التصنيفات
منوعات

لاتقتل نفسك بالهم د محمد العريفي

——————————————————————————–

{ بسم الله الرحمن الرحيم }

لا تقتل نفسك بالهم ..

كان سعد أحد طلابي في الجامعة..غاب اسبوعاً كاملاً ,,ثم لقيته

فسألته:سلامات سعد..؟

قال : لا شيء..كنت مشغولاُ قليلاً..

كان الحزن واضحاُ عليه..قلت: مالخبر؟

قال: كان ولدي مريضاُ..عنده تليف بالكبد..وأصابه قبل أيام تسمم في الدم..

وتفاجأت أمس أن التسمم تسل إلى الدماغ..

قلت: لا حول ولا قوة الا بالله..أصبر..أسأل الله أن يشفيه. وأن قضى الله عليه بشيء..فسأل الله أن يجعله شافعاُ لك يوم القيامة..

قال: شافع؟! يا شيخ..الولد ليس صغيراً..

قلت : كم عمره؟

قال : سبع عشرة سنة..

قلت : أسأل الله أن يشفيه..ويبارك لك في أخوانه..

فخفض رأسه وقال: يا شيخ ..ليس له أخوان ..لم أرزق بغير هذا الولد.. وقد اصابه ما ترى..

كان حاله مؤثر ..لكني تجلدت
وقلت له: سعد..بكل أختصار..لا تقتل نفسك بالهم لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا..

ثم خفت عنه مصابه وذهبت..

نعم لا تقتل نفسك بالهم..فالهم لا يخف المصيبة ,,

أذكر أني قبل فترة ..ذهبت الى المدينة المنورة ..التقيت بخالد..

قال لي : مارأيك أن نزور الدكتور : عبدالله..

قلت: ولماذا..مالخبر ؟

قال : نعزيه..
قلت : نعزيه؟!!

قال : نعم..ذهب ولده الكبير بالعائلة كلها لحضور حفل عرس في مدينة مجاورة..وبقي هو في المدينة لارتباطه بالجامعة..

وفي أثناء عودتهم وقع لهم حادث مروع..فماتوا جميعاً ..إحدى عشرة نفساً!!

كان الدكتور رجلاً صالحاً قد جاوز الخمسين ..لكنه على كل حال ..بشر..له مشاعر وأحاسيس..في صدره قلب ..وله عينان تبكيان..ونفس تفرح وتحزن..

تلقى الخبر المفزع..صلى عليهم ,,ثم وسدهم في التراب بيديه..

إحدى عشرة نفساً..

صار يطوف في بيته حيران..يمر بألعاب متناثرة ..قد مضى عليها أيام لم تحرك..لان

خلود وسارة التين كانتا تلعبان بهما ..ماتتا..

يأوي الى فراشه ..لم يرتب..لأن أم صالح..مات..

يمر بدراجة ياسر..لم تتحرك..لأن الذي يقودها ..مات..

يدخل غرفة ابنته الكبرى..يرى حقائب عرسها مصفوفة ..وملابسها مفروشة على سريرها..مات..وهي ترتب الوانها وتنسقها..

سبحان من صبره ..وثبت قلبه..كان الضيوف يأتون ..معهم قهوتهم..لأنه لا أحد عنده يخدم أو يعين..العجيب أنك إذا رأيت الرجل في العزاء..حسبت أنه احد المعزين..وانا المصاب لغيره..

كان يردد..( انا لله وانا اليه راجعون..لله ماأخذ وله ما أعطى.. وكل شيء عنده بأجل مسمى )..

وهذا هو قمة العقل ..فلو لم يفعل ذلك …لمات هماً..

::

أعرف أحد الناس أراه دائماً سعيداً ..,إذا تأملت في حاله وجدت:

وظيفته متواضعه…

بيته مستأجر ضيق..إيجار ..

سيارته قديمة..

أولاد كثيرون..

ومع ذلك كان دائم الإبتسامة ..محبوباً ..يعيش حياته..

صحيح..لا تقتل نفسك بالهم..ولا تكثر التشكي..فيملك الناس..

ك رجل عنده ولد معوق..فيشغلك كلما رآك..ولدي مريض ..ضائق صدري ..مسكين ولدي..

ف تجد أنك تمل منه وتود لو تصرخ به قائلاً: يا اخي خلاص فهمنا…

أم إمرأة مع زوجها دائماً تردد عليه:بيتنا قديم ..سيارتنا متهالكة..ثيابي ليست على الموضة..

مالفائدة من هذا التشكي ألا بتجديد المواجع..

أفنيت يا مسكين عمرك بالتأوه والحزن..

وظلت مكتوف اليدين تقول حاربني الزمن

إن لم تقم بالعبء أنت فمن يقوم به إذن

إضاءة

عش حياتك بما بين يديك من معطيات ل تسعد ..

أعجبني فنقلته لكم..

.. دمتم بود ..

دعواتكم لي




يعطيكِ ألف عافية عالموضوع ..



مشكوره ربي يعطيك العافيه



:icon_cool:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مرجانة البحار خليجية
يعطيكِ ألف عافية عالموضوع ..

الله يعافيك تشرفت بمرورك




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشقة نرمين خليجية
مشكوره ربي يعطيك العافيه

[COLOR="RoyalBlue"]الله يعافيك يالغلا نورتي متصفحي بمرورك[/CO:051::051:LOR]




التصنيفات
منوعات

رد الشيخ العريفي على معنى بلاك بيري !!

رد الشيخ العريفي على معنى بلاك بيري !!

بسم الله الرحمن الرحيم
/
/

مدخ,ل :

إلى متى ونحن نشغل أنفسنا في سفاسف
الأمور ونحاول إختراع المستحيل لنقول أن
اليهود يكرهونا فنتهجم لغتهم لنصيد أخطأ توقنا بذنوب .!
وهم بلا دليل مادي محسوس يكرهونا ويبغضون الإسلام بغضاً .!؟

كالعادة جمعة تلمنا بالبيت وفجأة قطع علينا نغمة رسالة طن طن
وصلت رسالة لجوال أخوي أطال صوته بقراءتها تعجباً بالمعنى :

أحذروا يا أصحاب جولات بلاك بيري .!!

أعكس/ي بلاك بيري تجد أنها بها سب لله _الله منزه من كل براثن الأقوال _

كلنا صمتنا بالطبع لا نعلم وبلاك بيري شخصية التكنلوجيا التي لاتفارق أصحاب الأيادي المزاجية بالإستخدام .!!

توقفت وأنا أفر بمنتدى الشيخ العريفي حفظه الله على فتوى :

"""""

بسم الله الرحمن الرحيم

وردنا سؤال من السيدة الورده تقول فيه:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنتشرت في الآونة الأخيرة مثل هذه الموضوعات ..

من خلال المنتديات والمجوعات البريدية والجولات .. !!

وحقيقة مثل هذه الموضوعات لا أجدها صحيحة مطلقاً .. ولا يقوم بها إلا أناس فارغون .. لا نعلم إلى ماذا يهدفون ..!

وهذا مثال لما ذكرت :

خبر عاجل يارب سامحنا ولا تسخط علينا

…اخواني واخواتي بالله…

انتم لاترضون على انفسكم الغضب من الله او العن والطرد من رحمته لذلك ارموا البلاك بيري يارب

تقرونها بسرعه لانها معلومه خطيرة جت على جوالي انتوا جالسين تسبوا ربكم عز وجل ولا تدرون

شفتوا كلمت black berry اقروها بالعكس يعني كذت yrreb kcalb راح تصير *** يا.. استغفر الله

العظيم انا انصدمت بصراحه وخفت وصلت فيهم لهنا ماكفهم الرسول صلى الله عليه وسلم راحوا للمولى

عز وجل وهو خالق هذا الكون والمنزه يتلفظون عليه بالفاظ قذرة استغفر الله ولا احنا اغبياء فرحانين فيه

ونشرا وبعض الناس تجيبه هديه وهو مايسوا قرش والقرش قليل عليه حسبي الله عليهم الله يجيرنا

من غضبه يارب سامحنا ولا تعقبنا انتبهوا ياناس مو كل موضه تجي نلحقها وبس ولا ندري وش هيا او

ضرها الي معه هذا الجوال يرميه فورا لانك عرفت وانت حر امك تبقى تسب ربك او تقاطع هذا الجوال

لازم تسون حمله ونصح كل الي نعرفهم ونشر ونبه اهلنا لازم نجاهد في سبيل الله ولو في الكلام

والمدافعه عنه باي وسيله حرام الي قاعد يصير والله حرام وش بقى بها الدنيا وصلت فيه للمولى يالله

غفرانك لاتنسون تنشروا هالمعلومه كثير ناس ماتعرف ولاتنسى الاجر الي راح يجيك تخيل ممكن

يشفعلك هالعمل بالاخره اويرحمك من عذاب القبر يالله سترك لازم نكون جادين ياناس يامؤمنين اصلا

هذ الجوال ماحبيته كل خراب وحق ناس فاضين الحمد الله انه مو عندي والي كان بيشتريه يبطل

حسبي الله بس

– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –

إلى هنا أنتهى الموضوع .. فماذا تقولون سماحتكم في مثل ذلك .. بارك الله فيكم وفقكم لكل خير

الجواب و بالله التوفيق:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على
سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

الأخت الكريمة:

إن كلمة: (black berry) ترجمتها: (التوت الأسود)،

ولو أردنا تحريم الأشياء بناء على النظر في عكس حروفها

لحرمنا كثيراً ما أحل الله تعالى؛ ولخرجنا عن نهج الشريعة السمحاء؛

فإن الذي يحلل ويحرم هو الله سبحانه؛ قال تعالى:

(إن الحكم إلا لله) وقد حذرنا الله تبارك وتعالى من الحكم بغير ما

أنزل فقال سبحانه:
(ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب).

واللغة الإنجليزية تختلف عن اللغة العربية في حروفها ومعانيها،
فإذا جئت بكل كلمة تجرب نطقها

العربي ومعنى ذلك النطق، أو نطقها بالمقلوب
ومعناه بالعربية وليس بالإنجليزية لما استطاع أحد أن

يتعلم لغة غير لغته أو يتعامل مع من ينطق تلك اللغات لما قد
يتوافق من الألفاظ والمعاني المقلوبة وغير المقلوبة…

لذلك قد يكون المنقب عن المعاني المقلوبة هو الذي
وقع في انقلاب الفكر والفهم والقلق والاضطراب

الذي يوقعه في حرج شديد في الحياة…

والله تعالى أعلم.

أنتهى هنا و الله سبحانه و تعالى أعلم




مكرر يالغلا



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

مقتطفات من كتاب استمتع بحياتك د. محمد العريفي

من كتاب استمتع بحياتك ….
ابتسم .. ابتسم .. ابتسم

أعرفه منذ سنين .. فهو أحد زملائي في عملي .. على كل حال ..
لكن هل تصدق أني إلى الآن لا أدري هل نبت له أسنان أم لا !!
دائم التجهم .. والعبوس .. وكأنه إذا ابتسم نقص
عمره .. أو قلَّ ماله !!

قال جرير بن عبد الله البجلي-رضي الله عنه – : ما رآني رسول الله -صلى الله عليه و سلم – إلا تبسم في وجهي ..
الابتسامة أنواع .. ومراتب ..
فمنها البشاشة الدائمة .. أن يكون وجهك صبوحاً مبتهجاً دائماً ..
فلو كنت مدرساً ودخلت الفصل على طلابك .. فالقهم بوجه بشوش ..
ركبت طائرة .. ومشيت في الممر والناس ينظرون إليك .. كن بشوشاً ..
دخلت بقالة .. أو محطة وقود .. مدت له الحساب .. ابتسم ..
في المجلس .. ودخل شخص وسلم بصوت عال .. ومر بنظره على الجالسين .. ابتسم ..
دخلت على مجموعة .. وصافحتهم .. ابتسم ..

الابتسامة لها من التأثير الكبير في امتصاص الغضب والشك والتردد .. ما لا يشاركها غيرها ..
البطل هو الذي يستطيع التغلب على عواطفه .. والتبسم ..

كان أنس بن مالك -رضي الله عنه – يمشي مع النبي – عليه الصلاة والسلام – يوماً.. والنبي -صلى الله عليه وسلم – عليه بُرد نجراني غليظ الحاشية ..
فلحقهما أعرابي ..
أقبل هذا الأعرابي يجري وراء النبي- عليه الصلاة والسلام- يريد أن يلحق به .. حتى إذا اقترب منه ..
جبذه بردائه جبذة شديدة .. فتحرك الرداء بعنف على رقبة النبي – عليه الصلاة والسلام – ..
قال أنس -رضي الله عنه -: حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله .. قد أثرت بها حاشية البُرد من شدة جبذته ..
فماذا يريد هذا الرجل ؟! لعل بيته يحترق وأقبل يريد
معونة .. أو أحاطت بهم غارة من المشركين ..
اسمع ماذا يريد .. قال : يا محمد .. ( لاحظ لم يقل : يا رسول الله ) ..
قال : يا محمد .. مُر لي من مال الله الذي عندك .. فالتفت رسول الله .. ثم ضحك .. ثم أمر له بعطاء ..
نعم .. كان بطلاً لا تستفزه مثل هذه التصرفات .. ولا يعاقب أو تثور أعصابه على التافهات ..
كان واسع البطان .. قوياً يضبط أعصابه .. دائم الابتسامة حتى في أحلك الظروف .. يفكر في عواقب الأمور قبل أن يفعلها ..
وماذا يفيد لو أنه صرخ بالرجل أو طرده ‍‍!
هل سيشفى جرح عنقه ! أو يصلح أدب الرجل ! كلا ..
إذن ليس مثل الصبر والتحمل ..
نعم بعض الأمور نثور لها ونغضب .. وعلاجها شيء آخر تماماً ..

وصدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لما قال : ليس الشديد بالصرعة .. إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ..

كان النبي -صلى الله عليه وسلم – .. يجذب الناس بالتبسم والبشاشة ..
خرجو إلى غزوة خيبر .. وفي أثناء القتال ..
وقع من حصن اليهود جراب فيه شحم .. قربة كاملة مملوءة سمناً ..
حمله عبد الله بن مغفل على عاتقه فرحاً ومضى به إلى رحله وأصحابه ..
فلقيه الرجل المسئول عن جمع الغنائم وترتيبها .. فجذب الجراب إليه .. وقال :
هاتِ هذا نقسمه بين المسلمين ..
فتعلق به عبد الله : لا والله .. لا أعطيكه .. أنا أصبته ..
قال : بلى .. وجعلا يتجاذبا الجراب ..
فمر بهما رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.. فرآهما .. وهما يتجاذبان الجراب ..
فتبسم ضاحكاً .. ثم قال لصاحب المغانم :
لا أبالك .. خل بينه وبينه ..
فتركه .. فانطلق به عبد الله إلى رحله وأصحابه .. فأكلوه ..

قال لي :
فلان سحرني بأخلاقه .. حتى تعلقت به نفسي .. قلت : لم ؟! قال : دائماً بشوش .. وما رآني إلا تبسم !!

لا تبال بكلام الخلق
________________




أعجبتني عبارة رددها ابني عبد الرحمن يوماً .. وأظنه في ذلك السن لم يكن يفقه معناها..
كان يقول : طنِّش تعِش تَنْتَعِش ..!!
تأملت في هذه العبارة وأنا ألاحظ حولي انتقادات الناس .. وآراءهم .. وأحاديثهم ..
فوجدت أن الناس في كلامهم وذمهم لنا يتنوعون ..
فيهم الناصح الصادق الذي لا يتقن فن النصيحة.. وبالتالي يحزنك بأسلوب نصحه أكثر مما يفرحك ..
وفيهم الحاسد .. الذي يقصد حزنك وهمك ..
وفيهم قليل الخبرة .. الذي يهذي بما لا يدري .. ولو سكت لكان خيراً له ..
وفيهم من طبيعته الانتقاد أصلاً .. فهو ينظر للحياة بنظارة سوداء ..

وقديماً قيل : لو اتحدت الأذواق لبارت السلع ..

ذكروا أن جحا ركب على حمار – أجلكم الله -.. ولده يمشي بجانبه ..
فمروا بناس .. فقال الناس : انظروا لهذا الأب الغليظ يركب مرتاحاً .. ويدع ولده يمشي في الشمس ..
سمعهم جحا .. فأوقف الحمار .. ونزل .. وأركب ولده ..
ثم مشيا .. وجحا يشعر بنوع من الزهو ..
فمرا بقوم آخرين .. فقال أحدهم : انظروا إلى هذا الابن العاق .. يركب ويدع أباه يمشي في الشمس ..
سمعهم جحا .. فأوقف الحمار .. ثم ركب مع ولده .. ليتقو كلام الناس وانتقاداتهم ..
فمرا بقوم .. فقالوا : انظروا إلى هذين الغليظين .. لا يرحمون الحيوان ..
فنزل جحا .. وقال : يا ولدي .. انزل ..
فنزل الولد وجعل يمشي بجانب أبيه .. والحمار ليس فوقه أحد ..
فمرا بقوم .. فقالوا : انظروا إلى هذين السفيهين .. يمشيان والحمار فارغ .. وهل خلق الحمار إلا ليُركب ..
فصرخ جحا وجرّ ولده معه .. ودخلا تحت الحمار .. وحملاه ..!!
ولو رأيت جحا وقتها لقلت له : يا حبيب القلب .. افعل ما تشاء .. ولا تبال بكلام الخلق .. فرضا الناس غاية لا تدرك ..

ومن الذي ينجو من الناس سالماً
ولو غاب عنهم بين خافيتي نسر ..
بعض الناس .. لا يفكر في رأيه قبل أن يطرحه ..
يأتيك بعدما تتزوج .. ويقول .. ليش تخطب فلانة ؟
وكأني بك .. تتمنى أن تصرخ في وجهه وتقول : يا أخي تزوجت .. خلاص .. انتهى الموضوع .. ما أحد طلب منك اقتراحات ..
أو يأتيك وقد بعت سيارتك .. فيقول .. ليتك أخبرتني .. فلان كان سيعطيك أكثر ..
يا أخي .. بس !! الرجال باع سيارته .. خلاص وانتهى .. لا تشغله بالالتفات وراءه !!
وعموماً ..

قال الشاعر:
ليس يخلو المرء من ضد ولو طلب العزلة في رأس جبل ..!!

فلا تعذب نفسك ..




كيف تتعامل مع " الملاقيف " ؟؟!!

أحياناً يتناول بعض الناس هاتفك الجوال – بدون استئذان – ويقرأ الرسائل التي فيه .. كان صاحبي في دعوة عامة .. وليمة عشاء عند أحد القضاة .. كل من في المجلس مشايخ فضلاء ..
جلس صاحبي بينهم .. يتجاذب أطراف الحديث معهم .. ضايقه وجود هاتف الجوال في جيبه فأخرجه وضعه على الطاولة التي بجانبه ..
كان الشيخ الذي بجانبه متفاعلاً في الحديث معه ..
من باب العادة أخذ الشيخ الهاتف الجوال .. رفعه إليه .. فلما نظر إلى الشاشة تغير وجهه .. وأرجعه مكانه ..
كتم صاحبي ضحكة مدوية .. لما خرج ركبت معه في سيارته .. وقد وضع هاتفه الجوال بجانبه .. فرفعته إليّ – كما فعل الشيخ – فلما نظرت إلى الشاشة ضحكت .. بل غرقت في الضحك ..
تدري لماذا ؟
جرت عادة بعضهم أن يكتب عبارات على شاشة الهاتف .. يكتب اسمه .. أو " اذكر الله " .. أو غيرها .. أما صاحب فقد كتب :
" أرجع الجهاز يا ملقوف " ..
كثير من الناس من هذا النوع يتدخلون في أمور الآخرين الشخصية .. فمن الطبيعي أن يركب معك في سيارتك ثم يفتح الدرج الذي أمامه .. وينظر ما بداخله ..!!
وامرأة تفتح حقيبة امرأة أخرى لتأخذ أحمر الشفاه أو ظل العينين .. وقد يتصل بك فيسألك أين أنت فتقول " طالع مشوار " فيقول : أين .. ؟ من معك ؟ مجموعة من الناس نخالطهم يعاملوننا بمثل هذا الأسلوب .. فكيف نتعامل معهم ؟
أهم شي أن لا تفقده .. حاول أن تتجنب المصادمة معه .. حاول أن لا ( يزعل ) منك أحد .. كن ذكياً في الخروج من الموقف .. دون أن يحدث بينك وبينه مشكلة .. لا تتساهل بكسب الأعداء أو فقدان الأصدقاء .. مهما كانت الأسباب ..
ومن أحسن الأساليب للتعامل مع الطفيلين .. هو إجابة السؤال بسؤال .. أو الانتقال إلى موضوع آخر تماماً لينسى سؤاله الأول .. فلو سألك مثلاً : كم مرتبك الشهري ؟
قل له بلطف وتبسم : لماذا هل وجدت لي وظيفة مغرية ؟
سيقول : لا .. لكن أريد أن أعرف ..
قل : المرتبات هذه الأيام مشاكل .. ويبدو أن ذلك بسبب ارتفاع أسعار البترول !!
سيقول : ما دخل البترول ..
فقل : البترول هو الذي يتحكم في الأسعار .. ألا تلاحظ أن الحروب تقول لأجله .. سيقول : لا .. ليس صحيحاً ..
فالحروب لها أسباب أخرى .. والعالم مليء بالحروب .. و … وينسى سؤاله وكذلك لو سألك عن وظيفتك .. أو أين ستسافر ..
اسأله : لماذا هل ستسافر معي ..
سيقول : لا أدري !! لكن أخبرني ..
قل : لكن إن سافرت معي .. فالتذاكر عليك ..
عندها سيدخل في موضوع التذاكر وينسى الموضوع الأصلي .. وهكذا .. نستطيع الخروج من مثل هذه المواقف من غير وقوع مشاكل بيننا وبين الآخرين ..
وقفة ..
إذا ابتليت بمتدخل فيما لا يعنيه .. فكن خيراً منه ..
أحسن الخروج من الموقف من غير أن تجرحه




مع الحيوان و الجماد …

من صارت المهارات الحسنة ديدنه .. تحولت إلى طبع يخالط دمه وعقله .. لا ينفك عنه أبداً ..
فتجده دائماً ليناً هيناً رفيقاً متحملاً عطوفاً .. مع كل أحد .. حتى مع الحيوانات .. والجمادات ..
************

كان رسول الله – عليه الصلاة والسلام – في سفر .. فانطلق ليقضي حاجته ..
فرأى بعض الصحابة حُمرة معها فرخان .. فأخذ بعضهم فرخيها .. فجاءت الحمرة ..
فجعلت تحوم حولهم وترفرف بجناحيها ..
فلما جاء النبي – صلى الله عليه وسلم – ورآها .. التفت إلى أصحابه وقال :
من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولدها إليها ..

************

وفي يوم آخر .. رأى – عليه الصلاة والسلام – قرية نمل قد أحرقت ..
فقال : من أحرق هذه ؟
قال بعض أصحابه : أنا ..
فغضب وقال : لا ينبغي أن يُعذب بالنار إلا رب النار ..

************

وكان عليه الصلاة والسلام من رأفته .. أنه إذا توضأ وأقبلت إليه هرة ..
أصغى لها الإناء .. فتشرب .. ثم يتوضأ بفضلها ..
ومرّ عليه الصلاة والسلام يوماً على رجل ملقياً شاة على الأرض .. وقد وضع رجله على صفحة عنقها ممسكاً لها ليذبحها .. وهو يحد شفرته .. وهي تلحظ إليه بصرها ..
فغضب عليه الصلاة والسلام لما رآه .. وقال : أتريد أن تميتها موتين ؟ هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها ؟

************

ومر يوماً برجلين يتحدثان .. وقد ركب كل منهما على بعيره ..
فلما رآهما رحم البعيرين .. ونهى أن تتخذ الدواب كراسي .. يعني لا تركب البعير إلا وقت الحاجة فقط ..
فإذا انتهت حاجتك فانزل ودعه يرتاح ..
************

أنه كان للنبي – صلى الله عليه وسلم – ناقة تسمى العضباء ..
ثم إن نفراً من المشركين أغاروا على إبلٍ للمسلين .. كانت ترعى في أطراف المدينة ..
فذهبوا بها .. وكانت العضباء فيها ..
وأسروا امرأة من المسلمين .. واستاقوها معهم ..
وهرب المشركون .. بالمرأة والإبل ..
وكانوا إذا نزلوا أثناء الطريق .. أطلقوا الإبل ترعى حولهم ..
فنزلوا منزلاً فناموا .. فقامت المرأة بالليل لتهرب منهم ..
فأقبلت إلى الإبل لتركب إحداها .. فجعلت كلما أت على بعير رغا بأعلى صوته .. فتركه خوفاً من استيقاظهم ..
وجعلت تمر على الإبل واحداً واحداً ..
حتى أت على العضباء .. فحركتها فإذا ناقة ذلول مجرسة .. فركبتها المرأة .. ثم وجهتها نحو المدينة .. فانطلقت العضباء مسرعة .. فلما شعرت المرأة بالنجاة .. اشتد فرحها .. فقالت :
اللهم إن لك عليَّ نذراً .. إن أنجيتني عليها أن أنحرها ..!!
وصلت المرأة إلى المدينة .. فعرف الناس ناقة النبي عليه السلام ..
نزلت لمرأة في بيتها ومضوا بالناقة إلى النبي عليه الصلاة والسلام ..
فجاءت المرأة تطلب الناقة لتنحرها !!
فقال عليه الصلاة والسلام : بئس ما جزيتيها .. أو بئس ما جزتها .. إن أنجاها الله عليها لتنحرنها !!
ثم قال عليه الصلاة والسلام : " لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم " .

فلماذا لا تحول مهاراتك في التعامل – كالرفق والبشر والكرم – إلى سجية تلازمك على جميع أحوالك ..
مع كل شيء تتعامل معه .. حتى الجمادات والأشجار ..!!

كان النبي عليه الصلاة والسلام يقوم يوم الجمعة .. فيسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد فيخطب الناس .. فقالت امرأة من الأنصار :
يا رسول الله .. ألا أجعل لك شيئاً تقعد عليه .. فإن لي غلاماً نجاراً ..
قال : إن شئت ..
فعملت له المنبر ..
فلما كان يوم الجمعة .. صعد النبي عليه الصلاة والسلام على المنبر الذي صنع له ..
فلما قعد عليه الصلاة والسلام على ذلك المنبر .. خار الجذع كخوار الثور .. وصاحت النخلة .. حتى كادت أن تنشق .. وارتج المسجد ..
فنزل النبي عليه الصلاة والسلام فضم الجذع إليه .. فجعلت النخلة تئن أنين الصبي الذي يُسكّت حتى استقرت ..
ثم قال عليه الصلاة والسلام : ( أما و الذي نفس محمد بيده .. لو لم ألتزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة .. )

أعجبني فنقلته لكم …




كلآم رائع
يسلمو



التصنيفات
منتدى اسلامي

أغرب توبة يحكيها الشيخ العريفي تقشعر البدن




سبحاااااااانك يا اللله اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك



شكرا ع مرور



التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

من روائع د / محمد العريفي

من روائع الدكتور محمد العريفي :

گثيرات اللاتي يؤمن بأن الحجاب ليس بفرض !

ولكن لو تأملنا قليلآ نجد أن :
« الگون کله يتحجب »

* الگره الأرضيه عليها غلاف ،،
* والثمار النديه عليها غلاف ،،
* والسيف يحفظ داخل غمد ،،
* والقلم بدون غطاء يجف حبره ؛
وتنعدم فائدته ؛ ويلقى تحت الأقدام »» لأنه فقد الغطاء ،،

ترى لماذا تغلف بناتنا گتبهن ودفاترهن ؟!
إلا لحمايتها ،،
والمرأه زهرة جميلة الگل يشتهيے ان يقطفها ،،
فلا بد أن نحميها بالحجاب ،،

* والتفاح لو نزعت قشرتها وترگت تفسد ،،
* والموز لو نزع قشره انقلب اسود ،،

« سبحان الله »
الگون کله يتحجب …




موضوع في قمة الروعه

مبدع من قالها …واكثر ابداعا من نقلها …

شكر ا لج حياتي

فعلا احلى افي المرأه حجابها ….




خليجية









التصنيفات
منوعات

فتاة تغازل الشيخ محمد العريفي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فتاة تغازل الشيخ محمد العريفي (قصة من اعجب القصص )

رنين الهاتف يعلو شيئا فشيئا.. والشيخ ( محمد ) يغط في سبات عميق.. لم يقطعه إلا
ذلك الرنين المزعج.. فتح ( محمد ) عينيه.. ونظر في الساعة الموضوعة على المنضدة
بجواره.. فإذا بها تشير إلى الثانية والربع بعد منتصف اليل..!!
لقد كان الشيخ ( محمد ) ينتظر مكالمة مهمة.. من خارج المملكة.. وحين رن الهاتف في
هذا الوقت المتأخر.. ظن أنها هي المكالمة المقصودة.. فنهض على الفور عن فراشه..
ورفع سماعة الهاتف.. وبادر قائلا: نعم!! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فسمع على الطرف الآخر.. صوتا أنثويّا ناعما يقول: لو سمحت!!.. هل من الممكن أن
نسهر اليلة سويّا عبر سماعة الهاتف؟!!
فرد عليها باستغراب ودهشة قائلا: ماذا تقولين؟!!.. من أنتِ؟!!..

فردت عليه بصوت ناعم متكسر: أنا اسمي ( ………. ) .. وأرغب في التعرف عليك.. وأن
نكون أصدقاء وزملاء (!).. فهل عندك مانع؟!!

أدرك الشيخ ( محمد ) أن هذه فتاة تائهة حائرة.. لم يأتها النوم باليل؛ لأنها تعاني أزمة
نفسية أو عاطفية.. فأرادت أن تهرب منها بالعبث بأرقام الهاتف!!

فقال لها: ولماذا لم تنامي حتى الآن يا أختي؟!!
فأطلقت ضحكة مدوية وقالت: أنام باليل؟!!.. وهل سمعت بعاشق ينام باليل؟!!.. إن
اليل هو نهار العاشقين!

فرد عليها برود: أرجوك: إذا أردتِ أن نستمر في الحديث.. فابتعدي عن الضحكات
المجلجلة والأصوات المت**رة.. فلست ممن يتعلق قلبه بهذه التفاهات!!

تلعثمت الفتاة قليلا.. ثم قالت: أنا آسفة.. لم أكن أقصد!!

فقال لها ( محمد ) ساخرا: ومن سعيد الحظ (!) الذي وقعتِ في عشقه وغرامه؟!!
فردت عليه قائلة: أنتَ بالطبع (!)

فقال مستغربا: أنا؟!!.. وكيف تعلقتِ بي.. وأنتِ لا تعرفيني ولم تريني بعد؟!!

فقالت له: لقد سمعت عنك الكثير من بعض زميلاتي في الكلية.. وقرأت لك بعض
المؤلفات.. فأعجبني أسلوبها العاطفي الرقيق.. والأذن تعشق قبل العين أحيانا ( ! )

قال لها محمد: إذن أخبريني بصراحة.. كيف تقضين اليل؟!!فقالت له: أنا ليليّا أكلم ثلاثة
أو أربعة شباب..!! أنتقل من رقم إلى رقم.. ومن شاب إلى شاب عبر الهاتف.. أعا**
هذا.. وأضحك مع هذا.. وأمنّي هذا.. وأعد هذا.. وأكذب على هذا.. وأسمع قصائد الغزل
من هذا.. وأستمع إلى أغنية من هذا.. وهكذا دواليك حتى قرب الفجر!!.. وأردت اليلة أن
أتصل عليك.. لأرى هل أنت مثلهم!! أم أنك تختلف عنهم؟!!..

فقال لها: ومع من كنتِ تتكلمين قبل أن تهاتفيني؟!!..

سكت قليلا.. ثم قالت: بصراحة.. كنت أتحدث مع ( وليد ) .. إنه عشيق جديد.. وشاب
وسيم أنيق..!!

رمى لي الرقم اليوم في السوق.. فاتصلت عليه وتكلمت معه قرابة نصف الساعة..!!
فقال لها الشيخ ( محمد ) على الفور: ثم ماذا؟!!.. هل وجدتِ لديه ما تبحثين عنه؟!!

فقالت بنبرة جادة حزينة: بكل أسف.. لم أجد عنده ولا عند الشباب الكثيرين الذين كلمتهم
عبر الهاتف أو قابلتهم وجها لوجه.. ما أبحث عنه؟!!.. لم أجد عندهم ما يشبع جوعي
النفسي.. ويروي ظمئي الداخلي..!!

سكت قليلا.. ثم تابعت: إنهم جميعا شباب مراهقون شهوانيون!!.. خونة.. كذبة..
مشاعرهم مصطنعة.. وأحاسيسهم الرقيقة ملفقة.. وعباراتهم وكلماتهم مبالغ فيها..
تخرج من طرف السان لا من القلب.. ألفاظهم أحلى من العسل.. وقلوبهم قلوب الذئاب
المفترسة.. هدف كل واحد منهم.. أن يقضي شهوته معي، ثم يرميني كما
يرمي الحذاء البالي.. كلهم تهمهم أنفسهم فقط.. ولم أجد فيهم إلى الآن -على كثرة من
هاتفت من الشباب- من يهتم بي لذاتي ولشخصي!!.. كلهم يحلفون لي بأنهم يحبوني
ولا يعشقون غيري.. ولا يريدون زوجة لهم سواي!!.. وأنا أعلم أنهم في داخلهم يلعنوني
ويشتموني..!! كلهم يمطروني عبر السماعة بأرق الكلمات وأعذب العبارات.. ثم بعد أن
يضعوا السماعة.. يسبوني ويصفوني بأقبح الأوصاف والكلمات..!!

إن حياتي معهم حياة خداع وهم وتزيف!!.. كل منا يخادع الآخر.. ويوهمه بأنه يحبه!!

وهنا قال لها الشيخ ( محمد ) : ولكن أخبريني: ما دمتِ لم تجدي ضالتك المنشودة.. عند
أولئك الشباب التائهين التافهين.. فهل من المعقول أن تجديها عندي؟!!.. أنا ليس عندي
كلمات غرام.. ولا عبارات هيام.. ولا أشعار غزل.. ولا رسائل معطرة!!

فقاطعته قائلة: بالع**.. أشعر -ومثلي كثير من الفتيات- أن ما نبحث عنه.. هو موجود
لدى الصالحين أمثالك؟!!.. إننا نبحث عن العطاء والوفاء.. نبحث عن الأمان.. نطلب الدفء
والحنان.. نبحث عن الكلمة الصادقة التي تخرج من القلب لتصل إلى أعماق قلوبنا.. نبحث
عمن يهتم بنا ويراعي مشاعرنا.. دون أن يقصد من وراء ذلك.. هدفا شهوانيّا خسيسا..
نبحث عمن يكون لنا أخا رحيما.. وأبا حنونا.. وزوجا صالحا!!

إننا باختصار نبحث عن السعادة الحقيقية في هذه الدنيا!!.. نبحث عن معنى الراحة
النفسية.. نبحث عن الصفاء.. عن الوفاء.. عن البذل والعطاء!!

فقال لها ( محمد ) والدموع تحتبس في عينيه حزنا على هذه الفتاة التائهة الحائرة: يبدو
أنكِ تعانين أزمة نفسية.. وفراغا روحيّا.. وتشتكين همّا وضيقا داخليّا مريرا.. وحيرة وتيها
وتخبطا.. وتواجهين مأساة عائلية.. وتفكا أسريّا!!.

فقالت له: أنت أول شخص.. يفهم نفسيتي ويدرك ما أعانيه من داخلي!! فقال لها: إذن
حدثيني عنك وعن أسرتك قليلا.. لتضح الصورة عندي أكثر..

فقالت الفتاة: أنا أبلغ من العمر عشرين عاما.. وأسكن مع عائلتي المكونة من أبي
وأمي.. وثلاثة إخوة وثلاث أخوات.. وإخوتي وأخواتي جميعهم تزوجوا إلا أنا وأخي الذي
يكبرني بعامين.. وأنا أدرس في كلية(…)

فقال لها: وماذا عن أمك؟ وماذا عن أبيك؟

فقالت: أبي رجل غني مقتدر ماليّا.. أكثر وقته مشغول عنا.. بأعماله التجارية.. وهو يخرج
من الصباح.. ولا أراه إلا قليلا في المساء.. وقلما يجلس معنا.. والبيت عنده مجرد أكل
وشرب ونوم فقط..

ومنذ أن بلغت.. لم أذكر أني جلست مع أبي لوحدنا.. أو أنه زارني في غرفتي.. مع أني
في هذه السن الخطيرة في أشد الحاجة إلى حنانه وعطفه.. آه!! كم أتمنى أن أجلس
في حضنه.. وأرتمي على صدره.. ثم أبكي وأبكي وأبكي! لتستريح نفسي ويهدأ قلبي!

وهنا أجهشت الفتاة بالبكاء.. ولم يملك ( محمد ) نفسه .. فشاركها بدموعه الحزينة.

——- – – – – – – – – – – ——-

بعد أن هدأت الفتاة.. واصلت حديثها قائلة:

لقد حاولت أن أقترب منه كثيرا، ولكنه كان يبتعد عني.. بل إني في ذات مرة.. جلست
بجواره واقتربت منه.. ليضمني إلى صدره.. وقلت له: أبي محتاجة إليك يا أبي.. فلا
تتركني أضيع..

فعاتبني قائلا: لقد وفرت لكِ كل ما تتمناه أي فتاة في الدنيا!!.. فأنتِ لديك أحسن أكل
وشرب ولباس.. وأرقى وسائل الترفيه الحديثة.. فما الذي ينقصك؟!!..

سكتُّ قليلا.. وتخيلت حينها أني أصرخ بأعلى صوتي قائلة: أبي: أنا لا أريد منك طعاما ولا
شرابا ولا لباسا.. ولا ترفا ولا ترفيها.. إني أريد منك حنانا.. أريد منك أمانا.. أريد صدرا
حنونا.. أريد قلبا رحيما.. فلا تضيعني يا أبي!!

ولما أفقت من تخيلاتي.. وجدت أبي قد قام عني.. وذهب لتناول طعام الغداء..

وهنا قال لها ( محمد ) هوّني عليك.. فلعل أباكِ نشأ منذ صغره.. محروما من الحنان
والعواطف الرقيقة.. وتعلمين أن فاقد الشيء لا يعطيه!!.. ولكن ماذا عن أمك؟ أكيد أنها
حنونة رحيمة؟ فإن الأنثى بطبعها رقيقة مرهفة الحس..

قالت الفتاة: أمي أهون من أبي قليلا.. ولكنها بكل أسف.. تظن الحياة أكلا وشربا ولبسا
وزيارات فقط.. لا يعجبها شيء من تصرفاتي.. وليس لديها إلا إصدار الأوامر بقسوة..
والويل كل الويل لي إن خالفت شيئا من أوامرها.. و( قاموس شتائمها ) أصبح محفوظا
عندي.. لقد تخلت عن كل شيء في البيت وضعته على كاهلي وعلى كاهل الخادمة..
وليت الأمر وقف عند هذا.. بل إنها لا يكاد يرضيها شيء.. ولا هم لها إلا تصيد العيوب
والأخطاء.. ودائما تعيرني بزميلاتي وبنات الجيران.. الناجحات في دراستهن.. أو الماهرات
في الطبخ وأعمال البيت.. وأغلب وقتها تقضيه في النوم.. أو زيارة الجيران وبعض
الأقارب.. أو مشاهدة التلفاز.. ولا أذكر منذ سنين.. أنها ضمتني مرة إلى صدرها.. أو
فتحت لي قلبها..

قال لها ( محمد ) وكيف هي العلاقة بين أبيك وأمك؟

فقالت الفتاة: أحس وكأن كلا منهما لا يبالي بالآخر.. وكل منهما يعيش في عالم مختلف..
وكأن بيتنا مجرد فندق ( ! ) .. نجتمع فيه للأكل والشرب والنوم فقط..

حاول محمد أن يعتذر لأمها قائلا: على كل حال.. هي أمك التي ربتك.. ولعلها هي
الأخرى تعاني من مشكلة مع أبيك.. فانعكس ذلك على تعاملها معك.. فالتمسي لها
العذر.. ولكن هل حاولتِ أن تفتحي لها قلبك وتقفي إلى جانبها؟ فهي بالتأكيد مثلك.. تمر
بأزمة داخلية نفسية؟!

فقالت الفتاة مستغربة: أنا أفتح لها صدري.. وهل فتحت هي لي قلبها؟.. إنها هي الأم
ولست أنا.. إنها بكل أسف.. قد جعلت بيني وبينها – بمعاملتها السيئة لي – جدارا وحاجزا
لا يمكن اختراقه!!

فقال لها ( محمد ) ولماذا تنتظرين أن تبادر هي.. إلى تحطيم ذلك الجدار؟!!.. لماذا لا
تكونين أنتِ المبادرة ؟!!.. لماذا لا تحاولين الاقتراب منها أكثر؟!!

فقالت: لقد حاولت ذلك.. واقتربت منها ذات مرة.. وارتميت في حضنها.. وأخذت أبكي
وأبكي.. وهي تنظر إلي باستغراب!!.. وقلت لها: أماه: أنا محطمة من داخلي.. إني
أنزف من أعماقي!!.. قفي معي.. ولا تتركين وحدي.. إني أحتاجك أكثر من أي وقت
مضى..!!

فنظرت إلي مندهشة!!.. وضعت يدها على رأسي تتحس حرارتي.. ثم قالت: ما هذا
الكلام الذي تقولينه؟!.. إما أنكِ مريضة!!.. وقد أثر المرض على تفكيرك.. وإما أنكِ
تتظاهرين بالمرض.. لأعفيكِ من بعض أعمال المنزل.. وهذا مستحيل.. ثم قامت عني
ورفعت سماعة التليفون.. تحادث إحدى جاراتها.. فتركتها وعدت إلى غرفتي.. أبكي دما
في داخلي قبل أن أبكي دموعا!!..

ثم انخرطت الفتاة في بكاء مرير!!

حاول ( محمد ) أن يغير مجرى الحديث فسألها: وما دور أخواتك وإخوتك الآخرين؟

فقالت: إنه دور سلبي للغاية!!.. فالإخوان والأخوات المتزوجات كل منهم مشغول
بنفسه.. وإذا تحدثت معهم عن مأساتي.. سمعت منهم الجواب المعهود: وماذا ينقصك؟
احمدي ربك على الحياة المترفة التي تعيشين فيها.. وأما أخي غير المتزوج فهو مثلي
حائر تائه.. أغلب وقته يقضيه خارج المنزل مع شل السوء ورفقاء الفساد.. يتسكع في
الأسواق وعلى الأرصفة!!

أراد الشيخ ( محمد ) أن يستكشف شيئا من خبايا نفسية تلك الفتاة.. فسألها: إن من
طلب شيئا بحث عنه وسعى إلى تحصيله.. وما دمت تطلبين السعادة والأمان الذي يسد
جوعك النفسي.. فهل بحثتِ عن هذه السعادة؟؟

فقالت الفتاة بنبرة جادة: لقد بحثت عن السعادة.. في كل شيء.. فما وجدتها!

لقد كنت ألبس أفخر الملابس وأفخمها.. من أرقى بيوت الأزياء العالمية.. ظنا مني أن
السعادة ستحصل حين تشير إلى ملابسي فلانة.. أو تمدحها وتثني عليها فلانة.. أو
تتابعني نظرات الإعجاب من فلانة.. لكني سرعان ما اكتشفت الحقيقة الأليمة.. إنها
سعادة زائفة وهمية.. لا تبقى إلا ساعة بل أقل.. ثم يصبح ذلك الفستان الجديد الذي كنت
أظن السعادة فيه مثل سائر ملابسي القديمة.. ويعود الهم والضيق والمرارة إلى
نفسي.. وأشعر بالفراغ والوحدة تحاصرني من كل جانب.. ولو كان حولي مئات الزميلات
والصديقات!!

ظنت السعادة في الرحلات والسفر.. والتنقل من بلد لآخر.. ومن شاطئ لآخر.. ومن
فندق لفندق.. فكنت أسافر مع والدي وعائلتي.. لنطوف العالم في الإجازات.. ولكني كنت
أعود من كل رحلة.. وقد ازداد همي وضيقي.. وازدادت الوحشة التي أشعر بها تجتاح
كياني..

وظنت السعادة في الغناء والموسيقى.. فكنت أشتري أغلب ألبومات الأغاني العربية
والغربية التي تطرح إلى الأسواق فور نزولها.. وأقضي الساعات الطوال في غرفتي..
في سماعها والرقص على أنغامها.. طمعا في تذوق معنى السعادة الحقيقية.. ورغبة
في إشباع الجوع النفسي الذي أشعر به.. وظنا مني أن السعادة في الغناء والرقص
والتمايل مع الأنغام.. ولكني اكتشفت أنها سعادة وهمية.. لا تمكث إلا دقائق معدودة
أثناء الأغنية.. ثم بعد الانتهاء منها.. يزداد همي.. وتشتعل نار غريبة في داخلي.. وتنقبض
نفسي أكثر وأكثر.. فعمدت إلى كل تلك الأشرطة فأحرقتها بالنار.. عسى أن تطفئ النار
التي بداخلي..

وظنت أن السعادة في مشاهدة المسلسلات والأفلام والتنقل بين الفضائيات.. فعكفت
على أكثر من ثلاثين قناة.. أتنقل بينها طوال يومي.. وكنت أركز على المسلسلات
والأفلام الكوميدية المضحكة.. ظنا مني أن السعادة هي في الضحك والفرفشة والمرح..

وبالفعل كنت أضحك كثيرا وأنا أشاهدها.. وأنتقل من قناة لأخرى.. لكني في الحقيقة..
كنت وأنا أضحك بفمي.. أنزف وأتألم من أعماق قلبي.. وكلما ازدت ضحكا وفرفشة..
ازداد النزيف الروحي..

وتعمقت الجراح في داخلي.. وحاصرتني الهموم والآلام النفسية..

وسمعت من بعض الزميلات أن السعادة في أن ارتبط مع شاب وسيم أنيق.. يبادلني
كلمات الغرام.. ويبثني عبارات العشق والهيام.. ويتغزل بمحاسني كل ليلة عبر الهاتف..
وسلكت هذا الطريق.. وأخذت أتنقل من شاب لآخر.. بحثا عن السعادة والراحة النفسية..
ومع ذلك لم أشعر بطعم السعادة الحقيقية.. بل بالعكس.. مع انتهاء كل مقابلة أو مكالمة
هاتفية.. أشعر بالقلق والاضطراب يسيطر على روحي.. وأشعر بنار المعصية تشتعل
في داخلي.. وأدخل في دوامة من التفكير المضني والشرود الدائم.. وأشعر بالخوف من
المستقبل المجهول.. يملأ علي كياني.. فكأني في حقيقة الأمر.. هربت من جحيم إلى
جحيم أبشع منه وأشنع..

سكت الفتاة قليلا.. ثم تابعت قائلة: ولذلك لا بد أن تفهموا وتعرفوا نفسية ودوافع أولئك
الفتيات اللاتي ترونهن في الأسواق.. وهن يستعرضن بملابسهن المثيرة.. ويغازلن
ويعاكسن ويتضاحكن بصوت مرتفع.. ويعرضن لحومهن ومحاسنهن ومفاتنهن للذئاب
الجائعة العاوية من الشباب التافهين.. إنهن في الحقيقة ضحايا ولسن مجرمات.. إنهن
في الحقيقة مقتولات لا قاتلات.. إنهن ضحايا الظلم العائلي.. إنهن حصاد القسوة
والإهمال العاطفي من الوالدين.. إنهن نتائج التفك الأسري والجفاف الإيماني.. إن كل
واحدة منهن تحمل في داخلها مأساة مؤلمة دامية.. هي التي دفعتها إلى مثل هذه
التصرفات الحمقاء.. وهي التي قادتها إلى أن تعرض نفسها على الذئاب المفترسة التي
تملأ الأسواق والشوارع.. وإن الغريزة الشهوانية الجنسية لا يمكن أن تكون لوحدها هي
الدافع للفتاة المسلمة لكي تعرض لحمها وجسدها في الأسواق وتبتذل وتهين نفسها
بالتقاط رقم فلان.. وتبيع كرامتها بالركوب في السيارة مع فلان.. وتهدر شرفها بالخلوة مع
فلان..

فبادرها ( محمد ) قائلا: ولكن يبرز هنا سؤال مهم جدا، وهو: هل مرورها بأزمة نفسية
ومأساة عائلية يبر لها ويسوغ لها أن تعصي ربها تعالى.. وتبيع عفافها وتخلى عن
شرفها وطهرها وتعرض نفسها لشياطين الإنس.. هل هذا هو الحل المناسب لمشكلتها
ومأساتها؟؟ هل هذا سيغير من واقعها المرير المؤلم شيئا؟؟

فأجابت الفتاة: أنا أعترف بأنه لن يغير شيئا من واقعها المرير المؤلم.. بل سيزيد الأمر
سوءا ومرارة.. وليس مقصودي الدفاع عن أولئك الفتيات.. إنما مقصودي إذا رأيتموهن
فارحموهن وأشفقوا عليهن.. وادعوا لهن بالهداية وجهوهن.. فإنهن تائهات حائرات..
يحسبن أن هذا هو الطريق الموصل للسعادة التي يبحثن عنها..

سكت الفتاة قليلا.. ثم تابعت قائلة: لقد أصبحت أشك.. هل هناك سعادة حقيقية في
هذه الدنيا؟!!.. وإذا كانت موجودة بالفعل.. فأين هي؟!!.. وما هو الطريق الموصل إليها..
فقد مَلِلت من هذه الحياة الرتيبة الكئيبة..

فقال لها الشيخ ( محمد ): أختاه.. لقد أخطأتِ طريق السعادة.. ولقد سلكتِ سبيلا غير
سبيلها.. فاسمعي مني.. لتعرفي طريق السعادة الحقة!!..-

إن السعادة الحقيقية أن تلجأي إلى الله تعالى وتضرعي له وتنكسري بين يديه..
وتقومي لمناجاته في ظلام اليل.. ليطرد عنك الهموم والغموم.. ويداوي جراحك..
ويفيض على قلبك السكينة والانشراح..

أختاه: إذا أردتِ السعادة فاقرعي أبواب السماء باليل والنهار.. بدلا من قرع أرقام
الهاتف.. على أولئك الشباب التافهين الغافلين الضائعين..

صدقيني يا أختاه.. إن الناس كلهم لن يفهموك.. ولن يقدروا ظروفك.. ولن يفهموا
أحاسيسك.. وحين تلجأين إليهم.. فمنهم من يشمت بك.. أو يسخر من أفكارك.. ومنهم
من يحاول استغلالك لأغراضه ومآربه الشخصية الخسيسة.. ومنهم من يرغب في
مساعدتك.. ولكنه لا يملك لكِ نفعا ولا ضرا..

أختاه: إنكِ لن تجدي دواء لمرضك النفسي.. لعطشك وجوعك الداخلي.. إلا بالبكاء بين
يدي الله تعالى.. ولن تشعري بالسكينة والطمأنينة والراحة.. إلا وأنتِ واقفة بين يديه..
تناجينه وتسكبين عبراتك الساخنة.. وتطلقين زفراتك المحترقة.. على أيام الغفلة
الماضية..

قالت الفتاة والعبرة تخنقها: لقد فكرت في ذلك كثيرا.. ولكن الخجل من الله.. والحياء من
ذنوبي وتقصيري يمنعني من ذلك.. إذ كيف ألجأ إلى الله وأطلب منه المعونة والتيسير
وأنا مقصرة في طاعته.. مبارزة له بالذنوب والمعاصي..

فقال لها ( محمد ) : سبحان الله.. يا أختاه: إن الناس إذا أغضبهم شخص وخالف أمرهم..
غضبوا عليه ولم يسامحوه.. وأعرضوا عنه ولم يقفوا معه في الشدائد والنكبات.. ولكن
الله لا يغلق أبوابه في وجه أحد من عباده.. ولو كان من أكبر العصاة وأعتاهم.. بل متى
تاب المرء وأناب.. فتح له أبواب رحمته.. وتلقاه بالمغفرة والعفو.. بل حتى إذا لم يتب إليه..
فإنه جل وعلا يمهله ولا يعاجله بالعقوبة.. بل ويناديه ويرغبه في التوبة والإنابة.. أما
علمت أن الله تعالى يقول في الحديث القدسي: «إني والجن والإنس في نبأ عظيم..
أتحب إليهم بنعمتي وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي وهم الفقراء إلي!! من
أقبل منهم إلي تلقيته من بعيد، ومن أعرض عني منهم ناديته من قريب، أهل معصيتي
لا أقنطهم من رحمتي، إن تابوا إلي فأنا حبيبهم، فإني أحب التوابين والمتطهرين، وإن
تباعدوا عني فأنا طبيبهم، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب، رحمتي
سبقت غضبي، وحلمي سبق مؤاخذتي، وعفوي سبق عقوبتي، وأنا أرحم بعبادي من
الوالدة بولدها».

وما كاد ( محمد ) ينتهي من ذلك الحديث القدسي.. حتى انفجرت الفتاة بالبكاء.. وهي
تردد: ما أحلم الله عنا.. ما أرحم الله بنا..

بعد أن هدأت الفتاة.. واصل الشيخ ( محمد ) حديثه قائلا: أختاه: إني مثلك أبحث عن
السعادة الحقيقية في هذه الدنيا.. ولقد وجدتها أخيرا.. وجدتها في طاعة الله.. في الحياة
مع الله وفي ظل مرضاته.. وجدتها في التوبة والأوبة.. وجدتها في الاستغفار من الحوبة..
وجدتها في دموع الأسحار.. وجدتها في مصاحبة الصالحين الأبرار.. وجدتها في بكاء
التائبين.. وجدتها في أنين المذنبين.. وجدتها في استغفار العاصين.. وجدتها في تسبيح
المستغفرين.. وجدتها في الخشوع والركوع.. وجدتها في الان**ار لله والخضوع.. وجدتها
في البكاء من خشية الله والدموع.. وجدتها في الصيام والقيام.. وجدتها في امتثال شرع
الملك العلام.. وجدتها في تلاوة القرآن.. وجدتها في هجر المسلسلات والألحان..

أختاه: لقد بحثت عن الحب الحقيقي الصادق.. فوجدت أن الناس إذا أحبوا أخذوا.. وإذا
منحوا طلبوا.. وإذا أعطوا سلبوا.. ولكن الله تعالى إذا أحب عبده أعطاه بغير حساب.. وإذا
أطيع جازى وأثاب..

أيتها الغالية: إن الناس لا يمكن أن يمنحونا ما نبحث عنه من صدق وأمان.. وما نطلبه من
رقة وحنان.. ونتعطش إليه من دفء وسلوان.. لأن كلا منهم مشغول بنفسه مهتم بذاته..
ثم إن أكثرهم محروم من هذه المشاعر السامية والعواطف النبيلة.. ولا يعرف معناها
فضلا عن أن يتذوق طعمها.. ومن كان هذا حاله فهو عاجز عن منحها للآخرين. لأن فاقد
الشيء لا يعطيه كما هو معروف..

أختاه: لن تجدي أحدا يمنحك ما تبحثين عنه.. إلا ربك ومولاك.. فإن الناس يغلقون
أبوابهم.. وبابه سبحانه مفتوح للسائلين. وهو باسط يده باليل والنهار.. ينادي عباده:
تعالوا إلي؟ هلموا إلى طاعتي.. لأقضي حاجتكم.. وأمنحكم الأمان والراحة والحنان.. كما
قال تعالى: { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا
لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون }

أختاه: إن السعادة الحقيقية.. لا تكون إلا بالحياة مع الله.. والعيش في كنفه سبحانه
وتعالى.. لأن في النفس البشرية عامة ظمأ وعطشا داخليا.. لا يرويه عطف الوالدين.. ولا
يسده حنان الإخوة والأقارب.. ولا يشبعه حب الأزواج وغرامهم وعواطفهم الرقيقة.. ولا
تملؤه مودة الزميلات والصديقات.. فكل ما تقدم يروي بعض الظمأ.. ويسقي بعض
العطش.. لأن كل إنسان مشغول بظمأ نفسه.. فهو بالتالي أعجز عن أن يحقق الري
الكامل لغيره.. ولكن الري الكامل والشبع التام لا يكون إلا بالجوء إلى الله تعالى..
والعيش في ظل طاعته.. والحياة تحت أوامره.. والسير في طريق هدايته ونوره.. فحينها
تشعرين بالسعادة التامة.. وتذوقين معنى الحب الحقيقي.. وتحسين بمذاق الذة
الصافية.. الخالية من المنغصات والمكدرات.. فهلا جربتِ هذا الطريق ولو مرة واحدة..
وحينها ستشعرين بالفرق العظيم.. وسترين النتيجة بنفسك..

فأجابت الفتاة ودموع التوبة تنهمر من عينيها: نعم.. هذا والله هو الطريق!! وهذا هو ما
كنت أبحث عنه.. وكم تمنيت أني سمعت هذا الكلام.. منذ سنين بعيدة.. ليوقظني من
غفلتي.. وينتشلني من تيهي وحيرتي.. ويلهمني طريق الصواب والرشد..

فبادرها ( محمد ) قائلا : إذن فلنبدأ الطريق من هذه الحظة.. وها هو الفجر ظهر وبزغ..
وها هي خيوط الفجر المتألقة تتسرب إلى الكون قليلا قليلا.. وها هي أصوات المؤذنين
تتعالى في كل مكان.. تهتف بالقلوب الحائرة والنفوس التائهة.. أن تعود إلى ربها ومولاها..
وها هي نسمات الفجر الدافئة الرقيقة تناديك أن عودي إلى ربك.. عودي إلى مولاك..
فأسرعي وابدئي صفحة جديدة من عمرك.. وليكن هذا الفجر هو يوم ميلادك الجديد..
وليكن أول ما تبدئين به حياتك الجديدة ركعتين تقفين بهما بين يدي الله تعالى.. وتسكبين
فيها العبرات.. وتطلقين فيها الزفرات والآهات.. على المعاصي والذنوب السالفات..

وأرجو أن تهاتفيني بعد أسبوعين من الآن.. لنرى هل وجدت طعم السعادة الحقيقية أم
لا؟

ثم أغلق ( محمد ) السماعة.. وأنهى المكالمة..

بعد أسبوعين.. وفي الموعد المحدد.. اتصلت الفتاة ب( محمد ).. ونبرات صوتها تطفح
بالبشر والسرور.. وحروف كلماتها تكاد تقفز فرحا وحبورا.. ثم بادرت قائلة: وأخيرا.. وجدت
طعم السعادة الحقيقية.. وأخيرا وصلت إلى شاطئ الأمان الذي أبحرت بحثا عنه.. وأخيرا
شعرت بمعنى الراحة والهدوء النفسي.. وأخيرا شربت من ماء السكينة والطمأنينة
القلبية الذي كنت أتعطش إليه.. وأخيرا غسلت روحي بماء الدموع العذب الزلال.. فغدت
نفسي محلقة في الملكوت الأعلى.. وأخيرا داويت قلبي الجريح.. بلسم التوبة الصادقة
فكان الشفاء على الفور.. لقد أيقنت فعلا أنه لا سعادة إلا في طاعة الله وامتثال أوامره..
وما عدا ذلك فهو سراب خادع.. وهم زائف.. سرعان ما ينكشف ويزول.

وإني أطلب منك يا شيخ طلبا بسيطا.. وهو أن تنشر قصتي هذه كاملة.. فكثير من
الفتيات تائهات حائرات مثلي.. ولعل الله أن يهديهن بها طريق الرشاد..
فقال لها الشيخ ( محمد ) عسى أن تري ذلك قريباً
قصة أعجبتني فنقلتها لكم ..
:0153:
منقول




مكرر للاسف



خليجية



شكرلك



جزاكى الله كل خير



التصنيفات
منتدى اسلامي

انها ملكه للشيخ محمد العريفي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الحمدلله الذي هدانا وياكم الى الصراط المستقيم واجو من الله تعالى ان يرحمنا ويدخلنا
جناته ونلتقي وياكم في الفردوس الاعلى
قولو امين

…..لقيت كتاب للشيخ الحبيب محمد العريفي<<<والله اني احبه
اللي هو انها ملكه
وهذا الرابط

http://www.flash-ebook.com/demo/Arefy3

استغفر الله العظيم لي ولوالدي والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات

"تاخذين عن كل مسلم ومؤمن حسنه




خليجية



جزاك الله خيرا



بارك الله فيك اختي فالله وجزاك الله خيرأ



حياكم الله



التصنيفات
منتدى اسلامي

اسلام اجانب مع العريفي مؤثر يشرح القلوب




التصنيفات
منوعات

الشيخ محمد العريفي وإفتراءات الصحف

خليجية
أدعوكم لمشاهدة هذا العرض أولآ ..

خليجية

لتحميل هنا

كما أعتدنا أو كما عودنا إعلامنا .. شن الهجمات وسوء الظن بالدعاة ..

كتبت الصحف وتناولت نشر الأخبار .. بل نشر الإفتراءات .. وحول قصد طاهر وبصمة خير وحب وعطاء ..

إلى تطبيع وتهاون و…. و…. و ….

لماذا كل هذا ياإعلامنا..؟!

لماذا كل هذا التصيد والإفتراء على مشائخنا ..؟!
لماذا تسعدون بنقل الأخبار عن الدعاة
والمشائخ حتى وإن كنتم تعلمون
أنها كذب وإفتراء منكم ..؟
لماذا تحاولون دائم الكتابه والإنتقاص من قدرهم ..؟
لماذا كذبتم على الشيخ محمد العريفي ..؟!
لماذا أتهمتوه ظلمآ ..؟!!!!
أليس كان من واجبكم التأكد منه شخصيآ أو مشاهدة الحلقه كامله وعدم الإكتفاء بمقطع ..معين ..!!
قبل نشر أي خبر أين أمانة أقلامكم الصحفيه..؟

لاأجد جوابآ إلا شيء واحدآ ..

وهو أنكم وكما صرحتم أنتم وأعترفتم بأنفسكم … عندما قلتم بأن

ماكتبتموه بخصوص الشيخ محمد العريفي .. كان الأكثر قراءه وتعليقآ وحفظآ ..

فالآن أكدتم لنا من الذي يبحث عن الشهره .. فقد جفت أقلامكم ولم يطلع على كتابتكم أحد ..

وتعلمون مدى حب الناس لهذا الجبل الشامخ .. لهذا الرجل العظيم ..

الذي وصل ذكره ومحبته .. لأرجاء العالم من خلال بصماته الرائعه

التي أوصلها لنا بكل حب وعطاء ويسر .. ومحاضراته وبرامجه وفتاواه..

وقد أ وصى وكما سمعنا من هذا من خلال الحلقه أحد الشهداء بأن تسمع نصائحه ويأخذ علمه

وهو شيخنا الفاضل … شيخ الهم رجل البصمات
العظيمه التي لم يسبقه أحد بوضعها ..

أنه الشيخ محمد بن عبد الرحمن العريفي ..

فكفوا عنا وكونوا صحافة عادله تنشر الخير والصدق .. وأبتعدوا عن لحوم علمائنا ..

ولاتقدحوا في نياتهم .. وتدخلو في عقائدهم ..من أجل تحريك أقلامكم البائسه واليائسه وجذب الناس لها ..

فبأسآ لكم ولماكتبتم ونشرتم..

وكلمة الشيخ محمد …

"واله لو أقطع وأسحق … أهون علي من أن أضع يدي

في يد يهودي … أو أن اخذ تأشيرة من اليهود
لدخول وأقول لهم اخسئوا فإنا لانأتيكم زائرين بل نأتيكم فاتحين
وسأدخل فلسطين فاتحا مصليابإذن الله "
كفيلة بأن تخرسكم وتفضح تداعياتكم وكذبكم ..

نصر الله شيخنا الذي طاله الكثير من العبارات والتطوال .. والتهجم والقدح ..

ولكن أعتدنا من جبلنا الراسي أن يقف ثابتآ شامخآ معطاءآ ..

ولايهتز لوشيش الرياح .. ولايعير أقلامكم البائسه
التي
تعطر دائمآ وتسعد بأن تنال شرف تدوين أسم الشيخ بين الحين والآخر ..لعلمها أن لامتابعين لها ولاقراء
إلا لأن أسم الشيخ محمد العريفي أنار أسطر صفحاتهم

خليجية




منقول



خليجية



الله ينصرك يا شيخ محمد العريفي



خليجية



التصنيفات
منوعات

فتاه تغازل الشيخ محمد العريفي

محمد العريفي فتاة تغازل الشيخ محمد العريفي

فتاة تغازل الشيخ محمد العريفي .. لا تفوتكم

——————————————————————————–

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فتاة تغازل الشيخ محمد العريفي (قصة من اعجب القصص )

—————————————————

رنين الهاتف يعلو شيئا فشيئا.. والشيخ ( محمد ) يغط في سبات عميق.. لم يقطعه إلا

ذلك الرنين المزعج.. فتح ( محمد ) عينيه.. ونظر في الساعة الموضوعة على المنضدة

بجواره.. فإذا بها تشير إلى الثانية والربع بعد منتصف اليل..!!

لقد كان الشيخ ( محمد ) ينتظر مكالمة مهمة.. من خارج المملكة.. وحين رن الهاتف في

هذا الوقت المتأخر.. ظن أنها هي المكالمة المقصودة.. فنهض على الفور عن فراشه..

ورفع سماعة الهاتف.. وبادر قائلا: نعم!! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فسمع على الطرف الآخر.. صوتا أنثويّا ناعما يقول: لو سمحت!!.. هل من الممكن أن

نسهر اليلة سويّا عبر سماعة الهاتف؟!!

فرد عليها باستغراب ودهشة قائلا: ماذا تقولين؟!!.. من أنتِ؟!!..

فردت عليه بصوت ناعم متكسر: أنا اسمي ( ………. ) .. وأرغب في التعرف عليك.. وأن

نكون أصدقاء وزملاء (!).. فهل عندك مانع؟!!

أدرك الشيخ ( محمد ) أن هذه فتاة تائهة حائرة.. لم يأتها النوم باليل؛ لأنها تعاني أزمة

نفسية أو عاطفية.. فأرادت أن تهرب منها بالعبث بأرقام الهاتف!!

فقال لها: ولماذا لم تنامي حتى الآن يا أختي؟!!

فأطلقت ضحكة مدوية وقالت: أنام باليل؟!!.. وهل سمعت بعاشق ينام باليل؟!!.. إن

اليل هو نهار العاشقين!

فرد عليها برود: أرجوك: إذا أردتِ أن نستمر في الحديث.. فابتعدي عن الضحكات

المجلجلة والأصوات المتكسرة.. فلست ممن يتعلق قلبه بهذه التفاهات!!

تلعثمت الفتاة قليلا.. ثم قالت: أنا آسفة.. لم أكن أقصد!!

فقال لها ( محمد ) ساخرا: ومن سعيد الحظ (!) الذي وقعتِ في عشقه وغرامه؟!!

فردت عليه قائلة: أنتَ بالطبع (!)

فقال مستغربا: أنا؟!!.. وكيف تعلقتِ بي.. وأنتِ لا تعرفيني ولم تريني بعد؟!!

فقالت له: لقد سمعت عنك الكثير من بعض زميلاتي في الكلية.. وقرأت لك بعض

المؤلفات.. فأعجبني أسلوبها العاطفي الرقيق.. والأذن تعشق قبل العين أحيانا ( ! )

قال لها محمد: إذن أخبريني بصراحة.. كيف تقضين اليل؟!!فقالت له: أنا ليليّا أكلم ثلاثة

أو أربعة شباب..!! أنتقل من رقم إلى رقم.. ومن شاب إلى شاب عبر الهاتف.. أعاكس

هذا.. وأضحك مع هذا.. وأمنّي هذا.. وأعد هذا.. وأكذب على هذا.. وأسمع قصائد الغزل

من هذا.. وأستمع إلى أغنية من هذا.. وهكذا دواليك حتى قرب الفجر!!.. وأردت اليلة أن

أتصل عليك.. لأرى هل أنت مثلهم!! أم أنك تختلف عنهم؟!!..

فقال لها: ومع من كنتِ تتكلمين قبل أن تهاتفيني؟!!..

سكت قليلا.. ثم قالت: بصراحة.. كنت أتحدث مع ( وليد ) .. إنه عشيق جديد.. وشاب

وسيم أنيق..!!

رمى لي الرقم اليوم في السوق.. فاتصلت عليه وتكلمت معه قرابة نصف الساعة..!!

فقال لها الشيخ ( محمد ) على الفور: ثم ماذا؟!!.. هل وجدتِ لديه ما تبحثين عنه؟!!

فقالت بنبرة جادة حزينة: بكل أسف.. لم أجد عنده ولا عند الشباب الكثيرين الذين كلمتهم

عبر الهاتف أو قابلتهم وجها لوجه.. ما أبحث عنه؟!!.. لم أجد عندهم ما يشبع جوعي

النفسي.. ويروي ظمئي الداخلي..!!

سكت قليلا.. ثم تابعت: إنهم جميعا شباب مراهقون شهوانيون!!.. خونة.. كذبة..

مشاعرهم مصطنعة.. وأحاسيسهم الرقيقة ملفقة.. وعباراتهم وكلماتهم مبالغ فيها..

تخرج من طرف السان لا من القلب.. ألفاظهم أحلى من العسل.. وقلوبهم قلوب الذئاب

المفترسة.. هدف كل واحد منهم.. أن يقضي شهوته ال….*ة معي، ثم يرميني كما

يرمي الحذاء البالي.. كلهم تهمهم أنفسهم فقط.. ولم أجد فيهم إلى الآن -على كثرة من

هاتفت من الشباب- من يهتم بي لذاتي ولشخصي!!.. كلهم يحلفون لي بأنهم يحبوني

ولا يعشقون غيري.. ولا يريدون زوجة لهم سواي!!.. وأنا أعلم أنهم في داخلهم يلعنوني

ويشتموني..!! كلهم يمطروني عبر السماعة بأرق الكلمات وأعذب العبارات.. ثم بعد أن

يضعوا السماعة.. يسبوني ويصفوني بأقبح الأوصاف والكلمات..!!

إن حياتي معهم حياة خداع وهم وتزيف!!.. كل منا يخادع الآخر.. ويوهمه بأنه يحبه!!

وهنا قال لها الشيخ ( محمد ) : ولكن أخبريني: ما دمتِ لم تجدي ضالتك المنشودة.. عند

أولئك الشباب التائهين التافهين.. فهل من المعقول أن تجديها عندي؟!!.. أنا ليس عندي

كلمات غرام.. ولا عبارات هيام.. ولا أشعار غزل.. ولا رسائل معطرة!!

فقاطعته قائلة: بالعكس.. أشعر -ومثلي كثير من الفتيات- أن ما نبحث عنه.. هو موجود

لدى الصالحين أمثالك؟!!.. إننا نبحث عن العطاء والوفاء.. نبحث عن الأمان.. نطلب الدفء

والحنان.. نبحث عن الكلمة الصادقة التي تخرج من القلب لتصل إلى أعماق قلوبنا.. نبحث

عمن يهتم بنا ويراعي مشاعرنا.. دون أن يقصد من وراء ذلك.. هدفا شهوانيّا خسيسا..

نبحث عمن يكون لنا أخا رحيما.. وأبا حنونا.. وزوجا صالحا!!

إننا باختصار نبحث عن السعادة الحقيقية في هذه الدنيا!!.. نبحث عن معنى الراحة

النفسية.. نبحث عن الصفاء.. عن الوفاء.. عن البذل والعطاء!!

فقال لها ( محمد ) والدموع تحتبس في عينيه حزنا على هذه الفتاة التائهة الحائرة: يبدو

أنكِ تعانين أزمة نفسية.. وفراغا روحيّا.. وتشتكين همّا وضيقا داخليّا مريرا.. وحيرة وتيها

وتخبطا.. وتواجهين مأساة عائلية.. وتفكا أسريّا!!.

فقالت له: أنت أول شخص.. يفهم نفسيتي ويدرك ما أعانيه من داخلي!! فقال لها: إذن

حدثيني عنك وعن أسرتك قليلا.. لتضح الصورة عندي أكثر..

فقالت الفتاة: أنا أبلغ من العمر عشرين عاما.. وأسكن مع عائلتي المكونة من أبي

وأمي.. وثلاثة إخوة وثلاث أخوات.. وإخوتي وأخواتي جميعهم تزوجوا إلا أنا وأخي الذي

يكبرني بعامين.. وأنا أدرس في كلية(…)

فقال لها: وماذا عن أمك؟ وماذا عن أبيك؟

فقالت: أبي رجل غني مقتدر ماليّا.. أكثر وقته مشغول عنا.. بأعماله التجارية.. وهو يخرج

من الصباح.. ولا أراه إلا قليلا في المساء.. وقلما يجلس معنا.. والبيت عنده مجرد أكل

وشرب ونوم فقط..

ومنذ أن بلغت.. لم أذكر أني جلست مع أبي لوحدنا.. أو أنه زارني في غرفتي.. مع أني

في هذه السن الخطيرة في أشد الحاجة إلى حنانه وعطفه.. آه!! كم أتمنى أن أجلس

في حضنه.. وأرتمي على صدره.. ثم أبكي وأبكي وأبكي! لتستريح نفسي ويهدأ قلبي!

وهنا أجهشت الفتاة بالبكاء.. ولم يملك ( محمد ) نفسه .. فشاركها بدموعه الحزينة.

——- – – – – – – – – – – ——-

بعد أن هدأت الفتاة.. واصلت حديثها قائلة:

لقد حاولت أن أقترب منه كثيرا، ولكنه كان يبتعد عني.. بل إني في ذات مرة.. جلست

بجواره واقتربت منه.. ليضمني إلى صدره.. وقلت له: أبي محتاجة إليك يا أبي.. فلا

تتركني أضيع..

فعاتبني قائلا: لقد وفرت لكِ كل ما تتمناه أي فتاة في الدنيا!!.. فأنتِ لديك أحسن أكل

وشرب ولباس.. وأرقى وسائل الترفيه الحديثة.. فما الذي ينقصك؟!!..

سكتُّ قليلا.. وتخيلت حينها أني أصرخ بأعلى صوتي قائلة: أبي: أنا لا أريد منك طعاما ولا

شرابا ولا لباسا.. ولا ترفا ولا ترفيها.. إني أريد منك حنانا.. أريد منك أمانا.. أريد صدرا

حنونا.. أريد قلبا رحيما.. فلا تضيعني يا أبي!!

ولما أفقت من تخيلاتي.. وجدت أبي قد قام عني.. وذهب لتناول طعام الغداء..

وهنا قال لها ( محمد ) هوّني عليك.. فلعل أباكِ نشأ منذ صغره.. محروما من الحنان

والعواطف الرقيقة.. وتعلمين أن فاقد الشيء لا يعطيه!!.. ولكن ماذا عن أمك؟ أكيد أنها

حنونة رحيمة؟ فإن الأنثى بطبعها رقيقة مرهفة الحس..

قالت الفتاة: أمي أهون من أبي قليلا.. ولكنها بكل أسف.. تظن الحياة أكلا وشربا ولبسا

وزيارات فقط.. لا يعجبها شيء من تصرفاتي.. وليس لديها إلا إصدار الأوامر بقسوة..

والويل كل الويل لي إن خالفت شيئا من أوامرها.. و( قاموس شتائمها ) أصبح محفوظا

عندي.. لقد تخلت عن كل شيء في البيت وضعته على كاهلي وعلى كاهل الخادمة..

وليت الأمر وقف عند هذا.. بل إنها لا يكاد يرضيها شيء.. ولا هم لها إلا تصيد العيوب

والأخطاء.. ودائما تعيرني بزميلاتي وبنات الجيران.. الناجحات في دراستهن.. أو الماهرات

في الطبخ وأعمال البيت.. وأغلب وقتها تقضيه في النوم.. أو زيارة الجيران وبعض

الأقارب.. أو مشاهدة التلفاز.. ولا أذكر منذ سنين.. أنها ضمتني مرة إلى صدرها.. أو

فتحت لي قلبها..

قال لها ( محمد ) وكيف هي العلاقة بين أبيك وأمك؟

فقالت الفتاة: أحس وكأن كلا منهما لا يبالي بالآخر.. وكل منهما يعيش في عالم مختلف..

وكأن بيتنا مجرد فندق ( ! ) .. نجتمع فيه للأكل والشرب والنوم فقط..

حاول محمد أن يعتذر لأمها قائلا: على كل حال.. هي أمك التي ربتك.. ولعلها هي

الأخرى تعاني من مشكلة مع أبيك.. فانعكس ذلك على تعاملها معك.. فالتمسي لها

العذر.. ولكن هل حاولتِ أن تفتحي لها قلبك وتقفي إلى جانبها؟ فهي بالتأكيد مثلك.. تمر

بأزمة داخلية نفسية؟!

فقالت الفتاة مستغربة: أنا أفتح لها صدري.. وهل فتحت هي لي قلبها؟.. إنها هي الأم

ولست أنا.. إنها بكل أسف.. قد جعلت بيني وبينها – بمعاملتها السيئة لي – جدارا وحاجزا

لا يمكن اختراقه!!

فقال لها ( محمد ) ولماذا تنتظرين أن تبادر هي.. إلى تحطيم ذلك الجدار؟!!.. لماذا لا

تكونين أنتِ المبادرة ؟!!.. لماذا لا تحاولين الاقتراب منها أكثر؟!!

فقالت: لقد حاولت ذلك.. واقتربت منها ذات مرة.. وارتميت في حضنها.. وأخذت أبكي

وأبكي.. وهي تنظر إلي باستغراب!!.. وقلت لها: أماه: أنا محطمة من داخلي.. إني

أنزف من أعماقي!!.. قفي معي.. ولا تتركين وحدي.. إني أحتاجك أكثر من أي وقت

مضى..!!

فنظرت إلي مندهشة!!.. وضعت يدها على رأسي تتحس حرارتي.. ثم قالت: ما هذا

الكلام الذي تقولينه؟!.. إما أنكِ مريضة!!.. وقد أثر المرض على تفكيرك.. وإما أنكِ

تتظاهرين بالمرض.. لأعفيكِ من بعض أعمال المنزل.. وهذا مستحيل.. ثم قامت عني

ورفعت سماعة التليفون.. تحادث إحدى جاراتها.. فتركتها وعدت إلى غرفتي.. أبكي دما

في داخلي قبل أن أبكي دموعا!!..

ثم انخرطت الفتاة في بكاء مرير!!

حاول ( محمد ) أن يغير مجرى الحديث فسألها: وما دور أخواتك وإخوتك الآخرين؟

فقالت: إنه دور سلبي للغاية!!.. فالإخوان والأخوات المتزوجات كل منهم مشغول

بنفسه.. وإذا تحدثت معهم عن مأساتي.. سمعت منهم الجواب المعهود: وماذا ينقصك؟

احمدي ربك على الحياة المترفة التي تعيشين فيها.. وأما أخي غير المتزوج فهو مثلي

حائر تائه.. أغلب وقته يقضيه خارج المنزل مع شل السوء ورفقاء الفساد.. يتسكع في

الأسواق وعلى الأرصفة!!

أراد الشيخ ( محمد ) أن يستكشف شيئا من خبايا نفسية تلك الفتاة.. فسألها: إن من

طلب شيئا بحث عنه وسعى إلى تحصيله.. وما دمت تطلبين السعادة والأمان الذي يسد

جوعك النفسي.. فهل بحثتِ عن هذه السعادة؟؟

فقالت الفتاة بنبرة جادة: لقد بحثت عن السعادة.. في كل شيء.. فما وجدتها!

لقد كنت ألبس أفخر الملابس وأفخمها.. من أرقى بيوت الأزياء العالمية.. ظنا مني أن

السعادة ستحصل حين تشير إلى ملابسي فلانة.. أو تمدحها وتثني عليها فلانة.. أو

تتابعني نظرات الإعجاب من فلانة.. لكني سرعان ما اكتشفت الحقيقة الأليمة.. إنها

سعادة زائفة وهمية.. لا تبقى إلا ساعة بل أقل.. ثم يصبح ذلك الفستان الجديد الذي كنت

أظن السعادة فيه مثل سائر ملابسي القديمة.. ويعود الهم والضيق والمرارة إلى

نفسي.. وأشعر بالفراغ والوحدة تحاصرني من كل جانب.. ولو كان حولي مئات الزميلات

والصديقات!!

ظنت السعادة في الرحلات والسفر.. والتنقل من بلد لآخر.. ومن شاطئ لآخر.. ومن

فندق لفندق.. فكنت أسافر مع والدي وعائلتي.. لنطوف العالم في الإجازات.. ولكني كنت

أعود من كل رحلة.. وقد ازداد همي وضيقي.. وازدادت الوحشة التي أشعر بها تجتاح

كياني..

وظنت السعادة في الغناء والموسيقى.. فكنت أشتري أغلب ألبومات الأغاني العربية

والغربية التي تطرح إلى الأسواق فور نزولها.. وأقضي الساعات الطوال في غرفتي..

في سماعها والرقص على أنغامها.. طمعا في تذوق معنى السعادة الحقيقية.. ورغبة

في إشباع الجوع النفسي الذي أشعر به.. وظنا مني أن السعادة في الغناء والرقص

والتمايل مع الأنغام.. ولكني اكتشفت أنها سعادة وهمية.. لا تمكث إلا دقائق معدودة

أثناء الأغنية.. ثم بعد الانتهاء منها.. يزداد همي.. وتشتعل نار غريبة في داخلي.. وتنقبض

نفسي أكثر وأكثر.. فعمدت إلى كل تلك الأشرطة فأحرقتها بالنار.. عسى أن تطفئ النار

التي بداخلي..

وظنت أن السعادة في مشاهدة المسلسلات والأفلام والتنقل بين الفضائيات.. فعكفت

على أكثر من ثلاثين قناة.. أتنقل بينها طوال يومي.. وكنت أركز على المسلسلات

والأفلام الكوميدية المضحكة.. ظنا مني أن السعادة هي في الضحك والفرفشة والمرح..

وبالفعل كنت أضحك كثيرا وأنا أشاهدها.. وأنتقل من قناة لأخرى.. لكني في الحقيقة..

كنت وأنا أضحك بفمي.. أنزف وأتألم من أعماق قلبي.. وكلما ازدت ضحكا وفرفشة..

ازداد النزيف الروحي..

وتعمقت الجراح في داخلي.. وحاصرتني الهموم والآلام النفسية..

وسمعت من بعض الزميلات أن السعادة في أن ارتبط مع شاب وسيم أنيق.. يبادلني

كلمات الغرام.. ويبثني عبارات العشق والهيام.. ويتغزل بمحاسني كل ليلة عبر الهاتف..

وسلكت هذا الطريق.. وأخذت أتنقل من شاب لآخر.. بحثا عن السعادة والراحة النفسية..

ومع ذلك لم أشعر بطعم السعادة الحقيقية.. بل بالعكس.. مع انتهاء كل مقابلة أو مكالمة

هاتفية.. أشعر بالقلق والاضطراب يسيطر على روحي.. وأشعر بنار المعصية تشتعل

في داخلي.. وأدخل في دوامة من التفكير المضني والشرود الدائم.. وأشعر بالخوف من

المستقبل المجهول.. يملأ علي كياني.. فكأني في حقيقة الأمر.. هربت من جحيم إلى

جحيم أبشع منه وأشنع..

سكت الفتاة قليلا.. ثم تابعت قائلة: ولذلك لا بد أن تفهموا وتعرفوا نفسية ودوافع أولئك

الفتيات الاتي ترونهن في الأسواق.. وهن يستعرضن بملابسهن المثيرة.. ويغازلن

ويعاكسن ويتضاحكن بصوت مرتفع.. ويعرضن لحومهن ومحاسنهن ومفاتنهن للذئاب

الجائعة العاوية من الشباب التافهين.. إنهن في الحقيقة ضحايا ولسن مجرمات.. إنهن

في الحقيقة مقتولات لا قاتلات.. إنهن ضحايا الظلم العائلي.. إنهن حصاد القسوة

والإهمال العاطفي من الوالدين.. إنهن نتائج التفك الأسري والجفاف الإيماني.. إن كل

واحدة منهن تحمل في داخلها مأساة مؤلمة دامية.. هي التي دفعتها إلى مثل هذه

التصرفات الحمقاء.. وهي التي قادتها إلى أن تعرض نفسها على الذئاب المفترسة التي

تملأ الأسواق والشوارع.. وإن الغريزة الشهوانية الجنسية لا يمكن أن تكون لوحدها هي

الدافع للفتاة المسلمة لكي تعرض لحمها وجسدها في الأسواق وتبتذل وتهين نفسها

بالتقاط رقم فلان.. وتبيع كرامتها بالركوب في السيارة مع فلان.. وتهدر شرفها بالخلوة مع

فلان..

فبادرها ( محمد ) قائلا: ولكن يبرز هنا سؤال مهم جدا، وهو: هل مرورها بأزمة نفسية

ومأساة عائلية يبر لها ويسوغ لها أن تعصي ربها تعالى.. وتبيع عفافها وتخلى عن

شرفها وطهرها وتعرض نفسها لشياطين الإنس.. هل هذا هو الحل المناسب لمشكلتها

ومأساتها؟؟ هل هذا سيغير من واقعها المرير المؤلم شيئا؟؟

فأجابت الفتاة: أنا أعترف بأنه لن يغير شيئا من واقعها المرير المؤلم.. بل سيزيد الأمر

سوءا ومرارة.. وليس مقصودي الدفاع عن أولئك الفتيات.. إنما مقصودي إذا رأيتموهن

فارحموهن وأشفقوا عليهن.. وادعوا لهن بالهداية وجهوهن.. فإنهن تائهات حائرات..

يحسبن أن هذا هو الطريق الموصل للسعادة التي يبحثن عنها..

سكت الفتاة قليلا.. ثم تابعت قائلة: لقد أصبحت أشك.. هل هناك سعادة حقيقية في

هذه الدنيا؟!!.. وإذا كانت موجودة بالفعل.. فأين هي؟!!.. وما هو الطريق الموصل إليها..

فقد مَلِلت من هذه الحياة الرتيبة الكئيبة..

فقال لها الشيخ ( محمد ): أختاه.. لقد أخطأتِ طريق السعادة.. ولقد سلكتِ سبيلا غير

سبيلها.. فاسمعي مني.. لتعرفي طريق السعادة الحقة!!..——- – – – – – – – – – ——

إن السعادة الحقيقية أن تلجأي إلى الله تعالى وتضرعي له وتنكسري بين يديه..

وتقومي لمناجاته في ظلام اليل.. ليطرد عنك الهموم والغموم.. ويداوي جراحك..

ويفيض على قلبك السكينة والانشراح..

أختاه: إذا أردتِ السعادة فاقرعي أبواب السماء باليل والنهار.. بدلا من قرع أرقام

الهاتف.. على أولئك الشباب التافهين الغافلين الضائعين..

صدقيني يا أختاه.. إن الناس كلهم لن يفهموك.. ولن يقدروا ظروفك.. ولن يفهموا

أحاسيسك.. وحين تلجأين إليهم.. فمنهم من يشمت بك.. أو يسخر من أفكارك.. ومنهم

من يحاول استغلالك لأغراضه ومآربه الشخصية الخسيسة.. ومنهم من يرغب في

مساعدتك.. ولكنه لا يملك لكِ نفعا ولا ضرا..

أختاه: إنكِ لن تجدي دواء لمرضك النفسي.. لعطشك وجوعك الداخلي.. إلا بالبكاء بين

يدي الله تعالى.. ولن تشعري بالسكينة والطمأنينة والراحة.. إلا وأنتِ واقفة بين يديه..

تناجينه وتسكبين عبراتك الساخنة.. وتطلقين زفراتك المحترقة.. على أيام الغفلة

الماضية..

قالت الفتاة والعبرة تخنقها: لقد فكرت في ذلك كثيرا.. ولكن الخجل من الله.. والحياء من

ذنوبي وتقصيري يمنعني من ذلك.. إذ كيف ألجأ إلى الله وأطلب منه المعونة والتيسير

وأنا مقصرة في طاعته.. مبارزة له بالذنوب والمعاصي..

فقال لها ( محمد ) : سبحان الله.. يا أختاه: إن الناس إذا أغضبهم شخص وخالف أمرهم..

غضبوا عليه ولم يسامحوه.. وأعرضوا عنه ولم يقفوا معه في الشدائد والنكبات.. ولكن

الله لا يغلق أبوابه في وجه أحد من عباده.. ولو كان من أكبر العصاة وأعتاهم.. بل متى

تاب المرء وأناب.. فتح له أبواب رحمته.. وتلقاه بالمغفرة والعفو.. بل حتى إذا لم يتب إليه..

فإنه جل وعلا يمهله ولا يعاجله بالعقوبة.. بل ويناديه ويرغبه في التوبة والإنابة.. أما

علمت أن الله تعالى يقول في الحديث القدسي: «إني والجن والإنس في نبأ عظيم..

أتحب إليهم بنعمتي وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي وهم الفقراء إلي!! من

أقبل منهم إلي تلقيته من بعيد، ومن أعرض عني منهم ناديته من قريب، أهل معصيتي

لا أقنطهم من رحمتي، إن تابوا إلي فأنا حبيبهم، فإني أحب التوابين والمتطهرين، وإن

تباعدوا عني فأنا طبيبهم، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب، رحمتي

سبقت غضبي، وحلمي سبق مؤاخذتي، وعفوي سبق عقوبتي، وأنا أرحم بعبادي من

الوالدة بولدها».

وما كاد ( محمد ) ينتهي من ذلك الحديث القدسي.. حتى انفجرت الفتاة بالبكاء.. وهي

تردد: ما أحلم الله عنا.. ما أرحم الله بنا..

بعد أن هدأت الفتاة.. واصل الشيخ ( محمد ) حديثه قائلا: أختاه: إني مثلك أبحث عن

السعادة الحقيقية في هذه الدنيا.. ولقد وجدتها أخيرا.. وجدتها في طاعة الله.. في الحياة

مع الله وفي ظل مرضاته.. وجدتها في التوبة والأوبة.. وجدتها في الاستغفار من الحوبة..

وجدتها في دموع الأسحار.. وجدتها في مصاحبة الصالحين الأبرار.. وجدتها في بكاء

التائبين.. وجدتها في أنين المذنبين.. وجدتها في استغفار العاصين.. وجدتها في تسبيح

المستغفرين.. وجدتها في الخشوع والركوع.. وجدتها في الانكسار لله والخضوع.. وجدتها

في البكاء من خشية الله والدموع.. وجدتها في الصيام والقيام.. وجدتها في امتثال شرع

الملك العلام.. وجدتها في تلاوة القرآن.. وجدتها في هجر المسلسلات والألحان..

أختاه: لقد بحثت عن الحب الحقيقي الصادق.. فوجدت أن الناس إذا أحبوا أخذوا.. وإذا

منحوا طلبوا.. وإذا أعطوا سلبوا.. ولكن الله تعالى إذا أحب عبده أعطاه بغير حساب.. وإذا

أطيع جازى وأثاب..

أيتها الغالية: إن الناس لا يمكن أن يمنحونا ما نبحث عنه من صدق وأمان.. وما نطلبه من

رقة وحنان.. ونتعطش إليه من دفء وسلوان.. لأن كلا منهم مشغول بنفسه مهتم بذاته..

ثم إن أكثرهم محروم من هذه المشاعر السامية والعواطف النبيلة.. ولا يعرف معناها

فضلا عن أن يتذوق طعمها.. ومن كان هذا حاله فهو عاجز عن منحها للآخرين. لأن فاقد

الشيء لا يعطيه كما هو معروف..

أختاه: لن تجدي أحدا يمنحك ما تبحثين عنه.. إلا ربك ومولاك.. فإن الناس يغلقون

أبوابهم.. وبابه سبحانه مفتوح للسائلين. وهو باسط يده باليل والنهار.. ينادي عباده:

تعالوا إلي؟ هلموا إلى طاعتي.. لأقضي حاجتكم.. وأمنحكم الأمان والراحة والحنان.. كما

قال تعالى: { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا

لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون }

أختاه: إن السعادة الحقيقية.. لا تكون إلا بالحياة مع الله.. والعيش في كنفه سبحانه

وتعالى.. لأن في النفس البشرية عامة ظمأ وعطشا داخليا.. لا يرويه عطف الوالدين.. ولا

يسده حنان الإخوة والأقارب.. ولا يشبعه حب الأزواج وغرامهم وعواطفهم الرقيقة.. ولا

تملؤه مودة الزميلات والصديقات.. فكل ما تقدم يروي بعض الظمأ.. ويسقي بعض

العطش.. لأن كل إنسان مشغول بظمأ نفسه.. فهو بالتالي أعجز عن أن يحقق الري

الكامل لغيره.. ولكن الري الكامل والشبع التام لا يكون إلا بالجوء إلى الله تعالى..

والعيش في ظل طاعته.. والحياة تحت أوامره.. والسير في طريق هدايته ونوره.. فحينها

تشعرين بالسعادة التامة.. وتذوقين معنى الحب الحقيقي.. وتحسين بمذاق الذة

الصافية.. الخالية من المنغصات والمكدرات.. فهلا جربتِ هذا الطريق ولو مرة واحدة..

وحينها ستشعرين بالفرق العظيم.. وسترين النتيجة بنفسك..

فأجابت الفتاة ودموع التوبة تنهمر من عينيها: نعم.. هذا والله هو الطريق!! وهذا هو ما

كنت أبحث عنه.. وكم تمنيت أني سمعت هذا الكلام.. منذ سنين بعيدة.. ليوقظني من

غفلتي.. وينتشلني من تيهي وحيرتي.. ويلهمني طريق الصواب والرشد..

فبادرها ( محمد ) قائلا : إذن فلنبدأ الطريق من هذه الحظة.. وها هو الفجر ظهر وبزغ..

وها هي خيوط الفجر المتألقة تتسرب إلى الكون قليلا قليلا.. وها هي أصوات المؤذنين

تتعالى في كل مكان.. تهتف بالقلوب الحائرة والنفوس التائهة.. أن تعود إلى ربها ومولاها..

وها هي نسمات الفجر الدافئة الرقيقة تناديك أن عودي إلى ربك.. عودي إلى مولاك..

فأسرعي وابدئي صفحة جديدة من عمرك.. وليكن هذا الفجر هو يوم ميلادك الجديد..

وليكن أول ما تبدئين به حياتك الجديدة ركعتين تقفين بهما بين يدي الله تعالى.. وتسكبين

فيها العبرات.. وتطلقين فيها الزفرات والآهات.. على المعاصي والذنوب السالفات..

وأرجو أن تهاتفيني بعد أسبوعين من الآن.. لنرى هل وجدت طعم السعادة الحقيقية أم

لا؟

ثم أغلق ( محمد ) السماعة.. وأنهى المكالمة..

بعد أسبوعين.. وفي الموعد المحدد.. اتصلت الفتاة ب( محمد ).. ونبرات صوتها تطفح

بالبشر والسرور.. وحروف كلماتها تكاد تقفز فرحا وحبورا.. ثم بادرت قائلة: وأخيرا.. وجدت

طعم السعادة الحقيقية.. وأخيرا وصلت إلى شاطئ الأمان الذي أبحرت بحثا عنه.. وأخيرا

شعرت بمعنى الراحة والهدوء النفسي.. وأخيرا شربت من ماء السكينة والطمأنينة

القلبية الذي كنت أتعطش إليه.. وأخيرا غسلت روحي بماء الدموع العذب الزلال.. فغدت

نفسي محلقة في الملكوت الأعلى.. وأخيرا داويت قلبي الجريح.. بلسم التوبة الصادقة

فكان الشفاء على الفور.. لقد أيقنت فعلا أنه لا سعادة إلا في طاعة الله وامتثال أوامره..

وما عدا ذلك فهو سراب خادع.. وهم زائف.. سرعان ما ينكشف ويزول.

وإني أطلب منك يا شيخ طلبا بسيطا.. وهو أن تنشر قصتي هذه كاملة.. فكثير من

الفتيات تائهات حائرات مثلي.. ولعل الله أن يهديهن بها طريق الرشاد..

فقال لها الشيخ ( محمد ) عسى أن تري ذلك قريباً

قصة أعجبتني فنقلتها لكم

وتقبلوا تحياتي




مشكورة على القصة الرائعة فعلا قصة مؤثرة الله يهدي بنات المسلمين ويهدي ائهن وامهاتهن على التعامل الجيد مع بناتهن واولادهن فعلا فقد كثر التخلي عن المسؤلية من الاب والام عسا الله ان يهدينا وجميع المسلمين والاب والام من حقوق الابناء عليهم انهم يحطونهم فوق روسهم لان كثير من الفتيات ضاعو علشان اهمال الام والوالد
جزك الله خيرا يا اختي ونفع بها وجعلها في موازين حسناتك تسلمين وتقبلي مروري اختك ..على امل



مرور رائع لاعدمنا هالطله



بارك الله فيك



مرور رائع