دمن المؤكد أن هناك أسبابا ودواعي راعاها الإسلام في ذلك، ولعل من أهمها:
حكم تعدد الزوجات
دمن المؤكد أن هناك أسبابا ودواعي راعاها الإسلام في ذلك، ولعل من أهمها:
الإخوة الكرام .. أخواتي الكريمات ..
حدثتني داعية من احدى الداعيات إلى الله تعالى .. عن قصة واقعية مؤثرة .. حدثت في مدينتها في أعز وأطهر مكان ..
وأكتب لكن هذه القصة – بتصرف – والتي يجب أن نأخذها لتكون أمام ناظرينا .. ونقلها لتكون أمام أنظار زوجاتنا .. وبناتنا .. وأخواتنا .. بل وأمهاتنا .. ليكون في ذلك نشر للخير والفضيلة ,, ولتعرف الفتيات .. أن الجمال والسعادة ليست والله بالنقوش والزينة .. ولا بحسن الملبس والمظهر، أو بكثرة المال والبنيان، أو بآخر موضة من الأزياء، أو بمتابعة آخر صرخة في عالم العطور وآخر قصة في عالم الشعر ..
كما أن القصة تؤكد ذلك المعنى العظيم للرجال الذي بينه الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال : " الدنيا متاع وخيرها الصالحة " رواه الإمام مسلم ، أتركم الآن مع القصة – مستعينة بالله تعالى :
إنها امرأة صالحة تقية نحسبها كذلك ولا نزكي على الله أحدا .. حبيبها اليل .. قلبها تعلق بمنازل الآخرة .. تقوم إذا جنّ الظلام .. لا تدع ذلك لا شتاء ولا صيفا .. طال اليل أم قصر .. لطالما سُمع خرير الماء في هدأة السحر على أثر وضوءها .. لم تفقد ذلك ليلة واحدة …. أنسها .. سعادتها .. في قيام اليل وقراءة كتاب الله .. في مناجاتها لربها .. تهجدها .. دعائها ..
لم تدع صيام التطوع سواء كان حضرا أم سفرا .. أشرق وجهها بنور الطاعة .. ولذة الهداية ..
( تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود )
جاء ذلك اليوم .. نزل قضاء الله تعالى من فوق سبع سماوات .. تقدم إليها من يطلب يدها .. قالوا محافظ .. مصلي .. وافقت على ذلك بعد الاستخارة والالتجاء إلى ربها ..
وكان ما اعتاد عليه أهل مدينتها أن ليلة الفرح تبدأ في الساعة الثانية عشر ليلا وتنتهي مع أذان الفجر ! .. لكن تلك الفتاة اشترطت في إقامة حفل زواجها : " بأن لا تدق الساعة الثانية عشر إلا وهي في منزل زوجها " .. ولا يعرف سر ذلك إلا والدتها .. الكل يتساءل .. تدور حولهم علامات الاستفهام والتعجب من تلك الفتاة !! .. حاول أهلها تغير رأيها فهذه ليلة فرحها التي لا تت وقبل هذا يجب مجاراة عادات وتقاليد أهل بلدتها .. لكنها أصرت على ذلك كثيرا هاتفة : إذا لم تلبوا الطلب ، فلن أقيم حفل زفاف ! .. فوافق الأهل على مض ..
( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) ..
مرت الشهور والأيام .. تم تحديد موعد الزواج .. وتلك الفتاة ما زادت إلا إيمانا وتقوى ، تناجي ربها في ظلمات اليل البهيم .. أنسها وسعادتها كله في الوقوف بين يدي الله .. لذة الأوقات وبهجتها في ذلك الوقت ، الذي تهبّ فيه نسمات الثلث الأخير ، لتصافح كفيها المخضبتين بالدموع .. لتنطلق دعوات صادقة بالغة عنان السماء .. طالبة التوفيق من الله تعالى ..
توالت الأيام .. وذات مساء جميل .. كان القمر بدراً .. دقت ساعة المنبه معلنة عن تمام الساعة التاسعة مساء .. انتشر العبير ليعطّر الأجواء .. بدأت أصوات الزغاريد وضاربات الدفوف ترتفع .. زفت العروس إلى عريسها مع أهازيج الأنس وزغاريد الفرح .. الكل يردد : بارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما على خير .. فنعم العروس ونعم ذلك الوجه المشرق الذي يفيض بنور الطاعة وحلاوة المحبة .. دخل الزوج .. فإذا به يُبهر .. نور يشع .. وضوء يتلألأ .. فتاة أجمل من القمر كساها الله جمال الطاعة ونضارة المحبة وبهاء الصدق والإخلاص ..
هنيئاً لك أيها الزوج امرأة عفيفة مؤمنة صالحة .. هنيئاً لكِ أيتها الزوجة ذلك القلب الذي أسلم لله عز وجل وتعبد له طاعة وقربة ..
قاربت الساعة من الثانية عشر .. مسك الزوج بيد زوجه .. ركبا جميعاً في السيارة .. وتقوده كل المشاعر والأحاسيس المختلطة .. إحساس بالبهجة والفرح ، مع ما تغمره من موجة قوية تنقض على أسوار قلبه بشدة .. يشعر بإحساس قوي يخبره بأن هناك أمراً عظيماً سيقع ! .. كأن نورا شاركهم في الركوب .. فلم يرَ بهاء ولا نضارة كمثل هذه الزوجة .. هناك شي ما أسر قلبه وحبه .. يُشعره بأنه حاز الدنيا وما فيها ..
اتجها العروسين إلى منزلهما .. أي منزل يضم قلباً كقلب تلك الفتاة ! .. أي بيت يضم جسدا كجسد تلك الفتاة ! .. جسم يمشي على الأرض وروح تطوف حول العرش .. فهنيئا لذلك البيت .. وهنيئا لذلك الزوج ..
دخلا المنزل .. الخجل يلفّها والحياء يذيبها .. لم يطل الوقت .. دخلت غرفتها التي لطالما رسمت لها كل أحلامها .. كل سعادتها .. كل أمنياتها .. فمنها وبها ستكون الانطلاقة فهي مأوى لها ولحبيبها يصليان ويتهجدان معا .. هنا سيكون مصلاها .. مصحفها .. فكم ستيل سجادتها ساكبة دموع الخشية والتقى .. كم ستهتز أرجاءها من دعواتها وقراءتها .. كم سيجملها عطر مسواكها الذي لا يفتر من ثغرها .. هكذا أمنيتها وأي أمنية كهذه ! ..
التفت .. انتقلت نظراتها السريعة بين أرجاء غرفتها التي تجملّها ابتسامتها العذبة متحاشية نظرات زوجها المصوبة إليها .. رفعت بصرها .. فجأة شد انتباهها شي ما .. تسمّرت في مكانها .. كأن سهماً اخترق حناياها حين رأت ما في أحد زوايا غرفتها .. هل حقاً ما أرى .. ما هذا ؟ .. أين أنا ؟ .. كيف ؟ .. لم ؟ ..أين قولهم عنه ؟ زاغت نظراتها .. تاهت أفكارها .. قلبت نظرتها المكذبة والمصدقة لما يحدث .. يا إلهي .. قدماها لم تعودا قادرتين على حملها .. أهو حقا أم سرابا ! .. ها هو ( العود ) يتربّع في غرفتها .. يا إلهي .. إنه الغناء .. بل إنها آلة موسيقية .. قطع ذلك كل حبل أمنياتها التي رسمت لها في مخيلتها .. اغتمَّت لذلك غما .. لا .. استغفر الله العظيم .. اختلست نظراتها إلى زوجها .. هيئته هي الإجابة الشافية ! .. كان السكون مخيماً على المكان .. يا إلهي لم أعد أحتمل .. أمسكت دمعة كادت أن تفلت من عقالها ثم هتفت بحسرة : الحمد لله على كل حال لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى .. أحنت رأسها وقد أضطرم وجهها خجلاً وحزناً .. استدارت إلى زوجها متحاشية النظر إلى ذلك .. مشت بخطى قد أثقلتها المخاوف وكبّلتها الشكوك .. فلازمت الصمت وكتمت غيظها ..
كان الصبر حليفها .. والحكمة مسلكها .. وحسن التبعل منهجها ..
" وبشر الصابرين ، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون "
وبعيداً عن العاطفة أخذ يحدثها عقلها قائلا : مهلاً .. ورويدكِ أيتها العروس.. عليك بالصبر والحكمة وحسن التبعل لهذا الزوج مهما فعل ومهما كان .. فما يدريكِ لعل هدايته تكون بين يديك !! إذا صبرتي وكنتِ له أحسن زوجة ؟! ..
تبادلا أطراف الحديث وهي تبادله بنظرات كسيرة منخفضة .. بادية عليها علامات الارتباك بين قسمات وجهها ما بين خجلها وحيائها وهول صدمتها وتأثرها .. مضى الوقت يتلكأ حتى أوشك اليل على الانتهاء .. سلب عقل زوجها بهاء منظرها ونور و ضياء وجهها الذي هتف قائلا : ما إن استبدلت ملابسها حتى ازداد جمالها جمالا .. والنور نورا .. ولم أتصوّر أن أجد ذلك من نساء الدنيا ..
دقت ساعة الثلث الأخير من اليل ، حن الحبيب لحبيبه ، فأرسل الله نعاساً على الزوج ، لم يستطع أمامه المقاومة ، فغط في سبات عميق … لزمت الهدوء .. سمعت أنفاسه تنتظم .. إنه دليل مؤكد على نومه .. قامت بتغطيته بلحافها وهي تدعو له بعد أن ودعته بقبلات على جبينه .. انزوت الزوجة عنه جانباً واشتد بها الشوق إلى حبيبها .. هرعت لمصلاها .. و كأن روحها ترفرف إلى السماء ..
يقول الزوج واصفاً لحالته : في تلك اليلة أحست برغبة شديدة للنوم على الرغم من الرغبة في إكمال السهرة ، إلا أن الله تعالى شاء وغلبني النوم رغما عني .. وسبحان الله تعالى ما سبق أن استغرقت في النوم وشعرت براحة إلا في تلك اليلة .. استغرقت في نومي .. تنبهت فجأة .. فتحت عيني .. لم أجد زوجتي بجانبي .. تلفت في أرجاء الغرفة .. لم أجدها .. نهضت أجر خطواتي .. وتشاركني العديد من الاستفهامات : ربما غلبها الحياء وفضلت النوم في مكان آخر .. هكذا خُيّل لي .. فتحت الباب .. سكون مطلق .. ظلام دامس يكسو المكان .. مشيت على أطراف أصابعي خشية استيقاظها .. فجأة .. ها هو وجهها يتلألأ في الظلام .. أوقفني روعة جمالها الذي ليس بجمال الجسد والمظهر .. إنها في مصلاها .. عجباً منها .. لا تترك القيام حتى في ليلة زواجها ! .. بقيت أرمق كل شيء من بعيد .. اقتربت منها .. ها هي راكعة ساجدة .. تطيل القراءة وتبعها بركوع ثم سجود طويل .. واقفة أمام ربها .. رافعة يديها .. .. يا إلهي .. إنه أجمل منظر رأته عيناي .. إنها أجمل من صورتها بثياب زفافها .. إنها أجمل من صورتها بثياب منامها .. جمال أسر عيناي وقلبي .. أحبتها حباً كاملاً ملك عليَّ كل كياني .. لحظات .. رفعت من سجودها ثم أتبعته سلام يمنة ويسرة .. عرفت زوجتي ما يدور في خلدي .. احتضنت يدي بقوة شعرت بدفء يجتاحني بعد أن بادلتني بنظرات محبة وهي متلفعة بجلبابها .. أتبعتها بمسحات على رأسي بيدها الناعمتين وهي مبتسمة ومجتهدة ألا تظهر شيئا ما يختلج في صدرها .. وهتفت في أذني وهي تعبث بالسجادة بأطراف أصابعها بيدها الأخرى : أحبت أن لا يشغلني حبيبي " زوجها " عن حبيبي الأول " تقصد ربها ونعم الحبيب والله " ..
فاجأني وعجبت والله من هذا الكلام الذي لامس قلبي .. فلما سمعت ذلك منها لم أستطع والله أن أرفع بصري خجلا وذلة ما أنا فيه ..
يواصل زوجها قائلا : على الرغم أنها ما زالت عروساً .. إنها لم تبلغ الثلاثة أشهر من زواجها بعد .. ولكن كعادتها ، أنسها بين ثنايا اليل وفي غسق الدجى .. كنت في حينها في غاية البعد عن الله أقضي اليالي السهرات والطرب والغناء .. وكانت لي كأحسن زوجة ، تعامل لطيف ونفس رقيقة ومشاعر دافئة .. تتفانى في خدمتي ورسم البسمة على شفتي وكأنها تقول لي بلسان حالها : ها أنا أقدم لك ما أستطيعه .. فما قدمت أنت لي ؟! ..
لم تتفوّه ملاكي بكلمة واحدة على الرغم من معرفتها ذلك .. تستقبلني مرحبة بأجمل عبارات الشوق .. وكأن الحبيب عائد من سفر سنوات وليس فراق ساعات .. أسرتني بحلاوة وطيب كلماتها وهدوء وحسن أخلاقها وتعاملها الطيب وحسن عشرتها .. أحبتها حباً ملك عليَّ كل كياني و قلبي ..
إحدى الأيام .. عدت في ساعة متأخرة من اليل من إحدى سهراتي العابثة .. تلك الساعات التي ينزل فيها ربنا عزوجل فيقول : "هل من داع فأستجيب له ؟ " .. وصلت إلى غرفتي .. لم أجد زوجتي .. خرجت .. أغلقت الباب بهدوء .. تحست طريقي المظلم متحاشيا التعثر .. آه .. كأني أسمع همسا .. صوت يطرق مسامعي ويتردد صداه في عقلي .. أضأت المصباح الخافت .. تابعت بخطواتٍ خافتة .. فجأة .. صوت جميل لتلاوة القرآن الكريم لم أسمع مثله في حياتي ! .. هزته تلاوتها للقرآن وترنمها بآياته .. يبدو أن هذا الصوت جاء من الغرفة المجاورة .. استدرتُ بوجل .. توجه نظري إلى مكانا خالياً مظلماً وكأن نوراً ينبعث منه ليرتفع إلى السماء .. تسمّرت نظراتي .. إنها يديها المرفوعتين للسماء .. تسلّلتُ بطء .. اقتربت كثيرا .. ها هو نسيم اليل المنعش يصافح وجهها .. حدّقتُ بها .. تلمّست دعاءها .. يا إلهي .. خصتني فيه قبل نفسها .. رفعت حاجتي قبل حاجتها .. تبسمت .. بكيت .. اختلطت مشاعري .. لمحت في عينيها بريقاً .. دقت النظر إليها .. فإذا هي الدموع تتدحرج على وجنتيها كحبات لؤلؤٍ انفلت من عقدها .. بشهقات متقطعة تطلب من الله تعالى وتدعو لي بصوت عالٍ وقد أخذها الحزن كل مأخذ .. كانت تكرر نداءها لربها .. ثم تعود لبكائها من جديد .. نشيجها وبكاؤها قطّع نياط قلبي .. خفقات قلبي تنبض بشدة .. ارتعشت يداي .. تسمَّرت قدماي .. خنقتني العبرة .. رحماك يا الله .. رحماك .. رحماك ..
أين أنا طوال هذه الأيام .. بل الشهور عن هذه الزوجة " الحنون " .. المعطاء .. الصابرة .. تعطيني كل ما أريد في النهار وإذا جن اليل غادرتُ البيت وتركتها وحيدة يعتصر الألم قلبها .. ثم إذا عدت من سهري وفسقي فإذا بها واقفة تدعو الله لي ؟! ..
فشتان والله بين نفس تغالب النوم وتجاهدها لإرضاء الواحد القهار .. وبين نفس تغالب النوم وتجاهدها لمعصية الخالق العلام
شتان بين قلوب تخفق بحب الرحمن وتلذ بلقائه والوقوف بين يديه .. وبين قلوب تخفق بحب المنكرات وتلذ بسماع الملهيات ..
شتان بين وجوه مشرقة تجللهم الهيبة والوقار .. وبين وجوه كالحة ونفوس يائسة وصدور ضيقة ..
شتان بين قلوب حية تمتليء بحب الله وتنبض بالإيمان بالله .. وبين قلوب ميتة تمتليء بعدم الخوف من الرحمن وعدم استشعار عظمته جل جلاله ..
يقول الزوج : في تلك الحظة العصيبة .. لم أملك إلا دمعة سقطت من عيني .. أحنيت رأسي بين ركبتيّ .. أجمع دمعاتي الملتهبة وكأنها غسلت جميع خطاياي .. كأنها أخرجت كل ما في قلبي من الفساد والنفاق .. ترقرقت عيناي بالدموع بعد أن كانت تشكو الجفاف والإعراض .. لا أدري هل هي حزنا وتأثرا على حالي المشين وحالها أن ابتلاها الله بأمثالي .. أو فرحاً بحالي في هذا الموقف الذي إذا دلّ على شيء فإنما يدل على صلاحها والخير المؤصل في أعماقها .. ربّاه لقد ضاقت علي الأرض بما رحبت ! .. عجبا لتلك .. ما دخلت المنزل إلا واستبشرَتْ وفرِحَت تقوم بخدمتي وتعمل على سعادتي ما زلت تحت تأثير سحر كلماتها وعلو أخلاقها .. ولا خرجت من المنزل إلا بكت وحزنت تدعو لي ضارعة إلى ربها .. والله وفي تلك الحظة وكأنها أهدتني كنوز الدنيا أحبتها حباً كاملاً ملك عليَّ كل كياني وقلبي .. كل ضميري .. كل أحاسيسي ومشاعري ..
وصدق من قال : جعل الإسلام الزوجة الصالحة للرجل أفضل ثروة يكتنزها من دنياه – بعد الإيمان بالله وتقواه – وعدها أحد أسباب السعادة ..
لحظات يسيرة .. ودقائق معدودة .. نادى المنادي من جنبات بيوت الله .. حي على الصلاة حي على الفلاح ..
انسلتُ – بعد ترددٍ – وصورتها الجميلة لا تزال تضيء لي الطريق ..
صليت خلالها الفجر كما لم أصلِ مثل تلك الصلاة في حياتي ..
أخذت ظلمات اليل في الانحسار .. ظهرت تباشير الصباح .. أشرقت الشمس شيئا فشيئا .. وأشرقت معها روحاً ونفساً جديدة
فكان هذا الموقف .. بداية الانطلاقة .. وعاد الزوج إلى رشده وصوابه .. واستغفر الله ورجع إليه تائباً منيباً بفضل الله ثم بفضل هذه " الزوجة الصالحة " التي دعته إلى التوبة والصلاح بفعلها لا بقولها .. وحسن تبعلها له .. حتى امتلكت قلبه وأخذت بلبّه بجميل خلقها ولطف تعاملها .. عندها ندم وشعر بالتقصير تجاه خالقه أولاً ثم تجاه زوجته التي لم تحرمه من عطفها وحنانها لحظة واحدة .. بينما هو حرمها الكثير !! ..
رجع الزوج رجوعاً صادقاً إلى الله تعالى وأقبل على طلب العلم وحضر الدروس والمحاضرات .. وقراءة القرآن ..
وبعد سنوات بسيطة .. وبتشجيع من تلك الزوجة المباركة .. حيث رؤي النور قد بدأ ينشر أجنحته في صفحة الأفق .. من محاضراته ودعواته ودروسه .. فأصبح من أكبر دعاة المدينة المنورة ..
وكان يقول ويردد في محاضراته عندما سُئل عن سب هدايته : لي كل الفخر أني اهتديت على يد زوجتي ولي كل العز في ذلك ..
فصدق رب العزة والجلالة :
( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ، ويرزقه من حيث لا يحتسب )
( وَعَدَ الَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ الَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
لا تنسونا من ذلك ..
الله يثبتها يارب
ويجعلنا طائعين لله فى كل وقت يارب
أننا بما نشاهده ونسمعه عن الأزواج في تقصيرهم أو تطنيشهم لزوجاتهم أو أنحرافهم وكثرت شكاوي بعض النساء من الأزواج
سببه أالزوجه اللتي لم تعرف أنها هي من يتحكم بالزوج وهي المحرك الأساس في حياة زوجها وهي من تجعل حياته مليئة بالسعاده أو تجعلها نكد وجحيم عليه
فكثيرآ من الزوجات لاتعطي زوجها أي أهتمام وتجعله مجرد سائق أو مصرف للنقود وتهمل جميع أموره اللتي هي واجبة عليها
فيا عزيزتي الزوجه إنكي بمجرد أهمالك في مظهرك سوف يلجأ زوجك إلى النظر لغيرك ممن تهتم بنفسها فهو بهاذه الحاله سوف يكون محروم من شيء أساسي في حياته
وحينما تتركين عمل الأكل وتنظيف المنزل والإهتمام في ترتيب بيتك سوفي يترك زوجك المنزل ويصبح غير راغب في الجلوس فيه .
ومن أهم ماينفر الزوج منك أيه الزوجه هو لسانك وتصرفاتك فقد تخرجين كلام غير لائق أو تتكلمي بما يغضبه أو تتصرفي تصرف لايرغبه فهو بذالك سوف يكرهك ويكره تصرفاتك ويبدء يتهرب منك ومن الجلوس معك ويكثر الخروج ليجد من يتحدث معه بهدوء ….
ومن أسباب أنحراف بعض الأزواج هن زوجاتهم بحيث لاتهتم في فراشه ولا تعطيه مايرغبه من مداعبات أو حركات وقد تلجأ بعض الزوجات لتساوم زوجها على الفراش بأن تقول لو مافعلت كذا لن أمكن من نفسي أو لن أعمل لك حركات أنت تحبها وهاذا ما يدفع بعض الرجال للخيانه وللبحث عن من تلبي له رغبته الجنسيه ….
فأنا أقول أن كل مشكلة تحدث بين الزوجين سببها في الغالب هي الزوجه وهي لاتعلم فلو بحثت في نفسها وتصرفاتها مع زوجها لوجدت أن الزوج لايعمل شي إلا بسببها وعدم وعيها وفي وقتنا هاذا كثرت المشاكل لأن الزوجه أصبحت تهتم في الأشيا الكماليه وتهتم في الخروج والتنزه وتركت كل واجباتها مع الزوج
فيا معشر الزوجات قفو قليلآ وفكرو بما يدور بينكم وبين أزواجكم وحاولو أن تصلحو ماكان من تقصير وإهمال ودعو عنكم كلام الناس وإنتبهن لأنفسكن فأنت أيه الزوجه بيدك كل الحلول وأنت من يستطيع تسيير مركبكم فبدئي من الآن
لكم مني كل المحبه والتقدير
تلك حالة من حالات كثيرة ونموذج للعديد من الأسر التي تشتكي صمت الأزواج في البيوت مع زوجاتهم. وهي ليست حالات فردية، وإنما هي تعبير عن ظاهره تؤثر علي العلاقة بين الزوجين. ويبدو أن هذه الظاهرة أصبحت شبه عالمية ففي تقرير لمجلة "بونته" الألمانية توضح الإحصائيات أن تسعا من كل عشر سيدات يعانين من صمت الأزواج كما تشير الأرقام أن 79%من حالات الانفصال مردها إلى معاناة المرأة من انعدام المشاعر وعدم تعبير الزوج عن عواطفه لها وعدم وجود حوار يربط بينهما.
أسباب الصمت:
ترى كيف ينظر الرجال ويفسر صمتهم في البيوت، م. ع يرى أن الرجل قليل الكلام بطبيعته وأن المرأة تميل إلي الثرثرة والكلام في موضوعات متعددة دون توقف. ويتفق معه س.ف الذي يرى أن هناك عوامل مرتبطة بطبيعة الزوج، فقد يكون بطبيعته قليل الكلام أو واقع بيولوجي يجعل الرجال كائنات صامته بالفطرة، وتختلف الزوجات عن الأزواج في الرؤية حيث وتؤكد م.م أن سبب الصمت هو أنانيه الزوج فهو لا يلتفت إلا لرغباته أو ربما نجد الصمت من نظرته الدنيوية إلي المرأة والزوجة.
وترجع ع.س واقع الصمت بين الأزواج إلى عمليه الاختيار منذ البداية لزوجته كانت بلا توافق بينهم من الناحية العاطفية أو الثقافية أو بسبب السن واختلافات العادات وأسلوب الحياة. في حين أن آخرين أجمعوا على أن الصمت بسلوكيات بعض الزوجات تجاه أزواجهن تجعله يصل إلى حد النفور وعدم الرغبة في النظر إليها أو الإنصات إليها وليس الكلام معها، وعدم ثقة زوجها فيها بقدرتها على كتم أسراره، وقد يكون مر بتجربة معها سابقة، كما أن خوفه من فتح مواضيع معها لتجنبها وعدم خلق مشاكل فيكون صمت اضطراري.
وأكد الكثير على أن المشاكل الاقتصادية ودورها في صمت الأزواج، فبعض الأزواج أعمالهم قاسية ضانية يعودون وهو بحاجه إلى الهدوء والراحة أكثر من حاجتهم إلى الكلام وأيضا الحالة الاقتصادية التي تجعل الكثيرين يلهثون من أجل تلبية احتياجات الأسرة التي من شأنها أن ترهق الأعصاب فيترجم هذا في صورة صمت تصل إلى حد الوجوم.
الحوار عصب الحياة الزوجية:
ويشير الدكتور أحمد محمد عبد الله مدرس مساعد الطب النفسي بجامعة الزقازيق أن الصمت يدل على غياب الإدراك بأن الحوار هو عصب الحياة الزوجية وأنه الجسر الذي تنتقل عبره المغازلات والمعاتبات والاستشارات والملاحظات. ويرى الدكتور أحمد أن هناك ظنا من أن الحوار يحمل معنى الضعف بالافتقار إلى رأي الآخر، أو أن البوح بمكنون النفس لا ينبغي أن يكون للزوجات، وبعض الأزواج لا يرى في زوجته الكفاءة التي تؤهلها للمشاركة في حوار معه حول شئونهما، وشئون البيت، والشئون العامة.
ويضيف دكتور أحمد أن أحد الطرفين أو كلاهما يخشى من تكرار محاولة فشلت للحوار من قبل فتخاف الزوجة أن تطلب من الزوج، أو تتحرج، إذ ربما يصدها أو يهمل طلبها، أو يستخف به كما فعل في مرة سابقة. وقد ييأس الزوج من زوجة لا تُصغي، ولا تجيد إلا الثرثرة أو لا تفهم وتتفاعل مع ما يطرحه، أو يحكيه الخوف من رد الفعل، أو اليأس من تغيير طباع الطرف الآخر يجعل إيثار السلامة بالصمت هو الحل، وهنا يكون عدم الحوار اختيارًا واعيًا لم تدفع إليه ظروف خفية، أو تمنعه المشاغل، ولم ينتج عن إهمال أو تناسٍ. والمبادرة هنا لابد أن تأتي من الطرف الذي سبق وأغلق باب الحوار بصدٍ أو إعراضٍ أو عدم تجاوب.
ويشير إلى أن التحاور والتشاور يعني طرفين أحدهما يستمع، والآخر يتحدث ثم العكس، ولا يعني أن أحدهما يرسل طوال الوقت أو يُتوقع منه ذلك، والآخر يستقبل طوال الوقت، أو يُنتظر منه ذلك، وتكرار المبادرات بفتح الحوار، ومحاولة تغيير المواقف السلبية مسألة صعبة، لكن نتائجها أفضل من ترك الأمر، والاستسلام للقطيعة والصمت.
البحث عن العاطفة:
ويفسر الطبيب النفسي دكتور فكري عبد العزيز فيقول إن صمت الزوج في بيته سلوك طبيعي فهو يعود للبيت بعد قضاء فتره طويلة في الخارج استهلك خلالها طاقته في حين أن الزوجة تنتظر عودته لكي تتحدث إليه دون أن تتيح له فرصة للراحة ويضيف أن صمت الأزواج نوع من الزهد فيه فعلي الزوجة ألا تشعر زوجها أنه في حالة استجواب وأن تختار الوقت المناسب.
وتحدد د. زينب أبو العلا أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان أسباب الصمت المطبق بين الزوجين ـ وتقول: تبحث المرأة دائما عن وسيلة لاستجلاب عطف زوجها حتى يستمع إليها بأذن مفتوحة واهتمام نابع من القلب لكي تفرغ أمامه الشحنة المخزونة، وعندما تتزوج المرأة تتصور أن الرجل يعاملها بنفس المنطلق الذي كان يتعامل معها به في أثناء الخطبة وكثيرا ما تحاول المرأة لفت انتباه الزوج وتترجم ذلك في عدة صور مختلفة مثل إصابتها بحالة من الإعياء المفاجئ أو إصابتها بنزلة برد وفي بعض الأحيان تكون استجابة الزوج جافة أو لا مبالية الأمر الذي ينعكس على الزوجة بالإحباط والكبت وأحيانا يلجأ الزوج لنفس الأسلوب فيدعي أيضا إصابته بأي نوع من الأمراض لجذب انتباه الزوجة واستدرار عطفها.
علاج الصمت:
أما عن علاج تلك الظاهرة أو محاولة الحد منها فهناك عدة وصايا للزوجية قدمها الدكتور عادل صادق، فمنها: أن يكون الزوج محور حياة الزوجة، وأن تدور حياتها من حوله وهذا يجعل مساحة الحوار تزداد بينكما. كما أن لغة الحوار هامة جدا، وأن أي حوار داخل نطاق الحب والزواج لابد أن يكون ودودًا ويعكس روحًا طيبة سمحة سهلة حتى في أشد الأوقات عصبية وثورة وغضبًا، لا بد أن يمر بينكما هواء طيب وتحوم حولكما الأرواح الطيبة كما أمر اللّه، فالزواج مودة ورحمة.
ومن وسائل العلاج إظهار الإعجاب، فقد تحظي بإعجاب كل الناس وقد يُظهر كل إنسان إعجابه ولكن إذا افتقدت إعجاب رفيق حياتك فإنك ستفقد إعجابك بنفسك، ولابد من ترجمة الإعجاب إلي كلمات رقيقة. كمان أن المرح والكلمة الطيبة هام جدا بحيث يشملني السرور لأني معك فأشعر بالانشراح والتفاؤل والحماس والانطلاق, والأهم أن يسعد كلاهما بجانب الآخر.
أما الوصية الخامسة فتختص بالحياة الاقتصادية، أي أنه لابد من فصل الحياة الاقتصادية عن المشاعر والأحاسيس بين الزوجين, ولا يتخلل معني الصفقة الحياة الزوجية, أو بمعنى آخر ألا يكون كل شيء في العلاقة الزوجية يصبح مدفوع الثمن والأجر.
كما يشير الدكتور عادل إلى أن من وسائل العلاج أن تكون هناك مسافة بين الزوجين، فالزواج أن تكونا معًا يدك في يدها ونفساكما ممتزجة طوال الوقت ولكن مع هذا يجب أن تظل هناك مسافة, وفائدة هذه المسافة هي الحنين الجارف المستمر والتوق المتجدد دائمًا.
ومن وسائل العلاج -حسب الدكتور عادل- الحذر من كلمة الطلاق، فالمرأة بالذات تردد هذه الكلمة كثيرًا وهي أسوأ كلمة، ولا تقل بشاعة عن كلمة الموت رغم أن الموت حق وأن الطلاق حلال إلا أننا نبغض هاتين الكلمتين والمعنى واحد: الانفصال موت، والموت انفصال. وقبل كل هذا وبعد لابد من تقوى الله تعالى، فإنها الحصن الحصين، وقد أمرنا بذلك الدين الحنيف فقال الرسول صلى اللّه عليه وسلم: «استوصوا بالنساء خيرًا» وقد أوصى النساء أيضًا حيث قال: «حسن تبعُّل المرأة لزوجها يعادل الجهاد في سبيل اللّه».
آخر الكلام؛
وأخيرا.. ينبغي علينا أن نعرف أن الزواج ارتباط يدوم مدى الحياة ويزدهر مع الأيام عندما يصبح الزوجان أفضل شريكين وصديقين. ويجب أن نتذكر دائماً أن اللوم عدو السعادة الزوجية إذ يرغم الطرف الآخر على أخذ موقف الدفاع وعدم الإصغاء. وكلنا نسعد إذا ما سمعنا إطراء أو كلمة تقدير، أو تعبير حبّ، وكلنا يحتاج ذلك، فعلينا دوماً ألاّ نؤجّل أفراحنا، وأن نكون في جرأة الحبّ، وأن نواجه آباءنا وأمهاتنا وأزواجنا وأبناءنا وأحبابنا بفيض من الودّ، وأن نقولها صريحة واضحة: نحن نحبكم، فلن نحصد من الصمت سوى الندم. MAGANIN.COM ::: مجانين دوت كوم
حدثتني داعية من احدى الداعيات إلى الله تعالى .. عن قصة واقعية مؤثرة
حدثت في مدينتها في أعز وأطهر مكان ..
وأكتب لكن هذه القصة – بتصرف –
والتي يجب أن نأخذها لتكون أمام ناظرينا
وننقلها لتكون أمام أنظار زوجاتنا .. وبناتنا .. وأخواتنا .. بل وأمهاتنا
ليكون في ذلك نشر للخير والفضيلة ,, ولتعرف الفتيات .. أن الجمال والسعادة ليست والله بالنقوش والزينة
ولا بحسن الملبس والمظهر، أو بكثرة المال والبنيان
أو بآخر موضة من الأزياء، أو بمتابعة آخر صرخة في عالم العطور
وآخر قصة في عالم الشعر ..
كما أن القصة تؤكد ذلك المعنى العظيم للرجال الذي بينه الرسول صلى الله عليه وسلم حيث
قال : " الدنيا متاع وخيرها المرأة الصالحة " رواه الإمام مسلم
أترككم الآن مع القصة – مستعينة بالله تعالى :
إنها امرأة صالحة تقية نحسبها كذلك ولا نزكي على الله أحدا
حبيبها الليل
قلبها تعلق بمنازل الآخرة
تقوم إذا جنّ الظلام
لا تدع ذلك لا شتاء ولا صيفا
طال الليل أم قصر
لطالما سُمع خرير الماء في هدأة السحر على أثر وضوءها
لم تفقد ذلك ليلة واحدة …. أنسها .. سعادتها .. في قيام الليل وقراءة كتاب الله
في مناجاتها لربها
تهجدها
دعائها ..
لم تدع صيام التطوع سواء كان حضرا أم سفرا
أشرق وجهها بنور الطاعة
ولذة الهداية
( تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود )
جاء ذلك اليوم
نزل قضاء الله تعالى من فوق سبع سماوات
تقدم إليها من يطلب يدها .. قالوا محافظ .. مصلي
وافقت على ذلك بعد الاستخارة والالتجاء إلى ربها .
وكان مما اعتاد عليه أهل مدينتها أن ليلة الفرح تبدأ في الساعة الثانية عشر ليلا وتنتهي مع أذان الفجر !
لكن تلك الفتاة اشترطت في إقامة حفل زواجها :
" بأن لا تدق الساعة الثانية عشر إلا وهي في منزل زوجها "
ولا يعرف سر ذلك إلا والدتها
الكل يتساءل
تدور حولهم علامات الاستفهام والتعجب من تلك الفتاة !!
حاول أهلها تغيير رأيها
فهذه ليلة فرحها التي لا تتكرر
وقبل هذا يجب مجاراة عادات وتقاليد أهل بلدتها
لكنها أصرت على ذلك كثيرا هاتفة :
إذا لم تلبوا الطلب ، فلن أقيم حفل زفاف !
فوافق الأهل على مضض ..
وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم
مرت الشهور والأيام
تم تحديد موعد الزواج
وتلك الفتاة ما زادت إلا إيمانا وتقوى
تناجي ربها في ظلمات الليل البهيم
أنسها وسعادتها كله في الوقوف بين يدي الله
لذة الأوقات وبهجتها في ذلك الوقت
الذي تهبّ فيه نسمات الثلث الأخير ، لتصافح كفيها المخضبتين بالدموع
لتنطلق دعوات صادقة بالغة عنان السماء
طالبة التوفيق من الله تعالى ..
توالت الأيام
وذات مساء جميل
كان القمر بدراً
دقت ساعة المنبه معلنة عن تمام الساعة التاسعة مساء
انتشر العبير ليعطّر الأجواء
بدأت أصوات الزغاريد وضاربات الدفوف ترتفع
زفت العروس إلى عريسها مع أهازيج الأنس وزغاريد الفرح
الكل يردد :
بارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما على خير
فنعم العروس
ونعم ذلك الوجه المشرق الذي يفيض بنور الطاعة وحلاوة المحبة
دخل الزوج
فإذا به يُبهر
نور يشع
وضوء يتلألأ
فتاة أجمل من القمر
كساها الله جمال الطاعة
ونضارة المحبة
وبهاء الصدق والإخلاص ..
هنيئاً لك أيها الزوج
امرأة عفيفة مؤمنة صالحة
هنيئاً لكِ أيتها الزوجة
ذلك القلب الذي أسلم لله عز وجل وتعبد له طاعة وقربة ..
قاربت الساعة من الثانية عشر
مسك الزوج بيد زوجه .. ركبا جميعاً في السيارة
وتقوده كل المشاعر والأحاسيس المختلطة
إحساس بالبهجة والفرح
مع ما تغمره من موجة قوية تنقض على أسوار قلبه بشدة
يشعر بإحساس قوي يخبره بأن هناك أمراً عظيماً سيقع !
كأن نورا شاركهم في الركوب
فلم يرَ بهاء ولا نضارة كمثل هذه الزوجة
هناك شي ما أسر قلبه وحبه
يُشعره بأنه حاز الدنيا وما فيها ..
اتجها العروسين إلى منزلهما
أي منزل يضم قلباً كقلب تلك الفتاة !
أي بيت يضم جسدا كجسد تلك الفتاة !
جسم يمشي على الأرض وروح تطوف حول العرش
فهنيئا لذلك البيت
وهنيئا لذلك الزوج ..
دخلا المنزل
الخجل يلفّها والحياء يذيبها
لم يطل الوقت
دخلت غرفتها التي لطالما رسمت لها كل أحلامها
كل سعادتها
كل أمنياتها
فمنها وبها ستكون الانطلاقة فهي مأوى لها ولحبيبها يصليان ويتهجدان معا
هنا سيكون مصلاها .. مصحفها
فكم ستيلل سجادتها ساكبة دموع الخشية والتقى
كم ستهتز أرجاءها من دعواتها وقراءتها
كم سيجملها عطر مسواكها الذي لا يفتر من ثغرها
هكذا أمنيتها وأي أمنية كهذه ! ..
التفتت
انتقلت نظراتها السريعة بين أرجاء غرفتها التي تجملّها ابتسامتها العذبة متحاشية نظرات زوجها المصوبة إليها
رفعت بصرها
فجأة شد انتباهها شي ما
تسمّرت في مكانها
كأن سهماً اخترق حناياها حين رأت ما في أحد زوايا غرفتها
هل حقاً ما أرى .. ما هذا ؟
أين أنا ؟
كيف ؟
لم ؟
أين قولهم عنه ؟
زاغت نظراتها
تاهت أفكارها .. قلبت نظرتها المكذبة والمصدقة لما يحدث
يا إلهي
قدماها لم تعودا قادرتين على حملها
أهو حقا أم سرابا !
ها هو ( العود ) يتربّع في غرفتها
يا إلهي
إنه الغناء .. بل إنها آلة موسيقية
قطع ذلك كل حبل أمنياتها التي رسمت لها في مخيلتها
اغتمَّت لذلك غما
لا .. استغفر الله العظيم
اختلست نظراتها إلى زوجها .. هيئته هي الإجابة الشافية
كان السكون مخيماً على المكان
يا إلهي لم أعد أحتمل
أمسكت دمعة كادت أن تفلت من عقالها
ثم هتفت بحسرة :
الحمد لله على كل حال لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى
أحنت رأسها وقد أضطرم وجهها خجلاً وحزناً .
استدارت إلى زوجها متحاشية النظر إلى ذلك
مشت بخطى قد أثقلتها المخاوف وكبّلتها الشكوك
فلازمت الصمت وكتمت غيظها ..
كان الصبر حليفها
والحكمة مسلكها
وحسن التبعل منهجها .
.
" وبشر الصابرين ، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون "
وبعيداً عن العاطفة أخذ يحدثها عقلها قائلا : مهلاً .. ورويدكِ أيتها العروس
عليك بالصبر والحكمة وحسن التبعل لهذا الزوج مهما فعل ومهما كان
فما يدريكِ لعل هدايته تكون بين يديك !!
إذا صبرتي وكنتِ له أحسن زوجة ؟! ..
تبادلا أطراف الحديث
وهي تبادله بنظرات كسيرة منخفضة
بادية عليها علامات الارتباك بين قسمات وجهها ما بين خجلها وحيائها
وهول صدمتها وتأثرها
مضى الوقت يتلكأ حتى أوشك الليل على الانتهاءدقت ساعة الثلث الأخير من الليل
حن الحبيب لحبيبه
فأرسل الله نعاساً على الزوج
لم يستطع أمامه المقاومة ، فغط في سبات عميق
لزمت الهدوء
سمعت أنفاسه تنتظم .. إنه دليل مؤكد على نومه
قامت بتغطيته بلحافها وهي تدعو له بعد أن ودعته بقبلات على جبينه
انزوت الزوجة عنه جانباً واشتد بها الشوق إلى حبيبها
هرعت لمصلاها
و كأن روحها ترفرف إلى السماء
يقول الزوج واصفاً لحالته :
في تلك الليلة أحسست برغبة شديدة للنوم على الرغم من الرغبة في إكمال السهرة
إلا أن الله تعالى شاء وغلبني النوم رغما عني
وسبحان الله تعالى ما سبق أن استغرقت في النوم وشعرت براحة إلا في تلك الليلة
استغرقت في نومي
تنبهت فجأة
فتحت عيني
لم أجد زوجتي بجانبي
تلفت في أرجاء الغرفة
لم أجدها
نهضت أجر خطواتي
وتشاركني العديد من الاستفهامات
ربما غلبها الحياء وفضلت النوم في مكان آخر
هكذا خُيّل لي
فتحت الباب
سكون مطلق
ظلام دامس يكسو المكان
مشيت على أطراف أصابعي خشية استيقاظها
فجأة .
ها هو وجهها يتلألأ في الظلام
أوقفني روعة جمالها الذي ليس بجمال الجسد والمظهر
إنها في مصلاها
عجباً منها
لا تترك القيام حتى في ليلة زواجها !
بقيت أرمق كل شيء من بعيد
اقتربت منها
ها هي راكعة ساجدة
تطيل القراءة
وتتبعها بركوع ثم سجود طويل
واقفة أمام ربها
رافعة يديها
يا إلهي
إنه أجمل منظر رأته عيناي
إنها أجمل من صورتها بثياب زفافها
إنها أجمل من صورتها بثياب منامها
جمال أسر عيناي وقلبي
أحببتها حباً كاملاً ملك عليَّ كل كياني
لحظات
رفعت من سجودها ثم أتبعته سلام يمنة ويسرة
عرفت زوجتي ما يدور في خلدي
احتضنت يدي بقوة شعرت بدفء يجتاحني بعد أن بادلتني بنظرات محبة وهي متلفعة بجلبابها
أتبعتها بمسحات على رأسي بيدها الناعمتين وهي مبتسمة ومجتهدة ألا تظهر شيئا ما يختلج في صدرها .. وهتفت في أذني وهي تعبث بالسجادة بأطراف أصابعها بيدها الأخرى :
أحببت أن لا يشغلني حبيبي " زوجها " عن حبيبي الأول " تقصد ربها ونعم الحبيب والله " .
فاجأني وعجبت والله من هذا الكلام الذي لامس قلبي
فلما سمعت ذلك منها لم أستطع والله أن أرفع بصري خجلا وذلة مما أنا فيه ..
يواصل زوجها قائلا :
على الرغم أنها ما زالت عروساً
إنها لم تبلغ الثلاثة أشهر من زواجها بعد
ولكن كعادتها
أنسها بين ثنايا الليل وفي غسق الدجى
كنت في حينها في غاية البعد عن الله أقضي الليالي السهرات والطرب والغناء
وكانت لي كأحسن زوجة
تعامل لطيف ونفس رقيقة ومشاعر دافئة
تتفانى في خدمتي ورسم البسمة على شفتي
وكأنها تقول لي بلسان حالها :
ها أنا أقدم لك ما أستطيعه
فما قدمت أنت لي ؟!
لم تتفوّه ملاكي بكلمة واحدة على الرغم من معرفتها ذلك
تستقبلني مرحبة بأجمل عبارات الشوق
وكأن الحبيب عائد من سفر سنوات
وليس فراق ساعات
أسرتني بحلاوة وطيب كلماتها
وهدوء وحسن أخلاقها
وتعاملها الطيب
وحسن عشرتها
أحببتها حباً ملك عليَّ كل كياني و قلبي ..
إحدى الأيام
عدت في ساعة متأخرة من الليل من إحدى سهراتي العابثة
تلك الساعات التي ينزل فيها ربنا عزوجل فيقول : "هل من داع فأستجيب له ؟ "
وصلت إلى غرفتي
لم أجد زوجتي
خرجت
أغلقت الباب بهدوء
تحسست طريقي المظلم متحاشيا التعثر .
آه
كأني أسمع همسا
صوت يطرق مسامعي ويتردد صداه في عقلي
أضأت المصباح الخافت
تابعت بخطواتٍ خافتة
فجأة
صوت جميل لتلاوة القرآن الكريم
لم أسمع مثله في حياتي !
هزته تلاوتها للقرآن وترنمها بآياته
يبدو أن هذا الصوت جاء من الغرفة المجاورة
استدرتُ بوجل
توجه نظري إلى مكانا خالياً مظلماً
وكأن نوراً ينبعث منه ليرتفع إلى السماء
تسمّرت نظراتي
إنها يديها المرفوعتين للسماء
تسلّلتُ ببطء
اقتربت كثيرا
ها هو نسيم الليل المنعش يصافح وجهها
حدّقتُ بها .
تلمّست دعاءها
يا إلهي
خصتني فيه قبل نفسها
رفعت حاجتي قبل حاجتها
تبسمت .. بكيت
اختلطت مشاعري
لمحت في عينيها بريقاً
دققت النظر إليها
فإذا هي الدموع تتدحرج على وجنتيها كحبات لؤلؤٍ انفلتت من عقدها
بشهقات متقطعة
تطلب من الله تعالى وتدعو لي بصوت عالٍ
وقد أخذها الحزن كل مأخذ
كانت تكرر نداءها لربها .. ثم تعود لبكائها من جديد
نشيجها وبكاؤها قطّع نياط قلبي
خفقات قلبي تنبض بشدة
ارتعشت يداي
تسمَّرت قدماي
خنقتني العبرة
رحماك يا الله
رحماك
رحماك ..
أين أنا طوال هذه الأيام بل الشهور ؟؟؟
عن هذه الزوجة
" الحنون "
المعطاء
الصابرة
تعطيني كل ما أريد في النهار
وإذا جن الليل غادرتُ البيت
وتركتها وحيدة يعتصر الألم قلبها
ثم إذا عدت من سهري وفسقي
فإذا بها واقفة تدعو الله لي ؟! .
.
[blink]فشتان[/blink]
بين نفس تغالب النوم وتجاهدها لإرضاء الواحد القهار
وبين نفس تغالب النوم وتجاهدها لمعصية الخالق العلام
[blink]شتان[/blink]
بين قلوب تخفق بحب الرحمن وتتلذذ بلقائه والوقوف بين يديه
وبين قلوب تخفق بحب المنكرات وتتلذذ بسماع الملهيات ..
[blink]شتان[/blink]
بين وجوه مشرقة تجللهم الهيبة والوقار
وبين وجوه كالحة ونفوس يائسة وصدور ضيقة
[blink]شتان[/blink]
بين قلوب حية تمتليء بحب الله وتنبض بالإيمان بالله
وبين قلوب ميتة تمتليء بعدم الخوف من الرحمن وعدم استشعار عظمته جل جلاله ..
يقول الزوج :
في تلك اللحظة العصيبة
لم أملك إلا دمعة سقطت من عيني
أحنيت رأسي بين ركبتيّ .. أجمع دمعاتي الملتهبة
وكأنها غسلت جميع خطاياي
كأنها أخرجت كل ما في قلبي من الفساد والنفاق
ترقرقت عيناي بالدموع بعد أن كانت تشكو الجفاف والإعراض
لا أدري هل هي حزنا وتأثرا على حالي المشين وحالها أن ابتلاها الله بأمثالي
أو فرحاً بحالي في هذا الموقف الذي إذا دلّ على شيء فإنما يدل على صلاحها
والخير المؤصل في أعماقها
ربّاه لقد ضاقت علي الأرض بما رحبت !
[blink]عجبا لتلك المرأة[/blink]
ما دخلت المنزل إلا واستبشرَتْ وفرِحَت
تقوم بخدمتي
وتعمل على سعادتي
ما زلت تحت تأثير سحر كلماتها وعلو أخلاقها
ولا خرجت من المنزل إلا بكت وحزنت تدعو لي ضارعة إلى ربها
ووالله
وفي تلك اللحظة
وكأنها أهدتني كنوز الدنيا
أحببتها حباً كاملاً
ملك عليَّ كل كياني
وقلبي
كل ضميري
كل أحاسيسي
ومشاعري ..
وصدق من قال :
جعل الإسلام الزوجة الصالحة للرجل
أفضل ثروة يكتنزها من دنياه – بعد الإيمان بالله وتقواه – وعدها أحد أسباب السعادة ..
لحظات يسيرة
ودقائق معدودة
نادى المنادي من جنبات بيوت الله
حي على الصلاة حي على الفلاح ..
انسللتُ – بعد ترددٍ – وصورتها الجميلة لا تزال تضيء لي الطريق ..
صليت خلالها الفجر كما لم أصلِ مثل تلك الصلاة في حياتي ..
أخذت ظلمات الليل في الانحسار
ظهرت تباشير الصباح
أشرقت الشمس شيئا فشيئا
وأشرقت معها روحاً ونفساً جديدة
فكان هذا الموقف بداية الانطلاقة
وعاد الزوج إلى رشده وصوابه
واستغفر الله ورجع إليه تائباً منيباً بفضل الله
ثم بفضل هذه " الزوجة الصالحة " التي دعته إلى التوبة والصلاح
بفعلها لا بقولها
وحسن تبعلها له
حتى امتلكت قلبه
وأخذت بلبّه بجميل خلقها ولطف تعاملها
عندها ندم وشعر بالتقصير تجاه خالقه أولاً
ثم تجاه زوجته التي لم تحرمه من عطفها وحنانها لحظة واحدة
بينما هو حرمها الكثير !! ..
رجع الزوج رجوعاً صادقاً إلى الله تعالى
وأقبل على طلب العلم
وحضر الدروس والمحاضرات
وقراءة القرآن ..
وبعد سنوات بسيطة
وبتشجيع من تلك الزوجة المباركة
حيث رؤي النور قد بدأ ينشر أجنحته في صفحة الأفق
من محاضراته ودعواته ودروسه
فأصبح من أكبر دعاة المدينة المنورة ..
وكان يقول ويردد في محاضراته عندما سُئل عن سبب هدايته :
لي كل الفخر أني اهتديت على يد زوجتي ولي كل العز في ذلك ..
فصدق رب العزة والجلالة :
( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ، ويرزقه من حيث لا يحتسب )
( وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
هذه هي القصة كاملة أخواتي الحبيبات
فهي صدقا ً زوجة ولكن ……لا كالزوجات
دمتن في حفظ الله أخواتي الحبيبات
منذ فجر التاريخ انفردت المرأة وتميزت بميلها الطبيعي لإنشاء الروابط الاجتماعية ولإظهار التعاطف والحب , فالمرأة هي رابط بين زوجها والعائلة والمجتمع من خلال ميلها لتوثيق العلاقات الودية , كما هي القوة الأكبر في تحديد تصرفات زوجها الاجتماعية , ففي سن الرشد يلجأ الرجل إلى المرأة وفي سن الطفولة أيضا فهو يعيش في مراحله الطبيعية للحصول على الرضا والتقدير والعطف , وعندما يحصل كل هذا من المرأة سيشعر أنه قادر على الانتصار على العالم كله ….تستطيع المرأة استعمال قوتها أكثر من الرجل في علاقتها معه , فالمرأة هي أساس توازن الرجل العاطفي طيلة حياته (لا أظن أن رجلا انتحر لانفصاله عن شريكه في لعبة الغولف بينما الكل يعي ما قد يعانيه الرجل عندما لا تحبه المرأة أو تقدره وتعتني به وقد تزول نتيجة هذا الضياع أو النبذ أو القوة علة وجوده فالعديد من الرجال يعيشون لخدمة زوجاتهم وأولادهم وعائلاتهم فحسب وعندما يشعرون أنهم لا يقدرون لهذه المجهودات يعيشون في حالة ضياع وتوتر مع محيطهم …
أمر مذهل حقا :
رسالة من مومسة تفول فيه (يسود اعتقاد خاطئ أن المومسات يتواجدن في زوايا الشوارع وأن كل الزبائن من الرجال المنحرفين …وقد يكون …لكن هناك وجه آخر للأمر ,,,غالبية الزبائن من الرجال المتزوجين وفي الحقيقة أن 90 % منهم على الأقل لم يلمسوني قط , كانوا يدفعون لي لأفعل لهم ما كانت زوجاتهم يرفضنه كالإصغاء وحسن الاستماع وتقديم عصير باهتمام وبشاشة وتحريك الأنا وتقدير الذات فيهم والاعتناء بمشاعرهم …وستجدين أنه إذا أخبرتك أيتها الزوجة أنه كانت تدفع لي الأموال للحصول على ما حرموا منه في المنازل أمر مذهل …كنت دائما أفكر كم هم تعساء فالبرغم من أنهم متزوجون فقد كانوا وحيدين … تعليق لا أقصد أبدا الحكم على المرأة أو لومها على مصائب الدنيا والمنزل والأسرة ..جل ما أريده هو التأكد من قدرات المرأة الخارقة لإحداث مناخ في منزلها حيث ستجد سعادتها تنموا وتنمو معها سعادة زوجها وأولادها .
ما اكتشفته أن الرجل يتأذى عادة من زوجته لأنها :
1. لا تعير مشاعره وحاجاته الأهمية الكافية .
2. تنتقده دائما وتنبذه .
3. تتذمر من طلباته وتشكو باستمرار وتبدوا أحيانا وكأنها خلقت لهذا الأمر.
4. لا تجعله يشعر أنها بحاجة إليه وأنها تقدره كالرجل .
5. لا تعطي الأفضلية لجعل المنزل مكانا مريحا .
6. لا تعامله باحترام .
لا أظن أن النساء يعمدن إلى إيذاء أزواجهن وأعتقد أيضا أن العديد من الزوجات يغفلن عن فكرة أنهن يعاملن أزواجهن بطريقة مؤذية , وأعتقد أن المرأة قد خضعت لغسيل دماغ سلبي في ما يخص دورها في المجتمع وفيما يخص علاقتها بالرجل إلى حد أنها لم تعد تدرك واجباتها !!!إنها غالبا ما تسعى إلى اهتماماته الدفاعية …لقد أملى عليها المجتمع دور تتطلع إليه هو : مال + مركز + استقلالية = قوة …وقيل لها إنه بغياب هذه القوة ستصبح ضحية !!!!بعد استطلاع ما الذي يرضي الرجل :
1. شعوره أن زوجته تحتاج إليه .
2. تقدره.
3. تبدي نحوه الرغبة .
4. تفهم أنه يميل إلى عائلته ويحميها ليشعر أنه رجل .
5. تظهر موافقتها وتقديرها وعاطفتها .
إن الرجل بسيط وهذه ليس إهانة له .أذكر حين كان ابني في الصف الأول ابتدائي سألته ما لفرق بين شجار الفتيات وشجار الصبيان …لن أنسى طوال حياتي الإجابة ( قال لي : حسنا حين يتشاجر فتاتان تقنع كل واحدة باقي الفتيات بعدم التكلم مع الأخرى وهكذا يظل طوال حياتهن ..لكن حين يتشاجر صبيان يتدافعان ويصرخان ثم ينسيان كل شيء ويذهبان للعب الكرة مرة أخرى …هذا ما أعنيه عندما أقول أن الرجل بسيط إذ يسهل الانسجام معه .يقلقني أن العديد من النساء لا يبذلن مجهودا كافيا للتفكير بأزواجهن .
من المقدمة .
وتضيف المؤلفة في مقدمة كتابها تنفرد المرأة وتتميز بميلها الطبيعي لإنشاء الروابط وللتربية، والحماية، ولإظهار التعاطف والحب. وعندما يتمّ الحديث عن حبّ الأم فهذا يعني الحديث عن العواطف الأنقى والأقوى في الحياة. فالمرأة هي كائن بشري مميز تستطيع بما منحها الله من خصائص أن تمنح العناية لأفراد عائلتها، كما أنها الرابط بين العائلة والمجتمع، من خلال ميلها إلى توثيق الروابط الاجتماعية. وكل هذا ينبع من طبيعة المرأة ومن قوتها.
يلجأ الرجل في سن الطفولة إلى أمه، ثم في سن الرشد يلجأ إلى المرأة، فالرجل في مراحل حياته المختلفة من الطفولة، مروراً بالمراهقة وانتهاءً بسن الرشد، يحتاج إلى التقدير والعطف والفهم والعناية، وسيبحث عنها بقية مراحل حياته لدى شريكة عمره، وعندما يحصل على ذلك سيشعر أنه قادرٌ على الانتصار على العالم كله. وحين تكتشف المرأة هذه القوة التي خصها الله بها وحين تستعملها، ستتغير مناخات حياتها الزوجية وستتجه حياتها إلى الأفضل حتى في خضمّ المشاكل التي يمكن أن تعترضها. وهذا الكتاب (قوة الزوجات الخفية) يبحث في تلك الخصائص والقدرات التي تتمتع بها المرأة والتي من خلال توظيفها توظيفاً صحيحاً، تستطيع المرأة تغيير نمط حياتها العائلية والزوجية إلى الأفضل، تستعين المؤلفة في سبيل توضيح طرحها بالعديد من الأسئلة والنماذج والحالات.
ماسبق جميعه رأى الكاتبة من واقع أمريكي واعتقد أنه ليس ببعيد عنا علما أن الكاتبة مؤلفة لسبعة كتب كما احتلت المراتب الأولى في قوائم نيويورك تايمز للكتب الاكثر مبيعا .
يعتبر تعدد الزوجات من المحاور الأساسية في قضية تحرير المرأة المزعوم، والذي تولى كبرها علمانيو الغرب وأذنابهم من المنتسبين إلى أمة الإسلام، لكي تحذو المرأة المسلمة حذو نظيرتها الأوربية، فتنسلخ من هويتها كخطوة واسعة على طريق تقويض البنيان الإسلامي الشامخ.
ولقد كانت هذه المسألة وما زالت مادة خصبة للجدل الواسع، وصارت تناقش بمعزل عن محضن الشريعة، فتعددت فيها الآراء، وأدلى كلٌ فيها بدلوه، واعتبر التعدد إهانة للمرأة وظلمًا لها وإهدارًا لكرامتها، فقام المغرضون للترويج لهذه القضية على ذلك النسق الفاسد، وطالبوا بتحرير المرأة من قيود الظلم الواقع عليها ـ ومن أعظمها التعدد ـ مشيرين من قريب أو بعيد إلى شرائع الإسلام كمسئول أوحد عن هذا الظلم الواقع على المرأة.
والكلام في تلك القضية قديم، ظهر إلى العلن في حقبة قاسم أمين الذي كان يرى أن التعدد يعد احتقاراً شديداً للمرأة [المشابهة بين قاسم أمين في كتابه "تحرير المرأة" وبين دعاة التحرير في هذا العصر، سليمان بن صالح الخراشي].
(وكان من أول من نادى بهذه الفكرة من الشرعيين هو الشيخ محمد عبده فقد حمل على التعدد حملة شعواء وقدم إلى الحكومة اقتراحا تضع بموجبه نظاما تشرف به على تعدد الزوجات حتى لايقدم عليه من ليس أهلا له لكن الحكومة لم تأخذ به ، وقام تلاميذه من بعده بالدعوة إلى ماكان يدعو إليه أستاذهم ، ولما ألفت فى عام 1928 لجنة تعديل بعض أحكام الأحوال الشخصية وكان أكثر أعضاءها من تلاميذ الشيخ محمد عبده وضعوا مقترحات تتضمن تقييدا لتعدد الزوجات قضائيا ولكن قامت معارضة شديدة لهذا المشروع وتناوله رجال الفقه بالنقد مما أدى إلى العدول عنه) [تعدد الزوجات، سدينة عبد الكريم الزوي، ص(15)].
ولا ننكر أن الممارسات الخاطئة لبعض أو كثير ممن عددوا قد هيأت المناخ المناسب لتلك النعرات، ولكن الإسلام كشرائع محكمة نزلت من لدن حكيم خبير، ليس مسئولًا عن أخطاء المنتسبين إليه المسيئين تطبيق أحكامه، علمًا بأن هذا الخلل في الممارسات والتطبيق، إنما هو جزء من منظومة شاملة من الانحراف السلوكي عن شرع الله لا يمكن فصل بعض أجزائها عن بعض.
أصداء الدعوة الهدامة:
لقد كان للتنديد بالتعدد في ظل الإسلام صداه في واقع المجتمعات الإسلامية، فلقد استحسنت كثير من النساء تلك الهجمة الشرسة على تعدد الزوجات، وصرن لا يقبلن على الإطلاق بهذه الفكرة، ويعتبرنها من قبيل الخيانة الزوجية التي تستدعي الطلاق، بل وصل الأمر إلى أن بعض النساء يفضلن قيام أزواجهن بالخيانة على الزواج من غيرهن.
وحتى الملتزمات منهن تتردد أبصارهن بين تقديس أحكام الشريعة وبين سطوة النظرة المعاصرة للتعدد، تكون الغلبة في كثير من الأحيان للثانية، ولا عجب فقد صار ينظر إلى المرأة التي تزوج عليها زوجها على أنها ضحية مكلومة مسلوبة الكرامة والحقوق.
وعلى صعيد الأنظمة والقوانين نرى بوضوح مدى التأثر بهذه الهجمة القديمة، فترنحت القوانين ما بين مقيدة ولاغية في بلاد المسلمين، ففي القانون الليبي مثلًا (اتجه القانون إلى التشديد فى القانون رقم ( 22 ) لسنة 1991 بتعديل م 13 من القانون 10 / 1984 حيث نص على (( أ ـ الحصول على الموافقة كتابية رسمية من زوجته التى فى عصمته أو صدور إذن من المحكمة بذلك . ب ـ التأكد من ظروف طالب التعدد الاجتماعية وقدرته الصحية والمادية وفى حالة تخلف أحد الشرطين يعتبر الزواج باطلا) [المصدر السابق نقلًا عن الزواج والطلاق في القانون الليبي، عبد السلام الشريف، ص(119)].
وأما في تونس (فقد اتجه المشرع فيها اتجاها متشددا حيث ألغى تعدد الزوجات ونص على ضرورة الاحتفاظ بزوجة واحدة فقط واعتبر الزواج بثانية باطلا لاينتج أثرا كما جاء فى نص المادة العاشرة من مجلة الأحوال الشخصية التونسية (( تعدد الزوجات ممنوع وإن تزوج بأكثر من واحدة يستوجب عقابا بالحبس مدة العام) [المصدر السابق ص(118)].
وفي مصر (حاولت جيهان زوج الرئيس الراحل أنور السادات استصدار قانون مشابه يمنع التعدد ، لكن رجال الأزهر الشريف والتيار الإسلامي الجارف نجحوا في إحباط المحاولة ، وإن كانت جيهان قد نجحت في تمرير قانون يجعل اقتران الرجل بأخرى إضرارا بالزوجة الأولى يعطيها الحق في طلب الطلاق !! وبعد مقتل السادات وانهيار سطوة جيهان تم إلغاء هذه المادة المخالفة للشريعة الغراء.
ولكن وسائل الإعلام المختلفة لم تتوقف عن مهاجمة التعدد الشرعي والسخرية منه ، والتندر على معددي الزوجات في الأفلام والمسلسلات الساقطة التي تقوم في ذات الوقت بتزيين الفواحش ، وتعرض اتخاذ العشيقات على أنه أمر كوميدي للتسلية والفكاهة والتبسيط !!! وخرجت امرأة علمانية على شاشة محطة دولية تهاجم التعدد في الإسلام) [زوجات لا عشيقات، حمدي شفيق، ص(2)].
التعدد هل تفرد به الإسلام؟
ما إن يذكر التعدد في الشرق أو الغرب حتى يشار إلى الإسلام وكأنه أول من احتضن هذه الفكرة، ويتم عمدًا إغفال الحقائق التاريخية والواقعية الثابتة في أن التعدد نظام اجتماعي قديم، فلقد كان هذا النظام منتشرًا بين الفراعنة، ومن أشهرهم رمسيس الثاني، الذي كان له ثماني زوجات أشهرهن "نفرتيتي" ثم "إيزيس نفر"، وعشرات من الجواري، وكان التعدد كذلك معروفًا زمن إبراهيم عليه السلام، وجمع يعقوب عليه السلام بين أختين ـ وكان جائزًا في شريعته ـ هما "ليا" و "راحيل" أم يوسف وبنيامين، وكان لداود عدة زوجات، وكذلك ابنه سليمان عليهما السلام.
وكان التعدد كذلك معروفًا عند العرب قبل الإسلام، فعن ابن عمر قال: أسلم غيلان بن سلمة وتحته عشر نسوة فقال له النبى صلى الله عليه وسلم (خذ منهن أربعًا) [رواه ابن ماجه، (2029)، وصححه الألباني، صحيح سنن ابن ماجه، (1953)].
وكان التعدد معروفًا في الدول ذات الأصل السلافي وهي الآن الصرب والروس والتشيك والسلوفاك ومعظم سكان رومانيا ومقدونيا وبلغاريا….
وكان ولا يزال معروفًا في البلاد الوثنية كالهند والصين واليابان وبعض دول إفريقية، وفي النصرانية ظلت الكنيسة تعترف بتعدد الزوجات حتى القرن السابع عشر، ولا يوجد نص صريح في الأناجيل الأربعة يحرمه، وإنما منعه النصارى تأثرًا بالوثنية التي كانوا يعيشون في كنفها قبل ذلك وتركت بعضًا من آثارها عليهم، من ذلك منع التعدد الذي كانت تفرضه بعض الدول الوثنية وليست كلها[للتوسع: زوجات لا عشيقات، حمدي شفيق، ص(3-6)].
فالتعدد إذن ظاهرة أو نظام اجتماعي لم تكن نشأته الأولى مع ظهور الإسلام، فلم كل هذا الهجوم على الإسلام وتشريعاته؟!
التعدد في ظل هيمنة الرسالة:
جاء الإسلام كرسالة مهيمنة يقر أوضاعًا وينسف أوضاعًا، ويهذب أخرى ويضبطها، في إطار متطلبات عالمية الرسالة وبقائها إلى يوم الدين.
وقبل مجيئه كانت المرأة مسلوبة الحقوق مهدرة الكرامة، تكابد أبشع ألوان الظلم، وكان من ضمنها التعدد الذي لم يكن له ما يضبطه كمًا وكيفًا، فلما جاء الإسلام أقر المبدأ إلا أنه أحاطه بسياج من الضوابط التي تكفل مصلحة المرأة من ناحية ومن ناحية أخرى (ليحقق أهدافه الإنسانية السامية ويعالج ظاهرة اجتماعية واقعية، ويسد به آخر ثغرة يمكن أن ينفذ منها نحو اقتراف الفواحش، كما يتلافى به ضرر إنهاء الحياة الزوجية عند عجر الزوجة صحيًا عن أداء وظيفتها مراعيًا بهذا التشريع المحكم كرامة المرأة وصيانتها ودفع الظلم والتعسف عنها) [مزايا نظام الأسرة المسلمة، أحمد حسن كرزون، ص (210)].
يقول صاحب الظلال: (الإسلام لم ينشئ التعدد إنما حدده، ولم يأمر بالتعدد وإنما رخص فيه، وقيده، وإنه رخص فيه لمواجهة واقعيات الحياة البشرية وضرورات الفطرة الإنسانية).
ضوابط التعدد في الإسلام:
لم يترك الإسلام أمر التعدد للأهواء والأمزجة، وإنما وضع له ضوابط وشروطًا صريحة محكمة كما ذكرنا آنفًا، يضمن بها صلاح واقع البشرية وتجنب الظلم والإضرار، وتتمثل هذه الضوابط والشروط فيما يلي:
أولًا: تحديد العدد
قال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} [النساء: 3]، قال ابن كثير: (انكحوا ما شئتم من النساء سواهن إن شاء أحدكم ثنتين، وإن شاء ثلاثا وإن شاء أربعا، كما قال تعالى: { جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ } [ فاطر: 1 ] أي: منهم من له جناحان، ومنهم من له ثلاثة، ومنهم من له أربعة، ولا ينفي ما عدا ذلك في الملائكة لدلالة الدليل عليه، بخلاف قصر الرجال على أربع … لأن المقام مقام امتنان وإباحة، فلو كان يجوز الجمع بين أكثر من أربع لذكره) [تفسير ابن كثير، (3/77)، باختصار يسير].
فلا دليل في الآية لمن يقول بجواز الزيادة على أربع، بالإضافة إلى تأكيد السنة ذلك، كما في حديث إسلام غيلان بن سلمة السالف، وهو محل إجماع بين المسلمين، قال ابن كثير: (قال الشافعي: وقد دَلَّت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم المبينة عن الله أنه لا يجوز لأحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجمع بين أكثر من أربع نسوة،
وهذا الذي قاله الشافعي، رحمه الله، مجمع عليه بين العلماء) [تفسير ابن كثير، (3/77)].
ثانيًا: العدل بين الزوجات:
قال تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا}، قال الشنقيطي رحمه الله في دلالات هذه الآية: (وأنه مع خشية عدم العدل لا يجوز نكاح غير واحدة) [أضواء البيان، الشنقيطي، (3/77)].
وقال السعدي رحمه الله: (ومع هذا فإنما يباح له ذلك إذا أمن على نفسه الجور والظلم، ووثق بالقيام بحقوقهن، فإن خاف شيئا من هذا فليقتصر على واحدة، أو على ملك يمينه) [تفسير السعدي، ص(144)].
وحذرت السنة المطهرة من الجور في ذلك الشأن، فقال صلى الله عليه وسلم: (من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل) [رواه أبو داود، (2133)، وصححه الألباني، صحيح سنن أبي داود، (1867)].
وأما قوله تعالى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ} [النساء: 129]، فمعناها الميل القلبي كما قال ابن كثير في أنها نزلت في عائشة (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحبها أكثر من غيرها) [تفسير ابن كثير، (2/430)].
وقد اتخذ المغرضون من هذه الآية ذريعة لمنع التعدد، فقالوا: التعدد مشروط بالعدل، والعدل غير مستطاع فهذا دليل تحريمه، وتجاهلوا بقية الآية: {فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ}، فكيف يأمر الله بما لا يكون في وسع البشر؟ وإنما غاية ما يقال في نفي العدل، إنما هو الميل كما قال ابن كثير: (لن تستطيعوا أيها الناس أن تساووا بين النساء من جميع الوجوه، فإنه وإن حصل القسْم الصوري: ليلة وليلة، فلا بد من التفاوت في المحبة والشهوة والجماع) [تفسير ابن كثير – (2/430)].
وحول هذا الشرط يقول العلامة أحمد شاكر رحمه الله: (وشرط العدل في هذه الآية {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً } شرط شخصي لا تشريعي؛ أعني: أنه شرطٌ مرجعُهُ للشخص، لا يدخل تحت سلطان التشريع والقضاء؛ فإنّ الله قد أذن للرجل -بصيغة الأمر- أن يتزوج ما طاب له من النساء، دون قيد بإذن القاضي، أو بإذن القانون، أو بإذن ولي الأمر، أو غيره، وأمره أنه إذا خاف -في نفسه- ألا يعدل بين الزوجات أن يقتصر على واحدة.
وبالبداهة أنْ ليس لأحد سلطانٌ على قلب المريدِ الزواجَ، حتى يستطيع أن يعرف ما في دخيلة نفسه من خوف الجور أو عدم خوفه، بل ترك الله ذلك لتقديره في ضميره وحده، ثمَّ علَّمه الله -سبحانه- أنه على الحقيقة لا يستطيع إقامة ميزان العدل بين الزوجات إقامة تامّة لا يدخلها ميل، فأمره ألا يميل كلَّ الميل، فيذر بعض زوجاته كالمعلقة، فاكتفى ربه منه -في طاعة أمره في العدل- أن يعمل منه بما استطاع، ورفع عنه ما لم يستطع) [عمدة التفاسير، أحمد شاكر، ص(459)].
ثالثًا: النفقة
وتشمل النفقة الطعام والشراب والكسوة والمسكن والأثاث اللازم له ويجب أن تكون لدى الرجل الذي يقدم على الزواج بادئ ذي بدء القدرة المالية على الإنفاق على المرأة التي سيتزوج بها. والحديث في ذلك واضح: (لا ضرر ولا ضرار) [رواه ابن ماجه، (2430)، وصححه الألباني، صحيح سنن ابن ماجه، (2340)]، والنفقة واجبة بالإجماع، فيشترط إذن لتعدد الزوجات أن يكون الرجل مستطيعًا سبيل النفقة، وكما يقال في القدرة المالية يقال كذلك في القدرة الجنسية.
حكمة تعدد الزوجات:
الأصل في التعامل مع الأحكام الشرعية هو التسليم المطلق حتى ولو لم تتبد الحكمة منه، {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [النور: 51]، ولكن ذلك لا يمنع من استباط الحكمة والسعي للوصول إليها، ويمكننا باستصحاب خصائص الشريعة، واستقراء الواقع نتلمس جيدًا مبررات التعدد في الإسلام:
1 – مواجهة زيادة أعداد النساء على الرجال:
( تدل الإحصائيات التي جرت وتجري في بلاد العالم المختلفة دلالة واضحة على أن عدد الإناث أكثر من عدد الذكور ، وذلك نتيجة لكثرة ولادة البنات.
ولأن موت الرجال بمشيئة الله تعالى وقدرته أكثر من موت النساء، فالرجال هم وقود المعارك العسكرية، وتلتهم الحروب عدداً كبيراً منهم، هذا بالإضافة إلى تعرض الرجال للحوادث بشكل أكثر من النساء، فهم يخرجون للكسب وطلب الرزق وينتقلون من أجل ذلك من مكان لآخر، ويذلون كل ما في وسعهم من جهد للحصول على لقمة العيش، الأمر الذي يجعلهم أكثر قابلية للمرض والموت هذا في الوقت الذي يكون فيه النساء في بيوتهن، ويترتب على ما سبق أن ذكرناه آنفاً وجود فارق بين نسبة الإناث ونسبة الذكور) [تعدد الزوجات في الإسلام، محمد بن مسفر بن حسين الطويل، ص(21)].
ومن ثم تكون الحاجة للتعدد لمواجهة هذا النقص العددي في الرجال عنه في النساء، وإلا صرنا أمام احتمالات أخرى بالغة السوء، فإما أن تبقى أعداد كثيرة من النساء بدون زواج، أو أن يخادن الرجل ويسافح من شاء من النساء.
2 – مراعاة الظروف الصحية التي تمر بها الزوجة:
فقد تضعف عن القيام بوظيفتها المنزلية أو الجنسية كإصابتها بأمراض مزمنة أو عجز مرهق أو عقم دائم، فتتعرض هذه المسكينة البائسة إلى خطر هجر الزوج لها أو طلاقها، ومصلحتها تقتضي أن تظل في بيتها وتحت رعاية زوجها) [مزايا نظام الأسرة المسلمة، أحمد حسن كرزون، ص(215)]، فنتساءل في هذه الحالة: أيهما خير للزوجة الأولى؟ أن يفارقها زوجها أم يمسكها ويرعاها ويتزوج عليها؟
3 – تلبية حاجات الرجل الفطرية:
فمن الرجال من تزداد رغبته الجنسية، ولا يكتفي بامرأة واحدة، ولا يصبر على ترك الجماع في فترة الحيض لزوجته، أو قد يكون كثير الأسفار، فهل نسمح له بمزاولة الفاحشة لإشباع حاجاته، أم نتركه ينعم بما رخص له الإسلام دين اليسر؟
يقول المستشرق الفرنسي "أميل درمنغم": (أيهما أثقل: تعدد الزوجات الشرعي أم تعدد الزوجات السري؟ إن تعدد الزوجات من شأنه إلغاء البغاء والقضاء على عزوبة النساء ذات المخاطر) [المصدر السابق، ص(217)، نقلًا عن كتاب قالوا عن الإسلام، ص(411)].
4 – الحصول على الذرية:
(فترة الإخصاب في الرجل تمتد إلى سن السبعين أو ما فوقها، بينما هي تقف في المرأة عند سن الخمسين أو حواليها، فهناك في المتوسط عشرون سنة من سني الإخصاب في حياة الرجل لا مقابل لها في حياة المرأة، وما من شك أن أهداف اختلاف الجنسين ثم التقائها امتداد الحياة بالإخصاب والإنسال، وعمران الأرض بالتكاثر والانتشار، فليس مما يتفق مع هذه السنة الفطرية العامة أن نكف الحياة عن الانتفاع بفترة الإخصاب الزائدة في الرجل) [دستور الأسرة في ظلال القرآن، أحمد فائز، ص(182-183)]
ومن ناحية أخرى هناك من الرجال من تقصر زوجته عن الإنجاب لعقم أو مرض، فهل نحرمه من متطلبات فطرته في أن يكون أبًا، أم نأمره بأن ينجب من سفاح؟ اللهم لا يقول هذا إلا من عميت بصيرته.
فلا يبقى إلا اختيار مفارقة زوجته العقيم، وإن قلنا بذلك فلا شك أن فيه ظلم للمرأة والتي تعاني مثل الرجل وأكثر من عدم الإنجاب، فنجمع عليها بذلك همين، فهل يقول بذلك عاقل؟!
5 – قد يبغض الرجل زوجته لسبب أو لآخر:
وقد تكون الزوجة تضطرها ظروفها لأن تبقى في كنف زوجها، ففي هذه الحالة نأمره بطلاقها أم أن له فسحة في دين الله، يتزوج بأخرى ويمسك الأولى، وقد يكون زواجه الثاني سببًا في تأليف قلبه على زوجته الأولى عندما يجد راحته، ففي هذا صيانة للأسرة من التفكك والتبعثر من جراء الطلاق.
6 – علاج بعض المشاكل الإنسانية:
كإتاحة الفرصة أمام العانسات والأرامل والمطلقات بأن يحظين بأزواج يجدن معهم العفة، وذلك خير للمجتمع من الوقوع في مستنقعات الرذيلة.
والأم الأرملة المتوفي عنها زوجها تاركًا لها أطفالًا، فالتعدد يفيد في تلك الحالة في إعفافها أولًا، ثم رعاية وكفالة أطفالها الأيتام.
قد يتوفى أحد إخوان الرجل أو أقاربه، فيتزوج أرملة أخيه أو قريبه صيانة لأهله، حيث تدفعه صلة الرحم لأن يتزوجها.
وأمثال وأشباه هذه المشكلات الكثير والكثير، علاجها الناجح كثيرًا ما يتمثل في التعدد، فهو إذن ليس خيرًا ومنفعة للرجل وحده، وإنما هو للمجتمع بأسره رجالًا ونساءً، فقط لا يدرك ذلك إلا من تجرد لله، ولم تغش عينيه تلك الزوبعات السوداء والنعرات الغريبة على تراثنا ومجتمعنا الإسلامي.
II مسائكم ….. صباحكم II
II طاعة الرحمن II
II ذكريات رجل يحب تعدد الزوجات II
حبيباتي هذي قصه اعجبتني وحبيت انزلها لكم على سلسه من الحلقات ..
. واتمنى ان الفكره تعجبكم …وهدف الفكره من السلسله للتشويق .
. وراح انزل لكم الجزء حسب تفاعلكم مع القصه .
. وان شاء الله اشوف ردودكم على هالفكره ..
. وتعليقاتكم على كل جزء من القصه تهمني ..
. لاتحرموني ردودكم ..
:0153:
قال الراوي:
تزوجت قبل عشرين عاما….
فتاة جامعية بيضاء البشرة ذات ملامح جذابة….
وكان اختيارها عن طريق الوالدة التي تنقلت بين بيوت عدة…..
حتى وقع الاختيار على تلك الفتاة….
فتاة جميلة متعلمة متدينة خلوقة من أسرة طيبة….
ولا غرو في ذلك الاختيار ولا غضاضة…
فالوالدة يرحمها الله كانت على شرط الإمام البخاري في الاختيار….
لن أطيل….تمت الخطبة وعقد النكاح وتجهيز بيت الزوجية والدخول خلال أربعة أشهر….
والتحقت برابطة المتزوجين….
وصرت أنظر نظرة غريبة إلى بقايا العزاب من أصدقائي…
نظرة تغلب عليها الشفقة وأحياناً الاعتزاز بالنفس أكثر مما يجب…
ولا أقول العجب أو الخيلاء….
كنت حينها في أوائل العشرين….
قد أنهيت دراستي الجامعية والتحقت بركب المعلمين….
وكذلك صنعت زوجتي المصون فقد عملت في حقل التعليم هي الأخرى…
بدأت حياتنا الزوجية سعيدة فريدة تختال بين المنتزهات والرحلات….
وتميس بين الولائم والدعوات….
أيام خلت وأيام رحلت…….
ما أعذب تلك الأيام….
ألا ليتها تعود يوماً….
حين كانت همومي هماً….
واليوم فقد تشعبت بي الهموم….
وهجمت عليَّ المهمات من كل طريق….
قابلت صديقا يوماً وقد تزوج قبلي بعدة سنوات….
ولم يمض على زواجي سوى عدة أشهر….
فقال لي: هيه…..ألا تفكر في الزواج؟؟…
قلت:أنسيت أني ما زلت عروساً(عريساً)….
قال:وماذا يعني هذا؟؟؟…وزيادة الخير خيران(خيرين)….
زيادة الخير خيرين….هذه الجملة غدت ناموس كثير من المعددين ومنهاج طوائف من المتزوجين…..
كما رأيت بعد وسمعت……
تركته بعد أن تبادلنا الأخبار السريعة….
وعدت وأنا والله أفكر في كلام الرجل….
هل من المعقول أن يتزوج هذا الرجل على امرأته….
وهل هو سعيد معها….
وهل يمكن وأنا أتقلب في مراتب السعادة ومجالس الهناء مع زوجتي أن أتزوج عليها؟؟؟؟….
لقد نظرت إليه نظرة اشمئزاز ونكير!!!!….
وأنه متسرع بل متهور….لا يراعي مشاعر النساء…ولا يقيم وزناً لبنات حواء!!!!….
أما صديقي فقد تزوج بالفعل بامرأة أخرى…
وقامت بينه وبين زوجته الأولى معارك وخصومات….
طال أمدها….واستعرَّ لهيبها….
أما أنا فقد عدت إلى زوجتي الحبيبة أضمها وأقبلها….
وكأني أحاول التكفير عن لقائي بذلك الصديق الذي لم يقدر لزوجته قدرها….ولم يعرف لها حقها…..
مرت سنتان….ونحن على أحسن حال….تفاهم وتود….آآآآآآآه……ما أجمل تود النساء…وما أطيبه….
لم يكن يعكر صفو ذلك العيش سوى تحرشات الحماة بين الفينة والأخرى….
ولكن كانت زوجتي بحكمتها ودرايتها بأمها تبطل مفعول تلك التحرشات….
فإذا بها تتحول مع الأيام إلى باقة من الطرائف والنكات!!!
جاء الحمل الأول لزوجتي بعد هاتين السنتين الحلوتين العذبتين…….
وبدأ الحلم الجميل الذي كنت أعيشه يختفي قليلا قليلا….
لقد كدت أطير في السماء فرحا ومرحا بهذا الحمل….
ولم أعلم أن هذا الحمل سوف يكون حِملاً جاثما فوق راحتي وسعادتي!!!!!….
بدأت تظهر علامات الحمل وأعراض الوحم….
دوران وضعف وذهول…..قيء وإضراب عن الطعام والشراب….
مطالبات غريبة بجلب بعض أنواع التربة والطين لتلتهمها الزوجة….
صارت تعشق الكبريت(أعواد الثقاب) وتستنشقه!!!
تقلب في المزاج….
وتحول كبير مفاجئ حتى صار مزاجها حادا وتحولت إلى عصبية ثائرة….
وكانت تهدأ أحيانا وتعتذر وتبكي وأنا أمسح دمعتها وأدخل الطمئنينة إلى قلبها….
وأحاول أن أعيد السكون إلى نفسها….
طبعا…
كنت شابا أكاد أنفجر حيوية وقوة ونشاطاً…..
وقد حفظني ربي منذ كنت صغيرا….
فنشأت عفيفا شريفا….لا أمد عيني….ولا أتطلع إلى الحرام…..
زوجتي كانت تتأسف بلطف….
إذا هدأت سورة غضبها….
وأنا كنت أصبر وأرابط عند ثغر حملها لعل الله يأتي بالفرج….
وكنت في بعض الأحيان أكاد أتميز من الغيظ حين أنظر لحالي وكيف انقطع حلمي الجميل….
وأعقبه كابوس منغص أليم…..
مرت أيام الوحم وأنا بأسوأ حال….
وكنت أستمع لقصص بعض زملائي في المدرسة وطرائفهم حول الزواج من زوجة ثانية….
فلم يعد لديَّ ذلك التحفظ القديم….
خفت الوطأة نوعا ما بعد زوال الوحم…
ألا قاتل الله أيام الوحم….
وأعان الله الزوج على ما سيناله من تلك النقم!!!…
في الشهرين الآخيرين من الحمل استبد القلق والخوف بزوجتي…
فهذا أول حمل..كانت خائفة متوترة.
وقد استغرقت مراجعات الطبيبة منا وقتا وجهدا وتفكيرا….
واقتربت ساعة الصفر…
في ذات صباح قارس من أيام الشتاء الباردة….
وكنت متدثرا بغطاء ثقيل…
فلم أرع إلا وزوجتي توقظني وهي تبكي وتأوه…..
هيا انهض…..
كانت تصرخ في السيارة وأنا أصبرها وأسليها….
ولكن ضاع ذلك مع اشتداد موجات الطلق….
وطرق المولود المتتابع بعنف جدار الرحم يريد الخروج إلى هذه الحياة….
تمت الولادة بسلام….
ورزقنا الله بغلام جميل…..
وبعد يومين عدنا إلى عشنا الصغير…
وقد حملنا حلمنا الكبير…
من الطبيعي أن تنزل حماتي علينا في بيتنا ضيفة مهابة الجانب….
مضيفة لنا في الحقيقة…
تعتني بابنتها وليدها الصغير….
يا سادة……أنا شاب!!!!!…..هل فهمتم ما أعني…..
مكثت أعاني على بوابة الحرمان منذ أوائل الشهر التاسع….
وهذه الأربعون قد كشرت عن أنيابها….
وصار كل يوم منها عقربا أو حية تلدغني فتجرح إحساسي ومشاعري واحتياجي….
وأما المولود الصغير فلم يشأ إلا أن يشارك هو أيضاً بكائه وصراخه في أكثر الليل والنهار….
كنت في غاية الشوق والالتياع والوجد لزوجتي….
وكانت منصرفة تماما إلى وليدها تحتضنه وترضعه وتناغيه….
لا أخفيكم لقد تضايقت كثيرا….
هل صرت أغار من هذا الطفل الصغير…
إنه ابني وفلذة كبدي….
أحاول الاقتراب منها فأمسك بيدها….
كيف أنت يا حبيبتي….
لقد كدت أذوب شوقا إليك….
فترد عليَّ برود وفتور…..
وتقول:انظرْ إليه إنه يشبهك تماماً….وكل من زارنا من الأقارب قال ذلك…
إني في واد الحرمان والشوق والوجد والهيام والحب….
وهي في وادي الأمومة بفروعها والطفولة بأصولها….
فأعود كاسفا وأنا حزين!!!!!…..
مرت الأربعون…..
وتهيأت زوجتي بعد رحيل النفاس….وتزينت…..
وراودني شعوري الجميل يوم زُفت لي ليلة العرس السعيد….
كنت كمن فقد الماء في صحراء أياما حتى كاد يهلك…..
ثم وجد عينا من الماء العذب السلسبيل….
فاقام يشرب ويشرب دون انقطاع….
تحسنت الحال….
ولكن الوليد الصغير ربما أفسد علينا فرحة اللقاء في كثير من الأحيان….
وكأن هناك من يقوم بتسليطه علينا!!!!…
وما أقبح الحال…..حين تقطع صرخات الأطفال وبكاؤهم لحظات الرومانسية والوصال…..
تغيرت زوجتي-حتى أكون منصفا-أكثر من خمسين بالمائة….وقل اهتمامها بي…
وانصرف إلى طفلنا الصغير…
كنت أتضايق وأغضب ولكن كنت أسلي نفسي بأن اهتمامها بابننا وفلذة كبدنا…..
فلا ضير أن أحتمل وأصطبر!!!…
ومرت سنتان أخريان….وأطل الحمل الثاني….
فقعدت أفكر هل سأعاني مثل ما كنت في الأول أعاني….
حملت زوجتي وضعت وليدها الثاني غلاما….
بعد معاناة أليمة مريرة لها ولي…
وفي ليلة من ليالي النفاس الحالكة….
حدث تغير هائل في حياتي!!!!!…..
سوف أروي لكم ما حدث في الحلقة القادمة….
ولكن ,,
بعد ما أرى ردودكم وتفاعلكم ..
بإنتظار التكمله……..
وين الحماس ياصبايا ؟؟
واحد مسميها ( يالله عسى خير)
واحد مسميها( محق كونان)
واحد مسميها (تعال للبيت)
واحد مسميها (هات)
واحد مسميها الشرطه وحاط نغمة دوريات
واحد مسميها (حسب الله) بتاع ريا وسكينه
واحد ثاني حالته حاله أيام الخطوبة (My Love) اول ايام الزواج (الغالية) لما جاء اول طفل (ام فلان) الحين (الورطه)
واحد مسميها (المقاضي)
واحد مسميها( الهيئه) شكله لعاب
واحد مسميها ( ودني لبيت اهلي )
واحد مسميها (الغلطه)
وغيره مسميها (بسم الله)
واحد مسميها المعزبة ثم غيرها للمعذبة
واحد مسميها وزارة الداخلية
واحد مسميها "أم المعارك" … ونغمتها … نغمة قناة الجزيرة حقت خبر عاجل !!!
واحد مسميها راعي البقالة علشان محد يجيب خبرها لو انسرق أو تلقف احد يفتش بالجوال
واحد مسميها (لا ترد احسن لك)
واحد مسميها أم 44 وبعض الاحيان يسميها روح الروح على حسب الجو
واحد مسميها " تعال للبيت" , شكل المدام واطيه في بطنه
والله الحريم مساكين رضو بالهم والهم مارضى بهم
و الله احنا مساكين ما نستاهل كل هذا خخخخخخخخخخ
تسلمي على الموضوع العسل يا عسولة