يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}




سبحانة الله والله اكبر
بارك الله فيكى

خليجية




خليجية



شكرا للجميع ع المرور



التصنيفات
أزياء مول

احدث مركز تجميل بجده اسمه لغه الجسد

تم افتتاح احدث مركز تجميل بجده لغه الجسد او بودى لانجوش وهو الفرع للمركز الرئيسي بلبنان – بيروت تحت اشراف خبيره التجميل اللبنانيه وفنيات محترفات لفنون المكياج والتسريحات والعنايه بالبشره ونم تجهيز المركز باحدث التقنيات والديكورات لضمان راحه الزبائن ويقع المركز بجوار سلطان كمبوند متفرع من شارع البلديه جده ويمكن الاتصال علي الاداره 0566373200



ينقل



خليجية