مقدمة
تتزايد عدد خلايا الدهون في الجسم لتصل إلى أقصى حد عند مرحلة البلوغ، وتشبه هذه الخلايا البالونات، إذ لديها قدرة مذهلة في الانتفاخ وتخزين الدهون. ولذلك فإن البدانة هي نتاج طبيعي لانتفاخ هذه الخلايا بسبب امتلائها بالدهون. ولكي يصبح الشخص نحيفا وسيما يجب أن يلتزم بتناول وجبات متوازنة وينتظم في برنامج تمارين رياضية متواصلة ومستمرة ومكونة من تمارين مجهدة لإحراق السعرات الحرارية، وتمارين لتدريب العضلات، وتمارين لبناء الجسم.
وحيث أن وزن الدهون قليل مقارنة بالمساحة التي تشغلها من الجسم، فإن كيلوجراما واحدا من الدهون يحتل مساحة أكبر بكثير من كيلوجرام واحد من العضلات أو حتى العظام.
ولذلك فإنه بالرغم من الغذاء المتوازن والتمارين المنتظمة لابد وأن يبقى شيء من الدهون لا يستطيع الجسم إحراقها، ولا تجدي معظم المحاولات لانقاص الوزن في منطقة معينة من الجسم وهنا يأتي دور عملية شفط الدهون أو استئصال الدهون لتحوير شكل الشخص رجلا كان أو امرأة بطريقة تتناسب و وزنه ورغباته.
ومن المهم جدا الانتباه إلى أن عملية شفط الدهون لم ولن تكن يوما من الأيام وسيلة من وسائل انقاص الوزن.
كما أن عملية شفط الدهون لا يعني أنها تعطي الشخص الحرية بعد إجرائها ليتناول ما يشاء من الأغذية أو التوقف عن ممارسة التمارين، بل يجب عليه الاستمرار بالالتزام بتناول الغذاء المتوازن وممارسة التمارين الرياضية بانتظام للمحافظة على الشكل الجديد.
وتعد عمليات شفط الدهون من أكثر العمليات الجراحية المنتشرة في العالم، حيث زاد الإقبال على إجرائها بسبب التقدم الكبير في الأجهزة المستعملة في الجراحة، وسهولة إجرائها، حتى أصبحت من عمليات اليوم الواحد وتجرى أحيانا في العيادات الخارجية لبعض المراكز الطبية المتخصصة.
فكرة عامة عن عملية شفط الدهون:
عملية شفط الدهون ليست مناسبة لأي شخص، فالشخص المناسب لإجراء عملية شفط الدهون هو ذلك الشخص رجلا كان أو امرأة الذي يقارب وزنه من الوزن الطبيعي المناسب للعمر والطول، مع سلامة وعدم ترهل الجلد. حيث يعاني هؤلاء الأشخاص من ترسب كميات من الدهون في بعض المناطق من الجسم تقاوم الاختفاء بالحمية والتمارين الرياضية المجهدة.
وعادة ما يطلب النساء إجراء عملية شفط الدهون من منطقة الوركين والفخذين والبطن بينما يقبل الرجال على عملية شفط الدهون لإزالة الدهون من البطن والخاصرتين.
كما يمكن إجراء عملية شفط الدهون من الذقن أو الفكين. وكذلك يمكن إجراء شفط الدهون من أي جزء من أجزاء الجسم مثل الذراعين والصدر والركبتين وداخل وخارج الفخذين.
وصف العملية
يتم أثناء العملية وبعد التخدير، إدخال أنبوب معدني من خلال فتحة صغيرة في الجلد في المنطقة المختارة للعملية ثم يتم توصيل هذا الأنبوب إلى مضخة لشفط الدهون من الطبقات التي بين الجلد والعضلات. وقد يلجأ الجراح أحيانا إلى ضخ سائل مخف للدهون لتسهيل شفطها وتقليل المعاناة بعد العملية. ومؤخرا تم استحداث تقنية جديدة في شفط الدهون :
وهي شفط الدهون بمساعدة الأشعة فوق الصوتية حيث تساعد الأشعة على إسالة وتميع الدهون لتسهيل شفطها.
مدة العملية
تتراوح مدة العملية ما بين 45 دقيقة إلى ساعة واحدة بالنسبة لعملية شفط الدهون المحدودة، وحوالي ساعة ونصف إلى ساعتين لعملية شفط الدهون المعتادة، ويمكن أثناء العملية شفط الدهون من أكثر من منطقة.
نوعية التخدير
هناك أكثر من خيار بالنسبة للتخدير أثناء عملية شفط الدهون:
1- التخدير الموضعي
2- التخدير الموضعي مع المهدئات
3- التخدير العام
ومعظم عمليات شفط الدهون تتطلب استعمال أدوية إضافية يتم حقنها في منطقة العملية مع المخدر الموضعي، وهذه الأدوية تساعد على تضييق الشرايين والأوردة للتقلي من كمية الدم المفقود وتخفيف الألم بعد العملية.
مكان إجراء العملية
يمكن إجراء معظم عمليات شفط الدهون في مراكز عمليات اليوم الواحد او في العيادات الخارجية المتخصصة المجهزة لمثل هذه العمليات.
أما إذا كانت العملية تتطلب شفط كمية كبيرة من الدهون ومن مناطق متعددة في الجسم فإنه يستحسن إجراؤها في المستشفى
جرح العملية الشق الجراحي
الشق الجراحي صغير جدا وقد يكون متعددا في أكثر من منطقة ويبقى مكان العملية ندبة صغيرة جدا لا تتعدى نصف سنتيمتر وفي كل منطقة يتم سحب الدهون منها. ولا تحتاج هذه الجروح عادة إلى غرز كما أن جراح التجميل يتوخى عادة عمل هذه الفتحات الصغيرة في مناطق يصعب ملاحظتها وربما يصعب رؤيتها أحيانا.
آلام العملية
أثناء العملية تحت التخدير الموضعي يحس الشخص باهتزازات بسيطة في منطقة العملية وربما الإحساس أحيانا بآلام بسيطة عند ملامسة الأنبوب لمناطق قريبة من مجال العملية.
أما آلام ما بعد العملية فتشبه آلام العضلات بعد التمارين المجهدة، وليست مثل آلام الأسنان كما أنه يمكن السيطرة على الألم وبسهولة بتناول المسكنات الخفيفة مثل الباراسيتامول (بنادول، فيفادول، تايلينول )
ملاحظات خاصة بالعملية
– قد يتجمع الدم أو بعض السوائل تحت الجلد في منطقة العملية، وهذا عادة ما يزول تلقائيا بعد عدة أيام من إجراء العملية، وربما تطلب الأمر أحيانا إلى سحبه جراحيا.
-تحدث ترهلات في الجلد في منطقة العملية وكذلك بعض التعرجات ، ولكنها مؤقتة وتزول بعد فترة من الوقت، إلا أنها تستمر أحيانا لمدة طويلة مما يستدعي إجراء عملية جراحية بسيطة لتصحيح هذه الترهلات وشد الجلد.
– تظهر بقع على الجلد في منطقة العملية وقد تكون دائمة لو تعرضت للشمس مباشرة بعد وقت قصير من إجراء العملية.
فترة النقاهة
– العودة إلى العمل.
. العمل الخفيف المكتبي، يمكن العودة مباشرة إذا كان عملا مكتبيا محدودا.
. العمل المكتبي المعتاد: يفضل الراحة لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام.
. الأعمال اليدوية والبدنية: يجب الانقطاع عن ممارسة الأعمال التي تتطلب الانحناء أو رفع الأشياء الثقيلة لمدة أسبوع على الأقل.
تنبيه هام جدا:
من المهم ارتداء اللباس الضاغط على المنطقة التي أجريت فيها عملية شفط الدهون، وباستعمالها يمكن العودة تدريجيا إلى النشاط المعتاد خلال ستة أسابيع، وتقل هذه المدة أو تزيد حسب حجم كمية الدهون المسحوبة ومساحة المنطقة التي تم شفط الدهون منها.
– التمارين الرياضية :
ينصح بممارسة رياضة المشي بعد العملية مباشرة لتنشيط الدورة الدموية والمساعدة على الشفاء بسرعة. إلا أنه يجب تجنب الرياضة المرهقة خلال الأسبوع الأول بعد عملية شفط الدهون، ويمكن بعد ذلك ممارسة رياضة تخفيف الوزن مع ملاحظة أهمية الالتزام بارتداء اللباس الضاغط حول منطقة العملية طيلة الأسابيع الستة التي تلي العملية.
– ممارسة الجنس:
يفضل الامتناع عن ممارسة الجنس لمدة أسبوع على الأقل بعد إجراء عملية شفط الدهون.
-التعرض للشمس:
يفضل عدم التعرض للشمس لمدة أسبوع على الأقل
– السفر:
لا توجد موانع للسفر بعد العملية سواء بالسيارة أو بالطائرة.
مضاعفات ومحذورات العملية:
. حدوث بعض الكدمات في مكان العملية وتبقى لفترة تتراوح ما بين أسبوع إلى عشرة أيام ثم تزول تدريجيا.
وقد لاحظ بعض السيدات أن تناولهن للأناس الطازج في الأيام التي تلي إجراء العملية، يساعد على اختفاء هذه البقع والكدمات بشكل أسرع وذلك ربما بسبب وجود مادة البروملين في الأناناس وهي إنزيم يساعد على إذابة البروتين.
. حدوث انتفاخ وتورم في منطقة العملية يزداد تدريجيا ليصل إلى أكبر حجم له في اليوم الثالث أو الرابع بعد إجراء العملية، ثم يختفي تدريجيا خلال ستة أسابيع.
ولذلك فإن شكل الجسم لا يمكن الحكم عليه مباشرة بعد العملية.
. قد يلاحظ بعض المرضى حدوث تنميل و حرقان في الجلد خلال فترات مختلفة بعد إجراء العملية، إلا أنها تلقائيا تختفي بعد أربعة إلى ستة أسابيع.
– من المهم جدا ارتداء اللباس الضاغط (المشد) وبشكل متواصل لمدة أسبوع كامل بعد العملية في البداية أما السيدات اللواتي يخشين من ترهل الجلد في منطقة العملية فعليهن ارتداء هذا اللباس الضاغط ولمدة تتراوح ما بين شهر إلى ستة أسابيع بعد إجراء العملية حتى يمنع حدوث ترهل أو تعرجات في الجلد.
وهناك بعض السيدات يحتجن إلى عملية تدليك ومساح خاص للجلد بعد العملية لتسريع الدورة الليمفاوية ولمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع لتفادي استمرار التورم أو الانتفاخ في منطقة العملية.