ما أجمل أن تري نفسك ملكة متوجة على قلب رجل..رغم أنك عادية في بيتك وبين أقرانك..وما أروع أن تحظي باهتمام خاص رغم أنك لا تحصلين على اهتمام يذكر بين إخوانك وأهلك وأقاربك..وما أعذب أن تسمعي عن نفسك أحاديثاً شجية..بينما لا يرى فيك أهلك أحياناً سوى عيوبك ونقائصك..
نعم إن الحب شيء رائع ولكنه للأسف لا يصفو طويلاً..كما أن سعادته مهما دامت فإنها لا تستمر كثيراً..بل وغالباً تنقلب إلى عذاب وآهات وحسرة وخيبة أمل..وشعور بالقهر والذل..والعاقل من دان نفسه وحاسبها قبل فوات الأوان..
ولكن هذا لا يعني أن تمنعي نفسك من الحب..فهذا مالا يطيقه الإنسان الطبيعي لأن الله فطره على الحب وخلق له العواطف والأحاسيس..ولو تأملت معي الكون لرأيت أن أساسه الحب..فالكواكب لا تفارق مجموعتها لأنها في حالة انجذاب..والقمر لا يغادر كوكبه لأنه في حالة ارتباط..
ليس ذلك فحسب وإنما اختص الله المؤمنين بالحب فقال(يحبهم ويحبونه)وكذلك لا يتم الإيمان إلا بتمام حب الرسول صلى الله عليه وسلم(لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)..ولكن اعرفي من تحبين…ولمن تخلصي حبك…وذلك بالحلال طبعاً..حتى تكوني أسعد الناس بعيدة عن الهموم…وملكة مملكتك دون منازع…
حبيبتي في الله..يا من تتحدثين إلى الشباب في أنصاف الليالي..تحسبين أنه قد عشقك صدقاً وذاب في غرامك..وأنه مخلص في حبك كإخلاصك في حبك له…اقرأي ما يقوله بعض الشباب عندما عرض عليهم الجمع بينهم وبين محبوبة الهاتف..
قال أحدهم بالحرف الواحد عندما عرض عليه الجمع بينه وبين محبوبة الهاتف.."أعوذ بالله..أعوذ بالله..لو تقولي ببلاش"…
وقال آخر عندما عرض عليه الزواج"أريدها عذراء العواطف..وأنت لست كذلك..ثم كيف أثق بك وقد أخذت رقمك من الشارع"…
كما قال أحدهم"ليس عندي أي استعداد للزواج من فتاة كنت أعاكسها لأنني على يقين تام بأنها كما استجابت لي فستستجيب لغيري..فضلاً عن أنني أحتقر كل فتاة تسمح لنفسها بالمعاكسة..وأنا أكلمها في الهاتف لأحقق غرضي ولكني في داخلي أنظر لها بكل احتقار"…
وقال شاب آخر بكل وقاحة"أنا شاب عمري 25سنة..بكل صراحة وأنت تقرأ ورقتي ولا تعرف اسمي..إن في المعاكسة بديلاً عن الزواج..أي بإمكاني أن أتزوج عشر فتيات من غير تكاليف..آه من كلامه القبيح…
وهذا شاب يستهزئ"أنه مرتبط بعلاقات مع نصف درزن فتيات"…
هذه واحدة تعرفت على شاب أحبته وتعلق قلبها به ولكن شاء الله وتزوجت بغيره..تشكي همها وتقول لا أستطيع العيش معه لأنني لا زلت أفكر في محبوبي الأول..طبعاً لأنه كان يسمعها عذب الكلام وأرق المشاعر..أما زوجها فتراه وتسمعه بكل أحواله..
اذا كنت تحدثينه فاختبريه وقولي له بأن أخته تتحدث بالهاتف مع أحد الشباب..فسترين أنه سيتركك..وسيتجه لتوبيخها لأنه مهتم بها وبسمعتها..أما أنت فلم يهتم بك وأنت في نظره لا شيء؟!؟
طيب ما اقتنعت..وواثقه إنه سيتزوجك…اسمعي إحداهم تزوجت شاب كانت تحبه عن طريق الهاتف ولكن بعد صعوبات كثيرة..وبعد الزواج اكتشفت أنه ليس بفارس أحلامها الذي كانت تبحث عنه…وأحبت غيره عن طريق الانترنت..أما الأخرى فتقول أنها في جحيم دائم لأن زوجها يشك بها في كل شيء..
ثم أنك ستعيشين في خوف دائم من أن يكتشف أمرك..أو أن يفضحك إذا ما أغضبته لأي سبب..لأنك في واقعة في أمر محرم..فسيحرمك الله السعادة وسيجعلك تعيشين في دوامة من القلق والهم..أما بالعفة والارتباط بالحلال فلن تخشي شيء حتى الحب علناً لأنه زوجك…فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يخشى إعلان حبه لعائشة عندما عاد عمرو بن العاص منتصراً من غزوة ذات السلاسل وسأله:"من أحب الناس إليك؟ظناً منه أنه سيكون هو:فقال صلى الله عليه وسلم أمام الناس"عائشة!!!" ..فقال عمرو:"إنما أسألك عن الرجال"فقال عليه الصلاة والسلام مؤكداً اعتزازه بعائشة:"أبوها". ..لقد كان يحبها..بل ويشرب من مكان فيها..ويضع رأسه في حجرها يقرأ القرآن وهي حائض..أطهر خلق الله وأعز البشر صلى الله عليه وسلم…
ولكن لا تحزني فأنت في نظر الإسلام شيء رفيع عالي المقام لا يصل إليك إلا من يستحقك..والوقت لم يفت…فبادري بالتوبة وانسي ما فات..أنا لا أقول أنه سهل..ولكن اذا عرفت قيمتك وأنك جوهرة ثمينة..حرص الله عليها وعلى مشاعرها…وأنه مسكين سيحرمه الله السعادة اذا ما استمر في فعله…فستدركين معنى الحب الحقيقي..وستعيش ين في عالم الرومانسيـــــة الذي حلمت به..وسترزقين سعادة أبدية مع من يختاره لك الله بإذنه سبحانه وتعالى…
اعلمي أن أسباب الوقوع في الحب المحرم:
$ضعف الإيمان..
$الفراغ العاطفي…
$دور الإعلام…
$النظر وإطلاق البصر…فتكرار النظر إلى شخص أعجبك شكله يجعل الشيطان يزينه لك ويعلق قلبك به ومن هنا تبدأ المشكلة…
$الصديقات…لا تفكري أبداً بأنك شاذة عن صديقاتك عندما يتحدثن عن فرسان أحلامهم الخياليين وأنك دون مشاعر..أو تتأثري بكلامهن وأنك فاشلة لا تستطيعين تكوين علاقة عاطفية..بل أثبتي لهن أنك أميرة لن تظهري مشاعرك إلا لشخص واحد يستحق حبك ويقدرك…
$الروايات العاطفية…
في النهاية أدعوا شباب المسلمين بأن يتقوا الله في بنات المسلمين وأعراضهن…وأن يحرصوا عليهن كحرصهم على أخواتهن وأمهاتهن..وأسأل الله أن يرزق كل شاب وشابة الزوج الصالح الذي يحبه ويقدره…آآآآميييييييين…