التصنيفات
منوعات

كثرة المسليات تضر بالمنظومة الغذائية التي يحتاجها الطفل!

"إبراهيم" مازال طفلاً في السادسة من عمره، عندما بدأ أولى خطواته في الاعتماد علىنفسه في المدرسة ، كانت أمه قلقة جدا عليه فهو بكرها، ولتشجيعه على قبول المدرسة ملأت حقيبته بأنواع مختلفة من الحلوى و السكاكر و لا سيما الشيبس ، بالإضافة إلى العصير حتى كادت لا ترك مجالاً لكراساته و كتبه الدراسية.

كانت تلك أولى خطواتها في اختراق المنظومة الغذائية لطفلها، فما إن عاد من المدرسة ورأت كراساته وقد زينت بكلمات الشكر والثناء من مدرسته، حتى أغدقت عليه بالمزيد من المسليات، قبل أن تضع له وجبة الغذاء التي من المفترض أن يتناولها، أمهلته قليلاً حتى يعود والده من العمل ليجلسوا جميعاً إلى مائدة الطعام لكنه كان جائعاً فالتهم المسليات الحارة منها، والحلوة على التوالي، وانسل إلى غرفته ليبدأ حل وظائفه المدرسية، وما إن حضرت مائدة الطعام حتى عزف عنها الطفل، والسبب كمية المسليات التي تناولها، والتي أحدثت لديه صدمة للشهية فتوارت شهيته للطعام.
ذلك سلوك لكثير من الأمهات وتلك نتيجته، حيث تعمد الكثير من الأمهات تقديم المسليات بأنواعها المختلفة ومذاقاتها المتنوعة الحلوة والحارة للطفل كمكافأة أحياناً لنجاحه، أو إتيانه بسلوك حسن مما يشكل صدمة لشهية الطفل عن الطعام، ومن ثمَّ تكون الشكوى المتكررة "طفلي لا يتناول الطعام الصحي".
في التقرير التالي، يعرض اختراق بعض الأمهات للمنظوة الغذائية لطفلها على امتداد مرحلة الطفولة، ونماذج أخرى تجتهد في تقديم الطعام الصحي لأبنائها، مما ينعكس إيجاباً على أبدانهم فتكون قوية المناعة.
في كثير من الأحيان يحاول الأهل في سنوات الطفولة استجلاب عطف وحب أبنائهم عن طريق المسليات، فيغدقون عليهم بها، حتى يرتبط معنى الحب لدى هذا الطفل بمدى تقديم الشخص له المسليات والحلويات، مما يؤثر سلباً على شخصية الطفل، فهو لا يستمع لك ولا يظهر اهتماماً إلا إذا أشبعت لديه حاجته
لاستجلاب الود والمحبة:
"نرمين" في العشرينات من عمرها، اعتادت بعد غياب فترة على أبناء شقيقتها أن تجلب لهم الكثير من المسليات على اختلاف أنواعها، مشيرة إلى أنها تعمد إلى اختيار الأنواع وفقاً لقيمتها الغذائية، فتشترى الأشياء الغنية بالحليب والعصائر التي ترتئي أنها لحد ما طبيعية، وغيرها من رقائق البطاطس المقلية "الشيبس"، تؤكد الفتاة أنها في فترة امتنعت عن جلب تلك المسليات بسبب دراسة قرأتها تؤكد أن تقديم المسليات للأطفال تسهم في استجلاب عطفهم ودهم وبدونها تكون العلاقة عادية أو حتى ينعدم الارتباط، تقول :"أردت أن أتحقق من تلك الدراسة فيما يفيدني بعد ذلك في تربية أبنائي، وبالفعل كنت أذهب إلى شقيقتي وحقيبتي خالية من أي نوع من المسليات، وبعد مرات فترت العلاقة الحميمة التي كنت أجدها في تصرفات الصغار تجاهي"، وتشير إلى أنها أضحت تعدل من سلوكياتها خاصة بعدما شكت والدتهم أنهم بعد تناول المسليات لا يأكلون إلا القليل من طعامهم الرئيسي، لافتة إلى أنها لم تحرم الأطفال من المسليات أبداً، بل جعلتها مكافأة بكميات محدودة بعد تناول الوجبة الرئيسية من الغذاء.
مسليات طبيعية:
أما أم عبد المجيد وهي سيدة في الثلاثينيات من عمرها ولديها طفلة واحدة هي كل حياتها، فتؤكد أنها تهتم بتغذيتها بشكل سليم، ولا تترك وسيلة من وسائل الإعلام سواء برامج التغذية على الشاشة الفضية، أو تلك النصائح المتمخضة عن دراسات التغذية لدى الأطفال إلا وتطلع عليها في إطار الحرص على اتباع أسلوب غذائي متكامل مع طفلتها، مشيرة إلى أنها لا تحرم طفلتها من أي أنواع الغذاء تمدها بالمسليات والفيتامينات والبروتينات وكل ما يحتاجه جسمها في إطار منظومة غذائية متكاملة، تؤدي إلى سلامة بنيتها الجسدية والعقلية، فهي توقن بأن العقل السليم في الجسم السليم.
وتشير السيدة أن الكثير من المسليات التي يقول مروجيها أنها مصنعة خصيصاً للأطفال، تحتوي على كميات هائلة من الملح أو السكر! ناهيك عن الدهون ولا سيما المركبات المسرطنة! لذلك فهي لا تعود طفلتها على استهلاكها يومياً فقط تمنحها نوعا واحدا منها، وأحياناً كثيرة تستعيض عنها بالمسليات الطبيعية، فتمنحها وجبة من الذرة الصفراء الطبيعية التي تعمد إلى تخزينها بالفريزر في موسمها لتستفيد منها على مدار أشهر طوال، بالإضافة إلى الفشار، وكذلك الترمس الذي له فوائد عظيمة لتنمية الذكاء عند الطفل، لافتة إلى أنها تصنعه منزلياً وبعض المكسرات المفيدة كالقضامة والوز وعين الجمل، بالإضافة إلى العصائر الطبيعية الغنية بالفيتامينات والتي تعدها منزلياً وتقدمها لطفلتها بطريقة مميزة، كما تقدمها المطاعم الفاخرة؛ لتشجعها على شربها وعدم طلب المشروبات الغازية التي تحتوي على كمية عالية من السكر والفسفور الذي يؤثر على فقدان الكالسيوم من العظام ويسبب هشاشة العظام.
اختراق حصانة الطفل:
يرى المدير الطبي في جمعية أرض الإنسان الفلسطينية الخيرية د. عدنان الوحيدي أن كثيراً من الأمهات تعمدنّ إلى اختراق حصانة أطفالهنّ منذ عامه الأول وتحديداً في الست شهور الأولى بإمدادهنّ أغذية متنوعة[COLOR=#0000ff] وأطعمة غير ملائمة للسن[/COLR]؛ بحج متنوعة وأعذار غير مقبولة طبياً على الإطلاق، ولا يستشار فيه ذوي التخصص من الأطباء أو الطواقم ذات العلاقة بنمو وتغذية الطفل، مرجعاً السبب في ذلك إلى تأثير الشركات المنتجة لحليب الأطفال مما أسهم في إيجاد الممارسات الخطأ، ويضيف الوحيدي بالقول: "الممارسات الخاطئة تزداد في سن الطفل بين العام والعامين حيث يدخل ضمن المنظومة الغذائية الخطأ إدخال الأهالي نماذج غذائية صناعية بأسماء متعددة، تشمل رقائق البطاطس المعروفة "بالشيبس"، وبعض الأغذية المغلفة كالحلويات بأنواعها المتعددة والسكاكر وغيرها.
وبعد سن العامين تزداد هذه الممارسات والسبب هنا يعود إلى الدوافع العاطفية والتي تسخر بشكل مغلوط في تنشئة الطفل ويتدخل فيها العنصر الغذائي تدخلاً ملموساً فيما يخص الأطفال "، لافتاً إلى أن بعض الأهالي يلجئون أحياناً إلى تقريب الطفل واستجلاب مودته وتحقيق الارتباط العاطفي المتميز، من خلال إعطائه الحلويات والأغذية المصنوعة -حسب وجهة نظر صانعيها أنها خصيصاً للأطفال- وسبب آخر يعود إلى غياب الرقابة التنفيذية التي يكون فيها إحقاق للمنطق وتقريره كجزئية سلوكية بالإضافة إلى عدم التثقيف الصحي والتحذير وقف الترويج المغلوط للأغذية غير الملائمة للطفل.
ويشير الوحيدي في حديثه إلى أن العوامل السابقة أدت إلى دخول هذه العناصر الغذائية في المنظومة الغذائية اليومية، مما أثمر استمرار هذه العادة والاطراد فيها، ثم الانتقال إلى مناطق أكثر خطورةً مؤكداً أنك إذا ما نظرت الآن إلى الأطفال في سن عامين وما فوق؛ فتجدهم لا يشترون إلا رقائق البطاطس التي تحتوي على الشطة، والسبب أنها بفعل الأهل الذين حاولوا استجلاب عطف ود أبنائهم بهذه الطريقة بات من المنظومة الغذائية اليومية لهم، لافتاً إلى أن مخاطر هذه النوعية من الطعام كبيرة على الأطفال بدءً من الغلاف البلاستيكي الذي تلف به وليس انتهاءً بالمواد المصنعة منها والتي تدخل فيها كيماويات وبشيء من التوضيح أشار إلى أن الغلاف البلاستيكي إذا ما تعرض للشمس؛ فإنه يضر بالمادة الغذائية التي يحتويها بداخله وذلك بمادة "بلات بلس" التي تحتاج إلى تحليل علمي دقيق للكشف عنها، وإظهار مدى خطورتها مبيناً أن تلك المادة ربما تكون مسؤولة عن إحداث أمراض مستقبلية لدى الأطفال.
ممارسات خطأ في المنظومة الغذائية:
من ناحية أخرى يشير الوحيدي إلى أن الكثير؛ بل الغالبية من الأمهات والأهالي يدركون أن ما يفعلونه من اختراق للمنظوة الغذائية لأبنائهم يدخل ضمن الممارسات الخطأ! إلا أنهم يصرون عليها، لافتاً أنه وفقاً لدراسات تم إجراؤها بشكل علمي بحت فإن مجموع نسبة المعرفة بمخاطر العادات الغذائية الخطأ كبيرة، وعلى الرغم من ذلك تستمر تلك الممارسات الخطأ وأضاف قائلاً:" الجمهور العربي يصر على ممارسة الخطأ رغم معرفته للصواب فيما يخص المنظومة الغذائية للطفل" والسبب وفقاً للدراسة: عدة محددات عاطفية وسلوكية للأهل بقصد استجلاب مودة الطفل أو تكليفه أو إقناعه بشيء من خلال الابتزاز غير المباشر على حد تعبيره، موضحاً أن ذلك يحدث مشكلات لدى الطفل، مشكلة الخلل الغذائي، ومشكلة الخلل المعنوي للطفل، بالإضافة لسبب آخر لا يقل خطورة عن سابقه يتعلق بقوة الإعلام والتأثير والتقليد وأيضاً نظرة الطفل إلى قرينه، ونظرة الأم إلى طفل الأم الأخرى، ناهيك عن نجاح الأسواق في إبراز هذه الحالة من ناحية الشكل والقدرات التسويقية المباشرة وغير المباشرة؛ باستخدام كافة الوسائل التي تجعل الأطفال يتعلقون بها، كذلك غياب النصيحة، وعدم الإصرار من المؤسسات الصحية على إيقاف مثل هذه النماذج الغذائية ساهم باستمرار الظاهرة وجعلها تنتشر لتشمل مساحات عديدة من الأطفال بدءا من أولئك الذين لم يكملوا عامهم الأول حتى انتهاء الطفولة، مشيراً إلى دراسة أعدها بينت نتائجها أن معظم الأمهات أدخلت لطفلها الغذاء بعد انتهاء الشهر السادس من العمر بنسبة 98% من الأمهات أدخلن طعام حلو المذاق و2% فقط أدخلن لأطفالهم طعام عادي المذاق، لافتاً أن ذلك يؤثر على شهية الأطفال، خاصة إذا ما علمنا أن المادة الحلوة تعمل على ارتفاع معدل الجلكوز في الدم، وبالتالي إذا ما أكلها الطفل فإنه يصاب [COLOR=#0000ff]بصدمة للشهية[/COLR] وتقل شهيته نحو الطعام الذي لا يكون مذاقه حلواً، ومن ثمَّ تأتي الأم وتشكو أن طفلها لا يأكل الطعام المفيد! مع أنها شكلت سبباً في هذا العزوف بممارساتها الخطأ في تغذيته، داعياً الأمهات إلى الاعتناء بتقديم الحلويات للطفل، ولكن بعد الوجبة وبكميات لا ترفع السعرات الحرارية لديه.




خليجية



خليجية
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز

وفي انتظار جديدك الأروع والمميز

لك مني أجمل التحيات

وكل التوفيق لك يا رب
خليجية




خليجية