نساء النبى هن قدوتى ………وجيل الصحابة هن أُسوتى مِنْ هنا ومن هذا المنطلق أقدم لى ولكِ يا ابنة الإسلام
يا أصل العز والشرف يا مربية الأجيال
لكِ يا مكنونة ،لكِ يا درة مصونة
لكِ يا قلعة شامخة
أمام هذا الطوفان من الباطل والفساد
نعيش مع رمز الوفاء وسكن سيد الأنبياء
مع أول من صلت لله مع رسول الله مع أول من أنجبت الولد لحبيبنا المصطفى
مع أول من بُشرت بالجنة
مع أول من نزل إليها جبريل ليبلغها من ربها السلام
مع رمز الوفاء ونهر الرحمة وينبوع الحنان
هل عرفتيها أخيتى؟؟؟
نعم ،إنها هى …..
نعم إنها أم المؤمنين خديجة بنت خويلد "عليها من ربها الرحمة والرضوان"
أعطينى أخيتى من وقتكِ دقائق لنتعلم مِنْ أُمنا خلق عظيم لنتعلم منها العطاء
والوفاء ونعرف قيمة فى الإسلام
والله إنى لأرى الكلمات تتوارى خجلاً وحياءاً أمام هذه القلعة الشامخة وأمام
هذه الزوجة الوفية الصابرة المخلصة
فهى تلك التى لقبت بالطاهرة فى الجاهلية قبل الإسلام
فهى من ءآمنت بالحبيب المصطفى حين كفر به الناس
وصدقت الحبيب المصطفى حين كذبه الناس
فلنتعلم من هذه المربية والمعلمة بل المدرسة ،لتكنْ لنا أسوة ونسلك دربها
فهى صاحبة العقل والشرف والكمال ،إنه وسام لأمنا خديجة "رضى الله عنها"
اسمعى معى أخيتى إلى هذا الحديث الذى رواه البخارى ومسلم من حديث أبى موسى الأشعرى أنه قال :
<<كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسيا
امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ،وفضل عائشة على
النساء كفضل السريد على سائر الطعام>>
ولم تبلغ خديجة هذه المنزلة عند رسول الله فحسب
وإنما بلغت هذه المنزلة الرفيعة عند ملك الملوك وجبار السموات والأرض
هل سمعتى أخيتى امرأة أنزل الله لها جبريل لرسول الله ليبلغها
من ربها -جلا وعلا- السلام
أجل إنه خديجة ا "رضى الله عنها"
فاقرئى معى هذا الحديث الذى يخشع له القلب وتسكن له الجوارح فى
الصحيحين من حديث أبى هريرة "رضى الله عنه" قال :
<<أتى جبريل إلى النبى فرأى خديجة مقبلة ،فقال
جبريل "عليه السلام":يا رسول الله هذه خديجة قد آت ومعها إناء به إدام
أو طعام أو شراب فإذا هى أت فأقرأها السلام من ربها ومنى وبشرها بيت فى
الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب>>
والقصب هو ا المجوفة
الله أكبر
والله إن الحلق ليجف وإن القلب ليخشع وإن الجوارح لتسكن أمام هذا
السلام الإلهى الكريم من الله -جلا وعلا- وعلى لسان جبريل إلى لسان
مُحمد إلى خديجة "رضى الله عنها "
فلنظر إلى فقهها وإلى عقلها وإلى قلبها وإلى ذكاءها وفطرتها السليمة فقالت
العالمة الذكية ،كما ورد فى سن النسائى
<<إن الله هو السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام وعليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته>>
يا له من عقل وعلم إنها مثال للمرأة المسلمة ونموذح لنتعلم منه يا مسلمات
نتعلم العطاء والبذل والعقل والذكاء
ولكن أيتها
المسلمة التقية النقية يا حفيدة خديجة
هل تظنين أنها بلغت هذه المنزلة دون تعب أو جد؟؟؟
لا ورب الكعبة فالله يعطى كل امرء على قدر جهده ،فهى أول من وفقت
بجانب الحبيب وصدقته،أعطته المال حين حرمه الناس
وأعطته الحنان حين قسا عليه الناس ،وساندته بكل ما أوت من قوة
فلقد جندت مالها فى سبيل الله ،فأنفقت من غير حساب ولا منٍ
ويذهب النبى إلى الغاريتعبد فتمده الزوجة التقية النقية بالماء والزاد وتحفظه فى
غيبته ويقضى هناك أياماً وليالى فى خلوة وعزلة ولكنها لم تكل ولم تمل
وعندما عاد الرسول من الغار يرتجف ساندته وفقت جنبه
وأعطته من الكلام ما يطمئن نفسه
فتقول :
<<كلا لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم ،وتقرى الضعيف ،وتحمل الكل ،وتكسب المعدوم ،وتعين على نوائب الحق>>
أرأيتى أخيتى الزوجة التقية التى تقف بجوار زوجها
وتعينه على مهامه
وفى الحصار الذى استمر ثلاثة أعوام على الرسول كانت
تبذل من المال ودخلت فى الحصار هى وأبناءها ،وبالرغم من هذا لم تترك
الرسول أو تت فى نصرة الدين ،ولكن وقفت قلعة شامخة تساند الحبيب وعند وفاتها حزن الحبيب على موتها وكان عام حزن على رسول الله
مات رمز الوفاء والحنان والعطاء والدفء والكلمة الطيبة لرسول الله
وحزن عليها حزناً شديداً ولكن لم تفارقه بروحها وإن فارقته بجسدها فظل
يذكرها ويحن إليها وكيف لا وهى من ساندته وأعطته ،حتى غارت منهاعائشة
"رضى الله عنها"
<b><font size="5"><font face="Traditional Arabic">هل رأيتى يا مسلمة العز بالإسلام والتكريم للمرأةbdiv
هكذا كان للمرأة شأنها وعزها وكبريائها بطاعتها لربها
أما الآن بعدما نزعوا عنها الحياء وجردوها من الثياب بدعوى التحرر والحرية وإنه لعين الذل والسخرية
فيا درة حفظت بالأمس غالية ….واليوم يبغونها للهو والعب يا حرة قد أرادوا جعلها أمة …. غربية العقل غربية النسل هل يستوى من رسول الله قائده…. دوماً وأخر هديه أبو لهب وأين من كانت الزهراء أسوتها …. من تقفت خطى حمالة لحطب
عزكِ أخيتى بطاعتك لربك وقربك منه
بامتثال الأوامر واجتناب النواهى ،بالتعب والجد
نالت خير نساء زمانها أعلى الدرجات وحب الله ورسوله
فتعلمى يا بنت الإسلام واجعليها قدوة فى الحياة
وختاماً هل بقى شىء لم أذكره عن الطاهرة
أستغفر الله وأتوب إليه وهل ذكرت شيئاً عنها
فمهما ذكرت لن ينتهى الكلام عن الطاهرة زوج رسول الله وأم أبناءه وسكنه
فهى فى قلب كل مسلمة
نسأل الله أن يحشرنا معها ويجمعنا بها فى الفردوس الأعلى
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الكرام
وسلام الله عليكن ورحمته وبركاته
دمتن فى حفظ الرحمن أخواتى