التصنيفات
منتدى اسلامي

وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين

الأخوات الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، تمر الايام ونحن الأن أصبحنا فى نهاية شهر رجب والذى نسأل الله أن يغفر لنا زنوبنا وسيئاتنا وماقترفناه فيه بقصد أو دون قصد ، وأذكركم أخوتى من باب ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) فإنه لم يرد حديث صحيح بفضل صيام أو قيام ليلة 27 رجب وهى ماتعرف ( بالرجبية) وكذلك نرى أن كثيراً من أخواننا يتزوجون فى هذا الشهر من أجل البركه وهذا لم يرد فيه حديث صحيح كذلك



بارك الله فيك
على المعلومه الحلوه



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

من فضائل أم المؤمنين

من فضائل أم المؤمنين
عائشة – رضي الله عنها – ومناقبها
حبيبة رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم
الشيخ عاطف عبد المعز الفيومي

1- التعريف بها: هِيَ أمُّ المؤمنينَ أمُّ عبدِالله: عائشةُ بنتُ الإمام الصِّدِّيق الأكْبر، خليفةِ رسولِ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – أبِي بَكْرٍ عبدِالله بنِ أبي قُحَافةَ عثمانَ بنِ عامرِ بن عمرو بن كعْب بن سعْد بن تَيْم بن مُرَّة، بن كعْب بن لُؤيٍّ; القرشيَّة التيميَّة، المكيَّة، النبويَّة، أم المؤمنين، زَوْجة النبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – أفْقَه نِساءِ الأُمَّة على الإطلاق.
وأمُّها هي: أُمُّ رُومانَ بنتُ عامرِ بن عُوَيمر، بن عبدِ شمْس، بن عتاب ابن أُذينة الكِنانية.
هاجَر بعائشةَ أبواها، وتزوَّجها نبيُّ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – قبل مهاجرِه بعدَ وفاة الصِّدِّيقة خديجة بنت خُوَيلد، وذلك قبلَ الهِجرة بضعة عشَرَ شهرًا، وقيل: بعامين، ودخَل بها في شوَّال سَنةَ اثنتين منصرفَه – عليه الصلاة والسلام – مِن غزوةِ بدر، وهي ابنةُ تِسْع، فرَوَتْ عنه عِلمًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وعن أبيها، وعن عمر، وفاطمة، وسعْد، وحمْزَة بن عمرو الأسْلمي، وجُدَامَةَ بنتِ وهْب.." [1].

2- حبُّ النبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – لها: اختارَها الله لنبيِّه، حيثُ رآها في المنام، كما جاء في الصحيحَيْن – واللَّفْظ لمسلِم – عن عائشةَ قالتْ: قال رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أُريتكِ في المنام ثلاثَ ليالٍ، جاءَني بكِ المَلَك في سَرَقةٍ (قطعة) مِن حريرٍ، فيقول: هذه امرأتُك، فأَكْشِف عن وجْهِكِ، فإذا أنتِ هي، فأقول: إنْ يَكُ هذا مِن عندَ الله يُمضِه)).
وعن عمرِو بن العاص – رضي الله عنه – قال: بعَثَني رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – على جيشِ ذاتِ السلاسل، قال: فأتيتُه قال: قلتُ: يا رسولَ الله، أيُّ الناس أحبُّ إليك؟ قال: ((عائشة))، قال: قلت: فمِن الرِّجال؟ قال: ((أبوها إذًا))، قال: قلت: ثُمَّ مَن؟ قال: ((عمر))، قال: فعدَّ رِجالاً"؛ أخرجه الشيخان.

3- دعاءُ النبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – لها: عن عائشةَ قالت: لمَّا رأيتُ مِن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – طِيبَ النَّفْس قلت: يا رسولَ الله، ادعُ اللهَ لي، فقال: ((اللهمَّ اغفرْ لعائشةَ ما تقدَّم مِن ذنبِها وما تأخَّر، وما أسَرَّتْ وما أعْلَنتْ))، فضحِكتْ عائشةُ حتى سقَط رأسها في حجْرِ رسولِ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – من الضحِك، فقال: ((أيَسرُّكِ دُعائي؟))، فقالت: وما لي لا يَسرُّني دعاؤك؟! فقال: ((واللهِ إنَّها لدَعْوَتي))؛ أخرجه البزَّار في مسنده، وحَسَّنه الألباني.

4- ثناءُ النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – وصحابته عليها: عن أبي موسى الأشعريِّ – رضي الله عنه – قال: قالَ رسولُ اللَّهِ – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كَمَلَ منَ الرِّجال كثيرٌ، ولم يَكْمُلْ منَ النِّساءِ إلاَّ مريمُ بنتُ عِمرانَ، وآسِيةُ امرأةُ فِرعونَ، وفضْلُ عائشةَ على النِّساءِ كفَضْل الثَّرِيدِ على سائرِ الطعام))؛ صحيح البخاري.

وعَنْ عَائِشَةَ – رضِي الله عنها – قَالَتْ: قال – صلَّى الله عليه وسلَّم – يَوْمًا: ((يا عائِشَ، هَذا جبْريلُ يُقْرِئُكِ السَّلاَم))، فَقُلْتُ: وَعليه السلام ورحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُه، تَرَى ما لا أَرى – تُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ، صلَّى الله عليه وسلَّم؛ رواه الشيخان – البخاريُّ ومسلم.
وعن الحَكمِ: سمعتُ أبا وائلٍ قال: "لَمَّا بعَثَ عليٌّ عَمَّارًا والحسنَ إلى الكوفَة؛ ليستَنفِرَهم، خَطبَ عمَّارٌ فقال: إنِّي لأعلمُ أنَّها زوجتُهُ في الدُّنيا والآخِرة، ولكنَّ اللَّهَ ابتَلاكم؛ لتبعوهُ أو إيَّاها"؛ رواه البخاري.
وعَنْ أَنَسِ بن مالكٍ – رضي الله عنه – قال: سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ – صلَّى الله عليه وسلَّم – يَقولُ: ((فَضْلُ عائِشَةَ على النِّساءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ على الطَّعام))؛ رواه الشيخان – البخاري ومسلم.

5- عبادتها وزُهدها: وقد كانتْ أُمُّ المؤمنين كثيرةَ الصيام، حتى ضعُفت، كما جاء في السِّيَر للذهبي – رحمه الله تعالى – عن عبدِالرحمن بن القاسِم، عن أبيه: أنَّ عائشةَ كانتْ تصوم الدَّهْر.
كما كانتْ زاهدةً في الدنيا، فعَنْها قالت: "ما شَبِع آلُ محمَّد يومَيْن من خُبزِ بُرٍّ إلا وأحدهما تَمْر"؛ متفق عليه.
وعن عطاء: أنَّ معاويةَ بعَث إلى عائشةَ بقِلادةٍ بمائةِ ألْف، فقسمتْها بيْن أمَّهات المؤمنين، وعن عُروةَ، عن عائشة: أنَّها تصدَّقتْ بسَبْعِين ألفًا; وإنَّها لتُرقِّع جانبَ دِرْعها – رضي الله عنها.
وعن أُمِّ ذَرَّة، قالت: بعَث ابنُ الزبير إلى عائشةَ بمالٍ في غِرَارتَيْن، يكون مائة ألْف، فدَعَتْ بطَبق، فجعَلتْ تقسم في الناس، فلمَّا أمسَت، قالت: هاتِي يا جاريةُ فُطوري، فقالت أمُّ ذَرَّة: يا أمَّ المؤمنين، أمَا استطعتِ أن تشتري لنا لحمًا بدِرْهم؟! قالت: لا تُعنِّفيني، لو أذْكْرِتني لفعلتُ[2].

6- فِقهُ وعِلم أمِّ المؤمنين عائشة – رضي الله عنها -: قال الزُّهريُّ: لو جُمِع عِلمُ عائشة إلى عِلمِ جميعِ النساء، لكان علمُ عائشةَ أفْضلَ[3].
كما أنَّ الله قد وهَبَها الذكاءَ والفِطنة، وسُرعةَ الحافظة، قال ابن كثير: "لم يَكُن في الأُممِ مثلُ عائشةَ في حِفْظها وعِلْمها، وفصاحتِها وعَقْلِها"، ويقول الذهبيُّ: "أفْقَهُ نِساء الأمَّة على الإطلاق، ولا أعْلمُ في أمَّة محمَّد، بل ولا في النِّساء مطلقًا امرأةً أعلمَ منها".
وقدْ تجاوز عددُ الأحاديث التي روتْها ألْفَيْن ومائة حديث عن النبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – وهي مُشتَهِرة في كُتُب السُّنَّة: البخاري ومسلم، والسُّن والمسانيد، وغيرها؛ قال الحافظُ الذهبيُّ: مُسْنَد عائشة يبلُغ ألْفَين ومائتين وعشرة أحاديث؛ اتَّفق البخاريُّ ومسلمٌ لها على مائةٍ وأربعةٍ وسبعين حديثًا، وانفرَد البخاريُّ بأربعةٍ وخمسين، وانفرد مسلِمٌ بتِسعة وستِّين[4].
ويقول عُروةُ بنُ الزُّبَيْر: "ما رأيتُ أحدًا أعلمَ بفِقه، ولا بِطبٍّ ولا بِشِعر من عائشةَ – رضي الله عنها"، وقال فيها أبو عُمرَ بنُ عبدالبرِّ: "إنَّ عائشةَ كانتْ وحيدةً بعصرها في ثلاثةِ علوم: علم الفقه، وعلم الطب، وعلم الشِّعر".
كما كانتِ المرجعَ الكبيرَ لكِبار الصحابة، خاصَّة عندَ المواقف والملمَّات، كما كانتْ تُفتي بما لدَيْها من عِلمٍ وفِقه في عهد الخليفةِ عمرَ وعثمانَ – رضي الله عنهما – إلى أن تُوفِّيت – رحمها الله ورضي عنها.

7- نزول برائتِها مِن حادثة الإفْك من عندَ الله تعالى: وقدْ تعرَّضَتْ – رضِي الله عنها – إلى ابتلاءٍ شديد، وفِتْنةٍ كبيرة، حيث طَعَن في شرَفِها وعِرْضها المنافقون في المدينة، فأنْزَل الله براءتَها من فوقِ سبعِ سموات، وقد قالتْ – رضي الله عنها – كما في الصحيحين: "… ثُمَّ تحولتُ واضطجعتُ على فِراشي، والله يعلم أنِّي حينئذٍ بريئةٌ، وأنَّ الله مُبرِّئي براءتي، ولكن واللهِ ما كنتُ أظنُّ أنَّ الله منزلٌ في شأني وحيًا يُتْلَى، لشأني في نفْسي كان أحْقرَ مِن أن يتكلَّم الله فيَّ بأمْر، ولكن كنتُ أرْجو أن يرَى رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – في النومِ رُؤيَا يُبرِّئني الله بها، فواللهِ ما رام رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – مجلسَه، ولا خرَج أحدٌ مِنْ أهل البيت حتَّى أُنزِل عليه، فأخَذَه ما كان يأخُذُه من البُرَحَاء، حتى إنَّه ليتحدَّر منْه مِن العَرَق مثل الجُمَان، وهو في يومٍ شاتٍ مِن ثِقَلِ القوْل الذي أُنزِل عليه.
قالت: فَسُرِّي عن رسولِ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – وهو يَضْحَك، فكانتْ أوَّل كَلمةٍ تَكلَّم بها أنْ قال: ((يا عائشةُ، أمَّا اللهُ فقدْ بَرَّأكِ))، قالت: فقالتْ لي أُمِّي: قُومِي إليه، فقلتُ: واللهِ لا أقومُ إليه، فإنِّي لا أحْمَدُ إلاَّ اللهَ – عزَّ وجلَّ.
قالت: وأنزَل الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ [النور: 11] الآيات…".
قال ابنُ كثير: "فغار اللهُ لها وأنْزَلَ براءتَها في عشْر آياتٍ تُتلى على الزمان، فسَمَا ذِكْرُها، وعلا شأنُها؛ لتسمعَ عفافَها وهي في صِباها، فشَهِدَ الله لها بأنَّها مِنَ الطَّيِّبات، وعدَها بمغفرةٍ ورِزق كريم".
ومَع هذه المنزِلَةِ العالية، والتبرِئة العالية الزكيَّة مِنَ الله تعالى، تَتَواضَعُ وتقول: "ولَشَأنِي في نفْسي أهونُ مِن أن يُنزِل الله فيَّ قرآنًا يُتْلَى"!

8- خصائص أمِّ المؤمنين – رضي الله عنها -: قال ابنُ القيِّم – رحمه الله -:
ومِن خصائصها: أنَّها كانتْ أحبَّ أزواج رسولِ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – إليه، كما ثبَت عنْه ذلك في البخاريِّ وغيره، وقد سُئِل: أيُّ الناس أحبُّ إليك؟ قال: ((عائشة))، قيل: فمِن الرِّجال؟ قال: ((أبوها)).
ومِن خصائصها أيضًا: أنَّه لَمْ يتزوَّج امرأةً بِكرًا غيرها، ومن خصائصها: أنَّه كان يَنزِل عليه الوحيُ وهو في لحافِها دونَ غيرِها، ومِن خصائصها: أنَّ الله – عزَّ وجلَّ – لَمَّا أنزل عليه آيةَ التخير بدأ بها فخيَّرها، فقال: ((ولا عليكِ ألاَّ تَعْجَلي حتى تستأمري أَبَوَيك))، فقالت: أفِي هذا أسْتَأمِر أبوي؟! فإنِّي أُريد اللهَ ورسولَه والدارَ الآخِرة، فاستنَّ بها – أي: اقتَدَى – بقيةُ أزواجه – صلَّى الله عليه وسلَّم – وقُلْنَ كما قالتْ.
ومِن خصائصها: أنَّ الله سبحانه برَّأها ممَّا رماها به أهلُ الإفك، وأنْزَل في عُذرِها وبراءتِها وحيًا يُتْلَى في محاريبِ المسلمين وصلواتهم إلى يومِ القيامة، وشَهِد لها بأنَّها مِنَ الطيِّبات، وعَدَها المغفرةَ والرِّزقَ الكريم، وأخْبَر سبحانه أنَّ ما قيل فيها مِنَ الإفك كان خيرًا لها، ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شَرًّا لها، ولا عائبًا لها، ولا خافضًا مِن شأنها، بل رَفَعها الله بذلك وأعْلى قدْرَها، وأعْظَمَ شأنها، وصار لها ذِكرًا بالطيب والبراءة بيْن أهلِ الأرض والسماء، فيا لها مِن مَنْقَبة ما أجلَّها!
ومِن خصائِصها – رضي الله عنها -: أنَّ الأكابرَ مِنَ الصحابة – رضي الله عنهم – كان إذا أَشْكَل عليهم أمرٌ مِن الدِّين استفتوها فيَجِدون عِلمَه عندَها.
ومِن خصائصها – رضي الله عنها -: أنَّ رسولَ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – تُوفِّي في بيتها، وفي يومِها، وبيْن سَحْرِها ونَحْرها، ودُفِن في بيتها.
ومِن خصائصها – رضي الله عنها -: أنَّ الناسَ كانوا يتحرَّوْن بهداياهم يومَها مِن رسولِ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – تقربًا إلى الرسولِ – صلَّى الله عليه وسلَّم – فيُتْحفونَه بما يحبُّ في منزلِ أحبِّ نسائِه إليه – صلَّى الله عليه وسلَّم ورضي الله عنهنَّ أجمعين[5].

وقال الإمام بدرُ الدِّين الزَّرْكشيُّ في "الإجابة لإيراد ما استدركتْه عائشةُ على الصحابة" – وهو يَتكلَّم في خصائصها، رضي الله عنها – الأربعين، قال: "والخامِسة – أي: مِن الخصائص -: نزول براءتِها منَ السماء بما نَسَبه إليها أهلُ الإفك في ستَّ عشرةَ آية متوالية، وشَهِد لها بأنَّها من الطيِّبات، وعَدها بالمغفرةِ والرِّزق الكريم، قال: والسادس: جَعله قُرآنًا يُتْلَى إلى يومِ القيامة؛ أي: الآيات التي نزلَتْ في براءتِها.
وقال – في العاشرة -: وجوب محبَّتِها على كلِّ أحد، في الصحيح: لمَّا جاءتْ فاطمة – رضي الله عنها – إلى النبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال لها: ((ألسْتِ تُحبِّين ما أُحبُّ؟)) قالت: بلى، قال: ((فأَحبِّي هذه – يعني: عائشة))، وهذا الأمْرُ ظاهِرُه الوجوب.
وقال – في الحادية عشرة -: إنَّ مَن قذَفها فقَدْ كفَر؛ لتصريحِ القرآن الكريم براءتِها، وقال – في الثانية عشرة -: مَن أنْكَر كونَ أبيها أبي بَكْرٍ الصِّدِّيق – رضي الله عنه – صحابيًّا كان كافرًا، نصَّ عليه الشافعيُّ، فإنَّ الله تعالى يقول: إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا [التوبة: 40]، ومُنكِر صُحْبةِ غير الصَّدِّيق يَكْفُر لتكذيبه التواتُر[6]؛ انتهى مختصرًا.

9- وفاتها – رضي الله عنها -: تُوفِّيت – رضي الله عنها وأرْضاها – سَنةَ سَبْعٍ وخمسين على الصحيحِ، وقيل: سَنَة ثمان وخمسين، في ليلةِ الثلاثاء لسَبْعَ عشرةَ خَلَتْ مِن رمضان بعدَ الوتر، ودُفنت من ليلتها، وصلَّى عليها أبو هريرة، بعدَ أن عمرتْ ثلاثًا وستين سَنَة وأشهرًا – كما ذَكَر الذهبيُّ في "السِّير"[7].

10- حُكم الإسلام فيمَن سبَّ أمَّ المؤمنين عائشة – رضي الله عنها -: قال تعالى في تزكيةِ أمِّ المؤمنين ومكانتِها وغيرِها من زوجاتِ النبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم -: النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ [الأحزاب: 6].
وقدْ أجْمَع علماءُ الإسلام قاطبةً مِن أهل السُّنَّة والجماعة على أنَّ مَن سبَّ أمَّ المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – ورَماها بما برَّأها الله منه أنه كافِرٌ، ورُوي عن مالكِ بن أنس أنَّه قال: مَن سَبَّ أبا بكرٍ وعُمرَ جُلِد، ومَن سَبَّ عائشةَ قُتِل، قيل له: لِمَ يقتلُ في عائشة؟ قال مالك: فمَن رماها فقدْ خالَفَ القرآن، ومَن خالف القرآنَ قُتِل.
قال أبو مُحمَّد ابنُ حزْم الظاهريُّ – رحمه الله-: قول مالك هذا صحيحٌ، وهي رِدَّة تامَّة، وتكذيبٌ لله تعالى في قَطْعِه براءتها.
وقال أبو الخطَّابِ ابنُ دِحية في أجوبة المسائل: وشَهِد لقول مالك كتابُ الله، فإنَّ الله إذا ذَكَر في القرآن ما نَسَبه إليه المشرِكون سبَّح نفسَه لنفسِه، قال تعالى: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ [الأنبياء: 26]، والله تعالى ذَكَر عائشةَ، فقال: وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ [النور: 16]، فسبَّح نفْسَه في تنزيهِ عائشةَ، كمَا سبَّح نفسَه لنفسِه في تنزيهه؛ حكاه القاضي أبو بكر ابن الطيِّب[8].
وقال أبو بكر ابنُ زياد النيسابوريُّ: سَمعتُ القاسمَ بنَ محمَّد يقول لإسماعيلَ بن إسحاقَ: أُتِي المأمون في (الرَّقة) برَجلين شَتَم أحدُهما فاطمةَ، والآخَرُ عائشةَ، فأمَر بقَتْل الذي شتَم فاطمةَ وترَك الآخَر، فقال إسماعيلُ: ما حُكْمُهما إلاَّ أن يُقتلاَ؛ لأنَّ الذي شتَم عائشةَ ردَّ القرآن.

قال شيخُ الإسلام ابنُ تيمية – رحمه الله – تعقيبًا عليه: وعلى هذا مضَتْ سِيرةُ أهل الفِقه والعِلم مِن أهل البيت وغيرِهم.
وقالَ ابنُ العربيِّ – رحمه الله -: كلُّ مَن سبَّها بما برَّأها الله منه فهو مُكذِّب لله، ومَن كذَّب الله فهو كافِر.
وقال ابن قُدامة: فمَن قذَفها بما بَرَّأها الله منه فقدْ كفَر بالله العظيم.
وقال الإمامُ النويُّ – رحمه الله -: براءةُ عائشة – رضي الله عنها – مِنَ الإفْك، وهي براءةٌ قطعية بنصِّ القرآن العزيز، فلو تَشكَّك فيها إنسانٌ – والعياذ بالله – صار كافرًا مرتدًّا بإجماعِ المسلمين.
وقال ابنُ القيِّم – رحمه الله -: واتَّفقتِ الأُمَّة على كُفْر قاذفِها.
وقد رُوِي عَنْ عَمْرِو بنِ غالِبٍ: أنَّ رَجُلاً نالَ مِنْ عائِشَةَ عندَ عَمَّارٍ، فقالَ: اغْرُبْ مَقْبوْحًا، أَتُؤذِي حَبِيبةَ رَسُول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم؟! قال الذهبيُّ في السِّيَر: صحَّحَه الترمذيُّ في بعضِ النُّسخ، وفي بعضِ النُّسخ قال: هذا حديثٌ حسَن.

كاتب إسلامي – ومشرف موقع طريق المصلحين
بريد – [email protected]

—————————
[1] سير أعلام النبلاء (2/135).
[2] سير أعلام النبلاء (2/187).
[3] سير أعلام النبلاء (2/141).
[4] سير أعلام النبلاء (2/139).
[5] جلاء الأفهام (ص: 237 – 241).
[6] الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة؛ للزركشي.
[7] السير (2/192).
[8] الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة (ص: 29).




خليجية

خليجية

خليجية




بآرك الله فيكي و جعل مثوآكي الجنة



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

خطورة السخرية والاستهزاء بالمؤمنين

ابن باز : خطورة السخرية والاستهزاء بالمؤمنين ..
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فيقول الله جل وعلا في كتابه الكريم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [الحجرات:11] يبين الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة مسائل أربع، ويحذر منها جل وعلا:

حرمة السخرية :

الأولى: السخرية من الرجال بعضهم ببعض، أو النساء، وأن الواجب على المؤمن أن يحذر السخرية من أخيه والاستهزاء بأخيه، فربما كان المستهزأ به أفضل عند الله وخيراً من هذا المستهزئ الساخر المتنقص، وهكذا النساء مع بعضهن، ولهذا قال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) ذكرهم بالإيمان الذي يجب أن يمنعهم مما حرم الله..

لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ [الحجرات:11] لا تسخر من فقره، أو دمامته، أو عرجه..

أو غير هذا من الأسباب، وكذلك المرأة لا تسخر من أختها ولا من أخيها، بل يجب على المؤمن أن يشكر الله إذا حباه فضلاً على غيره، وأن يحمد الله الذي عافاه مما ابتلى به غيره، أما أن يسخر ويستهزئ فذلك من نقص العقل والدين.

حرمة اللمز والعيب :

المسألة الثانية: يقول جلا وعلا: وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ [الحجرات:11] اللمز: العيب، لا يعب بعضكم بعضاً، لا تعب أخاك بشيء ابتلاه الله به، من نقص في ماله، أو في جاهه، أو في خلقته..

أو نحو ذلك، فإن هذا يشبه الاستهزاء، فالواجب عليك أن تحمد الله وتشكره على ما أعطاك من النعم، وألا تعيب أخاك وتلمزه. واللمز هو المسمى: العيارة، أن يعيره بشيء فيه من النقص، هذا لا يجوز، وهو من أسباب البغضاء والشحناء، ومن أسباب العداوة والفرقة وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ [الحجرات:11] أي: لا يلمز بعضكم بعضاً ولا يعيب بعضكم بعضاً؛ سواء بأشياء خارجية من فقر أو غير ذلك، أو داخلية من نقص في خلقته يعيبه بذلك.

حرمة التنابز بالألقاب :

المسألة الثالثة: قال تعالى: (( وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ))[الحجرات:1] التنابز التداعي بالألقاب القبيحة: يا حمار! يا فاجر! يا كافر! يا قبيح! يا أعرج! يا كذا! يدعوه بألقاب لا يرضاها، هذا -أيضاً- من أسباب الشحناء والعداوة والبغضاء، وربما أفضى إلى القتال والفتن، فالواجب أن يدعوه بالأسماء الطيبة، والأسماء التي يحبها: يا فلان..

يا محمد..

يا أبا عبد الله..

أما أن يدعوه بأسماء أو بعبارات وألقاب يكرهها، فهذا هو التنابز بالألقاب، فيجب الحذر من ذلك؛ لئلا يجر إلى الفتن والشحناء والعداوة والبغضاء، ولهذا قال جل وعلا: وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ [الحجرات:11] فبين لنا أن من تعاطى هذه الأمور يكون فاسقاً، فكيف يرضى بحاله أن يكون بعد الإيمان فاسقاً خارجاً عن طاعة الله جل وعلا؟ والفسوق هو الخروج عن الطاعة.

التوبة إلى الله تعالى من جميع المعاصي :

المسألة الرابعة: ثم قال بعد ذلك: وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [الحجرات:11] يبين سبحانه أن من أصر على المعاصي فهو ظالم، ومن تاب فقد أفلح..

من أصر على المعصية ولم يتب فهو ظالم لنفسه، متعرض لغضب الله، فالواجب البدار بالتوبة من المعصية، وعدم الإصرار عليها، فمن بادر بالندم والإقلاع وعدم الإصرار والعزم الصادق ألا يعود؛ سلم من شر الذنب وتاب الله عليه، ومن أصر فقد ظلم نفسه، ويبقى عليه إثم ذلك الذنب وخطره لو نزل به الأجل. رزق الله الجميع العافية.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

منقول




بارك الله فيكــي



وينكم



جزاكـ ربي الجنه
احسنتي إختيار الموضوع



مشكورة حنونتي اغلى ابتسامة



التصنيفات
منوعات

حياة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها العامة والخاصة

بسم الله الرحمن الرحيم، وبه ثقتي..

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا ِِإله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ولاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [سورة آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ واحِدَةٍ وخَلَقَ مِنْهَا زَوجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا ونِسَاء واتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ والأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [سورة النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وقُولُوا قَولًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ومَن يُطِعْ اللَّهَ ورَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوزًا عَظِيمًا ﴾ [سورة الأحزاب:70-71].

أما بعد:

فإن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدى هدي محمد – صلى الله عليه وسلم -، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

فقد دأب بعض أهل الهوى والفكر المنحرف، والدخيل على ديننا الحنيف للنيل من الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – عن طريق أزواجه الأطهار – رضوان الله عليهن – عموما وعائشة – رضي الله عنها – على وجه الخصوص لمكانتها العلمية في ديننا الحنيف.

وفي هذا المبحث سوف أتحدث عن حياة أم المؤمنين العامة والخاصة ومكانتها العلمية الفريدة لأنها من أولي اللواتي حملن لنا هذا الدين القويم، فكانت لها الفضل العظيم – رضوان الله عليها – في نقل وصيانة هذا الدين إلينا كما كانت لها فضل نشر نور الإسلام، وعلومه.

تلكم أم المؤمنين الصديقة زوجة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الدنيا والآخرة من أكثر الصحابة رواية للحديث النبوي الشريف وأشدهم حفظا له.

الفصل الأول
حياة أم المؤمنين عائشة ملكة العفاف الخاصة والعامة

الفرع الأول – حياة أم المؤمنين عائشة الخاصة.

الفرع الثاني – حياة أم المؤمنين عائشة العامة.

الفرع الأول
حياة أم المؤمنين عائشة ملكة العفاف الخاصة.
وفيما يلي أبين بعض الجوانب من حياة أم المؤمنين الخاصة لكي يعرف ويلم القارئ الكريم بما يحب أن يعرف من حياة هؤلاء الأخيار الذين رضي الله عنهن ورضوا عنه، فيتلمس علمهن، وحبهن ابتغاء لمرضاة الله سبحانه وتعالى.

من هي عائشة:

هي الصديقة بنت الصديق أبي بكر، عبد الله بن أبي قحافة ، القرشية، التيمية، المكية.

أمها:

أم رومان الكنانية بنت عامر بن عويمر، بن عبد شمس، بن عتاب، بن أذينة بن سبيع، بن دهمان بن الحارث، بن غنم بن مالك بن كنانة[1].

ألقاب عائشة – رضي الله عنها:

ظفرت أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – بألقاب لم تظفر بها غيرها من أمهات المؤمنين – رضوان الله عليهن أجمعين – منها:

1- عائش: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ينادي عائشة – رضي الله تعالى عنها – بقوله: (يا عائش) [2] تحبباً، وتحسناً لمكانتها المميزة في قلب رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ففي الصحيحين عن عائشة، قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: يا عائش! هذا جبريل يقرئك السلام. قلت وعليك السلام ورحمة الله وبركاته) [3].

2- حميراء: وكذلك روى أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – نادى حبيبته عائشة – رضي الله عنها – بالحميراء، تحببا إليها وملاطفة لها ومن ذلك ما رواه عدد من العلماء من رواية أم المؤمنين عائشة، زوج النبي – صلى الله عليه وسلم – قالت: دخل الحبشة المسجد يلعبون، فقال لي: يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم فقلت: "نعم، فقام بالباب وجئته فوضعت ذقني على عاتقه فأسندت وجهي إلى خده" قالت: "ومن قولهم يومئذ أبا القاسم طيبا" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حسبك" فقلت: يا رسول الله لا تعجل، فقام لي ثم قال: "حسبك" فقلت: "لا تعجل يا رسول الله" قالت: "وما لي حب النظر إليهم، ولكني أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه" قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: يا حميراء! أتحبين أن تنظُري إليهم؟! يعني: إلى لعب الحبشة ورقصهم في المسجد)[4]. ولفظ حميراء معناه البيضاء، لأن أم المؤمنين كانت بيضاء رضي الله عنها. والعرب تطلق على الأبيض أحمر لغلبة السمرة على لون العرب[5]. والعرب تقول: امرأة حمراء أي بيضاء. وسئل ثعلب: لم خص الأحمر دون الأبيض؟ فقال: (لأن العرب لا تقول رجل أبيض من بياض اللون، إنما الأبيض عندهم الطاهر النقي من العيوب، فإذا أرادوا الأبيض من اللون قالوا أحمر)[6].

3- ابنة الصديق: كثيرًا ما كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يناديها بابنة الصديق تحببًا وإكراماً لابنة الصديق لما لها وأبيها من مكانة عظيمة في قلبه وقلب كل مؤمن بالله ورسوله. من ذلك ما روته عائشة – أم المؤمنين رضي الله عنها – قالت: قلت يا رسول الله ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ﴾ [المؤمنون: 60] هوالذي يزني ويشرب الخمر ويسرق؟ قال: لا يا ابنة الصديق، ولكنه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق، ويخاف أن لا يقبل منه[7].

4- ابنة أبي بكر: كذلك كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ينادي أم المؤمنين بابنة أبي بكر لبيان عظيم مكانتها ومكانة أبيها أحب الناس إلى قلب رسول الله – صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك ما رواه الإمام مسلم – رحمه الله تعالى – في صحيحه، أن عائشة، زوج النبي – صلى الله عليه وسلم -، قالت: أرسل أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستأذنت عليه وهو مضطجع معي في مرطي، فأذن لها، فقالت: يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، وأنا ساكتة، قالت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "أي بنية ألست تحبين ما أحب؟" فقالت: بلى، قال "فأحبي هذه" قالت: فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فرجعت إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرتهن بالذي قالت، وبالذي قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلن لها: ما نراك أغنيت عنا من شيء، فارجعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولي له: إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة، فقالت فاطمة: والله لا أكلمه فيها أبدا، قالت عائشة، فأرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي التي كانت تساميني منهن في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم أر امرأة قط خيرًا في الدين من زينب. وأتقى لله وأصدق حديثاً، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالًا لنفسها في العمل الذي تصدق به، وتقرب به إلى الله تعالى، ما عدا سورة من حدة كانت فيها، تسرع منها الفيئة، قالت: فاستأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع عائشة في مرطها، على الحالة التي دخلت فاطمة عليها وهو بها، فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، قالت: ثم وقعت بي، فاستطالت علي، وأنا أرقب رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وأرقب طرفه، هل يأذن لي فيها، قالت: فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا يكره أن أنتصر، قالت: فلما وقعت بها لم أنشبها حتى أنحيت عليها، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وتبسم إنها "ابنة أبي بكر"[8].

5- الموفقة: وأيضًا كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ينادي أم المؤمنين بالموفقة لتوفيق الله تعالى لها بكل ما تقول أوتفعل رضي الله تعالى عنها. روى أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم قال: (من كان له فرطان من أمتي أدخله الله بهما الجنة، فقالت عائشة: فمن كان له فرط من أمتك. قال: ومن كان له فرط يا موفقة…….) [9].

6- أم عبد الله: كنى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – بأم عبد الله. روت عائشة – رضي الله عنها قولها لرسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (أم كل صواحبها لهن كنى، فقال لها رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: فاكتني بابنك عبد الله[10] – يعني ابن أختها – فكانت تكنى بأم عبد الله)[11].

وفي رواية ثانية عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: لما ولد عبد الله بن الزبير أتيت عائشة – رضي الله عنها، قالت: لما ولد عبد الله بن الزبير أتيت به النبي – صلى الله عليه وسلم – فتفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوه، وقال: هوعبد الله وأنت أم عبد الله، فما زلت أكنى بها وما ولدت قط) [12].

7- أم المؤمنين: بهذا اللقب لقبت عائشة رضي الله عنها كغيرها من أمهات المؤمنين وبيان ذلك قوله سبحانه وتعالى: ﴿ النَّبِيُّ أَولَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وأَزْواجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وأُولُوالْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَولَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ والْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَولِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴾[13].

وهذه الألقاب التي لقبت بها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وبالتالي فهي تستحق بجدارة أن تعطى لقبًا جديدًا ألا وهو ملكة العفاف كبرهان محبة من أهل السنة الجماعة واعتذار منها عما لحقها أذى وتقولات من أهل الزيغ والضلال.

ولادة أم لمؤمنين عائشة، ونشأتها:

ولدت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها – في مكة المكرمة قبل الهجرة بسبع سنين تقريباً. وقد تربت – رضي الله عنها – شطرا في بيت الصديق (تسع سنين)، وشطرا آخر في بيت النبوة (تسع سنين أيضًاً).

زواجها من الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم -:

بعد وفاة خديجة – رضي الله عنها – لبث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – نحو سنتين أوقريبًا من ذلك [14] دون زوجة، ثم جاءته خولة بنت حكيم – رضي الله عنها – فعرضت عليه خطبة عائشة بنت أبي بكر الصديق [15] فعقد عليها الرسول – صلى الله عليه وسلم – بمكة، وهي بنت ست سنين ودخل بها في المدينة المنورة، وهي بنت تسع سنين.

وقد وصفت أم المؤمنين – رضي الله عنها – زواجها من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقالت: تزوجني الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحرث بن خزرج فوعكتُ فتمرق شعري، فوفى جميمة، فأتتني أمي أم رومان وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي، فصرخت بي فأتيتها لا أدري ما تريد بي، فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وإني لأنهج [16] حتى سكن بعض نفسي ثم أخذت شيئاً من ماء فمسحت به وجهي ورأسي، ثم أدخلتني الدار، فإذا نسوة من الأنصار في البيت، فقلن على الخير والبركة وعلى خير طائر، فأسلمتني إليهن فأصلحن من شأني، فلم يرعني إلا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ضحى فأسلمتني إليه، وأنا يومئذ بنت تسع سنين)[17].

وقد كانت رضي الله عنها وأرضاها أحب الناس إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى كان عليه والصلاة والسلام يصرح بذلك كما ورد في حديث عمروبن العاص – رضي الله عنه – حيث سأله: أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟ قال: عائشة. قال: فمن الرجال؟ قال: أبوها) [18].

قال الإمام الذهبي – رحمه الله تعالى -: (وهذا خبر ثابت على رغم أنوف الروافض، وما كان عليه السلام ليحب إلا طيباً، وقد قال: لوكنت متخذا خليلا من هذه الأمة لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن أخوة الإسلام أفضل)[19].

فأحب أفضل رجل من أمته، وأفضل امرأة من أمته، فمن أبغض حبيبي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فهو حري أن يكون بغيضاً إلى الله ورسوله وحبه عليه السلام لعائشة كان أمراً مستفيضاً ألا تراهم – يعني الصحابة رضوان الله عليهم – يتحرون بهداياهم يومها تقرباً إلى مرضاته) [20].

بعض صور معاملة الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم لزوجه عائشة – رضي الله تعالى عنها:

لقد كانت الصديقة عائشة بنت الصديقة – رضي الله عنها – ما تزال صغيرة تحتاج ما تحتاج إليه أمثالها من اللعب والصواحب، فكانت رضوان الله عليها تلعب بألعابها مع صاحباتها في بيت النبوة، فلم يكن الرسول الكريم صاحب الخلق العظيم ينفر من هذا أو يتضايق من بل كان عليه والصلاة السلام يسر بصاحبات الصديقة لأنهن يلعبن معها.

قالت رضي الله عنها وهو يتصف ذلك: (وكانت تأتيني صواحبي فكن ينقمعن من رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، قالت: فكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يُسَرُّ بهن إليّ) [21].

وكان عليه والصلاة والسلام يلاطف زوجته الصغيرة ويلاعبها بما يلائم صغرها وسنها ومن ذلك ما روته عائشة رضي الله عنها: (قدم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من غزوة تبوك أوخيبر وفي سهوتها ستر، فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب. فقال: ما هذا يا عائشة؟ قالت: بناتي ورأى بينهن فرسًا لها جناحان من رقاع. فقال: ما هذا الذي أرى وسطهن؟ قالت: فرس. قال: وما هذا الذي عليه؟ قالت: جناحان. قال: فرس له جناحان! قالت: أما سمعت أن لسليمان خيلًا لها أجنحة، قالت: فضحك حتى رأيت نواجذه)[22].

ومن حسن أخلاقه – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يسترها بردائه حتى تنظر إلى لعب الأحباش لتسليتها، بل كان عليه الصلاة السلام يقف دون كلل أوملل حتى تمل رضي الله عنها وتنصرف.

ومن ذلك ما روته عائشة – رضي الله عنه – (لقد رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بالحراب في المسجد وإنه ليسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم، ثم يقف من أجلي حتى أكون أنا أنصرف، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو)[23].

وقد كانت أم المؤمنين -رضي الله عنها – من شدة حبها لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – وورعها لله تعالى إذا كان هناك أي خصومة من الخصومات التي تحصل بين الأزواج لا تهجر إلا اسمه فقط. ويبين ذلك ما روته الصديقة – رضي الله عنها عندما قال لها الرسول – صلى الله عليه وسلم: (إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت علي غضبى. قالت: ومن أين تعرف ذلك. قال: أما إذا كنت عني راضية، فإنك تقولين لا ورب محمد. وإذا كنت غضبى، قلت: لا ورب إبراهيم. قالت عائشة. قلت: أجل – والله – يا رسول ما أهجر إلا اسمك) [24].

وكانت رضي الله عنها فرحة مرحة مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وباقي زوجاته الكرام ويدل على ذلك ما رواه الهيثمي وغيره في مجمع الزوائد: (أتيت النبي – صلى الله عليه وسلم – بحريرة [25]وقد طبختها له، فقلت لسودة، والنبي – صلى الله عليه وسلم – بيني وبينها: كلي – فأبت، فقلت: لتأكلين أو لألطخن وجهك فأبت، فوضعت يدي في الحريرة فطليت وجهها، فضحك النبي – صلى الله عليه وسلم – فوضع بيده لها، قال لها: الطخي وجهها ففعلت فضحك النبي – صلى الله عليه وسلم -……).[26]

وقد اشتهرت – رضي الله عنها – بالحياء والورع الشديدين حتى أنها كانت تستحي من عمر رضي الله عنه وهو في قبره، ولعل خير مثال يبين ذلك ما روته عائشة – رضي الله عنها – بقولها: كنت أدخل بيتي الذي دفن فيه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأبي فأضع ثوبي فأقول: إنما هو زوجي وأبي، فلما دفن عمر معهم، فوالله ما دخلت إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر)[27].

وكانت رضي الله عنها كريمة كرمًا مميزًا حتى أنها تنفق آلاف الدراهم دون أن تدخر لنفسها دراهم معدودة للطعام والشراب.

عن أم ذرة قالت: (بعث ابن الزبير إلى عائشة بمال في غرارتين يكون مائة ألف، فدعت بطبق، وهي يومئذ صائمة، فجعلت تقسم في الناس، قال: فلما أمست قالت: يا جارية هاتي فطري, فقالت أم ذرة: يا أم المؤمنين أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه؟ فقالت: لا تعنفيني , لوكنت أذكرتني لفعلت)[28].

وصور صبر وورع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ما رواه البخاري في صحيحه عن عائشة، قالت: (دخلت امرأة ابنتان لها تسأل، فلم تجد عندي شيئاً غير تمرة، فأعطيتها إياها، فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها، ثم قامت فخرجت، فدخل النبي – صلى الله عليه وسلم – علينا فأخبرته، فقال: من ابتلي من هذه البنات بشيء كن له ستراً من النار)[29].

روى البخاري أيضاً عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه، قال: دخلت على عائشة – رضي الله عنها، وعليها درع قطر، ثمن خمسة دراهم، فقالت: (ارفع بصرك إلى جاريتي انظر إليها، فإنها تزهى أن تلبسه في البيت، وقد كان لي منهن درع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما كانت امرأة تقين بالمدينة إلا أرسلت إلي تستعيره) [30]. ففي هذا الحديث دليل على تواضع أم المؤمنين – رضي الله عنها – فهي تلبس ثياباً تأبى الخدم أن يلبسوه، وأمرها – رضي الله عنها – في التواضع والورع مشهور، وفيه حلم عائشة عن خدمها ورفقتها في المعاتبة، وإيثارها بما عندها مع الحاجة إليه.

وقال عروة بن الزبير رضي الله عنه: (كانت عائشة تقسم سبعين ألفا، وهي ترقع درعها) [31].

أما عن عبادتها – رضي الله عنها – فكانت صوامة قوامة كثيرة القراءة والتسبيح، ومن ذلك ما رواه عروة: (أن عائشة – رضي الله عنها – كانت تصوم الدهر في السفر والحضر) [32]، وعنه قال: كنت إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة أسلم عليها، فغدوت يومًا، فإذا هي قائمة تسبح وتقرأ: ﴿ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ﴾ [الطور: 27][33] وتدعو وتبكي وترددها، فقمت حتى مللت القيام، فذهبت إلى السوق لحاجتي، ثم رجعت، فإذا هي قائمة كما هي تصلي وتبكي)[34].

فهذه التي ذكرت وأوردت لطائف بسيطة أضأت من خلالها بعض جوانب الحياة الخاصة أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – من خلال الآثار، والروايات النبوية الشريفة.

وفما يلي سوف أبين جوانب من حياة أم المؤمنين العامة رضي الله تعالى عنها.

الفرع الثاني
حياة أم المؤمنين العامة

لاشك أن لأم المؤمنين مكانة عظيمة في حياة الأمة، لذلك كان لابد من بيان مكانتها، وأثرها – رضوان الله عليها – في الحياة الإسلامية.

رُب سائل يسأل كيف كان لأم المؤمنين حياة عامة وقد أمرهن الله تعالى مع باقي أمهات المؤمنين أن يقرن في بيوتهن، ولا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى، وإذا أرادهن أحد المسلمين بفتوى أو حاجة فيجب أن يسألوهن من وراء حجاب، وذلك من قوله سبحانه وتعالى:

﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَولِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وقُلْنَ قَولًا مَعْرُوفًا * وقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ولَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وأَطِعْنَ اللَّهَ ورَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾[35].

وقوله سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ ولَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا ولَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ واللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ ورَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وقُلُوبِهِنَّ ومَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ ولَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا ﴾[36].

وللجواب على هذا التساؤل أقوال بأن الحياة العامة التي كانت أم المؤمنين تتفاعل معها يقصد منها المساهمة في بناء المجتمع الإسلامي والتفاعل مع أعضائه ضمن الحدود الشرعية.

فالصديقة بنت الصديق ولدت في بيت إيماني متميز في حمل هموم الدعوة، وشاهدت منذ نعومة أظفارها تفاصيل نشوء الدين الإسلامي وتفاعلت معه بكل ما فيه من آلام وآمال.

قالت رضي الله عنها: (لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، طرفي النهار: بكرة وعشية، ثم بدا لأبي بكر، فابتنى مسجدا بفناء داره، فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن، فيقف عليه نساء المشركين وأبناؤهم، يعجبون منه وينظرون إليه، وكان أبوبكر رجلا بكاء، لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين)[37].

وقد كانت أم المؤمنين تشارك في كثير من أحداث الأمة وقد بدأتها بالهجرة إلى المدينة المنورة للحاق برسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأبيها الصديق – رضي الله عنه. فالصديقة بنت الصديق كانت منذ أن فتحت عينيها مساهمة ومشاركة في خدمة هذا الدين ورسوله وأهله لذلك كانت مشاركاتها في كل مناحي الحياة الإسلامية وفق الضوابط الشرعية، حتى الغزوات منها ففي غزوة أحد كانت رضي الله عنها تنقل الماء بالقرب ثم تفرغه في أفواه الصحابة المنهكين من القتال والعطش.

روى البخاري – رحمه الله – عن أنس رضي الله عنه، قال: (لما كان يوم أحد، انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر، وأم سليم وإنهما لمشمرتان، أرى خدم سوقهما تنقزان القرب [38]، وقال غيره: تنقلان القرب على متونهما، ثم تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئان فتفرغانها في أفواه القوم) [39].

وما كان لهذه الشخصية العظيمة التي تربت في بيت الصديق والنبوية أن تغيب عن مشهد الأحداث، وخصوصًا إذا كانت تلك الأحداث، مفصلة في تاريخ وحياة الأمة. كيف لا وهي أم للمؤمنين التي يدفعها إلى ذلك الشعور بالواجب الملقى على عاتقها، ثم الإحساس بالقدرة على التأثير والتغيير والإصلاح بين أبنائها المؤمنين إذا دعت الحاجة لذلك.

ففي فتنة عثمان رضي الله عنه رأت رضي الله عنها بوجوب القصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه والإصلاح بين المسلمين. ونتيجة هول ما حصل من أمر معركة الجمل التزمت أم المؤمنين بيتها ولم تعد تشارك في أحداث الأمة بشكل مباشر بل عن طريق النصيحة والإرشاد كما فعلت مع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، ذلك أن معاوية – رضي الله عنه – طلب منها النصيحة، فكتبت إليه: (إلى معاوية سلام عليك، أما بعد: فإني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس، والسلام عليكم) [40].

وهكذا رأينا أن أم المؤمنين رضي الله عنها لم تدخر وسعا في مناصرة الحق وبيانه، والاهتمام بقضايا الأمة، فكانت تأتيها الوفود من كل بقاع الدولة الإسلامية فتجيبهم عن فتاويهم وأسألتهم بما علمت من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك كانت تنصح الأمراء والولاة والخلفاء وتذكرهم بأيام الله تعالى فهي زوجة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها.

الفصل الثاني
حياة أم المؤمنين العلمية

اكتسبت أم المؤمنين – رضي الله عنها – علماً غزيراً صافياً من نبع النبوة الذي لا ينضب، فكانت أفقه نساء المسلمين، وأعلمهن بالدين وأصوله وفروعه والأدب، ولا يحدث لها أمر إلا أنشدت فيه شعراً، وكان أكابر الصحابة يسألونها عن الفقه والفرائض، فتجيبهم.

قال عطاء – رضي الله عنه -: (كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأيًا) [41].

ولعل أهم الأسباب التي ساعدت أم المؤمنين على اكتساب هذا العلم ما يلي:

1- الذكاء وقوة الحفظ: امتازت أم المؤمنين – رضي الله عنها – بالذكاء الوقاد، وقوة الحفظ والاستذكار مما ساعدتها – بفضل الله – على حفظ كتاب الله تعالى وأحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وفقههما.

2- علمها بالعربية وفنونها وأشعارها: وقد كانت رضي الله عنها عالمة بالعربية وفروعها وأشعار العرب ونوادرهم، فصيحة اللسان مما ساعدها على فهم القرآن وتفسيره وقد تعلمت من والدها الصديق البلاغة والفصاحة فقد كان الصديق علامة العرب في ذلك.

3- نشأتها في بيت النبوة: نشأت السيدة عائشة – رضي الله عنها في بيت النبوة فشاهدت أحوال النبي – صلى الله عليه وسلم – واطلعت على أخباره فتعلمت حكمته وكل شؤونه وخاصة ما يتعلق بأحكام النساء.

4- حرص النبي – صلى الله عليه وسلم – على تعليمها: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حريصاً على تعليمها لما لمسه من ذكاء وفطنة، فكان عليه الصلاة والسلام يحدثها ويفقهها بالدين.

5- نزول الوحي في فراشها: فإنه لم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي في فراش امرأة سواها رضي الله تعالى عنها[42].

وقد أخذ عنها كثير من الصحابة، والتابعين وخلق كثير، وروي عنها (2210) أحاديث، ولها آراء فقهية كثيرة، واجتهادات عديدة، وتخرج من مدرسة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عدد كبير من سادة العلماء ومشاهير التابعين.

قال أبوموسى الأشعري – رضي الله عنه: (ما أشكل علينا – أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم – حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندنا منه علماً) [43].

وكان لأم المؤمنين السيدة عائشة – رضي الله تعالى عنها – تلاميذ كثرمن التابعين الذي أخذوا العلم عنها ونشروه في الأمصار الإسلامية، فصاروا أئمة يُقتدى بهم في العلم والعمل ومن أشهر هؤلاء – رضي الله عنهم – عروة بن الزبير[44]، والقاسم بن محمد بن أبي بكر[45]، ومسروق بن الأجدع[46] وعمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية[47] – عليهم رحمة الله تعالى أجمعين.

وكان هؤلاء التلاميذ النجباء يتلقون العلم في غرفة قصية البناء، مبنية من جريد عليه طين من حجارة مرضونة وسقفها من جريد [48]، وكانت رضي الله عنها تضع حجاباً بينها وبين طلاب علمها النبوي الشريف.

وكانت الصديقة رضي الله عنها ذات منهج علمي مميز، ولعل أبرزه ما فيه ما يلي:

1- توثيق المسائل: كانت رضي الله عنها إذ تحرص على تتبع توثيق المسائل بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – عن يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمْرَةَ بنت عبد الرحمن، أنها أخبرته أن زياد بن أبي سفيان كتب إلى عائشة رضي الله عنها أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: (من أهدى هديًا حرم عليه ما يحرم على الحاج حتى ينحر الهدي وقد بعثت بهديي فاكتبي إليّ بأمرك، قالت عمرة:، فقالت عائشة رضي الله عنها: ليس كما قال ابن عباس، "أنا فتلت قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي، ثم قلدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه، ثم بعث بها مع أبي، فلم يحرم على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – شيء أحله الله له حتى نحر الهدي)[49].

2- الورع عن الكلام بغير علم: كانت رضي الله عنها تتورع عن الكلام بغير علم، ومن مثل هذا ما قال شريح بن هانىء قال: أتيت عائشة أسألها عن المسح على الخفين، فقالت: عليك بابن أبي طالب فسله، فإنه كان يسافر مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فسألناه، فقال جعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويوماً وليلة للمقيم.[50]

3- الجمع بين الأدلة وفهم مقاصد الشريعة: كانت رضي الله عنها تعتمد على الجمع بين الأدلة وفهم الشريعة وعلوم العربية. ومن ذلك ما رواه عروة عن عائشة – رضي الله عنها – قال قلت: أرأيت قول الله عز وجل ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ﴾ [البقرة: 158] قال قلت: فوالله ما على أحد جناح أن لا يطوف بهما، فقالت عائشة: بئسما قلت يا ابن أختي إنها لوكانت على ما اولتها كانت فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما، ولكنها إنما أنزلت أن الأنصار كانوا قبل أن يسلموا يهلون لِمَنَاةَ الطاغية التي كانوا يعبدون عند المشلل وكان من أهل لها يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة، فسألوا عن ذلك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقالوا: يا رسول الله إنا كنا نتحرج أن نطوف بالصفا والمروة في الجاهلية، فأنزل الله عز وجل: (إن الصفا والمروة من شعائر الله إلى قوله فلا جناح عليه أن يطوف بهما) قالت عائشة ثم قد سن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الطواف بهما، فليس ينبغي لأحد أن يدع الطواف بهما) [51].

4- معرفتها بأدب الحوار: كانت رضوان الله عليها على معرفة عميقة وتامة بآداب الحوار وكل ما يلزم ذلك. كيف لا وهي التي تربت وتعلمت في بيت النبوة، انظر أخي القارئ إلى هذه القصة لترى وتتعلم أدب الحوار من الصحابة الكرام – رضي الله عنهم – عن عروة بن الزبير قال: كنت أنا وابن عمر مستندين إلى حجرة عائشة وإنا لنسمع ضربها بالسواك تستن – قال – فقلت: يا أبا عبد الرحمن أعتمر النبي – صلى الله عليه وسلم – في رجب؟ قال: نعم. فقلت: أي أمتاه ألا تسمعين ما يقول أبوعبد الرحمن؟! قالت: وما يقول؟ قلت: يقول اعتمر النبي – صلى الله عليه وسلم – في رجب. فقالت: يغفر الله لأبي عبد الرحمن لعمري ما اعتمر في رجب، وما اعتمر من عمرة إلا وإنه لَمَعَهُ. قال وابن عمر يسمع فما قال لا ولا نعم. سكت.[52]

5- الدقة في نقل الموروث النبوي: وكانت أم المؤمنين – رضي الله عنها – دقيقة جدًا في نقل الموروث النبوي أمانة في النقل، وورعاً وخوفاً من الله سبحانه وتعالى، عن عمرة بنت عبد الرحمن أنها أخبرته أنها سمعت عائشة وذكر لها أن عبد الله بن عمر يقول إن الميت ليعذب ببكاء الحي. فقالت عائشة يغفر الله لأبي عبد الرحمن أما إنه لم يكذب، ولكنه نسى أو أخطأ إنما مر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على يهودية يبكى عليها أهلها، فقال إنهم ليبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها) [53].

6- اختبار المحدث: وكانت عائشة – رضي الله عنها – إذا لم تكن تعرف الحديث اختبرت قائله، فإن ضبطه قبلته، وهذا الأسلوب اتبعه نقاد الحديث فيما بعد في نقد نقل الرجال. عن عروة بن الزبير قال قالت لي عائشة يا ابن أختي بلغني أن عبد الله بن عمرو مارٌّ بنا إلى الحج فَالْقَهُ فَسَائِلْهُ فإنه قد حمل عن النبي – صلى الله عليه وسلم – علماً كثيراً – قال – فلقيته فساءلته عن أشياء يذكرها عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (إن الله لا ينزع العلم من الناس انتزاعاً ولكن يقبض العلماء، فيرفع العلم معهم، ويبقى في الناس رءوساً جهالاً يفتونهم بغير علم فيضلون ويضلون). قال عروة فلما حدثت عائشة بذلك أعظمت ذلك وأنكرته قالت أحدثك أنه سمع النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول هذا، قال عروة حتى إذا كان قابل قالت له: إن ابن عمروقد قدم فالقه ثم فاتحه حتى تسأله عن الحديث الذي ذكره لك في العلم – قال – فلقيته فساءلته فذكره لي نحوما حدثني به في مرته الأولى. قال عروة فلما أخبرتها بذلك قالت ما أحسبه إلا قد صدق أراه لم يزد فيه شيئاً ولم ينقص) [54].

7- عدم الإسراع في الكلام والتأني في سرد الأحاديث: اتبعت أم المؤمنين – رضي الله عنها – أسلوب النبي – صلى الله عليه وسلم – في التحدث والتعليم، فكانت رضي الله عنها تتكلم بتأني دون كلل ولا تكثر في الكلام والتحدث. عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت له: ألا يعجبك أبوهريرة جاء فجلس إلى جنب حجرتي يحدث عن النبي – صلى الله عليه وسلم – يسمعني ذلك وكنت اسبح، فقام قبل أن أقضي سبحتي ولو أدركته لرددت عليه إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لم يكن يسرد الحديث كسردكم) [55].

وهذا نرى أن الصديقة بنت الصديق ملكة العفاف بحرا زاخرا في الدين، وخزانة حكمة وتشريع، ومدرسة قائمة بذاتها، ونابغة في الذكاء والفصاحة والبلاغة، فكانت رضوان الله عليها عاملًا كبيرًا ذا تأثير عميق في نشر العلم النبوي الشريف.

وفاة أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها -:

توفيت رضي الله عنها في خلافة معاوية – رضي الله عنه – ليلة الثلاثاء، السابع عشر من رمضان، سنة ثمان وخمسين من الهجرة، وهي ابنة ست وستين سنة، بعد مرض ألم بها حتى أنها شعرت بأنه مرض الموت، ولهذا أوصت: (أن لا تتبعوا سريري بنار، ولا تجعلوا تحتي قطيفة حمراء، وأن لا يصلي علي إلا أبوهريرة)[56].

ودفنت عليها رحمة الله عليها بالبقيع من ليلتها بعد صلاة الوتر [57]، بحسب وصيتها لعبد الله بن الزبير – رضي الله عنه، حيث قالت له: (ادفني مع صواحبي بالبقيع لا أزكي به أبداً) [58].

والحمد لله رب العالمين..

——————————————————————————–

[1] وقيل بل هي : أم رومان بنت عامر، بن عميرة، بن ذهل، بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة.

[2] و هو في اللغة من باب الترخيم.

[3] رواه الشيخان. البخاري في صحيحه، دار ابن كثي اليمامة بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة، ج5/2291. و مسلم في صحيحه، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ج4/1896.

[4] السنن الكبرى للنسائي، دار الكتب العلمية، بيروت عام 1991، ج 5/ 307، وأورده الشيخ ناصر الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، مكتبة المعارف، الرياض، مج7 القسم الثاني، ص 817 برقم 3277. والحق الذي يجب أن يقال هو ما قال ابن حجر العسقلاني – رحمه الله تعالى : (لم أر في حديث صحيح ذكر الحميراء إلا في هذا ) فتح الباري لابن حجر العسقلاني، دار المعرفة – بيروت عام 1379هـ تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي – محي الدين الخطيب، ج2/ 444. و لينظر القارئ الكريم على سبيل المثال الرواية و التي منطوقها : (يا حميراء من أعطى نارا فكأنما تصدق…..) حديث ضعيف انظر صحيح و ضعيف الجامع الصغير برقم 6391. وانظر الرواية التي منطوقها : يا رسول الله ما الشيء الذي لا يحل منعه، قال : الماء و الملح و النار، قالت قلت : (يا رسول هذا الماء قد عرفناه، فمال بال الملح و النار، قال : يا حميراء….) رواه ابن ماجه سننه، ج2/ 826، برقم 2474 و قال عنه الشيخ ناصر الدين الألباني في السلسلة الضعيفة، ج1/242برقم 120 : (حديث ضعيف). و انظر الرواية التي منطوقها : (….. فلما رفع رأسه من السجود و فرغ من صلاته، قال يا عائشة أو يا حميراء أظننت أني…..) و هو حديث ضعيف انظر ضعيف الترغيب و الترهيب للشيخ الألباني برقم 622. و انظر الرواية التي منطوقها :… كان يصلي في المكان الذي يبول فيه الحسن والحسين، فقالت عائشة يا رسول : ألا تنظر مكانا من الحجرة أنظف من هذا. قال : (يا حميراء أما علمت أن العبد إذا سجد سجدة لله تعالى طهر له موضع سجوده…..) وهو حديث موضوع انظر السلسلة الضعيفة للشيخ الألباني، برقم 2653. و الراوية التي منطوقها : (يا حميراء أنه لما كان ليلة أسرى بي إلى السماء) و كذلك الرواية التي منطوقها : (يا حميراء إن فاطمة ليست كنساء الآدميين…) و هما من الأحاديث الموضوعة أنظر السلسلة الضعيفة والموضوعة للشيخ ناصر الدين الألباني برقم 3242.و انظر أخي الكريم إلى منطوق الرواية : (يا حميراء أما شعرت أن الأنين اسم من أساء الله….) و هو حديث منكر انظر إلى السلسلة الضعيفة برقم 3243 و 4051.

[5] انظر النهاية في غريب الأثر، لأبي السعادات المبارك بن محمد الجزري، دار المكتبة العلمية، بيروت 1979، ج1/438. والقاموس المحيط للفيروز آبادي، مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر آبادر – الهند عام 1972 م، ط2 ص 3487.

[6] لسان العرب المحيط، لابن منظور إعداد يوسف خياط و نديم مرعشلي، دار لسان العرب المحيط، مج1/ 714.

[7] شرح العقيدة الطحاوية، تخريج الشيخ ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، ص 365.

[8] – رواه مسلم في صحيحه، ج4/ 1891.

[9] – رواه الترمذي في جامعه، ج3/376 وقال عنه حسن غريب، وقد ضعفه الشيخ ناصر الألباني في صحيح وضعيف الجامع الصغير برقم 5801.

[10] – هو عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي، أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق ولد عام الهجرة، فكان أول مولود للمسلمين بعد الهجرة و أول شيء دخل بطنه ريق النبي – صلى الله عليه وسلم – حنكه بتمرة. (الإصابة في تمييز الصحابة)، لشهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، طبع مصر 1312هـ ، ج2/309. سير أعلام النبلاء لشمس الدين الذهبي، دار المعارف بالقاهرة، ج3/363.

[11] سنن أبي داود، دار الفكر بيروت لبنان، ج4/293.

[12] صحيح ابن حبان، مؤسسة الرسالة، بيروت، عام 1193م، ج16 /55.

[13] سورة الأحزاب، الآية 6.

[14] صحيح البخاري، ج4/252.

[15]مجمع الزوائد للهيثمي، دار الريان، بيروت لبنان عام 1407هـ، ج9/225 – مسند الإمام أحمد، مؤسسة قرطبة، مصر، ج6/210- 211.

[16] يعني : ثار نفسي من التعب.

[17] صحيح البخاري، ج4/251 – 252.

[18] رواه الشيخان، البخاري في صحيحه، ج5/113. ومسلم في صحيحه، ج4/1856.

[19] أخرجه البخاري في صحيحه، ج3/1338.

[20] سير أعلام النبلاء للذهبي طبعة مؤسسة الرسالة بيروت لبنان ط1 عام 1401 هـ، تحقيق شعيب الأرناؤوط، ج2/142.

[21] رواه مسلم في صحيحه، ج4/1891.

[22] رواه أبو داود في سننه، ج4/283-284. والنسائي في سننه، ج1/ 75.

[23] رواه الشيخان، البخاري في صحيحه، ج6/159 و مسلم في صحيحه، ج2/609.

[24] رواه الشيخان، البخاري في صحيحه، ج6/158 – و مسلم في صحيحه، ج4/1890. أما ما يرويه أو داود في سننه من أن عائشة – رضي الله عنها – كانت ترفع صوتها على رسول الله – صلى الله عليه وسلم، فقال لها أبو بكر الصديق : (يا بنت فلانة، ترفعين صوتك على رسول صلى الله عليه وسلم -……) (سنن أبي داود، ج4/ 300) فهو حديث ضعيف ضعفه الألباني برقم 4/ 4999.

[25] حريرة : حساء من دقيق ودسم.

[26] مجمع الزوائد للهيثمي، ج315- 316. مسند أبي يعلى، ج7/449.

[27] مسند الإمام أحمد، ج6/202.المستدرك على الصحيحين، ج3/63.

[28] الطبقات الكبرى لابن سعد، دار صادر، بيروت – لبنان، عام 1376هـ – 1957 م، نشر دار بيروت،ج 8/67، برقم 9621.

[29] صحيح البخاري،ج 5/2234

[30] صحيح البخاري، ج2/926.

[31] مصنف ابن أبي شيبة لأبي بكر عبد الله بن أبي شيبة، مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى، تحقيق كمال يوسف الحوت، ج7/131.

[32] السنن الكبرى وفي ذيله الجوهر النقي، ج4/301.و مسند ابن راهويه،ج2/39.

[33] سورة الطور، الآية 27.

[34] صفة الصفوة ، ج2/31.

[35] سورة الأحزاب، الآية 32 -33.

[36] سورة ، الأحزاب، الآية 53.

[37] صحيح البخاري، ج1/181.

[38] تنقزان : تسرعان المشي كالهرولة.

[39] صحيح البخاري، ج3/1055.

[40] صحيح ابن حبان، مؤسسة الرسالة، بيروت، ج1/510.

[41] المستدرك على الصحيحين، ج4/15.

[42] تفسير ابن كثير، ج3/487.

[43] رواه الترمذي في سننه، ج5/705.

[44] عروة بن الزبير : هو أبو عبد الله، القرشي الأسدي المدني أبوه الزبير بن العوام، حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه أسماء بنت أبي بكر، ذات النطاقين، ولد في خلافة عمر بن الخطاب وتفقه بالسيدة عائشة رضي الله عنها.سير أعلام النبلاء، ج4/425.

[45] القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق : هو أبو عبد الرحمن التيمي المدني، الفقيه، قتل أبوه وهو صغير فتربى في حجر عمته عائشة رضي الله عنها، فورث عن عمته و معلمته رواية السنة حتى قيل : (أعلم الناس بحديث عائشة القاسم و عروة و عمرة بنت عبد الرحمن). تهذيب التهذيب.

[46] مسروق بن الأجدع : هو أبو عائشة الوادعي الهمداني، الكوفي، مسروق بن الأجدع بن مالك بن أمية بن عبد الله و هو من المخضرمين الذين أسلموا في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – كفلته عائشة رضي الله عنها فلازمها و حمل عنها علما كثيرا ( تاريخ بغداد، ج13/233 – السير، ج4/67-68).

[47] عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة بن عدس، الأنصارية المدنية، الفقيهة، تربية عائشة و تلميذتها، ضمتها عائشة رضي الله عنها مع إخوتها و أخواتها إلى حجرها بعد وفاة والدهم، فنشات في بيت التقوى والعلم، وكانت ذكية الفؤاد لماحة، فوعت عن أم المؤمنين كثيرا من العلم، وكانت عالمة فقيهة و حديثها في الكتب السنة).
(الطبقات، ج8/480 – السير، ج4/508).

[48] البداية النهاية لابن كثير، ج3/3/220.

[49] رواه الشيخان. البخاري في صحيحه، ج2/ 564، ومسلم في صحيحه، ج2/895.

[50] أخرجه مسلم، ج1/232.

[51] أخرجه مسلم في صحيحه، 2/929.

[52] أخرجه مسلم في صحيحه، ج2/916.

[53] أخرجه البخاري في صحيحه، ج1/433 ومسلم في صحيحه، ج2/643.

[54] أخرجه مسلم. قال الإمام النووي – رحمه الله – قوله (إن عائشة قالت في عبد الله بن عمرو ما أحسبه إلا قد صدق أرواه لم يزد فيه شيئاً ولم ينقص) ليس معناه أنها اتهمته لكنها خافت أن يكون اشتبه عليه أو قرأه من كتب الحكمة فتوهمه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فلما كرره مرة أخرى وثبت عليه، وفي هذا الحديث الحث على الحفظ العلم و أخذه عن أهله واعترف العلم للعالم بالفضيلة) شرح النووي، ج16/225.

[55] أخرجه مسلم في صحيحه. وقال الإمام النووي : قولها : (لم يكن يسرد الحديث كسردكم ) أي يكثره و يستعجل فيه) شرح النووي، ج 16/54.

[56] الطبقات لابن سعد، ج8/76.

[57] البداية والنهاية، ج8 / 94.

[58] رواه البخاري، في صحيحه، ج3/255.

منقول للامانة




جزاكى الله كل خير

خليجية




التصنيفات
منوعات

عن ام المؤمنين

حملة الدفاع – ض – ضد المجوسي الخبيث واعوانه

بسم الله الرحمن الرحيم

حملة الدفاع المؤمنين المجوسي الخبيث

يقول الله تعالى

إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ الَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً .الأحزاب57

وامنا المبرأه من فوق سبع سنوات

إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ

سأل النبي صلى الله عليه وسلم ، ( أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال : عائشة قال :
فمن : الرجال ؟ قال : أبوها) متفق عليهحملة الدفاع المؤمنين المجوسي الخبيث

كلكم تعرفون "خاسر الخبيث" وذلك لطعنه بعرض أم المؤمنين والصديقة بنت الصديق والطاهرة والمطهرة والمبرأة من فوق سبع سموات عائشة بنت أبي بكر _ رضي الله عنها _ وذلك في حفل اقامه في بريطانيا لسب امنا عائشة رضي الله عنها في رمضان

بالله يا اخوان ادعوا عليه في كل سجودكم بأن يخرس الله لسانه ويقطع بنانه ويشل أركانه ويجعله عبرة لمن خلفه وآيه

حملة الدفاع المؤمنين المجوسي الخبيث

فهي عائشة.. رضي الله عنها.. ام المؤمنين بنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ابي بكر عبد الله بن ابي قحافة، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، وافقه نساء الامة على الاطلاق…. فلا يوجد في امة محمدعليه الصلاة والسلام بل ولا في النساء مطلقاً امرأة اعلم منها…

ولدت في السنه الخامسه من البعثه خطبها النبي وهي بنت ست سنين وتزوجها وهي بنت تسع وكان ذلك في السنه الثانيه للهجره
وعندما توفي النبي كان عمرها ثمانية عشر عاما…
وهي الزوجة الوحيده التي تزوجها النبي بكرا …

في حديث للبخاري في باب النكاح
عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله أرأيت لو نزلت واديا وفيه شجرة قد أكل منها وجدت شجرا لم يؤكل منها في أيها كنت ترتع بعيرك قال في الذي لم يرتع منها تعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا غيرها…

وقد ورد في السيره أن الرسول تزوجها بأمر من الله كانت في الرؤيا …ومن المعلوم أن رؤيا الانبياء حق
ورد في البخاري في المناقب

عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها أريتك في المنام مرتين أرى أنك في سرقة من حرير ويقول هذه امرأتك فاكشف عنها فإذا هي أنت فأقول إن يك هذا من عند الله يمضه

مواقف من حياتها

كان رسول الله من حبه لها يداعبها ويمازهحا ورد أنه ذات مره سابقها في وقت الحرب فطلب من الجيش التقدم لينفرد بأم المؤمنين عائشة ليسابقها ويعيش معها ذكرى الحب في جو أراد لها المغرضون أن تعيش جو الحرب وأن تتلطخ به الدماء.
لا ينسى أنه الزوج المحب في وقت الذي هو رجل الحرب.

روى الامام أحمدفي مسنده
عن عائشة قالت خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل الحم ولم أبدن فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال لي تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقته فسكت عني حتى إذا حملت الحم وبدنت ونسيت خرجت معه في بعض أسفاره فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقني فجعل يضحك وهو يقول هذه بتلك

ومما يدل على محبته لها وأنها كانت احب نساءه إليه ما رواه البخاري في أن الناس كانوا عندما يهدون النبي شيئا كانوا يفعلون ذلك ويتعمدون أن يكون(( النبي )) عند عائشه رضي الله عنها

في البخاري
حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا حماد حدثنا هشام عن أبيه قال كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة قالت عائشة فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن يا أم سلمة والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث ما كان أو حيث ما دار قالت فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم قالت فأعرض عني فلما عاد إلي ذكرت له ذاك فأعرض عني فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها

وهذا يدل على عظم محبته لها …بل وأكثر من ذلك
يدل الحديث الأتي أن عائشه هي أحب الناس إليه على الاطلاق
ورد في البخاري
عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك قال عائشة فقلت من الرجال فقال أبوها قلت ثم من قال ثم عمر بن الخطاب فعد رجالا
وهي من النساء الواتي لن تت .فقد ثبت في الصحيح

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام
البخاري

حتى أنه لمكانتها عند النبي عليه الصلاة والسلام سلم عليها جبريل
وقد ورد في صحيح بخاري في المناقب
إن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام فقلت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا أرى تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورد في سن الترمذي في كتاب المناقب باب فضل عائشه

ابن أبي مليكة عن عائشة أن جبريل جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن هذه زوجتك في الدنيا والآخرة

وشهد بفضلها الكثير من الصحابه فقد ورد في البخاري في التيمم

حدثنا عن عائشة رضي الله عنها أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسا من أصحابه في طلبها فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم شكوا ذلك إليه فنزلت آية التيمم فقال أسيد بن حضير جزاك الله خيرا فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل الله لك منه مخرجا وجعل للمسلين فيه بركة
ورد في الترمذي أيضا
أبي إسحق عن عمرو بن غالب أن رجلا نال من عائشة عند عمار بن ياسر فقال أغرب مقبوحا منبوحا أتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ….

قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

ومن فضلها ومكانتها وحب الرسول لها كان قبل وفاته ب 3 أيام قد بدأ الوجع يشتد عليه وكان في بيت السيده ميمونه ، فقال : ( اجمعوا زوجاتي ) ، فجمعت الزوجات ، فقال النبي : ( أتأذنون لي أن أمرض في بيت عائشه ؟ ) فقلن : أذن لك يا رسول الله فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فحملا النبي وخرجوا به من حجرة السيده ميمونه الي حجرة السيده عائشه

وقبل وفاته عليه الصلاة والسلام دخل عليه أحد الصحابة وكان معه سواك فطلبه النبي فتقول السيده عائشه….

عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك يستن به فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له أعطني هذا السواك يا عبد الرحمن فأعطانيه فقصمته ثم مضغته فأعطيته رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن به وهو مستسند إلى صدري البخاري

ورد أيضا أنها قالت في ذلك : كان آخر شئ دخل جوف النبي (ص) هو ريقي ، فكان من فضل الله علي أن جمع بين ريقي وريق النبي قبل أن يموت .

قبض عليه الصلاة والسلام وهو واضع رأسه على صدرها …..

وفي البخاري
قالت عائشة رضي الله عنها توفي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي وفي نوبتي وبين سحري ونحري وجمع الله بين ريقي وريقه قالت دخل عبد الرحمن بسواك فضعف النبي صلى الله عليه وسلم عنه فأخذته فمضغته ثم سنته به

تحكي (رضي الله عنها) عن ذلك فتقول ((فضلت على نساء الرسول بعشر ولا فخر: كنت أحب نسائه إليه، وكان أبي أحب رجاله إليه، وتزوجني لسبع وبنى بي لتسع (أي دخل بي)، ونزل عذري من السماء (المقصود حادثة الإفك)،واستأذن النبي r نساءه في مرضه قائلاً: إني لا أقوى على التردد عليكن،فأذنّ لي أن أبقى عند بعضكن، فقالت أم سلمة: قد عرفنا من تريد، تريد عائشة، قد أذنا لك، وكان آخر زاده في الدنيا ريقي، فقد استاك بسواكي، وقبض بين حجري و نحري، ودفن في بيتي))

حملة الدفاع المؤمنين المجوسي الخبيث
أما حادثة الافك التي ذكرت في كلامها فقد ورد في الصحيحين بخاري ومسلم وهو حديث طويل فهي باختصار

ان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اراد سفرا اقرع بين نسائه فلما اراد التوجه لغزوة بني المصطلق خرجت على عائشه، فتوجهت معه، وجعل لها هودج… فلما كان اخر ليله من رجوعهم إلى المدينه تخلفت في طلب عقد كان لأختها أسماء، فحمل الهودج ظنا أنها فيه، لأنها كانت خفيفه كما أخبرت، فسارالقوم…ورجعت فلم تجدهم فمكثت مكانها منتظره أن يعلموا بفقدها فيعودوا ليأخذوها فغلبها النوم فمر بها (( صفوان بن المعطل )) وكان يعرفها قبل أية الحجاب فبرك ناقته ولاها ظهره وصار يذكر الله جهرا حتى استيقظت وحملها على الناقه ولحق بها النبي صلى الله عليه وسلم ضحوه فأشاع عبد الله بن ابي سلول – لعنه الله
– الافك..
وفشا ذلك بين المنافقين وضعفاء المسلمين فلما أخُبرت عائشه بذلك تمرضت واستأذنت رسول الله أن تمرض في بيت أمها فأذن لها فلما فشى ذلك الكلام شق على النبي صلى الله عليه وسلم فجمع الصحابة وقال
(( يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغ أذاه في أهل بيتي ؟فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عنه الا خير ))
فقال سعد بن معاذ سيد الاوس انا أعذرك منه إن كان من الاوس ضربت عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا فعلنا أمرك فقال سعد بن عباده سيد الخزرج كذبت لا تقدر على قتله فهم الاوس والخزرج بالاقتتال فأمرهم النبي بالترك والاعراض عن هذا الامر فأنزل الله العشر أيات من أول سورة النور يبرئ فيها السيده عائشه أولها قوله تعالى ((إن الذين جاؤ بالإفك ))
وبذلك ثبت برائتها في القرآن …….فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم الايات عليها وعلى الصحابه فرحوا ………

فصار كل من رماها بالزنا كافرا ..لتكذيبه القران
والايات وحدها تكفي كدليل على طهارة ام المؤمنين عائشه رضي الله عنها فهل منا من يشك بكتاب الله؟؟؟

وكان ان قالت السيده عائشه في تبريء الله لها ما ورد في البخاري

عن عائشة قالت ولكني والله ما كنت أظن أن الله ينزل في براءتي وحيا يتلى ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها فأنزل الله تعالى ((إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)) العشر الآيات

فلعنة الله على كل من سبها وسب اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم من امثال خاسر الخبيث واعوانه وكل شيعي يتطاول على الصحابه وامهات المؤمنين

منقول للاستفدة

وكان من حيائها بعد وفاة النبي ما نقله لنا الامام أحمد في مسنده

فهي (رضي الله عنها) بعلمها ودرايتها ساهمت بتصحيح المفاهيم، والتوجيه لإتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد كان أهل العلم يقصدونها للأخذ من علمها الغزير، فأصبحت بذلك نبراساً منيراً يضيء على أهل العلم وطلابه.

تلكم هي عائشة بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان، زوجة رسول الله وأفقه نساء المسلمين وأعلمهن بالقرآن والحديث والفقه.
روت عن الرسول الكريم علماً كثيراً، وقد بلغ مسند عائشة رضي الله عنها الفين ومئتين وعشرة احاديث. وكانت رضي الله عنها افصح اهل زمانها وأحفظهم للحديث روى عنها الرواة من الرجال والنساء. وكان مسروق اذا روى عنها يقول: حدثتني الصديقة بنت الصديق البريئة المبرأة.
توفيت سنة سبع وخمسين. وقيل: سنة ثمان وخمسين للهجرة ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان، وأمرت أن تدفن بالبقيع ليلاً، فدفنت وصلى عليها أبو هريرة ونزل قبرها خمسة: عبد الله وعروة ابناء الزبير والقاسم وعبد الله ابنا محمد بن ابي بكر وعبد الله بن عبد الرحمن.

عرض النفاق لعرض أم المؤمنين وهي البريئة ربة العرض الحصين
عرض النفاق لعرض أم المؤمنين وهي البريئة ربة العرض الحصين
أخذ النفاق بخسة ودنائة يرمي الحصان بذلك الأفك المبين
أو مثل تلك تلاك طهرة عرضها !! وينال منها سهم كيد المرجفين!! .

أماه يا أماه لا لا تحزني عرضي وعرض أبي وكل الأقربين
أماه يا أماه لا لا تحزني عرضي وعرض أبي وكل الأقربين
جعلت فداك فأنتي عنوان التقى والطهر والإيمان والعقل الرزين
ولقد رماكي المرجفون بفرية تنبيكي عن غدر وحقد دفين

آذوا رسول الله ماذا بعدها !؟ فليبشروا بالذل والخزي المهين
آذوا رسول الله ماذا بعدها !؟ فليبشروا بالذل والخزي المهين
فالله كذبهم وأبطل كيدهم هذا جزاء الظالمين المعتدين
في سورة النور التي فضحتهم براءة نزلت لأم المؤمنين
قال تعالى (( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِالَّهِ ..)) .




التصنيفات
منتدى اسلامي

ام المؤمنين خديجة بنت خويلد هل تعرفها حقا !!

خديجة بنت خويلد رضى الله عنها وارضاها

نشاتها كريمة النفس عطوفة ذكاؤها لماح تمتاز بحسن تصريف الامور خفيفة الحركة ونشيطة لم ترد سائلا ولا خيبت قاصدا ولا تضيق بمن يسالها شيئا كانت تفيض بالبشر والسرور والانس

صفاتها امرأة مستديرة الوجه واسعة العينين طويلة الشعر لها ابتسامة عريضة

ابوها خويلد من سادات قريش يمتاز بالمجد والسيادة والامر والنهى

امها فاطمة كانت امرأة ودودة مع الاخرين تشاركهن فى افراحهن وتواسيهن فى احزانهن

زواجها تزوجت من عتيق بن عابد امهر التجار واكرمهم واحبهم الى اهله

ثم النباش بن زرارة التميمى كريم وشهم

اولادها انجبت من النباش ابن وهو يدعى هالة وابنة تدعى هند

مات والدها وزوجيها وتولت بنفسها امر تجارتها الكبيرة

ا اذا اعجبكم انتظر تعليقكم
وانتظروا حياة امنا خديجة مع النبى محمد
صلى الله عليه وسلم




التصنيفات
منتدى اسلامي

سجلي حضورك بأسم ام من امهات المؤمنين او الصحابيات .

"]السلام عليكم ورحمة اله وبركاته
اخواتي :
الكتاب مبين من عنوانه
واهو سجلي حضورك باسم وحده من امهات المؤمنين او الصحابيات رضوان اله عليهن ,,,

يلا حبايبي ابغى اشوف تفاعل …

<< لا اله الا اله >> ,,,

منقول حبيباتي للفائده




بداء انا

ابنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم

فاطمة الزهراء




بسم الله الرحمن الرحيم

زوجة رسول الله صلى الله عليه و سلم
ام المؤمنين . .
ابنة الصديق . .
عائشة رضي الله عنها و ارضاها




زوجة نبينا وحبيبنا رسولنا سيدنا محمد" ص"
السيده " خديجه بنت خويلد "



الموضوع حلو ممكن اشارك مره تانيه
ابنة رسولنا الكريم
السيده رقيه



التصنيفات
منتدى اسلامي

مآأجمل أن يتنآصح المؤمنين فيمآ بينهم .

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الحمد لله وكفى وصلى الله على نبيه المصطفى..

أخوآتي العضؤآت في منتدى أزياءل مواضيعنا الأسلامية دائمآ لها وقفات في النفس البشريه
ولكن هنا وفي هذا الموضوع وضعت استراحه
فيها نصح وارشاد جميل وبادره من كل عضو ه إلى أخوآتها العضؤآت
اتمني ان تجد الصدى المرجو شعار ديننا

" الدين النصيحة "

فما أجمل أن يتناصح المؤمنين فيما بينهم
تقوية للإيمان في النفوس المطمئنة

وصحوة من الغفلات

وليكن في مفهومنا أن من ينصحك هو خير محب لك
خطرت في بالي فكرة تبادل النصائح في هذا الموضوع
وكل من يدخل ويمر على هذه الصفحة يكتب نصيحة لمن بعده وللجميع
فربما كانت معك يوم العرض تحاج بها عند الله

ولن تخسر شئيا
وجزاكم الله خيرا جميعا

نصيحتي لنفسي ولمن بعدي وللجميع

قال صلى الله عليه وسلم: (( احفظ الله يحفظك , احفظ الله تجده تجاهك , و اذا سالت فسال الله , واذا استعنت فاستعن بالله , و اعلم أن الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك , و لو اجتمعوا على ان يضروك بشيءلم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك , رفعت الاقلام , و جفت الصحف ))

في إنتظار نصائحكم ..
أرجو من الادارة التثبيت…




بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الحمد لله وكفى وصلى الله على نبيه المصطفى..

نصيحتي لنفسي ولإخواتي التالية تتجلى في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال صلى الله عليه وسلم ( تبسمك في وجه أخيك صدقة )

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ) رواه مسلم
وقال – صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ) رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان
وعن جرير بن عبدالله رضى الله عنه قال : ( ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا رآني إلا تبسم في وجهي ) رواه البخاري

الابتسامة لها رونق وجمال ، وتعابير تضفي على وجه صاحبها الراحة والسرور ، بل رتب النبي صلى الله عليه وسلم أجر عليها وقال صلى الله عليه وسلم ( تبسمك في وجه أخيك صدقة ) وقال صلى الله عليه وسلم ( أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ) والإمام البخاري جمع أحاديث كثيرة للرسول صلى الله عليه وسلم وبوب لها باب : ( باب التبسم والضحك ) دليل على الابتسامة التي كان يحرص عليها الرسول صلى الله عليه وسلم ، والإمام مسلم كذلك في صحيحه أحاديث بوب لها الإمام النووي فقال في كتاب الفضائل . (باب تبسمه وحسن عشرته ) وبوب الشيخ الغماري الاحاديث التي فيها ( ضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ) في مؤلف سماه (شوارق الانوار المنيفة بظهور النواجذ الشريفة )، كل هذا وغيره بيان لجوانب تبسمه صلى الله عليه وسلم . وهكذا كان الصحابة رضى الله عنهم فقد قيل لعمر رضى الله عنه هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون . قال : نعم والإيمان والله اثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي .




فكرتك جميلة جدا تسلمى عليها جعله الله فى موازينك



آمين ياارب
يسسلمؤؤؤ ع المرؤؤؤر



التصنيفات
منوعات

القوة فى الدين خلق من اخلاق المؤمنين


القوة في الدين، والقوة في الأخذ به والصبر على البلاء فيه، مظهر من مظاهر الرجولة الحقة، وهى حال الأنبياء والمرسلين ومن تابعهم بإحسان إلى يوم الدين، فالثبات على دين الله والصدع بكلمة الحق في مواجهة الطغاة والطواغيت هو شأنهم.. ووجود واحد من هذه العينة القوية خير من بقاء طوابير طويلة تعطى الكفرة الفجرة ما يطلبونه وما يريدونه ولو بالقول، وهذه القوة تثمر محبة الله ورضاه، وقد أمر بها سبحانه وتعالى في كتابه قال تعالى: (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ) "مريم:12" أي بجد وحرص واجتهاد، وأمر بها موسى عليه السلام قال تعالى:(ٍفَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا) "الأعراف:145" وأمر بها بنو إسرائيل: (خُذُواْ مَآ آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ) "البقرة:63" قال مجاهد : بقوة أي يعمل بما فيه ، وهى الطاعة والجد أيضا، وهذا للأسف عكس ما هو واقع في حياتنا وحياة الناس وكأننا لم نأخذ درسا، فالأزمات والنكبات وتسلط الأعداء على رقاب البلاد والعباد يتطلب قوة إيمان وعمق يقين، وهذا هو المخرج من الفتنة فلا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه ولا عاصم من أمر الله إلا من رحم، ولكننا نأبى إلا أن نكون "كالمستجير من الرمضاء بالنار"، أو
@كالعير بالرمضاء يقتله الظما .. … .. والماء فوق ظهورها محمول@@
نزداد عصياناً وتفريطاً في دين الله، ونبدل في مفهوم الولاء والبراء، ونغير شرع الله في مناهج التعليم والإعلام وفى حياتنا الخاصة والعامة إرضاءً لأعداء الإسلام والمسلمين؛ فنزداد بذلك ضعفاً على ضعفنا ويزدادون هم طغيانا على طغيانهم.. وكأنه لا سبيل عندنا للخروج من الواقع السيئ والأخذ بأسباب القوة الحقيقية وردع الأعداء عن غيهم وضلالهم.

لقد كان المشركون إذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين، يقذفون أصنامهم في البحر ويقولون يا رب، والبعض منا تنزل به الشدة فيتعلق قلبه بالمخلوقين بل بأعدائه وكأن الذئاب يطلب منها رعاية الغنم!!! أيهدونكم وقد أضلهم الله, أيكرمونكم وقد أذلهم الله (هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُم) "آل عمران:119".

إن القوة لا تطلب من الخلق فكلهم ضعيف حتى وإن كان مسلماً فكيف ننشدها من أعدائنا وقد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر..

لقد كان بنو إسرائيل مستضعفين في الأرض وكان فرعون يدَّعى الربوبية والألوهية ويذبح أبنائهم ويستحيي نساءهم ويستخدمهم في أعمال السخرة، فما أمروا بخنوع أو باستمراء المذلة والمهانة أو بتكريس الواقع السيئ المؤلم أو بتغيير المفاهيم الإيمانية أو بتحليل الحرام وتحريم الحلال كما يطالب البعض ويفعل آخرون وإنما قيل لهم:(خُذُواْ مَآ آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ).

إن القوة الحقيقية تحدث عندما نصل الأرض بالسماء والدنيا بالآخرة وتتعلق القلوب بالقوى المتين ، فقوة الله فوق كل شئ: (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) "هود:66"، وقال تعالى: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) "الحج:40" وقال تعالى: (كَتَبَ اللَّهُ لأغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) "المجادلة:21" وقد أمرنا سبحانه بإعداد العدة والأخذ بأسباب القوة كائنة ما كانت معنوية كانت أو مادية ، فقال جل وعلا: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُم) "الأنفال:60" وفى الحديث: "ألا إن القوة الرمي" رواه مسلم. وأعظم صور القوة قوة الإيمان واليقين ففي حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوى خير وأحب من المؤمن الضعيف وفى كل خير أحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز…" الحديث رواه مسلم .

قد يتسلط الكفار على ديار المسلمين فتجد البعض يرجف ويخذل ويهول من قوة الأعداء ويهون من شأن المسلمين، وهذا من ضعف الإيمان وتلاعب الشيطان بهؤلاء: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) "آل عمران:175"
وقد تنعكس الموازين ونصبح كالأسد الهصور في التعامل مع الصالحين وكالنعامة في مواجهة الأعداء الكافرين قال تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ) "الفتح:29" قال ابن عباس رضى الله عنهما – كان أهل الحديبية أشداء على الكفار آي غلاظ عليهم كالأسد على فريسته. وهذه صفة المؤمنين أن يكون أحدهم شديداً عنيفاً على الكفار ورحيماً باراً بالأخيار عبوساً غضوباً في وجه الكافر ضحوكاً بشوشاً في وجه أخيه المؤمن كما قال ابن كثير، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصبر على الأذى فيما يتعلق بحق نفسه وأما إذا كان لله تعالى فإنه يمتثل فيه أمر الله من الشدة.. وهذه الشدة مع الكفار والمنتهكين لحدود الله خير رادع لهم وفيها تحقيق للأمن والأمان..

**سير الأنبياء عليهم السلام***
ومن نظر في السنن والسيرة وطالع قصص الأنبياء والمرسلين لوجد أن القوة في الأخذ بدين الله وفى مواجهة الكافرين والدعوة إلى الله رب العالمين سمة واضحة في حياتهم.
فهذا نبي الله نوح دعا قومه ليلاً ونهاراً و سراً وجهارا، قيل كان يدخل لهم في بيوتهم لدعوتهم، أدماه قومه وكان يغمى عليه فإذا أفاق قال لهم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره، واستمر يدعو ألف سنة إلا خمسين عاما وفى النهاية ما آمن معه إلا قليل!! فهل فتر أو ضعف أو ترك الدعوة؟! كلا.. بل أمر بصنع السفينة فصنعها على اليابسة وكان يعلم أن الله مجريها ومرسيها وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال (إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ ) " هود : 38 " .

وهذا نبي الله إبراهيم يكسر الأصنام ويدعو أباه ويواجه قومه ويناظر النمرود الذي امتلك الدنيا – ويسكن هاجر وولده إسماعيل هذا المكان القفر ويهم بذبح ولده نزولا على أمر الله ويرتحل هنا وهناك ويقول إني ذاهب إلى ربى سيهدين مجاهداً في سبيل الله حق جهاده غير هياب ولا وجل من قوة أرضية مادية (إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكراً لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم).

وهذا نبي الله موسى يواجه فرعون الذي ادعى الربوبية والألوهية مع الله – ويناظر السحرة قيل كانوا سبعون ألف ساحر – واضطر للخروج إلى مدين -وهناك قالت الفتاة لأبيها: (يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) "القصص:26" . ثم ظهرت قوته في دعوته لبنى إسرائيل والصبر عليهم ودعوتهم للثبات على دين الله (اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) "الأعراف:128". وتعظيمه لشعائر الله من صور قوته ظهر ذلك في إلقاء الألواح وأخذه برأس أخيه يجره إليه .

ومن طالع سيرة سيد الأولين والآخرين صلوات الله وسلامه عليه وجد القوة الإيمانية في تمامها وكمالها، فدعوته لقومه وصبره على أذاهم في شخصه الكريم وفى أصحابه الغر الميامين بلسان حال ينطق: "لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه"، عرضوا عليه العروض السخية لترك دعوته فما لانت قناته، وتآمروا عليه لقتله فأنجاه الله منهم، واضطر للهجرة من أحب بلاد الله إلى الله ومن أحب بلاد الله لنفسه الشريفة وما تخلف عن جهاد في سبيل الله في مكة أو المدينة. وقد جمعت له القوة المادية إلى القوة الإيمانية فكان يثبت إذا اشتد البأس أو حمى الوطيس وكان الشجاع من أصحابه من يحتمي به، ويوم حنين عندما انكشف المسلمون وقف صلى الله عليه وسلم يقول: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب حتى التف أصحابه حوله, وصارع ركانة – وكان من مشاهير العرب في القوة فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار، وكان يتعبد في غار حراء الليالي ذوات العدد وتزوده أم المؤمنين السيدة خديجة لمثلها. وذلك قبل البعثة فمن منا يطيق مثل ذلك.

**والصالحون أيضا***
ولو نظرنا في أحوال الصالحين لوجدنا المتابعة الصادقة وأخذ الأمر بكل قوة دون تغيير وتبديل لقد شاهد صاحب يس مصرع المرسلين ورغم ذلك أتى من أقصى المدينة يسعى يجدد الدعوة ) اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ ( " يس : 21 " آلم يكن يتخوف على نفسه الهلاك ولماذا لم يحسب حساباً لبيته وأسرته ؟ !!! لقد فوض الأمر لله ، وعلم أن الله لا يضيع أولياءه ، الذين يستقيمون على شريعته في عسرهم ويسرهم ومنشطهم ومكرههم فلما أخذوه وقتلوه نصحهم ميتاً كما نصحهم حياً – وقال ) يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ( "يس:27" وهانوا هم على ربهم (وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ( " يس : 28-30 " , إن قوة الإيمان وعمق اليقين كان السبب وراء موقف أصحاب الكهف ومؤمن آل فرعون وعبد الله الغلام وأصحاب الأخدود ….. وبماذا نفسر موقف سمية وزوجها ياسر و ابنها عمار والكل يؤذى في سبيل الله ورغم ذلك ما نرى إلا الثبات على طاعة الله وكان المشركون يضعون بلال في حر الظهيرة وعلى ظهره كتل الصخر وهو يردد أحدٌ أحدٌ وكانت أم تميم تسخن كتل الحديد حتى تحمر ثم تضعها على رأسه حتى يتلوى من الألم —- إن طابور المعذبين في الأرض طابور طويل منهم من سجن ومنهم من قتل أو طرد ومنهم من كان يؤتى بالمنشار فيوضع فوق رأسه ما يصرفه ذلك عن دينه أبدا ومنهم من كان يمشط بأمشاط الحديد ما بين لحمه وعظمه ما يصرفه ذلك عن دينه أبدا وقد أوذى رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أوذى أحد فما ضعفوا وما استكانوا بل قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل , فيا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا واحذروا من الإيمان ببعض الكتاب والكفر بالبعض الآخر فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة تردون إلى أشد العذاب ) وَمَا ربك بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ( " النمل : 93 " الحذر كل الحذر من خصال المنافقين الذين يعبدون الله على حرف الرخاء والسعة ) وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ . الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا( " الحج:11" غدا ينكشف الغطاء ويتبين لمن كانت بضاعته النفاق إن ما حصله كان سراباً يحسبه الظمآن ماء (حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب ) لا براءه لكم ولا عذر في تغيير دين الله وتبديل شرع الله ( قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلى) " يونس : 15" لا تتذرعوا برخصه ولا استكراه في غير موضعه – فالحياة هينة والجنة سلعة غالية تموت الحرة ولا تأكل بثديها إلا أن موته في طاعة الله خير من حياة في معصيته ، واعلموا أن هلكة أعدائكم في افتخارهم بقوتهم ( فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ) فصلت (15) .

قد تضعف أبداننا ولا تضعف معاني الإيمان واليقين في قلوبنا، فاثبتوا يا عباد الله فمن نكث فإنما ينكث على نفسه، (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)..




التصنيفات
منوعات

خال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلقد قضى الله بحكمته أن يكون لنبيه المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم صحبٌ كرام، ورجال أفذاذ، هم خيرة الخلق بعد الأنبياء، وهم الذين حملوا رسالة هذا الدين وبثها في أصقاع المعمورة، واختصهم الله سبحانه وتعالى بصحبة نبيه الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، ولولا انفرادهم بالأفضلية والخيرية لما اختيروا لهذه الصحبة العظيمة، والتي هي أجلّ مرافقة على مرّ العصور، كيف لا! وهي مرافقة أفضل الخلق وأكرمهم- عليه الصلاة والسلام-.

ثم إنه قد وقع بين البعض من الصحابة رضوان الله عليهم شيء من الخلاف في أمور اجتهداو فيها، ورأى كلٌ منهم أنه على الحق، ولم يكن اختلافهم هذا من أجل دنيا يرغبون إصابتها، ولا ملك يريدون إنتزاعه- كما يتوهم البعض من العامة-، بل كان السبب المُنشىء لهذا الخلاف هو: إحقاقُ الحق، الذي يرى كل منهم أنه معه، فرضي الله عنهم أجمعين.

ومن المؤسف أن يقع البعض في الصحابة الأخيار، وأن يُنال ممن صحبوا الرسول الكريم، وشهد لهم كبار هذه الأمة بعد رسولها صلى الله عليه وسلم بالخير والصلاح، ونصّبوهم المناصب العالية في دولتهم، وسيّروهم على الجيوش الفاتحة لبلاد العالم آنذاك.

ومن هؤلاء الصحابة الكرام، الصحابي الجليل، الخليفةُ والملك القائد،صاحب الفتوحات الإسلامية، والقائد المُحنَّك، وداهية زمانه: معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وأرضاه.

من هو مُعاوية؟
هو: معاوية بن أبي سفيان، واسم أبي سفيان: صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، يكنى أبا عبد الرحمن.

أمه: هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وأمها: صفية بنت أمية بن حارثة بن الأقوص بن سليم.

كان أبيض طويلاًن أبيض الرأس واللحية، أصابته لُقوةٌ (اللّقوة: داء يصيب الوجه) في آخر حياته.

قال أسلم مولى عمر: قَدِمَ علينا معاوية وهو أبيض الناس وأجملهم.

ولقد كان حليماً وقوراً، رئيساً سيداً في الناس، كريماً عادلاً شهماً.

قال المدائني: عن صالح بن كيسان قال: رأى بعض منفرسي العرب معاوية وهو صغير، فقال: إني لأظن هذا الغلام سيسود قومه. فقالت هند- أم معاوية- ثكِلْتُهُ إن كان لا يسود إلا قومه.

إسلامه
أسلم هو وأبوه وأخوه يزيد وأمه يوم فتح مكة.

وروي عنه أنه قال: أسلمتُ يوم القضيَّة- أي: يوم عمرة القضاء-، وكتمت إسلامي خوفاً من أبي.

قال معاوية: لمّا كان يوم الحديبية وصدّت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت، ودافعوه بالروحاء وكتبوا بينهم القضيَّة، وقع الإسلام في قلبي، فذكرت ذلك لأمي هند بنت عتبة، فقالت: إيَّاك أن تخالف أباك، وأن تقطع أمراً دونه فيقطع عنك القوت، وكان أبي يومئذ غائباً في سوق حُباشة.

قال: فأسلمت وأخفيت إسلامي، فوالله لقد رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية وإني مصدقٌ به، وأنا على ذلك أكتمه من أبي سفيان، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرة القضية وأنا مسلم مصدق به، وعَلِمَ أبو سفيان بإسلامي فقال لي يوماً: لكن أخوك خير منك، وهو على ديني، فقلت: لم آل نفسي خيراً.

فضائله
1- كان أحد الكتاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل إنه كان يكتب الوحي، وفي هذه المسألة خلاف بين المؤرخين، وكان يكتب رسائل النبي صلى الله عليه وسلم لرؤساء القبائل العربية.

2- شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنيناً، وأعطاه مائة من الإبل، وأربعين أوقية من ذهب وزنها بلال رضي الله عنه.

3- شهد اليمامة، ونقل بعض المؤرخين أن معاوية ممن ساهم في قتل مسيلمة الكذاب.

4- صَحِبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنه أحاديث كثيرة، في الصحيحين وغيرهما من السنن والمسانيد.

5- روى عنه جماعة من الصحابة والتابعين.

ثناء الصحابة والتابعين عليه
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- بعد رجوعه من صفين: لا تكرهوا إمارة معاوية، والله لئن فقدتموه لكأني أنظر إلى الرؤوس تندرُ عن كواهلها.

وقال سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه-: ما رأيت أحداً بعد عثمان أقضى بحق من صاحب هذا الباب- يعني معاوية-.

وقال ابن عباس – رضي الله عنهما-: ما رأيت رجلاً أخْلَقَ للمُلك من معاوية، لم يكن بالضيِّق الحصر.

وقال ابن عمر رضي الله عنهما: علمتُ بما كان معاوية يغلب الناس، كان إذا طاروا وقع، وإذا وقعوا طار.

وعنه قال: ما رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسْوَدَ من معاوية- أي: من السيادة-، قيل له: ولا أبو بكر وعمر؟ فقال: كان أبو بكر وعمر خيراً منه، وما رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسْوَدَ من معاوية.

قال كعب بن مالك- رضي الله عنه-: لن يملك أحدٌ هذه الأمة ما ملك معاوية.

وعن قبيصة عن جابر- رضي الله عنه- قال: صحبتُ معاوية فما رأيت رجلاً أثقل حلماً، ولا أبطل جهلاً، ولا أبعد أناةً منه.

عن أبي إسحاق قال: كان معاوية، وما رأينا بعده مثله.

حكم سب الصحابة

ينبغي لكل مسلم أن يعلم أنه لا يجوز له بحال من الأحوال لعنُ أحد من الصحابة، أو سبُّه، ذلك أنهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم نقلة هذا الدين.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لا تسبوا أصحابي، فو الذي نفسي بيده لو أنَّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً، ما بلغ مدَّ أحدهم ولا نصيفه » [متفق عليه].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم » [رواه البخاري ومسلم].

فهم رضوان الله تعالى عليهم خيرٌ من الحواريين أصحاب عيسى، وخير من النقباء أصحاب موسى، وخير من الذين آمنوا مع هود ونوح وغيرهم، ولا يوجد في أتباع الأنبياء من هو أفضل من الصحابة، ودليل ذلك الحديث الآنف الذكر [انظر فتاوى ابن عثيمين].

سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى- عمن يلعن معاوية، فماذا يجب عليه؟
فأجاب: الحمد لله من لعن أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كمعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص ونحوهما، ومن هو أفضل من هؤلاء: كأبي موسى الأشعري، وأبي هريرة ونحوهما، أو من هو أفضل من هؤلاء: كطلحة، والزبير، وعثمان، وعلي بن أبي طالب، أو أبي بكر الصديق، وعمر، أو عائشة أم المؤمنين، وغير هؤلاء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإنه مُستحق للعقوبة البلغية باتفاق أئمة الدين، وتنازع العلماء: هل يُعاقب بالقتل، أم مادون القتل؟ كما بسطنا ذلك في غير هذا الموقع. [مجموع الفتاوى 35].

ولماذا يُصرُّ البعض على الخوض فيما وقع بين علي ومعاوية- رضي الله عنهما- من خلاف، على الرغم من أن كثيراً من العلماء إن لم يكن جُلُّهم، ينصحون بعدم التعرض لهذه الفتنة، فقد تأول كلٌ منهم واجتهد، ولم يكن هدفهم الحظوظ النفسية أو الدنيوية، بل كان هدفهم قيادة هذه الأمة إلى بر الأمان، كلٌ وفق اجتهاده- وهذا ما أقرَّه العلماء-.

فمعاوية- رضي الله عنه- يعترف بأفضلية علي بن أبي طالب- رضي الله عنه، وأنه خيرٌ منه، أورد ابن عساكر- رحمه الله تعالى- في كتابه تاريخ دمشق ما نصه: جاء أبو موسى الخولاني وأناس معه إلى معاوية فقالوا له: أنت تُنازع علياً أم أنت مثله؟ فقال معاوية: لا والله! إني لأعلم أن علياً أفضل مني، وإنه لأحق بالأمر مني، ولكنْ ألستم تعلمون أن عثمان قُتل مظلوماً وأنا ابن عمه؟ وإنما أطلب بدم عثمان، فأتوه فقولوا له، فليدفع إليّ قتلة عثمان، وأُسلِّم له.

وإن من العقل والرؤية أن يُعرض المسلم عن هذا الخلاف، وأن لا يتطرق له بحال من الأحوال، ومن سمع شيئاً مما وقع بينهم فما عليه إلا الإقتداء بالإمام أحمد حينما جاءه ذلك السائل يسأله عما جرى بين علي ومعاوية، فأعرض الإمام عنه، فقيل له: يا أبا عبد الله! هو رجل من بني هاشم، فأقبل عليه فقال: اقرأ: { تِلْكَ أُمّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [البقرة: 134] هذا هو الجواب نحو هذه الفتنة، لا أن يُتصدّر بها المجالس، ويُخطَّأ هذا، ويُصوّب ذاك!

فمعاوية رضي الله عنه صحابي جليل، لا تجوز الوقيعة فيه، فقد كان مُجتهداً، وينبغي للمسلم عند ذكره أن يُبيّن فضائله ومناقبه، لا أن يقع فيه، فابن عباس رضي الله عنه عاصر الأحداث الدَّائرة بين علي ومعاوية، وهو أجدرُ بالحكم في هذا الأمر، وعلى الرغم من هذا، إلا أنه حين ذُكر معاوية عنده قال: تِلادُ ابن هند، ما أكرم حسبه، وأكرم مقدرته، والله ما شتمنا على منبر قط، ولا بالأرض، ضنّاً منه بأحسابنا وحسبه.

كان معاوية من المشاركين في معركة اليرموك الشهيرة، وأورد الطبري- رحمه الله تعالى- أن معاوية كان من الموقعين على وثيقة استلام مدينة القدس بعد معركة اليرموك، والتي توَّجها الخليفة عمر بحضوره إلى فلسطين، وكان معاوية واليا على الشام ذلك الوقت.

عن الإمام أحمد قال: إذا رأيت الرجل يذكر أحداً من أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم بسوء، فاتَهِمْهُ على الإسلام.

وقيل لابن المبارك: ما تقول في معاوية؟ هو عندك أفضل أم عمر بن عبد العزيز؟ فقال: لترابٌ في مِنْخَرَيْ معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرٌ- أو أفضل- من عمر بن عبد العزيز.

فعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، مع جلالة قدره، وعلمه، وزهده، وعدله، لا يُقاس بمعاوية، لأن هذا صحابي، وذاك تابعي!، ولقد سأل رجل المعافى بن عمران- رحمه الله تعالى- قائلاً: يا أبا مسعود! أين عمر بن عبد العزيز من معاوية؟ فغضب وقال: يومٌ من معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز عُمُره، ثم التفت إليه فقال: تجعل رجلاً من أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم مثل رجل من التابعين.

قال الإمام الذهبي- رحمه الله- حسبك بمن يُؤمِّرهُ عمر، ثم عثمان على إقليم- وهو ثغر- فيضبطه، ويقوم به أتمّ قيام، ويرضى الناس بسخائه وحلمه، وإن كان بعضهم قد تألم مرة منه، وكذلك فليكن الملك.

قال المدائني: كان عمر إذا نظر إلى معاوية قال: هذا كسرى العرب.

ولعل مما تجدر الإشارة إليه في ثنايا هذه الأسطر، أن يُبيَّن أن كثيراً مما قيل ضِدَّ معاوية لا حقيقة له، ولعله من دسِّ الرافضة، الذين يحملون عليه، لا بسبب! إلا لامتناعه من التسليم لعليِّ رضي الله عنه.

ولولا فضل معاوية ومكانته عند الصحابة لما استعمله أمير المؤمنين عمر خلفاً لأخيه يزيد بعد موته بالشام، فكان في الشام خليفة عشرون سنة، وملكاً عشرون سنة، وكان سلطانه قوي، فقد ورد على لسان ابن عباس أنه قال: ما رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسْوَدَ من معاوية، قيل له: ولا أبو بكر وعمر؟ فقال: كان أبو بكر وعمر خيراً منه، وما رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسْود من معاوية- أي في السيادة-.

ثم إن معظم من ذكر معاوية- إما بسوء كالرافضة، أو الغُلاة الذين يُنابذونهم- قد طغوا في ذمهم إياه، أو مديحهم له بشكل غير مقبول البتة.

قال ابن الجوزي في كتابه الموضوعات: (قد تعصّب قوم ممن يدّعي السنة، فوضعوا في فضل معاوية أحاديث ليغيظوا الرافضة، وتعصب قوم من الرافضة فوضعوا في ذمِّه أحاديث، وكلا الفريقين على الخطأ القبيح).

وما أجمل أن نختم هذه الأسطر بقول شيخ الإسلام- رحمه الله تعالى-:

(ولهذا كان من مذهب أهل السنة الإمساك عما شجر بين الصحابة، فإنه قد ثبتت فضائلهم، ووجبت موالاتهم ومحبتهم. وما وقع: مِنْه ما يكون لهم فيه عذر يخفى على الإنسان، ومنه ما تاب صاحبه منه، ومنه ما يكون مغفوراً. فالخوض فيما شجر يُوقع في نفوس كثير من الناس بُغضاً وذماً، ويكون هو في ذلك مُخطئاً، بل عاصياً، فيضر نفسه ومن خاض معه في ذلك، كما جرى لأكثر من تكلم في ذلك، فإنهم تكلموا بكلام لا يحبه الله ولا رسوله: إما من ذمّ من لا يستحق الذم، وإما من مدح أمورٍ لا تستحق المدح).

والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.




بارك الله فيك