أهليــــــــن بنات ,,, الله يوفقكم كلكم
كشفت دراسة جديدة أن الأمراض والعقاقير الشائعة التي تسبب فترات تشوش وهذيان عند كبار السن يمكن أن تكون مرتبطة بزيادة الخرف ثماني مرات.
والهذيان، الذي هو نوبة تشوش حادة، يؤثر فيما لا يقل عن 15% من كبار السن الموجودين في المستشفيات.
وكان الخبراء في السابق يعتقدون أن هذه الحالة مزعجة لكنها غير مضرة نسبيا وأنها تأثير جانبي لأمراض أخرى، مثل مرض معد أو رد فعل للدواء أو الآثار الجانبية لعملية جراحية.
لكن الدراسة الجديدة أظهرت الآن أن نوبات الهذيان يمكن أن يكون لها آثار طويلة الأجل وقد تزيد الخطر المستقبلي لحالة الخرف بثمانية أضعاف.
وقال قائد البحث من جامعة كامبريدج البريطانية، الدكتور دانيل ديفيس، إن ‘هذا يعني أن الهذيان، أو الأسباب الحادة للهذيان، يمكن أن تكون سببا مكتشفا حديثا للخرف. وهذا أمر مهم لأنه رغم أن الهذيان حالة شائعة جدا إلا أن أقل من ربع الحالات تُشخص فعلا في المستشفيات’.
وأضاف أنهم غير متأكدين من أن الهذيان في حد ذاته يسبب الخرف، وقد يكون الأمر أن الناس الذين يصابون به عرضة أيضا للخرف.
واستطرد ديفيس بأن هذا الأمر يمكن رغم ذلك أن يقدم معلومات قيمة لأن الهذيان يمكن أن يكون بمثابة إنذار مبكر.
ومن المعلوم أن الأدوية المضادة للاكتئاب ومسكنات الألم والمهدئات يمكن أن تسبب الهذيان.
وخلال الدراسة قيم الباحثون من جامعة كامبريدج وجامعة شرق فنلندا ذاكرة وتفكير 553 شخصا في سن الـ85 فما فوق على مدار عشر سنوات.
ومن بين المرضى الذين عانوا سابقا من نوبة هذيان واحدة على الأقل قبيل الدراسة، 77% كانوا مصابين أيضا بالخرف.
وبالمقارنة، 33% فقط من المرضى الذين لم يكن لديهم تاريخ بالهذيان كانوا مصابين بالخرف.
كذلك سجل العلماء عدد نوبات الهذيان طوال الدراسة.
وفي الأشخاص الذين لم يكن لديهم خرف في وقت سابق كانت تجربة الهذيان مرتبطة بزيادة خطر الخرف لديهم بثمانية أضعاف.
وقال ديفيس إن أولئك الأشخاص الذين تطور لديهم الخرف بعد نوبة هذيان كان نمط المرض مختلفا عن الخرف التقليدي ولم يكن مرتبطا بالعلامات المعتادة للمرض الموجودة في الدماغ.
وفي الأفراد المصابين بالخرف كان الهذيان مرتبطا بتسارع حدة الخرف وفقدان الاستقلالية في الوظائف البدنية وارتفاع معدل الوفاة.
وأضاف الدكتور ديفيس أن ‘تدهور التشوش في كبار السن لا يلفت كثير انتباه بين الأطباء، ويعتقد كثير منهم أن الهذيان هو ببساطة نتيجة مزعجة للمرض. لكن هذا البحث يشير إلى إمكانية أن الهذيان أو المشاكل التي تزيد الهذيان قد تسبب فعلا ضررا دماغيا.
ولأن بعض حالات الهذيان يمكن منعها، فمن المقبول ظاهريا أن منع الهذيان قد يقود إلى الوقاية من الخرف، ‘ولذلك فنحن في حاجة ملحة لاختبار ما إذا كانت الرعاية الأفضل للهذيان يمكن أن تمنع الخرف أو تمنع المزيد من التدهور في المرضى الذين يعانون بالفعل من الخرف’.