فضيحة Schön
الباحث الألماني يان هنريك تشون هو بطل هذه الفضيحة، عمل تشون في معامل Bell في ولاية نيوجيرسي الأمريكية، واستطاع في ثلاث سنوات في الفترة ما بين 1998 و 2001 أن يقوم بنشر 5 أبحاث في جريدة Nature العلمية، و 7 أبحاث في جريدة Science، واعتبره الكثير من زملائه أحد أهم العلماء الشباب في العالم.
ولكن في عام 2022 أعلنت إحدى اللجان العلمية المتخصّصة أنه اختلق النتائج التي أعلن عنها في 16 بحثا ودراسة على الأقل، وأكّدت أنه لم يتوصّل إلى تلك النتائج من خلال تجارب على أُس علمية صحيحة، وهو ما سبّب حرجا كبيرا لكل من زملائه وأساتذته وحتى الدوريات العلمية الشهيرة التي قامت بنشر دراساته وأبحاثه، اعترف تشون بالذنب وهو في سن الثانية والثلاثين، وأقرّ بوجود عيوب وأخطاء في أبحاثه، وأعلن عن ندمه لما اقترفه، ولكنه عاد وأكّد أن النتائج التي تحدّث عنها في أبحاثه حقيقية ومهمة، ويجب دراساتها والاهتمام بها بغضّ النظر عن طريقة الوصول إليها.
عملاق كارديف
يُمثِّل عملاق كارديف أحد أبرز عمليات الاحتيال في التاريخ الأمريكي، وعملاق كارديف عبارة عن جثة متحجرة لرجل يبلغ طوله 3 أمتار تقريباً، وتمّ هذا الاكتشاف في عام 1896 أسفل منزل ويليام نويل في قرية كارديف التابعة لولاية نيويورك الأمريكية.
وقد أثار هذا الاكتشاف الأثري العديد من وجهات النظر المتضاربة، وبدأ على الفور استغلاله بصورة تجارية لتحقيق أرباح من وراء عرضه على العامة، بل وصل الأمر إلى ساحات القضاء؛ لتحديد المالك الأصلي للجثة ومَن لديه حقّ عرضها، بل وثارت أيضاً دعاوى قضائية حول مشروعية عرض نسخ مقلّدة منه.
ولكن ظهرت الحقيقة بعد ذلك؛ فالعملاق ما كان سوى عمل فني للفنا الأمريكي الملحد جورج هال، وقد صنعه للسخرية من بعض الأفكار التي يتضمّنها الإنجيل.
آلة أبدية
زعم المخترع الأمريكي تشارلز ريدهيفر أنه قام بصنع آلة تتسم بحركتها الأبدية التي بمجرد تشغيلها تستمرّ في العمل إلى ما لا نهاية، وكان ظهور تلك الآلة للمرة الأولى في مدينة فيلادلفيا الأمريكية عام 1812، واستطاع ريدهيفر أن يُجني أموالا طائلة من عرضها، ثمّ تحوّل بعدها إلى نيويورك، وهناك عرض نفس الآلة ورفع سعر مشاهدتها إلى دولار للمرة الواحدة.
وبالرغم من الإطراء الذي ناله ريدهيفر فإن الشكوك حامت حول اختراعه، وبالفعل تمّ افتضاح حقيقة الآلة والتي تمثّلت في قيام رجل عجوز يقوم بتحريكها بالاستعانة بذراع تدوير من خلال مكان يقع خلف الآلة ولا يراه الجمهور، وبالرغم من ذلك أصرّ المخترع على رفض وصفه بالمحتال، وأعلن بعد ذلك عن اختراع آلة أخرى مماثلة، ولكنه رفض عرضها هذه المرة، واستطاع عام 1820 أن يُسجِّل براءة اختراعها.
الأحجار الكاذبة
زعم عالم الحفريات الألماني يوهان بيرنجير عام 1726 أنه عَثَر على بقايا كائنات حية خارج مدينة فورتسبورج الألمانية، وقدَّم أوصافا تفصيلية لتلك البقايا العجيبة التي كانت على حالها بصورة مريبة؛ حيث وجد سحالي بجلودها، وطيورا بمناقيرها وعيونها، وعناكب بشباكها كما هي بدون أي تغيير، كما وجد بعض الأحجار منقوشا عليها كلمات عبرية، والمثير أن العالِم الكبير لم يشكّ في تلك البقايا، واعتبرها اكتشافا علميا خطيرا ونتاجا طبيعيا للقوة البلاستيكية للعالم غير العضوي، بل وقام بتأليف كتاب كامل حول هذا الاكتشاف.
ظهور الحقيقة بعد ذلك لم يكن فاجعة لمن آمنوا بأفكار وآراء بيرنجير، بل إنها كانت مدمِّرة لبيرنجير نفسه؛ حيث اكتشف أنه تعرّض لعملية نصب كاملة دبّرها له زملاؤه من العلماء والباحثين في نفس الجامعة من الحاقدين عليه وعلى نجاحه وعمله؛ حيث قاموا بتصنيع تلك البقايا بأنفسهم، وضعوها في طريقه ليكتشفها ويصنع مجدا زائفا لنفسه يمكن أن يُدمِّره بعد ذلك.
وبعد اكتشاف الخداع عمد بيرنجير لاسترجاع جميع نسخ كتابه بشرائها من المكتبات، وعُرفت تلك الفضيحة العلمية باسم lügensteine أو الأحجار الكاذبة؛ وبالنسبة للعلماء الحاقدين فخسروا وظائفهم في الجامعة، وطاردهم العار في الأوساط العلمية.
قبيلة تاسادي
استطاع وزير في الحكومة الفلبينية يُدعَى مانويل أليزالدي في عام 1971 أن يلفت أنظار العالم بأسره إلى ما زعم أنها قبيلة ما زالت تعيش في العصر الحجري على جزيرة نائية تُسمَّى Mindanao، وتمّ إطلاق اسم Tasaday على تلك القبيلة التي كانت تتحدّث بلغة غير مفهومة، ويستعملون أدوات تنتمي للعصر الحجري في حياتهم، كما أن سلوكياتهم تشبه تماماً تلك التي اتسم بها الإنسان الحجري.
ذلك الاكتشاف نال اهتماماً كبيراً من جميع وسائل الإعلام العالمية بمختلف أنواعها، كما تصدّرت القبيلة وصورها غلاف أحد أعداد مجلة National Geographic، وكانت الموضوع الرئيسي لكتاب حقّق أفضل أرقام للمبيعات في ذلك الوقت، وعندما شرع علماء الأنثربولوجيا الاقتراب من القبيلة ودراستها بشكل علمي، أعلن الرئيس الفيليبيني "ماركوس" أن الجزيرة محمية طبيعية، ومنع دخول الزوّار إليها.
وبعد خلع ماركوس عام 1986، قام اثنان من الصحفين بزيارة الجزيرة، وهناك اكتشفا أن قبيلة تاسادي تتمتّع بالعديد من معالم التحضّر؛ حيث يتكلّمون بلهجة محلية ويلبسون الجينز والقمصان، ويتاجرون مع المزارعين في الجزر المحيطة، وقد كشف هؤلاء القوم أنهم تعرّضوا لتهديدات كبيرة من أليزالدي الذي فرّ من الفلبين عام 1983، بعد أن سرق ملاين الدولارات الأمريكية التي تمّ تخصيصها للصندوق الذي تشكّل لحماية قبيلة تاسادي.
اكتشافات شينشي فوجيمارا
يعتبر شينشي فوجيمارا أحد أبرز علماء الآثار في تاريخ اليابان، خصوصاً أنه اكتسب المعرفة الخاصة بالآثار بنفسه بدون مساعدة أحد. بدأ مسيرته المهنية عام 1981 حين اكتشف مجموعة من الأحجار يعود تاريخها إلى 40 ألف سنة، وتابع عمله بعد ذلك في اكتشاف الآثار حتى أكتوبر عام 2000؛ حيث زعم اكتشاف مجموعة من الأحجار يعود تاريخها إلى 600 ألف سنة، وكانت تلك أقدم علامة على استيطان الإنسان للأرض في جميع أنحاء العالم، وهو ما أحدث اهتماما عالميا كبيرا.
لم يهنأ فوجيمارا باكتشافه طويلاً؛ حيث قامت جريدة Mainichi Shimbun (إحدى الصحف اليابانية المحلية) في 5 نوفمبر عام 2000 بنشر ثلاث صور له، وهو يقوم بوضع اكتشافاته في أماكن العثور عليها، والتي اتضح فيما بعدُ أنها ليست اكتشافات أثرية، بل إنها أحجار مزيّفة قام هو بتصنيعها، ولم يستطِع فوجيمارا أن يُكذّب تلك الصور؛ حيث اعترف على الفور أنه قام بتزوير أغلبية اكتشافاته.
حيلة القمر
قامت جريدة نيويورك صن منذ شهر أغسطس عام 1835 بنشر سلسلة مقالات تتحدّث عن اكتشافات علمية بارزة للفلكي البريطاني السير جون هيرشل متعلّقة بالقمر، عَبْر تلسكوب عملاق قام بتطويره بنفسه، وزعمت المقالات أيضاً أن هيرشل قام بتطوير نظيرة فلكية جديدة واكتشاف كواكب في نظم شمسية أخرى، علاوة على قيامه بتصحيح جميع المشكلات الرياضية التي تقف في طريق عِلم الفلك.
ولكن كان أبرز تلك الاكتشافات؛ هو إعلان الجريدة عن تمكّن العالم البريطاني من اكتشاف حياة على القمر، بل وقدَّمت وصفا تفصيليا لتلك الحياة؛ حيث تحدَّثت عن غابات وأهرامات وقطعان من الماشية وحيوانات أسطورية زرقاء تعيش في أعالي التلال.
اتضح فيما بعدُ أن كل تلك المقالات ليست إلا احتيال على القرّاء بهدف زيادة المبيعات، كما تمّ اكتشاف أن العالم البريطاني هيرشل لم يكن يعرف عن تلك المقالات شيئا، كما أقرّ بأنه لم يصل إلى العديد من النتائج التي تحدّثت عنها المقالات، وبالرغم من ذلك واصلت الجريدة نشر المقالات حتى بعد افتضاح أمرها أمام القرّاء.
نظرية "لامارك الوراثية"
كامرير رجح أن أحد مساعديه قام بوضع الحبر على الضفادع لإنجاح التجربة
جرت وقائع تلك الحيلة في عشرينيات القرن الماضي حينما حاول عالم نمساوي يُسمَّى "بول كامرير" إثبات صحة نظرية العالم الفرنسي جان باتيست لامارك في التطوّر العضوي، والتي تقضي بأن الكائنات الحية يمكنها اكتساب صفات وخصائص ونقلها وراثياً بعد ذلك إلى نسلها.
اعتمد كامرير في إثبات صحة نظرية "لامارك الوراثية" على تجربة علمية استعمل فيها نوعا معينا من ضفادع الطين يُسمَّى Midwife؛ فبينما تتزاوج أغلبية أنواع ضفادع الطين في الماء، وهو ما يسفر عن ظهور نتوءات سوداء على الأطراف الخلفية للضفادع للتشبث بعضها أثناء التزاوج، إلا أن ضفادع الطين من نوعية Midwife تتزاوج على اليابسة، وهو ما يمنع ظهور النتوءات على أجسامها، ولكن كامرير زعم أنه سيجبر ضفادع Midwife على التزاوج في الماء، وهو ما سيُؤدِّي إلى ظهور النتوءات السوداء.
زعم كامرير أنه استطاع أن ينقل النتوءات السوداء إلى أجيال متعاقبة من ضفادع Midwife وعرضها فعلاً أمام مجموعة من العلماء، ولكن في عام 1926 قام الدكتور G. K. Noble بعمل دراسات مكثّفة على ضفادع كامرير، واكتشف أن النتوءات السوداء ليست إلا حِبراً وُضع على الضفادع، وهو ما رفضه كامرير، وأصرّ على أنه لم يقُم بتلك الحيلة بنفسه، ورجّح أن أحد مساعديه قام بذلك لإنجاح التجربة، وهو الادّعاء الذي قوبل برفض كبير من مجتمع العلماء، وأسفر في النهاية عن إقدام كامرير على الانتحار.
Social Text2- قضية Sokal
استمدت قضية Sokal اسمها من الفيزيائي عالم الرياضيات الأمريكي آلان سوكال الذي قرّر أن يكشف تحيّز الجريدة الأكاديمية Social Text (التي تُشرِف عليها جامعة ديوك) لأفكار معينة؛ حيث قرّر عام 1996 أن ينشر بحثا علميا تافها ومليئا بالهراء؛ على حد تعبيره، وقام بحشوه بتعبيرات ليس لها معنى، ولكنها تبدو من مظهرها الخارجي لغة علمية متخصصة، وبالفعل قامت الجريدة بنشره.
وأطلق سوكال على البحث اسم غريب وهو Transgressing the Boundaries:Towards a Transformative Hermeneutics of Quantum Gravity (تخطي الحدود: نحو التفسيرات المتحوّلة للجاذبية الكمية)، وبعد أن تمّ نشر البحث اعترف سوكال أنه قام بذلك ليكشف حقيقة توجّهات الجريدة التي تقوم بنشر الأبحاث؛ وفقاً لتوافقها مع الأفكار السياسية والعقائدية للمسئولين عن التحرير في الجريدة الذين يدعمون التيار اليساري، وطالبهم بأن يكونوا منصفين في نشر الأبحاث المفيدة بغض النظر عن التوجّه السياسي أو الفكري للباحث.
إنسان بيلتداون
وُصفت تلك الفضيحة بأنها الأكبر في تاريخ العلم؛ حيث حيكت تلك الخديعة لتثبت صحة فكرة النشوء والارتقاء الخاصة بداروين، بدأت أحداث تلك الفضيحة على يد عالم حفريات يُدعَى تشارلز داوسون في عام 1912 عندما عثر على بقايا بشرية يُعتقد أنها لإنسان عاش منذ 500 ألف عام، وقد روّج مناصرو فكرة تطوّر الإنسان بأن تلك العينة البشرية هي أبلغ دليل على صحة أفكارهم؛ حيث كان الفك يبدو كفك قرد أورانجوتان (إنسان الغاب) فيما تبدو الجمجمة والأسنان بشرية تماماً.
تمّ اكتشاف الخديعة بعد 41 عاماً أي في عام 1953 على يد عالمَيْن بريطانيَيْن؛ حيث أوضَحَا أن الجمجمة تخصّ إنسان عمره 500 عام تقريباً، فيما يعود الفك السفلي إلى قرد مات قبل وقت الاكتشاف بسنوات قليلة جداً، كما أن هناك تزويرا جرى في تلك العينة، وتمّ إدخال تعديلات على الفك ليبدو بشرياً، ولكنهما لم يتمكّنَا من تحديد هوية المحتال.
م/ن
يسلمو على روعة الطرح
الله يعطيك العافيه ،،
ولا يحرمنا من جديدك ،،
دمت بود