وكان الشيخ قد أطرق برأسه إلى الأرض ليصغي باهتمام والداعية يحدثه قائلاً :
" لقد قَدِم هؤلاء للمشاركة في عمليات المساندة في شمال المملكة وكان لزاماً علينا نحن الدعاة إلى الله أن ندعوهم إلى الإسلام ونخرجهم من ظلمات الشرك والظلام ومن عبادة بوذا وكونفوشيوس وغيرهما من الأصنام إلى عبادة الله العزيز العلام ، وقد وفقنا الله سبحانه وتعالى في مهمتنا ؛ فأسلم عدد لا بأس به منهم وصرنا نعلمهم أركان الإسلام وندرسهم واجباته ؛و بدأوا في أداة الصلوات في أوقاتها بعيداً عن قادتهم وكبرائهم : و لكن المشكلة واجهتهم في صلاة الفجر فعندما علم قادتهم بتجمعهم في خيمة واحدة ليتناوبوا السهر كي لا تفوتهم صلاة الفجر فرقوهم بين الخيام ؛فأخذ كل منهم ساعته المنبهة معه لكنها صودرت منه وكلما وجدوا طريقة للاستيقاظ قبيل الفجر لأداء الصلاة في وقتها حاربهم هؤلاء القادة وسدوا عليهم المنافذ والأبواب ؛.."
فماذا فعلوا ؟؟
"وفجأة توصلوا لطريقة مبتكرة للاستيقاظ :
لقد قرر كل واحد من هؤلاء شرب كميات كبيرة من الماء قبيل النوم لكي يستيقظ للذهاب للخلاء ومن ثم ينظر إلى ساعته ويعلم كم بقي من الزمن لصلاة الفجر فإن قارب الوقت انتظر وصلى وإلا شرب كمية أخرى من الماء؛ و مع تكرار التجربة مراراً قدَّرَ هؤلاء الكميات المناسبة التي تجعلهم يستيقظون في وقت يكاد يقترب من وقت الفجر، وصار كل منهم يؤدي صلاة الفجر في وقتها : وعندها نظر الداعية إلى وجه الشيخ فإذا عيناه تذرفان هؤلاء حديثوا عهد بالإسلام وبلغ حبه في قلوبهم هذه الدرجة
فأين نحن من هؤلاء ؟؟؟"
و قرأت عن قصة ؛صاحبها كان يود أن يحافظ على صلاة الفجر في جماعة ؛ وكان يوصي أصحابه أن يوقظوه؛فيفعلوا ما وصاهم به؛ ولكنه كان لا يستيقظ ؛ إلى أن اهتدى ذات يوم إلى فكرة..
فقرر أن يربط حبلاً في قدمه ؛ وينزل الحبل من نافذته :حتى إذا مر أصحابه سحبوا الحبل ليستيقظ ..
و بالفعل توالت الأيام ؛ واستمر أن يربط الحبل في قدمه ؛إلى أن ثبته الله و أصبح من المداومين ع صلاة الفجر في جماعة..
اللهم أيقظ قلوبنا من غفلتها ؛ و قلبها على طاعتك ؛
و ارزقنا عملاً صالجاً ترضى به عنا..
و ارزقنا عملاً صالجاً ترضى به عنا..
جزاكى الله خيرا