زائغ العينين.. متمردة. متسلط. سلبية. حاد الطبع. غيورة.. تلك بعضا ًمن الصفات التي تزعج الأزواج في بعضهما البعض، ما يتطلب منهما الكثير من الاجتهاد لتغيرها أو الحد منها والوصول بأسرتهما إلى بر الأمان إذا كان يعنيه فعلا التوافق والوصول إلى الاستقرار في هذه الحياة الزوجية.
والمشاكل بين الأزواج ليس بالضرورة لها أسباب كبيرة، فأكثر المشاكل التي تقع بين الزوجين تكون بسبب أمور وتصرفات صغيرة تصدر من الطرف الآخر بدون قصد، ولكن يكون لها أثر كبير على الجانب الآخر.
فما التصرفات التي ترفع ضغط الزوجة
أم بشار سيدة في منتصف العشرينات من عمرها، تعيش في مدينة النصيرات الكائنة وسط قطاع غزة، قبل عامين اقترنت بقريب لها وقد ألف الله بين قلبيهما وأثمر زواجهما "بشار".
الحياة الزوجية في تفاصيلها مع زوجها تسير على مبدأ "امشي واسكت"، فكثير من المشكلات تعكر صفو حياتهما الزوجية المشتركة، وسببها الرئيسي تمسك زوجها بعادات تزعجها منه، تؤكد السيدة أنها على مدار العامين السابقين تعاني من بعض تصرفات وسلوكيات زوجها، لكنها تتحلى بالصبر عسى أن يغيرها أو يقل منها لكن دون جدوى، تقول:"يزعجني كثيراً تسلط زوجي وتفرده بالرأي دون مناقشتي". لافتة إلى أنها كثيراً ما تفاجئ به يتخذ قرارات بمنأى عنها، وتسمع أخبار تلك القرارات من المقربين منه، وتؤكد أنها حاولت الحديث إليه مراراً أن يعدل من سلوكه، لكن دون جدوى على الدوام فهو مقتنع أنه الأقدر على اتخاذ القرار، وتوضح أن ذلك مجرد عادة اكتسبها من طبيعة المجتمع الذي نشأ فيه، وأنها تحاول احتوائه، فأحياناً تنجح وأحياناً تخفق.
زائغ العينين
ولعل أكثر ما يزعج أم يزن من شمال قطاع غزة من زوجها أنه "زائغ العينين"، ويزيد انزعاجها منه عندما يأتي ليحدثها عن مغامراته قبل الزواج، وعدد الفتيات اللاتي تعرف عليهن في الجامعة، وكم كنَّ معجبات به! لكنه لم يختر منهنّ واحدة، وتضيف: "تشتعل النار بقلبي عندما أكون معه في أي موقف، وأجده يبصر الفتيات في الشارع"، تؤكد أنها حاولت أن تغير ذلك السلوك فيه إلا أنها لم تستطع، واختارت عدم الخروج معه كي تستمر الحياة بينهما. لافتة إلى أن ذلك يؤثر على نفسيتها كثيراً إذ تشعر أنه غير راض عنها، وتتابع أنها في كل مرة تصارحه بضيقها، يعدها بألا يكرر فعلته، لكنه يهدأ قليلاً ثم يعود مجدداً لما كان عليه.
الانتقاص من
ومن أكثر الأشياء التي تزعج الزوجات قالت جويرية بالنيابة عنهن: اعتبار أقل مكانة من الرجل، وهذه الفكرة التي تسيطر على عقول الرجال من الصعب تغييرها؛ لأنها فكرة سيطرت على عقول العالم على مر العصور والمجتمعات حتى أكثر الشعوب تطورا تعاني من التميز ضد ؛ مما يجعل تعاني نفسيا واجتماعيا واقتصاديا من الجور الواقع عليها.
أيضا أكثر ما يزعج الزوجة من زوجها، تعدد العلاقات واعتبار علاقاته كرجل عبر الإنترنت أمر عادي، فهو يعتقد أن من الحقوق التي يمنحها المجتمع للرجل الحرية في تعدد العلاقات النسائية.
زوجي غامض وغيور
أما مليكة فأكثر ما يزعجها من زوجها كتمانه الشديد، فهو يعتبر أي حدث يخصه أو يخص أسرته سرا لا يمكن أن يفشيه لشخص حتى لو كان هذا الشخص زوجته، لذلك تشعر بالغموض في تعاملها معه، خصوصا أنه يعتبر أن من حقه الاطلاع على خصوصياتها كزوج، فهو يقوم بالبحث في الجوال عن الأرقام الجديدة، ويغضب عندما تغير الرقم السري للإيمل أو لبطاقة الصراف الخاصة بها.
الثرثرة وإفشاء الأسرار وعدم التقدير
في البداية تقول منى على متزوجة من 11 عاما : هناك أشياء كثيرة تؤثر في العلاقة الزوجية أخطرها على الإطلاق من وجهة نظري أن يتعمد طرفاها "الزوج والزوجة" إفشاء الأسرار فما يجري داخل بيتهما فيكون عبارة عن بانوراما يشاهدها كل قريب، وبعيد منهما سواء الأهل أو الأصدقاء وحتى الجيران.
وأضافت، من الأهمية أن يراعي كلا الطرفين بعضهما البعض فهناك أشياء كثيرة تسبب الإزعاج لكل الطرفين وتختلف هذه الأشياء من زوج لزوجة ومن بيت لأخر.
من الأشياء المدمر كما تقول منى في العلاقة الزوجية أن يتعمد الزوج إهانة زوجته أو محاسبتها أمام الأهل؛ فينم ذلك عن عدم احترام أو تقدير بينهما، ويصل في بعض أوقاته تأنيب الزوجة ووصفها بأوصاف تحقر من شأنها، إما بين الأولاد أو أي غريب.
ولفت، إلى أهمية الفهم والتقدير كلغة لابد أن يتفق عليها الزوجان، فإذا أخل أحد طرفي العلاقة بهما أو بأحدهما فلابد أن يجبر الطرف الثاني التقصير في هذه النقطة، فضلا عن لفت نظره إلى أهمية أن يتمتع بهذه الصفة.
وتنهي منى كلامها بقصة لأحدى زميلاتها التي تزوجت بعد فترة خطبة استمرت ثلاث سنوات، وانتهت العلاقة بعد زواج استمر سنتين، والسبب في ذلك عدم تقدير كل منهما للأخر، فكل طرف عندما يجد الطرف الأخر يتعمد إساءته يقوم بتوجيه نفس الإساءة وأكثر للطرف الأخر حتى انتهت العلاقة هذه النهاية المأسوية.
عدم تحمل المسؤوليات والإصرار على المعصية
سعاد إبراهيم متزوجة من 8 سنوات، تقول: عدم تحمل الزوج أو الزوجة الأعباء المنوط بهما ربما يكون سببا في الانفصال بعد ذلك.
وتضيف، هناك بعض الأخلاقيات التي ترفضها النساء أو الزوجات الحرائر، وهي أن يكون زوجها على معصية كأن يكون مدخنا؛لأن تأثير ذلك يطال الأسرة، ويشجع الأبناء على التدخين في المستقبل، فضلا عن الأذى الطبي والإصرار على المعصية.
وتذكر أنه على الرغم من حرمة ذلك وبساطة الخطوة التي يأخذها الزوج للإقلاع عن التدخين؛ إلا أن ذلك يسبب آلاما نفسية لدى الزوجة.
وتؤكد، على أهمية أن يتمثل كلا الزوجين بالأخلاق الحميدة، فلا يتلفظ إلا بكل ما هو حسن، ولا يعمل إلا كل ما هو طيب وأن يعفا لسانهما عن الحرام مهما كان صغيرا في عيون الناس وفي مقدمة ذلك الكذب.
وأنهت كلامها أن لا تحب الرجل سليط السان "السباب" الذي يتعمد الإساءة بمناسبة وبغير مناسبة، وسواء كان الزوجان منفردين، أو غير منفردين.
وما الذي يرفع ضغط الزوج؟؟
أما الرجال فينزعجون من أمور مختلفة تماما عن النساء، فإذا استمعنا إلى الزوج أسامة -35 عاماً – فهو يؤكد أنه يعاني كثيرا من سلبية زوجته، فهي لا تهتم بأكثر من واجباتها الأساسية من مراعاة أمور المنزل والأولاد والزيارات الاجتماعية للأقارب في المناسبات فقط، بينما إقامة علاقات الصداقة مع زوجات الأصدقاء أو الجيران فهي تغض الطرف عنها، والسبب لديها أن الاختلاط بالناس لن يجر على قلبها وحياتها إلا الألم، خاصة في ظل العادة السائدة لدى النساء الثرثرة وفضح الأسرار، ويقول الرجل: "كثيرا ما طالبتها بود الناس والتعاطي معهم، خاصة عندما ألمس نظراتهم لها بأنها متعالية وغير اجتماعية وجافة" ، ويلفت أن سلبيتها لا تقتصر على العلاقات الاجتماعية، بل تتعداه إلى عدم الشعور به، فإذا ما وجدته معكر المزاج لا تقترب منه خشية أن يزعجها بكلمة ويضيف:"وقتها ورغم ضجري وضيق صدري أكون بحاجة لها لكنها لا تبادر بالسؤال".
متمردة غيورة
أما هادي سمير على أعتاب الأربعينيات من عمره، ويقطن مدينة غزة فيشير إلى أن أكثر التصرفات التي تزعجه في زوجته غيرتها اللا محدودة، وتمردها على الواقع الذي تعيشه، فهي دائماً تكيل له بمكيالين خاصة بعدما فقد عمله الإضافي، يشير إلى أنها تغار من نساء أشقائه، وتريد أن يوفر لها بإمكاناته البسيطة ما يوفره أشقائه لزوجاتهم، مؤكداً أن ذلك صعباً بالنسبة له؛ فهو لا يملك عملاً وفقط يحمل شهادة دبلوم متوسط، ويتابع تارةً تريد أن تعمل وترك صغارها في رعاية والدتي! وتارةً أخرى تريد أن تستقل في بيت ويستدرك "لا أنكر أن ذلك حق لها ولكن قصر ذات اليد يمنعني".
عجولة.. حساسة.. روتينية
قال ساري: "يجمع بين النساء صفات مشتركة لا يحبها الرجل بشكل عام، ف تريد دائما حلولا سريعة لكل مشكلاتها، و الاستعجال في كثير من الأشياء وكأن الرجل يملك فانوسا سحريا ليحقق لها أحلامها، كما أن حساسيتها الزائدة و البكاء لأتفه الأسباب هو ما يجعلها عاطفية وتحكم على الأمور دون تأني وعقلانية"
أما أنا شخصيا فبكل صراحة يزعجني روتين زوجتي فحياتنا منظمة ولكن بمبالغة شديدة، حتى أصناف الطعام التي تعدها محدودة ومكررة! ولا تغير في مظهرها أو طريقة لبسها أبدا، وكأن النساء يعتقدن بأنه طالما دخل الرجل قفص الزوجية فإنه لا يستطيع الهرب، فتبدأ بإهمال مظهرها، ولا تعبأ بزيادة وزنها حتى تصبح وكأنها امرأة أخرى غير التي اختارها زوجها من بين الكثيرات .
العفو والمسامحة
تقول الدكتورة حنان زين (مدير مركز السعادة للاستشارات الأسرية): "إن السعادة الزوجية تتلخص في كلمتين "العفو والمسامحة" فكلا الزوجين لابد أن يسامح الأخر ويعفو عن أخطائه.
وأضافت، لو أن الزوجين تعاملا مع بعضهم البعض بقدر من الاحتواء والحب لتعمدا المسامحة والمصافحة ولابتعاد كلاهما عن السلوكيات والتصرفات التي تسبب إزعاج للطرف الأخر.
وتصف د. زين، "الحب" كوسيلة للقضاء على ما أسمته "مهاترات" أو تصرفات ربما تزعج الزوج من الزوجة، وطالبت النساء الابتعاد عن كثرة الطلبات وإن كان لابد منها، فلتكن في الأشياء المهمة التي لا يمكن للبيت أن يستغنى عنها، كما طالبت الأزواج بعدم البخل لدمامة هذه الصفة وعدم حب النساء لها.
وأنهت كلامها، بأهمية التقارب والتواد في الله، وأن يدرك كلا الطرفين أن اختيار طرف العلاقة هو اختيار من عند الله تعالى، فإن كان الاختيار موفقا؛ فليحمد الله. وإن كان غير ذلك؛ فليصبر وليحتسب وإن كان من بد فلا يظلم.