التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

تخلّص من افكارك السلبيّة

جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " تسموا بأسماء الأنبياء و أحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله و عبد الرحمن و أصدقها حارث و همام "
ومعنى أنها أصدق الأسماء : اي أن الإنسان ( حارث ) كاسب عامل ( همام ) مريد يهمّ بالأمر ، والهمّ مبدأ إرادته ومنشأ الهمّ من الفكرة .
فالأفكار التي تراودنا تؤثّر على مشاعرنا ووجداننا وسلوكنا على نفس صورة الفكرة .
فالفكرة السلبيّة تثير فينا المخاوف والقلق والشعور بالتعاسة فيتولّد عن هذا الشعور الخوف والوسوسة والانطواء !
والأفكار الإيجابية تثير فينا روح التفاؤل والأمل والشعور بالهدوء والسكينة فيتولّد عن ذلك عمل إيجابيّ مثمر .
ولله درّ افمام ابن القيم في قوله : ( دافع الخطرة فان لم تفعل صارت فكرة فدافع الفكرة فان لم تفعل صارت شهوة فحاربها فان لم تفعل صارت عزيمة وهمة فان لم تدافعها صارت فعلا فان لم تتداركه بضده صار عادة فيصعب عليك الانتقال عنها ) .
والله جل وتعالى في كتابه كثيراً ما يتكرر فيه الأمر بالتفكّر ( لعلهكم يتفكرون ) ( لعلكم تتفكرون ) ( أفلا يتدبّرون )
بل أول آية نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم " إقرأ باسم ربك الذي خلق .. " أمر بما يثير التفكير الصحيح ويصحّح الأفكار . قد أمره بالقراءة . التي هي رمز العلم وربط بين العلم والتفكّر بالتنبيه في الآيات إلى التفكّر ( ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق . اقرأ وربك الأكرم . الذي علم بالقلم . علم الإنسان مالم يعلم ) .
والمقصود من هذه المقدمة هو أن ندرك أن للأفكار أثر على مشاعرنا ووجداننا مما ينعكس أثره على سلوكنا ، وبقدر استطاعتنا على إدارة أفكارنا إدارة إيجابيّة بقدر ما نستطيع أن نعيش في توافق مع ذواتنا وقبول لمن حولنا .
فيما بقي من أسطر سأنبّه إلى وسائل معينة ، تعين كل من يشتكي من الوسواس أو القلق أو سيطرة الأفكار السلبيّة ، وذكر هذه الوسائل والأسباب لا تغني المريض عن أن يراجع عيادة نفسية متخصّصة في حالة ما لو رأى في نفسه عدم القدرة على السيطرة على أفكاره أو سلوكه أو القيام بهذه الوسائل .
لأجل أن تكون أفكارنا إيجابيّة ونتخلّص من الأفكار السلبية ينبغي علينا :
1 – كن واعياً للفكرة .
بمعنى أن نتنبّه عندما تأتينا الفكرة السلبية نعرف أنها فكرة سلبية ، وعلامتها : انها تخفض مستوى طاقتك وحيويتك وتجلعك تشعر بالقلق والتعاسة .
معرفتك للفكرة يحاصر تفاعلك الوجداني معها وبالتالي يقلل من التفاعل السلوكي معها .. لأن الفكرة أصبحت في حسّك انها فكرة سلبيّة .
2 – شتت فكرك .
فعندما تداهمك فكرة سلبيّة .. لا تسترسل مع أحداثها بل شتت فكرك بالانشغال بأي عمل ذهني أوحركي كالقيام بممارسة الرياضة مثلاً أو الكتابة أو الطبخ أو ترتيب غرفتك أو القراءة في قصّة أو كتاب .
المهم أن تشتت فكرك ولا تسترسل مع الفكرة السلبيّة .
3 – استعذ بالله من الشيطان الرجيم .
فكلما راودتك فكرة سلبية أكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، فإن الشيطان حريص على أن يصيب المؤمن والمؤمنة بالهمّ والغمّ والتحزين . سواءً بما يلقيه في روعه من افكار أو ما يلقيه عليه من الرؤى والمنامات .
جاء فيا لحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " فالرؤيا الصالحة بشرى من الله عز وجل والرؤيا تحزين من الشيطان والرؤيا من الشيء يحدث به الإنسان نفسه " .
4 – افزع مباشرة إلى الصلاة .
فإن في الصلاة أنساً بالله وقربا منه واطمئناناً إليه ومناجاة له .
والإنسان الذي يصلّي وهو يستشعر أنه في صلاته يناجي الله جل وتعالى ويبثّ إليه همومه وشكواه فإن ذلك يساعده على حسن الظن بالله وتقوية الصلة به .
ومن لم يستطع الصلاة لعذر أو مانع – كما يقع للمرأة من الأعذار – فعليها أن تفزع للدعاء .
5 – لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله .
فإن ذكر الله مما يطرد وسوسة الشيطان ، ويكون شغلاً للعبد في التفكّر بمعاني ذكر الله .
كن ذاكراً لله سيما الاستغفار . فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ط من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية " .
والاستغفار النافع هو الذي يستحضر فيه المرء قلبه ويتأمّل في معانيه ويرجو اثره وعاقبته من الله .
وأيضاً : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
فإذا راودتك فكرة سلبيّة فصلّ على النبي صلى الله عليه وسلم .
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تذكّرك بأعظم إنسان وأطهر البشر وأحب اخلق إليك ..
وعند ذكر الحبيب لا يبقى للأفكار السلبية مكان .
عن أبي بن كعب قال : قلت : يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي ؟ فقال : " ما شئت " قلت : الربع ؟ قال : " ما شئت فإن زدت فهو خير لك " . قلت : النصف ؟ قال : " ما شئت فإن زدت فهو خير لك " قلت : فالثلثين ؟ قال : " ما شئت فإن زدت فهو خير لك " قلت : اجعل لك صلاتي كلها ؟ قال : " إذا يكفى همك ويكفر لك ذنبك "
6 – مارس شيئا إيجابيّاً .
لا تكن فارغاً .
الفراغ يفتح باباً للتفكير غير السويّ ..
لا تكن فارغاً أبداً .
فإن لم يكن وقت نومك .. فاحرص على أن تعمل شيئا إيجابيّاً .
وليكن هذاالعمل عملاً جديداً لم تألف على عمله ..
فعندما يكون العمل مميّزاً وجديداً فإن ذلك يمنحك شعوراً بالرضا والثبات ..
مثلاً ..
اختم سورة أو حزباً أو جزءاً
تصدّق ..
عد مريضاً ..
اصنع معروفاً ..
اكتب مقالة ..
اصنعي طبقاً لأهل بيتك ..
7 – فضفض ولا تكتم .
اختر صديقاً ثقة أميناً ناصحاً ، وفضفض له ما بداخلك من الأفكار ، أن تشارك غيرك في أفكارك وهمومك فذلك يخفّف عنككثيراً من أن تسترسل مع الأفكار السلبيّ’ ، سيما لو كان الصديق ثقة ناصحاً فغنه سيعينك على تجاوز هذه الأفكار .
ولابد من شكوى إلى ذي مروءة : : يواسيك أو يسليك أو يتوجّع !
8 – ليس لك ولا عليك إلاّ ما عملت .
فإن سعادة الإنسان مرهونة بعمله ، وشقاؤه وتعاسته مرهون بعمله .
فالتفكير هل سأكون سعيداً أم تعيساً لا يعطيك وجه الحقيقة . الذي يعطيك وجه الحقيقة هو ( العمل الذي أنت عليه ) فإن كنت على طاعة واستقامة وإنجاز لأعمالك بلا كسل فأنت على سعادة مهما راودتك الأفكار .
اجعل العمل هو المقياس .. ولا تجعل التخمين هو المقياس !
9 – لا تجلد ذاتك !
عندما تعي أن الفكرة التي تفكّر بها هي فكرة سلبيّة فلا تلم نفسك عليها ، وغنما حفّز نفسك على أنك استطعت أن تضبط الفكرة وتقبض عليها قبل أن تتوغّل في بنيّات افكارك .
عندما يتهكّم بك الآخرون أو يسخرون منك لا تبرر ذلك بضعفك ، وتقول لأني ضعيف يتهكّمون بي !
أو لأني أنثى فهم يسخرون منّي ..
تناقش معهم واطلب منهم ان يتوقفوا عن ذلك ..
10 – امنح نفسك فرصة للاسترخاء والمرح .
عندما تشعر بالقلق أو الاكتئاب .. مارس شيئا مرحاً مع نفسك أو مع غيرك .
غيّر مكان جلوسك ..
اخرج في نزهة ..
اذهب للعمرة أو زيارة الحرم …
غيّر ما حولك ، كان تقوم بتغيير ترتيب غرفتك أو مكتبك ..
مارس الرسم أو الكتابة ..
العب مع الأطفال حولك ..
مارس الاسترخاء ..
المهم ان تمارس شيئا مرحاً أو يضفي عليك جوّا من المرح والشعور بالاسترخاء .

=============
مما راق لي فنقلته للفائدة




بارك الله فيك ياعمري



خليجية




خليجية



خليجية



التصنيفات
منوعات

الآثار السلبيّة للرسوم المتحركة على أطفالنا ارجو التثبيت

أفلام الكارتون .. نظرة فاحصة
الآثار السلبيّة للرسوم المتحركة على أطفالنا
وُجّهت ضربات عديدة إلى مقاتل المجتمع المسلم بقصد تغريبه عن دينه، وتجهيله بحقيقته، ومسخه إلى مجتمع مفتوح على كل الثقافات دون احتفاظ بشخصيته المتميزة، بحيث يكون بدون هُوِيّة يعتنقها، أو يدافع عنها، ولم تكن كل تلك الضربات عسكرية، بل إن بعضها نوع غريب وخبيث، بطيء التغيير، ولكنه يصل إلى العظم، استهدف به أعداؤنا فئات عدة من مجتمعات المسلمين، مثل الشباب والنساء،ولكنهم لم يتركوا أيضا فئة عزيزة على نفوسنا جميعاً، تمثل مستقبلنا الواعد، وأمانينا الجميلة، فئة هي أكثر استعداداً لقبول كل جديد، والتغير السريع، إنها فئة (الأطفال)، تلك الفئة العمرية التي تتعامل مع ما حولها براءة، مقتصرة على التلقي واكتناز المعلومات، لتحويلها إلى سلوك عملي، يحدّد كثيراً من منحنيات حياتهم بعد البلوغ.
إننا إذا كنا نظن أن الخطر الغربي عسكري محض، فذلك خطأ تاريخي جسيم، وغفلة حضارية خطيرة، فإن التأثير على القيم، وتغيير الشعوب من الداخل أكثر خطورة من التغيير بالتهديد العسكري؛ لأن التهديد العسكري سرعان ما ينهار، وتنتفض عليه الشعوب الحرة، ولكن الخطورة في التأثير الذي يبرز في أثواب التسلية والترفيه، حيث يسري السمّ مع العسل، يقول الفيلسوف الوجودي (البيركامي): (على اتساع خمس قارات خلال السنوات المقبلة سوف ينشب صراع لا نهاية له بين العنف وبين الإقناع الودي … ومن هنا سيكون السبيل المشرف الوحيد هو رهن كل شيء في مغامرة حاسمة مؤداها أن الكلمات أقوى من الطلقات).

لقد علم أعداؤنا أن غالب الأطفال في عالمنا اليوم يتلقون ثقافتهم وبخاصة قبل المدرسة من التلفاز، بحيث تشكل تلك الثقافة الخارجية 96% من مؤثرات الثقافة في حياتهم، وغالبها من أفلام الرسوم المتحركة،أو ما يُسمّى أفلام الكارتون، يليها برامج الأطفال الأخرى، والمسلسلات والأفلام وأمثالها. حتى أصبح لتلك الأفلام الكارتونية قنوات خاصة تبث طوال اليوم، في قالب فني جذاب متطور، وأنطقوها بلغتنا، فالتصق بها أطفال المسلمين التصاقاً مخيفاً، أثّر على تشكيل عقيدتهم وعقولهم وبناء شخصياتهم، إلى جانب التأثير السلبي على صحتهم العضوية والنفسية.

الرسوم المتحركة خطر غير مدرك.
إن أفلام الكارتون قنابل تتفجر كل يوم في شاشاتنا الصغيرة دون وعي منا أو متابعة ، فهي لا تزال بريئة في أعيننا، مجرد تسلية، وأشد الأمراض فتكاً ما يغفل عنه صاحبه، وأشد الأعداء توغّلاً وإضراراً، ذاك الذي يبدو لك بعيني صديق حبيب، وهو يحفر الخندق، ويطعن الظهر. ومن عادتنا ألا نتنبه لأمر حتى يبلغ ذروته، بل بلغت الغفلة بإحدى الأمهات حين سُئلت عن علاقة أولادها بأفلام الكارتون أن تصرح بأنها لا تعلم عن أولادها شيئاً(1)، وأخرى تتمنى أن ترتاح من أولادها وضجيجهم، ولو أن تلقيهم في الشارع!! فأينها من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا" رواه البخاري.
لقد أشغلت هذه الرسوم المتحركة أطفال المسلمين أيما إشغال .. فما عادوا يطيقون أن يستغنوا عنها، ولو يوماً واحداً دون أن يشاهدوها، بل فضلوها حتى على مرافقة الآباء والأمهات في النزهات والحفلات، حتى أكلت أوقاتهم، وبدّدت طاقاتهم، وشلّت تفكيرهم، وزاحمت أوقاتهم في مراجعة الدروس، وحفظ كتاب الله، فضلاً عن أن يجلسوا مع أهليهم جلسة صافية، ليتلقوا منهم الأدب والدين والخلق، وقد اشتكت من ذلك عدد من الأمهات الواعيات حتى قالت إحداهن: "إن جهاز التلفاز يرتفع صوته بشكل غير مقبول أثناء عرض مسلسل أبطال الديجتال، ويمتنع أبنائي ( 6 – 9) سنوات أثناء مشاهدته عن الأكل أو مجرد الرد ّعلى أي سؤال، أنا مستاءة جداً ولا حول لي ولا قوة، وأرجو أن أجد الحل للتخلص منه"، وتقول أم أخرى: "إن أبنائي يتابعون المسلسل أكثر من مرة في اليوم، وبمجرد انتهائه يبدأ الشجار والعنف بينهم تقليداً لحركات أبطال الديجتال" (2).
ويؤكد أحد الباحثين أن الأطفال يشاهدون تلك الأفلام "لمدة قد تصل إلى عشرة آلاف ساعة بنهاية المرحلة الدراسية (المتوسطة) فقط .. وهذا ما أثبته البحوث والدراسات من خلال الواقع المعيش".

أخي المسلم .. يكفي أن تعلم أن الرسوم المتحركة ما هي إلا حكاية عن واقع رسمها من عقائد وأخلاق يعترف بها، ويتعامل بها؛ كما يثبته علماء الاجتماع، فإذا علمت بأن70% من هذه الأفلام تنتج في الولايات المتحدة الأمريكية ، علمت مدى خطورة نقل خزايا المجتمعات الغربية وعريها وسقوطها الأخلاقي والديني إلى أذهان أطفالنا؛ مما يدخلهم في دوامة الصراع بين ما يرون وما يعيشون من مُثُل وقيم، وأفكار وحضارات؛ مما يجعلهم في حيرة وتذبذب، كل ذلك ونحن نظن أنهم يستمتعون بما يشاهدون وحسب.

إن هذه الرسوم كما يقول المختصون تشغل قلوب فلذات أكبادنا، وتصوغ خيالهم وعقولهم وتفكيرهم، وتشوّه عقائدهم وثقافاتهم بعيداً عن تقييمنا الدقيق، بل ربما يكون إدمانهم على مشاهدتها تحت رعاية منا، ومشاركة في معظم الأحيان. وننسى أنها من أبرز العوامل التي تؤدي إلى انحراف الطفل، وتبلّد ذكائه، وتميع خلقه؛فأفلام الكارتون سريعة التأثير؛ لما لها من متعة ولذة. والطفل سريع التأثر؛ لأنه يعيش مرحلة التشكل واكتساب المعرفة مما حوله، وما تعرضه الفضائيات منها لا يعتمد على حقائق ثابتة، وإنما على خرافات وأساطير ومشاهد غرائزية، وتشكيك في المعتقدات لا يجوز الاعتماد عليها بحال من الأحوال في تنشئة أطفالنا، وتربيتهم.والعجيب أن يتغافل الآباء والأمهات عن هذه الحقيقة، ويديرون لها ظهورهم كأنهم لا يعلمون ذلك كله؛ بحجّة تحقيق الهدوء في المنزل، بتخدير الطفل أمام الشاشة، حتى قال أحدهم: "فور صدور أية حركة تنبئ عن استمرار طفلي في العب والصراخ، أدير التلفاز على إحدى القنوات، لا إرادياً أجد طفلي ممداً على الأرض وبصره إلى التلفاز، في حالة أشبه ما تكون بالتنويم المغناطيسي".

ربما كان هناك من سيقول لمن يدق أجراس الحذر من هذه الأفلام: تلك مبالغات منفوخة، وخوف متوتر لا داعي لهما؛ فالمسألة مسألة تسلية وحسب، ولكنها الحقيقة التي نضعها بين أيديكم لعدد من المختصين الذين أبدوا رأيهم بحياد شديد وموضوعية، وعدد من الآباء والكتاب الذين رأوا بأعينهم، وقالوا بألسنتهم.
إني اليوم أبلغ ما رأيت وجوب تبليغه، وأبرئ ذمتي بأن أشارك في كشف الآثار الصارخة، التي يمكن رصدها بكل سهولة في أي مسلسلات كارتونية غير موجهة تربوياً ولا شرعياً.

تعالوا أيها الآباء ويا أيتها الأمهات نتعرف على بعض الآثار السلبية للرسوم المتحركة على أطفالنا:
وأولها: زعزعة عقيدة الطفل في الله : وإليك هذا المشهد الذي بثته قناة فضائية واسعة الانتشار، وهو مشهد (( يوجه الأطفال توجيهاً معاكساً في أساس من أس ديننا وحياتنا؛ فعدم نزول المطر، والجدب والقحط، قضية تربط المسلم بالخالق، والسنة النبوية المطهرة، تبني في كيان الطفل المسلم من خلال صلاة الاستسقاء التوجه إلى الله تعالى. وفي هذا المسلسل تظهر الشخصيات الكارتونية وهي تقف في الغابة تنتظر سقوط المطر، فيتقدم كبيرهم قائلاً: لا ينزل المطر إلا بالغناء، فهيّا نغني، وتبدأ شخصيات المسلسل تغني أغنية سقوط المطر، يصاحبها الرقص والأدوات الموسيقيّة:
هيا اضربي يا عاصفة كي يسقط المطر هيا اضربي لتغمري الجميع بالمطر مطر مطر مطر يا منزل المطر مطر مطر مطر نريد شيئاً واحداً مطر مطر مطر
وعندما لم ينزل المطر يتساءل أحدهم: لماذا لم تمطر السماء؟ فيجيب آخر: لعلها مشغولة بالبحث عن أمنا الطبيعة.
نعوذ بالله من هذا الشرك الذي يُلقّن لأبنائنا ونحن غافلون عنهم، فرحون بأنهم هدؤوا بين يدي التلفاز؛ لنفرغ نحن عنهم لأمور لن تكون أهم من سلامة أولادنا من الانحراف في عقائدهم وأخلاقهم.
وكذلك ما يحصل في برنامج (ميكي ماوس) هذا الفأر الأمريكي الذي يوهم أطفالنا في بعض حلقاته بأنه يعيش في الفضاء .. ويكون له تأثير واضح على البراكين والأمطار فيستطيع أن يوقف البركان!! وينزل المطر ويوقف الرياح!! ويساعد الآخرين، والسؤال الذي قد يتبادر إلى الذهن: لماذا يجعل هذا الفأر في السماء؟!! ولماذا يُصوّر على أن له قوة في أن يتحكم بالظواهر الأرضية؟!
وتشير باحثة إلى أن هذا البرنامج يحمل ظاهره مغالطة علمية واقعية واضحة، وهو وجود فأر يطير وخلاصة هذا المسلسل عبارة عن تأكيد للقوى الخيالية الخارقة الجبارة (الخرافية) التي تقف مع المضطر وتنقذه في أحلك الظروف وأشدّها حرجاً، فهذه القوة الخرافية هي الرجاء والأمل في الخلاص، ومثل هذه الأفكار من شأنها أن تهزّ عقيدة الطفل هزاً عنيفاً فتنحي عن ذهنه الصغير قرب الله من عبده، وإجابته له حين يدعو، وعون الله عز وجل له (3).
وأما مسلسل السندباد وهو عربي المضمون والشخصيات، ولكنه مليء بالعقائد الفاسدة والخرافات، فمرة نرى السندباد يخر ساجداً أمام والي بغداد والسجود لغير الله لا يجوز في ديننا الإسلامي، ومرة يستعين بصاحب المصباح وهو الجني الأزرق لكي يحقق له مطالبه، فأين التوكل على الله والاستعانة به، ومرة يسجد تحت قدمي الجنيّ الكبير الذي يخرج من الماء والصحراء ويتوسل إليه ألاّ يقتله، أين الاستعانة بالله وطلب العون منه، وانظر إلى الجواري والفتيات وهن يتراقصن في القصور وسندباد ورفاقه يأكلون ويغنون، فماذا يتعلم الأطفال من هذا العرض؟ ليس إلا الفحش وسوء الأدب والاستعانة بالشعوذة والكهنة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )) رواه الإمام أحمد رحمه الله.
ونرى في فلم آخر رجلاً ضخماً فوق السحاب يمتلك دجاجة تبيض ذهباً، ورجلاً ضخماً آخر في فيلم آخر يصب الماء على السحاب فينزل المطر.
والله إنها لتلميحات خبيثة.. أهدافها واضحة للجميع. لا تتطلب إجهاداً ذهنياً لمعرفتها.
وهذا كثير جداً في تلك الرسوم..ومن الأخطاء العقدية المنتشرة في تلك البرامج: الانحناء للغير .. حتى تكون الهيئة أقرب ما تكون للسجود والركوع، والانحناء في الشرع محرم كما نص على ذلك حديث أَنَس بْن مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ الَّهِ، أَحَدُنَا يَلْقَى صَدِيقَهُ أَيَنْحَنِي لَهُ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ الَّهِ -صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا )) الحديث رواه الإمام أحمد. وهذا نجده كثيراً جداً في هذه الأفلام، ومنه ما يكون في البرنامج الشهير (الكابتن ماجد) فعند نهاية المباراة يقوم أعضاء الفريقين بالانحناء لبعض بشكل أشبه ما يكون بالركوع للصلاة. كتعبير للمحبة والصفاء.. وهو ما يحصل على سبيل المثال في برنامج (النمر المقنع) من وضع مماثل للسجود. ومثل هذا المنظر قد يقوم الطفل بتقليده دون وعي بعد نهاية مباراة يلعبها مع أصدقائه.
وفي مسلسل (كاسبر) الكارتوني الشهير الذي أذكره جيداً في طفولتي، لاحظت الأستاذة مها النويصر مجموعة من المخالفات العقدية، وهي تراقب أولادها وهم يشاهدونه ويتعلقون به، مثل: الاعتقاد بوجود أشباح الموتى بيننا تأكل وتشرب وتعامل مع الأحياء في تمثيل سيئ لعالم البرزخ، وأنهم في مرح ولعب دون جزاء ولا حساب. وأن الإنسان قادر على الإحياء والإماتة، وأن روح الإنسان الطيب تصبح ملكاً. نجد ذلك في مشهد فتاة ورثت قصراً عن أبيها مليئاً بالأشباح فتحضر المختصين لطردهم، وكان مع أحدهم ابنته الصغيرة التي يظهر لها الشبح الصغير المحبوب (كاسبر)، ويصبح صديقها، ثم يريها آلة صنعها صاحب القصر تعيد الروح للشبح فيعود للحياة، ويموت والد الطفلة خلال بحثه، فيعطيها كاسبر سائل الحياة فيعود حياً، وفي حفلة تقيمها الطفلة تأتي أمها من عالم الأرواح لتقدم نفخة من روحها ليكون (كاسبر) حبيباً جميلاً لمدة ساعات؛ لأنه ساعد الطفلة، ثم يتراقصان على أنغام الموسيقى، ثم يعود شبحا (4).
كل ذلك وأطفالنا ساهمون في قبضة هؤلاء الأشباح.
ومنه أيضا ما تتبادله الشخصيات الكارتونية من عبارات مخلة بالعقيدة، مثل: (أعتمد عليك)، و(هذا بفضلك يا صديقي العزيز)، أو حتى أحياناً حين ينزل المطر: (ألم تجد وقتاً أفضل من هذا لتنزل فيه؟) وفي برنامج صفر صفر واحد يقول أبطال الفيلم: إن نظامهم يسيطر على كل المجرات في الكون ما خلا المجموعة الشمسية.
وقد يُشار إلى بعض تعاليم الديانات الأخرى: فتجد فتاة تطلب الانضمام للكنيسة، كما تجد مشاهد لتعلم العادات الدينية النصرانية، أو إظهار الراهب ومعه الصليب وإلباس المنضم ذلك الصليب، أو حتى إظهار الصليب في غير تلك المواطن كأن يظهر رجل قوي وشجاع ، ثم يخرج من داخل ثيابه الصليب ويقبله، ويبدأ المعركة.
وانظر إلى لينا وهي تصلي في حال الشدة وصلاتها عبارة عن أن تضم يديها إلى بعضهما ثم تغمض عينيها وتنظر إلى أعلى، وهي صلاة النصارى فتعلم المسلمة الصغيرة هذا في حين أنها تجهل صلاتها.
وظهور شجرة أعياد الميلاد المسيحية(الكريسماس)، والاحتفال بأعيادهم، وكذلك الدعاء قبل الأكل بضم اليدين وأصوات أجراس الكنيسة.
واشتمالها على السحر :وهذا كثير جداً ..فهم يصورون السحر على أن حكمه يختلف حسب المقصد من استعماله.. كيف ذلك ؟ فمرة يصورون الساحر أو الساحرة رجلاً كان أم امرأة قد ملأهما الشر والبغضاء والحسد، يحققون بالسحر ما يصبون إليه من طموحات شخصية على حساب الآخرين..كما في برنامج (السنافر)، الذي يتمثل في الرجل الشرير شرشبيل. وأحياناً يصورون الساحر بأنه رجل طيب محبّ للخير لجميع الناس، يساعد المظلومين كما في السنافر أيضاً، ويمثل بزعيم القرية أو كما في برنامج (سندريلا) والتي تصور فيها امرأة ساحرة طيبة، تساعد سندريلا على حضور حفلة الملك و الاستمتاع بالرقص!! وغير ذلك ..
وبلغ تأثير مثل هذه المشاهد أن الأطفال يردّدون كثيراً من عباراتهم، بشكل نخاف فيه أن يطلب أبناؤنا تعلم السحر، أو على الأقل أن يحبّوا الساحر الذي بالغوا في تصوير طيبته لهم. حتى سألت طفلة أمها: "هل الساحرات طيبات؟" فتساءلت الأم: ما سر هذا السؤال؟ وكيف تكون الساحرة طيبة؟ أجابت الطفلة: "لأنها أحضرت الحذاء لسندريلا" ولا نقول إلا اللهم سلم، اللهم سلم ..
ويضاف إلى ذلك الاستهانة بالمحرّمات ، وخلطها بالمباحات ، في حلقة واحدة من حلقات (سنان) وهي (33)، رصدت الباحثة طيبة اليحيى سبعاً وثلاثين مخالفة شرعية، وفي حلقة واحدة من مسلسلة (السنافر) وهي الحلقة التاسعة، رصدت أكثر من أربعين مخالفة شرعية (5).




خليجية



الله يعطيك العافيه



خليجية



خليجية