عندما كنت أسير عائدًا إلى المنزل، رأيت سيدة مسنة تقف أمام أحد المخابز ، كان المخبز مغلقا ً ولذلك وقفت المرأة توزع الخبز مجانا ً على المارة، حتى في مثل هذه الأوقات العصيبة، كان الناس يحاولون البحث عما يمكنهم القيام به لمساعدة الآخرين، لقد ملأ المشهد قلبي بالدفء.
في السوبر ماركت، حيث سقطت جميع السلع من الرفوف، كان الناس يلتقطون الأشياء التي يودون شراءها بدقة،ومن ثم الوقوف بهدوء في الطابور لشراء الطعام. بدلا من خلق حالة من الذعر وشراء ما هب ودب، كانوا يشترون بقدر الحاجة، بل اشتروا أقل ما يحتاجونه، لقد شعرت بالفخر لكوني يابانيا!
في مكان آخر في الطريق، كانت هناك سيدة تحمل لافتة كتب عليها “الرجاء استخدام المرحاض لدينا”، وكانت قد فتحت منزلها للناس الذين شردهم الفيضان والزلزال لاستخدام حمامهم!! من الصعب أن تكتم الدموع في عينيك عندما ترى هذا التكاتف والتعاطف من الناس.
في ديزني لاند، كانوا يوزعون الحلوى مجاناً، وقد شاهدت العديد من فتيات المدارس الثانوية يتهافتن عليها، قلت في نفسي “ماذا؟؟” ولكن بعد دقائق، ركضت هذه الفتيات للأطفال في مركز الإجلاء وزعنها عليهم. لقد كانت تلك لفتة جميلة.
أراد زميلي في العمل تقديم المساعدة بطريقة ما،حتى لو كانت فقط لشخص واحد، فكتب لافتة : “إذا لم تكن تمانع في ركوب دراجة نارية فبإمكاني إيصالك إلى منزلك”، وقد وقف في البرد حاملا ً هذه اللافتة، ثم رأيته لاحقا ً يوصل أحد المارة إلى بيته في منطقة توكوروزاوا وهي بعيدة جدا. تأثرت كثيرا ً وشعرت كذلك بالرغبة داخلي في مساعدة الآخرين.
بسبب نقص البنزين فإن محطات البترول معظمها مغلقة أو عليها طوابير طويلة جداً. قلقت كثيرا ً حيث كان أمامي 15 سيارة، وعندما جاء دوري ابتسم العامل وقال : “بسبب الوضع الراهن، فنحن فقط نعطي وقود / بنزين بقيمة 30 دولار لكل شخص، فهل توافق؟” أجبت: بالطبع أوافق وأنا سعيد لأننا جميعا نتشارك في تحمل هذا العبء”. تبسم لي العامل ابتسامة أشعرتني بالراحة والطمأنينة وأزالت قلقي.
رأيت طفلا صغيرا قدم الشكر لسائق أحد باصات / حافلات مؤسسة النقل العام قائلا: “شكرا جزيلا لمحاولتكم الجاهدة لتشغيل القطار الليلة الماضية”. لقد جلبت كلماته دموع الفرح لعيون السائق.
قالت صديقة أجنبية لي أنها صدمت لرؤية الطابور الطويل والمنظم وراء أحد الهواتف العمومية، حيث انتظر الجميع بصبر لاستخدام الهاتف على الرغم من أن الجميع كان تواقا ً لمهاتفة عائلاتهم وأقاربهم والاطمئنان عليهم.
حركة المرور كانت رهيبة جداً، سيارة واحدة فقط كان يمكنها المرور عند كل إشارة خضراء، لكن الجميع كان يقود بهدوء وخلال الساعات العشرة التي أخذها الطريق بالسيارة (والذي يستغرق عادةً 30 دقيقة فقط) كان الزمور الوحيد الذي سمعته هو زمور شكر ، أحسست بمدى تكاتف الناس وتعاونها وجعلني ذلك أحب اليابان أكثر.
عندما كنا نتظر على المنصة متعبين ومنهكين من الوقوف ، جاءنا شحاذ وقدم لنا قطعة من الكرتون المقوى للجلوس عليها. على الرغم من أننا عادة نتجاهلهم في حياتنا اليومية، إلا أنهم كانوا على استعداد لخدمتنا عندما احتاج الأمر!!
سنتوري (شركة عصير) قامت بتوزيع العصير مجانا ً على الناس، وشركات الهاتف قامت بزيادة عدد نقاط توصيل الانترنت والانتلانت اللاسلكي واي فاي لتسهيل التواصل، كما قامت شركة مواد غذائية بتوزيع مليون علبة من الشعرية والشوربة المعلبة مجانا ً، والجميع يحاول تقديم المساعدة بأفضل طريقة ممكنة.
في الملجأ، قال رجل عجوز: “ماذا سيحدث لنا الآن؟” فرد عليه صبي في المدرسة الثانوية كان يجلس بجانبه: ”لا تقلق! عندما نكبر ، أعدك بأننا سوف نصلحها مرة أخرى!” قال ذلك بينما كانت يده تربت على ظهر الرجل العجوز!! شعرت حينها وأنا أستمع إلى هذه المحادثة ، بأن هناك أمل، وأن هناك مستقبلا ً مشرقاً على الجانب الآخر من هذه الأزمة.
وهنا حيث انتهى التعليق…
وهنا كذلك حيث تحضرني مقولة ابن مسعود التي قالها فيمن سمعه يغني إذ قال: ما أجمل هذا الصوت لو كان بالقرآن، فحين علم بها هذا المغني جرى وراء ابن مسعود وطلب منه أن يتعلم منه هو القرآن، فأصبح من مغني إلى معلم للقرآن. وأنا هنا بدوري أقول: ما أجمل الشعب الياباني وأخلاقه لو أتمها بالإسلام، ولعل الله يكرم أولئك أصحاب الأخلاق الحميدة فتصبح اليابان كلها بلاد إسلام ذات يوم قريب، لمَ لا? وربي اسمه الكريم الفعّال لما يريد.
منقول من ايميلى
رسولنا علمنا ايها واكثر لكن اين التطبيق
شكرا لك اختي
لما تصير كارثه عندنا شوفي كيف الاسعار ترتفع غير الفوضى
يريت نتعلم من نظامهم وتعاونهم
مشكوره موضوعك رائع