الفصل الثاني عشر: المأساة الأكبر
قعدت نورة لمدة منتظرة خبر من المشرفة
كانوا البنات رايحين و جاين على المشرفة و نورة بس منتظرة في مكانها
مرة وحدة نورة تسمع المشرفة تناديها
المشرفة: نورة.. تعالي
قامت نورة من مكانها و راحت لعند المشرفة
وقفت و هي تنتظر المشرفة تتكلم و تقولها اللي عندها
إلا تدخل سمر غرفة المشرفة على طول
سمر: معلمة لحقي..
قبل ما تكمل سمر كلامها قاطعتها المشرفة
المشرفة: سمر إذا بتدخلين طقي الباب و بعدين إستأذني إذا ممكن تدخلين و بعدين سلمي و بعدين ممكن تتكلمين!
سمر: مسامحة والله مو قصدي
المشرفة: إنزين قولي اللي عندك بسرعة أنا مشغولة
سمر قبل ما تتكلم ناظرت نورة و شافت كيف ملامحها حزينة و عينها تدمع
سمر و هي تكلم المشرفة: طال عمرك في حصة الفيزياء كنا نسولف عن الدرس بصوت واطي و المعلمة عصبت.. ما نشوف إلا تصيح و تصرخ و تطلع من الصف محمقة!
المشرفة: آخ كل مرة يا سمر.. ولا تطلع السالفة من صوب المعلمة غير في النهاية.. ليش صفكم بالذات! أكيد انتي السبب..
سمر: لا والله معلمة ما صار..
المشرفة و هي تقاطعها: انزين يا سمر معليك من هالسالفة أحين.. أنا راح أحلها..
طلعت المشرفة ورقة من درجها
المشرفة: أبغيك أحين تروحين لصف أول علم 1 و تجيبين أغراض نورة
سمر خذت الورقة و هي تطالع نورة بإستغراب
سمر: انشالله..
طلعت سمر و سكرت الباب وراها
نورة حست بالخوف.. قالت تكلم المشرفة أحسن بدال وقفتها و هي ساكتة
نورة: معلمة.. راح أقول الصراحة و أبيك تفهميني.. أنا عمري ما ضريت أحد و صدقيني الكلام اللي قالت لك أم مريم مو بذنبي.. مريم جاتني و صارت صديقتي بنفسها..
المشرفة: نورة أنا مشرفة المدرسة و أعرف زين ما زين عن هالسوالف اللي تصير بين البنات و كلهم يقولون النفس الكلام لما ينصادون.. "صداقة بس لا أكثر"
نورة: بس أنا أعني هالكلام.. معلمة أنا لما كنت في مصر كنت في مدرسة خلط و..
المشرفة و هي تقاطع نورة: حبيبتي لا تحاولين خلاص.. السالفة كملت و راح نفصلك لمدة و بعدين راح نشوف إمكانية إعادتك إلى هالمدرسة من بعد قرار من الوزارة نفسها..
نورة سكت و حست بحزن كبير.. الله يستر شنو راح تقول عمتها لما ترجع البيت..
المشرفة حست بنورة.. و حست بأنها من صجها خايفة و حاسة بتوتر
المشرفة: نورة تعرفين أن كل هذا جزء من عملي.. ما أقدر أرد طلب أي ولي أمر إذا معاهم الحق و بتطيح السالفة فوق راسي و راسك إذا دروا أني ما حليت المشكلة بالطريقة الصح
نورة سكت و فكرت و قالت لنفسها أن كلام المشرفة واقعي.. بس في شي واحد قاهرها
ليش مريم ما بعاقبونها! ليش بس هي!
دخلت سمر غرفة المشرفة و معاها أغراض نورة
نورة ناظرت سمر.. شافت أغراضها في يد سمر و حست أنها راح تبكي من أول
المشرفة: سمر بس تركي الأغراض بجنب الباب و ردي لصفك.. مشكورة ما قصرتي..
سمر هزت راسها مرة وحدة فوق و تحت
و طلعت.. نورة بس وقفت ساكتة
المشرفة: نورة إتصلت بعمتك و كلمتها لما كنتي برع جالسة..
نورة رفعت راسها و فتحت عينها على الآخر لما سمعت هالجملة
المشرفة: و قالت أنها راح تطرش السايق ياخذك و يرجعك البيت و أن هي راح تتولى الأمور هناك.. السايق أكيد برع ينتظرك..
الوضع ما سمح لنورة أنها تقول اي كلمة..
طلعت نورة من غرفة المشرفة و حملت أغراضها من عند الباب
لما رافعت راسها شافت سمر واقفة عند باب مبنى المشرفات
طلعت من المبنى إلا تشوف سمر تمسك كتفها
سمر: نورة ممكن أكلمك شوي؟!
نورة بصوت واطي: لازم أروح..
مشت نورة من عندها بس سمر نطت جدامها و وقفتها
سمر: نورة بس دقيقة.. ثواني بعد إذا تبغين!
نورة وقفت عشان تشوف اللي عند سمر
سمر: نورة.. شصاير؟ وجهك يقول لي أن صاير شي مو زين مع المشرفة
نورة مشت من عندها مرة ثانية و هي تطالع الأرض
سمر: نورة شفيك تمشين من عندي.. أوقفي كلميني.. شصاير؟!
نورة و هي توقف مرة وحدة: الحمد الله.. راح أفتك من هالمدرسة و سوالفها و من بنات مثلك!
سمر: هي تعالي شقصدك؟!
طلعت نورة برع المدرسة و ركبت السيارة
أول ما جلست قعدت تبكي بقوة ليما حست نفسها راح تنفجر
حست بخنقة القوية!
دخلت نورة البيت و هي تدعي لله أن عمتها ما راح تشوفها ليما تدخل دارها
توها تبغي تروح لدارها إلا تسمع صوت عمتها
سلوى: نورة..
وقفت نورة في مكانها و قلبها كان بوقف لما سمعت صوت عمتها و ما رفعت عينها عن الأرض
سلوى بحمق: أبي أسمع السالفة كلها منك أحين أحين!
نورة و هي تبكي: عمتي والله ما لهم حق يفصلوني! والله!
سلوى: نورة أنا ما راح أناقشك في موضوع الفصل.. اللي أبي أعرفه كيف بنت مؤدبة لآخر حد و عمرها ما ضرت أحد يكون عندها هالسوالف!
نورة: عمتي سمعيني.. أنا ما عملت شي غلط.. والله بينا صداقة مو أكثر!
سلوى: نورة.. البنت مسترجلة ولا لا؟! المشرفة قالت لي عنها.. فلا تحاولين تكذبين!
نورة ما قدرت تكذب.. لأن الكذب ما بخليها تفلح في أي شي هالوقت
نورة: هالشي صح بس هي طيبة و دافعت عني كم من مرة و لأول مرة في حياتي أحس بأني محبوبة من شخص هالقد!
سلوى: نورة فتحي عينك شوي! كيف كنتي عمية طول هالوقت! المشرفة قالت لي أنها تحس أن الذنب مو كله ذنبك لأنها تعرف عن سوالف هالبنت و حركاتها!
نورة و هي تحذف أغراضها على الأرض: أنا مو عمية! و هي الوحيدة من البنات اللي تحبني وايد!
سلوى: هالحب مو طبيعي و خلق مشاكل كثيرة! و أولها مع أمها! نورة حطيتيني في موقف ما ينطاق! والله ما توقعته منك!
نورة و هي تصرخ: أمها ظلمتني! والله ظلمتني! أنا ما عملت شي!
سلوى: نورة خلاص! السالفة صارت و انتهت و أنا ما أبغى أكلمك أو أشوفك في هالحظة!
نورة ما قدرت تستحمل أكثر.. ركضت فوق لدارها
أول ما دخلت غرفتها قفلت الباب و حذفت بروحها على السرير..
حست بألم قوي مرة وحدة في بطنها و كأنه يتشقق من داخل
و كانت الخنقة ذابحتها و وجها محمر!
قامت من مكانها و راحت لعند الشباك عشان تفتحه ليدخل هوا شوي
إلا تلمح عمتها تركب السيارة و تمشي من عند الباب
أول شي جيه في بالها أنها تريد تشوف مريم!
كانت تريد تكلمها و تشكي حالها و تطلب منها تجيها..
قامت نورة و طلعت الموبايل من تحت وسادتها و إتصلت بمريم على طول
مريم وقتها كانت تلعب بالكورة في الصالة الرياضية لوحدها
مريم بس شافت هالرقم يتصل بها درت أن نورة مو في المدرسة و أنها بالبيت و ردت عليه على طول
نورة و هي تنافخ من القهر: ألو.. مريم..
مريم: نورة! نورة ليش في البيت انتي؟! أنا توني أدور عنك في كل المدرسة!
نورة و شوي بدأت تبكي: مريم أمك كلمت المشرفة.. و قالت لها..
مريم بفزع: ها؟! قالت لها عن شنو؟!
نورة: كل شي!! عن كل شي بينا مريم! مريم وينك أحين.. أبغيك معاي.. بجنبي!
مريم: أنا في الصالة أحين ولا أحد معاي.. نورة هدأي شوي
نورة: مريم ما تقدرين تطلعين و تجيني؟!
سكت مريم و خذت نفس و طلعته.. كانت تفكر بحل
مريم: راح أطلع من المدرسة أحين و بجيك..
نورة هدأت شوي لما سمعت أن مريم راح تجيها
سكرت نورة الموبايل و جلست في مكانها و هي لامة نفسها بيدينها
إنتظرت لمدة بس جاها نوع من تشك أن مريم راح تجيها
إمسكت التلفون في يدينها و جلست تطالعه
ما صارت ثواني إلا هي تتصل في مريم مرة ثانية
رن التلفون ثلاث رنات ليما ردت عليه مريم
مريم: ألو
نورة: مريم.. وينك؟؟!
مريم: أنا في السيارة في طريقي لك..
نورة: بسرعة لا تتأخري
مريم: نورة وصلت عند بيتكم..
نورة: دخلي بسرعة لما تنزلين..
نزلت مريم من سيارتها و قامت تركض لباب البيت
دخلت لصالة البيت إلا تشوف نورة واقفة عند الدرج
نورة و هي تمشي لعند مريم: مريم وينك عني!!
قامت نورة و ضمت مريم بكل قوة
بس مريم بعدتها عنها شوي
مريم: نورة.. قولي لي السالفة كلها.. أبغي أعرف!
نورة: راح أقول لك بس أخاف عمتي تجي و تشوفك.. نروح داري أحسن
مريم ما قالت شي بس هزت راسها فوق و تحت مرة
دخلت مريم مع نورة لدارها
إلتفت على مريم إلا تشوفها واقفة تناظرها
نورة: جلسي و راح أقول لك السالفة من البداية
جلست مريم على طرف السرير و جلست نورة بجنبها
نورة: بعد ليلة أمس أمك قالت للمشرفة كل شي و زادت كلام من عندها!
مريم قامت من مكانها و هي مو مصدقة اللي تسمعه!
مريم: يعني شنو قالت لها؟!
نورة: قالت لها وايد كلام.. قالت أني لاعبة بمخك و إني قالبتك عليها و إني مفرقتك عن أصدقائك..
مريم لما إسمعت هالكلام ملامح الغضب و الإشمئزاز بينت على وجها
مريم: كيف تعمل كل هذا و من غير علمي! كيف!
نورة: مريم..
مريم و هي تقاطع نورة: نورة.. و انتي.. نكرتي كل هالكلام؟!
نورة: نكرت.. و تمللت من كثر ما أنكر و حتى عمتي..
مريم و هي تقاطع نورة: ما صدقوك! و شنو عملوا؟! و أنا.. شنو راح يعملوا فيني؟!
نورة: ولا شي.. فصلوني لمدة غير محددة.. و قالوا عني أني خراب في المدرسة..
بدأت نورة تبكي لأن الحادثة إنعادت في عقلها..
نورة: و أني مصدر.. مصدر شذوذ!
حطت نورة يدها على وجها وقعدت تبكي
مريم جات لعندها و مسحت دموعها بيدها
مريم: نورة بس شفيك تبكين.. راح تعدي على خير و انتي واثقة من أن الغلطة مو غلطتك.. هذا أهم شي!
نورة: مريم كلامك والله صحيح.. بس.. عمتي تزاعلت معاها! كيف أراضيها! تعبت و أنا أقول الحقيقة و الناس ما تصدقني!
مريم: ما في أي حل إلا تكذبين!
نورة: ما أقدر! لأني راح أنصاد! المشرفة قالت لعمتي كل شي! واه شنو هالمصيبة!! مريم ريحيني! أبغي أي شي يريح بالي لهالسالفة!
نورة حطت يدينها على وجها و إنسدحت على السرير على ظهرها
مريم جلست في مكانها و هي تطالع مريم
مرة وحدة قامت من مكانها و راحت لعند باب الدار
إلا تسمع نورة صوت الباب و هو ينقفل
قامت و جلست إلا تشوف مريم تقفل الباب و تروح لعند الشباك و تسكر الستار
نورة كانت تطالعها بنظرات إستغراب
مو فاهمة شنو في بال مريم!
جات مريم لعند نورة و جلست بجنبها و حطت يدها على خدها
نورة سكت و ما قالت شي.. بس تناظر مريم و كيف الإبتسامة على وجه مريم
مريم بصوت خفيض: نورة ليش تعورين قلبك كذا.. خلك مرتاحة و بس بترتاحين
ما قالت ولا كلمة نورة
قامت مريم و خلت نورة تنام على ظهرها و هي جالسة تشوفها من فوقها
نورة حست بعدم الإرتياح بس ما كانت عارفة شنو المقصد من كل هذا
نورة: مريم..
مريم و هي تقاطعها: شه.. بس ولا كلمة.. خلك ساكتة
نزلت مريم و حبت نورة على خدها
قامت مريم تلامس نورة
نورة ساكتة لأنها ما كانت تقدر تعمل شي
حاولت أنها تقوم من مكانها لأنها مو مرتاحة ما قدرت
كل قوة مريم عليها..
نورة: مريم أنا مو مرتاحة.. خليني أقوم
مريم بصوت خفيض: خلك ثابتة بس ما راح يصير شي.. ما يألم إلا شوي
نورة: يألم؟! شنو يألم؟! مريم شفيك تغيرتي مرة وحدة.. شصاير؟!
حاولت نورة تقاوم بس حست أنها تتعارك مع ولد أو رجل! ما قدرت على مريم!
ما راح أذكر كل اللي صار.. انتوا أدرى..
صوت بكاء نورة في دارها المظلم و ولا أحد يسمعها
اللي عملته مريم من أكبر المذلات
خلت نورة تخسر أغلى ما عندها
مريم ما تدري أن هالحدود ما يمكن تعديها نورة
و نورة ما كانت تدري أن مريم عادي عندها تعدي هالحدود!
بعد نصف ساعة تقريبا
نورة نامت على طرفها اليميمن و عطت مريم ظهرها
الوسادة كانت فوق راس نورة
مريم كانت تلبس حذائها و تعدل ملابسها
بكاء نورة كان مغطي على الهدوء اللي بينهم
مريم جلست على طرف السرير و تشوف حالة نورة المأساوية
مريم: نورة.. نورة ليش تبكين لهالحد مضايقك هالشي.. أنا كنت أبغى يصير كل هذا من بينا
نورة ما ردت عليها و زاد بكائها!
مريم شافت مافي فايدة من كلامها لها و حتى لو ما راح تصدقها نورة
درت مريم أن اللي عملته راح تكرها نورة عليه
قبل ما تطلع من دار نورة: نورة إذا تعدل مزاجك.. رقمي عندك.. ولا أحد بحبك مثلي.. تذكري هالشي!
طلعت مريم من بيت نورة و ركبت سيارتها
ما صارت خمس دقايق إلا عمة نورة وصلت
طلعت سلوى من السيارة و دخلت البيت
و أول ما دخلت البيت نادت نورة
سلوى: نورة.. نورة..
نورة كانت في دارها تبكي بقوة بس لما سمعت صوت عمتها سكت
سلوى: نورة.. ردي علي
شافت سلوى أن مافي فايدة من مناداتها لنورة تحت
فقامت و ركبت فوق لعند دارها
نورة بسرعة نقزت من مكانها و قفلت باب دارها لأنها درت أن عمتها راح تجيها لفوق
و إذا شافت حالتها ما بتقدر تنكر أن ولا شي صار
سلوى: و هي تضرب الباب: نورة.. نورة فتحي الباب لا أجيب أحد يكسره.. نورة!
ما ردت عليها فإستمرت بضرب الباب
سلوى: نورة.. فتحي الباب أحين أحين!
وقفت نورة في مكانها و هي تتلفت. شنو تعمل..
اللي كانت تسمعه ضرب عمتها للبا و ضربات قلبها
أول شي عملته غطت بقع الدم اللي على سريرها بالغطاء
و خلعت ملابسها المأساوية..
و طلعت المفتاح من فتحة الباب و ركضت داخل حمام دارها و قفلته
وقفت في الحمام من غير أي صوت و شغلت الدوش
سلوى درت أن المفتاح مو موجود في الباب فقامت و جابت النسخة الثانية منه و إفتحت الباب
يتبع..
مريم جايز انها تحب نورة بس حب اي شي .. يعني فراغ عاطفي !!
والدليل الاجزاء الياية..
الفصل الثالث عشر: من حب إلى كره
انتظروا آخر جزئين :
من حب الى كره
ونهاية حزينة لقصة حزينة!!
الفصل الثالث عشر: من حب إلى كره
دخلت سلوى لدار نورة و إلتفت إلا ما تشوف أثر لنورة
سمعت صوت الدوش و عرفت أنها في الحمام
سلوى و هي تطق باب الحمام: نورة.. ليش ما تردين علي؟!
نورة كانت جالسة على أرض الحمام و تبكي بصوت واطي و كانت خايفة أن عمتها تسمعها
سلوى: نورة ردي علي.. أدري أنك زعلانة علي بس لي حق في كل اللي قلته و الحق مو عندك أنك ما تكلميني..
ما قالت نورة ولا كلمة بس تمت ساكتة
ما قدرت ترد لأن عمتها بتدري أنها متضايقة وايد من صوتها المبحوح
و هي ما تبغى عمتها تدري أنها تبكي في ذيك الحزة
سلوى: خلاص على راحتك.. إذا ما راح تكلميني.. أنا ما راح أكلمك.. الظاهر تبغين تعودين لمصر عند أبوك
زاد بجي نورة لما سمعت عمتها و هي محمقة عليها
طاف على الوقت تقريبا خمس دقايق و سلوى ما قالت شي
الظاهر خرجت من دار نورة..
وقفت نورة في مكانها و راحت لعند المنظرة
وقفت تناظر روحها و كيف عينها منتفخة من البكي
تذكرت لما كانت جالسة مع مريم في حديقة بيتهم الخلفية و باللي قالته لها مريم
سرحت في شكلها و هي تفكر باللي عملته مريم فيها..
كرهت مريم في ذيك اللحظة..
و كرهت نفسها أكثر!!
جاتها أفكار غير طبيعية أول مرة تفكر فيها..
فتحت خزانة الحمام و خذت منه مقص حاد
شافت المقص من بعدها شافت يدها
نورة و هي تسأل نفسها: الإنتحار.. هالحل هو الحل اللي لازم أعمله؟!
حطت نورة المقص في مكانه بسرعة
نورة و هي تكلم نفسها: لا.. لا أنا أهلي ما ربوني عشان أنهي حياتي بهالطريقة.. لا.. راح أدخل النار
سكت نورة.. و قامت و خذت المقص مرة ثانية
و جرحت معصمها الأيمن بس من الألم ما جرحته إلا شوي و حذفت المقص بعيد
وقفت في مكانها و هي منصدمة من الألم و من اللي عملته
نورة: شنو عملت؟!
بعدت يدها عن الجرح اللي في معصمها و شافت الدم اللي يخرج منه
فتحت نورة درجها و طلعت قطعة قماش ليدها و لفتها بكل سرعة
و هي تشهق من الخوف باللي عملته
حست نورة نفسها م***ة.. مريضة.. كأن باص كبير صدمها
دخلت داخل الدوش و وقفت تحت الماء
سكرت نورة عينها و هي تحس بالقطرات تلامس جسمها و وجها
و هي مسكرة عينها ما تشوف إلا وجه مريم و كيف كانت تشوفها في لحظة اللي إعتدت عليها
حست بلوعة و راسها ألمها.. تبغى تمسح صورة مريم من بالها بس ما تقدر!
سكرت نورة الدوش و وقفت في مكانها و خذت نفس
طلعت نورة من الحمام بكل هدوء و راحت لعند باب دارها و قفلته
كل ما تحس بأن كل اللي يصير مو حقيقة تلمس نفسها و تشوف شكلها في المنظرة
وقفت جدام منظرتها و هي تلمس وجها
و كأنها في حلم.. بل كابوس!
حست بألم قوي في بطنها و كأنه يتشقق من الداخل
نورة: كل هذا حلم.. كل هذا حلم..
مرة وحدة تشوف أمها واقفة وراها
نورة: يمه..
إلتفت نورة إلا تشوف صورة أمها تتلاشى جدامها
نورة: بدأت أخرف! أحسن لو أرتاح شوي.. بنام و بكرة لما أقوم كل شي بكون أحسن و بقوم من هالكابوس اللي لاحقني
إلتفت نورة على السرير.. كانت بتروح تنام عليه بس لما شافته
شافت اللي صار بينها و بين مريم من أول و كأن شبحها واقف يشوفهم
ما تقدر تنام على هالسرير طول حياتها
الدموع إنهمرت من عينها بسبب تذكرها للصار
نزلت نورة للأرض و إنسدحت على طرفها
سكرت عينها و غصبت نفسها أن تنام
طافت خمس ساعات و نورة نايمة
رن جرس البيت و ردت عليه سلوى
سلوى في السماعة: من عند الباب؟؟
صوت أمل: أمل و هدى
سلوى سكت و ما عرفت كيف تتصرف
تدخلهم لعند نورة حتى لو ما تبغى تعمل ولا شي لنورة من بعد اللي صار؟!
أو تكذب عليهم عشان يبعدوا؟!
فكرت سلوى لمدة و كانوا أمل و هدى منتظرين عند الباب
رفعت سلوى السماعة مرة ثانية
سلوى: نورة تعبانة و محتاجة لبعض الراحة.. هي نايمة و ما أبغى أحد يزعجها
هدى: خالتي عندنا معهد بعد أقل من ساعة تقريبا..
أمل: لازم تجي نورة معانا..
سلوى: آسفة يا بنات روحوا بدونها اليوم
سكرت سلوى السماعة من غير أي كلمة ثانية
هدى و أمل وقفوا منصعقين من اللي سمعوه
كيف تكلمهم سلوى بهالطريقة الجامدة و كيف تكون نورة نايمة و هي تدري أن عليها معهد!
هدى لأمل: الظاهر صاير شي.. مو طبيعي!
أمل: هذا اللي أنا أحسه..
هدى: بس خلنا نروح و بعد المعهد راح أتصل لنورة
مشوا أمل و هدى من عند باب البيت و ركبوا السيارة
نورة تمت في مكانها على الأرض و ما غيرته حتى لو ما كانت نايمة
بس جلست و هي سرحانة في سقف دارها
تفكر.. و تفكر.. و تفكر..
نورة و هي تشوف السقف: وينك عني يمه.. محتاجة لك حيل..
دمعة نزلت من عين نورة و مرت على خدها
مرة وحدة إنقطع حبل أفكار نورة لما حست بإهتزاز من تحت الوسادة
الموبايل يرن.. ولا أحد يتصل فيها إلا شخص واحد.. مريم
قامت نورة و طلعت الموبايل من تحت وسادتها
إلا تشوف رقم مريم و ما ردت عليه
جاها إحساس غريب مرة وحدة
قامت من مكانها و راحت لعند الشباك
و كان إحساسها في مكانه.. سيارة مريم كانت عند الباب
تمللت نورة من الموبايل و هو يرن فقامت و قفلته
تمت عند الشباك تناظر مريم و تحركاتها في السيارة
ما صارت خمس دقايق إلا مريم تخرج من سيارتها و تروح لعند الباب
نورة من خوفها أن مريم تدق جرس بيتهم فتحت الشباك و صرخت
نورة: لا!!
رفعت راسها مريم إلا تشوف نورة تطل من الشباك
مريم و هي فرحانة: نورة؟
نورة ما ردت عليها بس إبتعدت عن الشباك
مريم و هي تنادي: نوري..
مرة وحدة تشوف مريم الموبايل اللي عطته نورة يصدم الأرض و يتكسر جدامها
نورة رمت الموبايل من فوق بقصد أنه يصيب مريم
مريم و هي منصدمة: نورة!!! ليش تعملي كذا؟!!!
نورة عطت مريم نظرة حقيرة و سكرت الشباك بكل قوة
مريم حست بالغضب! وقفت تطالع الشباك و مشت من عند البيت
نورة بس واقفة عند شباك دارها و تبكي بقوة
ردت نورة لمكانها على الأرض و نامت من جديد و الدموع تنهمر من عينها..
فتحت نورة عينها اليوم الثاني على الساعة 11 الظهر
إلا تشوف عمتها واقفة جدامها
سلوى: نورة صار لك يوم كامل و انتي نايمة.. ما كليتي ولا شي راح تقتلي نفسك!
نورة ما ردت عليها بس تمت ساكتة و كأنها ما تسمعها
سلوى: أنزين لا تكلميني بس قومي رتبي أغراضك كلها في شنطتك للسفر
نورة قامت من مكانها على اللي سمعته
نورة: شنو؟؟!!
سلوى: كلمت أبوك..
حطت نورة يدها على فمها و هي مو مصدقة
سلوى: لا تخافين ما قلت له اللي صار بس خبرته أنك متملله من هنا و تبغين ترجعين له
نورة: ليش؟!!! ليش عمتي ليش تقولي كذا؟!!
سلوى: نورة أنا اللي أقوله لك مو طلب.. هذا أمر! أنا ما أقدر أربيك بالطريقة اللي مفروض أربيك فيها.. عطيتك ثقة زايدة و إرتدت في وجهي
نورة و هي تصرخ: أنا ما أقدر أعيش مع أبوي و زوجته الجديدة.. ما أقدر!
سلوى: نورة سمعي الكلام.. بكرة راح يكون العرس و راح نكون هناك أنا و انتي على طلب أبوك
بدأت نورة تبكي.. مستحيل تتخيل نفسها في فرح أبوها!
نورة و هي تبكي: ما أبغى أشوف أبوي مع وحدة غير أمي.. ما أبغى.. راح أنتحر و أنا اللي فيني كافيني عمتي.. والله اللي فيني كافيني!!
سلوى: أنا ما أعرف كيف أتصرف في هالوضع و كيف أرد عليك بس اللي بقوله لك أن أحسن لك تودعي أصدقائك لأن راح نروح للمطار على الساعة 7 هالليلة
نورة بس جلست تبكي في مكانها و هي منكسر خاطرها
عمتها أنكسر خاطرها عليها بس في نفس الوقت ما قالت شي لأنها تدري أن نورة هي الغلطانة و لازم تدري بهالشي
طلعت سلوى من دار نورة و هي تاركة نورة على حالها
قامت نورة و فتحت خزانتها و كل أدراجها
طلعت شنطتها للسفر من تحت سريرها و فتحتها..
خذت كل ثيابها و أغراضها و حذفتهم في الشنطة بكل سرعة و قوة
و كأنها سارق ناوي يهرب من الشرطة
حست قلبها يتكسر من داخل و ما كانت مستوعبة شنو قاعدة تعمل..
مرة وحدة وقفت و شافت الساعة اللي معلقة على الطوف و شافت أن الساعة 11 و نصف
قامت و بدلت ثيابها بسرعة و لبست عبايتها
ركضت نورة على الدرج لتحت و طافت جدام عمتها في الصالة
سلوى: نورة.. وين رايحة؟!
نورة ما جاوبتها بس طلعت برع و ركبت السيارة مع السايق
سلوى و هي واقفة عند باب البيت: نورة لوين؟!
نورة للسايق: روح مدرسة
السايق مشى و راح عالمدرسة
نورة كانت تتنفس بسرعة و تهز رجلها
كانت تبغى تشوف شخص واحد..
لازم تشوفه قبل ما ترجع لمصر..
نورة لنفسها: ما راح أرجع لمصر قبل ما أشوفها.. مستحيل
أول ما وصلت السيارة لعند المدرسة نزلت و راحت داخل على طول
دخلت نورة لداخل و قعدت تمشي في الممرات
البنات اللي كانوا برع الصفوف يشوفنها بنظرات و البنات اللي داخل الصفوف يطلون لبرع من أمكانهم
وصلت نورة لعند صف و دخلته
و شافت البنت اللي كل ما تفكر فيها..
قلبها يألمها..
إلتفت هالبنت على نورة و وقفت في مكانها و هي تشوفها
و كل بنات الصف يطالعونهم
نورة و الدمع في عينها: العنود..
العنود و هي منصدمة: نورة.. ليش انتي هنا؟!
ركضت نورة لعند العنود و ضمتها
نورة: العنود.. أنا آسفة.. والله آسفة.. العنود والله أنا.. أنا آسفة.. سامحيني
العنود و هي مو مصدقة: نورة بس يا نورة ما صار شي..
نورة: لا انتي ما تفهمين.. انت نصحتيني و أنا نزلت من شأنك و ما سمعتك.. العنود انتي ما تدرين المشاكل اللي صادتني.. ما تدرين شقد عانيت.. كنت راح أنتحر!
العنود سكت و هي تتلفت و تشوف وجوه البنات و هم يطالعونهم
العنود: نورة امشي معاي لبرع نتكلم أحسن.. يلا..
طلعت نورة مع العنود لبرع الصف و وقفوا لوحدهم هناك..
نورة كانت واقفة تبكي و هي حاسة بالذنب..
العنود: نورة.. تزاعلتي مع مريم؟!
نورة: السالفة أكبر من كذا..
العنود: شلون أكبر؟! ما فهمت..
نورة و هي تشهق من البكي: إعت.. إعتدت.. علي
العنود و عينها صاروا أربع: شنو؟؟! متى؟! و كيف؟؟! ليش؟؟!
نورة: كنت متضايقة و هي خذتها فرصة
العنود سكت و فكرت لمدة وجيزة و حست بذنب إنها تركت نورة
ضمت نورة بقوة و قعدت تبكي معاها
العنود: نورة.. حبيبتي ما كان المفروض أترك.. المفروض أوقف بجنبك و أساعدك و أنصحك
نورة: انتي عملتي كل هذا بس أنا.. أنا ما أستاهل.. العنود لأول مرة في حياتي إكتشفت حقيقتي.. أني ضعيفة الشخصية و القلب..
العنود و هي تدز نورة: لا نورة.. انتي عيبك الوحيد طيبتك.. و هذا من أحسن الأخلاق حتى لو يمكن يكون عيب في نفس الوقت..
نورة سكت و مسحت دموعها من عينها..
العنود: نورة من يوم و رايح بتكونين معاي على طول.. ما راح أخلي أحد يضرك
نورة لما سمعت كلام العنود حست بلوعة في بطنها..
نورة: ما راح يحصل هالشي.. راح أسافر الليلة..
العنود: وين راح تروحين؟! أنزين بعد السفر عمري..
نورة: لا العنود.. ما راح يكون في شي إسمه بعد السفر.. بس سفر..
العنود: لا تقولين راح ترجعين مصر!!!
نورة ساكتة و بس تهز راسها فوق و تحت
العنود: أكيد عن سالفة الفصل!
نورة بصدمة: شعرفك عن سالفة الفصل؟!!
العنود: نورة المدرسة كلها تعرف أخبارك انتي و مريم.. ما تقدرين تخفين شي..
نورة: و وين مريم أحين؟!
العنود: تسألين عنها بعد اللي عملته فيك!!!! نورة من صجك!!
نورة: ما راح أشوفها و ما أبغى أشوفها.. بس سألت عن مكانها.. لأني راح أطلع من المدرسة أحين لآخر مرة
العنود: و ما تبغينها تشوفك..
نورة: أكيد!
العنود: امشي معاي راح أوصلك للبا من ورا
راحت نورة مع العنود للطريق الثاني اللي من ورا المباني
كان الوضع هادئ لأن مافي بنات يوقفن ورا
مشت نورة ورا العنود و مرة وحدة تشوف العنود توقف في مكانها
نورة إستغربت.. وش فيها العنود تجمدت
إلا تشوف نورة منظر ما راح تنساه طوال حياتها..
وقفت نورة و هي منصدمة باللي تشوفه
العنود تقول لنفسها: سبحان مغير الأحوال!
نورة: مريم..
كانت مريم مع شوق لوحدهم و تضمها
نورة إنصدمت من اللي تشوفه.. مريم مع شوق! شوق مع مريم!
نورة هزت راسها و مشت عنهم
بس لما سمعوا صوت نورة وقفوا في مكانهم
العنود قامت و لحقتها و مريم بس وقفت و هي منصعقة من اللي صار
شوق: كأنك قلتي أن فصلوها!
مريم ما ردت على شوق بس وقفت و الصدمة مغطية عليها
نورة كانت تمشي من غير ما تحس في الممر و كانت رايحة لبرع المدرسة
العنود كانت تحاول توقفها بس مافي فايدة
العنود: نورة.. نورة إنتظري شوي.. بكلمك!
نورة ما وقفت و ما ردت عليها و طلعت لبرع المدرسة
العنود ما حست بنفسها و لحقتها لبرع
الحارس لاحظ طلعة العنود من غير إذن و ولا شي
الحارس و هو ينادي العنود: طالبة.. طالبة وين رايحة!
وقفت نورة بجنب المواقف لأن مخها أخيرا قالها "وقفي لوين رايحة!"
العنود راحت لعند نورة و مسكت كتفها لتكلمها
العنود: نورة ممكن تشرحين لي شصار!
نورة: العنود كنتي معاي و شفتيهم!
العنود: و يعني مو غريب هالمنظر بس ليش متأثرة لهالحد!
نورة سكت و لفت عن العنود
نورة بصوت واطي: لعبت بمشاعري..
العنود: شنو؟! من مريم؟!
نورة بدأت تبكي.. قلبها ألمها
العنود بحمق: نورة من صجك أنتي! تبكين عشان هالمريم! والله ما تستاهل!
نورة: إنتي ما تفهمين..
العنود و هي تقاطعها: و ليش ما أفهم نورة.. علاقتكم شهر ما صار لها و بسببها فصلوك.. يعني كل هذا و تبكين عليها و لأنها كانت تضم شوق.. وين مخك!!
نورة: خلاص! بس خلاص العنود.. انتي أصلا لو دريتي شنو صار لي معاها ما بتقولين هالكلام!
العنود: شنو صار لك؟! قولي لي لا! شنو غير سالفة انها إعتدت عليك و خسرتك أغلى ما عندك
نورة: ما أقدر!
العنود: عيل أنا ما أقدر أساعدك في شي..
صوت الحارس من بعيد: طالبة راح أخبر الإدارة..
العنود: راح توحشيني نورة.. بس ما آخر شي بقوله لك.. الله يهديك..
العنود حبت نورة على خدها و مشت من عندها
نورة بس وقفت و هي تشوف العنود تبتعد
السايق وصل و وقف عند نورة
دخلت السيارة و جلست و هي تفكر باللي صار..
وصلت نورة للبيت و هي مكتئبة.. لهالسبب ما كانت تبغى تشوف مريم
كانت تخاف من الواقع.. كانت تخاف أنها تشوف مريم و هي حالتها غير عن حالة نورة
لأنها حست من بعد اللي صار بينها و بين مريم أن مريم إنسانة من غيرمشاعر صادقة
بس كل اللي تخلت عنه عشانها.. ألم قلبها و كل اللي صار
و في النهاية تعود لشوق.. أيام بعد فصلها و من بعد ما عملته فيها كأن الحياة عادية عندها
غير كيف حياة نورة.. كأنها زلازل و براكين 24 ساعة في اليوم
نورة جلست في الصالة و هي تتذكر كيف مريم كانت ضامة شوق
و تمسح دموعها اللي كانت تنهمر من عينها لمدة أيام من غير توقف
كل الكلام اللي قالته لها مريم.. كان مجرد لعبة.. مزحة.. فراغ عاطفي!
حست نورة نفسها بأنها شخص رخيص.. باع كرامته بكل سهولة!
نورة و هي تكلم نفسها: راح أموت..انتظروا النهاية الحزينة لقصة حزينة
في الجز الأخير
لقصة عايشانها بتفاصيلها المحزنة ..!!
الجزء الرابع عشر و الأخير:
نهاية حزينة لقصة حزينة
ركبت نورة لفوق بسرعة و دخلت دارها و ردت الباب
وقفت و خذت نفس و طلعته
إلتفت إلا تشوف على سريرها هدية حجمها صغير مغلفة
لون الغلاف وردي فاتح مربوط بشريطة بلون الوردي الصارخ و عليها بطاقة صغيرة
إستغربت نورة.. هدية! من من؟.! و شنو هي المناسبة أصلا!
راحت نورة لعند الهدية و جلست على طرف السرير
خذت البطاقة عشان تقراها.. إفتحتها لتشوف شنو مكتوب داخلها
"كل عام و انتي بخير يا أحلى نورة و عقبال 100 سنة.. راح توحشينا و لا تنسينا و أحنا ما راح ننساك.. من صديقاتك هدى و أمل"
تذكرت نورة.. اليوم عيد ميلادها!!
سلوى: ما كنت راح أعطيك أياها.. بس قلبي ألمني!
إلتفت نورة و شافت عمتها واقفة عند الباب
كانت نورة مكسورة الحال.. ما عندها أحد غير عمتها
طالعت عمتها بنظرة حزن و سلوى إستغربت من هالنظرة
توقعتها فرحانة بالهدية و بالمناسبة
سلوى: نورة شفيك؟!
تركت نورة الهدية و راحت لعند عمتها
ضمتها بكل قوة و قعدت تبكي على كتفها
سلوى: نورة.. نورة لا تبكين خلاص حبيبتي.. اللي صار صار!
نورة بصوت متقطع: عمتي.. أنا مستعدة.. أرد لمصر..
سلوى إنصدمت! آخر شي توقعته من نورة هالجملة!
سلوى: عجل ضبطي أغراضك حبيبتي..
حتى لو سلوى فرحت بأن نورة وافقت بأنها ترجع لمصر..
حست بحزن أكبر.. حست بأن نورة أرغموها في شي ما تبيه..
بس في النهاية القرار مو قرار عمتها.. القرار من أبوها.. فهو يغى بنته الوحيدة تحضر عرسه
رن تلفون البيت فتركت سلوى نورة لترد عليه
سلوى: نورة برجع لك و راح نتكلم..
هزت راسها نورة بأنها موافقة و مسحت دموعها
راحت سلوى لعند التلفون و ردت عليه
سلوى: الو..
هدى: هلا خالتي سلوى.. شلونك؟!
سلوى: هلا هدى.. أنا بخير الحمد الله انت شخبارك؟!
هدى: الحمد الله كل شي تمام.. ممكن أكلم نورة؟
سلوى: إنشالله.. راح أناديها..
حطت سلوى السماعة على الطاولة و راحت لدار نورة
سلوى و هي تطل من عند الباب: نورة.. تلفون لك..
حست نورة بقشعريرة في جسمها.. كانت خايفة مريم تتصل بعد اللي صار في المدرسة
راحت نورة لعند التلفون و حملت السماعة بطء
نورة بصوت واطي: ألو..
هدى: نورة يا أم 16!
حست نورة براحة نفسية لما سمعت صوت هدى
نورة: هدى.. هدى حبيبتي.. ما تدرين كيف أنا مرتاحة لسماع صوتك!
هدى: أنا العكس!
نورة: ليش؟!
هدى: لأني أتذكر أنك راح تتركينا. و ما راح نشوفك.. نورة ليش كذا! ما يصير!!!
نورة: والله مو في إيدي هالشي..
هدى: نورة إذا بترجعين لمصر ليش جيتي في البداية!
نورة: شهالكلام هدى! لو ما جيت ما كنت راح أتعرف عليكم..
هدى: بالضبط.. هذي اللي أقصده!
نورة سكت و عينها تدمع
حست بأن هدى مشاعرها لها.. حقيقة! من غير تصنع!
هدى: ألو.. نورة معاي؟!
نورة: أي أنا معاك.. وين أمل؟!
هدى: أمل معاي و تبغى تكلمك.. بس مو أحين.. نورة تعالي لبيتنا نشوفك..
نورة: والله ودي.. بس ما أقدر لازم أضبط الجناط..
هدى: نورة لازم نشوفك! شرايك تجين لنا عند المعهد على الساعة 5؟!
نورة سكت و قعدت تفكر في الموضوع.. بس تذكرت بأن مريم راح تكون هناك!
نورة: مم.. لا شكلي ما أقدر..
هدى: لا نورة لازم تجين! ما يصير نبغى نشوفك!
حست نورة بالذنب.. بأنها ما تشوف هدى و أمل بسبب مريم
نورة: إنشالله..
صوت هدى و أمل يصرخون في التلفون: وا
طلعت نورة ضحكة لأنها فرحت بس في نفس الوقت كانت تحاتي..
الساعة كانت بالضبط خمس المغرب..
نورة كانت في السيارة رايحة للمعهد
وصلت نورة و شافت هدى و أمل واقفين عند الباب منتظرينها
قبل ما تنزل كانت تتلفت. خايفة من أن تشوفها مريم
فهي أريح لها بأن ما تشوفها مرة ثانية
نزلت نورة و هي مركزة على هدى و أمل اللي واقفين جدامها
إلا تشوف مريم تطوف جدامها من غير ما تشوفها هي!
قلبها طاح في بطنها و كأنها شايفة شبح
كانت تدعي لله بأن مريم تدخل المعهد من غير ما تشوفها
إلتفت مريم! و شافت نورة
نورة تجمدت في مكانها و هي تطالع مريم في عينها!!
هدى: نورة!
مشت نورة بسرعة لعند هدى و أمل
مريم حست بحمق.. ليش تمشي كذا عنها نورة! من تظن هي
هدى و أمل فرحوا وايد و راحو لعند نورة و ضموها
هدى: نورة.. والله راح توحشيني!!
أمل: نورة إتصلي فينا.. ما يصير! ما راح نعرف نعيش من غيرك..
مريم: ولا أنا..
سكتوا كلهم و هم يناظرون مريم..
نورة طالعتها بنظرة حقيرة و كأنها حشرة لازم يسحقونها!
مريم: أصلا حتى نورة ما تقدر تعيش من غيري.. صح نورة؟!
نورة ما ردت عليها.. إلتفت على أمل و هدى و إبتسمت لهم
نورة لهدى و أمل: إهتموا بنفسكم و لا تنسوني..
مشت نورة من عندهم و راحت للسيارة و لحقتها مريم
إفتحت الباب بس ردته بكل قوة مريم
مريم: أقدر بكل سهولة أقول لهم شنو صار!
نورة: قولي لهم.. ما راح يصدقونك
مريم: ما يهمني إذا صدقوني أو لا..
نورة: و اللي يسلمك مريم.. تركيني لوحدي.. أنا راح أترك هالبلد و أسافر للأبد و ما راح تشوفيني للأبد و للأبد مدة طويلة الحمد الله!
فتحت نورة السيارة و ركبت.. كانت تبغى ترد الباب بس مسكته مريم
مريم: نورة لا تزعلين على اللي صار اليوم في المدرسة..
نورة: الله يهنيكم مع بعض.. راح تندمين على اللي سويتيه!
مريم: غريبة! تصدقين هالكلام نفسه بالضبط قالته شوق لك لما شافتك معاي في الحفلة.. كلكم تتشابهون!
نورة حست بأنها راح تذبح مريم لو ما مشت عنها
نورة: قصدك كلنا نتشابه عندك بس إنتي! وجه حلو و بس!
ضحكت مريم و إبتسمت بإبتسامة حقيرة لأن عجبها كلام نورة
مريم: صدقتي فهالشي.. وجهك هالحلو.. عمري ما راح أنساه..
ردت نورة الباب و مشت السيارة من عندها
إلتفت نورة و شافت مريم كيف تصغر كل ما بعدت عنها
كأنها إنمسحت من حياتها.. بس مو من بالها..
و لو شنو تعمل.. آثار الجرح أبدية منها..
و كان هاليوم آخر يوم تشوف فيه مريم
موعد طيارة نورة.. وقفت نورة في وسط المطار.. و في وسط الإزدحام
و هي سرحانة في عالم ثاني.. و كأن كل هالضجيج و الناس ما لهم أثر
تذكرت بآخر شي قالته لها مريم
"وجهك هالحلو.. عمري ما راح أنساه"
إلتفت نورة على الحاجز الزجاجي اللي بجنبها و هي تشوف وجها
إلمست وجها و هي تفكر باللي قالته
سلوى: نورة.. يلا أمشي
ركبت نورة الطيارة و جلست على الكرسي بجنب عمتها
كانت حاملة معاها جنطة ظهر صغيرة
سلوى: نورة حطي هالجنطة فوق كرسيك راح تضايقك
وقفت نورة لتحط الجنطة بس تذكرت شي
الهدية اللي من هدى و أمل داخل الجنطة و هي ليلحين ما إفتحتها
ردت نورة جلست و طلعتها من الجنطة و فتحتها
كان إطار و لما قلبته.. شافت صورة خلت عينها تدمع
صورة أمها اللي كانت بدرج دارها
جلست نورة تطالع الصورة و هي سرحانة
سلوى: سألوني أي صورة عزيزة عليك.. و عطيتهم هالصورة..
إلتفت نورة على عمتها و إبتسمت لها..
حطت نورة راسها على كتف عمتها طول رحلة الطيارة
وقفت سيارة التاكسي بجنب بيت كبير أبيض و منور بكبره
نزلت نورة و هي مو مستوعبة باللي يصير
البيت هو البيت اللي هي عاشت فيه مع أمها و أبوها..
هو البيت اللي تربت فيه و بعد ما يتزوج أبوها
راح يعيشون فيه ناس غرب.. هم غرب بالنسبة لها.. لأنها ما تبغى تتعرف عليهم طول ما هي عايشة!
مشت نورة مع عمتها لعند باب البيت و دقوا على الجرس
فتحت الخدامة لهم الباب و دخلوا لداخل
أول ما فتحوا باب الصالة سمعوا صوت إزعاج
كانوا أهل نورة كلهم بالداخل
كلهم سافروا من كل الخليج لمصر عشان يحضروا العرس
السكوت غطى على الصالة لما شافوا نورة و عمتها
نورة وقفت بس تشوف أهلها اللي عمرها ما شافتهم أو تعرفت عليهم
بس شخص واحد تعرفه.. أبوها..
سلوى: السلام عليكم..
راحت سلوى لعند الكل لتسلم عليهم بس وقفت لنورة
سلوى: نورة تعالي سلمي حبيبتي..
كان الكل يطالع نورة بنظرات شفقة لأنهم يدرون بوضعها بالنسبة لزواج أبوها من مرة غير أمها.. مو سهل هالشي..
سلوى: نورة تعالي سلمي على أبوك
نورة وقفت في مكانها و ما كان يوجد اي تعبير على وجها!
سلوى: نورة!
طلعت نورة لبرع البيت و الكل إنصدم
سلوى لحقتها لبرع و مسكتها من يدها
سلوى: نورة شهالتصرف اللي بداخل؟!
إلتفت نورة و كانت تبكي و مبين عليها أن قلبها كان مجروح
سلوى سكت و ما قالت أي شي ثاني بس ضمتها بقوة لأن نورة ما لها اي ذنب من هالإحساس اللي تحسه
سلوى و هي ضامة نورة: نورة حبيبتي.. حاولي تتفهمين الوضع.. إنتي مرة أحين ماشالله عليك.. لو كانت أمك معانا اليوم لو أبوك ولا حتى فكر بمرة ثانية.. بس قدر الله هذا حبيبتي..
كانت نورة ليلحين تبكي.. قلبها كان يألمها
سلوى: نورة صلي على النبي و أدعي لأبوك أنه يتوفق في حياته.. و إذا تبغين.. ردي عيشي معاي..
لما سمعت نورة اللي توها قالته عمتها سكت و هي تطالعها
سلوى: بس لازم أسأل أبوك.. يلا حبيبتي حبي راس أبوك و باركي له.. هذا راح يكون تصرف البنت العاقلة
نورة مسحت دموعها و دخلت لداخل مرة ثانية مع عمتها
دخلت نورة و سلمت على كل أهلها
و راحت لعند أبوها و حبت راسه
نورة بصوت واطي: مبروك يبه..
أبو نورة: الله يبارك فيك حبيبتي.. عقبالك انشالله
مشت نورة بسرعة عند عمتها مرة ثانية..
نورة: عمتي تعبانة ممكن أروح لداري
سلوى: أي أكيد روحي..
ركبت نورة لفوق لدارها القديم و أول شي عملته حطت صورة أمها بجنبها على السرير
غطت نفسها باللحاف و سرحت في السقف
صكت نورة عينها و حاولت تنام
ما قدرت تنام طول الليل تتقلب يمين و يسار
ما كانت مرتاحة كلش..
مرة وحدة حست بأحد يدخل لدارها
سوت روحها نايمة بس فتحت عينها قليل لتشوف من كان
كان أبوها و لما إفتحت عينها كانت صورة أمها في يده
وقف أبوها يطالع الصورة مدة ولما ردها مكانها صكت نورة عينها
راح لعند نورة و حبها على راسها و طلع برع دارها
نورة لما سمعت صوت الباب ينرد فتحت عينها
و شافت فستان باللون البيج القريب للأبيض مطرز باللون الذهبي معلق على خزانتها
أبوها هو اللي ترك الفستان لما دخل
قامت نورة لتشوف الفستان و مبين عليه غالي وايد.. بس كانت تفكر بشي غير الفستان..
بشنو فكر أبوها لما شاف صورة أمها
أ
خيرا نامت نورة بس كانت الساعة 4 الفجر و نامت غصبا عنها لأنها حست بتعب
حست نورة بأحد يهزها و يضربها على يدها
نورة و هي متنرفزة: ها شنو!!
سلوى: يلا قومي الساعة 12 الظهر لازم نروح الصالون
نورة و هي صاكة عينها: الصالون! ليش؟!
سلوى: عرس أبوك اليوم لا! قومي
قامت نورة و لبست ثيابها من غير نفس
حست كأن جارينها من شعرها لكل مكان غصبا عنها
جلست نورة في الصالون سرحانة في نفسها لما كانوا يسرحون شعرها الطويل
المسرحة: شفيك حبيبتي ليش زلعانة؟! خبري عندكم فرح!
نورة إبتسمت لها بتصنع: لا ولا شي.. بس تعبانة شوي
كان مكياج نورة ناعم و راقي و يليق عليها
شكلها صار من روعة لأروع
جات سلوى و معاها عمة نورة الثانية أمينة
أمينة: ماشالله عليك! صج قمر طالعة! كأنك أمك ليلة عرسها!
سلوى: أي ماشالله عليها.. لازم أبخرك و أقرا عليك من العين..
نورة إبتسمت لهم و مشت من عندهم..
أمينة: شكلها ما عجبها الكلام اللي قلته.. مفروض ما أجيب طاري أمها
سلوى: لا عادي بس هي متأثرة باللي يصير.. يلا خلنا نروح
أمينة: أي وليدي ناصر ناطرنا برع بروح معانا للفندق
طلعت نورة مع عماتها و ركبت السيارة اللي كان ناصر ولد عمتها راح يوصلهم فيها
طول الطريق كان ناصر يطالع في المنظرة و يناظر وجه نورة
و هو منصدم من كل هالجمال و مو مصدق أن هي نورة بنت عمته
كيف ما شافها من قبل!
وصلوا لعند الفندق و نزلوا كلهم إلا ناصر لأنه راح يوقف السيارة
دخلت نورة مع عماتها لداخل و ركبوا لفوق
سلوى: نورة راح نشوف العروس
نورة وقفت من الصدمة.. ما تبغى تشوفها و لا حتى تعرف شكلها!
نورة: راح أنتظركم في صالة الإنتظار
نزلت نورة لتحت و جلست على الكرسي و هي متوترة
جلست و هي تشوف الناس تدخل الصالة و يزيد عددهم
لما صار الإزدحام وايد و شافت عمتها تنزل
سلوى: نورة يلا دخلي داخل..
نورة: مو أحين عمتي بعدين..
سلوى: نورة هذا عرس أبوك و لازم تشاركي.. عيب عليك!
قامت نورة من مكانها بحمق و راحت لداخل الصالة
ما دخلت إلا تسمع صوت الديجي يقول: يا جماعة تغطوا المعرس راح يدخل
إلتفت نورة إلا تشوف عمتها إختفت
حست نورة بدورة في راسها.. راحت لعند آخر الصالة و جلست على كرسي أحد الطاولات
جلست و هي تسمع صوت الطق "لا الله إلا الله" و كانت متوترة لآخر حد
راح تشوف أبوها يدخل مع مرة غير أمها لعرسهم
راح تكون شاهدة على هالمنظر اللي راح يقتلها!
شافت عماتها يدخلون و وراهم كان المعرس و العروس
أبوها و زوجته اللي بتحل مكان أمها
طالت نورة تلك المرة.. اللي يمكن تصغر أبوها ب10 سنين
طالعتها بنظرة حقارة و حست بأنها راح تنفجر
جلس أبوها و زوجته فوق المسرح
مرة وحدة حست نورة بيد تسحبها.. كانت عمتها أمينة
تسحبها عشان ترقص معاهم جدام المعاريس
نورة كانت تحاول تقاوم بس ما قدرت
وقفت نورة في وسط المسرح بس تطالع عيون غرب يشوفنها
حست بدورة و ركضت من فوق المسرح و طلعت لبرع
سلوى: آه يا ربي.. نورة!
ما إلحقتها سلوى لأنها لازم توقف تشوف عرس أخوها و توقعت هالشي من نورة
صار وقت العشا و راحت سلوى لعند نورة برع الصالة
كانت نورة جالسة بروحها و جات لعندها عمتها و في يدها صحنين
سلوى و هي تعطي نورة الصحن: أكلي أحسن لك ما راح يتغير شي..
نورة خذت الصحن من دون ما تقول شي..
سلوى: أبوك فرحان وايد..
نورة ما ردت عليها بس تمت ساكتة
سلوى: بس فرحته راح تزول لما يدري أنك أنتي مو فرحانة له.. لأول مرة أبوك يفرح هالقد.. لا تاخذين كل هذي الفرحة منه بحزنك.
قامت سلوى من عند نورة و راحت لداخل الصالة مرة ثانية
دخلت نورة الصالة و كانوا المعاظيم متغطين لأن راح يدخلوا الرجال
دخلوا و كانت نورة واقفة عند الباب
لمحت نورة ناصر ولد عمتها و هو لمحها كمان
وقف في مكانه و هو يناظر نورة و إبتسم لها إبتسامة عريضة
عمة نورة أمينة لاحظت هالشي فراحت لعند ولدها تكلمه
نورة شافتها تكلمه بس ما أعطتهم أي إعتبار
إنتهى العرس و ركبت نورة لغرفة الفندق اللي بتنام فيها هي و عمتها
جلست و مسحت المكياج اللي بوجها و لمت شعرها
دخلت الغرفة سلوى و إبتسامة على وجها
وقفت سلوى تطالع نورة بنظرات غريبة ما فهمتها نورة
نورة: عمتي شفيك تطالعيني بهالطريقة؟! صاير شي؟!
سلوى: وصلني خبر راح يفرحك و يطلعك من كل هالحزن
نورة: و شنو هو هالخبر؟!
سلوى: راح أقول لك الموضوع
نورة: أنزين و شنو هو هالموضوع..
سلوى: وه! ما أعرف شلون أقول لك.. كيف أبدي!
نورة: عمتي قولي.. يلا!
سلوى: راح يتقدمون لك..
نورة إنصعقت! ما توقعت تسمع هالشي من عمتها!
نورة: شنو؟!
سلوى و هي فرحانة: قلت لك راح تفرحي!
نورة و هي منصدمة: عمتي لا.. ما أبغى.. لا!
سلوى: نورة راح توافقي.. لأن اللي راح يتقدم لك ولد عمتك ناصر..
نورة: ما تفرق! كله واحد و أنا جوابي واحد و هو لا! ما أبغى!
سلوى حست بحمق على رد نورة..
سلوى: نورة ناصر من لحمك و دمك و هو أحق بأن يكون زوجك..
نورة: ما تقدرون تغصبوني! ما يحق لكم!
سلوى: أبوك يدري من انت ياهل أنك راح تاخذين من الأهل لأنك بنته الوحيدة اللي يبغى مصلحتها! و من انتي صغيرة انتي و ناصر مختارينكم لبعض
نورة: أنا ما أبغى أتزوج عمتي.. ولا من ناصر و ولا من غيره ما أبغى!!! لا لا
نورة جلست على الأرض و بدأت تبكي
سلوى: نورة قومي و تصرفي مثل سنك.. الزواج ماهو عيب و ولا شي يخرع لهالحد.. انتي و ناصر خلقتوا لبعض و هالشي الكل يدري به
نورة و هي تبكي: الكل يدري.. إلا أنا!
سلوى: نورة.. أنا بس اللي أبغى أعرفه شاللي مخوفك لهالحد!
نورة: أنا توني صغيرة!
سلوى: عمرك 16 سنة.. وصلتي لسن أنك كبرتي و صرتي فاهمة.. مع أنك ما فلحتي في المدرسة راح يعيشك ناصر حياة تهنين فيها!
نورة: أدري! أدري!
سلوى: إذا تدرين عجل شنو الشي اللي مانعك! شنو؟!
نورة: ما أقدر أقول لك.. ما أقدر!
قامت نورة و دخلت الحمام و قفلت على روحها الباب
سلوى و هي تطق الباب على نورة: نورة فتحي الباب ما تسوى السالفة كل هذا! شفيك؟!
نورة كانت تبكي بقوة.. السبب واضح بالنسبة لها بس مو بالنسبة للناس.
فقدانها لأغلى شي عندها بسبب مريم هو اللي مانعها
تذكرت باللي عملته و حست بصداع قوي!
ما تقدر تعيش حياة طبيعية بهالسبب.. مستحيل!!
شنو راح يعمل فيها ناصر إذا عرف الحقيقة
شنو راح يكون مصيرها! ما تقدر تقول لأحد!
سلوى: نورة.. نورة فتحي الباب أبوك يبغى يكلمك..
أبو نورة: نورة فتحي الباب يبه بسرعة ولا راح أكسره عليك!
قامت نورة و فتحت الباب إلا تشوف أبوها واقف جدامها و بجنبه عمتها
أبو نورة: نورة.. أدري أن الخبر أزعجك بس هذي سنة الحياة و نص الدين.. ما تقدرين تحتجين عليها و ما راح تلقين أحسن من ناصر!
نورة كانت تبكي و هي تسمع أبوها كيف يكلمها
حست نفسها تصرخ من داخل! تبغى تقول لأحد باللي مانعها بس هالشي مستحيل!
سلوى: ما نبغى نضغط عليك.. بس أحنا أدرى بمصلحتك و ندري أنك ما راح ترتاحين مع أبوك و زوجته
نورة تمت ساكتة بس حست أن راح يغمى عليها في أي لحظة
أبو نورة: ناصر خش ولد و صدقيني راح تحبينه بس لازم تعرفينه قبل ما تحكمين سيده.. راح أخليكم أحين.. عن إذنكم
حبها أبوها على خدها و طلع لبرع الغرفة
نورة وقفت في مكانها و هي منزلة راسها
سلوى فكرت بشي تقوله عشان أترفه عن نفسية نورة
سلوى: تصدقين نورة لما شافك ناصر.. تهبل عليك!!
نورة ما ردت على سلوى بس راحت للسري و غطت روحها و نامت
نهار اليوم الثاني قامت نورة و نزلت لتحت عشان الريوق
كان أهلها كلهم جالسين معاهم عمتها أمينة
أول ما شافت أمينة نورة إبتسمت إبتسامة عريضة
و الباقي كلهم يطالعون نورة و هم مبتسمين لها
جلست نورة عند عمتها و هي مو مرتاحة من الوضع
خلصوا الريوق و كلهم قاموا إلا نورة لأنها جات متأخرة
راحت أمينة لعندها لتكلمها و نورة كانت تعرف عن شنو
أمينة: ها نورة.. شقلتي؟!
نورة ما ردت عليها بس تمت ساكتة و ولا كأن عمتها تكلمها
أمينة: نورة.. شفيك حبيبتي؟!
نورة توهقت.. ما تقدر تقولها "ما أبغى أتزوج ولدك" !!
نورة: أبغى وقت أفكر في الموضوع..
أمينة: لا عمري مافي وقت.. ما خبروك.. لازم نعمل العرس بسرعة لأن ناصر راح يدرس بالخارج في إيرلندا و لازم ياخذك معاه
نورة: إيرلندا!
أمينة: أي و الكل يدري أنك موافقة.. و الكل يدري ليش..
نورة سكت و هي تفكر باللي يصير و هي منصدمة
أمينة: ما راح تندمين.. وليدي نصور والله أحسن منه مافي..
قامت أمينة من عند نورة
ركضت نورة لغرفتها فوق و ردت الباب
حست بخنقة قوية و كأن الأكسجين اللي في الجو خلص
شافت نورة روحها في المنظرة كان وجها مصفر
و شاحب كأنها شافت شبح أو كأنها مريضة
نورة وقفت جدام المنظرة و هي حاسة أنها راح تموت
تغيرت الغرفة.. تغير المكان..
بس وجه نورة هو نفسه.. ليلة عرس نورة..
الليلة اللي نورة كانت تجيها كوابيس عنها
و اللي كانت تدعي بأنها تفارق الحياة قبل هالليلة!
كل ما يطوف الوقت دقات قلبها تزيد و تسرع
كانوا عماتها يعدلون لها فستانها "الأوف وايت" الروعة
المكياج و الشعر كله فضيع عليها
أمينة: ماشالله لا الله إلا الله أحلى عروس شفتها لحد أحين
جات عمتها سلوى و في يدها بخور و بخرت العروس
سلوى: بسم الله عليك قمر والله..
طلعوا عمات نورة و دخلوا هدى و أمل
هدى: فديتها العروس
أمل: ماشالله عليك نورة.. صج قمر!
نورة بدأت تبكي مرة وحدة و هدى و أمل إنصدموا
هدى: نورة!! ليش تبكين!
أمل: شفيك نورة؟!
نورة و هي تمسح دموعها من عينها قبل ما يخرب مكياجها: خايفة.. والله خايفة
هدى: خايفة من شنو؟!
أمل: نورة صلي على النبي.. الليلة عرسك و انت تبكين!
هدى: نورة ما يصير! لا تخافين أحنا معاك! أي شي تبغينه أحنا هنا وياك.. إلتفتي و شوفي شكلك في المنظرة..
نورة إلتفت و شافت شكلها كيف.. كانت أجمل من القمر
أمل: ماشالله وجهك.. وجهك مافي مثله!
حست نورة بالحزن أكثر.. تذكرت باللي كانت تقوله لها مريم عن وجها
"مريم: أمم.. وجهك هو السبب
نورة و هي تلمس وجها: وجهي! شفيه وجهي؟!!!
مريم: ههههههههه.. لا تخافين ما فيه شي.. بس جذبني
نورة: جذبك! كيف؟!
مريم: من أول ما شفتك أول شي على البالي طرا أن لازم أتعرف عليك.. بصراحة أنعجبت
فيك و حسيت أن أقدر أقول لك كل شي!
نورة: كل هذا من وجهي!"
شافت نورة شكلها و كرهته!
حست نورة أنها راح تقول اللي مضايق خلقها و ذابحها
بس لما شافت وجه هدى و أمل و كيف يطالعونها غيرت رايها و تمت ساكتة
خذت هدى منديل و مسحت دموع نورة بكل رقة
هدى: الله يهديك تبغين تخربين مكياجك ليلة عرسك..
دخلت سلوى للغرفة لتنادي نورة
سلوى: يلا نورة.. لازم تدخلين أحين.. يلا قولي بسم الله
نورة قامت من مكانها و حست أن رجلها ما قادرة تشيلها
نورة: هدى.. أمل.. ما أقدر راح يغمى علي..
هدى: بسم الله عليك لا تقولين كذا.. بسم الله
نزلت نورة على الدرج و هدى و أمل بجنبها
كان ناصر واقف مع أمه منتظر نورة عشان يدخلون لداخل الصالة مع بعض
ناصر لما شاف نورة.. جن! حس أنه راح يطير..
وقفت نورة جنب ناصر و هي ما ماعطته أي إعتبار
كان جسمها كامل يهتز و كأنها بردانة
ناصر إلتفت على نورة قبل ما يدخلون الصالة
ناصر: ماشالله طالعة قمر اليوم نورة
نورة ما ردت عليه و لا حتى شافت وجهه
إكتفت بأن تهز راسها فوق و تحت
دخلوا العروسين لداخل الصالة و حست نورة روحها في دوامة
كل اللي تشوفه وجوه مبتسمة و ناس فرحانة
و تلتفت تشوف ناصر مرتاح و ريق
و تشوف نفسها كيف ميتة من الخوف و كأن الموت راح يجيها جريب
وقفت نورة جدام المصعد و هي تناظره
هو الشي اللي راح يوصلها لشقتها مع ناصر..
هذي هي النهاية..
ناصر: نوري..
نورة حست بقشعريرة في كل جسمها.. مريم كانت تناديها "نوري"
إلتفت نورة إلا تشوف ناصر واقف عند المصعد منتظرها
ناصر و هو مبتسم: تعالي..
مد ناصر يده و شبكها في يد نورة و سحبها معاه داخل المصعد
كل ما يصعد المصعد أكثر كل ما دقات قلبها تسرع
إنفتح باب المصعد و خرج ناصر بس نورة تمت واقفة بالداخل
كانت تتنفس بسرعة و كانت الخنقة ذابحتها
ناصر: نورة شفيك.. نورة..
نورة ما ردت عليه.. كان جسمها ثقيل و كأنه يمتنع من أن يطلع لبرع المصعد
ناصر: نورة يلا طلعي..
قام ناصر و سحب نورة لبرع المصعد بسرعة قبل ما يتسكر الباب
ناصر و هو ماسك نورة من كتفينها: نورة شكلك تعبانة.. ما تبغين تروحين للمستشفى
نورة بصوت متقطع: مستشفى! لا.. ما أبغى
راح ناصر لعند الغرفة اللي راح يقعدون فيها و طلع المفاتيح و فتحها
نورة في هاللحظة حست بأن رجلها ضعفت
نورة: ما أقدر أمشي..
ناصر إلتفت عليها: شنو نوري؟!
نورة: رجلي.. ما قادرة تحملني.. آي.. رجلي
قام ناصر و حمل نورة من على الأرض
ناصر: لا تخافين يمكن تعبتك الوقفة طول الوقت
لما دخلوا الشقة نزلها و مسكها من خصرها و ساعدها تمشي للدار اللي راح ينامون فيها
قام ناصر و خلاها تنام على ظهرها على السرير لترتاح
ناصر و هو يمسح على راسها: بسم الله عليك.. هذا كله من التعب.. لا تخافين
نورة كانت ساكتة بس مرة وحدة قعدت تبكي
ناصر خاف.. ما كان يعرف شنو السبب
ناصر: نورة.. نورة شفيك تبكين؟!
نورة بس إستمرت تبكي و قامت من على السرير و راحت لعند الطوف و جلست على الأرض
ناصر راح لعندها ليواسيها..
ناصر: نورة.. لا تخافين مني.. والله ما راح يصير شي..
طالعت نورة ناصر في عينه و سمعت الكلام اللي يقوله و تذكرت ذاك اليوم اللي مع مريم
زاد خوفها بهالسبب.. نظرته لها تذكرها بنظرة مريم..
نورة من غير ما تحس دفعت ناصر على ورا
ناصر: نورة شفيك! ليش تعملي كذا
نورة: قوم عني.. لا تجي صوبي.. لا تجرب..
ناصر: نورة والله ما راح أعمل شي.. بس راح ننام بجنب بعض!
خافت نورة لما سمعت هالجملة و جاتها حالة توتر
نورة: لا تكذب! قوم بعيد.. قوم!
ناصر: نورة.. شفيك؟! شنو اللي مخوفك؟! شنو الشي اللي فيك أن يخليك تعامليني كذا؟! قولي لي
نورة ما ردت عليه بس جلست تبكي أكثر..
ناصر: نورة أنا زوجك أحين.. أنا صديقك و ولد عمك و أبوك.. تقدرين تقولين لي..
نورة بصوت واطي: أنا مو كاملة…
ناصر: كلنا مو كاملين و الكمال لله..
نورة: لا ناصر.. أنا مو كاملة!
سكت ناصر لأنه أخيرا فهم باللي تقصده نورة
ناصر حس بصدمة كبيرة.. قام من عند نورة
و وقف في مكانه مدة و هو يشوف نورة و هو مصدوم
نورة خافت.. إنتهت حياتها بالنسبة لها..
ناصر و هو مصدوم: لا.. لا مستحيل..
نورة: إذبحني! إذبحني ناصر و فكني من العذاب اللي أنا عايشته!
ناصر: لا.. لا
طلع ناصر من الغرفة و هو مذهول و كأنه مو في وعيه
نورة قعدت تبكي من القهر اللي في قلبها
ناصر طلع لبرع الشقة و ترك الباب مفتوح و نورة في حالها
نورة و هي تصرخ: ناصر إذبحني.. لا..
عمة نورة سمعت صراخ نورة و طلعت من غرفتها و السيكيورتي سمع الصراخ و خاف
أمينة عمة نورة طلعت من غرفتها و شافت ناصر مذهول و مو في وعيه يمشي من جدامها
أمينة: ناصر.. ناصر شفيك!
ما وقف لها بس كمل طريقه و نزل لتحت..
أمينة سمعت صوت صراخ و بكي نورة و ركضت لها
دخلت أمينة دار نورة و شافت عمتها واقفة عند الباب و هي حاطة يدها على راسها من الصدمة
جلست نورة في مكانها و هي تبكي على اللي فات
بس شنو الفايدة و شنو راح يرجع البكي..
ولا شي.. ضاع مستقبلها بسبب علاقة سخيفة بينها و بين مريم
ظنت أنها راح تعوض عن الحنان اللي فقدته من أمها بمريم
و هي ما تدري أن مريم دمرتها و دمرت حياتها
و هي نادمة أنها ضيعت كل شي عشان رغبتها و هي ناسية رغبة غيرها و رغبة أمها لها..
و أهم شي رغبة الله تعالى بأن تسير في الطريق الصح و هذا الشي اللي لازم نقتدي به.
النهاية..وانشاء الله انكم استمتعتم باقصه وعشتو اللحظات من القصه ومشكورين على تحمسكم