جزآكي الله خيرا
خالد بن سعود البليهد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فإن الشريعة جاءت يتمييز المسلم في مظهره وزيه وعاداته عمن سواه من الأمم. والمتأمل في سلوك بعض شبابنا اليوم يلحظ ظاهرة خطيرة ألا وهي غياب المظهر الإسلامي عندهم:
1- فتراهم قد حلقوا لحاهم وحفوا شواربهم وهذا مخالف لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أمر بتربية اللحى وتقصير الشوارب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحفوا الشوارب ، ووفروا اللحى ، خالفوا المشركين) متفق عليه . وفي صحيح مسلم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (جزوا الشوارب ، وأرخوا اللحى خالفوا المجوس).
2- وتراهم قد تفننوا في قص الذقن والزلوف بأشكال متنوعة وموضات جديدة.
3- وتراهم قد أطالوا شعورهم على هيئة الاسترسال أو التجعيد على طريقة شعور النساء جريا وراء آخر الصرخات . ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يربي شعره مجاراة لعرف قومه فمن أطال شعره بقصد التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يخالف فعله ما اشتهر من عرف قومه وقوي على إكرام شعره ففعله حسن. أما هؤلاء الشباب فيربون شعورهم تقليدا للكفار ولا يعرفون بالطاعة ومخالفون للسنة ولهم مقاصد سيئة في ذلك. ولذلك أنكر بعض السلف تربية الشعر لما اشتهر فعله عند الفساق وصار زيا لهم. وقال ابن عبد البر: ( صار أهل عصرنا لا يحبس الشعر منهم إلا الجند عندنا لهم الجمم والوفرات وأضرب عنها أهل الصلاح والستر والعلم حتى صار ذلك علامة من علاماتهم وصارت الجمم اليوم عندنا تكاد تكون علامة السفهاء).
4- وتراهم قد هجروا اللباس المعروف عند المسلمين و تفننوا في تتبع الأزياء الخاصة بالكفار في جميع الأوقات والأحوال حتى لو كان اللباس غير محتشم وخارج عن الآداب العامة ككشف بعض العورة أو إظهار شيء من الملابس الداخلية بصورة تنفر منها الطباع السليمة ويستحيي منها أهل المروءة. بل أصبح لدى بعضهم اهتمام شديد في لبس الماركات المشهورة وإنفاق الأموال الباهضة لإقتنائها حتى صاروا ينافسون البنات على ذلك. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لباس الكفار كما في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو (إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسهما).
5- وتراهم يتتبعون القصات الغريبة والتقليعات الشاذة التي تتجدد كل يوم وتدخل في حكم القزع والتشبه والشهرة التي نهى الشرع عنها.
6- وتراهم يتصرفون ويتخاطبون بطريقة غير المسلمين في كل شؤونهم يتفاخرون بذلك ويعدونه دليلا على التطور والرقي.
7- وتراهم يبالغون جدا في استعمال كريمات البشرة وأدوات الزينة والعطر الخاص بالنساء مع الملابس الرقيقة والمخصرة وهذا فيه تخنث وتشبه بالنساء وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال كما في صحيح البخاري من حديث ابن عباس. وفي المسند عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخنثي الرجال الذين يتشبهون بالنساء، والمترجلات من النساء المتشبهين بالرجال).
وكل هذه المظاهر هي من التشبه بغير هدي المسلمين والإعجاب بحضارتهم والإنقياد وراء موضاتهم وثقافتهم الهشة. وقد نهت الشريعة عن ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم) رواه أبوداود.
إنه من المؤسف أن يتعلق الشاب ويقلد كثيرا من نجوم الفن الغربي من مغن وممثل ولاعب في الوقت الذي يهمل التأثر والتشبه بقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إنه من المؤسف أن يتناسى الشاب عادات الآباء الحسنة التي توارثوها عن أجدادهم وانصبغت بآداب الإسلام وأقرها العلماء وعملوا بها.
إن الحفاظ على عادات المجتمع المسلم وأعرافه الطيبة من المصالح الكبرى التي أقرها الإسلام وتمسك بها المسلمون لأنها تميزهم عن غيرهم وتجعل لهم خصوصية وثقافة فهي من صميم حضارتهم وبتضييعها تذوب شخصية المسلم في خضم العولمة المتدفقة.
إنه يجب على الشاب أن يحافظ على مظهره الإسلامي ويتمسك بعادات قومه وزيهم الخاص بهم ولا يكون شاذا بينهم مخالفا لأعرافهم. ولذلك نهى الشرع عن لباس الشهرة كما ثبت في سنن أبي داود وغيره.
إن الأسرة والمؤسسات العلمية والتربوية يجب أن يكون لها حضور ودور كبير في تربية الشاب على احترام المظهر الإسلامي وتعزيز ثقته به والنفور عن المظهر الغربي.
إن تخلي الشاب المسلم عن مظهره الإسلامي دليل على رقة دينه وضعف شخصيته ونقص عقله وشدة تأثره بالإعلام الغربي.
إن الشاب الذي يترك مظهره الإسلامي ناقص الحياء لا يأبه لأحد ولا يحترم قومه وإذا فقد المرء الحياء صدر منه كل ما يستغرب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت) رواه البخاري. إنه يعيش صراعا في الداخل وأزمة ثقافية كبرى ليس لديه تصور واضح لهويته الإسلامية.
ولهذه الظاهرة أسباب كثيرة وعوامل مؤثرة فهي حرية بالدراسة والتحليل من قبل أهل الإختصاص.
أسأل الله أن يهدي شبابنا ويرزقهم التمسك بالمظهر الإسلامي واحترام عادات المجتمع المسلم والإعتزاز بدينهم والإتباع لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ويجنبهم زي غير المسلمين.
خالد سعود البليهد
[email protected]
الرياض: في 2/1/1429
خالد بن سعود البليهد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فإن الشريعة جاءت يتمييز المسلم في مظهره وزيه وعاداته عمن سواه من الأمم. والمتأمل في سلوك بعض شبابنا اليوم يلحظ ظاهرة خطيرة ألا وهي غياب المظهر الإسلامي عندهم:
1- فتراهم قد حلقوا لحاهم وحفوا شواربهم وهذا مخالف لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أمر بتربية اللحى وتقصير الشوارب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحفوا الشوارب ، ووفروا اللحى ، خالفوا المشركين) متفق عليه . وفي صحيح مسلم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (جزوا الشوارب ، وأرخوا اللحى خالفوا المجوس).
2- وتراهم قد تفننوا في قص الذقن والزلوف بأشكال متنوعة وموضات جديدة.
3- وتراهم قد أطالوا شعورهم على هيئة الاسترسال أو التجعيد على طريقة شعور النساء جريا وراء آخر الصرخات . ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يربي شعره مجاراة لعرف قومه فمن أطال شعره بقصد التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يخالف فعله ما اشتهر من عرف قومه وقوي على إكرام شعره ففعله حسن. أما هؤلاء الشباب فيربون شعورهم تقليدا للكفار ولا يعرفون بالطاعة ومخالفون للسنة ولهم مقاصد سيئة في ذلك. ولذلك أنكر بعض السلف تربية الشعر لما اشتهر فعله عند الفساق وصار زيا لهم. وقال ابن عبد البر: ( صار أهل عصرنا لا يحبس الشعر منهم إلا الجند عندنا لهم الجمم والوفرات وأضرب عنها أهل الصلاح والستر والعلم حتى صار ذلك علامة من علاماتهم وصارت الجمم اليوم عندنا تكاد تكون علامة السفهاء).
4- وتراهم قد هجروا اللباس المعروف عند المسلمين و تفننوا في تتبع الأزياء الخاصة بالكفار في جميع الأوقات والأحوال حتى لو كان اللباس غير محتشم وخارج عن الآداب العامة ككشف بعض العورة أو إظهار شيء من الملابس الداخلية بصورة تنفر منها الطباع السليمة ويستحيي منها أهل المروءة. بل أصبح لدى بعضهم اهتمام شديد في لبس الماركات المشهورة وإنفاق الأموال الباهضة لإقتنائها حتى صاروا ينافسون البنات على ذلك. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لباس الكفار كما في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو (إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسهما).
5- وتراهم يتتبعون القصات الغريبة والتقليعات الشاذة التي تتجدد كل يوم وتدخل في حكم القزع والتشبه والشهرة التي نهى الشرع عنها.
6- وتراهم يتصرفون ويتخاطبون بطريقة غير المسلمين في كل شؤونهم يتفاخرون بذلك ويعدونه دليلا على التطور والرقي.
7- وتراهم يبالغون جدا في استعمال كريمات البشرة وأدوات الزينة والعطر الخاص بالنساء مع الملابس الرقيقة والمخصرة وهذا فيه تخنث وتشبه بالنساء وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال كما في صحيح البخاري من حديث ابن عباس. وفي المسند عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخنثي الرجال الذين يتشبهون بالنساء، والمترجلات من النساء المتشبهين بالرجال).
وكل هذه المظاهر هي من التشبه بغير هدي المسلمين والإعجاب بحضارتهم والإنقياد وراء موضاتهم وثقافتهم الهشة. وقد نهت الشريعة عن ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم) رواه أبوداود.
إنه من المؤسف أن يتعلق الشاب ويقلد كثيرا من نجوم الفن الغربي من مغن وممثل ولاعب في الوقت الذي يهمل التأثر والتشبه بقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إنه من المؤسف أن يتناسى الشاب عادات الآباء الحسنة التي توارثوها عن أجدادهم وانصبغت بآداب الإسلام وأقرها العلماء وعملوا بها.
إن الحفاظ على عادات المجتمع المسلم وأعرافه الطيبة من المصالح الكبرى التي أقرها الإسلام وتمسك بها المسلمون لأنها تميزهم عن غيرهم وتجعل لهم خصوصية وثقافة فهي من صميم حضارتهم وبتضييعها تذوب شخصية المسلم في خضم العولمة المتدفقة.
إنه يجب على الشاب أن يحافظ على مظهره الإسلامي ويتمسك بعادات قومه وزيهم الخاص بهم ولا يكون شاذا بينهم مخالفا لأعرافهم. ولذلك نهى الشرع عن لباس الشهرة كما ثبت في سنن أبي داود وغيره.
إن الأسرة والمؤسسات العلمية والتربوية يجب أن يكون لها حضور ودور كبير في تربية الشاب على احترام المظهر الإسلامي وتعزيز ثقته به والنفور عن المظهر الغربي.
إن تخلي الشاب المسلم عن مظهره الإسلامي دليل على رقة دينه وضعف شخصيته ونقص عقله وشدة تأثره بالإعلام الغربي.
إن الشاب الذي يترك مظهره الإسلامي ناقص الحياء لا يأبه لأحد ولا يحترم قومه وإذا فقد المرء الحياء صدر منه كل ما يستغرب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت) رواه البخاري. إنه يعيش صراعا في الداخل وأزمة ثقافية كبرى ليس لديه تصور واضح لهويته الإسلامية.
ولهذه الظاهرة أسباب كثيرة وعوامل مؤثرة فهي حرية بالدراسة والتحليل من قبل أهل الإختصاص.
أسأل الله أن يهدي شبابنا ويرزقهم التمسك بالمظهر الإسلامي واحترام عادات المجتمع المسلم والإعتزاز بدينهم والإتباع لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ويجنبهم زي غير المسلمين.
اللهم اهدي شباب المسلمين
سَلآمْ مِنْ اَللهْ عَليكمْ ورَحمةْ مِنه وبَركآتةْ
المظهرْ..جميعنآ نعلم أنّه هو الشيء الواضح منّا للآخرين ونعلم
جميعنا بأن مظهر الشخص يظهر من جانبين شكليْ وعقليْ!
شكليْ..من خلال ما يرتديه من ملآبس وما نضيفه من مواد
تعطي شيء من الجمالية للذكر والأنثى على حد السوآء.
أما الجآنب العقليْ..فيظهر من خلال الحديث وأيضا هذا
يأخذ جانب التجميل في الكلام وفن المرآوغة وما شابه .
الجوهرْ..هو كل ما تحتويه النفس البشرية من مكنونات
داخلية من مشاعر وأحاسيس
وما يحتويه العقل من أفكار واتجاهات قـلّ من يعلمها
من المحيطين بنا وقد لا نظهرها للآخرين .
[ بين المظهر والجوهر هناك ]
مسافة واسعة جداً تختلف بإختلاف الأشخاص
وطبيعتهم وما تحتويه قلوبهم
فهناك من يحكمه مظهره ويتعامل فيه مع الآخرين
وآخر يجد نفسه يصطدم مع الآخرين
لأنه يصر على العيش بواقعية مكنونات نفسه
دون تجمل أو إضافات كاذبة ،
يأخذ كلامه من عقله ويترك صادق مشاعره
تعيش مع الآخرين ليس لديه القدرة على النفاق
أو المجاملة الكاذبة لأنه يجد نفسه غريب عن ذاته إذا فعل ذلك ،
وعلى النقيض منه هناك من يلبس الأقنعة الواحد تلو الآخر
ليحسن مظهراً يعيش فيه مع الآخرين لا يجد حرجا في التكلف
أو الكذب ينافق هذا ويجامل ذآك
ليس له مبدأ يعيش فيه غير النفاق والكذب
يعيش بأكثر من وجه بل لكل شخص في حياته وجهْ .
[ بين المظهر والجوهر نلتقي ]
بأشخاص ننخدع بمظهرهم وببرآءة وجوههم
المصطنعة نعيش معهم ساعات
وأيام وقد يتعدى الأمر لـِ أشهر
ولكن في النهاية تسقط الأقنعة فننصدم
بـِ وجه قبيح لا يحمل إلا الخبث
ويتقن فن التمثيل وقد نتجنب شخصاً ما
لـِ صرآحته المفرطة أو لـِ صدق كلماتهْ
ومع مرور الوقت نجد أنفسنا نرتمي
في أحضان هذا الشخص لـِ أننا
وجدنا فيه صدق المظهر والجوهر..
وجهاً واحداً..قلباً واحداً..صَدق مع الذآت..
وصَدق مع الآخرين.
.يا لها من روعة أن تعايش مثل هذا الشخص
وتعيش صدق إحسآسه وكلمآتهْ .
[ بين المظهر والجوهر فرق ]
شاسع فمن لبس المظهر وعاش فيه
ليس صعب عليه الكذب في كل شيء..
وفي تعامله مع الآخرين..وقد يتعدّاه الأمر
لـِ الكذب على ربّه والنفاق والرياء
حتى في العبادات فلا تنتظر منه أن يكون صادقاً معك ،
ومن إتخذ من الجوهر الصادق طريقاً ومنهجاً
في حياته تجده صادقاً مع ربّه..
ومع الآخرين..فلا تخاف منه أو عليهْ .
فـَ لنكن ممن يعيشون بـِ جوهر صادق ومظهر جميل~
فـَ ليس نقاء الجوهر يعني إنعدام المظهر..على العكس من ذلك..
المظهر الصادق مرآة صادقة عن الجوهر .
المظهرْ.
جميعنآ نعلم أنّه هو الشيء الواضح منّا للآخرين ونعلم
جميعنا بأن مظهر الشخص يظهر من جانبين شكليْ وعقليْ!
شكليْ ..
من خلال ما يرتديه من ملآبس وما نضيفه من مواد
تعطي شيء من الجمالية للذكر والأنثى على حد السوآء.
أما الجآنب العقليْ ..
فيظهر من خلال الحديث وأيضا هذا
يأخذ جانب التجميل في الكلام وفن المرآوغة وما شابه .
الجوهرْ..
هو كل ما تحتويه النفس البشرية من مكنونات
داخلية من مشاعر وأحاسيس
وما يحتويه العقل من أفكار واتجاهات قـلّ من يعلمها
من المحيطين بنا وقد لا نظهرها للآخرين.
[ بين المظهر والجوهر هناك ]
مسافة واسعة جداً تختلف بإختلاف الأشخاص
وطبيعتهم وما تحتويه قلوبهم
فهناك من يحكمه مظهره ويتعامل فيه مع الآخرين
وآخر يجد نفسه يصطدم مع الآخرين
لأنه يصر على العيش بواقعية مكنونات نفسه
دون تجمل أو إضافات كاذبة ،
يأخذ كلامه من عقله ويترك صادق مشاعره
تعيش مع الآخرين ليس لديه القدرة على النفاق
أو المجاملة الكاذبة لأنه يجد نفسه غريب عن ذاته إذا فعل ذلك ،
وعلى النقيض منه هناك من يلبس الأقنعة الواحد تلو الآخر
ليحسن مظهراً يعيش فيه مع الآخرين لا يجد حرجا في التكلف
أو الكذب ينافق هذا ويجامل ذآك
ليس له مبدأ يعيش فيه غير النفاق والكذب
يعيش بأكثر من وجه بل لكل شخص في حياته وجهْ .
[ بين المظهر والجوهر نلتقي ]
بأشخاص ننخدع بمظهرهم وببرآءة وجوههم
المصطنعة نعيش معهم ساعات
وأيام وقد يتعدى الأمر لـِ أشهر
ولكن في النهاية تسقط الأقنعة فننصدم
بـِ وجه قبيح لا يحمل إلا الخبث
ويتقن فن التمثيل وقد نتجنب شخصاً ما
لـِ صرآحته المفرطة أو لـِ صدق كلماتهْ
ومع مرور الوقت نجد أنفسنا نرتمي
في أحضان هذا الشخص لـِ أننا
وجدنا فيه صدق المظهر والجوهر..
وجهاً واحداً..قلباً واحداً..صَدق مع الذآت..
وصَدق مع الآخرين.
.يا لها من روعة أن تعايش مثل هذا الشخص
وتعيش صدق إحسآسه وكلمآتهْ .
[ بين المظهر والجوهر فرق ]
شاسع فمن لبس المظهر وعاش فيه
ليس صعب عليه الكذب في كل شيء..
وفي تعامله مع الآخرين..وقد يتعدّاه الأمر
لـِ الكذب على ربّه والنفاق والرياء
حتى في العبادات فلا تنتظر منه أن يكون صادقاً معك ،
ومن إتخذ من الجوهر الصادق طريقاً ومنهجاً
في حياته تجده صادقاً مع ربّه..
ومع الآخرين..فلا تخاف منه أو عليهْ .
فـَ لنكن ممن يعيشون بـِ جوهر صادق ومظهر جميل
فـَ ليس نقاء الجوهر يعني إنعدام المظهر..على العكس من ذلك..
المظهر الصادق مرآة صادقة عن الجوهر .
على الموضوع
لكـ خالص احترامي
سنينـــي يمـــ
مع مرور السنوات، كبر المعلم في العمر حتى حانت منيته وبدأ يحتضر وبدأ طلابه يتسائلون عن خليفة المعلم ومن سيختار ليقود المجموعة من بعده، ومن هو الشخص الذي سيختاره ليكشف له أسرار العلم الخفية والتي لا يعلمها من البشر إلا هو.
وفي ليلة موت المعلم، طلب من طلابه أن يحضروا له الطالب الذي يشرب الخمر…فتعجب الطلاب وصاروا يلتفتون إلى بعضهم البعض بدهشة.
دخل الطالب الذي يشرب الخمر على معلمه مع بقاء بقية الطلاب في الخارج…فكشف المعلم أسرار العلم الخفية لهذا الطالب معلناً إياه خليفة له.
ثار بقية الطلاب عند سماعهم هذا النبأ وكشفوا عن إنزعاجهم قائلين: " بعد كل التضحية التي ضحينا بها طوال هذه السنوات وفي النهاية يختار أسوأ طالب ليقودنا من بعده…يبدو أننا ضحينا في سبيل المعلم الخطأ والذي لايستطيع أن يرى مميزاتنا وتفوقنا".
حينها قال المعلم: " كان علي أن أكشف أسرار العلم الخفية إلى طالب أعرفه جيداً…أنتم كلكم متفوقون وتظهرون أفضل ما تملكون وتظهرون أيضاً مميزاتكم، محاولين إخفاء عيوبكم على الدوام…إظهار الفضيلة هي الطريقة المثلى لإخفاء السيئة…لكن هذا الطالب (مشيراً إلى الطالب الذي يشرب الخمر) هو الوحيد الذي لم يستطع أن يخفي سيئته الوحيدة وكان واضحاً، لهذا أنا أعرفه جيداً…أما أنتم فقد تملكون صفات سيئة أكثر من هذا الطالب لأنكم تظهرون محاسنكم على الدوام ولم تجرؤا على بيان سيئاتكم…لذلك أنا اخترت الشخص الذي أعرفه جيداً".
الحكمة واضحة : ليس كل صاحب عيب سيء فربما من أخفى عيوبه كان أكثر سوءاً
مشكورة قصة تستحق القرائة